وعليكم سلام الله ورحمته تعالى وبركاته وعظيم نعيم رضوانه وتلك الغاية
في انتظار صاحب البيان الحقّ هذه بعض التّفاسير:
تفسير ابن كثير رحمه الله:
أقربهم للمسلمين كافّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
وهذا سؤال من إبراهيم عليه السلام أن يؤتيه ربه حكما قال ابن عباس وهو العلم وقال عكرمة هو اللب وقال مجاهد هو القرآن وقال السدي هو النبوة وقوله: "وألحقني بالصالحين" أي اجعلني مع الصالحين في الدنيا والآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند الاحتضار "اللهم في الرفيق الأعلى" قالها ثلاثا وفي الحديث في الدعاء "اللهم أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مبدلين".
تفسير الطّبري رحمه الله:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
يقول تعالى ذكره مخبرا عن مسألة خليله إبراهيم إياه ( رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا ) يقول: رب هب لي نبوّة.( وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) يقول: واجعلني رسولا إلى خلقك, حتى تلحقني بذلك بعداد من أرسلته من رسلك إلى خلقك, وائتمنته على وحيك, واصطفيته لنفسك.
تفسير القرطبي رحمه الله:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
ثم دعا عليه السلام ربه فقال: رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا أي: علما كثيرا, أعرف به الأحكام, والحلال والحرام, وأحكم به بين الأنام، وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ من إخوانه الأنبياء والمرسلين.
ونجد بحول الله جواب هذا الدّعاء الكريم في سورة الأنبياء عليهم سلام الله:
قال الله تعالى:{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمْ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الَأَخْسَرِينْ (70) وَنَجَيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَتِّي بَارَكْنَا فِيهَا ِلِلْعَالَمِينْ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينْ (72) وَجَعَلْنَاهُمُ أَئِمَةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَ أَوْحَيْنَا إِلَيْهِم فِعْلَ اَلْخَيْرَاتِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَ كَانُوا لَنَا عَابِدِينْ (73) صدق الله العظيم
ونِعم التّدبر ونِعم الدّعاء اللّهم الحقنا بالصّالحين.