السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
أهل السنة و الجماعة, ساعة الحقيقة المرة, ساعة سقوط الأقنعة:
مقدمة عن اختيار هذه التسمية البراقة المخادعة :
لا يفيدنا البحث عن تاريخ ظهور هذه التسمية و على يد من ظهرت , لأننا لن نستفيد من هذا شيئا كثيرا, فلو عرفنا أن ابن تيمية هو من اخترع هذه التسمية أو غيره فالأمر سيان . لكن ما يهمنا هو لماذا ظهرت هذه التسمية , و ما الغرض من ورائها؟.
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا, كتاب الله و سنتي )).
و في رواية (( كتاب الله و سنتي , و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي..عضوا عليها بالنواجذ)).
و في كتب الشيعة اضيا( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضوا بعدي كتاب الله و عترتي آل بيتي )).
و في حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: (( افترقت اليهود على 71 فرقة , و افترقت النصارى على 72 فرقة , و تفترق أمتي على 73 فرقة كلها في النار إلا واحدة.قيل من هم يا رسول الله ؟.
قال : هم الجماعة.
و قيل : هم الذين هم على ما انا عليه و صحبي )).
حدثنا هشام بن عمار. حدثنا الوليد بن مسلم. حدثنا أبو عمرو، حدثنا قتادة عن أنس ابن مالك؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة. وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة. كلها في النار، إلا واحدة. وهي الجماعة)).
فهرس ابن ماجة كتاب الفتن .
و قال رسول الله و هو يوصي أحد الصحابة : (( حدثنا علي بن محمد. حدثنا الوليد بن مسلم. حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. حدثني بسر بن عبيد الله. حدثني أبو إدريس الخولاني؛ أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((يكون دعاة على أبواب جهنم. من أجابهم إليها قذفوه فيها)) قلت: يا رسول الله! صفهم لنا. قال ((هم قوم من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا)) قلت: فما تأمروني، إن أدركني ذلك؟ قال ((فالزم جماعة المسلمن وإمامهم. فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام، فأعتزل تلك الفرق كلها. ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت، وأنت كذلك)).
أملا في النجاة و الفلاح حين حدث الإختلاف بين المسلمين, راحت كل مجموعة من المسلمين الذين توافقت آراءهم, يلتمسون ما يقوي جانبهم في معرض بيان الحق .فاختار المعتزلة اسمهم, كأنهم رأوا ضلال الأمة كلها, و لم يبق لهم جماعة و لا إمام, فاعتزلوا غيرهم , و سموا أنفسهم معتزلة .على أمل أنهم هم الفرقة الناجية .
و اختار آخرون بريق تسمية أهل البيت .و أسسوا مذهبهم , على دعوى حب آل البيت .
و اختار غيرهم تسمية أهل السنة و الجماعة, متوهمين أن مجرد التسمية تجعل المنتمي إليها من الفرقة الناجية.فصادر القوم معالم الفرقة الناجية من حيث كونها تتشكل في شكل جماعة.و من حيث أنها تتمسك بالسنة النبوية الشريفة .
و تجد علماء أهل السنة و الجماعة في تعريفاتهم لأهل السنة و الجماعة يقولون أنهم هم من تمسكوا بالكتاب و السنة .و هو كلام فضفاض تدعيه كل الفرق الإسلامية .
لكن تحت مجهر الفحص تتبدد دعاويهم كلها , و تظهر الحقيقة, و هي أن القوم ليسوا بجماعة , و لا هم أهل سنة بحق.
ما يهمني في بحثي هذا , هو أهل السنة و الجماعة في عصرنا هذا .و بالضبط الغالبية منهم الذين يتبعون الشيخ العثيمين و الشيخ بن باز و من قبلهم ابن تيمية .لأن خداع الأمة إنما شمل غالبية الأمة الذين سلموا عقولهم لمثل هذه الاسماء, و وضعوا كامل ثقتهم في هؤلاء العلماء إلى درجة أنهم تخلوا عن مجرد التفكير في عقائدهم .
و كل من تسأله سيجيبك: نحن لدينا علماء كبار نثق فيهم .
