الإمام ناصر محمد اليماني
23 - 08 - 1433 هـ
13 - 07 - 2012 مـ
05:47 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ]
https://mahdialumma.net/showthread.php?p=51207
ـــــــــــــــــــــ
ردٌ مختصرٌ من المهديّ المنتظَر إلى أبي مالك..
إنما الحجاب يحجب العبيد عن الربّ المعبود، ولم نقل أنّ الحجاب يحيط بالربّ سبحانه! بل يحيط بالملكوت من كلّ الجهات ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا أبا مالك المحترم، والله الذي لا إله غيره إنّ الشمس سوف تطلع من مغربها في عامكم هذا 1427. وقال الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:9].
وقال الله تعالى: {الشَّمْس وَالْقَمَر بِحُسْبَانٍ} صدق الله العظيم [الرحمن:5]، وفي ذلك الحساب أسرار الكتاب.
ويا أبا مالك، فكم طول يوم القمر وكم شهر القمر وكم عام القمر؟ ودخل عام القمر الذي يكون فيه النصر والظهور في عام 1427 للهجرة، ولا يزال ذلكم العام ساري المفعول حتى هذه الساعة.
ويا أبا مالك إذا أردت أن تتبيّن من الحقّ فكن ملماً بما كتبه ناصر محمد من البيان الحقّ للقرآن، وحتى تعلم حقيقة أسرار الحساب لحركة الشمس والقمر فارجع لبيان (لبث أصحاب الكهف الأول والأخير) ولن تجد الخطأ في ثانيةٍ واحدةٍ برغم أنّ الحساب كان بحساب حركة ثلاثة كواكب: الشمس والقمر والأرض، وحتى إذا هضمت بيان اللبث الأول والثاني لأصحاب الكهف سوف يتبيّن لك أنّ عام القمر في ذات القمر فعلاً لم ينقضِ بعد يا أبا مالك. ونصيحة لك لوجه الله لا تسعَ مُعاجزاً في آيات الله واتقِ الله.
وكذلك إنّي أتذكّر سؤالك عن حجاب الربّ فيقول أبو مالك: "وكيف للحجاب أن يحجب الربّ عن خلقه والربّ أكبر من الحجاب؟". ومن ثم نردّ على أبي مالك بالجواب ونقول: يا أبا مالك، إنما الحجاب يحجب العبيد عن الربّ المعبود، ولم نقل أنّ الحجاب يحيط بالربّ سبحانه؛ بل يحيط بالملكوت من كل الجهات، فما دونه الخلائق وما وراءه الخالق المستوي على العرش العظيم؛ الله أكبر من خلقه أجمعين وأكبر من حجابه سبحانه وتعالى علواً كبيراً، وحجاب الربّ يحيط بالخلق ليحجبهم عن رؤية الخالق. ويا أبا مالك لو غطّيت كفّك على عينيك لحجبت بصرك عن رؤية الجبل فهل ترى أنّ كفّك هي أكبر من الجبل ولذلك حجب كفُّك بصرَك عن رؤية الجبل؟ وجواب أبي مالك معلوم فسوف يقول: "بل كفي حجبت بصري عن رؤية الجبل". وكذلك سدرة المنتهى يا أبا مالك، وإنما تحجب الخلق عن الخالق فما دونها العبيد وما وراءها الربّ المعبود، وتلك سدرة المنتهى أكبر شيء في خلق الله؛ بل هي أكبر من الجنة التي عرضها السماوات والأرض، ولذلك قال الله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)} صدق الله العظيم [النجم]. فكيف تكون الجنة التي عرضها السماوات والأرض عند شجرة ما لم تكن الشجرة أكبر من الجنة؟ ولذلك قال الله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}.
ويا حبيبي في الله أبا مالك المحترم، أوصيك لا تحكم علينا من قبل التدبّر والتفكّر بشكلٍ عامٍ في بيان الإمام ناصر محمد اليماني للقرآن حتى تهضم الحقّ ولكنّك ملولٌ وكسولٌ في القراءة برغم أنّه نبأ عظيم، ولذلك لم تفهم بعد شيئاً. ولا تحْسَبْ الأنصار السابقين الأخيار قوماً لا تتفكر وأنّهم اتّبعوا الاتّباع الأعمى، كلا وربي الله إنّهم بحثوا عن الحقّ كثيراً بعلمٍ ومنطقِ الموقنين منهم، ولم يبايعوا بالسهولة إلا بعد فحصٍ وتدبّر وتفكّر في البيان الحقّ للذِّكر شهوراً وسنيناً، حتى أتمَّ الله لهم نورهم فأبصروا أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ فبايعوا واتّبعوا دعوة الحقّ من ربِّهم ولستَ منهم إلى حدّ الآن يا أبا مالك، وأرجو من الله أن تكون منهم.
وأما لو إنّك جئت فبحثت في بيانات ناصر محمد اليماني ليس إلا لتعثر على ثغرةٍ لتقيم الحجّة عليه وليس بحثاً عن الحقّ فلن تجد ولن يهديك الله بالبيان الحقّ إلى سواء السبيل، وسوف يكون عليك عمًى جميعاً حتى تبحث عن الحقّ ولا تريد غير الحقّ سبيلاً، ومن ثم يبصّرك الله بالحقّ يا أبا مالك، فأعطِ لنفسك فرصةً للتدبّر والتفكّر في كثيرٍ من البيانات وسوف تجد البيان الحقّ للقرآن كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضاً من غير تناقضٍ ولا اختلاف.
والسؤال الموجّه لأبي مالك: هل جئتَ لتبحثَ عن الحقّ أم لتبحث عن ثغرةٍ حسب ظنّك حتى تقُيم الحجّة على ناصر محمد اليماني ولو في نقطةٍ واحدةٍ؟ ولن تجد نقطةً واحدةً ولو زعمتَ أنّها حجّة بادئ الأمر وأيقنتَ بذلك فسوف يتبيّن لك إنّ حجّتك كانت مجرد سرابٍ بقِيعة يحسبه الظمآنُ ماءً، ولسوف نقيم الحجّة عليك بالحقّ بإذن الله حتى أجعلك بين خيارين اثنين إما أن تتّبع محكم القرآن العظيم أو تكفر به ولا خيار ثالث لك.
ويا أبا مالك قد اقترب الوعد الحقّ ولا تزال تجادل بغير الحقّ ثاني عطفَك، أم ما هو هدفك؟ فالله أعلم بما في نفسك ولو علم فيك خيراً لنفسك وأمّتك لهداك. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:23].
ولن يستجِب لدعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور ممن أعثرهم الله على أمرنا إلا الأخيار ثم تجد فيهم خيراً لأمّتهم ويحرصون على هداهم، أولئك رحمة من الله للعالمين صفوة البشريّة وخير البريّة، المذنبون الأوّابون أحباب ربّ العالمين الذين تابوا وأنابوا إلى ربِّهم فتطهّروا من الذنوب فأحبّهم ربَّهم وقربَّهم.
تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:222].
وأما بالنسبة لزعيم اليمن علي عبد الله صالح والرئيس عبد ربه منصور فهما الحَكَمُ بيني وبينك لو ينطقون بالحقّ: هل حقاً سُلِّمَتْ القيادة ظاهر الأمر وباطنه؟ وهل لا يزال علي عبد الله صالح يحكم اليمن من وراء الستار؟ فهذا ما سوف تبيّنه الأحداث القادمة بإذن الله، برغم أنّنا لا نحاجّكم بتسليم القيادة، وما عساه يكون علي عبد الله صالح! بل نحاجّكم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم لنهديكم إلى الصراط المستقيم.
ألا والله الذي لا إله غيره لن توقن أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب حتى توقن بحقيقة اسم الله الأعظم الأساس لدعوة المهديّ في العالمين، ولن تتوصل لتلك الحقيقة العظمى حتى يحبّك الله وتحبّ الله، ولن يحبّك الله حتى تكون من الذين يسارعون في الخيرات قربة إلى ربهم، أو من الذين يكظمون غيظهم ويعفون عمّن ظلمهم فيصبرون لوجه ربهم، أو من الذين يدعون إلى سبيل الله على بصيرة من ربهم، أو من الذين يؤثرون الناس على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، أو من الذين ألسنتهم رطبة بذكر الله في كل فراغ يجدونه يستغلونه في التبتل إلى ربهم تبتيلاً، أو من الذين لا يحبون أن تدمع أعينهم من ذكر الله والناس يرونهم بل تمنّوا لو جعل الله بينهم وبين الناس حجاباً مستوراً إلا أن يخرج الأمر عن إرادتهم فلا حرج عليهم. فكن من الشاكرين يا أبا مالك إذ جعلك الله في عصر بعث المهديّ المنتظَر حتى لا نكون عليك حسرة، وأيُّ حسرة يا أبا مالك؟ ألا والله الذي لا إله غيره إنّ أعظم حسرة في الكتاب هي على الذين أعثرهم الله على دعوة الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور ولم يتّبعوه ولم يتخذوا رضوان الرحمن غاية، ولسوف تعلمون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