الموضوع: تذكير من الإمام المهدي المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور إلى كافة علماء المسلمين وأمّتهم والنّاس أجمعين..

النتائج 1 إلى 1 من 1
  1. تذكير من الإمام المهدي المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور إلى كافة علماء المسلمين وأمّتهم والنّاس أجمعين..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    23 - 04 - 1434 هـ
    05 - 03 - 2013 مـ
    05:49 صـــباحاً
    ـــــــــــــــــــــــ


    تذكير من الإمام المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور إلى كافة علماء المسلمين وأمّتهم والنّاس أجمعين..

    بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى:
    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الحديد].

    ألا والله ما يقصد الله بقوله هذا الذين آمنوا في عصر بعث محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- كون صحابة رسول الله الحقّ حديثوا الإيمان بالقرآن، وكان إيمانهم عبادةً وليس عادةً وتخشع قلوبهم إلى ذكر ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} صدق الله العظيم [الفتح:29].

    إذاً الخطاب من الربّ بقوله تعالى:
    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} ويقصد الذين يؤمنون بالقرآن العظيم في عصر بعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي يدعو المؤمنين إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتّباعه ولم تخشع قلوبهم بعدُ برغم أنّهم مؤمنون بالقرآن العظيم من قبل بعث الإمام المهديّ الذي يدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وبرغم أنّ الإمام المهديّ أقام عليهم الحجّة من محكم القرآن العظيم ولم تخشع قلوب المؤمنين بالقرآن إلى ذكر ربّهم إلا من رحم ربي، فهل طال عليهم الأمد لبعث المهديّ المنتظَر فقست قلوبهم فصاروا كأهل الكتاب الذين طال عليهم الأمد لبعث خاتم الأنبياء والمرسلين فقست قلوبهم؟ ولذلك قال الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الحديد].

    ويا فضيلة الدكتور سليمان العلوان وكذلك فضيلة الدكتور طارق السويدان ومن شاركهم من هيئة علماء الشرع حسب إعلان الخبر عن طريق الدكتور طارق السويدان في تدبر بيانات الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بهدف الردّ علي الإمام ناصر محمد اليماني بالإثبات أنّه على ضلالٍ مبينٍ، فوعدتمونا بتنزيل الردود في موقع الدكتور سليمان العلوان ولكنّكم لم تفعلوا إلى حدّ الآن! فلم تستطيعوا ولن تستطيعوا أن تجدوا ثغرةً في البيان الحقّ للقرآن، ولن تستطيعوا أن تقيموا على الإمام المهديّ ناصر محمد الحجّة منه حتى لو لبثتُ فيكم ما لبثه رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام في قومه وهو يجادلهم ألف سنة إلا خمسين عاماً حتى جاء الطوفان فأهلكهم الله بظلمهم.

    وما أريد التذكير به: ألم يصْدِقني ربّي إعلان نتيجة علماء الشرع أنّهم لن يستطيعوا أن يثبتوا أنّ الإمام ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ كما وعدونا بذلك؟ ولم يصدقهم الله بل أصدق الحُكْمَ الحقّ الذي حكمت به بيني وبينكم فأعلنت أنّكم لن تستطيعوا أن تقيموا الحجّة على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حتى في مسألةٍ واحدةٍ فقط من محكم القرآن العظيم، وها أنتم لم تستطيعوا برغم أننا انتظرنا صدور فتوى علماء الشرع أكثر من عامٍ ولم يستطيعوا برغم سابق الإعلان على لسان طارق السويدان وسليمان العلوان، وإلى الآن لم يستطيعوا.

    وما نريد قوله لمعشر الأنصار السابقين الأخيار أن يهتمّوا بنشر هذا البيان المقتبس مع هذا البيان القصير للتذكير لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد، وما يتذكر إلا أولو الألباب.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    وإليكم البيان المقتبس:

    هدف الهدى للبشر مهمة المهديّ المنتظَر حتى يكونوا أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم



    اقتباس المشاركة 14563 من موضوع ( خطابات الإمام المهدي إلى فضيلتي الشيخين طارق السويدان وسليمان العلوان ) كونوا شهداء بالحقّ يا معشر الأنصار وكافة الزوار ..


    - 9 -

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    28 - 05 - 1432 هـ
    01 - 05 - 2011 مـ
    05:31 صباحاً

    [ لقراءة المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=14514
    ــــــــــــــــــــــ



    مهمة المهديّ المنتظَر هي هداية البشر حتى يكونوا أمّة واحدة على صراطٍ مستقيم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وجميع المُسلمين، أمّا بعد..
    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته يا أحباب الله أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، فلنفرض أنّه سجّل في موقع المهديّ المنتظَر رجل من البشر يدّعي الربوبيّة فلن يزجره المهديّ المنتظَر ولن ينهره حتى ولو يدعى هذا الرجل الربوبيّة من دون الله حتى ولو قال:
    {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ}! ومن ثم تجدون المهديّ المنتظَر يلتزم بتوصية الله في محكم كتابه إلى رسول الله موسى وهارون عليهم الصلاة والسلام إلى فرعون الذي قال : {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴿٢٤} [النازعات]، وبرغم أنّ فرعون ادَّعى الربوبيّة ولكن انظروا إلى توصية الله أرحم الراحمين إلى رسله موسى وهارون عليهم الصلاة والسلام حرصاً منه تعالى على هدى عبده لعله يتذكّر أو يخشى، فبرغم أنّ فرعون عالٍ في الأرض ومن المفسدين وقال: {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴿٢٤} وبرغم ذلك الجُرم الكبير في حقّ الله توصّى الله رسوله موسى وهارون في الحكمة في الدعوة، فقال تعالى: {اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [طه].

    ويا حبيب المهديّ المنتظَر الحسين بن عمر ويا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار قولوا للبشر قولاً ليّناً في دعوتكم إلى سبيل الله مهما كانت غيرتكم على الحقّ فاكظموا غيظكم واصبروا من أجل الله لتحقيق هدف الهدى للأمّة كلها إلا الذين تبيّن لكم أنّهم من شياطين البشر من الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً من بعد أن تقيموا عليه حجّة العلم والسلطان المبين، ويا أحباب الله وخليفته إنّ مهمة المهديّ المنتظَر أن يهدي البشر الكفار جميعاً الملحدين منهم والمؤمنين بالله المشركين حتى يجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئاً، فمن كان منكم يعبد رضوان الله كغاية وليس كوسيلة فليعلم أنَّ الله لا يرضى لعباده الكفر؛ بل يرضى لهم الشكر لربّهم الذي خلقهم وأنعم عليهم بنعمه، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    وهدف الإمام المهدي عبد النعيم الأعظم وأنصاره أحباب الله صفوة البشريّة وخير البريّة هو أن يحقِّقوا رضوان الله في نفسه كغاية وليس كوسيلة لتحقيق الجنّة، ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أصحاب التجارة مع الربّ ويقول: "ولكنّي أعبد الله ليرضى عني حتى يقيَني من ناره فيدخلني جنته"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي عبد النعيم الأعظم وناصر محمد وأقول لكم: ذلك يا أصحاب التجارة مع الربّ إنّ الله لا يخلف الميعاد وتقبّل الله تجارتك واشترى منك نفسك ومالك مقابل أن يُدخلك جنّة المأوى عند سدرة المنتهى، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} صدق الله العظيم [التوبة:111].

    ولكن إنْ كنت تحب الله أعظم من حبِّك لجنّة النعيم والحور العين فهل ترضى بنعيم الجنة وحورها وقصورها وأحبّ شيء إلى نفسك الرحمن ليس راضياً في نفسه ومتحسراً على عباده الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنّهم مهتدون؟ فتصوروا أحبّتي في الله لو أنّ والدَيكم أو أولادكم او إخوتكم في نار جهنم يصطرخون فيها مع أهل النار، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} صدق الله العظيم [فاطر:37].

    فتصوّروا مدى حسرتكم على والدَيكم وأولادكم وإخوتكم لو كانوا من أصحاب الجحيم، وإنما ذلك بسبب الرحمة في قلوبكم لأرحامكم تكون أشدّ، فما بالكم بحسرة من هو أرحم بعبادة من الأمّ بولدها؛ّ الله أرحم الراحمين؟ فتصوروا مدى حسرته على أمم من عباده كذّبوا برسل ربّهم فأهلكهم فأدخلهم ناره فور هلاكهم وهو عليهم متحسّرٌ وحزينٌ، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون، وبرغم ذلك لم يكن هيِّناً عليه عذابهم وقال الله تعالى:
    {
    إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا أحبّتي الأنصار فنحن نريد أن نجلب السعادة في نفس الله فيرضى في نفسه ولن يتحقّق ذلك إلا بهدى عباده، وأما إذا كنتم تدعون الله بالعذاب على من لم يصدِّق أمرنا عن جهلٍ منه أو تنفّرونهم ثم لا يهتدون فيهلك الله المعرضين عن الذّكر ومن ثم لا نحقق السعادة في نفس الربّ بل نزيده حسرةً على أمّةٍ جديدةٍ يهلكهم الله بسبب إعراضهم عن الحقّ.

