سلام على من اتّبع الهدى و بعد يا أخي ما هذا التخبّط فوالله ما قرأنا في مشاركتك هذه إلّا نقلا لأقوال أناس لا يعلمون ما يقولون فهذا يحلّ و الآخر يحرّم و يمنع من غير دليل و الله تعالى يقول: وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ.
و الله تعالى يقول:وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا.
و لو عدت لمشاركتك فإنّك لم تأتنا بقول فصل ولو في مسألة واحدة و لم تأتنا بالأحكام الشرعية العملية التطبيقية من الدّين التي شرعها الله تعالى لرسوله الأكرم صلوات ربّي و سلامه عليه.
و اعلم أخي أنّ مراد الله واحد و حكمه قطعيّ و محكم فإمّا أن تعلم و إمّا لا تعلم لأنّ حرمة الدماء عند الله أعظم من حرمة بيته الحرام و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلّم حين قال: لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على لله من أن يراق دم امرئ مسلم. وهو القائل أيضا صلوات ربّي و سلامه عليه:لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم. بل و الله لقتل نفس بشرية مسلمة كانت أو كافرة بغير حقّ لهي من أعظم الذنوب في الكتاب و سيّئها بعدد ولد آدم، قال تعالى:مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ.
أنت أخي تقول:المرأة الشيوعية: تقتل لأنها مرتدة. ففي الصحيح: (من بدل دينه فاقتلوه). وكذلك تقتل لأنها تشارك في الحرب وفي الرأي وفي تهييج الكفار ضد المسلمين
أقول لك أخي هذا حديث باطل و الله تعالى يقول: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.
و الله تعالى يقول في النّساء اللّاتي هاجرن مع أزواجهنّ مؤمنات ثمّ انقلبن إلى الكفر بعد إيمانهنّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10)وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11).
و انظر مليّا لقوله تعالى:وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ. فهل عاقب الله بقتلها؟ لا و الله بل أمرنا الله تعالى أن لا نمسك بعصم الكوافر فهنّ لا يحللن لنا. فبالله عليكم من أين أتيتوا بهذه الأحكام و صدق الله تعالى: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ.
أنت أخي تقول:لا يجوز تشويه الأسير ولا قطع أذنية، ولا قلع عينيه، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المثلة، ولا يجوز قطع رأسه ولا قدميه.
حسنا فلِمَ تقطعون رؤوس من يقع بين أيديكم في الأسر إذا ِلمَ تقولون ما لا تفعلون.
و أضيف يا من تقولوا على رسول الله صلى الله عليه و سلّم أنّه جاء بسنّة الذبح كذبتم و الله بل هو رحمة للعالمين فبالله عليكم أهذا حديث يقوله محمد صلى الله عليه و سلّم: يا معشر قريش! أما والذي نفس محمد بيده! ما أرسلت إليكم إلا بالذبح، وأشار بيده إلى حلقه، قال: فقال له أبو جهل: يا محمد! ما كنت جهولا، قال: فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أنت منهم.
بالله عليكم أيعقل أن يقول رسول الله مثل هذا القول بل و الله هذا الحديث فيه سبّ لرسولنا الأكرم فأبا جهل الجهول ابن الجهالة يصف رسولنا و يقول: يا محمد! ما كنت جهولا و من ثَمَّ يُصرّ عليه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلّم و يقول:أنت منهم. بالله عليكم أين عقولكم أخلت جماجمكم من الألباب.
ثمّ أختم معك بهذا التحدّي ألست تزعم أنّكم تجاهدون في سبيل الله إذا فقتلاكم شهداء في سبيل الله،
فاذهب أخي و اسأل ممّن تثق فيهم بحقّ لا إلاه إلاّ الله هل عندما يذهبون لدفن قتلاهم خاصّة من الذين مرّت عليهم أيّام على قتلهم هل يجدونهم لم يتغيّر لونهم و رائحتهم لأنّ الشهداء أكرمهم الله بالبسطة في الجسم بعد موتهم كرامة لهم حتى و إن بقوا على أسرّتهم سنين عددا مثلهم مثل الأنبياء لا تأكل أجسادهم الأرض و لا يصبحون عظاما نخرة و لا جيفا. هيّا اذهب أخي و تثبّت من قبل أن تذلّ و تخزى.
و تدبّر بيانات الإمام ناصر محمد اليماني ففيها العلم الذي ينفع وهي نور يشرح بها الله صدور الذين آمنوا.