فلله الأسماء الحسنى يا أحمد عمرو أذهب الله عنك رجز الشيطان وهداك للإيمان ،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله النعيم المنعم ، السلام يدعوا إلى دار السلام ، الحق يدعوا إلى قول الحق والعمل به ، النور يهدي من يشاء لنوره
والصلاة السلام على عباد الله النعيم السلام الحق النور من المرسلين والصالحين وأنصار الله والباحثين عن الحق المبين ،
وعلى عبد النعيم خاتم خلفاء الله ومن عنده علم الكتاب وعلينا وعلى الأنصار الأخيار من شهد بالحق وقال بقول الحق
{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)} [التكاثد]
وأهلا وسهلا بأخينا ذا النونين في الأنصار الأخيار ، وبارك الله بيعتك وتقبل منك وثبتك على الحق المبين ..
وبعد ،
فلله الأسماء الحسنى يا أحمد عمرو أذهب الله عنك رجز الشيطان وهداك للإيمان ،
فقد قرأنا ما قرأت وحفظنا ما حفظت ولنا سنوات عديدة أيام بلياليها قضيناها عاكفين على كتب أهل السنة من أتباع التابعين ومن هم في طبقتهم كمالك والأوزاعي ونزولا بأحمد وأصحابه حتى ابن تيمية الذي يرجع إليه مذهب المتأخرين وانتهاء بابن عبد الوهاب والمتأخرين كالألباني ومن في طبقته ،
إضافة إلى الخلاف في الفروع بين مدارس أهل السنة بين المتفق والمختلف عليه وما يعتبر مما لا يعد دليلا عند البعض وهو عند بعضهم حجة ،
واختلافهم في الأخبار من حيث تواترها وآحادها وإفادة كل واحد منهما لليقين أو دونه إلى غير ذلك مما محله كتب أصول الفقه ومصطلح الحديث ..
ولكن الفرق يكمن نقطة واحدة ..
هل تجعل هذه الكتب بينك وبين قبول الحق ..
هل تحتكم إليها وتدور حولها ..
أنت لن تعرف الحق إن كنت تجعل بينك وبينه حجابا وتريد من هذا الحجاب أن يشف لك لترى ما وراءه ..
لقد تفرق الناس واختلفوا إلى شيع وأحزاب وكل حزب بما لديهم فرحون ..
ولسان حالهم: إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ،
وليتهم اتبعوا قول الله بعدم اتباع الظن ولكنهم احتكموا إليه وبغوا على بعضهم من بعد البينات وكانوا كأهل الكتاب الذين نسواحظا مما ذكروا به فأغرى الله بينهم العداوة والبغضاء ..
هذه العداوة والبغضاء التي لا تكاد تغادر مذاهب المسلمين وأحزابهم ،
فهل هم على هدى على الرغم من ذلك ..
إن في بعث المهدي هدىً وخروج من الظلمات إلى النور ..
إنه حكم بين المتخالفين فيما يقيمونه حكما ويرضون به على اختلاف مذاهبهم ..
إن القرآن الكريم محل اجماع الجميع ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ..
{ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16)} [المائدة]
كن يا أحمد حياديا بين كتب الأولين وأقوال الإمام ناصر محمد عندها ستعلم حقا أنه الناصر لمحمد ،
نفس الرحمن من قبل اليمن يفرج الله به على هذه الأمة وينفس عليها فيجمع الناس على كتاب الله كما تركهم عليه رسول الله ،
ويوحد صفهم بعد تسليمهم لحكم الله في كتابه ويعيدهم إلى منهاج النبوة الأولى تصديقا لقول رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام "ثم تكون خلافة علي منهاج النبوة الأولى" ..
لقد جاء القدر المقدور في الكتاب المسطور فلا تُسبق إليه وتُخلَّف بين من أعماهم التقليد عن رؤية النور الواضح ،
ولو أردت أن تجد أدلة لصحة كلام الناصر لمحمد لوجدت ولكنك لا تريد أن تتعب نفسك ..
لا هداية من دون اجتهاد ..
حاول أن تستوعب كلام الناصر لمحمد كما تحاول أن تستوعب كلام الكتب التي تقرأها مع أن بعض ما فيها لا يستساغ ولا يقبله العقل ،
ولكن المتأخرين يغضون الطرف ويخفون الكثير من الأباطيل حفاظا على أن لا تهتز الصورة عند العامة شأن أهل الكتاب ولا أدري كيف ورثوا هذه الأخلاق عن أهل الكتاب وهم يلعنونهم ..
