وانا على ما قلت من الشاهدين اخي المكرم وليد، ولم يكن هذا شانك وحدك، بل كثير من الأنصار، منهم من أسرها في نفسه ومنهم من تشاركها مع غيره.
وقد قلت مثل قولك، سألت الله أن يخلدني في حبه بعيدا عن ملكوت جنته فلا انشغل بم دونه من كافة ما خلق وأنبت إلى الله بدمع منهمر ساعات طويلة في خلوتي معه ليلا ويشهد الله أني شعرت بروح رضوان نفسه تغشاني كما لم أشعر بها قط من قبل ذلك وشعرت بفرحة الله وكاني اعبد نعيم رضوان نفسه لأول مرة، فأدركت أنني لم أشطط ولم أخالف الحق، كون روح الرضوان برهان على صدق ما في القلب وقبوله من الرب بل وفرحته به. ولكنه الحق سبحانه ووعده الحق ولسنا بأكرم منه سبحانه وقال الإمام في احد بيانته ردا على أحد الساخرين حين قال له: فأين تذهب إن لم تدخل ملكوت الجنة؟؛ فرد عليه خليفة الله: أويعجزه سبحانه ان يخلق لي جنة مثلها! سبحانه لا تنفذ كلمات قدرته ولكني اعتقد ان التنافس إليه سبحانه لن ينتهي بتحقق رضوان نفسه على النادمين المتحسرين.. بل مستمر حتى يتحقق قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فشياطين الجن والإنس بعد ان كشفت الحقيقة عن ساقها قد سجدوا لله كرها في علم الغيب ومازالت قلوبهم لم تخشع لله ولم يعبدوه كما ينبغي ولم يقدروه حق قدره بعد ولم يتحقق الهدف الكامل بعد.... لعله سعي جديد وتنافس جديد... الله وخليفته أعلم وهذا ما ننتظر تبيانه من صاحب علم الكتاب إن شاء الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلواته وسلامه عليكم معشر عبيد النعيم في العالمين.