الله الله يا خليفة الله سبحان من علمك البيان الحق للقرآن العظيم أهدى الرايات رايتك لكونك معتصم بكتاب الله تدعوا إليه وبه ، ولا عجب في ضلال المسلمين وتفرقهم كونهم اتخذوا القرآن مهجوراً وحملوه فقط على ظهورهم وألسنتهم بالحفظ والتلاوة وهجروه من عقولهم وقلوبهم فلم يتدبروا في آياته وما أشبه اليوم بالبارحة فلم يختلفوا عن الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها مثلهم كالحمار يحمل أسفاراً فوقعوا في مصيدة الشيطان فتفرقوا واختلفوا وذهبت ريحهم وأشركوا بالله رسوله والعباد الصالحين فما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ، ويشهد الله أني في بداية تعرفي على هذه الدعوة المباركة عندما كنت أقرأ بياناتك - إمامي الحبيب - التي تنفي العقائد الشركية ، قد إنتابني الشك أن ما تستشهد به من آيات ليست موجودة في القرآن (من شدة وضوح الأحكام في القرآن) فذهبت للبحث في المصحف حتى وجدتها حقاً موجودة فتعجبت من العلماء الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فكيف يحفظون القرآن عن ظهر قلب ويرتلونه ليلا ونهاراً ولا يحتكمون إليه ويستنبطون الأحكام الصحيحة من الآيات البينات أم الكتاب فعندها أقر عقلي بصدق دعوتك المباركة وأنبت فهداني ربي بفضله وكرمه ورحمته ، حتى فهمت أن هؤلاء العلماء ليسوا من أولي الألباب وفقط يتبعون ما وجدوا أبائهم وأجدادهم عليه دون التفكر تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَكَذَ ٰلِكَ مَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِی قَرۡیَةࣲ مِّن نَّذِیرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَاۤ إِنَّا وَجَدۡنَاۤ ءَابَاۤءَنَا عَلَىٰۤ أُمَّةࣲ وَإِنَّا عَلَىٰۤ ءَاثَـٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ (٢٣) ۞ قَـٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَیۡهِ ءَابَاۤءَكُمۡۖ قَالُوۤا۟ إِنَّا بِمَاۤ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَـٰفِرُونَ (٢٤) فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡۖ فَٱنظُرۡ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِینَ (٢٥) }
[سُورَةُ الزُّخۡرُفِ: ٢٣-٢٥]
ولكن الله متم نوره ولو كره المشركون ،
فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله واسأل الله أن يحق الحق ويعجل بالتمكين ويستخدمنا في هداية الضالين وهلاك الشياطين بحق رحمته وقدرته وعظيم نعيم رضوانه وعجل بتحقيق النعيم الأعظم يا أرحم الراحمين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .