بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى المهدي المنتظر وآل بيته الأبرار وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار إلى اليوم الآخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويا حبيبي في الله عوض احمد يعقوب فلا يغرك شياطين البشر المتلبسين بثوب الصالحين ليصدون عن أيات الله صدودا عظيما وأما كيف عرفنا أنهم شياطين وذلك لكونه إذا تليت عليهم أيات الله بالحق وأحسن تفسيرا فذلك لا يزيدهم إلا نفورا لذلك ليست العبرة في اليأس من هدايتهم ولكن يا رجل ألا تعلم أن الله حرم علينا أن نقعد في مجالس يُكفر فيها بالله رب العالمين وقال تعالى:
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [النساء:140].
فكيف تريدنا يا عوض أن نبقي على عدوالله وخليفته وهو يكفر ويستهزء بأيات الله فنكون مثله بل نجتثه في كل مرة كشجرة خبيثة ما لها من قرار لعنهم الله بكفرهم فوالله لا يزيدون الباحثين إلا خبالا فاعقل يا رجل فليس الإيمان بالكتاب أماني وأحلام بل الإيمان يكون بقوة وبكل ما جاء في الكتاب وليس الإيمان يكون ببعضه وما وافق الأهواء.
ألا تعلم أن بيانات خليفة الله منها ما يكون فتنة للأنصار وفي ذلك حكمة بالغة من الإمام المهدي ليريه الله ما في قلوب أنصاره فيعلم الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين رغم أن خليفة الله يأتي بالبيان بالحق وأحسن تفسيرا لكنه لا يفصل كل مسألة وردت فيه ببيان واحد بل منها ما يجعله على مراحل كون بيان القرآن يكون شيئاً فشيئا كمثل بيان الصابئين فوالله إنه بيان واضح وضوح الشمس ولكن بعض إخوتنا قالوا أن عقولهم لم تتقبل البيان والسؤال هو:
فهل عدم تقبل البيان هو لخطاء في البيان إذاً فما هو الحق في نظركم فهل لديكم حقٌ أحق مما بين أيدينا بالحق وأحسن تفسيرا؟
هنا يكون قياس الحق عند السؤال فينظر الأنصاري منا إلى البيان فيقول فهل أنا أستطيع أن أنكر هذا البيان حتى وإن كنت أرى بأنه يحتاج إلى المزيد من التفصيل ولكن العبرة ليست بالمزيد بل العبرة بالذي معنا هل نستطيع نكرانه وهو بيان واضح بأيات واضحات؟
إذاً فما دمنا لا نستطيع نكرانه فوجب علينا التمسك بك ومن ثم نسكت حتى يأتينا المزيد من التفصيل في وقته وحينه وأولئك هم الأنصار الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وليس أولئك بإمعات وخبلان كونهم لا يسألون بل أولئك هم الرجال الذي صدقوا ما عاهدوا الله عليه وتمسكوا بالحق كله وسكتوا عن السؤال كما أمرهم ربهم بأن لا يسألوا عن أشياء إن تبدى لهم تسؤهم ولذلك فإن خليفة الله ذو حكمة عظيمة فهو يراقب أنصاره بالمجهر المكبر عبر بيانات النور كونه سوف يختار منهم وزرائه المكرمون الذين سيشد الله بهم أزره ويشركهم في أمره رغم أن من يختارهم يكون باختيار ربهم لهم ولكن الحكمة في البيان تقتضي ذلك ليكون تمحيص للأنصار ولما في قلوبهم ويكون حزناً وغيظا للمنافقين فيحرقهم به وما يزيدهم إلا نفورا.
وكذلك اقول وأضيف بأن رضوان الله لن يكتمل حتى يدخل الله جميع عباده في رحمته فيخرج الشياطين من النار ويدخلهم جنات النعيم ولكن ذلك سيتحقق بعد أن يذوقوا وبال أمرهم وأما الضالون فإن رحمة الله ستتغمدهم بتحقيق النعيم الأعظم فيرضى فتتحقق الشفاعة فيخرجهم الله من الجحيم ويدخلهم جنات النعيم ولولا عبيد النعيم الأعظم لما أخرج الله أحد من النار.
فتعقلوا يا أحبتي في الله وزنوا بالقسطاس المستقيم ودعوا لنا شياطين البشر الذين يستهزءون بخليفة الله بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام فنحن ليس لنا مقعد معهم وهم يسبون الله وخليفته وإن صبرنا عليهم حتى حين وذلك لتعلموا حقيقتهم وينكشف لكم أمرهم ويزيدنا الله بسببهم علما وإن زادوا وخرجوا عن حدود ما أخرجناهم بأيدينا غير مأسوف عليهم وأما هدايتهم فهي بيد ربهم وليس طردهم يعني اليأس من هدايتهم فإن شاء الله لهداهم أجمعين ولكن الله جعل شرط الهدى في الكتاب عن طريق الإنابة ويهدي إليه من أناب ونعلم أنهم سيعودون إلينا ولذلك نعطيهم الفرصة في كل مرة عسى أن يهتدوا وإلا لتم حضرهم مباشرة فتعقلوا يا أحباب رب العالمين وعضُّوا على بيان القرآن بالنواجذ والأسنان فإن الله سيفتنكم يا معشر الأنصار ببعضكم أتصبرون والله عنده أجر عظيم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.