[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيــان ]
https://mahdialumma.net/showthread.php?p=72848
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - محرم - 1434 هـ
25 - 11 - 2012 مـ
03:16 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ
{ قُلْ جَاءَ الْحَقّ وَمَا يُبْدِئ الْبَاطِل وَمَا يُعِيد }..
سؤال: فهل يرسل الله بآياته لتصديق دعوة الحقّ والباطل؟ والجواب عن الحكمة من إرسال الآيات تجدوه في قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿59﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وهذه فتوى من ربّ العالمين عن الحكمة من إرسال آيات معجزاته تجدوها في محكم كتاب الله: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿59﴾} صدق الله العظيم، لكونهم إذا كذّبوا بالآيات المعجزات لتصديق من أيّده الله بها ومن ثم يعقبها العذاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴿٥﴾ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ويا أحمد عمرو، إني أراك تحاجّني فتقول: "ألم يؤيّد الله معجزة إحياء الموتى لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، فكذلك يؤيّد الله بمعجزة إحياء الموتى المسيح الكذاب". ومن ثم نردّ عليك يا أحمد عمرو وأقول: ياللعجب يا أولي الألباب فهل يستويان مثلاً دعوة رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه و سلّم! ولكن المسيح عيسى ابن مريم لا يدّعي الربوبيّة بل يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ولذلك أيّده الله بمعجزة إحياء الموتى تصديقاً لدعوته الحقّ، وأمّا المسيح الكذّاب فكيف يؤيّده الله كذلك بمعجزة إحياء الموتى تصديقاً لدعوة الباطل من دون الله! أفلا تعقلون؟ ألا والله لا يقبل ذلك الافتراء والزور عقل أي عاقلٍ من الجنّ والإنس ومن كل جنس. أفلا تعقلون؟
ويا أحمد عمرو إنّما يريد المفترون أن يجعلوا المؤمنين من بعد إيمانهم كافرين بما أنزل الله في محكم القرآن العظيم لكونه من صدّق أنّ الباطل يُعيد روح الميت من بعد خروجها مع أنّه يدعي الباطل فقد كفر بقول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
فهل تدري لماذا؟ وذلك لأنّ الباطل لا يستطيع أن يثبت أنّه يحيي الموتى. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقّ وَمَا يُبْدِئ الْبَاطِل وَمَا يُعِيد} صدق الله العظيم [سبأ:49].
وإنما المسيح الكذّاب سوف يخرج بجيوشه يوم البعث الأول، ولذلك سوف يدّعي أنّه من بعث الأموات ويدّعي الربوبيّة، فاسمع يا أحمد عمرو:
لئِن استطعت أن تأتي بآيةٍ من ربّ العالمين معجزة أيّد الله بها الباطل وأولياءه فقد صدقت، وهيهات وهيهات فلا ينبغي للباطل أن يُحيي ميتاً واحداً وهو يدّعي الربوبيّة ولن يؤيّده الله بمعجزةٍ تصديقاً لدعوة الباطل من دون الله، أفلا تعقلون؟ والحكم لله وهو خير الفاصلين، فقد جعلكم المفترون من بعد إيمانكم كافرين بما أنزل الله في محكم القرآن العظيم، والحمد لله ربّ العالمين الذي جعل حجّة العقل والمنطق هي السلطان المبين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