يجب أن تجعل بينك وبين كلام ناصر محمد حكما عدلا لا يجوز عليه الخطأ ولن تجد غير كتاب الله فهو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،
وغيره يجوز عليه الباطل ويأتيه الشيطان ،
واعلم أن أكثر أهل الأرض يجوز عليهم الضلال ولو اجتمعوا إن كان سبيلهم اتباع الظن تصديقا لقول الله تعالى:
{ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116)} [الأنعام]
إني لك ناصح أمين .
واذكر قول الله تعالى:
{ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ (17)} [هود]
{ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} [المائدة]
{ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} [المرسلات]
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)} [النساء]
{ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15)} [المائدة]
واعلم أن أكثر ما في الكتب يصدق فيه قول الله تعالى:
{ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى (23)} [النجم]
فكثير ما أنزل الله به من سلطان ولكنه سُمي واصطلح وتعورف عليه فأصبح بعدها حكما يتحاكم إليه ومنهجا يسار عليه ،
فأين كلام الله ..
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)} [الفرقان]
لقد هُجر القرآن فلم يتحاكم إليه وقيل عنه حمال وجوه ،
مع أن الله يصفه بالنور المبين والنور إنما ليكشف الظلمات ،
وسماه بالفرقان ليفرق بين الحق والباطل ،
ووصفه بالبينات ..
فهل يقال بعدها حمال وجوه وغير بين أو عسير بعد قوله تعالى:
{وَلَقَدْيَسَّرْنَاٱلْقُرْءَانَلِلذِّكْرِفَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍۢ} [القمر: آية 17، 22، 32، 40، 51]
فهل من مدكر يصدق قول الله ومن أصدق من الله قيلا ،
إن المتشابه يبلغ قدر العشر وهو الذي لا يتبعه إلا من في قلبه زيغ عن المحكم البين ..
ثم تذكر أن لله اسما علمه أحدا من خلقه ولم يعلمه الجميع بل علمه أحدا تصديقا لقول الرسول الأمين عليه وآله الصلاة والسلام:
{أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أو علمته أحدا من خلقك}
وهذا مما يثبته أهل السنة ولكنهم يتناقضون إذ ينكرونه فعندهم 99 اسما فقط لا يجيزون غيرها ،
وإذا سألتهم عنها وجدتهم يتعارضون بين رواية الترمذي وغيره ،
فكل يروي اسماء ليست عند الآخر وكلها في كل رواية 99 ، ولو جمعت الأسماء في الروايتين لربت فوق المائة ،
فقاموا يجتهدون كابن حزم مثلا وابن حجر حتى توصلوا إلى أن هناك في القرآن 99 اسما إذا جعلنا الروايات جانبا ،
سبحان الله لقد علموا أن في القرآن جوابا لما اختلفوا فيه ،
وفي القرآن أيضا الإسم الأعظم ،
ونحن نؤمن أنه الإسم الذي علمه الله أحدا من خلقه واستأثر به في علم الغيب عنده تصديقا لحديث الرسول الأمين عليه وآله الصلاة والسلام ،
فلم يعلمه أحد إلا خاتم خلفاء الله الإنسان الذي علمه الله بالقلم مالم يكن يعلم من بيان القرآن لأنه الشهيد الذي يقيمه الله على صدق رسالة محمد تصديقا لقوله تعالى:
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَسْتَ مُرْسَلًۭاۚ قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًۢا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُۥعِلْمُ ٱلْكِتَـٰبِ (43)} [الرعد]
فهذا الذي عنده علم الكتاب الذي يدعو الناس إلى رضوان ربه لأن في رضوانه النعيم الأعظم ،
فهذه صفة رضوان نفس الله على عباده اتخذ منها اسما ليكون تمام المائة من الأسماء الحسنى وكل أسماء الله حسنى ،
ولكن اختلط عليكم الأمر فقلتم كيف يكون النعيم اسما لله وهو يقول:
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ (34)} [القلم] ،
ولكننا نقول لكم كيف آمنتم أن لله اسما هو السلام وهو يقول:
{وَٱللَّهُ يَدْعُوٓا۟ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَـٰمِ (25)} [يونس] ،
وقلتم كيف يكون النعيم اسما وهو للمخلوق اسما في قوله :
{وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًۭا وَمُلْكًۭا كَبِيرًا (20)} [الإنسان] ،
ونقول لكم كيف آمنتم أن له اسما هو الحق وهو يقول:
{وَلَا تَلْبِسُوا۟ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَـٰطِلِ وَتَكْتُمُوا۟ ٱلْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (42)} [البقرة] ..