    إذاً يا أحبتي الأنصار وجب عليكم أن تصبروا وتكظموا غيظكم من أجل تحقيق هذا الهدف العظيم وهو هدف هدى البشر جميعاً، فقولوا للناس حسناً وكونوا أذلّةً على المؤمنين أعزةً على الكافرين، وإنّما تكونوا أعزة على الكافرين فقط الذين يحاربونكم في الدين، أما الكفار الآخرون الذين لا يحاربونكم في الدين فقد استوصاكم الله أن تبرّوهم وتقسِطوا إليهم لعلّهم يهتدون بسبب معاملتكم الطيّبة لهم.

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِ‌جُوكُم مِّن دِيَارِ‌كُمْ أَن تَبَرُّ‌وهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَ‌جُوكُم مِّن دِيَارِ‌كُمْ وَظَاهَرُ‌وا عَلَىٰ إِخْرَ‌اجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الممتحنة].

    ويا أحبّتي في الله الأنصار السابقين الأخيار فلتكونوا حريصين على تحقيق هدف الهدى للبشر الذي هو مهمة المهديّ المنتظَر حتى يكونوا أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، فلتكونوا من الشاهدين فلن يدعو عليهم الإمام المهدي ليُهلكهم الله ولكنّنا قد ندعو على شياطين البشر إن أجبرونا على ذلك بحربهم لنور الله، وكذلك أنتم لا تدعوا على أحدٍ من البشر وقولوا: "اللهم إنّك أرحم بعبادك من عبيدك فاهدِهم إلى الصراط المستقيم"، ولا تستغفروا للكافرين وهم لا يزالون على إصرارهم وإعراضهم وتكبّرهم عن اتّباع الحقّ من ربّهم فلن يغفر الله لهم ولكنّه يحق لكم الدعاء إلى الله ليهدي قلوبهم إلى الحقّ حتى يهتدوا فيغفر الله لهم إنّه هو الغفور الرحيم، فما بالكم بإخوانكم المسلمين؟

    فأهلاً وسهلاً بأخينا في دين الله الأستاذ كاظم، وكما قلت لك حبيبي في الله أنّه يوجد آياتٌ في الكتاب يخاطب الله بها الكافرين الملحدين المنكرين لوجود الربّ، ومنها قول الله تعالى:
    {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴿٣٥﴾ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الطور]، فانظر لقوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}، فنستنبط من ذلك أنّ لكلّ فعلٍ فاعلاً، فلا بد لهم من خالق خلقهم في الوجود، ولكن توجد آياتٌ أخرى تخصّ خطاب الكافرين المشركين وليس الملحدين كون الكافرون المشركون ليسوا ملحدين؛ بل يؤمنون بالله ولكن سبب شركهم بالله هي المبالغة في عباد الله المقربين حتى بالغوا فيهم بغير الحقّ وصنعوا لهم تماثيل فكانوا لهم عابدين من بعد موتهم، وهذا كان سبب شرك الأمم الأولى أشركوا الذين يدعون عباده من دونه، ومن الآيات التي يخصّ خطابها للكافرين المشركين قول الله تعالى: {
    وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٩} [الزخرف].

    {
    وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّـهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٣٨} [الزمر].

    {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿
    ٦١﴾ اللَّـهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٦٢﴾ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٦٣﴾} [العنكبوت].

    {
    وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٥} [لقمان].

    {
    وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٨٧} [الزخرف].

    {
    قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّـهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٣١} [يونس].

    {
    ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚوَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢} [الأنعام].
    صــــــدق الله العظيــــــــم.

    فهذه الآيات نخاطب بها الكافرين المشركين وأمّا الكافرون الملحدون فنخاطبهم بآياتٍ أُخرى كوننا لو نخاطبهم بهذه الآيات سنرتكب خطأً كبيراً، لأنّنا لو نخاطبهم بهذه الآيات فلن يتحقّق قول الله تعالى:
    {لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} صدق الله العظيم، ولكن {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً} فلا بد أن يكون ردُّهم: {
    لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ}. ولكن الكافرين الملحدين لن يقولوا ذلك كونهم ملحدين بربهم؛ بل نخاطبهم بآيات أخرى، كمثل قول الله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴿٣٥﴾ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الطور].

