وقفة تدبر وإستفسار في رحاب آية...!
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وآل بيته الأطهار وعلى المهدي المنتظر وآل بيته الأبرار وعلى الأنصار السابقين الأخيار إلى اليوم الآخر وبعد:
السلام على خليفة الله عبد النعيم الأعظم الإمام ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على إخوتي وأحبتي الأنصار وكافة الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته أما بعد:
ويا خليفة الله قرة أعين أنصارك ويا أحبتي الأنصار بينما أنا وأبي وأخي نتدارس بيانات القرآن ونتدبرها في ضوء القرآن وما بين أيدينا من البيان الحق للخبير بالرحمن مررت مررت بآية كنت دائماً أقف عندها لأتأمل فيها وبينما أنا أتلوها إستوقفني أبي عندها وخاطبني أن أتلوها مجدداً فتلوتها وهي قول الله تعالى:
{وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (16)}
صدق الله العظيم {١٦:الإسراء}.
ثم قال يا بني إن الله حين يأمر فإنه لا يأمر إلا بالحق والعدل فلا يأمر بالفساد والظلم والفحشاء ولم يأمر الله أهل القرى ليفسقوا فيها ويظلموا أهلها بل الله أمر أهل القرى ليعدلوا فيها ويحكموا بالحق وبما أنزل الله لكن أهل هذه القرى لم يعملون بما أمرهم الله به بل خالفوا أمر الله ففسقوا وعاثوا في الأرض الفساد على غير ما أمرهم الله به فيحق عليهم القول من الله فيدمرهم تدميرا فالله عدل لا يأمر إلا بالعدل تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}
صدق الله العظيم [النحل].
وإنما الشيطان هو الذي يأمر بالسوء والفحشاء تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (169) }
صدق الله العظيم [البقرة].
فأعجبني القول في الآية كونه يقبله العقل ولكنه كذلك إستوقفني الأمر عند قوله تعالى:
{ أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا }فمنهم المترفين المقصودين في الآية والذين حق عليهم القول بالعذاب الأليم وقال تعالى:
{ حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) }[المؤمنون]
{ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) }[الواقعة]
صدق الله العظيم.
وكيف يجعل الله في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) }
صدق الله العظيم [الأنعام].
وأرجو من إمامنا العليم عليه الصلاة وأتم التسليم وعلى آل بيته أجمعين أن يزيدنا مما علمه الله عن بيان الآيتين فلماذا في الآية الأولى إذا أراد الله أن يهلك أهل قرية أمر مترفيها ففسقوا فيها وفي الثانية جعل الله في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها ومن هم المترفين يا خليفة رب العالمين جزاك الله عنا خير ما جزا به جميع الصالحين اللهم إني قد إتخذت عندك عهدا فلن أرضى حتى ترضى وكيف أرضى بالجنة والحور العين وحبيبي الرحمن متحسر وحزين وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