ألا تعلم أن الله سمى نفسه بـــ المؤمن فهل يجوز لك أن تنفي هذا الإسم لأنه للمخلوق ..
إن لله الأسماء الحسنى ،
وهو الذي يسمي نفسه بأحسن الأسماء فلا تضربوا لله الأمثال ،
ولا يضلنك الإشتراك في الأسماء فتقول أن النعيم لا يجوز أن يكون اسما لله ثم نراك تثبت أن لله اسما هو السلام ،
فـ السلام جعله الله تحية أهل الجنة ، وأمر به أهل الدنيا ، وسمى به الجنة ، واختاره ليكون من أسماءه الحسنى ،
وكذا النعيم ، فهو صفة لنعيم الجنة ، وهو نعيم أعظم لمن ينعمون برضوان الله ، فهو صفة رضوان الله في نفسه على عباده ، كما أن منه نعيم مادي دنيوي ، واختاره الله ليكون من أسماءه الحسنى ،
وهكذا في:
الحق
والنور
والمؤمن
وكل أسماء الله ..
ابحث عن ما يصدق بيان الناصر لمحمد وستجد أدلة كثيرة متـظافرة تصدقه وتشهد له ،
فلا تُعرض عنه وتحرم نفسك السبق إني لك من الناصحين ،
فقد والله اختبرت كتب الأولين ودرستها ووعيتها تماما وأغلب ما فيها اتباع للظن ولا تخلوا من قول الحق والتواصي به ..
ثم اعلم أخي هداك الله أن السلف كانوا على اختلاف حتى في مسائل الإيمان ولعل في تضعيف متقدمي الحنابلة لأبي حنيفة والبخاري خير مثال للتعصب المذهبي في مسائل الإعتقاد ،
ولعلك تستغرب وهل حقا ضعف متقدمي الحنابلة الإمام البخاري الذي يعد من الأعلام عند متأخري الحنابلة ، وما كان إلا صاحب بدعة عند الرازي صاحب الجرح والتعديل وعند الذهلي ..
هل تعلم أن أصحاب الإمام علي رضي الله عنه من التابعين كلهم ضعفاء عند أهل الجرح والتعديل ثم في المقابل تعديلهم بعض من كان يلعنه على المنابر من التابعين ..
لا أريد أن أدخل في هذا الباب ولكنها نظرة خاطفة على ما كان يدور في حياة السلف ..
لقد كان الإجماع منعقدا على هذا الكتاب الذي لا يجوز أن يتقدمه كتاب ولم تكتب السنة ولم تدون إلا في عصر العباسيين ،
فما في أيدي الناس من الروايات لم يشهدها الصحابة ولا الخلفاء الراشدون حتى يشهدوا على صدقها ،
وكذا لم يحضرها التابعون حتى يشهدوا على صحتها وما كتبت إلا بأيدي أتباع التابعين ومن جاء بعدهم بعد مضي سنين شداد عصفت بالأمة وأذاقتها الأمرين ،
وأحسن ما دُوّن كان كتاب البخاري (194 هـ - 256 هـ) الذي بينه وبين عصر النبوة قرابة مائتي (200) عاما ..
مع هذا كله فإننا لا نردها ونبطلها كلها من دون تفريق ..
بل نرد منها ما كان مخالفا للقرآن الكريم إذ لو كان من عند الله لكان بيانا يزيد القرآن نورا ولكنه من عند غير الله لذلك جاء مخالفا للقرآن الذي يهدي للتي هي أقوم ،
فلا يصح ما خالف القرآن ولو كان برواية الثقات الأثبات ،
وما لم يكن مخالفا وكان برواية العدول وجاء بيانا وهدى ،
أو كان يشهد القرآن بصحته فهذا الذي نقبله ونصدقه ،
مستمسكين بقوله تعالى:
{وَلَاتَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦعِلْمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُو۟لَـٰٓئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـُٔولًۭا (36)} [الإسراء]
فالكتاب والسنة الحق لا ما افترى الظالمون تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي"
فهل هناك دعوة أكثر صفاء من كلام الناصر لمحمد ..