بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر ثم أما بعد:
السلام على قاضي محكمة العدل الإلاهية في الأرض خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:
سلام الله على أخينا وحبيبنا رشيد المغربي ورحمة الله وبركاته ونرحب بك في طاولة الحوار العالمية للمهدي المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور حللت أهلا ونزلت سهلا وأهلا ومرحبا بك في ضيافة خاتم خلفاء الله وأكبرهم الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وبين أنصاره الأبرار السابقين الأخيار ضيفا كريما عزيزا باحثا عن الحق ولا شيء غير الحق.
ويا أخي رشيد والله لن ترى الحق حتى تستخدم عقلك بالتفكر والتدبر ولم نصل نحن إليه إلا بعد أن تدبرنا وتفكرنا فعلمنا أنه الحق من ربنا فاتبعناه وأعلم حبيبي في الله أن الله قد أتى نبيه إبراهيم الحجة على قومه فقال:
{وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه}
صدق الله العظيم [الأنعام:٨٣].
وأما الحجة فهي حجة العقل والمنطق حيث علم الله نبيه إبراهيم كيف يقيم على قومه حجة العقل والمنطق فيخضعهم للحق رغم أنوفهم حتى يسلموا له تسليما كون الحق لا تعمى عنه القول بل تقبله رغم أنف صاحبه وإنما تعمى القلوب إذ أخذتها العزة بالإثم تصديقا لقول الله تعالى:
{أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
صدق الله العظيم [الحج:٤٦].
ومن ثم أقام نبي الله إبراهيم حجة العقل والمنطق على قومه حيث كسر أصنامهم وترك فأسه على كبير الأصنام فلما جاءوا به ليسألوه فسألوه وقالوا:
{أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم}
قال لهم فاسألوا كبيرهم هذا إن كانوا ينطقون فقال قول الله تعالى:
{قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}
ثم أصاب نبي الله إبرهيم غايته مما علمه ربه وأقام على قومه حجة العقل والمنطق وكانت الحكمة أن يقيم نبي الله إبراهيم الحجة على قومه أمام مرأى ومسمع الناس لذلك عندما تسائل قومه عن من حطم أصنامهم كان الجواب بأنه فتى يدعى إبراهيم ومن ثم قرروا أن يسألوه أمام أعين الناس ليكونوا عليه من الشاهدين فقال تعالى:
{قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين (٥٩) قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم (٦٠) قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون (٦١)}
ومن ثم صارت الحجة بالشهادة عليهم هم من عقولهم كون ما جاء به حق ولا تعمى العقول عن الحق أبدا لذلك رفع الله التكليف الشرعي عن المجنون والنائم والصبي كونهم لا يعقلون.
ومن ثم دار الحديث بين قوم نبي الله إبراهيم وبين الشاهد الثالث بينهم ألا وهي عقولهم عندما رجعوا إليها فأفتتهم عقولهم أنهم ظالمون وأن نبي الله إبراهيم على حق تصديقا لقول الله تعالى:
{فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون}
ثم جاءت بينة الشهادة من عقولهم التي قبلت الحق رغما عنهم وأفتتهم بأنه الحق حتى وإن كانوا لا يريدوه وذلك حصل مباشرة من بعد أن دار الجدال بينهم وبين عقولهم والذي لم يعلمه نبي الله إبراهيم بل علمنا الله به ومن ثم نطقوا وهم ناكسوا رؤوسهم حجلون:
{ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون}
فكادا أن يبصروا الحق لولا أن نبي الله إبراهيم أغلظ عليهم القول واستعجلهم بالجواب فقال:
{قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم (٦٦) أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون (٦٧)}
ثم أخذتهم العزة بالإثم فقالوا:
{قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين (٦٨)}
صدق الله العظيم [الأنبياء].
وتلك هي الحجة التي آتاها الله لنبيه إبراهيم أن يقيمها على قومه وهي حجة العقل والمنطق كون الله أمر طلاب العلم بأن لا يتبعوا الداعية الإتباع الأعمى وأن لا يقتفوا ما وجدوا عليه أباءهم من غير تدبر وتفكر هل ما كان عليه أباءهم حق كله أم باطل كله أم حق تخلله كثير من الباطل لذلك أمرنا الله بإستخدام عقولنا فقال:
{ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا}
صدق الله العظيم [الإسراء:٣٦].
فانظر أخي الحبيب رشيد المغربي إلى أهل النار فما كان جواب جميعهم عن السبب الذي أوردهم النار إلا أنهم كانو لا يعقلون ولا يستخدمون عقولهم لما جاءهم الحق فقالوا جميعهم وهم في النار:
{وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير (١٠) فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير (١١)}
صدق الله العظيم [الملك].
وزادنا الله في فتوى أخرى بأنه لم يذراء للنار إلا أصحاب الإتباع الأعمى الذين لا يتفكرون ولا يستخدمون عقولهم شيئا ولو أنهم تفكروا لعقلوا فأدركوا الحق ومن ثم يتبعوه فقال تعالى:
{ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ألئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}
صدق الله العظيم [الأعراف:١٧٩].
فأرجو من أخي رشيد المغربي التفكر في بيان القرآن والتدبر فيه وإستخدام العقل كون العقل لن يغيب عنه الحق إطلاقا لو كان هو الحق وإنه الحق من ربك والذي جاء به جميع الأنبياء والمرسلون وإنا لصادقون فاستفتي عقلك بذلك وارجع إليه وانظر بماذا سيفتيك ونسأل الله أن يهديك صراطا مستقيما وأن يهدي جميع الضالين من النصارى واليهود والأميين وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.