    ونقول لهم ما أمرنا الله أن نقوله للكافرين الملحدين فنحاجّهم بآيات الله على الواقع الحقيقي، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٦٢أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ﴿٦٣أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿٦٥إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴿٦٦بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿٦٧أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿٧٠أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴿٧١أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ﴿٧٢نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ ﴿٧٣فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٧٤} صدق الله العظيم [الواقعة].

    ولكنّ الكافرين المشركين يختلف كفرهم عن الملحدين كونهم يعلمون أنّ الله خلقهم وهو من ينزّل المزن ويرزقهم من السماء والأرض، وقال الله تعالى:
    {
    وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٦٣﴾} [العنكبوت].

    ولذلك يا أيها السيد كاظم فلا تحمل همّاً في هدى الكفّار الملحدين، فما أسهل إقامة الحجّة عليهم من محكم القرآن العظيم ولكن المعضلة الكُبرى هي في هدى علماء المسلمين وأمّتهم الذين يؤمنون بهذا القرآن العظيم ويعلمون أنّه كتاب الله المحفوظ من التحريف والتزييف ومن ثم ندعوهم إلى الاحتكام إليه واتِّباع محكمه والاعتصام به والكفر بما يخالف لمحكم كتاب الله في مؤلفات أئمتهم المصطفين من عند أنفسهم فلن يتّبعوا الحقّ من ربّهم بل سوف يعتصموا برواياتهم وأحاديثهم المخالفة لمحكم الكتاب ويحسبوا أنّهم مهتدون، فيا عجبي الشديد! فكيف يكون على الهدى من يتّبع ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم حتى ولو كان الحديث متّفق عليه وهو يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فقد اتّفقوا على باطلٍ مفترى لا شك ولا ريب فهو من عند غير الله ما دام يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم كمثل الحديث المتّفق عليه بحسب فتوى فضيلة الشيخ سليمان العلوان أنَّ الحديث الذي أمر بقتال الناس حتى يكونوا مؤمنين متفقٌ عليه! كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    [أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى ‏ ‏يَشْهَدُوا ‏ ‏أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ ‏ ‏مُحَمَّدًا ‏‏رَسُولُ الله، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ‏ ‏عَصَمُوا ‏ ‏مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَـهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله» حديث صحيح لا شكَّ في صحته؛ فهو متَّفق عليه أخرجه الشيخان البخاري ومسلم]
    انتهى الاقتباس
    ولكن حين ترجع إلى ناموس الدعوة في الكتاب إلى جميع الأنبياء والمرسَلين من أولهم إلى خاتمهم تجد الفتوى من ربّ العالمين أنّه لم يكلّفهم بقتال الناس حتى يكونوا مؤمنين؛ بل أفتى الله إنّما على الرسل البلاغ المبين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ۖ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٨} [العنكبوت].

    وقال الله تعالى:
    {
    قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧} [يس].

    {
    فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النحل:35].

    {
    فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٨٢} [النحل].

    {
    وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور:54].

    {
    وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٢} [التغابن].

    {
    وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠} [الرعد].
    صـــدق الله العظيــــم.

    فهذا يعني أنّه لا إكراه في الدين، فلا ينبغي لنا أن نُكرِه الناس على الإيمان بالرحمن حتى يؤمنوا بالله فيقيموا الصلاة وهم صاغرون، كون الله لن يقبل صلاتهم حتى تكون خالصةً لوجه الله وليس خشية من أحدٍ سواه، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّـهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿١٨
    } صدق الله العظيم [التوبة].