و يتناسى الأتباع أن المتبوعين لن يغنوا عنهم من الله شيئا .
الحال و الحقيقة و الواقع :
1-ليس لهم خليفة و لا إمام :
بعد أن عرفنا منشأ هذه التسمية المخادعة, و أنها نشأت بمصادرة معالم الفرقة الناجية, و اكتفت بالشكل دون المضمون , نأتي الىن لإاقاء نظرة على حال هؤلاء المنتسبين إلى تسمية أهل السنة و الجماعة, لنرى حقيقتهم و واقعهم , و هل فعلا يطابق بريق هذه التسمية ؟.
تنضوي تحت لواء تسمية أهل السنة و الجماعة, عدد كبير من المسلمين, بل غالبيتهم حتى الآن .لكن لنبدأ بالسؤال الوجيه: هل هم حقا أهل السنة؟.
أخذ رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم البيعة من المسلمين.ثم أخذها منهم خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم .و كان من المعلوم قطعا ان الأمة لا تبيت بدون خليفة تجتمع حوله .
و هذا ما لاحظناه في وصية رسول الله للصحابي حذيفة بن اليمان: (( فالزم جماعة المسلمين و إمامهم)).
و هناك أحاديث نبوية شريفة اخرى تؤكد على ضرورة وجود إمام خليفة للأمة , أحاديث يقبلها البعض و يردها البعض الآخر, لكنها كلها تؤكد ضرورة اجتماع الأمة الإسلامية حول إمام خليفة يوحدهم و يوحد كلمتهم ,(( من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)) .
و كلها تصب في وصية رسول الله بالتمسك بسنته و سنة الخلفاء الراشدين من بعده .
لكن واقع من يسمون أنفسهم اهل السنة و الجماعة, يقول بشكل واضح ,أن القوم لا يأبهون بوصية رسول الله أصلا .
فهم يعيشون من غير إمام أو خليفة يوحد عقيدتهم و يوحد كلمتهم .
بل هم متفرقون إلى درجة التكفير و التقتيل أحيانا, و كلهم يزعم أنه من أهل السنة و الجماعة. و ها نحن نرى من الناحية العملية الواقعية أن القوم لا يتمسكون بسنة رسول الله .
ليس لهم إمام .
هذا فضلا على معارضتهم السنة النبوية الشريفة العملية في كثير من التطبيقات الشرعية .فهم يؤمنون بقتل المرتد غير المحارب , في حين لا نجد أن رسول الله قتل مرتدا واحدا لمجرد الإعتقاد , و لا أمر بقتل مرتد و لو غيلة لمجرد خروجه من الإسلام .
و الحادثة البليغة التي يعرفها علماء السنة, يقطع كل شك في الموضوع .
فقد حدث أن اسلم رجل , و بايع رسول الله, فأصابته حمى.فتشاءم الرجل من هذه المصادفة, فرجع إلى رسول الله , و قال له: أقلني بيعتي .
و لم يعترض رسول الله على طلب الرجل, بل علق رسول الله قائلا : إنما المدينة تنفي خبثها .
أو كما قال رسول الله .
و من يتتبع حال القوم يجد كثيرا من مخالفاتهم للسنة النبوية , ناهيك عن تمسكهم بكلام سخيف منسوب إلى رسول الله , لا لشيء إلا لوروده في الصحيحين .و تناسوا أيضا وصية رسول الله, بإرجاع الحديث إلى القرآن, فما عارض القرآن , لا يكون وحيا و بالتالي فليس بحديث صحيح .
2-ليسوا جماعة:
هنا أيضا نحاول استقصاء حقيقة القوم هل هم جماعة؟.
و الجماعة ينبغي أن تكون على قلب رجل واحد لا سيما في الجانب العقدي.لأن العقائد تؤخذ من القرآن الكريم .و لا يمكن أن تختلف تلك العقائد أبدا لأن منبعها و مصدرها واحد, ألا و هو كتاب الله المجيد .
لكن القوم, مختلفون اشد الإختلاف , بل عقائدهم تتعاكس تماما .و هنا يجدر بنا أن نسأل : هل هم جماعة؟.
بل من منهم من أهل السنة و الجماعة؟.
و إليك أيها القارئ العزيز بعض العقائد التي يختلف فيها أهل السنة و الجماعة , و لا يتفقون أبدا .
-عقيدتهم في الله تعالى :
أهل السنة و الجماعة على طرفي نقيض في عقيدتهم في الله تعالى .فبينما يرى فرق منهم أن لله تعالى أعضاء بدنية حقيقية, يتبرأ غيرهم من أهل السنة و الجماعة من هذه الإساءات لله تعالى .
إن يقول الشيخ العثيمين متبعا ابن تيمية من قبل :
نحن نؤمن أن لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين .
و نؤمن أن لله تعالى عينين حقيقيتين اثنتين .
و لأن هذه الطائفة من أهل السنة و الجماعة, تشعر بالحرج الشديد من عقيدتها هذه, فهي تدعي أن عقيدتها هي الحقة, لأنها تؤمن بها من غير تكييف و لا تشبيه و لا تعطيل و لا تمثيل .
و حالها و حقيتها , يقولان: بل أنتم تشبهون الله بمخلوقاته.
و تكيفونه لأنكم تعدون أعضاءه البدنية الحقيقية .
و تعطلون أفعال الله و صفاته, لأنكم تنسبون له الأاعضاء الحقيقية .و التي هي محدودة مهما التمستم من تبريرات واهية .
فالعين التي تنظر إلى الأامام لا ترى الخلف .
و اليد التي تمسك شيئا, لا تمسك أشياء.
و الله تعالى الذي ينزل إلى السماء الدنيا ماديا, يغادر مكانه الأول .
و الله الذي يجلس على العرش, و يضع رجليه على الكرسي , إنما يغادر عرشه و كرسيه حال نزوله كل ليلة إلى السماء الدنيا .
و كل هذا باطل بداهة .
فالله تعالى ليس كمثله شيء.
و نجد من أهل السنة و الجماعة, من يبرأ من هذه العقيدة الفاسدة المسيئة لله تعالى .فقد سمعت و رأيت الشيخ محمد الطيب شيخ الازهر الحالي, و هو يستغفر الله تعالى قبل الجواب عن هذه العقيدة .
فأخذ يستغفر الله, ثم قال : لو لا ضرورة نشر العلم لما تحدثت في هذا الكلام الباطل.
و رد قول القوم من أهل السنة و الجماعة , أن العضوء الذي ينسبونه لله تعالى لا بد أن يكون مركبا.بفتح الكاف.
كاليد , مركبة من جلد و لحم و أعصاب و عظام ....
و لا بد للمكرب من مركب بكسر الكاف .
و يحق تتحرى : من هم أهل السنة و الجماعة؟.
-حياة عيسى في السماء:
ينقسم أهل السنة و الجماعة هنا أقساما كثيرة , في مسألة واحدة هي حياة عيسى أو موته .
فمنهم من يرى و يعتقد أن عيسى رفعه الله تعالى حيا إليه في السماء, و لا يزال حيا إلى ان ينزل آخر الزمان . و هؤلاء اصدروا فتوى بتكفير من ينكر حياة عيسى في السماء.
على النقيض التام, من كبار علماء أهل السنة و الجماعة, من يعتقد موت عيسى كسائر الأنبياء و المرسلين .
و هذا اعتقاد يناقض اعتقاد الفريق الاول تماما .
و من المستحيل أن يكون عيسى حي و ميت في نفس الوقت .
فمن هم إذن أهل السنة و الجماعة؟.
بينما يرى بعضهم أن حياة عيسى أو موته لا يهم .و لا يترتب عليه شيء في العقيدة.و هذا خلاف القولين الأولين . و هو زعم يطعن في كتاب الله باعتباره لم يبين عقيدة المسلمين و تركهم للأوهام و التخمين .
-النسخ في القرآن الكريم :
أهل السنة و الجماعة أنفسهم مختلفون في عقيدتهم في النسخ في القرآن .بعضهم يرى أن النسخ ثابت في القرآن الكريم , و يحاول تبرير نقصان القرآن الكريم و تعارضه, متناسيا كل القرآن الكريم ,و لا غيا كل الأدلة العقلية .
و على عكسهم تماما يتبرأ كثير منهم من القول بالنسخ في القرآن الكريم, بل يعتبرها طعنة مسمومة في نحر الإسلام كله .
-الحرية الدينية :
يختلف علماء أهل السنة و الجماعة في موضوع الحرية الدينية إلى درجة جرت الويلات على الأمة الإسلامية, و ما زالت تعصف بها إلى المجهول المحزن .
فبعض علمائهم يقولون بقتل المرتد لمجرد العقيدة .
و يرون وجوب نشر الإسلام بالقوة, بل يجب تخيير الكفار بين قبول الإسلام و القتل , كما هو حال فتاوى الشيخين ابن باز و العثيمين .الذين بنوا حكمهم على أساس باطل تماما و هو النسخ في القرآن.فزعموا أن الىيات التي تكفل حرية الإعتقاد إنما هي آيات منسوخة بآية السيف.من سورة التوبة. و لا وجود لكلمة السيف مطلقا في القرآن.لكن هؤلاء يسمونها آية السيف .
و لا بد أن تقبل بالسيف أيضا .
و يسنون حدا و ينسبونه للإسلام الحنيف , و هو منه براء .و يرون قتل المرتد بعد الإستتابة .
بينما يرى بعضهم
أن الإسلام يكفل حرية المعتقد, و لا يجوز إكراه الناس على قبول الإسلام قط .و أن الإسلام لم يقدم حكما قتل الكافر أو المرتد لمجرد الإعتقاد .بل القتال لا يسن إلى لرد العدوان .
و هنا نتساءل : من هم أهل السنة و الجماعة؟.
-الجهاد في الإسلام عند القوم :
من القوم من يرى وجوب نشر الإسلام بالقوة في العالم كله .و كأنهم يعلنون حربا مفتوحة ضد العالن بأسره .و يبررون حماقتهم هذه بالزعم أن الإسلام فيه خير البشرية في العاجل و في الآجل .
لكن غيرهم من أهل السنة و الجماعة يرون أن الجهاد إنما شرع لرد العدوان مصداقا لقول الله تعالى : {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (190) سورة البقرة.
و يرون أن الأصل في علاقة المسلم بغيره هو السلم, أما الحرب فهو استثناء ينشأ بحدوث عدوان على الامة الإسلامية .
و هنا أيضا يحق لك ايها المسلم أن تسأل : من هم أهل السنة و الجماعة؟.
نظرية الولاء و البراء :
يعتبر علماء أهل السنة و الجماعة الولاء و البراء من أوثق عرى الإيمان . لكنهم في معرض بيان صحة هذه العقيدة ما يلبث طرح القوم أن يتبدد و يظهر للعيان أنها مجرد نظرية عنصرية لا أساس لها في الإسلام الحنيف . الذي يعلن البراء من الباطل و من الظلم , و الولاء للحق و للعدل .
و قد بدأت عقول هؤلا القوم اليوم يتبرءون من نظرية الولاء و البراء , و بدأوا يبذلون جهودا جبارة لتصحيح ما أفسده غيرهم من مدرستهم الواحدة.
فأي الفريقين من أهل السنة و الجماعة؟.
الرقية :
و أقصد هنا بالضبط تلك الممارسة التي يزعم أصحابها أنهم يخرجون الجن من أجساد الناس الملبوسين و الممسوسين , و يدعون إحراق الجن.
هنا أيضا اختلف اهل المدرسة الواحدة, أهل التسمية الفارغة, فمنهم من يؤمن بصحة هذا الهراء . إيمانا ساذجا, ناتجا عن إلغاء نعمة العلق إلغاء تاما .
و منهم من يستنكر هذه الممارسات و يصفها بالبدعة المنكرة , كما هو حالل الشيخ يوسف القرضاوي.
و يحق لنا أن نسأل : من هم اهل السنة و الجماعة؟.
-سحر الرسول :
يعتقد بعض علماء القوم أن رسول الله وقع تحت تاثير سحر اليهودي لبيد بن الاعصم, و صار يهذي و لا يعي ما يفعل طيلة مدة تأثير السحر .
لكن كثيرا من علماء نفس المدرسة يتبرءون إلى الله من هذه العقيدة المسيئة لخير خلق الله .
فمن هم أهل السنة و الجماعة؟.
--------
أهم ميزات مدرسة أهل السنة و الجماعة:
بعد ما عرفنا حال و حقيقة تفرق هؤلاء القوم المنضوين تحت تسمية واحدة لا مسمى لها, و رأينا أن اختلافهم في عقائدهم يستحيل معه وصفهم انهم جماعة, نحاول الآن أن نبحث عن
أهم ميزات هذه المدرسةو تحديدا مدرسة الاغلبية منهم ابن تيمية و العثيمين :
- الشرك :
يقول الله تعالى : {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} (106) سورة يوسف.
بالرغم من دعوى توحيد الله تعالى عند أهل السنة و الجماعة إلا أن كثيرا من عقائدهم تفضي إلى الرشك الصريح بالله تعالى . و يكفي أن تعرف أنهم يعتقدون حياة عيسى في السماء, كأنه لا شريك له من بين الخلق .
و كأنه إله رب يمكنه العيش خارج الأرض .
يعتقدون أن عيسى كان يحيي الأاموات على الحقيقة, و يخلق الطيور على الحقيقة .و تناسى القوم أن القرآن الكريم , شديد التأكيد على انه لا شريك لله تعالى في الإحياء و الخلق .
مع أن الإحياء المنسوب للأنبياء و الرسل إنما هو إحياء روحاني فقط.لا يعني أكثر من غخراج الكافر إلى نور الإيمان و التوحيد.
فكيف لا يكونون مشركين؟.
ينتظر هؤلاء القوم مجيء رجل كافر , - الدجال- يشارك الله إحياء الأموات حقيقة و إنبات نبات الأرض و إنزال الغيث حقيقة أيضا . و هم ينسبون إليه خاصة أفعال الله تعالى .
أفلا يكون هؤلاء مشركين بامتي.
-التناقض :
-في شرح عقيتهم يقول الشيخ العثيمين : (( ونرى وجوب إجراء نصوص الكتاب والسُنّة في ذلك على ظاهرها، وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عزّ وجل.
)).
لكن التطبيق العملي لكلام الشيخ يوضح تناقضهم الرهيب. فها هم يأتون إلى مواضع من كتاب الله المجيد لا تقبل التأويل مطلقا, فيؤولون ما لا يمكن تأوياه.
و مثاله : تأويلهم كلمة متوفيك عن عيسى بمنيمك.
و هم يعلمون أن التوفي إذا لم تصحبه قرينةتصرفه للمجاز فلا يعني سوى الموت.حين يكون الفاعل هو الله تعالى أو أحد الملائكة , و المتوفى هو من ذوي الأرواح.
يأتون إلى أحاديث رسول الله في المسيح الدجال فيأخذونها على ظاهرها , و يخرجون بتفسير سطحي خرافي مفضي للشرك الصريح .لكنك حين تسألهم: مع الدجال جنة و نار.
فمن أين أتى الدجال بجنة و نار حقيقتين؟.
تتلاشى علوم القوم , و لا يقبلون الحق .
يزعمون أنهم هم الفرقة الناجية لأنهم يتمسكون بكتاب الله و بسنة رسوله, لكن واقعهم يفضحهم و يفضح تناقضهم, و رفضهم للقرآن و للسنة النبوية الشريفة.فهم يقرءون قول الله تعالى , (( كتاب أحكمت آياته)) ثم يطعنونها بالنسخ و التعارض و النقصان .
يقرءون قول الله تعالى : (( لا إكراه في الدين)) , لكنهم يقولون بقتل المرتد .و يفتون بقتل المرتد لمجرد الردة, و قتل الكافر و استحلال دمه و ماله ...إلا قليل منهم .
فأي تناقض أكبر من هذا؟.
يعتقد هؤلاء أن رسول الله هو آخر الأنبياء .
مع أن كلمة خاتم إذا كانت مضافا و المضاف إليه جمع العقلاء , فلا يعني آخر بل يعني الاكمل و الأفضل .
لكن القوم ينتظرون مجيء عيسى نبيا رسولا بعد خاتم النبيين .
و ينتظرون إماما مهديا, يأتي آخر الزمان لإصلاح حال الأمة, و لا يمكنه أن يعرف هو نفسه أنه الإمام المهدي إلا أن يتلقى وحيا من الله تعالى يخبره أنه تعالى اختاره إماما مهديا .
فهل بعد هذا التناقض تناقض؟.
سيصبح عيسى آخر الأنبياء و يصبح المهدي أيضا نبيا بعد رسول الله .فماذا تركتم بتناقضكم لرسول الله ؟.
من تناقضهم العجيب طعنهم في القرآن بالنسخ و النقصان و الضياع , و أن الداجن أكلت بعض القرآن ,. في حين يقدسون الصحيحين .البخاري و مسلم, و يرون عصمتهما الكتابين أقصد .
لكن تعالت أصوات البعض من أهل السنة و الجماعة لتنادي لتنقية الصحيحين .
فأينهم أهل السنة و الجماعة؟.
-النفاق الإعلامي أو الخطاب المزدوج:
ترى علماءهم إلا قليلا منهم, يتكلمون بألسن مختلفة.
فغن هم حدثوا أتباعهم الذين يقعدون بين أيديهم مقاعد للسمع, حدثوا عن البطولات و عن الجهاد, و عن فضائل الغزو في سبيل الله , و عن دفع الصائل , و قتل الكفار .
بيننما إذا رأيتهم هم أنفسهم في مجلس يحضره غير المسلمين , ترى كلامهم يتحول إلى الحديث عن الإسلام الحنيف السمح, دين السلام و المحبة .
تراهم يفتون بكفر مخالفيهم دون حجة و لا برهان , بين اتباعهم, لكنهم بحظور غيرهم من علماء الفرق الاخرى, تراهم يتبرءون من التكفير و فتاوى المكفرين .
إنه النفاق و الخطاب المزدوج , ليرضوا المخلوق و لا يهمهم رضى الخالق .
التكبر و الإستعلاء بالعدد :
يبدو تكبر القوم و استعلاؤهم بالعدد الذي لا يغني من الحق شيئا في كلامهم مع مخالفيهم.
فهم لا يتورعون عن الإساءة إلى الفرق الإسلامية الأخرى, فتراهم يحتقرون الشيعة , و يصفونهم بأوصاف لا يقبلها إنسان شريف .و تراهم ايضا , يتطاولون على الصوفية , و ينعتونهم بعاد القبور .
و يتفننون في استخدام قواميس السب و الشتم لمخالفيهم , دون ان يتذكروا انهم أهل السنة و أنه من الواجب عليهم الإقتداء برسول الله .
و الحقيقة أن هؤلاء -السنة و الجماعة السلفيون- قلة قليلة جدا من بين أهل السنة و الجماعة عموما .لأن الأشعرية و الماتريديو يمثلون أكثر من 90 بالمئة من عموم السنة .
الخوف على الدين :
هذه أحد خصائص مدرسة أهل السنة و الجماعة, التي تميزهم عن غيرهم من فرق الإسلام .فتراهم يقيمون محاكم تحقيق لعقائد غيرهم من فرق الإسلام , متناسين موبقات كثير من عقائدهم .
و ما إن تطرح عقائدهم للبحث حتى ترى القوم كالمغشي عليه من الموت .
و سرعان ما تنقلب مفاهيمهم على أعقابها كما عودونا بتناقضهم الفاضح .فالإسلام الذي يقدمونه على أنه دين العلم و العقل , يصبح فجأة كأنه كنيسة , يحرم فيها استخدام العقل .
و يباح فيها التنكر للحق و للبرهان و للدليل و للمنطق.
و كثير هم علماءهم الذين يفتون بجرة قلم سريعة بحرمة الإستماع إلى كلام الفرق الإسلامية الأخرى أو الديانات الاخرى . و ليس هناك سبب لمثل هذا الحجر على عقول الناس إلا الخوف على الدين .
الجحود و مصادمة الدليل و سطحية الفكر :
مع أن القوم كثيرا ما يفتخرون بكونهم أهل الدليل , إلا أنهم ينقلبون على دعواهم كلما صار الدليل في أيدي مخالفيهم.و يتنكرون حتى لأنفسهم في سبيل مصادمة الدليل الحق .
فعلى سيبل المثال , يتعالى القوم على الشيعة , لكون بعض علمائهم يقولون بتحريف القرآن الكريم .
لكن في مناظراتهم من الشيعة, ترى أهل السنة و الجماعة في خزي عظيم, حين يواجههم الشيعة بنظرة النسخ في القرآن الكريم .و التي لا معنى لها إلا ضياع القرآن و تعارضه و نقصانه .
فترى القوم يتمسكون بنظرة باطلة محتواها هو نفس محتوى دجعوى التحريف في القرآن .
و يحاولون إخراج قضية النسخ من دائرة البحث , زاعمين أن لا حاجة للقرآن المنسوخ أن يجمع أو أن يحفظ .
متناسين في نفس الوقت أن بعض أحكامهم لا يزالون يستمدونها من قرآن منسوخ .و العياذ بالله .
مثلا : رجم الشيخ الزاني....
مثال آخر:
بعضهم و من مشايخهم , المواعين بالإعجاز العلمي, يزعم أن طلوع الشمس من مغربها سيكون بالمعنى الحرفي .و أن الأرض ستعكس حركتها في آخر الزمان, فتطلع الشمس من مغربها .
لكن القوم لبساطة فكرهم, و تقديسهم الراسخ الخاطئ, لا ينتبهون إلى ان طلوع الشمس من مغربها حدث لن يشهد مخلوق قط .
ذلك أن الأرش إذا عكست اتجاه دورانها, قذفت بجبالها و محيطاتها آلاف الأميال في جو السماء, بشكل ينهي الحياة تماما من على الارض.لأن الأرض ستدمر لهول الكارثة.
و لو أن الأرض , تباطأت حركتها. فسيموت الخلق من البرد في جهة و من الحر في جهة أخرى.
و حين تسكن حركتها تماما قبل أن تعكس اتجاها تنعدم القوة الطاردة, و تلتهم الشمس كوكب الأرض.
فلا يشهد طلوع الشمس من معربها أحد.
مع ذلك يصادمون البرهان القاتل , و لا يقبلونه .
أما عن تصوراتهم و تفسيرهم للقرآن و للحديث الشريف, فغلب على القوم السطحية في التفكير, و تجاهلهم العقل و المنطق.و كأنهم يتعمدون رفض الحق , و يتعمدون إضلال الأمة.
فالقوم يؤمنون أن للمسيح الدجال البشر الكافر معجزات فاق بها الأنبياء و المرسلين .فهو يحيي الاموات حقيقة , و ينزل الغيث , و ينبت بنات الأرض, و كلها أفعال خاصة لله تعالى.
و لكن سطحية القوم تجعلهم يشعرون أنهم موحدون لله تعالى , و هم غارقون في أوحال الشرك .
ناهيك حين تسمح علماءهم يقولون أن الدجال يلاحق المسلم اين حل و ارتحل .و كذلك الدابة .
و لا يسعني سوى الوقوف للتفكير في حال القوم و سطحيتهم الساذجة.
كيف يمكن للبشر الواحد أن يلاحق ملايين الناس في شتى انحاء العالم و في وقت واحد؟؟.
أيها القارئ العزيز, إذا أردت أن تفهم أهل السنة و الجماعة , فكن كالمسيحي حين يدخل الكنيسة .و اقبل على الشيخ بقلبك , لا بعقلك.
لأن الشيخ سيقدم لك فهما للدين لا يؤخذ بالعقل .
تخبطهم في الفتاوى و الإتيان بالأعاجيب:
يمتاز إخواننا اهل السنة و الجماعة برائعة من روائعهم , و هي الفتاوى المتناقضة في المسألة الواحدة, بحيث أن المستفتي كما يطرح سؤاله, سيخرج قطعا دون أن يفهم شيئا .
ففي كل مسألة تطرحها سيقال لك: في المسألة قولان .
أو ربما أربع .
و كل قول ينقسم إلى اقوال فرعية .
و هنا يكمن سر ضياع الأمة على أيدي هؤلاء القوم .
سمعت مرة أحد علماء السنة من الجزائر يفتي رجلا سأله عن حكم الدين في شراء الذهب بالتقسيط.
فأجاب الشيخ: في المسألة قولان .
أحدها يحرم شراء الذهب بالتقسيط.
و القول الآخر يبيح شراء الذهب بالتقسيط.
بالله عليكم : كيف سيفعل هذا المستفتي؟؟؟.
أخلاق بعض علمائهم :
المتاجرة بالدين :
يتميز كثير من علماء و مشايخ أهل السنة و الجماعة, بتجارتهم بالدين , دون حياء لا خجل من الله تعالى .إذ يكفي أن ترى أعلانات بيع الأشرطة, و الكتب على قنواتهم حتى تدرك أن القوم امتطوا الدين من أجل الدنيا .
بل بعضهم يظهر على بعض القنوات و الناس المغفلون يتصلون بالشيخ لطلب البركة و اللدعاء بالثلث الأخير من الليل .
احتقار عقول الناس:
ترى كثيرا من علماء الفرقة يركزون تركيزا شديدا على مسألة احترام العلماء و توقيرهم .
و ليس من وراء هذه ال فكرة التي يريدون أن يجعلوها عقيدة إلا تقديس كلام العلماء, و تحريم التفكير .فالناس لا يصلحون لتدبر القرآن, بل عليهم الإكتفاء بسماع المشايخ فقط .
و تراهم لا يتورعون عن طرح سخافات عفا عنها الزمن, و يبررونها بتبريرات مستحيلة , دون احترام لعقول الناس . و لعل محاولة الشيخ أبي غسحاق الحويني تبرير رجم القردة للقرد الزاني هي ابرز مثال .
الكذب :
للأسف الشديد , و ينبغي للحق أن يقال , كثير من علماء أهل السنة و الجماعة, لا يتورعون في الكذب على خلق الله .بل بلغ الأمر ببعضهم درجة تحري الكذب في سبيل تشويه المخالفين .
و يكفي أن يطلع الإنسان على كلام بعض هؤلاء الشيوخ الكذبة الذين ينسبون انفسهم لأهل السنة و الجماعة, و يزعمون حب رسول الله و هم من سنة أبعد ما يكون المسلم .
فانظر كلام الشيخ محمد بن عبد المالك الزغبي عن الجماعة الغسلامية الأحمدية.
كلام الشيخ محمد حسان أيضا .
كلان الشيخ محمد بن عبد الرحمان العريفي أيضا.
كلام الشيخ البوطي أيضا .
و من قبلهم شيخ البهتان بامتياز الشيخ إحسان إلهي ظهير .
تعمد إضلال المسلمين:
يدرك علماء أهل السنة و الجماعة اليوم تماما أنهم على ضلال مبين, لأن عجزهم عن إسعاف معتقداهم بات واضحا للعيان .مع ذلك يصر هؤلاء على عقائدهم البالية, محاولين مرة , مخادعة الناس , و مرة , متهربين من مناقشة عقائدهم .متحاشين الأسئلة المحرجة التي لا يجدون لها جوابا من نقل أو من عقل .
و أهم الحقائق التي باتت جلية هي أن علماء السنة يدركون أنهم مجرد غثاء كغثاء السيل . يدركون أنهم على ضلال واضح لسقوط كثير من عقائدهم الفاسدة, مع ذلك يتعمد هؤلاء إضلال المسلمين من خلال الترويج للتسمية المخادعة (( أهل السنة و الجماعة)) و التي لا مسمى لها في الحقيقة و الواقع .
هم العدو فاحذرهم .