    ولكن هيهات هيهات، فلا تظنوا الإمام المهديّ لن يجاهد في سبيل الله لإقامة حدود الله لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان وليس لإكراه الناس على الإيمان،
    وكذلك نقيم حقوق الإنسان على أخيه الإنسان فنأخذ الزكاة من أموال المسلمين والجزية بقدرها من أموال الكافرين ومن ثم نقسّمها بالسوية على فقراء المسلمين والكافرين من غير تفريقٍ لدينا بين المسلم والكافر أو مجاملةٍ لمسلمٍ، فلن نفضله في الحقوق على الكافر فجميعهم في ذمتنا، فلا يمُنّ علي المسلمون إسلامَهم فيريدون أن يكون لهم فضل وتمييز عن الكافرين في الحقوق! هيهات هيهات فلن نستعبد الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراً فجميعنا عبيد بين يدي الربّ المعبود، وأمرت لأعدل بين المسلم والكافر في الحقوق من غير تفرقةٍ عرقيّةٍ أو عنصريّةٍ لا لعربي ولا لعجمي فهم لدينا في الحقوق سواء وأمرت أن أعدل بينهم بالحقّ، ولن أحاسبهم على الإيمان بالله حتى نكرههم أن يشهدوا أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، ولن نحاسبهم على إقامة الصلاة أو صوم رمضان أو حجّ البيت فحسابهم على الله وما علينا إلا البلاغ المبين في الدعوة إلى الله، وأمِرتُ ان أعدِل بينهم وأرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، غير أننا سوف نحاسبهم على ركنٍ واحدٍ وهي الزكاة كونها تخصّ حقوق الإنسان على أخيه الإنسان فهي حقّ الفقراء في أموال الأغنياء فنأخذ الزكاة من المسلمين كفرض وركن في الدين، وأما الكافرين فهي نفس القدر ولكنّها تسمّى جزية كون الله لن يزكّيهم بها ولذلك تسمى جزية وتعتبر بيت المال العام للمسلمين والكافرين وحقوق المسلم والكافر فيه سواءً من غير تفريق، ونقسّم منها على فقراء المسلمين والكافرين بالسويّة من غير تفريقٍ ونعدل بين المسلم والكافر من غير مجاملةٍ أو تفرقةٍ عنصريةٍ لأنّ المسلم مسلم فلا يمن عليَّ إسلامه بل الله يمن عليه بالهدى إلى الحقّ، ونقيم خلافة إسلاميّة عادلة بين المسلم والكافر خالية من الظلم على الإطلاق فما يختص بحقوق الله بين العبد وربه كالإيمان والصلاة والصوم فلن نحاسبهم على ذلك ولن نكرههم على ذلك كون هذه حقوق خاصة بين العبد وربه فحسابهم على ربهم، تنفيذاً لأمر الله تعالى: {
    فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّـهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّـهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿١٥} صدق الله العظيم [الشورى].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأمّة فيقول: "مهلاً يا ناصر محمد، ألم يأمرنا الله بالقتال في سبيل الله، وقال الله تعالى:
    {
    إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} صدق الله العظيم [الأنفال:73]؟". ومن ثم يقول: "ألم يقصد بذلك الجهاد في سبيل الله؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: اللهم نعم، ولكن ذلك لنصرة إخواننا المسلمين إن تمّ الاعتداء على حرماتهم من الكافرين فوجب على الإمام المهدي نصرتهم بكل ما أوتي من قوة، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٧٢وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴿٧٣} صدق الله العظيم [الأنفال].

    والفتنة في الأرض هي الاعتداء على حقوق المسلم من قبل الكافر ليخرجه من داره بسبب أنّه يؤمن بربِّه فيسلب ماله ويسفك دمه ويهتك عرضه وأرضه؛ أولئك أمرنا الله أن نأخذهم فنقتِّلهم تقتيلاً ونحرّض المؤمنين على قتالهم ولِيَجِدوا من الإمام المهدي غِلظةً وبأساً شديداً حتى نرفع الظلم عن المسلمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠} صدق الله العظيم [الحج].

    وكذلك العكس لو أنّ المسلمين يعتدوا على حقوق الكافرين فينهبوا أموال الكافرين ويسبوا نساءهم ويخرجوهم من ديارهم ويسفكوا دماءهم ليس إلا بحجّة أنّهم كافرون وليسوا مؤمنين بالله أولئك سوف يقاتل الإمام المهديّ في صفِّهم ضدّ المسلمين حتى أرفع الظلم عنهم فأعدل بينهم، فلا إكراه في الدِّين ولم يحِل الله لكم أن تأخذوا أموال الناس وتسبوا نساءهم وتسفكوا دماءهم بحجّة عدم إيمانهم بالله:
    {
    قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

    ويا معشر البشر، إنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض أدعو إلى السلام العالمي بين شعوب البشر وإلى التعايش السلمي بين المسلم والكافر وأُمِرت أن أجاهد في سبيل الله لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، ولم يأمرني الله للجهاد للقتال في سبيل الله لإكراه الناس على الإيمان، أفلا تتقون؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗوَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٥٦} [البقرة].

    {
    إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨} [التكوير].

    {
    وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠} [الرعد].
    صدق الله العظيم

    فكيف يأمر الله رسوله بعكس ما أمره به في محكم كتابه كما تزعمون أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال:
    اقتباس المشاركة :
    [أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى ‏ ‏يَشْهَدُوا ‏ ‏أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ ‏ ‏مُحَمَّدًا ‏‏رَسُولُ الله، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ‏ ‏عَصَمُوا ‏ مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَـهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله» حديث صحيح لا شكَّ في صحته؛ فهو متَّفق عليه أخرجه الشيخان البخاري ومسلم]
    انتهى الاقتباس
    ولكنّ علماء المسلمين يزعمون إنّما شُرِّع القتال في سبيل الله لإكراه الناس على الإيمان حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فيقيموا الصلاة! وما لم يفعلوا أحلّ الله لهم سفك دمائهم وسبي نسائهم، وإنّهم لكاذبون. بل شرّع القتال في سبيل الله لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان لمنع الفساد في الأرض، فمن يقتل نفساً بغير الحقّ سواءً يكون المقتول مسلماً أم كافراً نقيم عليه حدّ الله بالقتل (فلا فرق بين الأنفس في الكتاب) حتى نمنع سفك الدماء في الأرض، فلا ينبغي لمسلمٍ أنْ يسفك دم كافر بحجّة كفره ولا ينبغي لكافر أن يسفك دم مسلمٍ بحجّة إيمانه بربّه.

    وكذلك الذين يعتدون على أعراض الناس بالزنا فسوف نقيم عليهم حدّ الله في محكم الكتاب حتى نمنع الاعتداء على أعراض الناس واختلاط الأنساب.
    وكذلك السارق لمال المسلم أو لمال الكافر نقطع يده بالحدّ المعلوم في البنان وليس الكف من المعصم حتى يستطيع أن يتطهّر من الأذى ولا نبالي. والسارق من بيت مال المسلمين فلا نقيم عليه حد السرقة كونه سرق من المال العام بل نحرمه من منصبه ويُحبس عام فهو ليس أهلاً لولاية بيت مال المسلمين والكافرين. وكل شيء نفصّله في حينه من الكتاب تفصيلاً، ولكن المشكلة هي إعراض علماء المسلمين لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم الذين اتّخذوه مهجوراً، ويشكو الإمام المهديّ ناصر محمد ما شكاه جدّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
    {
    وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠} صدق الله العظيم [الفرقان:30].

    لا قوة إلا بالله العظيم؛ ألا والله إنّه في نظري قد أصبح علماء المسلمين وأمّتهم أحقّ بالعذاب من الكافرين كونهم يؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم الذي يدعو إليه المهديّ المنتظَر كافة البشر، فإذا أول كافر بدعوة المهديّ المنتظَر هم المؤمنون بهذا القرآن العظيم: {
    قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [البقرة:93].

    فإذا كان هذا ردّ علماء المسلمين وأمّتهم إلا من رحِم ربّي فماذا ننتظر من النصارى واليهود والكافرين بهذا القرآن؟ وحتماً سوف يقولون إذا لم يصدّقك قومُك العرب والمسلمون المؤمنون بالقرآن الذي تدعوهم إليه فكيف تريدنا أن نصدق دعوتك ونحن أصلاً كافرون بهذا القرآن الذي تدعو الناس إلى الاحتكام إليه واتّباعه؟ ومن ثم يحكم الله بيننا وبين المسلمين والكافرين فيفتح بيننا بالحقّ وهو خير الفاتحين فيغشى العذاب قرى البشر المعرضين عن الذِّكر مسلمهم والكافر إلا من اتّبع الذكر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨} صدق الله العظيم [الإسراء:58]؛ كونهم أعرضوا عن ذِكر ربّهم قرى البشر جميعاً مسلمهم والكافر إلا من رحم ربي، تصديقاً لقول الله تعالى:{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١} صدق الله العظيم [يس].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

    فبلغوا بياني هذا إلى فضيلة الشيخ سليمان العلوان وفضيلة الشيخ طارق السويدان، فقد وعد سليمان بالردّ على جميع البيان الحقّ للقرآن للإمام المهدي ناصر محمد اليماني في موقعه، ولكن فليسمح لنا بالحوار في موقعه أو يأتي للحوار في موقعنا طاولة الحوار العالميّة
    (موقع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، منتديات البشرى الإسلاميّة)، وشكراً.

    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-04-2020, 11:47 AM
  2. من إمام العالمين الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة المسلمين والناس أجمعين، والسلام على من اتّبع الهدى..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 23-10-2014, 02:36 AM
  3. من إمام العالمين الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة المسلمين والناس أجمعين، والسلام على من اتّبع الهدى..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-09-2014, 06:34 AM
  4. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-01-2013, 06:33 PM
  5. تنبيهٌ من الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29-09-2011, 03:11 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •