الموضوع: تمّ فتح قسم جديد للعلاج بالقرآن الكريم

النتائج 121 إلى 130 من 134
  1. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 9437 من موضوع {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    23 - 11 - 1431 هـ
    31 - 10 - 2010 مـ
    4:21 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    { حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ } ..

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾} [الأحزاب]، صلوات ربّي وسلامه عليك يا حبيب قلبي وأحبّ إلى نفسي من أمّي وأبي محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً..

    أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، إخواني الزوار الباحثين عن الحق في طاولة الحوار، إنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم لم يجعلني الله كمثل علمائكم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ومن ثم يقول: "فإن أخطأتُ فمن نفسي والشيطان"، وأعوذُ بالله أن أكون منهم في شيء بل أقول لكم ما قاله نبيُّ الله موسى والرُّسل من قبله ومن بعده؛ قال كلٌّ منهم: {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف:105]، وكذلك الإمام المهديّ المُتّبع لنهجهم يقول: {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ}، فإذا لم ألجمكم بالحقِّ من ربّكم بآياتٍ بيّناتٍ لعالمكم وجاهلكم فلستُ المهديّ المنتظَر لكون الله لم يبعث الأنبياء والمهديّ المنتظَر إلا ليبيّنوا للناس ما نُزِّل إليهم من ربّهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    وكذلك محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].

    ولذلك تجدون بيانهم يأتي ليزيد كتاب الله بياناً وتوضيحاً وليس ليعقّدوا عليهم المسألة، وكذلك المهديّ المنتظَر ابتعثه الله ليُبيّن ما أنزل الله إليهم في القرآن العظيم ولم يبتعثه الله ليُعقّد عليهم فَهْمَ كتاب الله أكثر تعقيداً، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.

    وبما أنّه لا وحيٌّ جديدٌ فلا ينبغي لي أن آتيكم بسلطان العلم من عند نفسي بل أستنبطه لكم من مُحكم كتاب الله القرآن العظيم وأفصّلهُ تفصيلاً لقوم يعقلون، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وبما أنّ الإمام المهديّ لمن الراسخين في علم الكتاب فلن تجدونني أنطق لكم عن بيان القرآن إلا بالقول الصواب من مُحكم الكتاب ليتذكّر أولو الألباب، فأُحاجّكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم يعلمهنّ ويفقهنّ كلُّ ذي لسانٍ عربيٍّ من البشر، ولسوف آتيكم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم. وقال الله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾}، وقال الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء:98].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل يقصد الله بقوله: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}، فهل يقصد شركاءهم في قول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾} [النحل]؟

    وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57].

    والجواب: سبحان ربّي فكيف يُعذِّب الله في نار جهنم عباده المُقرّبين! وإنّما يعذِّب الذين بالغوا فيهم بغير الحقّ ويدعونهم من دون الله. ونعود للسؤال مرةً أخرى فمن يقصد الله في قول الله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾}، وفي قول الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} صدق الله العظيم، كونكم ستجدون أنّ الله ألقى بالعابد والمعبود بغير الحقّ في نار جهنم.

    والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    ولربّما يقاطعني ضيف طاولة الحوار (طه يس) ويقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني فلم أفهم المقصود من قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم". ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا طه يس، إنّ المقصود هو: قرينك الشيطان الذي يكذّب عليك أنّه من ملائكة الرحمن المقرّبين ويأمرك أن تدعوه من دون الله؛ بل هو كذّاب؛ بل هو شيطانٌ رجيمٌ من ذرّيات الشيطان وليس من ملائكة الرحمن، ولو كان منهم لما أمرك أن تعبده فتدعوه من دون الله، وما كان لملائكة الرحمن أن يأمروكم بما ليس لهم بحقّ، ولكنّ الذين كانوا على شاكلتك لم يكتشفوا أنّهم كانوا يعبدون الشياطين إلا حين ألقى الله إليهم بالسؤال عمّا كانوا يعبدون؟ فقالوا: كُنّا نعبدُ ملائكتك المُقرّبين زُلفةً إليك ربّنا فهم من أمرونا بذلك، ومن ثم ألقى الله بالسؤال إلى ملائكته المُقربين، وقال: {أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم. وإنّما ألقى الله بالسؤال إلى ملائكته المقرّبين لكي تسمعوا شهادتهم بالحقِّ أنّهم ليسوا هم الذين أمروكم بعبادتهم من دون الله بل الشياطين المفترون أنّهم من ملائكة الرحمن المقرّبين، ولذلك قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم.

    وقال الله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴿١٠١﴾ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٢﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وقال الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وإنما يقصد الله بقوله: {وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ} فلا يقصد أولياء الله الذين بالغوا فيهم بغير الحق؛ بل يقصد أمثال قرينك الذي يقول أنّه لمن ملائكة الرحمن المُقرّبين ثم يأمرك أن تدعوه من دون الله ويطلب منك ما تعلم يا (طه يس)، فهو ليس من ملائكة الرحمن المقرّبين بل هو شيطانٌ رجيمٌ يصدّك عن اتّباع الصراط المستقيم، فإنّي لك ناصحٌ أمينٌ فلا تتّبع الشيطان فإنّه كان للرحمن عصيّاً واتَّبعني أهدِك صراطاً سوياً.

    ويا (طه يس)، اتَّقِ الله فلا يوجد قرينٌ للإنسان من ملائكة الرحمن، ولا يوجد قرين إلا للإنسان الذي أعرض عن ذكر الرحمن وقرينه من الشياطين، ومنهم قرينك الذي يكذب عليك أنه من ملائكة الرحمن المقربين بل هو شيطانٌ رجيمٌ يصدّك عن اتّباع الصراط المُستقيم وتحسب أنك من المهتدين. وتذكّر قول الله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وقال الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٩﴾ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]. فلا تزعل من الإمام المهديّ أيّها الضيف (طه يس)، ولا تأخذك العزّة بالإثم.

    وأمّا بالنسبة للأحاديث المُفتراة والروايات التي تفتي أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كان له قرينٌ من الشياطين فهداه الله، فإنّي أشهدك وأشهدُ الأنصار وكافة الزوار لطاولة الحوار أنّي بذلك الحديث المفترى لمن الكافرين، وما كان لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قرينٌ من الشياطين، ولا أجدُ في كتاب الله أنّ أحداً من الشياطين قد أسلم، ومثلهم كمثل أبيهم الشيطان إبليس، والشيطان وذريّته جميعاً أعداء الله ربّ العالمين، ولذلك قال الله تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} صدق الله العظيم [الكهف:50].

    وأما زُخرف القول الذي تجادل به الأنصار وهو النثر الفارغ إنّما هو وحيٌّ من الشيطان وهو ليس البيان الحقّ للقرآن من الرحمن، وقال الله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121].

    وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وتلك خدعةٌ من الشياطين يوحون إلى أوليائهم ليكونوا ضدّ الوحي الحقّ من ربّ العالمين، فيا عجبي من الذين يؤمنون أنّه كان لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قرينٌ من الشيطان فأسلم! وهل يقيّض الله الشياطين إلا لمن أعرض عن ذكر ربّه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٩﴾ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وعلى كُلِّ حالٍ يا (طه يس)، إنّ بيني وبينك الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فلنحتكم إلى آياته المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم إن كنت تريد الحقّ ولا غير الحقّ، فلا تأخذك العزّة بالإثم بعد أن تبيّن لك أنّه كان يُضلّك عن الحقّ شيطانٌ رجيمٌ وليس من ملائكة الرحمن المقرّبين، ولا أجدُ في كتاب الله قرناء من ملائكة الرحمن؛ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين! وقال الله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ ۖ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ويا أيّها الضيف (طه يس)، لقد تركنا لك المجال لحوار الأنصار لكي يتبيّن لهم أنّ الوحي الشيطاني لا يزيد كتاب الله إلا تعقيداً على المؤمنين برغم أنّهم يوهمون المؤمنين بكلماتٍ ليظنّ الآخرين أنّ هؤلاء لذو علمٍ عظيمٍ يخفونه عن العالمين، فاحذروا؛ فلا يخرجونكم من النور إلى الظلمات بعد إذ هداكم الله إلى الحقّ، فما بعد الحقّ إلا الضلال؟ ولن تجدوهم يخرجوكم إلى برٍّ بل مجرد نثرٍ فارغٍ وليس البيان الحقّ للذكر، وأمّا نثر المهديّ المنتظَر فيشرح لكم البيان الحقّ للذكر ثم آتيكم بسلطان العلم من محكم القرآن لكي تعلموا أني لا أُحاجُّكم بوسوسة الشيطان، بل بآياتٍ بيّناتٍ من محكم القرآن، وحين أفتيكم عن وحي التّفهيم فلا أقصد أنّه وحيّ جديد إليكم من ربّكم بل مجرد تفهيمٍ بسلطان العلم المبين من محكم القرآن المبين.

    فاحذروا مكر الشياطين واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم الذي جعله الله حجّة العالِم على طالب العلم أو حجّة طالب العلم على العالِم، فذلك بيني وبينكم أن نحتكم إلى القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون، وإذا لم تجدوا أنّ ناصرَ محمد اليماني هو المهيمن بالحقِّ بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم فلستُ الإمام المهديّ، فإذا لم ألجمكم بمحكم كتاب الله القرآن العظيم فلستُ الإمام المهديّ وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ الفتوى من ربّ العالمين عن طريق نبيّه في الرؤيا الحقّ أنه: [لن يجادلني أحد من كتاب الله القرآن العظيم إلا غلبته بسلطان العلم منه]، لمن كان يتمنّى أن يتّبع الحقّ ولا يريد غير الحقّ سبيلاً، أولئك لن تأخذهم العزّة بالإثم إن تبيّن لهم أنّهم كانوا من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم مهتدون، فلن يستمروا على ضلالهم لأنّهم علموا أنّ ذلك خسرانٌ مبينٌ بعد إذ هداهم الله إلى الحقّ، فتجدونهم يحمدون الله أنّه لم يُمِتهم وهم لا يزالون على ضلالٍ مبينٍ، ويحمدون الله الذي بعث في أمّتهم المهديّ المنتظَر ليخرجهم بآياتٍ بيّناتٍ من الظُلمات إلى النور، تصديقاً لقول الله تعالى: {الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    ولربّما يود (طه يس) أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً، إنّما ذلك القول موجّه لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} صدق الله العظيم". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: لم يجعل الله القرآن العظيم بصيرةً حصريّاً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! بل قال الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} صدق الله العظيم [يوسف:108].

    وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وقال الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّـهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].

    وكذلك الإمام المهديّ ينذركم بالقرآن العظيم لعلكم تتّقون، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:45].

    وهذه مقدّمة الحوار من المهديّ المنتظَر إلى (طه يس)، فليتفضل للحوار بجَدٍّ مشكوراً وليس بحوار زخرف النثر الفارغ من الحقّ، ولذلك جعلنا هذا البيان بعنوان قول لله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} صدق الله العظيم، كوني سوف أستنبط لكم الحقّ من محكم كتاب الله القرآن العظيم من آياته البينات، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    عبد الله وخليفته الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    ولا تُصلّوا على المنافقين الذين علمتم أنّهم يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر ومنهم المشعوذون أصحاب سحر التّفريق فلا تُصلّوا على أحدٍ مات منهم أبداً ولا تقوموا على قبورهم، فكيف تقومون على قبر من يدوس القرآن العظيم في الحمام؟ إذ أنّ ذلك شرط للشياطين على الذين يعلِّمونهم سحر التّفريق والشعوذة بشكل عامٍ وأولئك هم ألدّ الخصام، حتى وإن رأيتموهم يلتزمون بالصلاة في بيوت الله وأنتم تعلمون أنّ ذلك الملتزم ليصنع سحر التّفريق أو كما يقال يجمع ويفرِّق أي يجمع بين اثنين ويفرق بين اثنين فأولئك هم أصحاب سحر التّفريق أخطر أعداء الدين والمسلمين ويدخلون من ضمن المنافقين فلا تصلُّوا على أحدٍ مات منهم أبداً ولا تقوموا بالصلاة عليهم عند المقابر لكونهم ماتوا وهم من المنافقين الكافرين، ونعوذُ بالله من سحرهم ومن كافة مكرهم، ونجعل الله في نحورهم هو مولانا نعم المولى ونعم النّصير.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 09 - 1435 هـ
    08 - 07 - 2014 مـ
    09:52 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=150457


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 150457 من موضوع ويا معشر المسلمين إني أراكم قد اختلفتم في الصلاة على أمواتكم ..


    - 4 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=150455

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 09 - 1435 هـ
    08 - 07 - 2014 مـ
    09:52 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    الإمام المهديّ يُفتي بالحقّ عن مكان إقامة الصلاة على الميّت ..

    اقتباس المشاركة : alawab
    امامي الغالي الحبيب وقد علمنا منكم ان الصلاة على الميت هي الدعاء له وانها سبع تكبيرات في كل تكبيرة عشرة استغفارات فتصبح سبعين مرة استغفارا كفيلة بان ترقق القلب وتدمع العين فيستجيب الله الرحمن فيرحمه
    والسؤال هو : أين نقيم الصلاة على الميت ؟ هل في المساجد كما يفعلون اليوم؟ أم عند قبره ؟
    انتهى الاقتباس من alawab

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم النّبيّين وآل البيت الطّيّبين الطّاهرين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أحبّتي السائلين وجميع المسلمين، ونفتيكم بالحقّ بأنّه ليس شرطاً أن تصلّوا على أمواتكم في المساجد ولا نمنع الصلاة عليهم بالمساجد ويجوز لكم أنْ تصلّوا عليه حين تضعونه في لحده ومن قبل الدَّفن فتقوموا على قبورهم فتصلّوا عليهم بالدعاء وأنتم قائمون من غير ركوعٍ ولا سجودٍ، والبرهان المبين بجواز الصلاة على الميت من بعد وضعه في اللحد تجدونه في قول الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ۖ إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ونستنبط من ذلك جواز الصلاة على الأموات من بعد وضعه في اللحد، فمن ثمّ تدفنونه من بعد إتمام صلاة الجنازة، ولا تُصلّوا على المنافقين الذين علمتم أنّهم يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر ومنهم المشعوذون أصحاب سحر التّفريق فلا تُصلّوا على أحدٍ مات منهم أبداً ولا تقوموا على قبورهم، فكيف تقومون على قبر من يدوس القرآن العظيم في الحمام؟ إذ أنّ ذلك شرط للشياطين على الذين يعلِّمونهم سحر التّفريق والشعوذة بشكل عامٍ وأولئك هم ألدّ الخصام، حتى وإن رأيتموهم يلتزمون بالصلاة في بيوت الله وأنتم تعلمون أنّ ذلك الملتزم ليصنع سحر التّفريق أو كما يقال يجمع ويفرِّق أي يجمع بين اثنين ويفرق بين اثنين فأولئك هم أصحاب سحر التّفريق أخطر أعداء الدين والمسلمين ويدخلون من ضمن المنافقين فلا تصلُّوا على أحدٍ مات منهم أبداً ولا تقوموا بالصلاة عليهم عند المقابر لكونهم ماتوا وهم من المنافقين الكافرين، ونعوذُ بالله من سحرهم ومن كافة مكرهم، ونجعل الله في نحورهم هو مولانا نعم المولى ونعم النّصير.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ______________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ﴿٤﴾ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴿٥﴾ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿٦﴾ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الماعون].

    أولئك المشعوذون الكفرة الفجرة الذين يراؤون في صلواتهم ليحسب النّاس أنّهم مُصلحون فيعجبهم قولهم، وإذا تولّوا فيهلكون الماعون وهو الحرث والنسل فيفرّقون ما بين المرء وزوجه ويزعمون إنّما أمدهم الله بجنٍّ صالحين، أولئك ألدّ الخصام للدين وللمسلمين ولله ربّ العالمين، كأمثال المُشعوذ ( محمد العوبلي ) الذي في اليمن في مدينة رداع ويقصده كثيرٌ من الذين كفروا بما أُنزل على محمدٍ من اليمن والسعودية ومختلف دول الخليج ليرجون منه الشفاء لأمراضهم، فكيف ترجون الشفاء من شيطانٍ رجيمٍ اتّخذ الشياطين أولياء من دون الله وهو من ألدّ الخصام؟! وإن أعجبكم قوله وكذبه فإنّه لمن الكاذبين ما دام يتعامل مع الجنّ الشياطين، وجميع الذين يزعمون أنّهم يملكون الجنّ فإنّهم كاذبون، وإنّما امتلكتهم الشياطين فَتَبِعوا الشياطين وتعلّموا منهم السحر لإهلاك الحرث ماعون النسل فيفرّقون بين المرء وزوجه، ولكنّ الشياطين لم تأمر ( محمد العوبلي ) بالكُفر ظاهر الأمر؛ بل قالوا له ولأمثاله إنّما نحن فتنة للمسلمين فلا تكفر ظاهر الأمر وكُن من المُصلّين واذهب للمساجد وكأنّك من المُسبّحين، أولئك ما كان لهم أن يدخلوا مساجد الله إلا خائفين لأنّهم يعلمون أنّهم من {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿٦﴾ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿٧﴾} ألا لعنة الله على محمد العوبلي لعنًا كبيرًا.

    وأقسمُ بالله العظيم يا معشر المشعوذين إن أظهرني الله عليكم لأجتثّكم من الأرض أجمعين كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرارٍ، إلا أن تتوبوا من قبل أن يَقدِر المهديّ المنتظَر عليكم فاعلموا أنّ الله غفورٌ رحيم، وإن أظهرني الله عليكم وأنتم لا تزالون توالون الشياطين فتساعدونهم على إهلاك حرث المسلمين بواسطة مسوس الشياطين مسوس السحر للمشاركة في الحرث والنّسل حتى لا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا، ولكنّ الله عَلّم المؤمنين في السُّنة النّبويّة الحقّ أن يقولوا عند لقاء نسائهم اللاتي جعلهنّ الله حرثهم لذُريّاتِهم: [اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا].

    ثمّ لا يستطيع المسّ الشيطاني أن يشاركهم شيئًا في أولادهم، وإنّما المسوس من الجنّ الذين هم من ذُرّيات الشيطان إبليس، ولا يدخل الجانّ في الإنسان أبدًا وإنّما يكذبون على الذين لا يعلمون أنّهم من الجنّ ولم يعترفوا أنّهم من ذريّات إبليس إلا قليل من الشياطين، ولكنّ الله علّمكم يا معشر الذين يعالجون بالقرآن العظيم وبالرُّقية الشرعيّة أنّ الذي يتخبط الممسوس أنّه جانّ من ذُريّات الشيطان إبليس.

    تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٧٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    والمسّ إذا كان برأسه فيشعر بصداعٍ شديدٍ قد يستمر ساعات، وإذا كان بصدره فيشعر بضيقٍ شديدٍ، وإذا كان في ظهره فيشعر المريض بألمٍ في مكانٍ ما في ظهره، وإذا كان بيده فيشعر أن يده خاذلة لا تكاد أن تحمل ثقلًا، وإذا بركبته فيشعر بألمٍ في ركبته، وهكذا أينما يكون المسُّ في جسم الإنسان فيؤذي الإنسان في المكان الذي هو فيه في جسمه حتى إذا ذهب إلى مكانٍ آخر في جسمه فيشعر أنّ العضو الذي كان يؤلمه قبل لحظاتٍ قد شُفي ولكنه أصبح يتألَّم من عضوٍ آخر في جسمه وهو المكان الذي انتقل مسّ الشيطان إليه، فهو يتخبطه من عضوٍ إلى عضوٍ آخر، فإذا كان بصدره فإنه يشعر بضيقٍ وكأنّه سوف يختنق المريض من قلّة التنفس فيشعر بصدره ضنك مضغوط إلى الداخل، حتى إذا انتقل المسّ من صدره إلى عضوٍ آخر فإنّ صدر المريض سوف يشعر أنّه افتكّ وذهب من صدره الضيق والضّنك، ولكنهُ قد يؤلمه المكان الذي انتقل فيه فيمرضه في عضوٍ آخر أينما يتخبّطه فيمرضه، فالممسوس من مرضٍ إلى آخر.


    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    10 - ربيع الثاني - 1430 هـ
    06 - 04 - 2009 مـ
    11:47 مساءً
    ( حسب التوقيت الرّسمي لأم القرى )
    ــــــــــــــــــــ


    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=150457


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5429 من موضوع الرّدود على من يصف نفسه بـ ( حب الله ورسوله ) .. ( لم يفتِه الله لحكمةٍ هي في صالحه ونُصرةً له، وإنّما ابتعثني الله لإثبات مصداقيّة محمّد رسول الله .. )


    - 4 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    10 - ربيع الثاني - 1430 هـ
    06 - 04 - 2009 مـ
    11:47 مساءً
    ( حسب التوقيت الرّسمي لأم القرى )
    ــــــــــــــــــــ



    إلى من يزعم محبّة الله ورسوله، إليك ردّي بالتحدّي فلستَ نِدّي ..


    أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرّحمن الرّحيم، قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    وأقسمُ بالله العظيم أنّه لن ينال محبّة الله إلاّ من اتّبع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، ومن كذّب بكتاب الله أو بسنّة رسول الله الحقّ التي لا تزيد القرآن إلا بيانًا وتوضيحًا للتّابعين فقد نال مقت الله وغضبه، وأنا الإمام المهديّ الحقّ ابتعثني الله لنُصرة ما أتاكم به محمّدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تزيد القرآن إلا بيانًا وتوضيحًا للناس أجمعين. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].

    ومن خلال هذا القول المُحكَم في القرآن العظيم يفتيكم الله أنّ بيان السُّنة النّبويّة أتى ليزيد آياتٍ في القرآن العظيم لم يتمّ تفصيلهنّ في القرآن كمثل آيات ركن الصّلوات والزّكاة وغيرهُنّ من أحكام الدّين، فإذا لم تجد التفصيل لهنّ في محكم القرآن العظيم فابحث عن التفصيل لهنّ في السُّنة النّبويّة الحقّ، ولكن إذا حكّمتم العقل والمنطق فهل ممكن أن يأتي البيان في السُّنة النّبويّة مخالفًا لما جاء في أحكام الله في القرآن العظيم؟ فسوف يردّ عليكم العقل والمنطق: كلّا فلا ينبغي أن تزيد السُّنة النّبويّة القرآن العظيم إلا بيانًا وتوضيحًا. ولذلك أمركم الله بعدم اتِّباع ما ليس لكم به علم وسلطان يقبله العقل، وحذّركم الله إن ضللتم أنّه سوف يسألكم عن عقولكم. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ومن هذه الحكمة تدركون أنّ العلم والسلطان الحقّ لا ينبغي له أن يخالف العقل والمنطق، ولذلك تجدون أنّ الله أمركم أن تستخدموا العقل والمنطق لتنظروا هل تقبل عقولكم ذلك أم ترفضه، ولو تُحَكِّموا عقولكم في الجّمع بين كتاب الله وسنّة رسوله وجعلهم الله نورًا على نورٍ فسوف تفتيكم عقولكم فتقول لكم إنّ البيان في السُّنة النّبويّة لآيات مُجمَلة في القرآن العظيم لا ينبغي له أن يأتي مخالفًا لأحكام القرآن العظيم، ثمّ تفتيكم عقولكم أنّ البيان في السُّنة النّبويّة إذا جاء مخالفًا لمُحكَم القرآن العظيم فلا بُدّ أنّ ذلك الحديث النبويّ ( المُخالف لحُكم الله في محكم القرآن العظيم ) مُفترًى لا شكّ ولا ريب، لأنّ الحقّ والباطل دائمًا بينهما اختلافٌ كثيرٌ، فتعالوا لننظر سويًّا هل يؤيّد العلمُ الحقُّ العقلَ والمنطقَ؟ ثمّ تجدون أنّ الله أيّد فتوى عقولكم وصدّقها بالحقّ، وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    أفلا ترون أنّ الله أيّد فتوى العقل والمنطق وصَدَّق فتوى عقولكم بالحقّ؟ وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    ولكنّ الذين لا يعلمون أنّ السُّنة النّبويّة جاءت من عند الله ظنّوا أنّه يقصد القرآن برغم أنّ الله لا يخاطب الكُفار ( بالقرآن العظيم ) الذين كذّبوا وتولّوا؛ بل يخصّ الكفار قول الله تعالى: {وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} صدق الله العظيم [النساء:80].

    ومن ثمّ جاء الخطاب الموجّه للمؤمنين الذين قالوا نشهدُ أنّ لا إله إلا الله ونشهدُ أن محمدًا رسول الله، ولذلك قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ} أولئك الذين شهدوا لله بالوحدانية وأنّ محمدًا عبده ورسوله {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ}، ثمّ بيّن الله لكم مَكر المنافقين ممّن شهدوا بالحقّ ظاهر الأمر واتّخذوا أيمانهم جُنّة ليكونوا من رواة الحديث في السُّنة النّبويّة ويُبطِنوا المَكر ضدّ الله ورسوله فيصُدّوا عن آيات أمّ الكتاب في القرآن بأحاديث في السُّنة النّبويّة بحديثٍ غير الذي يقوله النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبما أنّ أحاديث البيان في السُّنة النّبويّة جاءت كذلك من عند الله فلا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام من ذات نفسه، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ولذلك أكّد لكم الله في محكم القرآن العظيم أنّه إذا احتكمتُم إلى كتاب حُكم الله بينكم في محكم القرآن ليحكم بينكم في الحديث النبويّ الذي ذاع الخلاف بين علماء الأمّة عليه ثمّ أفتاكم أنّ هذا الحديث النبويّ في السُّنة النّبويّة إذا كان جاء من عند غير الله فإنّكم سوف تجدون بينه وبين حُكم الله في محكم القرآن العظيم اختلافًا كثيرًا تصديقًا لحُكم الله في محكم القرآن العظيم بهذه الفتوى الحقّ في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام، أقسمُ بالله العظيم أنّه لن يُكَذِّب بالحقّ من ربّ العالمين إلا الذين لا يعقلون، أي لا يتفكَّرون فلا يستخدمون عقولهم شيئًا وإنّما يتّبعون اتّباعًا أعمى لسلفهم الذين لحقوا بهم في الحياة أنّهم يقولون كذا فاتّبعوهم دون أن يستخدموا عقولهم، برغم أنّ الله نهاهم أن يتّبعوا علم الّذين من قبلهم حتى يستخدموا عقولهم لتفتيهم: هل هذا علم يقبلهُ العقل والمنطق؟ ولكن للأسف إنّ علماء المسلمين أضلّوا أمّتهم لأنهم اتّبعوا علماء السّلف الذين لحقوا بهم من قبلهم أو عثروا على علمهم فاتّبعوه من غير أن يستخدموا عقولهم شيئًا، وإذا كانت هذه العلوم الدّينيّة في حال ردّوها للعقل والمنطق فرفضها العقل والمنطق فتلك علومٌ دينيّةٌ باطلةٌ مُفتراةٌ.

    فتعالوا لنُجرِّب العقل والمنطق مرةً أخرى في موضوعٍ آخر، فلو أنّ لأحدكم اِمرأتين إحداهُنّ أمَةٌ مؤمنةٌ حُرّةٌ والأخرى أمَةٌ مؤمنةٌ مِلك يمين، ثمّ أتين فاحشة الزنى مع رجلين وتبيّن أنّهما أتين الفاحشة ومن ثمّ أُتيَ بهنّ للحاكم ليُقيم عليهنّ حدّ الزنى كما أمر الله، ومن يتعدّى حدود الله وحَكَم بسواها فقد ظلم نفسه ظُلمًا عظيمًا، ومن ثمّ استمع الزوج إلى حُكم الحاكم عليهنّ بما أنزل الله وإذا بالحاكم يقول:
    (( فأمّا زوجتك المؤمنة الحرّة فقد حَكَم الله عليها بالرجم بالحجارة حتى الموت، وأمّا زوجتك المؤمنة مِلك اليمين فقد حَكَم الله عليها بخمسين جلدة أمام طائفةٍ من المؤمنين، ومن ثمّ يُقاطع زوجهنّ الحاكم إذا كان من أولي الألباب فيقول: يا أيّها الحاكم فكم حدّ الزنى في القرآن العظيم؟ وسوف يقول له: مائة جلدة، ثمّ يقول الزوج: وكم حَكَم الله على زوجتي الأمَة؟ ومن ثمّ يردّ عليه الحاكم فيقول قد حَكَم الله عليها بنصف المائة جلدة، ولذلك حدّها خمسون جلدة، ثمّ يردّ عليه الزوج فيقول: يا أيها الحاكم هل يظلمُ الله أحدًا؟ فكيف أنه يوصينا بالعدل ثمّ يحكمُ على زوجاتي إحداهنّ رجمًا بالحجارة حتى الموت بينما زوجتي الأخرى ليس إلا بخمسين جلدة؟! وكأنّ الله عذرها بإتيان فاحشة الزنى برغم أنّي أعدِل بينهنّ كما أمرني الله في الكَيلة والليلة، ولو قلت أنّ الله حكم على زوجتي الحرّة بمائة جلدة وعلى زوجتي الأمَة بخمسين جلدة لتقبّل ذلك العقلُ والمنطقُ وقلنا إنّما حكَم على الأمَة بخمسين جلدة نصف حدّ الزنى لزوجتي الحرّة، وذلك لكي يؤلف قلب زوجتي الأمَة على الإسلام، فترى أنّنا نجلد نساءنا الحرّات بمائة جلدة بينما هنّ فلا نجلدهنّ إلا بخمسين جلدة برغم أنّنا قادرون على ظلمهنّ، فلا أهل لهنّ سوانا لأنّهنّ غنائم من نساء الكافرين، وبرغم ذلك لا نجلدهنّ إلا بنصف الحدّ الذي نجلدُ به نساءنا الحرات إذا أتين فاحشة الزنى، ولكنّي سمعت حُكمَك على زوجتي الحرّة فيه ظُلمٌ عظيمٌ رجمًا بالحجارة حتى الموت بينما زوجتي الأخرى لم يأمرك الله أن تجلدها إلا بخمسين جلدة نصف حدّ الزنى وهذا يرفضه العقل والمنطق لأنه ظُلمٌ عظيمٌ على زوجتي الحرّة رجمًا بالحجارة حتى الموت بينما الأخرى لَم يحكم الله عليها حتى بحد الزنى الكامل مائة جلدة، بل ليس إلا خمسين جلدة، بينما زوجتي الأخرى الحرّة رجم بالحجارة حتى الموت! ولكنّي لستُ عالمًا يا أيها الحاكم، وإنّما هذا ما يقوله العلم والمنطق والحُكمُ لله ومن أحسنُ من الله حُكمًا لقوم يتّقون. ))

    فتعالوا يا أمّة الإسلام لننظر في كتاب الله لنتدبّر في مُحكم أحكامه في آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم هل صدق الله بالحقّ ما أفتى به العقل والمنطق، وقال الله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٦﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٧﴾ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٨﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٩﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [النور].

    ويا أمّة الإسلام، يا أولي الألباب الذين يتدبّرون آيات الكتاب، انظروا لقول الله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾} صدق الله العظيم، فما الذي جاءت به هذه الآيات البينات؟ إنّها جاءت بحدّ الزنى للزاني والزانية من الأحرار المسلمين حدًّا سواءً للذكر والأنثى، وهنّ اللاتي يأتين فاحشة الزنى مع رجلٍ لم يُحلّه الله لها بعقدٍ شرعيٍّ، فهو ليس زوجًا لها، وتلك هي الزانية من نساء المسلمين الحرّات، وكذلك الزاني وهو الذي يأتي امرأة لم يحلّها الله له بعقدٍ شرعيٍّ، فهو ليس زوجًا لها على كتاب الله وسنّة رسوله، ومن ثمّ جاء الحُكم العدل من الله عليهم في آياته البيِّنات من غير ظُلم: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ بيَّن الله لكم حدّ الذين يقذفون المُحصَنات لفروجهنّ العفيفات بغير الحقّ، وأمَرَكم أن تجلدوا كلّ واحدٍ منهم ثمانين جلدةٍ وقال الله لكم: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم.

    ثمّ زادكم الله بيان بالحقّ وقال لكم: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٦﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٧﴾ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٨﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٩﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو المقصود بالعذاب في قول الله تعالى: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ}؟ والجواب تجدونه في نفس الموضع في هذه الآيات التي وصفها الله بالبينات: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.

    ولكن ما نوعه؟ كذلك تجدونه في آيات الله البيّنات: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم.

    ثمّ زادكم فتوى للذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم ثمّ قال تعالى: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} وذلك العذاب هو حدّ الزنى؛ المائة جلدة، ولذلك قال الله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.

    وفي هذه الآيات المحكمات التي وصفها الله بالبينات: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم. بيّن الله فيهنّ حدّ الزنى للنساء والرجال الأحرار من المسلمين فجعله حدًا سواءً كانوا متزوجين أم عُزابًا، فلم يعذُر الله غير المتزوجين أن يعتدوا على أعراض النّاس بحجّة أنّهم ليسوا متزوجين، ولذلك جعل الله حدّ الزنى المُحكم عليهم جميعًا النساء والرجال: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ نأتي إلى حدّ العبيد والإِماء، فتجدون أنّ الله لم يحكم عليهم إلا بنصف حدّ الزنى وهو خمسون جلدة للذكر والأنثى منهم، وذلك لكي يؤلف قلوبهم على الدّين والتوبة إلى ربّهم والاقتناع قلبًا وقالبًا بدين المسلمين الذين يجلدون نساءهم الزانيات بمائة جلدة بينما لا يجلدون مَن عندهم من غير المسلمين الأحرار إلا بخمسين جلدة، برغم أنّهم قادرون على ظلمهم، ولكنّهم وجدوا أنّهم خفّفوا عنهم أحسن من نسائهم فلم يجلدوهم إلا بخمسين جلدة بينما نساءهم الحُرَّات بمائة جلدة، ومن ثمّ يقتنعون أنّ المسلمين لا يظلمون الإِماء والعبيد من نساء النّاس الغنائم لديهم، الذين جعلهم الله أمانة في أعناقهم، ومن ثمّ يؤمن كافة العبيد والإِماء بهذا الدّين قلبًا وقالبًا، وتلك هي الحكمة التي من أجلها لم يأمركم أن تجلدوا زوجاتكم اللاتي هنّ مِلك يمينكم إلا بخمسين جلدةٍ بنصف ما تجلدوا به زوجاتكم الحُرّات. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم. [النساء:25]

    وفي هذه الآية المُحكمة تبيّن لكم المقصود من قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٦﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٧﴾ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٨﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٩﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم.

    فتبيّن لكم العذاب المقصود من قول الله تعالى: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} وأنّه يقصد حدّ الزنى مائة جلدة لأنّكم وجدتم الأمَة المتزوّجة حَكَم الله عليها بنصف حدّ المُحصنة خمسين جلدة ووجدتم ذلك بمحكم كتاب الله. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم.

    أفلا ترون أنّ حُكم الله الحقّ جاء مصدقاً لحكم العقل والمنطق في أول البيان ونُذكِّركم به:
    اقتباس المشاركة :
    ويا أمّة الإسلام، أقسمُ بالله العظيم أنّه لن يُكَذِّب بالحقّ من ربّ العالمين إلا الذين لا يعقلون، أي لا يتفكَّرون فلا يستخدمون عقولهم شيئًا وإنّما يتّبعون اتّباعًا أعمى لسلفهم الذين لحقوا بهم في الحياة أنّهم يقولون كذا فاتّبعوهم دون أن يستخدموا عقولهم، برغم أنّ الله نهاهم أن يتّبعوا علم الّذين من قبلهم حتى يستخدموا عقولهم لتفتيهم: هل هذا علم يقبلهُ العقل والمنطق؟ ولكن للأسف إنّ علماء المسلمين أضلّوا أمّتهم لأنهم اتّبعوا علماء السّلف الذين لحقوا بهم من قبلهم أو عثروا على علمهم فاتّبعوه من غير أن يستخدموا عقولهم شيئًا، وإذا كانت هذه العلوم الدّينيّة في حال ردّوها للعقل والمنطق فرفضها العقل والمنطق فتلك علومٌ دينيّةٌ باطلةٌ مُفتراةٌ.

    فتعالوا لنُجرِّب العقل والمنطق مرةً أخرى في موضوعٍ آخر، فلو أنّ لأحدكم اِمرأتين إحداهُنّ أمَةٌ مؤمنةٌ حُرّةٌ والأخرى أمَةٌ مؤمنةٌ مِلك يمين، ثمّ أتين فاحشة الزنى مع رجلين وتبيّن أنّهما أتين الفاحشة ومن ثمّ أُتيَ بهنّ للحاكم ليُقيم عليهنّ حدّ الزنى كما أمر الله، ومن يتعدّى حدود الله وحَكَم بسواها فقد ظلم نفسه ظُلمًا عظيمًا، ومن ثمّ استمع الزوج إلى حُكم الحاكم عليهنّ بما أنزل الله وإذا بالحاكم يقول:
    (( فأمّا زوجتك المؤمنة الحرّة فقد حَكَم الله عليها بالرجم بالحجارة حتى الموت، وأمّا زوجتك المؤمنة مِلك اليمين فقد حَكَم الله عليها بخمسين جلدة أمام طائفةٍ من المؤمنين، ومن ثمّ يُقاطع زوجهنّ الحاكم إذا كان من أولي الألباب فيقول: يا أيّها الحاكم فكم حدّ الزنى في القرآن العظيم؟ وسوف يقول له: مائة جلدة، ثمّ يقول الزوج: وكم حَكَم الله على زوجتي الأمَة؟ ومن ثمّ يردّ عليه الحاكم فيقول قد حَكَم الله عليها بنصف المائة جلدة، ولذلك حدّها خمسون جلدة، ثمّ يردّ عليه الزوج فيقول: يا أيها الحاكم هل يظلمُ الله أحدًا؟ فكيف أنه يوصينا بالعدل ثمّ يحكمُ على زوجاتي إحداهنّ رجمًا بالحجارة حتى الموت بينما زوجتي الأخرى ليس إلا بخمسين جلدة؟! وكأنّ الله عذرها بإتيان فاحشة الزنى برغم أنّي أعدِل بينهنّ كما أمرني الله في الكَيلة والليلة، ولو قلت أنّ الله حَكَم على زوجتي الحرّة بمائة جلدة وعلى زوجتي الأمَة بخمسين جلدة لتقبّل ذلك العقلُ والمنطقُ وقلنا إنّما حكَم على الأمَة بخمسين جلدة نصف حدّ الزنى لزوجتي الحرّة، وذلك لكي يؤلف قلب زوجتي الأمَة على الإسلام، فترى أنّنا نجلد نساءنا الحرّات بمائة جلدة بينما هنّ فلا نجلدهنّ إلا بخمسين جلدة برغم أنّنا قادرون على ظلمهنّ، فلا أهل لهنّ سوانا لأنّهنّ غنائم من نساء الكافرين، وبرغم ذلك لا نجلدهنّ إلا بنصف الحدّ الذي نجلدُ به نساءنا الحرات إذا أتين فاحشة الزنى، ولكنّي سمعت حُكمَك على زوجتي الحرّة فيه ظُلمٌ عظيمٌ رجمًا بالحجارة حتى الموت بينما زوجتي الأخرى لم يأمرك الله أن تجلدها إلا بخمسين جلدة نصف حدّ الزنى وهذا يرفضه العقل والمنطق لأنه ظُلمٌ عظيمٌ على زوجتي الحرّة رجمًا بالحجارة حتى الموت بينما الأخرى لَم يحكم الله عليها حتى بحد الزنى الكامل مائة جلدة، بل ليس إلا خمسين جلدة، بينما زوجتي الأخرى الحرّة رجم بالحجارة حتى الموت! ولكنّي لستُ عالمًا يا أيها الحاكم، وإنّما هذا ما يقوله العلم والمنطق والحُكمُ لله ومن أحسنُ من الله حُكمًا لقوم يتّقون. ))
    انتهى الاقتباس
    فهل علمتم الآن لماذا أمَرَكم الله أن تستخدموا عقولكم؟ وذلك لأنّ أحكام الله تأتي مُصدّقة للعقل والمنطق الذي ميّز الله به الإنسان عن الحيوان، ولذلك تجدون أنه لن يُكذِّب بآيات الله أولو الألباب منكم. تصديقًا لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ويا أمّة الإسلام، لقد جعل الله للإمام المهديّ شهداء في ذات أنفسكم، وأقسمُ بالله العظيم أنّها سوف تكون معي رغم أنوفكم، فهل تعلمون ما هي؟ إنّها أبصاركم، فاعتبروا يا أولي الأبصار، وذلك لأنّ الأبصار عن الحقّ إذا حكّمتموها فإنّها لا تعمى أبدًا وإنما تعمى القلوب التي في الصدور، ولكن حجّة الله عليكم بَصَر العقل وإذا ذهبت عقولكم أمر الله الملائكة برفع القلم عن الذي ذهب عقله حتى يعود إليه، ولكنّي سوف أفتيكم بالحقّ أنّكم إذا اغتَرّ كلّ حزب من أحزاب الدّين فيكم بأنفسهم فيزعمون أنّ الحقّ معهم وأنّهم هم الطائفة الناجية لدرجة أنّهم لا يتفكّرون فيما هم به مستمسكون هل هو الحقّ من ربّهم لا شك ولا ريب أم إنّهم اتّبعوا الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا.

    ويا علماء أمّة الإسلام، إنّي أعلمُ جزاء من افترى على الله كذبًا بغير الحقّ، وأقسمُ بالله العلي العظيم البرّ الرحيم المستوي على العرش العظيم مَن يحيي العظام وهي رميم أنّه أفتاني الله العزيز الحكيم أنّي الإمام المهديّ إلى الصراط المستقيم؛ المهديّ المنتظَر من آل البيت المُطهّر خليفة الله على البشر، فلا أتغنّى لكم بالشعر؛ بل أُحاجِجكم بالبيان الحقّ للذكر وآتيكم بالسلطان من محكم القرآن؛ رسالة الله إلى كافة الإنس والجانّ؛ قرآن الله العَجَب الجامع لكافة الكتب؛ ذكركم وذكر من كان قبلكم كتاب الله المحفوظ، فلا تقولوا مرفوض فيهلككم الله بكفركم لأنّ ذكر القرآن العظيم المحفوظ هو حجّة الله على نبيّكم وحجّة الله عليكم من بعد التبليغ فيه ذكركم وذكر مَن قبلكم وعن ذكركم سوف تُسألون أنتم ونبيّكم ونبيّ المهديّ المنتظَر جِدّي وقدوتي وأسوتي وحبيبي وقرة عيني محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي أمره الله أن يستمسك بمُحكَم ما جاء في هذا القرآن العظيم. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وأمَرَه أن لا يخالفه، ثمّ زادكم الله بما جاء في السُّنة النّبويّة الحقّ التي إما أن تتّفق مع ما جاء في هذا القرآن العظيم أو لا تخالفه شيئًا، وكذلك الأحاديث التي لا يوجد لها برهان في محكم القرآن فتحرّوا في رواتها وإن صحَّت رواتها ومن ثمّ تُردوها إلى عقولكم فتنظرون هل تقبلها عقولكم فتطمئن إليها قلوبكم فخذوا بها، ولن آمركم بالإعراض عن سُنّة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأعوذ بالله أن أكون من القُرآنيّين الذين أعرضوا عن سُنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فأضاعوا فرضين من الصلوات المفروضات عمود الدّين، مَن تركها فقد كفر، ولذلك أدخل الله الكُفار في سقر وقال لهم المُصلّون ماسلَكَكُم في سقر؟ وكان أوّل ردّ من الكفار على السائلين عن سبب دخولهم النار: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    تصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر] صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ذلك لأنّ الصلوات عمود الدّين فمن أقامها خالصةً لعبادة الله وحده من غير رياءٍ فلا يدعو مع الله أحدًا فقد أقام الدّين ومن هدمها فقد هدم الدّين فويلٌ له من عذاب يوم عظيم. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ﴿٤﴾ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴿٥﴾ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿٦﴾ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الماعون].

    أولئك المشعوذون الكفرة الفجرة الذين يراؤون في صلواتهم ليحسب النّاس أنّهم مُصلحون فيعجبهم قولهم، وإذا تولّوا فيهلكون الماعون وهو الحرث والنسل فيفرّقون ما بين المرء وزوجه ويزعمون إنّما أمدهم الله بجنٍّ صالحين، أولئك ألدّ الخصام للدين وللمسلمين ولله ربّ العالمين، كأمثال المُشعوذ ( محمد العوبلي ) الذي في اليمن في مدينة رداع ويقصده كثيرٌ من الذين كفروا بما أُنزل على محمدٍ من اليمن والسعودية ومختلف دول الخليج ليرجون منه الشفاء لأمراضهم، فكيف ترجون الشفاء من شيطانٍ رجيمٍ اتّخذ الشياطين أولياء من دون الله وهو من ألدّ الخصام؟! وإن أعجبكم قوله وكذبه فإنّه لمن الكاذبين ما دام يتعامل مع الجنّ الشياطين، وجميع الذين يزعمون أنّهم يملكون الجنّ فإنّهم كاذبون، وإنّما امتلكتهم الشياطين فَتَبِعوا الشياطين وتعلّموا منهم السحر لإهلاك الحرث ماعون النسل فيفرّقون بين المرء وزوجه، ولكنّ الشياطين لم تأمر ( محمد العوبلي ) بالكُفر ظاهر الأمر؛ بل قالوا له ولأمثاله إنّما نحن فتنة للمسلمين فلا تكفر ظاهر الأمر وكُن من المُصلّين واذهب للمساجد وكأنّك من المُسبّحين، أولئك ما كان لهم أن يدخلوا مساجد الله إلا خائفين لأنّهم يعلمون أنّهم من {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿٦﴾ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿٧﴾} ألا لعنة الله على محمد العوبلي لعنًا كبيرًا.

    وأقسمُ بالله العظيم يا معشر المشعوذين إن أظهرني الله عليكم لأجتثّكم من الأرض أجمعين كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرارٍ، إلا أن تتوبوا من قبل أن يَقدِر المهديّ المنتظَر عليكم فاعلموا أنّ الله غفورٌ رحيم، وإن أظهرني الله عليكم وأنتم لا تزالون توالون الشياطين فتساعدونهم على إهلاك حرث المسلمين بواسطة مسوس الشياطين مسوس السحر للمشاركة في الحرث والنّسل حتى لا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا، ولكنّ الله عَلّم المؤمنين في السُّنة النّبويّة الحقّ أن يقولوا عند لقاء نسائهم اللاتي جعلهنّ الله حرثهم لذُريّاتِهم: [اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا].

    ثمّ لا يستطيع المسّ الشيطاني أن يشاركهم شيئًا في أولادهم، وإنّما المسوس من الجنّ الذين هم من ذُرّيات الشيطان إبليس، ولا يدخل الجانّ في الإنسان أبدًا وإنّما يكذبون على الذين لا يعلمون أنّهم من الجنّ ولم يعترفوا أنّهم من ذريّات إبليس إلا قليل من الشياطين، ولكنّ الله علّمكم يا معشر الذين يعالجون بالقرآن العظيم وبالرُّقية الشرعيّة أنّ الذي يتخبط الممسوس أنّه جانّ من ذُريّات الشيطان إبليس.

    تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٧٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    والمسّ إذا كان برأسه فيشعر بصداعٍ شديدٍ قد يستمر ساعات، وإذا كان بصدره فيشعر بضيقٍ شديدٍ، وإذا كان في ظهره فيشعر المريض بألمٍ في مكانٍ ما في ظهره، وإذا كان بيده فيشعر أن يده خاذلة لا تكاد أن تحمل ثقلًا، وإذا بركبته فيشعر بألمٍ في ركبته، وهكذا أينما يكون المسُّ في جسم الإنسان فيؤذي الإنسان في المكان الذي هو فيه في جسمه حتى إذا ذهب إلى مكانٍ آخر في جسمه فيشعر أنّ العضو الذي كان يؤلمه قبل لحظاتٍ قد شُفي ولكنه أصبح يتألَّم من عضوٍ آخر في جسمه وهو المكان الذي انتقل مسّ الشيطان إليه، فهو يتخبطه من عضوٍ إلى عضوٍ آخر، فإذا كان بصدره فإنه يشعر بضيقٍ وكأنّه سوف يختنق المريض من قلّة التنفس فيشعر بصدره ضنك مضغوط إلى الداخل، حتى إذا انتقل المسّ من صدره إلى عضوٍ آخر فإنّ صدر المريض سوف يشعر أنّه افتكّ وذهب من صدره الضيق والضّنك، ولكنهُ قد يؤلمه المكان الذي انتقل فيه فيمرضه في عضوٍ آخر أينما يتخبّطه فيمرضه، فالممسوس من مرضٍ إلى آخر.

    ولذلك ضرب الله به مثلًا لأصحاب الرِّبا أنّه سوف يمحق الله مالَه من مشكلةٍ إلى أخرى، فإذا انقلبت مثلًا سيارته فأصلحها فتمرَض زوجته، فإذا خسر وداواها مرضت ابنته، فإذا عالجها أخذ السيل مزرعته، فإذا أرجعها مَرَض هو، وإنّما ذلك ضربُ مثلٍ أنّه سوف يصير من مشكلة إلى أخرى حتى يمحق الله مالَه من الربا، ولذلك ضرب به المثل كالممسوس الذي يتخبّطه الشيطان من المسّ وذلك مريض ابتلاه الله بمسّ شيطانٍ رجيمٍ فيتخبّطه، وكل فترة يمرض عضوٌ في جسمه فيتنقل من مكانٍ إلى آخر وقريبًا، وكذلك المُرابي من مشكلةٍ إلى أخرى، وإنّما ذلك من العذاب الأدنى لعلّه يرجع المرابي إلى ربّه، ولكن الكارثة إذا كان مرابيًا ولم يصبه الله بسوء فلا يأمن مكر الله فليعلم هو وكافة الأغنياء بشكلٍ عام الذين آتاهم الله من فضله فبخِلوا به عن ربّهم أنّهم من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    فلا يحسبنّ الله يحبّه وهو يعلم أنّه مرابي وأمواله حرام، وإنّما يزيده الله مالًا ليزداد إثمًا وبُعدًا عن الله، وكذلك كافة الذين آتاهم الله من فضله وبخِلوا به عن ربّهم فليعلموا أنّ الله يمكر بهم فيزيدهم من فضله، وذلك مكرٌ من الله ليزدادوا إثمًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ ﴿٥٤﴾ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ ﴿٥٥﴾ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وكذلك جميع أهل رؤوس الأموال الزائدة عن حاجاتهم وليس فيهم خير لأنفسهم فيقرضون الله قرضًا حسنًا،
    ولكنّ الله حرّم الربا فيما بين النّاس وأحلّه عليه وحده لمن يقرض الله قرضًا حسنًا فينفق في سبيل الله فيربيه الله إلى سبعمائة ضعف وأكثر.
    تصديقًا لقول الله تعالى: {يَمْحَقُ اللَّـهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿٢٧٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فليعلم الذين يربون في أموال النّاس أنّه سوف يصدر فيهم بيانًا نُفصّله من محكم القرآن تفصيلًا وأُعلِّمهم كيف سوف يكون نظام البنوك الإسلاميّة والتي سوف تكسب أرباحًا طائلةً أكثر مما يربحون بالرِّبا المحرّم، وقريبًا بإذن الله سوف يصدر بيانٌ مُفصّلٌ في شأن الربا المحرّم، وتفصيل البيع، وكيف نظام البنوك الإسلاميّة في دولة المهديّ المنتظَر، والحُكم بما أنزل الله حتى تستقيموا على الطريقة الحقّ ثمّ يفتح الله عليكم بركاتٍ من السماء والأرض فتأكلوا من فوقكم ومن تحت أرجلكم.

    وقد أوشكت بنوك الرِّبا أن تُسحق بسبب إعلان الحرب العالميّة من ربّ العالمين على بنوك الربا ثمّ لا تجدون سبيلًا ولا مخرجًا إلا الحُكمُ بما أنزل الله. تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّـهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٢﴾ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿٢٧٣﴾ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٢٧٤﴾ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٧٥﴾ يَمْحَقُ اللَّـهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿٢٧٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٢٧٧﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٧٨﴾ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٩﴾ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٨٠﴾ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٢٨١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    مُفتي العالم كافة بالحقّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    ويا معشر علماء الأُمّة، إنّي أراكم تتخبّطون فلا تعلمون كيف تعرفون مهديّ الأُمّة المنتظَر إلى صراطٍ مستقيم! ولسوف أعلّمكم كيف تعرفون أيَّ المهديّين المُدّعين شخصية الإمام المنتظَر، وأفصّل لكم الحُكم تفصيلًا من القرآن العظيم، وقبل أن ندخل في الشروط التي يتمّ تطبيقها على المهديّ المنتظَر الحقّ؛ أعلّمكم بمكر الشياطين منذ أمدٍ بعيدٍ، وكيف استطاعوا أن يصدّوا الناس عن الإيمان برسل ربهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ لا يتّبعهم إلّا قليلٌ! ولذلك سوف أعلّمكم عن الأسباب التي منعت الناس من تصديق رسل ربّهم؛ إنّه بسبب مكر الشياطين إلى أوليائهم من الإنس، وحتى أعلّمكم بالحقّ؛ فهلمّوا ننظر ما هو رد جميع الأُمم على رسل ربهم في كُلّ زمانٍ ومكانٍ، وسوف نجده في القرآن العظيم -الذي فيه خبركُم وخبرُ من قبلكم ونبأُ ما بعدكم- لذلك سوف تجدون ردَّ الأُمم على رسُل ربهم بأنّه كان ردّاً موحّداً، وكأنّهم تواصوا بهذا الردّ الموحّد لجيلٍ بعد جيل، وقال الله تعالى: {مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ} صدق الله العظيم [فصّلت:43].

    ومن ثُمّ نبحث في القرآن العظيم ما هو هذا القول الموحّد من الأُمم لرُسل ربهم، وسوف نجده في موضع آخر في نفس الموضوع، وقال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ولكنّنا نعلم بأنّ تلك الأُمم لم يتواصوا فيما بينهم بهذا الردّ الموحّد؛ بل الشياطين تواصوا بمكرٍ خبيثٍ ليصدّوا الناس عن الإيمان برسُل ربِّهم، ونظرًا لتواصي الشياطين بطريقةٍ موحّدة لصدّ الأُمم عن اتِّباع الرُسل؛ ولذلك تجدون ردّ الأُمم على رُسل ربّهم كان ردّاً موحّداً وكأنّهم تواصوا بهذا الردّ الموحّد: {قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ}. فتعالوا لأفصّل لكم هذا المكر الخبيث لعلّكم ترشدون، فأبيّن لكم هذه الآية وأفصّلها تفصيلًا، ونبدأ أولًّا بالبيان الحقّ لسبب قولهم لرُسُل ربّهم: {قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ}، وذلك لأنّ الشياطين يعلمون بأنّه إذا أيّد الله رُسله بمعجزاتٍ للتصديق بأنّهم حقاً رُسُل الله ربِّ العالمين؛ فإنّ الناس سوف يُصدقونهم فيتّبعونهم فيعبدون الله وحده لا شريك له، فيُحبط الشياطين ويبوءون بالفشل لصدّ الناس عن الصِّراط المستقيم، ولذلك اخترعوا مكراً خبيثاً حتى تُكذّب الأُمم بمعجزات ربّهم الحقّ التي يُؤيّد بها رُسله مهما كانت، فجعلوا لها ضدًّا باطلًا ما أنزل الله به من سلطانٍ، ألا وهو (سحر التّخييل) للأشياء على غير واقعها الحقيقي، برغم أنّ هذا المكر ليس له أي حقيقة على الواقع الحقيقي؛ بل مجرد سحر الأعين للتخييل لشيءٍ بأنّه تحوَّل إلى شيءٍ آخر غير ما كان عليه، برغم أنّه لم يتحوّل شيءٌ من واقعه! وتمّ تحويله ليس إلّا في حاسة البصر، فُيخيّل إلى الأعين باطلٌ حقيقته، صفرٌ في الواقع الحقيقي! ولكنّها تكشف سحرهم حاسّة الملمس باليد لهذا الشيء لو كنتم تعلمون! ونضرب لكم على ذلك مثلًا في قصة موسى وفرعون والسحرة، فسوف تجدون قول الأُمم الأُوَل لرُسل ربِّهم هو نفس قول فرعون الأَول لموسى عندما أخبره أنّه رسولٌ من ربِّ العالمين، قال: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فلماذا حكم فرعون بادئ القصة بأنّ موسى مجنون؟ وذلك بسبب مكر الشياطين يوسوِسون لبعض الأشخاص المصابين بالمسوس؛ فيوسوس له الشيطان في صدره أنّه نبيٌ ورسولٌ من ربّ العالمين، حتى يلفت انتباه الناس من حوله لفترةٍ قصيرةٍ، ومن ثُمّ يتخبّطه الشيطان من المسّ؛ فيبدأ هذا الشخص المُدّعي النّبوة بالتخبط، فتارةً يقول أنّه نبيّ ورسول، وتارةً يقول أنّه ابن الله أو أنّه الله! وذلك حتى يحكم الناس عليه بالجنون، ويتبيّن لهم بأنّه أصابه مسُّ شيطانٍ رجيمٍ. وهذا مكرٌ خبيثٌ تفعله الشياطين، حتى إذا جاء إليهم نبيٌّ ورسولٌ من ربِّ العالمين؛ فيقولون له بادئ الرأي: أنّه اعتراه أحد آلهتهم بسوء، وهو مسّ شيطانٍ رجيمٍ، نظراً لأنّه جعل الآلهة إلهاً واحداً لذلك اعتراه أحد آلهتهم بسوء فأصابه بالجنون، وهذا بسبب مكر الشياطين عن طريق بعض الناس الذين يتخبّطونهم فيوسوسون لهم بغير الحقّ، ومن ثُمّ يجعلونهم يتخبّطون في كلامهم وتصرفاتهم؛ حتى يحكم عليه الناس بالجنون، وبسبب هذا المكر الخبيث تقول الأُمم بادئ الرأي: أنّ رسولهم الذي أُرسل إليهم لمجنون، وأنّه اعتراهُ أحد آلهتهم بسوءٍ بسبب كُفره بالآلهة، ويدعو الناس إلى إلهٍ واحدٍ.

    وكذلك كان ردُّ فرعون على رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام، برغم أنّه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وكذلك دعوة جميع الأنبياء والمرسلين إلى كلمة التوحيد: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولكنّ الأُمم تحكم بادئ الرأي على رُسُل ربهم بالجنون؛ بسبب مكر الشياطين إلى بعض أصحاب الأمراض النفسية، وذلك المكر كان هو السبب في الحُكم على رُسل الله بادئ الأمر بالجنون، وكذلك تجدون ردَّ فرعون على موسى على دعوته إلى كلمة التوحيد وقال لموسى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ولكنّ الشياطين قد عملوا حسابهم؛ بأنّ الله قد يؤيّد رُسُله بآيات المعجزات، ومن ثُمّ يتبيّن لهم أنّه ليس بمجنونٍ وأنّه حقاً رسولٌ من ربّ العالمين ولذلك أيّده الله بآيات التصديق، فمن ثُمّ عمدت الشياطين إلى تعليم بعضٍ من الناس السّحر، أي: سِحر التخييل في حاسة البصر، وهذا النوع من السّحرة لا يُنكرون أنّهم ساحرون؛ بل يقولون للناس أنّهم سحرة، فيسترهبونهم ويأتون بسحرٍ عظيمٍ في الإثم ما أنزل الله به من سُلطان! وذلك المكر يكون صدًا من الشياطين عن الصِّراط المستقيم؛ حتى إذا جاء الرسول بسلطانٍ مُبينٍ فيقول لهم الناس: "إذاً قد تبيّن لنا بأنّك لست مجنوناً؛ بل ساحرٌ عليم".

    فلنُتابع قصّة موسى وفرعون والسّحرة، وقال موسى -عليه الصلاة والسلام- لفرعون حين حكم عليه بادئ الأمر بالجنون وتهدَّده وتوعَّده، وقال موسى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿٣٣﴾ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فانظروا إلى نجاح المكر الشيطانيّ في صدّ الأُمم عن اتّباع الصِراط المستقيم، فهنا نجد فرعون حكم على موسى بادئ الأمر بالجنون، حتى إذا جاءه موسى بسلطانٍ مُبينٍ؛ فعندها تغيّرت نظرية فرعون تجاه موسى بأنّه ليس مجنوناً، فانظروا إلى قول فرعون: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم؛ ويقصد فرعون بأنّ موسى ليس إلّا ساحرٌ وسوف يأتيه بسحرٍ مثله، وهو مكر الشياطين الخبيث؛ حتى لا تُصدّق الأُمم بمعجزات التصديق من الله لرسله الحقّ.

    فلنتابع القصة بتدبرٍ وتمعنٍ: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿٣٥﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    إذًا يا قوم، لولا اختراع سحر التخييل التي تُعلِّمُه الشياطين لبعض الناس؛ إذًا لصدّقت الأُممُ رُسُلَ ربِّهم، ولما كذّبوا بآيات التصديق الحقّ، ولهداهم الله الصِّراط المستقيم، ولكنّ الشيطان أصدقهم ظنّه، وقعد لهم بالصِّراط المُستقيم، فصدّهم عن السبيل باختراع سحر التّخييل والذي ليس له أي حقيقة في الواقع الحقيقي! ولربما يودّ أحدكم أن يقاطعني فيقول: "كيف تقول ليس له أي حقيقة، وقد رأت الناس عصيَّ وحبالَ السّحرة بأنّها ثعابين تسعى، برغم أنّها كانت من قبل أن يلقوها ليست إلّا عصيًّا وحبالًا!". ومن ثُمّ نردُّ عليه ونقول: بأنّ جميع العصيّ والحبال التي ألقى بها السّحرة؛ لم تتغيّر من واقعها شيئًا ولم تتحوّل إلى شيءٍ آخر على الإطلاق.

    ولربّما يقاطعني أحدكم فيقول: "وما يدري الناس المجتمعون في يوم الزينة أيُّهم الحقّ؛ هل عصا موسى أم عصيّ وحبال السحرة؟ فجميعها تسعى ثعابين في نظرهم! وكيف للناس أن يعلموا الحقّ من الباطل لكي يفشل مكر الشياطين؟"، ومن ثُمّ نردُّ عليهم ونقول قد أفتاكم الله في القُرآن العظيم لو كنتم تتدبّرون؛ بأنّ سحر التخييل ليس له أي حقيقة على الواقع الحقيقي؛ بمعنى أنّ الحبال والعصيّ لم تتغير شيئًا عن واقعها، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:116].

    ولربما الجاهلون يقولون بأنّ الله وصف السحر بالعظمة، فيقولون على ربِّهم زورًا وبهتانًا عظيمًا، وإنّما يقصد الله بقوله: {وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم؛ أي عظيمٌ في الإثم؛ لأنّه تصديةٌ للتصديق بآيات الله ومعجزاته، تصديقًا لرسله الحقّ، فلا يهتدي الناس إلى الصِراط المستقيم، ولكنّ حبال وعصيّ السحرة لم تتغيّر شيئًا في واقعها، فأين العظمة والحبال والعصيّ لم تتحوّل شيئًا؟ وليس إلّا أنّهم سحروا أعين الناس؛ فخُيّل إليهم من سحرهم أنّها تسعى، ومَثلُ سحرهم كمثل سرابٍ بِقِيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً، حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا كما كان يراه بعينه من قبل أن يأتيه، ولو ذهب فرعون أو هامان أو أحد الحاضرين من الناس يوم الزينة فتقدم إلى عصيّ السحرة وحبالهم ويقول: "كلّ واحدٍ منكم يمسك ثعبانه من عنقه"، ومن ثُمّ يتقدم فيلمس ثعابين السحرة بيده، وأقسم بالله العلي العظيم بأنّه سوف يجد جميع حبال وعصيّ السحرة بحاسة ملمس اليد بأنّها لم تتغيّر شيئًا، بل باقيةً عصيًّا وحبالًا كواقعها الحقيقي من قبل أن يلقوها، وإنما يُخيّل للناس الحاضرين من سحرهم أنّها تسعى، وليس لما يرونه أي حقيقة على الواقع الحقيقي! ويكشف ذلك بحاسّة الملمس بأنّها عصيٌّ وحبالٌ ولم تتغيّر شيئًا في واقعها الحقيقي، ومن ثُمّ يذهب إلى ثعبان موسى ويقول: "يا موسى أمسك ثعبانك بعنقه"، ومن ثُمّ يفرك ذيل ثعبان موسى بيده؛ وعندها سوف يجد بأنّ عصاة موسى حقاً قد تحولت إلى ثعبان مبينٍ في حاسة البصر، ويصدقه حاسة الملمس باليد، ويفركه فإذا هو يهزّ يده فيتبيّن له أنّه حقّاً لثعبانٌ مُبينٌ؛ فحقًّا على الواقع الحقيقي تحولت من عصا إلى ثعبان من غير أبٍ ولا أمّ؛ بل بكن فيكون من عصا إلى ثعبانٍ مُبينٍ، مُعجزة التصديق من الله ربّ العالمين!

    ولكن للأسف، فإنّ كُفّار قريش؛ حتى لو أنزل الله كتابًا يرونه من السماء نازلًا إلى بين يدي محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثُمّ يذهبون إليه فيلمسون كتاب الله بأيديهم؛ لقالوا: "إنّ هذا لسحرٌ مُبين"! نظراً لعدم خلفيّتهم عن سحر التّخييل، بأنّه ليس إلّا في الخيال البصري، ولا ينبغي له أن يكون حقيقة ما تراه العين حقًّا على الواقع الحقيقي وهو سحر، وقال الله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وننتقل الآن إلى مكر الشياطين ضدّ المهديّ المنتظَر الحقّ، وقد مكروا كثيرًا؛ فيوسوِسون لبعضٍ من أصحاب المسوس أن يقول: إنّه المهديّ المنتظَر، فيشعر في نفسه أنّه المهديّ المنتظَر، وأقسم بالله العلي العظيم لو يذهب أتباعه بهذا المُدّعي إلى شيخٍ يعالج بالقرآن؛ فيقرأ عليه قدر ساعةٍ أو ساعتين بالكثير؛ ليتبيّن لهم أنّ فيه مسّ شيطانٍ رجيمٍ يوسوِس له بغير الحقّ! وأما إذا كان الممسوس لا يُريد إذا كان فيه مسّ أن يتبَيّن لأتباعه؛ فلن ينطق المسّ بلسانه، ولكنّهم سوف يعرفون ذلك في وجهه يكاد أن يسطو بالذي يتلو عليه القرآن! وذلك لأنّ المسّ يحترق بالآيات البيّنات التي تُبيّن للناس كلمة التوحيد الحقّ؛ فيحترق منها مسوس الشياطين في الناس، فأمّا الإنسان الممسوس: فأنّه لا يحترق؛ بل يتضايق من الذِّكر الحكيم وكأنّه يصّعّد في السماء؛ صدره ضيِّقاً حرجاً لا يكاد أن يتنفس! وأمّا الشياطين التي في الأجساد فتُحرق بالقُرآن العظيم وكأنّه نار، وقال الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وإيّاكم أن تظلموا الممسوسين الذين تؤذيهم الشياطين، بلاءً من ربّ العالمين، فلا أقصدهم شيئًا، وإن كانت الأعراض واحدة. بل أقصد الذين يدّعون المهديّة بغير الحقّ، ويريدون أن يضلّوا الناس عن الصِّراط المستقيم، ولا أقصد الإنسان الممسوس؛ بل الشيطان الذي فيه يريد أن يُضلّه ويُضلّ المسلمين عن الحقّ، ومنهم من يُصيبونه بالجنون من بعدِ أن يدّعي المهديّة، ومن ثُمّ النبوّة، ولربما الربوبيّة، وبعضٌ منهم قد يستمر في دعوته فيقول إنّه المهدي المنتظر.

    الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
    20 - محرم - 1429 هـ
    29 - 01 - 2008 مـ
    01:33 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5017 من موضوع إلى جميع عُلماء الأُمّة والباحثين عن الحقّ من الأُمّة أجمعين ..

    الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
    20 - محرم - 1429 هـ
    29 - 01 - 2008 مـ
    01:33 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=1010
    ____________


    إلى جميعِ عُلماءِ الأُمّةِ والباحثينَ عن الحقّ من الأُمّة أجمعين ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتم مسكهم النبيّ الأُميّ الصادق الأمين، وعلى التابعين للحقّ من الناس أجمعين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، ولا أُفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، أمّا بعد..

    أشهدُ أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنّ محمداً عبدُه ورسولُه، وأشهدُ أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ، مصدّقاً بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، ولا أُفرّق بين الله ورسوله، وأدعو الناس إلى الحقّ على بصيرةٍ من ربّي بعلمٍ وسلطانٍ منير، وأدعو جميع علماء الديانات الثلاث الأُمّيّين والمسيحيّين واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إن كانوا به مؤمنين، ولا أكفر بالتوراة والإنجيل الحقّ؛ غير أنّي لا أعمد إليهما لأستنبط الحكم الحقّ منهما حتى ولو لم يتمّ تحريفهما، وذلك مني تنفيذاً لحُكم الله بأنّه جعل القرآن العظيم الكتاب المهيّمن على جميع الكتب السماوية، وضَمِنَهُ الله من التحريف عبر العصور والأجيال؛ ليجعله حُجّةً للإمام على طالب العلم، وحُجّة طالب العلم على العالِم، فلا يتّبعه حتى يأتيَ بسلطان علمه من القرآن المبين، ولن أذهب لأستنبط الحكم من السُنَّة فأنبذ القُرآن وراء ظهري؛ بل أبحث عن الحكم أولاً في كتاب الله القرآن العظيم بدقةٍ متناهيةٍ عن الخطأ بإذن الله، وإذا لم أجد الحكم في المسألة من كتاب الله فعند ذلك أذهب للبحث عن ضالتي في سنّة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ويا معشر علماء الأُمّة والباحثين عن الحقيقة من الناس أجمعين، إنّي أُشهدُ الله وكفى بالله شهيدًا أنّي أتحدّاكم بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم، فيجعلني الله المُهيّمن به عليكم بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ واضحٍ وجليٍّ لعالِمكم وجاهلكم، حتى ألجمكم بالحقّ إلجامًا، حتى لا يكون أمامكم غير التصديق إن كنتم به مؤمنين، فلا تستطيعون أن تطعنوا في البيان الحقّ للقُرآن العظيم، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّي لن أُفسّر القرآن بالظنّ كمثل كثيرٍ من المفسّرين بالاجتهاد، وأعوذ بالله أن أقول على الله بالاجتهاد قبل أن يعلّمني ربي بالحقّ فأستنبطه لكم من محكم القُرآن العظيم، وأُحرّم الفتوى بالاجتهاد جملةً وتفصيلًا.

    وأفتيكم عن الاجتهاد وهو: أن تبحث عن الحقّ حتى تجدَه بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ مقنعٍ، ومن ثُمّ تُعلّموا الناس ما علّمكم الله على بصيرة.

    ولكنّي أرى أكثركم يُفتي، ومن ثُمّ يقول: "هذا والله أعلم، فإن أخطأت فمن نفسي"! وهذا حرامٌ حرامٌ حرامٌ عليكم، حرّمه الله في محكم القُرآن العظيم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وأفتاكم الله في مُحكم القُرآن العظيم بأنّ ذلك ليس من أمره تعالى، وأنّه من أمر الشيطان الرجيم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، فمن اتّبع أمر الرحمن؛ فقد اعتصم بحبل الله، واستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، وهُدي إلى صراطٍ ــــــــــ مُستقيم، ومن قال على الله ما لا يعلم؛ فقد اتّبع أمر الشيطان، وغوى وهوى، وكأنّما خرّ من السماء فتخطَفه الطير، أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ، وذلك لأنّه لم يعتصم بحبل الله القُرآن العظيم العروة الوثقى.

    ويا معشر علماء الأُمّة، إنّي أُفتيكم بالحقّ أن لا تكونوا ساذجين فتصدّقوا أي رجُل يقول أنّه المهديّ المنتظَر، سواء ناصر محمد اليماني أو اللحيدي أو السوداني أو غيرهم من جميع الذين يدّعون المهديّة؛ ما لم يُثبت حقيقة ما يدعو إليه بعلمٍ وهُدًى من الكتاب المنير، حتى يُلجمكم بالحقّ إلجاماً فيهيمن عليكم بما زاده الله من البسطة في علم الكتاب.

    ويا معشر علماء الأُمّة، إنّي أراكم تتخبّطون فلا تعلمون كيف تعرفون مهديّ الأُمّة المنتظَر إلى صراطٍ مستقيم! ولسوف أعلّمكم كيف تعرفون أيَّ المهديّين المُدّعين شخصية الإمام المنتظَر، وأفصّل لكم الحُكم تفصيلًا من القرآن العظيم، وقبل أن ندخل في الشروط التي يتمّ تطبيقها على المهديّ المنتظَر الحقّ؛ أعلّمكم بمكر الشياطين منذ أمدٍ بعيدٍ، وكيف استطاعوا أن يصدّوا الناس عن الإيمان برسل ربهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ لا يتّبعهم إلّا قليلٌ! ولذلك سوف أعلّمكم عن الأسباب التي منعت الناس من تصديق رسل ربّهم؛ إنّه بسبب مكر الشياطين إلى أوليائهم من الإنس، وحتى أعلّمكم بالحقّ؛ فهلمّوا ننظر ما هو رد جميع الأُمم على رسل ربهم في كُلّ زمانٍ ومكانٍ، وسوف نجده في القرآن العظيم -الذي فيه خبركُم وخبرُ من قبلكم ونبأُ ما بعدكم- لذلك سوف تجدون ردَّ الأُمم على رسُل ربهم بأنّه كان ردّاً موحّداً، وكأنّهم تواصوا بهذا الردّ الموحّد لجيلٍ بعد جيل، وقال الله تعالى: {مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ} صدق الله العظيم [فصّلت:43].

    ومن ثُمّ نبحث في القرآن العظيم ما هو هذا القول الموحّد من الأُمم لرُسل ربهم، وسوف نجده في موضع آخر في نفس الموضوع، وقال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ولكنّنا نعلم بأنّ تلك الأُمم لم يتواصوا فيما بينهم بهذا الردّ الموحّد؛ بل الشياطين تواصوا بمكرٍ خبيثٍ ليصدّوا الناس عن الإيمان برسُل ربِّهم، ونظرًا لتواصي الشياطين بطريقةٍ موحّدة لصدّ الأُمم عن اتِّباع الرُسل؛ ولذلك تجدون ردّ الأُمم على رُسل ربّهم كان ردّاً موحّداً وكأنّهم تواصوا بهذا الردّ الموحّد: {قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ}. فتعالوا لأفصّل لكم هذا المكر الخبيث لعلّكم ترشدون، فأبيّن لكم هذه الآية وأفصّلها تفصيلًا، ونبدأ أولًّا بالبيان الحقّ لسبب قولهم لرُسُل ربّهم: {قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ}، وذلك لأنّ الشياطين يعلمون بأنّه إذا أيّد الله رُسله بمعجزاتٍ للتصديق بأنّهم حقاً رُسُل الله ربِّ العالمين؛ فإنّ الناس سوف يُصدقونهم فيتّبعونهم فيعبدون الله وحده لا شريك له، فيُحبط الشياطين ويبوءون بالفشل لصدّ الناس عن الصِّراط المستقيم، ولذلك اخترعوا مكراً خبيثاً حتى تُكذّب الأُمم بمعجزات ربّهم الحقّ التي يُؤيّد بها رُسله مهما كانت، فجعلوا لها ضدًّا باطلًا ما أنزل الله به من سلطانٍ، ألا وهو (سحر التّخييل) للأشياء على غير واقعها الحقيقي، برغم أنّ هذا المكر ليس له أي حقيقة على الواقع الحقيقي؛ بل مجرد سحر الأعين للتخييل لشيءٍ بأنّه تحوَّل إلى شيءٍ آخر غير ما كان عليه، برغم أنّه لم يتحوّل شيءٌ من واقعه! وتمّ تحويله ليس إلّا في حاسة البصر، فُيخيّل إلى الأعين باطلٌ حقيقته، صفرٌ في الواقع الحقيقي! ولكنّها تكشف سحرهم حاسّة الملمس باليد لهذا الشيء لو كنتم تعلمون! ونضرب لكم على ذلك مثلًا في قصة موسى وفرعون والسحرة، فسوف تجدون قول الأُمم الأُوَل لرُسل ربِّهم هو نفس قول فرعون الأَول لموسى عندما أخبره أنّه رسولٌ من ربِّ العالمين، قال: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فلماذا حكم فرعون بادئ القصة بأنّ موسى مجنون؟ وذلك بسبب مكر الشياطين يوسوِسون لبعض الأشخاص المصابين بالمسوس؛ فيوسوس له الشيطان في صدره أنّه نبيٌ ورسولٌ من ربّ العالمين، حتى يلفت انتباه الناس من حوله لفترةٍ قصيرةٍ، ومن ثُمّ يتخبّطه الشيطان من المسّ؛ فيبدأ هذا الشخص المُدّعي النّبوة بالتخبط، فتارةً يقول أنّه نبيّ ورسول، وتارةً يقول أنّه ابن الله أو أنّه الله! وذلك حتى يحكم الناس عليه بالجنون، ويتبيّن لهم بأنّه أصابه مسُّ شيطانٍ رجيمٍ. وهذا مكرٌ خبيثٌ تفعله الشياطين، حتى إذا جاء إليهم نبيٌّ ورسولٌ من ربِّ العالمين؛ فيقولون له بادئ الرأي: أنّه اعتراه أحد آلهتهم بسوء، وهو مسّ شيطانٍ رجيمٍ، نظراً لأنّه جعل الآلهة إلهاً واحداً لذلك اعتراه أحد آلهتهم بسوء فأصابه بالجنون، وهذا بسبب مكر الشياطين عن طريق بعض الناس الذين يتخبّطونهم فيوسوسون لهم بغير الحقّ، ومن ثُمّ يجعلونهم يتخبّطون في كلامهم وتصرفاتهم؛ حتى يحكم عليه الناس بالجنون، وبسبب هذا المكر الخبيث تقول الأُمم بادئ الرأي: أنّ رسولهم الذي أُرسل إليهم لمجنون، وأنّه اعتراهُ أحد آلهتهم بسوءٍ بسبب كُفره بالآلهة، ويدعو الناس إلى إلهٍ واحدٍ.

    وكذلك كان ردُّ فرعون على رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام، برغم أنّه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وكذلك دعوة جميع الأنبياء والمرسلين إلى كلمة التوحيد: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولكنّ الأُمم تحكم بادئ الرأي على رُسُل ربهم بالجنون؛ بسبب مكر الشياطين إلى بعض أصحاب الأمراض النفسية، وذلك المكر كان هو السبب في الحُكم على رُسل الله بادئ الأمر بالجنون، وكذلك تجدون ردَّ فرعون على موسى على دعوته إلى كلمة التوحيد وقال لموسى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ولكنّ الشياطين قد عملوا حسابهم؛ بأنّ الله قد يؤيّد رُسُله بآيات المعجزات، ومن ثُمّ يتبيّن لهم أنّه ليس بمجنونٍ وأنّه حقاً رسولٌ من ربّ العالمين ولذلك أيّده الله بآيات التصديق، فمن ثُمّ عمدت الشياطين إلى تعليم بعضٍ من الناس السّحر، أي: سِحر التخييل في حاسة البصر، وهذا النوع من السّحرة لا يُنكرون أنّهم ساحرون؛ بل يقولون للناس أنّهم سحرة، فيسترهبونهم ويأتون بسحرٍ عظيمٍ في الإثم ما أنزل الله به من سُلطان! وذلك المكر يكون صدًا من الشياطين عن الصِّراط المستقيم؛ حتى إذا جاء الرسول بسلطانٍ مُبينٍ فيقول لهم الناس: "إذاً قد تبيّن لنا بأنّك لست مجنوناً؛ بل ساحرٌ عليم".

    فلنُتابع قصّة موسى وفرعون والسّحرة، وقال موسى -عليه الصلاة والسلام- لفرعون حين حكم عليه بادئ الأمر بالجنون وتهدَّده وتوعَّده، وقال موسى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿٣٣﴾ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فانظروا إلى نجاح المكر الشيطانيّ في صدّ الأُمم عن اتّباع الصِراط المستقيم، فهنا نجد فرعون حكم على موسى بادئ الأمر بالجنون، حتى إذا جاءه موسى بسلطانٍ مُبينٍ؛ فعندها تغيّرت نظرية فرعون تجاه موسى بأنّه ليس مجنوناً، فانظروا إلى قول فرعون: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم؛ ويقصد فرعون بأنّ موسى ليس إلّا ساحرٌ وسوف يأتيه بسحرٍ مثله، وهو مكر الشياطين الخبيث؛ حتى لا تُصدّق الأُمم بمعجزات التصديق من الله لرسله الحقّ.

    فلنتابع القصة بتدبرٍ وتمعنٍ: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿٣٥﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    إذًا يا قوم، لولا اختراع سحر التخييل التي تُعلِّمُه الشياطين لبعض الناس؛ إذًا لصدّقت الأُممُ رُسُلَ ربِّهم، ولما كذّبوا بآيات التصديق الحقّ، ولهداهم الله الصِّراط المستقيم، ولكنّ الشيطان أصدقهم ظنّه، وقعد لهم بالصِّراط المُستقيم، فصدّهم عن السبيل باختراع سحر التّخييل والذي ليس له أي حقيقة في الواقع الحقيقي! ولربما يودّ أحدكم أن يقاطعني فيقول: "كيف تقول ليس له أي حقيقة، وقد رأت الناس عصيَّ وحبالَ السّحرة بأنّها ثعابين تسعى، برغم أنّها كانت من قبل أن يلقوها ليست إلّا عصيًّا وحبالًا!". ومن ثُمّ نردُّ عليه ونقول: بأنّ جميع العصيّ والحبال التي ألقى بها السّحرة؛ لم تتغيّر من واقعها شيئًا ولم تتحوّل إلى شيءٍ آخر على الإطلاق.

    ولربّما يقاطعني أحدكم فيقول: "وما يدري الناس المجتمعون في يوم الزينة أيُّهم الحقّ؛ هل عصا موسى أم عصيّ وحبال السحرة؟ فجميعها تسعى ثعابين في نظرهم! وكيف للناس أن يعلموا الحقّ من الباطل لكي يفشل مكر الشياطين؟"، ومن ثُمّ نردُّ عليهم ونقول قد أفتاكم الله في القُرآن العظيم لو كنتم تتدبّرون؛ بأنّ سحر التخييل ليس له أي حقيقة على الواقع الحقيقي؛ بمعنى أنّ الحبال والعصيّ لم تتغير شيئًا عن واقعها، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:116].

    ولربما الجاهلون يقولون بأنّ الله وصف السحر بالعظمة، فيقولون على ربِّهم زورًا وبهتانًا عظيمًا، وإنّما يقصد الله بقوله: {وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم؛ أي عظيمٌ في الإثم؛ لأنّه تصديةٌ للتصديق بآيات الله ومعجزاته، تصديقًا لرسله الحقّ، فلا يهتدي الناس إلى الصِراط المستقيم، ولكنّ حبال وعصيّ السحرة لم تتغيّر شيئًا في واقعها، فأين العظمة والحبال والعصيّ لم تتحوّل شيئًا؟ وليس إلّا أنّهم سحروا أعين الناس؛ فخُيّل إليهم من سحرهم أنّها تسعى، ومَثلُ سحرهم كمثل سرابٍ بِقِيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً، حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا كما كان يراه بعينه من قبل أن يأتيه، ولو ذهب فرعون أو هامان أو أحد الحاضرين من الناس يوم الزينة فتقدم إلى عصيّ السحرة وحبالهم ويقول: "كلّ واحدٍ منكم يمسك ثعبانه من عنقه"، ومن ثُمّ يتقدم فيلمس ثعابين السحرة بيده، وأقسم بالله العلي العظيم بأنّه سوف يجد جميع حبال وعصيّ السحرة بحاسة ملمس اليد بأنّها لم تتغيّر شيئًا، بل باقيةً عصيًّا وحبالًا كواقعها الحقيقي من قبل أن يلقوها، وإنما يُخيّل للناس الحاضرين من سحرهم أنّها تسعى، وليس لما يرونه أي حقيقة على الواقع الحقيقي! ويكشف ذلك بحاسّة الملمس بأنّها عصيٌّ وحبالٌ ولم تتغيّر شيئًا في واقعها الحقيقي، ومن ثُمّ يذهب إلى ثعبان موسى ويقول: "يا موسى أمسك ثعبانك بعنقه"، ومن ثُمّ يفرك ذيل ثعبان موسى بيده؛ وعندها سوف يجد بأنّ عصاة موسى حقاً قد تحولت إلى ثعبان مبينٍ في حاسة البصر، ويصدقه حاسة الملمس باليد، ويفركه فإذا هو يهزّ يده فيتبيّن له أنّه حقّاً لثعبانٌ مُبينٌ؛ فحقًّا على الواقع الحقيقي تحولت من عصا إلى ثعبان من غير أبٍ ولا أمّ؛ بل بكن فيكون من عصا إلى ثعبانٍ مُبينٍ، مُعجزة التصديق من الله ربّ العالمين!

    ولكن للأسف، فإنّ كُفّار قريش؛ حتى لو أنزل الله كتابًا يرونه من السماء نازلًا إلى بين يدي محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثُمّ يذهبون إليه فيلمسون كتاب الله بأيديهم؛ لقالوا: "إنّ هذا لسحرٌ مُبين"! نظراً لعدم خلفيّتهم عن سحر التّخييل، بأنّه ليس إلّا في الخيال البصري، ولا ينبغي له أن يكون حقيقة ما تراه العين حقًّا على الواقع الحقيقي وهو سحر، وقال الله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وننتقل الآن إلى مكر الشياطين ضدّ المهديّ المنتظَر الحقّ، وقد مكروا كثيرًا؛ فيوسوِسون لبعضٍ من أصحاب المسوس أن يقول: إنّه المهديّ المنتظَر، فيشعر في نفسه أنّه المهديّ المنتظَر، وأقسم بالله العلي العظيم لو يذهب أتباعه بهذا المُدّعي إلى شيخٍ يعالج بالقرآن؛ فيقرأ عليه قدر ساعةٍ أو ساعتين بالكثير؛ ليتبيّن لهم أنّ فيه مسّ شيطانٍ رجيمٍ يوسوِس له بغير الحقّ! وأما إذا كان الممسوس لا يُريد إذا كان فيه مسّ أن يتبَيّن لأتباعه؛ فلن ينطق المسّ بلسانه، ولكنّهم سوف يعرفون ذلك في وجهه يكاد أن يسطو بالذي يتلو عليه القرآن! وذلك لأنّ المسّ يحترق بالآيات البيّنات التي تُبيّن للناس كلمة التوحيد الحقّ؛ فيحترق منها مسوس الشياطين في الناس، فأمّا الإنسان الممسوس: فأنّه لا يحترق؛ بل يتضايق من الذِّكر الحكيم وكأنّه يصّعّد في السماء؛ صدره ضيِّقاً حرجاً لا يكاد أن يتنفس! وأمّا الشياطين التي في الأجساد فتُحرق بالقُرآن العظيم وكأنّه نار، وقال الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وإيّاكم أن تظلموا الممسوسين الذين تؤذيهم الشياطين، بلاءً من ربّ العالمين، فلا أقصدهم شيئًا، وإن كانت الأعراض واحدة. بل أقصد الذين يدّعون المهديّة بغير الحقّ، ويريدون أن يضلّوا الناس عن الصِّراط المستقيم، ولا أقصد الإنسان الممسوس؛ بل الشيطان الذي فيه يريد أن يُضلّه ويُضلّ المسلمين عن الحقّ، ومنهم من يُصيبونه بالجنون من بعدِ أن يدّعي المهديّة، ومن ثُمّ النبوّة، ولربما الربوبيّة، وبعضٌ منهم قد يستمر في دعوته فيقول إنّه المهدي المنتظر.

    ولكن كيف لكم يا معشر المسلمين أن تعرفوا أيًّا من هؤلاء المهديين الحقّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المُطهّر؟ فتوجد هناك شروط، إذا لم يتصف بها هذا الذي يدّعي المهديّة؛ فهو ليس المهديّ المنتظَر الحقّ، ونذكر أهم هذه الشروط: وهو أن يزيده الله بسطةً في علم الكتاب على جميع علماء الأُمّة، فيؤتيه الله عِلم القرآن كُلّه، حتى يُبيّن للناس أسرارًا خفيت في هذا القرآن العظيم، وحقائق لطالما قضَّت مضاجع كثيرٍ من الباحثين عن الحقيقة، كمثل: إرم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد، وثمود الذين جابوا الصخر بالواد، وكذلك أصحاب الكهف والرقيم من آيات الله عجبًا، وكذلك حقيقة يأجوج ومأجوج وأين هم، وكذلك حقيقة سدّ ذي القرنين، وكذلك حقيقة المسيح الدجال، وكذلك حقيقة الأراضين السبع، فإذا استطاع هذا الذي يدّعي المهديّة أن يُبيّن للناس من القرآن جميع هذه الأسرار والتي لا تزال مجهولة الحقائق لدى جميع علماء الأُمّة؛ شرط أنّ الباحثين عن الحقيقة من بعد البيان لهم يهتمون بالأمر؛ فيبحثوا عن تصديق البيان من القرآن بالتطبيق للتصديق بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي بكل حيلةٍ ووسيلة؛ فإذا وجدوا بيان الأسرار هو الحقّ من ربِّهم بِلا شك أو ريب؛ فقد تبيّن لهم الحقّ الذي يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صِراطٍ ــــــــــ مستقيم إن كانوا يريدون الحقّ، ومن أعرض عن الحقّ؛ يُقيّض الله له شيطانًا فهو له قرين، وإنّهم ليصدّونهم عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون، ولم يجعلهم الله مهديّين، فكيف يصطفيهم الله ثُمّ لا يؤيّدهم بالعلم والسلطان المُبين؟ بل يجادلون بالوهم والظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئًا، وكذلك سوف يرى أولو الألباب بأنّ تأويلهم للقرآن معدوم السلطان، بل يُأَوِّلون القُرآن حسب هواهم وحسب ما يشتهون، وزيّن لهم الشيطان عملهم فصدّهم عن السبيل، وذلك لأنّهم اتَّبعوه وأطاعوا أمره بقولهم على الله ما لا يعلمون، وقد حرّم الله عليهم ذلك أن يقولوا على الله ما لا يعلمون، وأنّ ذلك من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن، وقال الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وعلّمكم الله في القرآن العظيم بأنّ ذلك من أمر الشيطان، وأنّه حرّم ذلك الرحمن أن يقولَ عليه الإنسان بالظنّ ما لم يعلم، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق العظيم [الأعراف].

    ويا معشر الباحثين عن الحقيقة، ألم يكفِكم من آيات التصديق ما قد بيّنّاه لكم، أم إنّكم لم تجدوها حقًّا على الواقع الحقيقي؟ إذًا أنا لست المهديّ المنتظَر؛ إذا لم تجدوا آيات التصديق حقًّا بالتطبيق على الواقع الحقيقي، وأقسم بالله العليّ العظيم لقد بيّنت لكم من آيات الله الكُبرى على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق، فبيّنت لكم كيف كان الكون قبل أن يكون، وأنتم تعلمون أنّه كان رتقًا كوكبًا واحدًا، ومن ثُمّ زدناكم علمًا وبيّنت لكم أيّ الكواكب كان رتقًا واحدًا؛ وأنّه كان رتقًا واحدًا في كوكبكم الذي تعيشون فيه والذي رمزه: (الماء) في القرآن العظيم، ومن ثُمّ بيّنت لكم أنّ كوكبكم ليس من عدد الرقم سبعة للأراضين السبع، وذلك لأنّه هو الكوكب الأُم الذي انفتق منه هذا الكون العظيم، ومن ثُمّ بيّنتُ لكم بأنّ الأراضين السبع توجد طباقًا من تحت أرضكم في الفضاء؛ سبعًا طباقًا، وتمّ التطبيق للتصديق فلم يُحدث لكم ذكرًا.

    ومن ثم بيّنت لكم: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]، وأنّها لتوجد تحت أقدامكم، يسكنها الشيطان المسيح الدجال، هو وقبيله منكم، فيرونكم من حيث لا ترونهم، وهم لكم يمكرون، وللمهديّ المنتظَر ينتظرون لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ؛ بل يُعدُّ جيشًا كبيرًا من نسل أُناسٍ منكم؛ ليواجه به عدوّه اللدود المهديّ المنتظَر، وإنَّا فوقهم قاهرون، وجند الله لهم المنصورون ولهم الغالبون، وكان حقًّا على الله أن ينصر الناصر لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الإمام ناصر محمد اليماني، والذي جعل الله في اسمه خبره وعنوان أمره (ناصر محمد)، وذلك لأنّه لم يجعله الله نبيًّا ولا رسولًا؛ بل إمامٌ عدلٌ وذو قولٍ فصلٍ وما هو بالهزل، فلا يجادلني عالِمٌ من القرآن إلّا غلبته بالحقّ؛ بل لا أتحدَّى بالبيان اللفظي فحسب؛ بل تحدٍّ بآيات التصديق للتطبيق على الواقع؛ هل حقًّا البيان لأسرار القرآن الذي بيّنها ناصر اليماني تجدونها حقًّا على الواقع؟

    ويا قوم! كم بيّنت لكم من آيات الله على الواقع الحقيقي، فعمد الأذكياء منكم إلى الأخطاء اللغوية فجعلوها حُجّةً عليّ؛ بل هي حُجّتي عليهم؛ إذ كيف أُبيّن القُرآن البيان الحقّ؛ فيجدونه الحقّ على الواقع الحقيقي وهم لم يعلموه من قبل، رغم تفوّقهم علينا بالغُنّة والقلقلة وليست لديهم أخطاءٌ لغويةٌ؛ ولكنّهم لم يستطيعوا معرفة ما عَلِمَه صاحب الأخطاء اللغوية! فيقول أولو الألباب منكم: "إنّه حقاً يتلقّى القُرآن بالتفهيم من ربّ العالمين برغم أنّه ليس بارعاً في النحو والإملاء ولكنّه استطاع أن يأتي بالبيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن بإلهامٍ من لدن حكيمٍ عليمٍ". فيعلمون أنّ تلك مُعجزةٌ لي وحُجّةٌ لي وليست حُجّةً عليّ كما يظن الذين جعل الله فتنتهم الأخطاء اللغوية فاشمأزَّت قلوبهم فعموا عن البصيرة للبيان وجعلوا جُلّ تركيزهم على الأخطاء اللغوية! ومنهم من يشمئز قلبه فلا يُكمل قِراءة البيان إلى آخره وكان سبب فتنته هو الأخطاء اللغوية. ومن ثُمّ نقول لهم: يا قوم اتّقوا الله وانظروا هل لديّ خطأ في البيان للقرآن؟ فتلك هي الحُجّة علينا لو كنتم تعقلون.

    أما ما دام ناصر اليماني أتاكم بالبيان الحقّ للقرآن فلن تُعيبه الأخطاء اللغوية بل هي معجزةٌ له إذ كيف يأتي بالبيان المنطقي خيراً منكم وأحسن تفسيراً برغم تفوقكم عليه في النحو والإملاء؟ إذاً يا قوم إنّي لم أعلم بالبيان نظراً لبراعتي في اللغة العربية بل بالتفهيم من لدن حكيمٍ عليم، أفلا تعقلون؟

    ولسوف نزيدكم بالبيان الحقّ من القرآن عن موقع إِرَم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد، وأنّ موقعهم في منطقة الربع الخالي بالجزيرة العربية وليس كما تظنّون بأنّ مواقع ثمود هي الجبال المنحوتة؛ بل أجد قصورهم في وسط الربع الخالي في موقع الرجفة لكويكب العذاب، وأما قُرى قوم عادٍ فسوف تجدونها كالرّميم في ظاهرها؛ بمعنى أنّها تُغطيها الكُثبان الرملية من جرَّاء الريح العقيم والتي لم تبلغ درجة سرعتها ريحٌ على وجه الأرض منذ أن سكنها الإنسان.

    ويا معشر الباحثين عن الحقيقة إنّي لن أُكلّمكم من غير كتاب الله ربِّ العالمين وأُفصّل لكم تفصيلاً، فهل أنتم به مؤمنون؟ ونبدأ بقوم (عاد)، وقال تعالى في القُرآن العظيم بأنّ قُراهم ممتدةٌ بين قُرى سبأ وقُرى مكة المكرمة. وقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    فأما قرى سبأ فهي في مأرب كما تعلمون بأنّ الله أرسل عليهم سيل العَرِم لوادي (ذنه) وكبس منازلهم باطن الأرض ما كان قوياً منها وبعضها أخذها في طريقه، وأما قرى عادٍ فهي في المنطقة الوسط بين قرى مكة المكرمة وقرى سبأ مأرب، بمعنى أنّهم في منطقة الربع الخالي.

    ولربما يودُّ أحدكم أن يقاطعني فيقول: "وكيف يعيشون في الصحراء بلا ماء؟". ومن ثُمّ نردُّ عليه: إنّي أجد في القرآن بأنّه يوجد في أجزاءٍ من الربع الخالي حياةٌ طيّبةٌ وجناتٌ وعيونٌ وبئرٌ معطّلةٌ فلا تُستخدم وقصرٌ مَشيدٌ فلا يسكن فيه أحد. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    فأمّا الخاويات على عروشها فهي قُرى قوم ثمود، وأمّا البئر المعطّلة والقصر المشيد فهي قُرى إرمَ ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد، وقال الله تعالى: {ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [هود].

    فأما القائم والذي لا يزال قائماً فهي قرى إرم العُظمى قائمةٌ تحت الكثبان الرملية لو كنتم تعلمون، وأما الحصيد فهي قرى ثمود وهي في نفس الربع الخالي في موقع الرجفة لكويكب العذاب والذي ضرب منطقة الربع الخالي قبل ما يقارب سبعة وعشرون ألف سنة، وهم قبيل أصحاب الرّس قرية الرّسُل الثلاثة أصحاب الكهف والذين يسمّونها حِمّة ذياب ابن غانم، واسمها الحالي حِمّة كلاب. ولا أُريد الخروج عن الموضوع فقد بيّنا قرية أصحاب الرّس والكهف والرقيم ولكنّ أكثركم يجهلون، والذين عثروا على الخبر لا يبحثون عن الحقّ هل يجدونه حقاً على الواقع أم أنّ ناصر اليماني يقول على الله ما لا يعلم؟ والكذب حباله قصيرة، يا قوم أليس فيكم رجل رشيد؟

    ونعود لقرى عادٍ وثمود، فأمّا عادٌ فأهلكهم الله كما تعلمون بالريح العقيم، ومعنى قول الله العقيم بمعنى أنّها لم تكن كمثلها ريح في سرعتها في تاريخ البشرية أجمعين ولذلك تُسمى الريح العقيم، أي الوحيدة في رقم السرعة الرهيبة وأي شيء يواجهها فإذا لم تحمله فتجعله كالرميم، ومعنى قوله كالرّميم بمعنى أنّه قد يمرّ أحدكم جنب ذلك الشيء فيحسبه رميم وهو أحد قصور إرمَ ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، وتوجد تحت الكثبان الرملية في منطقة الماء بالربع الخالي وكانت مروجاً وأنهاراً لو كنتم تعلمون، وسوف تعود قريباً جداً مروجاً وأنهاراً إن يشأ الله، فتحِلّ الرجفة قريباً من دياركم في الربع الخالي حتى يأتي الله بأمره فتطيعون أمر المهديّ المُنتظَر. وقد أصابت الرّجفة الربع الخالي قبل ما يقارب سبعة وعشرين ألف سنة؛ أهلك الله بالرجفة قوم ثمودٍ فضربهم كويكب وهو ما تسمونه بالنيزك ولكنّه ضخمٌ طاغيةٌ، ويسمى طاغية لأنّه أتى من خارج الأرض فاخترق غلافها الجوي فوقع على قوم ثمود في منطقتهم بالربع الخالي المأهول بالحياة والماء، وقال الله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت]. ولكنّي أرى موقع الرجفة في منطقة في الربع الخالي بعيدة جداً من الجبال وذلك لأنّ الله قال عنهم: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الفجر]؛ بمعنى أنّهم بعيدون عن الجبال والصخور ولكنّهم نحتوا الجبال وقطعوا منها صخوراً كُبرى ومن ثُمّ يحضرونها إلى واحتهم بالواد بالربع الخالي، وسوف تجدون حطامها في موقع الرجفة أو على مقربةٍ من موقع الرجفة ليخسف الله بديارهم الأرض.

    ولربما يودُّ أحدكم أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً، لقد كانت مساكن عاد وثمود يعرفها كُفّار قريش، لذلك قال الله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ} صدق الله العظيم [العنكبوت:38]". ومن ثُمّ نردُّ عليه فنقول: إنه لا ينبغي أن يكون هنالك تناقضٌ في القُرآن! فقد أخبر القُرآن بأنّ محمداً رسول الله وقومه لا يرون لهم من باقية ولا أثر ولا آثار، لذلك قال الله تعالى: {فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الحاقة].

    {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ} صدق الله العظيم، وأقسم بالله العظيم أنّه يقصد بوش الأصغر وأوليائه وقد أحاطه الله عن طريق الأقمار بمساكن عادٍ وثمود وتبيّن لهم كيف فعل الله بهم لذلك ينطق القرآن بالتهديد والوعيد المُوجّه للمفسدين في الأرض اليوم من بعد القسم للتصديق بالعذاب بحدوث أشراط الساعة الكبرى كما سبق وأن بيّنّا لكم من قبل. وقال الله تعالى: {وَالْفَجْرِ ﴿١﴾ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴿٢﴾ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ﴿٤﴾ هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ ﴿٥﴾ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴿٦﴾ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴿٧﴾ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴿٨﴾ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿٩﴾ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ﴿١١﴾ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴿١٢﴾ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴿١٣﴾ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الفجر].

    وأما وصف أجسام قوم عادٍ وثمود فضخامتها تشبه أجسام أصحاب الكهف، وذلك لأنّ أصحاب الكهف على مقربةٍ منهم في الزمن فهم من بعد عادٍ وثمود فكذلك أجساد عادٍ وثمود ضخمة فقد وصفها لكم القرآن في ضخامتها بأنّهم عمالقة فيكون أطولكم إلى جانب أحدهم كمثل طفل يمشي إلى جانب أطول رجل فيكم، وتستنبطون ذلك من خلال قول الله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} صدق الله العظيم [القمر:20].

    فهل تعلمون ما هو أعجاز النخل؟ وهو ساق النخلة الطويل إذا انقعر من الأرض فخوى على الأرض ساقطاً. وبيّن لكم التشبيه الحقّ كذلك في قول الله تعالى: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} صدق الله العظيم [الحاقة:7].

    وإنّما يا قوم يشرح لكم القرآن العظيم ضخامة هؤلاء القوم في قوله تعالى: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} صدق الله العظيم. وكذلك قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ طولهم يشبه طول أعجاز النخل، والقرآن دقيق في وصفه فلا بد أنّ طولهم كطول جذوع النخل، فليستقِم أحدكم إلى جانب جذع نخلةٍ وسوف يجد الفرق بيننا وبينهم كالفرق بيننا وبين طول جذوع النخل العملاق فهل أنتم مصدِّقون، وتبحثون عن الحقائق على الواقع الحقيقي بكل حيلةٍ ووسيلة كل منكم على قدر جهده وحيلته؟ وإن أردتم الأحياء النائمين فاذهبوا الأقمر بمحافظة ذمار شرقي حورور فتجدون أصحاب الكهف في قرية الأقمر لتعلموا حقيقة قول الله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18]. فتعلمون إنّما الفرار من التفاجؤ لأجساد بشرٍ عمالقة لم يُرَ مثلهم قط ويرى أحدكم نفسه حقيراً صغيراً إليهم. وأقسم بالله العليّ العظيم لا أنطق لكم بغير الحقّ، فهل تؤمنون بالقُرآن العظيم؟ فلا نزال ندّخر آياتٍ كثيرة للمُمترين فنلجمهم بالحقّ إلجاماً.

    وأرجو من الله أن يُجازي ابن عمر عنّي بخير الجزاء بأفضل ما جزى به عباده الصالحون وذلك أنّه حقاً رجُلٌ يسعى للتطبيق للتصديق على الواقع الحقيقي ليقول للناس يا قوم اتّبعوا المهدي المنتظَر الذي يُخاطبكم بالبيان الحق للقُرآن تجدونه حقّاً على الواقع الحقيقي، وهو على ذلك من الشاهدين، فلا أُثني عليه إلّا وأنا أعلم أنّه يستحق الثناء وأعلم أنّه لا يريد مني جزاءً ولا شكوراً بل يُريد حُبّ الله وقُربه ورضوان نفسه وأنا على ذلك من الشاهدين رضي الله عنه وأرضاه وشفاه وعافاه إنّ ربّي سميع الدعاء فلا ييأس من رحمة الله إلّا القانطون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

    ويا قوم ما خطبكم تنبذون كتاب الله وراء ظهوركم وتعمدون إلى الروايات؟ فمنها ما هو صحيحٌ وأكثرها ما أنزل الله به من سلطان؛ بل وتستمسكون بها وكأنَّ الله وعدكم بحفظها من التحريف كما وعدكم بحفظ القُرآن العظيم! فلماذا تذرون كتاب الله المحفوظ من التحريف وتتمسّكون برواياتٍ تحتمل الصح والخطأ؟ فما كان منها موافقاً للبيان الحقّ للقرآن فهو حقّ، وما خالف القرآن من السّنّة فهو باطلٌ ولم ينطق به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الناطق بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم، فكيف أُجادلكم بالقرآن ومن ثُمّ يأتي أحدكم يهذهذ لي بروايات وأحاديث؟ برغم إنّكم تعلمون أنّ منها الموضوع ومنها المدرج فيه زيادة عن الحقّ ومنها ما هو حقّ نطق به الذي لا ينطق عن الهوى، وأنا لا أنكر سُنَّة مُحمد رسول الله الحقّ ولكنّي لا أبدأ بالثانية ومن ثُمّ أعود للأولى، فكيف تبدأون بالسُنَّة من قبل الكتاب؟ بل عليكم أولاً البحث في كتاب الله عن ضالّتكم فإذا لم تجدوها فاذهبوا للسنة من بعد القرآن، وكذلك لا أريد أن أجادلكم بالروايات والأحاديث وذلك لأنّّي لم أجد في القرآن العظيم بأنّ الله وعدكم بحفظ أحاديث النبيّ عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    إذاً يا قوم إنّي أخاطبكم بالمضمون من التحريف ليكون حُجّتي عليكم أو حُجّتكم عليّ أفلا تعقلون؟ ما لم؛ فلماذا حفظه الله من التحريف إلّا لكي لا يكون لكم حُجّة بين يدي الله بأنّكم ضلَلْتم عن الصِراط المستقيم نظراً لتحريف القرآن، ولذلك حفظه الله حتى لا تكون لكم الحُجّة، بل الحُجّة لله ولرسوله وللمهديّ المنتظَر.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    المهدي المنتظَر الحقّ؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 174922 من موضوع أفيقوا يا قوم؛ كفى غفلةً وسباتاً، وذروا الأساطير والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، فذلكم من مكر الشياطين..


    [ لمتابعة رابط المشـــاركة الأصلية للبيـــان ]

    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=174918

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 04 - 1436 هـ
    31 - 01 - 2015 مـ
    05:33 صباحاً
    ـــــــــــــــــ


    أفيقوا يا قوم؛ كفى غفلةً وسباتاً، وذروا الأساطير والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، فذلكم من مكر الشياطين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع المؤمنين، أمّا بعد..

    ويا أيّها السائل عليك أن تعلم أنّ مثل أسطورة نجمة داوود كمثل تصوّركم أنّ للنجم عدّة زوايا وإنّما بسبب بُعْدِ النجم ترونه وكأنّ له زوايا، ولكنّ النجم في الحقيقة شكله كرويٌّ أي كرةٌ ملتهبةٌ. ومثل النجوم كمثل الشمس فهل ترون شكل الشمس كمثل شكل النّجمة التي في مخيلتكم؟

    ويا أيها السائل، والله الذي لا إله غيره إنّك على ضلالٍ مبينٍ بخرافاتكم التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ في محكم القرآن، فهل تريدون مهديّاً يبعثه الله على مزاجكم مصدقاً لخرافاتكم وأساطيركم، أفلا تعقلون؟ فلكم أضلّكم الشياطين عن الصراط المستقيم! وما ينبغي أن يبعث الله الإمام المهديّ الحقّ متبعاً لأهوائكم وخرافاتكم التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ في محكم القرآن، فإن كان لنجمتكم سلطانٌ بيّنٌ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

    فاسمع أيها السائل، فهل يوجد كوكبٌ له زوايا خارجية كمثل تصوّر المفترين بأنّ النّجمة لها زوايا كما في شكل النّجمة التي يتصورها الناس؟ ولكنّي أجد في محكم القرآن العظيم أنّ النجوم كرويّة الشكل؛ أي أنّ النجم كوكبٌ مضيءٌ وشكله دائريٌّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} صدق الله العظيم [الصافات:6].

    ونستنبط من ذلك أنّ شكل النجم شكل الكوكب وليس له زوايا وأضلاع كما يتصور الناظرون من البشر إلى النجوم في السماء، فنظراً لبعدها يتصوّرون منذ الأزل القديم أنّ النّجمة كما يصوّرون النجمات برغم أنّ النجوم كرويّة الشكل تماماً وليس شكل النّجمة بأنّها ذات زوايا وأضلاعٍ كمثل تصوّركم الذي أحضرته لنا في الصورة السداسية.

    وعلى كلّ حالٍ ما كان للحقّ أن يبعثه الله متّبعاً لأهوائكم حتى ترضوا، وأراك كنت منتظراً جواباً من ناصر محمد يأتي متّبعاً لأهوائكم، وهيهات هيهات؛ بل نجادلكم بآياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ في القرآن العظيم وليس بالطلاسم والخرافات، فمن رضي بالحقّ رضي الله عنه ومَنْ سخط سخط الله عليه وأزاغ قلبه عن سواء السبيل، إلا أنْ تأتيَ بالبرهان المبين من القرآن العظيم لنجمتكم السداسيّة أو الثمانيّة؛ بل هذه هي من خرافات المنجّمين ما أنزل الله بها من سلطانٍ، فمتى سوف تفيقوا من سُباتكم ومن غفلتكم يا معشر المسلمين؟ فذروا الخرافات واتّبعوا الآيات المحكمات في القرآن العظيم؛ حجّة الله عليكم بين يديه وإن أعرضتم عنها عذّبكم الله بنار الحريق. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    فاحذروا من أساطير الأسرار الخرافيّة التي أوقعكم فيها الشيطان كما أوقع آدم عليه الصلاة والسلام، فقد أوهمه إبليس أنّ في تلك الشجرة التي نهاه الله وزوجته أن يأكلا منها فيها سرّ الملائكة والخلود في الحياة، ولذلك قال الشيطان لآدم وحواء كما أخبرنا الله تعالى في قوله:
    {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وأوهمهما الشيطان أنّ في تلك الشجرة سرّ المُلك والخلود في الحياة وقال:
    {قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} صدق الله العظيم [طه:120].

    وعلى كل حالٍ لقد عظّم الشيطان الشجرة في نظر آدم وزوجته وأوهمهما أنها تحوي أسراراً كبرى كما يوهمكم أنّ سرّ ملك داوود في النّجمة الفلانيّة، فأفيقوا يا قوم؛ كفى غفلةً وسباتاً، وذروا الأساطير والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، فذلكم من مكر الشياطين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ___________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    بيان هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن، وبيان هدف الإمام المهديّ في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ..


    من الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلى النّاس كافةً، لقد ابتعثني الله لتحقيق الهدف المضاد لهدف الشيطان الرجيم إبليس الذي يسعى إلى تحقيقه في نفس الله، وربّما يودّ جميع المسلمين أن يقولوا: "وما هو هدف الشيطان الذي يسعى إلى تحقيقه في نفس الرحمن؟". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر المسلمين، إنّ للشيطان هدفٌ يسعى إلى تحقيقه في نفس الله بكل حيلةٍ ووسيلةٍ وهو عدم رضوان الرحمن على عباده، وعَلِمَ إبليس أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7]. ولذلك يسعى الشيطان إلى عدم تحقيق رضوان الرحمن على عباده، وبما أنّ إبليس يعلم أنّ الله يرضى لعباده أن يكونوا شاكرين ولذلك يسعى الليل والنّهار بكل حيلةٍ ووسيلةٍ على أن لا يكونوا عباد الله الشاكرين حتى لا يتحقق رضوان نفس الرحمن على عباده لكون الله يرضى لعباده الشكر، ولذلك قال الشيطان: {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم [الأعراف:17].

    إذاً يا معشر المسلمين إنّ الشيطان لم يكتفِ بأنّ الله ليس راضياً عنه وحسبه ذلك؛ بل يسعى الليل والنّهار بكل حيلةٍ ووسيلةٍ إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده، وبما أنّ الله يرضى لعباده الشكر ولذلك يسعى الليل والنّهار على أن لا يكونوا شاكرين حتى لا يتحقق رضوان الله على عباده، ولذلك أفتاكم الله في محكم القرآن عن هدف الشيطان الذي قال: {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم [الأعراف:17]. إذاً الشيطان لم يكتفِ بأنّ الله لا يرضى عنه فقط؛ بل يسعى إلى تحقيق هدفٍ في نفس الله وهو عدم رضوانه على عباده بكل حيلةٍ ووسيلةٍ حتى لا يكونوا شاكرين لكون الله يرضى لعباده الشكر ولذلك يسعى الشيطان إلى أن يجعل الإنس والجنّ أمةً واحدةً على الكفر لكون الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7]. ولذلك قال الشيطان الرجيم: {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم. وذلك هو: هدف كافة شياطين الجنّ والإنس في نفس الله وهو عدم تحقيق رضوان الله على عباده.

    ولكنّ هدف قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه بقيادة الإمام المهديّ هو العكس تماماً، فنحن قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه نسعى الليل والنّهار بكل حيلةٍ ووسيلةٍ إلى تحقيق رضوان الله على عباده، وذلك هدفنا وهو أن نجعل النّاس أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون به شيئاً، فاتّخذنا رضوان الرحمن على عباده غايتنا وكل هدفنا ومنتهى أملنا، وهو النّعيم الأعظم بالنسبة لنا أعظم من نعيم جنّة النّعيم لكون رضوان الله على عباده هو النّعيم الأعظم من جنّته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    إذاً الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأتباعه اتّخذوا رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لتحقيق هدف الجنّة، كون الذي هدفه أن يرضى عنه وحسبه ذلك ولا يسعى إلى تحقيق رضوان الله على عباده بل واكتفى برضوان الله عليه فقد اتّخذ رضوان الله وسيلة لتحقيق جنّة النّعيم، ولكن رضوان الله هو النّعيم الأكبر من جنّته، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    وربّما يودّ أحد أنصار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يقول: "يا إمامي كيف لي أن أعلم علم اليقين أنّي حقاً من أنصار المهديّ المنتظَر من قوم يحبّهم الله ويحبّونه؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: فلتنظر إلى قلبك فإذا وجدت أنك لن ترضى بملكوت ربّك حتى يرضى في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً فمن ثم تعلم علم اليقين أنّك من قوم يحبّهم الله ويحبّونه، كونك تجد في نفسك أنك لن ترضى حتى يكون حبيبك راضياً لا متحسراً ولا حزيناً، وإنما سبب عظيم إصرارك على تحقيق رضوان الله نفس ربّك هو من شدّة حبّك لله ربّ العالمين ولذلك لن ترضى حتى يرضى، فمن وجد ذلك في قلبه فأقسمُ بالله العظيم أنّه من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه الذين اتّخذوا رضوان الله غايةً وليس فقط ليرضى عليهم ربّهم وحسبهم ذلك؛ بل اتّخذوا رضوان الله غاية فلن يرضوا حتى يكون ربّهم حبيبهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، وإنما ذلك من شدّة حبّهم لربّهم فهم لن يرضوا حتى يرضى، ولذلك اتّخذوا الهدف في نفس الله هو الهدف المعاكس لهدف الشيطان وحزبه شياطين الجنّ والإنس لكون هدف الشيطان وحزبه شياطين الجنّ والإنس هو في نفس الله كونهم لم يكتفوا أنّ الله لا يرضى عليهم وحسبهم ذلك؛ بل اتّخذوا عدم رضوان الرحمن على عباده هدفاً لهم الذي يسعون إلى تحقيقه بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، وبما أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر ولذلك يدعو الشيطانُ وحزبُه عبادَ الله أن يكونوا كافرين بربهم وأن لا يكونوا شاكرين لربهم لكون الشيطان علم أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم. ولذلك يريد الشيطان وحزبه شياطين الجنّ والإنس أن يجعلوا الجنَّ والإنسَ أمةً واحدةً على الكفر، ولكن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وحزبَه قوماً يحبّهم الله ويحبونه نسعى الليل والنّهار لنجعل النّاس أمّةً واحدةً على الشكر لله حتى يرضى من أحببناه بالحبّ الأعظم الله الودود الرحمن الرحيم، ذلكم الله ربّكم الحقّ وماذا بعد الحقّ إلا الضلال!

    ويا معشر المسلمين، لقد وجدتم أنّ هدف الإمام ناصر محمد اليماني وحزبه قوم يحبهم الله ويحبونه هو حقاً الهدف المعاكس لهدف الشيطان وحزبه، وما يريد الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أن يقوله لكافة علماء المسلمين وأمّتهم هو: إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني لتحقيق ما يحبّه الله ويرضى به لعباده، فنسعى لنجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم يعبدون الله لا يشركون به شيئاً.

    فمن ذا الذي يقول أنّ الإمام ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ فسيناله غضب من الله، فكيف يكون على ضلال من اتّخذ الهدف المعاكس لهدف الشيطان وحزبه! أفلا تعقلون؟ فهل أنتم أولياء الرحمن أم أولياء الشيطان؟ ولكن هدف الإمام المهديّ ناصر محمد تجدونه الهدف المعاكس لهدف الشيطان الرجيم تماماً، فإلى متى الإعراض عن اتّباع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا تشركون به شيئاً على بصيرةٍ من ربّي، ولم أدعُكم إلى كتاب جديدٍ بل إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم، فاتقوا الله وأطيعوني تهتدوا.


    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - صفر - 1434 هـ
    26 - 12 - 2012 مـ
    02:13 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــــ


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 79566 من موضوع بيان هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=79536

    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - صفر - 1434 هـ
    26 - 12 - 2012 مـ
    02:13 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــــ


    بيان هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن، وبيان هدف الإمام المهديّ في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليهم ومن تبعهم وأسلّم تسليماً لا نفرّق بين أحدٍ من رسله، وأدعو إلى الله على بصيرةٍ حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، أما بعد..



    من الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلى النّاس كافةً، لقد ابتعثني الله لتحقيق الهدف المضاد لهدف الشيطان الرجيم إبليس الذي يسعى إلى تحقيقه في نفس الله، وربّما يودّ جميع المسلمين أن يقولوا: "وما هو هدف الشيطان الذي يسعى إلى تحقيقه في نفس الرحمن؟". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر المسلمين، إنّ للشيطان هدفٌ يسعى إلى تحقيقه في نفس الله بكل حيلةٍ ووسيلةٍ وهو عدم رضوان الرحمن على عباده، وعَلِمَ إبليس أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7]. ولذلك يسعى الشيطان إلى عدم تحقيق رضوان الرحمن على عباده، وبما أنّ إبليس يعلم أنّ الله يرضى لعباده أن يكونوا شاكرين ولذلك يسعى الليل والنّهار بكل حيلةٍ ووسيلةٍ على أن لا يكونوا عباد الله الشاكرين حتى لا يتحقق رضوان نفس الرحمن على عباده لكون الله يرضى لعباده الشكر، ولذلك قال الشيطان: {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم [الأعراف:17].

    إذاً يا معشر المسلمين إنّ الشيطان لم يكتفِ بأنّ الله ليس راضياً عنه وحسبه ذلك؛ بل يسعى الليل والنّهار بكل حيلةٍ ووسيلةٍ إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده، وبما أنّ الله يرضى لعباده الشكر ولذلك يسعى الليل والنّهار على أن لا يكونوا شاكرين حتى لا يتحقق رضوان الله على عباده، ولذلك أفتاكم الله في محكم القرآن عن هدف الشيطان الذي قال:
    {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم [الأعراف:17]. إذاً الشيطان لم يكتفِ بأنّ الله لا يرضى عنه فقط؛ بل يسعى إلى تحقيق هدفٍ في نفس الله وهو عدم رضوانه على عباده بكل حيلةٍ ووسيلةٍ حتى لا يكونوا شاكرين لكون الله يرضى لعباده الشكر ولذلك يسعى الشيطان إلى أن يجعل الإنس والجنّ أمةً واحدةً على الكفر لكون الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7]. ولذلك قال الشيطان الرجيم: {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم. وذلك هو: هدف كافة شياطين الجنّ والإنس في نفس الله وهو عدم تحقيق رضوان الله على عباده.

    ولكنّ هدف قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه بقيادة الإمام المهديّ هو العكس تماماً، فنحن قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه نسعى الليل والنّهار بكل حيلةٍ ووسيلةٍ إلى تحقيق رضوان الله على عباده، وذلك هدفنا وهو أن نجعل النّاس أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون به شيئاً، فاتّخذنا رضوان الرحمن على عباده غايتنا وكل هدفنا ومنتهى أملنا، وهو النّعيم الأعظم بالنسبة لنا أعظم من نعيم جنّة النّعيم لكون رضوان الله على عباده هو النّعيم الأعظم من جنّته. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    إذاً الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأتباعه اتّخذوا رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لتحقيق هدف الجنّة، كون الذي هدفه أن يرضى عنه وحسبه ذلك ولا يسعى إلى تحقيق رضوان الله على عباده بل واكتفى برضوان الله عليه فقد اتّخذ رضوان الله وسيلة لتحقيق جنّة النّعيم، ولكن رضوان الله هو النّعيم الأكبر من جنّته، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    وربّما يودّ أحد أنصار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يقول: "يا إمامي كيف لي أن أعلم علم اليقين أنّي حقاً من أنصار المهديّ المنتظَر من قوم يحبّهم الله ويحبّونه؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول:
    فلتنظر إلى قلبك فإذا وجدت أنك لن ترضى بملكوت ربّك حتى يرضى في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً فمن ثم تعلم علم اليقين أنّك من قوم يحبّهم الله ويحبّونه، كونك تجد في نفسك أنك لن ترضى حتى يكون حبيبك راضياً لا متحسراً ولا حزيناً، وإنما سبب عظيم إصرارك على تحقيق رضوان الله نفس ربّك هو من شدّة حبّك لله ربّ العالمين ولذلك لن ترضى حتى يرضى، فمن وجد ذلك في قلبه فأقسمُ بالله العظيم أنّه من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه الذين اتّخذوا رضوان الله غايةً وليس فقط ليرضى عليهم ربّهم وحسبهم ذلك؛ بل اتّخذوا رضوان الله غاية فلن يرضوا حتى يكون ربّهم حبيبهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، وإنما ذلك من شدّة حبّهم لربّهم فهم لن يرضوا حتى يرضى، ولذلك اتّخذوا الهدف في نفس الله هو الهدف المعاكس لهدف الشيطان وحزبه شياطين الجنّ والإنس لكون هدف الشيطان وحزبه شياطين الجنّ والإنس هو في نفس الله كونهم لم يكتفوا أنّ الله لا يرضى عليهم وحسبهم ذلك؛ بل اتّخذوا عدم رضوان الرحمن على عباده هدفاً لهم الذي يسعون إلى تحقيقه بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، وبما أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر ولذلك يدعو الشيطانُ وحزبُه عبادَ الله أن يكونوا كافرين بربهم وأن لا يكونوا شاكرين لربهم لكون الشيطان علم أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم. ولذلك يريد الشيطان وحزبه شياطين الجنّ والإنس أن يجعلوا الجنَّ والإنسَ أمةً واحدةً على الكفر، ولكن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وحزبَه قوماً يحبّهم الله ويحبونه نسعى الليل والنّهار لنجعل النّاس أمّةً واحدةً على الشكر لله حتى يرضى من أحببناه بالحبّ الأعظم الله الودود الرحمن الرحيم، ذلكم الله ربّكم الحقّ وماذا بعد الحقّ إلا الضلال!

    ويا معشر المسلمين، لقد وجدتم أنّ هدف الإمام ناصر محمد اليماني وحزبه قوم يحبهم الله ويحبونه هو حقاً الهدف المعاكس لهدف الشيطان وحزبه، وما يريد الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أن يقوله لكافة علماء المسلمين وأمّتهم هو:
    إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني لتحقيق ما يحبّه الله ويرضى به لعباده، فنسعى لنجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم يعبدون الله لا يشركون به شيئاً.

    فمن ذا الذي يقول أنّ الإمام ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ فسيناله غضب من الله، فكيف يكون على ضلال من اتّخذ الهدف المعاكس لهدف الشيطان وحزبه! أفلا تعقلون؟ فهل أنتم أولياء الرحمن أم أولياء الشيطان؟ ولكن هدف الإمام المهديّ ناصر محمد تجدونه الهدف المعاكس لهدف الشيطان الرجيم تماماً، فإلى متى الإعراض عن اتّباع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا تشركون به شيئاً على بصيرةٍ من ربّي، ولم أدعُكم إلى كتاب جديدٍ بل إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم، فاتقوا الله وأطيعوني تهتدوا.

    وأُشهِد الله وكفى بالله شهيداً أنّ كوكب العذاب في طريقه ليمرّ على أرضكم ولعنة الله على الكاذبين، وليلة مروره سوف يعكس دوران الأرض فتطلع الشمس من مغربها ولعنة الله على الكاذبين، ألا والله لو أتاكم كوكب العذاب في يوم الجمعة واحد وعشرون من ديسمبر 2012 م لما زاد البشر إلا كفراً ولعبدوا الكوكب من دون الرحمن، ولما اتّبعوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولقالوا: "يا ناصر محمد نحن سنتبع عقيدة السومريّين الذين أعلمونا بموعد مرور الكوكب الإله في 21 من ديسمبر 2012، وها هو مرّ الكوكب الإله، وصَدَقوا" . ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: الحمد لله ربّ العالمين الذي جعلكم تكفرون بعقائد السومريين الذين كانوا يعبدون الكواكب من دون الله، ولكنّي المهديّ المنتظر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني أشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّ كوكب العذاب سقر في طريقه إلى أرض البشر، ولا أقول بأنه سوف يصطدم بها بل يمرّ عليها فيمطر على المعرضين مطر السوء أحجاراً من نارٍ، فويلٌ يومئذ للمكذبين، ذلكم يومٌ عقيمٌ.
    ولا أقول أنّ يوم مروره هو يوم القيامة؛ بل مرور كوكب العذاب شرط من أشراط الساعة الكبرى لكون كوكب العذاب هو نار الله الكبرى سقر اللوّاحة للبشر تمرُّ عليهم من حينٍ إلى آخر، ومرورها الآتي هو الأقرب في تاريخ الكون، ولا تزال عجلة الحياة مستمرة بعد مرور الكوكب ليلة طلوع الشمس من مغربها فذلك ليس إلا حدوث شرط من أشراط الساعة الكبرى، ويأتي الكوكب للأرض من أطرافها ليُنقصها من البشر الأشرار في كل دورةٍ له، فاتقوا الله يا عباد الله ولا يفتنكم مكر الشياطين الذين حدّدوا مروره يوم واحد وعشرين من ديسمبر 2012م، وحكمتهم الخبيثة من ذلك هي حتى إذا جاء ذلك اليوم ولم يأتِ كوكب النّار فمن ثم لا يصدّق به البشر من بعد ذلك أبداً، ولكنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أقسم بالله العظيم أنّ ما يسمونه بالكوكب العاشر نيبيرو أنّه حقيقةٌ في القرآن العظيم وأنّه نارُ الله الكبرى وأنّ مروره شرط من أشراط الساعة، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَلاَّ وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ (36) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)} صدق الله العظيم [المدثر]. وسوف يهزم الله به الكفار بذكره القرآن العظيم فيأتي للأرض من أطرافها من جهة القطب الجنوبي إلى الشمالي. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:44]. وذلكم الكوكب يأتي للأرض من جهة أطراف القطبين الجنوبي إلى الشمالي فاسمعوا لما أقول:
    أقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّ كوكب العذاب حقيقةٌ لا شك ولا ريب، وأنّه آتٍ في عصر الدعوة المهديّة ليُظهر الله به المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في ليلةٍ على كافة البشر وهم الصاغرون المعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتّباعه، فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم واكفروا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في أحاديث السنّة النبويّة، واعلموا أنّ ما خالف في كتاب الله التوراة أو كتاب الله الإنجيل لمحكم القرآن العظيم فإنّ ذلك افتراءٌ أُدخل في كتاب التوراة والإنجيل ولم يقله الله ورسله موسى وعيسى، وكذلك ما خالف لمحكم القرآن العظيم في أحاديث سنّة البيان فإنّ ذلك حديثٌ مفترًى من عند الشيطان على لسان أوليائه، غضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً.

    ويا عباد الله فاتقوا الله وأطيعوني لعلكم تهتدون، وقد دخل عمر الدعوة المهديّة إلى بداية العام التاسع منذ تاريخ 1 محرم لعام 1426 للهجرة ولا يزال علماء المسلمين معرضين عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فما بالكم باليهود والنّصارى! فلا تكونوا أوّل كافرٍ بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم فيسحتكم الله بعذابٍ مع الكافرين بالقرآن العظيم، فاتقوا الله وأطيعوني وأعلنوا الكفر بالتعدديّة المذهبيّة في دين الله فلا تتفرقوا في دين الله إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم من العلم فرحون وهو باطلٌ مفترًى على الله ورسوله كل ما خالف لمحكم القرآن العظيم، فلا تفرّقوا دينكم شيعاً وأحزاباً فذلك مخالفٌ لأمر الله إليكم في محكم كتابه قال الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ‎﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ولا تفرّقوا واكفروا بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في أحاديث البيان في السنّة النبويّة، ولم يبتعث الله عبده ناصر محمد نبيّاً جديداً ولا رسولاً بل جعلني للنّاس إماماً من الصالحين أدعوهم إلى اتّباع ما جاء به موسى وعيسى وجميع الأنبياء من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله -صلّى الله عليهم وأسلّم تسليماً- دعوة واحدةً موحدةً إلى عبادة الله وحده لا شريك له وكذلك دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هي ذاتها دعوة الأنبياء والمرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ‎﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ويا عبيد الله اعبدوا الله وحده لا شريك له وتنافسوا مع العبيد في الكون إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب، وتلك عبادة أنبياء الله لمن أراد أن يهتدي بهداهم فقد بيّن الله لكم طريقة هداهم إلى ربّهم في محكم كتابه القرآن العظيم. قال الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57]. ولقد جعل الله صاحب الدرجة العالية الرفيعة الأقرب إلى عرش الربّ عبداً مجهولاً لا يعلم به جميع الأنبياء والمرسلين فلمْ يتمّ تحديده، ولذلك يتمنى كلٌّ منهم أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ، ولذلك قال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57]. ويحقّ لكل عبدٍ من عبيد الله الصالحين أن يتمنى أن يكون هو ذلك العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ إن كنتم إياه تعبدون، فتنافسوا إلى ربّكم بالباقيات الصالحات أيّكم أحبّ إلى الله وأقرب تفوزوا فوزاً عظيماً.

    ولربما يودّ أحد أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور أن يقول: "يا أيّها الإمام المهديّ المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور، هل يحقّ لنا نحن الأنصار السابقين الأخيار أن ننافس المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني في حبّ الله وقربه؟". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ألا والله الذي لا إله غيره لئن تفضّلتم بالله للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وفضلّتم أن يكون هو العبد الأحبّ إلى الله منكم فإنّكم لن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً، ثم يعذبكم الله عذاباً نكراً
    فذلك شركٌ بالله
    ، وما كان الإمام المهديّ ابن الله، سبحان الله وتعالى علواً كبيراً! بل عبدٌ من عبيد الله أمثالكم، ولكم الحقّ في ذات الله ما للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ويحقّ لكم أن تنافسوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في حبّ الله وقربه فكونوا ربّانيين ولا تبالغوا في الإمام المهديّ بأنّه هو الأحقّ منكم بأقرب درجةٍ في حبّ الله وقربه فتشركوا؛ بل تنافسوا مع العبيد في السموات والأرض إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب إن كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئاً، فلا تبالغوا في الأنبياء والإمام المهديّ فتجعلوا التنافس إلى أقرب درجة في حبِّ الله وقربه لهم من دونكم، ومن ثم لا تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً. ألا وإنّما الأنبياء والإمام المهديّ ليسوا إلا عبيدٌ لله أمثالكم، ولم يجعلهم الله أبناءه حتى يكونوا هم الأحقّ به من دونكم، سبحان الله وتعالى عمّا يشركون! بل لكم الحق في ذات الله ما للأنبياء والمهديّ المنتظَر.

    اللهم قد بلغت الأنصار السابقين الأخيار ليبلّغوا البشر بالبيان الحق للقرآن العظيم، اللهم فاشهد اللهم فاشهد اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الداعي إلى الله على بصيرة؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    مس الوسواس ينقسم إلى أقسام كثيرة :

    - منهم من يوسوس له الشيطان أن يقول على الله مالا يعلم
    - ومنهم من يوسوس لهم الشيطان نحوا ابرياء أنهم يكدون له كيدا
    - ومنهم من يعتقد أن روح محمد تنزلت به أو يعتقد أنه نبي أو رسول أو مهدي منتظر
    - ومنهم من يوسوس له الشيطان أنه قد صار ملكاً من الملائكة

    فستعيذوا منهم بسورة الناس


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 233341 من موضوع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يعلن الترحيب بفضيلة الشيخ المحترم عمر الفاروق البكري ..

    - 4 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصليّة للبيـــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=218967

    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 05 - 1437 هـ
    07 - 03 - 2016 مـ
    10:47 صبـــاحاً
    ــــــــــــــــــــــــ


    عاجل إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار
    فاحذروا الرّوحانيّة ذلك مكرٌ من مسوس الشياطين في قليل من الأنصار ابتلاهم الله بها قبل أن يكونوا من الأنصار
    ..



    بِسْم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    تسجيل متابعةٍ وننتظر الردّ علينا من فضيلة الشيخ عمر البكري ليقرع الحجّة بالحجّة، فليعلم جميع المسلمين أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لا ينكر من أحاديث وروايات السُّنة النّبويّة إلا ما جاء فيها مخالفاً لحكم الله في محكم القرآن العظيم، فمن ثمّ يعلم جميع المسلمين أنّ ذلك الحديث جاءهم من عند غير الله ورسوله، كون قرآنه وسنّة بيانه جميعهم من عند الله، وما ينطق عن الهوى في دين الله محمدٌ عبده ورسوله صلى الله عليه وآله الطيّبين وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين.

    وَيَا حبيبي في الله عمر البكري، إنّما سنّة البيان النّبويّة تزيد القرآن توضيحاً للسائلين، وعلّمكم الله أنّ قرآنه وسنّة البيان في السُّنة النّبويّة الحقّ كلاهما من عند الله؛ نورٌ على نورٍ. وما جاءكم محمدٌ رسول الله بسنّة بيانه فحسب بل جاءكم بقرآنه وسنّة بيانه، ولذلك قال محمدٌ رسول الله:
    [ تركت فيكم ما إن تمسّكتم به فلن تضلّوا بعدي كتاب الله وسنتي ].

    ولم يأمركم محمدٌ رسول الله أن تتّبعوا سُنّة بيانه وتذروا قرآنه؛ بل أمركم محمدٌ رسول الله أن تتّبعوا قرآنه وسنّة بيانه كما أَمر اللهُ محمداً رسول الله أن يتّبع قرآنه وسنّة بيانه. ولذلك قال الله تعالى:
    { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾ } صدق الله العظيم [القيامة].

    وكذلك المؤمنون أمرهم الله باتّباع محكم قرآنه وسنّة بيانه التي لا تأتي مخالفةً لمحكم قرآنه، وعلّمكم الله إنْ جاءكم حديثٌ في سنّة بيانه مخالفٌ لمحكم قرآنه فذلك حديثٌ مفترى على الله ورسوله، فهنا أمركم الله أن تعتصموا بمحكّم قرآنه وتنبذوا وراء ظهوركم ما جاء مخالفاً لمحكم قرآنه في أحاديث سنّة البيان، كون ذلك الحديث موضوعٌ مفترى على الله ورسوله جاءكم من عند غير الله ورسوله، فهل أنتم منتهون؟ وإن أبيتُم إلا أن تتّبعوا ما جاءكم مخالفاً لمحكم قرآنه فقد اعتصمتُم بحبل الشيطان وتركتم حبل الرحمن المحفوظ من التحريف.

    وإنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، أُشهد الله وكفى بالله شهيداً أنّي متّبعٌ لقرآنه وسنّة البيان الحقّ كون الذي جاء بالقرآن وسنّة البيان هو محمدٌ رسول الله، ولم يأتِكم بالسُّنة النّبويّة فحسب بل جاءكم بالقرآن والسُّنة النّبويّة الحقّ فخذوا بهما جميعاً واتّبعوا محكم قرآنه وسنّة بيانه. أفلا تذكّرون؟ وقال الله تعالى:
    { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } صدق الله العظيم [الحشر:7].

    وزعم أهل السُّنة إنّما ذلك أمرٌ من الله باتّباع السُّنة النّبويّة التي جاء بها النبيّ، فمن ثمّ نقيم الحجّة عليهم بالحقّ ونقول: والقرآن مَنْ الذي جاءكم به إلا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ أفلا تعقلون؟ أم إنّكم تأخذون من القرآن ما جاء موافقاً لأحاديث السُّنة وما جاء مخالفاً لها في القرآن تتركوه! فهل تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضٍ، أفلا تتقون؟

    وكذلك الشيعة يأخذون من القرآن ما جاء موافقاً لأحاديث أئمّة آل البيت وما خالفها من القرآن تركوه! ويتعجب الإمام المهديّ من علماء السُّنة والشيعة ونقول: فهل جعلتم الأحاديث والروايات هي المرجع للقرآن العظيم ومهيمنةً عليه؟ اذاً فقد فعلتم العكس تماماً فأضللتم أنفسكم وأضللتم أمّتكم. فكيف تزعمون أنّكم تتّبعون كتاب الله القرآن العظيم؟ بل نبذتم كتاب الله وراء ظهوركم ولم يبقَ من القرآن إلا رسمه بين أيديكم، وكذلك تفسّرون آيات القرآن من عند أنفسكم لتجعلوها موافقةً لأهوائكم، وكذلك الفِرَقُ الأخرى على شاكلتكم.

    ولكنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أخالفكم أجمعين بالحقّ فأتّبع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ جاعلاً محكم القرآن هو المهيّمن على السُّنة النّبويّة، وأيّما حديثٍ أو روايةٍ جاءت مخالفةً لما أنزل الله في محكم القرآن العظيم تركتُ ما يخالف لمحكم القرآن العظيم كوني علمت أنّ ما جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فإنّ ذلك الحديث في السُّنة حتماً قد جاءكم من عند غير الله ولم يقلْه محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وجميع المؤمنين وأُسلِّم تسليماً.

    ويا معشر علماء الشيعة والسُّنة، كيف إنّكم لتعلمون أنّ القرآن العظيم جعله الله المهيّمن على كتاب التوراة والإنجيل، وإنّ ما جاء مخالفاً فيهما لمحكم القرآن فذلك مفترى في التوراة والإنجيل، فكذلك جعل الله محكم القرآن العظيم هو المهيمن على أحاديث السُّنة النّبويّة وما جاء فيها مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فذلك حديثٌ مفترى على الله ورسوله في السُّنة النّبويّة، فوالله ثمّ والله ثمّ والله لستم على شيءٍ يا معشر المسلمين حتى تقيموا ما تنزّل عليكم في محكم القرآن العظيم.

    فها هو الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني جعلني الله المهيمن بالحقّ على كافة علماء المسلمين، وسرّ هيمنة الإمام المهديّ عليكم هو كوني أحاجّكم بالقرآن العظيم، ولذلك لا يجادلني عالِمٌ إلا غلبته بسلطان العلم المحكم في القرآن العظيم، كما نسفنا كثيراً مما أنتم عليه من أحكام وعقائد الضلال نسفاً فجعلنا الباطل كرمادٍ اشتدت به الريح في يومٍ عاصفٍ، ولم تنفعكم كتيباتكم في شيءٍ حتى رأيتم ناصر محمد اليماني متسلحاً بالقرآن العظيم، وجعل الله القرآن كالسيف البتّار في قلب ويمين الإمام المهديّ ناصر محمد لينسف به الأحكام الباطلة وعقائد الضلال نسفاً.. ولا أبالي! فهل من مبارزٍ آخر من علماء المسلمين إذا تولّى فضيلة الشيخ عمر البكري؟ ولم يعقّب! كونه لا قِبَلَ له بهزيمة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي زاده الله عليكم بالبيان الحقّ لعلم الكتاب، فلا يجادلني عالِمٌ من القرآن إلا غلبته بسلطان العلم الملجم حتى أجعله بين خيارين اثنين فإمّا تأخذه العزّة بالإثم ولا يتّبع الحقّ بعدما تبيّن له أنّه الحقّ، وإمّا أن يكون من المتّقين الحامدين الشاكرين إذْ قدّر الله وجوده في عصر بعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، أم تظنّون ناصر محمد اليماني من الروحانيّين الذين تتخبّطهم مسوس الشياطين يوسوسون لهم في صدورهم فمن ثم يقول: "حدّثني قلبي"؟ بل وسْوسَ له شيطانٌ رجيمٌ.

    وأنا المهديّ المنتظَر أعلن الكفر بالروحانيّة التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ في محكم القرآن؛ بل تلك مسوسُ الشياطين يكذّبون عليكم أنّهم من ملائكة الرحمن المقرّبين، فمنهم من يتمثل بين يديه ليعبدوهم من دون الله، ومنهم من يوسوس له مَسُّ الشيطان في قلبه فيقول: "حدثني قلبي"؛ بل حدّثه في قلبه مَسُّ شيطانٍ رجيمٍ ليعتقد أنّ ما يشعر به هي روح الله ألقاها الله في صدره؛ بل مَسُّ شيطانٍ رجيمٍ يريد أن يصدّهم عن الصراط المستقيم ويحسبون أنّهم مهتدون.


    وبالنسبة لناصر محمد اليماني فيُلهمني ربّي بسلطان علم الكتاب المنير، وإذا كان البيان إلهاماً من الشيطان فاحذروا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار، فأحذّركم تحذيراً كبيراً كون الإلهام من الربّ الى القلب إمّا أن يكون من الرحمن أو وسوسة شيطانٍ في الصدر كمثل الذين يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر، فهو إمّا يكون روحانيّاً من أصحاب مرض التّوحد الذين يعتزلون الناس فيجلسون لوحدهم وكذلك يُسَمَّون بالانطوائيّين أو كما يسمّونه بمرض التوحد، أي يجلسون لوحدهم في كثير من أوقاتهم و يعتمدون على الوسوسة بغير سلطان علمٍ من الله.

    وينقسم أصحاب مرض الوسواس الخنّاس إلى أنواعٍ كثيرةٍ، فمنهم من يوسوس له الشيطان أن يقول على الله ما لا يعلم ليجعله يفسّر القرآن من عند نفسه، وأمّا الامام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم فيلهمني ربّي بسلطان العلم في محكم القرآن وأفصّل القرآن بالقرآن تفصيلاً، ولم أقل حدّثني قلبي معتمداً على ذلك وأريد الناس أن يصدقوني وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، كون وحي التفهيم إمّا أن يكون وحي تفهيمٍ مباشرٍ من الربّ إلى القلب مبرهَناً بسلطان العلم من الكتاب فيبيّن القرآن بالقرآن، أو يكون وسوسة شيطانٍ بكلامٍ ما أنزل الله به من سلطانٍ.

    ومنهم من يسمّون أنفسهم روحانيين فيقول أنّ روح المسيح عيسى ابن مريم تَنَزَّلت في جسده ليخاطب الناس عن طريقه، ومنهم من يقول تنزّلت روح محمدٍ رسول الله في جسده، فيقول: "وإنّ ذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص:85]"! ثم يقول: "إنّ روح محمدٍ رسول الله تنزّلت فيه ليخاطب الناس بلسانه".

    بل أمراض الوسواس الخناس كثيرةٌ، فمنهم من يوسوِس له مسّ الشيطان نحو أبرياء أنّهم يكيدون له كيداً من غير برهانٍ على ذلك بل افتراء عليهم بسبب وسوسة الشيطان، فاحذروا كيد مسوس الشياطين في صدور الناس خصوصاً في الدين ثمّ يسمّون أنفسهم أنهم روحانيين وذلك للتشويه بالربّانيين والتشويه بروح رضوان الله التي تتنزّل على قلوب قومٍ مؤمنين فيشعرون بالسكينة والطمأنينة في أوقات تذكيرهم بالحقّ من ربِّهم، ألا بذكر الله تطمئن القلوب.

    ولكن مسوس الشياطين يمكرون بالباطل حتى لا يميّز الناس بين الحقّ والباطل فيُضِلّون قوماً ويحسبون أنّهم مهتدون! أولئك الذين لا يعتمدون على سلطان العلم المفصّل من القرآن العظيم؛ بل قد يأخذ آيةً فيفسّرها من عند نفسه وهو مكرٌ من الشيطان ليقول على الله ما لا يعلم ليجعلها برهاناً لما يقوله، ويحسبون أنّهم مهتدون! ولكنّ الذين اتّبعوا أمر الشيطان الذي يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون فحتماً سيجدون آياتٍ كثيرةٍ محكماتٍ بيّناتٍ تُناقِض تفاسيرهم الشيطانيّة، ولكنّ بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً فيبصره كلّ من استخدم عقله فينير الله بالبيان الحقّ قلبه، ألا وإنّ مكر الشيطان وجنوده يستخدمون طرقاً كثيرةٍ بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ حتى يصدّوا الناس عن الحقّ من ربّهم فلا يكونوا شاكرين، فإذا لم يستطيعوا صدّ الناس بالتصديق بالقرآن فيتخذوا طريقةً أخرى فيجعلوا قوماً منهم يبالغون في الأنبياء وأئمة الكتاب والمقرّبين حتى يدعونهم من دون الله ليشفعوا لهم عند ربهم، فهنا يعيدهم الشياطين إلى الشرك بالله. وسبق تفصيل ذلك في بياناتٍ كثيرةٍ للراسخين في علم البيان الذين لا يشبعون من تدبر بيانات الإمام المهديّ للقرآن بالقرآن فيزيدهم إيماناً وتثبيتاً.

    ووصل عمر الدعوة المهديّة إلى بداية السّنة الثانية عشرة ولا يزال الإمام المهديّ هو المهيمن بسلطان العلم، وأفتي جميع المسلمين بالحقّ أنّه لا يدّعي شخصيّة المهديّ المنتظَر إلا من يتخبّطه شيطانٌ رجيمٌ إلا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم، فَلَو تتلون عليهم ساعةً من القرآن العظيم لعرفتُم في وجوههم المُنكر بسبب احتراقهم بنور القرآن العظيم حتى ولو لم ينطق منه مَسُّ الشيطان، ونعم يوجد من المؤمنين من يبتليه الله بمسّ شيطانٍ وشفاؤه في البيان الحقّ للقرآن العظيم كون الله يحرقه بنور البيان ويحرقه كذلك بذكر آياتٍ مباشرة تتلى عليه من القرآن.

    واحذّر الأنصار من مكر الشياطين خصوصاً من كان به من قبل أن يكون من الأنصار أن يخرجوه من النور إلى الظلمات بمكر الوسوسة في صدره وأذنيه أنّه صار عبداً روحانيّاً ربانيّاً، ويوسوسون له بأمورٍ كثيرةٍ كي يستدرجوه بطريقةٍ فيغروه بتلك الطرق حتى يخرجوه من النور إلى الظلمات. وربما يقول المسّ له: "آن الأوان أن يجعلك الله ملَكاً من البشر، ألا تذكر فتوى ناصر محمد اليماني بأنّ من أنصاره من سوف يكونون ملائكةً؟". فليستعِذ بالله من الشيطان الرجيم، فكلّ بدعةٍ لم يُفتِكم بها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني تعتبر ضلالة في الدعوة المهديّة.

    وبالنسبة للتكريم القادم لقومٍ من عبيد النعيم الأعظم فقدومه من بعد الظهور بزمنٍ، وأرجو من الله أن لا يحقِّق ذلك التكريم حتى لا يدعونكم الظالمون لأنفسهم من دون الله من بعد موتكم، بل قولوا:
    "ربنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظالمين". كونهم سوف يبالغون فيكم بغير الحقّ من بعد موتكم وموت إمامكم، فاستعيذوا بالله من الكرامات في هذه الحياة الدنيا، فوالله ما سبب شرك الأمم إلا المبالغة في عُبَّاد الله المكرمين من الأنبياء والمُرسلين وأئمّة الكتاب والصالحين، وبسبب المبالغة فيهم بغير الحقّ وفي أنصارهم الأولين فمن بعد موتهم تُبالغ فيهم الأجيال جيلاً بعد جيلٍ حتى يجعلوا لهم أصناماً تماثيلَ لصورهم، فيقولون: "هؤلاء شفعاؤنا عند الله"، فما بالكم بالوفد المكرمين!

    وبالنسبة للوسوسة الرّوحانية فهي من الشياطين فاحذروهم! فاستعيذوا بالله من مكرهم ووسوستهم وتكليفهم في صدوركم أو آذانكم، وعلى كل حالٍ تلك حالاتٌ نادرةٌ قد تحدث لواحدٍ في المائة من الأنصار وهم الذين كانوا مُبتلين بمسوسٍ من قبل أن يكونوا من الأنصار الحقّ، فتأذّت المسوسُ في أجسادهم وتعذّبت عذاباً عظيماً، ولكن قد يتخذوا مكراً عن طريق الوسوسة ليخرجوه من النور إلى الظلمات بوسواسٍ خنّاسٍ في الصدر أو الأذن، ويكذّبون عليهم أنّ من يكلمهم هم ملائكةٌ تُحدِّثهم، أو يقول المسُّ: "أنا روح نعيم رضوان الله أكلمك في صدرك وأذنك". فمن ثم نقول: سبحان الله العظيم! فليس أنّ الله يتنزّل في القلب، سبحان الله عمّا يشركون!

    وَيَا أحبتي في الله الذين ألقى الله في قلوبهم حقيقة النعيم الأعظم من نعيم الجنة أنّه نعيم رضوان الله على عباده، إنما ذلك حبّ الله لهم فيُلقي في قلوبهم حباً عظيماً لربّهم فهنا يشعرون أنّهم لن يرضوا بنعيم ملكوت جنّات النعيم حتى يرضى ربهم في نفسه، وصار يقيناً في قلوبهم بإصرارٍ إلى ما لا نهايةٍ بأنّه لن يرضى بملكوت جنّةٍ عرضها كعرض السموات والأرض حتى يكون ربّهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، وذلك بسبب أنّهم قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه فيجدون في أنفسهم أنّهم لن يرضوا بأيّ نعيمٍ ماديٍّ في الآخرة مهما كان ومهما يكون حتى يحقق الله لهم النعيم الأعظم بالنسبة لهم، فلن يرضوا حتى يرضى ربّهم أحبّ شيءٍ إلى أنفسهم.

    فاحذروا مكر الشياطين بالرّوحانيّة واعتصموا بالله أنّكم لن ترضوا حتى يرضى وأغلقوا باب الشياطين، فتمنّوا عدم تحقيق الكرامات في هذه الحياة الدنيا حتى لا تكونوا سبب فتنةٍ للقوم الظالمين في الأجيال القادمة إذا أردتم تحقيق رضوان الله في نفسه، أفلا تنظرون في الكتاب أنّ سبب الشرك لكثيرٍ من المؤمنين هي المبالغة في عباد الله المكرمين من قبلكم؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
    اخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  8. افتراضي

    مس السحر ينقسم إلى قسمين :
    - سحر التخيل وأعراضه هلاوس بصرية وتخيلات بصرية وأحلام وهي سحر لخيال الإنسان
    - وسحر الجمع والتفريق مثل سحر التفريق والجمع بين الأزواج والعشاق بإهلاك الحرث والنسل

    فستعيذوا منهم بسورة الفلق

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 45616 من موضوع ردود الإمام المهديّ على مسلم أمازيغي..

    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 02 - 1433 هـ
    07 - 01 - 2012 مـ
    06:30 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=31319
    ــــــــــــــــــــ


    الفرق بين أصحاب سحر التخييل وأصحاب سحر التفريق ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلاً، أمّا بعد..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    ويا أمازيقي، لقد وجدنا أنك أوردت في بيانك هذا مسائل عدّة تنكرها على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وتفتي أنّه على باطل فيها، فإن استطعت أن تثبت بالبرهان المبين فقط مسألةً واحدةً فقد أصبح ناصر محمد كذاباً أشِراً وليس المهديّ المنتظر، وإن لم تفعل ولن تفعل فقد أصبح أمازيقي من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ليصدّوا عن البيان الحقّ للذكر، ولسوف يتبيّن للباحثين عن الحق أيُّنا ينطق بالحقّ بسلطان العلم المحكم من ربّ العالمين وأيُّنا ينطق على الله بالظنّ من عند نفسه من غير برهان الصدق من ربّه. ويا سبحان الله إنّي أراك تفتي أنّ ناصر محمد اليماني يقول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ونقتبس من بيانك آيات تصف بها ناصر محمد اليماني أنه ينطبق عليه قول الله تعالى؛ قال الله تعالى عزّ وجل: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦} [يونس].

    وقال الله تعالى عز وجل: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [يونس:66].

    وقال الله تعالى عز وجل: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى} [القصص:50].

    وقال الله تعالى عز وجل: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا} [الأنعام:21].

    وقال الله تعالى عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: الله المستعان على ما تصفون، وسبق أن بيّنّا هذه الآيات أنّها تنطبق على الذين يقولون على الله بالفتوى في دينه من غير سلطانٍ بَيِّنٍ من ربّ العالمين؛ بل يأتون بالبيان من عند أنفسهم وليس من كتاب الله، فوالله إنّ هذه الآيات تصفك أنت يا أمازيقي ومن كانوا على شاكلتك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، ولو تدبر الباحث عن الحقّ في بيانك لوجد أنك تأتي بالآية من القرآن ومن ثم تُأَوّلها من عند نفسك، ولم تأتِ بالبيان لهذه الآية من ذات القرآن كما يفعل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بل بيانك للقرآن ثرثرة من عند نفسك، وكافة الأنصار والباحثين عن الحقّ لمن الشاهدين.

    والأعجب من ذلك أنك ترى أنّه لا ينبغي للسّحرة أن يقسموا بعزّة فرعون كذباً؛ بل لا بد أنّهم علموا أنهم هم الغالبون لا شك ولا ريب ولذلك أقسموا بعزة فرعون! ومن ثم أقول لك: وتالله لو أقسموا بعزّة الله لقلنا لا بدّ أنهم أقسموا بعزّة الله ظنّاً منهم أنهم هم الغالبون كونهم يعلمون أنّ الله ربّهم الذي خلقهم، ولكنهم لم يقسموا بعزّة الله بل بعزّة فرعون وذلك لكي لا يظنّ فرعون أنّهم على اتفاق هم ونبيّ الله موسى، فاتّقِ الله يا أمازيقي.

    ولكن الإمام ناصر محمد اليماني يفتيك بالحقّ أنّ نبيّ الله موسى قد أفزعهم بتذكيرهم بعذاب الله إن يفتروا على الله الكذب بسحر التخييل ضد الحقّ، فنزلت الخشية في قلوبهم من ربّهم حتى تنازعوا فيما بينهم بسبب وعظ نبيّ الله موسى لهم فقال: {قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ ﴿٦١فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ ﴿٦٢} صدق الله العظيم [طه].

    وفي هذه الآية المحكمة البيِّنة يفتيكم الله أنّ موعظة نبيّ الله موسى فزعت منها قلوبُهم، فانظر لموعظة نبيّ الله موسى وانظر لنتيجة الموعظة لدى السحرة: {قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ ﴿٦١فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ ﴿٦٢} صدق الله العظيم، فهذا يعني أنهم لم يعودوا جميعاً أعداءً لنبيّ الله موسى، وتنازعوا أمرهم بينهم بشأن دعم فرعون بآيات السحر، فقال بعضهم: نرى أن نرجع عن عرض افتراء السحر خشية أن يتحقق قول نبيّ الله موسى. كونه قال لهم موعظةً تخويفاً: {قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ ﴿٦١فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ ﴿٦٢}صدق الله العظيم.

    ولكنهم فكّروا أنّهم حتى لو آمنوا بنبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام من قبل أن يلقي موسى بعصاه فسوف يظنّ فرعون أنهم اتّفقوا مع موسى ضدّه فيقتلهم، ولن يستفيد من إيمانهم بنو إسرائيل، ولذلك قرّروا أن يتظاهروا أنّهم مع فرعون ضدّ موسى عليه الصلاة والسلام، ولكنهم في الحقيقة قد مالت قلوبهم مع الحقّ ولذلك لم يأتوا بالسحر لنصرة فرعون إلا وهم كارهون، واعترفوا من بعد إيمانهم لفرعون أنّهم لم يأتوا بعرض افتراء الآيات السحرية ضدّ نبيّ الله موسى وإنما جاءوا بها خشيةً من بطش فرعون وهم كارهون لما فعلوا من السحر، ولذلك قالوا: {إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ وَاللَّـهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿٧٣} صدق الله العظيم [طه].

    حتى إذا علم فرعون أنهم أصلاً قد آمنوا بنبوّة موسى من قبل أن يلقي عصاه حسب فتواهم أنهم لم يأتوا بالسحر ضد نبيّ الله موسى إلا وهم كارهون وإنما خشيةً من بطش فرعون لو يعصون أمره، ومن ثمّ قال فرعون: إذاً فقد اتفقتم أنتم وموسى من قبل في المدينة لتمكروا هذا المكر. وذلك ما جاء في قول فرعون: {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿١٢٣لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٢٤قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ ﴿١٢٥وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ﴿١٢٦وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ﴿١٢٧} صدق الله العظيم [الأعراف]، وسبب شكّ فرعون أنهم اتّفقوا هم وموسى على أن يؤمنوا به هو اعترافهم أنهم لم ينصروا فرعون بالعرض السحري إلا وهم كارهون.

    ويا أمازيقي ويا معشر الباحثين عن الحقّ، فهل يوجد تفسيرٌ لقول السحرة أنهم لم يأتوا بالافتراء السحري ضدّ نبيّ الله موسى إلا وهم كارهون إلا شيئاً واحداً فقط وهو أنّهم قد قبلت عقولهم بنبوّة موسى عليه الصلاة والسلام كونهم يعلمون أنّ أهل سحر التخييل لا يدعون إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما يفعل موسى وهارون؛ بل السحرة يعلمون إنما يُعلِّم الناس سحر التخييل شيطانٌ رجيمٌ فهو لا يأمر بالدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ولم يطلب منهم أي مقابل بل علّمهم طريقة سحر التخييل وقال لهم اكسبوا بها رزقكم في التجمعات البشرية ولم يخبرهم بهدفه من ذلك، ولكن الله يعلم ما هو هدف الشيطان الذي علّمهم السحر، وأنه كيدٌ ضد التصديق بآيات الله حتى إذا أيّد الله بها رسله ليصدقهم الناس ومن ثم يقول الناس: إنما أنتم سحرة من الذين نجدهم في التجمعات فنعطيهم دراهم ليُرونا من عجائب آياتهم السحرية، وبما أنّ سحر التخييل كيد الساحر الشيطان الرجيم ضدّ التصديق بآيات الله ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ} صدق الله العظيم [طه:69]، ويقصد كيد الشيطان الرجيم الذي علَّمهم السحر فالسحرة لا يعلمون بهدف الشيطان من تعليمهم سحرَ التخييل، وإنما علَّمهم على أن تكون طريقة ليكسبوا بها رزقهم في التجمعات.

    ويا أمازيقي، أنه ليوجد فرقٌ كبيرٌ بين أصحاب سحر التفريق وأصحاب سحر التخييل، كون أصحاب سحر التفريق هم من شياطين البشر من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر من شياطين البشر، واتفقوا مع شياطين الجنّ على فتنة المؤمنين ولم يأمروهم بالكفر ظاهر الأمر حتى لا يُكتَشف أمرهم؛ بل أمروهم أن يُظهروا الإيمان ويبطنوا الكفر، ومن ثمّ علّموهم بطريقة سحر التفريق، وقالوا لهم: "لا تقولوا نحن سحرة؛ بل قولوا إننا نجمع ونفرّق بإذن الله كرامةً من الله"، أولئك يقولون أنّ الله أيّدهم بجنٍّ صالحين. وإنهم لكاذبون؛ بل يعبدون الشياطين من دون الله وهم يعلمون، واتفقوا هم وشياطين الجنّ على فتنة المؤمنين، فأخبرهم الشياطين بطريقة سحر التفريق، وكذلك يوهِمون الناس أنهم يعالجون المؤمنين من المسِّ، وهدفهم أن يصرفوا المؤمنين عن العلاج بذكر الله للذي يتخبطه الشيطان من المسِّ، وأولئك هم أصحاب سحر التفريق، ولم يعترفوا أنّهم سحرة بل قالوا أنّ معهم جنٌّ صالحون. وهم أولياء الشياطين اتّفقوا معهم على أن يعلّموهم سحر الجمع والتفريق، وقالوا لهم: "إنما نحن وأنتم فتنة للمؤمنين بذكر الله الذي يحرق الشياطين ونريد أن نصرفهم من التعالج بذكر الله فيذهبون إليكم لتعالجونهم ويذرون ذكر الله وراء ظهورهم، ولكن لا تكفروا بالله ظاهر الأمر بل تُظهرون الإيمان وتُبطنون الكفر حتى يصدّقوا أنكم صالحون ولستم أولياء الشياطين". وقال الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٢} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأولئك يُهلكون الحرث وهو النساء والنسل وهم ذريتكم في ظهوركم بالمشاركة الروحية لمن كان فيه مسُّ خادم سحر الجمع أو التفريق من المؤمنين، ولذلك أمركم الله ورسوله أن الذي يأتي حرثه أن يقول: [اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا]، ولكن شياطين البشر من الذين يهلكون الحرث والنسل أمرهم الشياطين أن لا يكفروا ظاهر الأمر بل يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر في قلوبهم، وهم ألدّ الخصام لله ولرسله والمؤمنين. وقال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} صدق الله العظيم [البقرة:204-205].

    وأما أصحاب سحر التخييل فلم يأمرهم الشياطين بشيء، وإنما كانوا يبحثون عن الرزق والكنوز عن طريق الجانّ ومن ثم يقابلهم أحد الشياطين السحرة وقالوا لهم: "لسوف نعلمكم طريقة تكسبوا بها رزقكم من الناس بدون تعب وعناء، وكذلك تُعَلِّموا بها قوماً آخرين". ومن ثمّ علمهم الشيطان الساحر سحر التخييل وقال لهم: "فاذهبوا إلى تجمعات البشر واسحروا أعينهم بالآيات السحرية مقابل أن يعطوكم دراهم مقابل هذا العرض السحري". ولكن الشيطان الساحر لم يخبرهم عن هدفه من ذلك، ولكن الله يعلم بهدف الشيطان وأنّه كيد لله ولرسله، حتى إذا أيّد الله رسله بآيات التصديق لهم من ربّهم ومن ثم يقول الناس: "إنّما أنت ساحر كمثل الذين نجدهم في تجمعات الناس يأتون بِمثل ما تزعمون أنه آيات لكم من ربكم لنصدقكم". ولذلك قال فرعون: لسوف نأتيكم بسحر مثله وهو ليس مثله، ولكن ذلك من كيد الساحر الشيطان الرجيم حتى لا يصدق الناس بآيات ربّهم، وليس من كيد السحرة فهم لا يعلمون بذلك الهدف في نفس الشيطان الذي علمهم سحر التخييل، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ} صدق الله العظيم [طه:69].

    كونه من كيد الساحر الشيطان الرجيم ولا يعلم السحرة عن ذلك الهدف في نفس الشيطان، ولم يلقوا بالسحر كيداً لنبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام؛ بل لم يأتوا بالسحر إلا وهم كارهون، فلا تناقضَ في كلام الله يا أمازيقي فاتّقِ الله فإنّك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، أو أنه يتخبّطك مسّ شيطانٍ رجيم فاستحوذ عليك فأصبح أمازيقي قلمٌ بيد محرك فيستخدمك للصدّ عن اتباع الحقّ، أو إنك من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ليصدّوا عن البيان الحقّ للذكر، فلن نفتي في أمرك الآن عسى الله أن يهديك إلى سواء السبيل، ولسوف يستمر الحوار فيما أنكرت علينا نقطةً نقطةً حتى إذا خرجنا منها بنتيجة ومن ثم ننتقل للنقطة الأخرى لننظر أيُّنا ينطق بالحقّ بسلطان العلم المحكم من ربّ العالمين ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، وأيُّنا يقول على الله ما لا يعلم فيأتي بتأويل القرآن من عند نفسه، ونترك ذلك الحكم لأولي الألباب المتدبرين البيان الحقّ للكتاب والقول الصواب وفصل الخطاب.

    ولكني ألقي إلى الحسين بن عمر وطاقم إدارة الحوار بالعتاب فما كان لكم أن تتدخّلوا على بيان أمازيقي فتقوموا بتصغير كتابته وتغيير لونه، ونَعَمْ إنّكم لم تغيّروا فيه حرفاً واحداً ولكنكم قمتم بتغيير خطّه وتغيير لونه، فلا تعودوا لمثل ذلك فالإمام المهديّ يربّيكم على الأمانة وحفظ حقوق الآخرين، ويؤدّبكم ويحسن تأديبكم، فهو بمثابة الأب لأولاده، فلا تحزنوا وقولوا سمعنا وأطعنا.
    ويا أحبتي في الله، نحن نريد أن يكون بيان الأمازيقي ذو خطٍّ كبيرٍ وواضحٍ للجميع لينظر أولو الألباب هل ينطق بالحقّ بسلطان العلم المبين من محكم الكتاب أم أنّه يبيّن الكتاب من عند نفسه؟ وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    حبيب الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور؛ قوم يحبّهم الله ويحبونه صفوة البشريّة وخير البريّة رضي الله عنهم وخليفته؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 109843 من موضوع فتوى عن السّفر النّجمي بأنّه مصيدةٌ وضعها الشيطان ليتصيّد بها الباحثَ عن السّفر فيخترق جسده مسُّ شيطانٍ رجيمٍ ..

    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=109839

    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 09 - 1434 هـ
    28 - 07 - 2013 مـ
    10:13 صبـاحاً
    ـــــــــــــــــــــــ


    فتوى عن السّفر النّجمي بأنّه مصيدةٌ وضعها الشيطان ليتصيّد بها الباحثَ عن السّفر فيخترق جسده مسُّ شيطانٍ رجيمٍ
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أنبياء الله وآلهم والتّابعين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين ..
    ويا أحبتي في الله إنّ الإسقاط النّجمي أو بما يُسمّونه السَّفر النّجمي إنّما هو من عمل الشيطان ومَكْرهِ! فلا يُوقعكم في مَكرهِ الخبيث فيتخبّطكم مسُّ شيطانٍ رجيمٍ؛ روحٌ خبيثةٌ تسيطر على الجسد في حركاته حين تعلو إلى الدماغ، ولكن المسّ لا يستطيع الطيران بالجسد بل يحرك الجسد كما يحركه صاحبه الفاقد لوعيه، ولكن الروح الشريرة تستطيع أن تُخيّل للممسوس أموراً على الواقع وكأنها حدثت وهي لم تحدث شيئاً، وذلك من ضمن سحرهم لخيال الإنسان لكي يُقنع من يتخبطه بأمورٍ أخرى ليدخله في الشرك بالله.

    ويعلم ذلك مشايخ العالمين بمكر الشياطين الذين يتلون على المؤمنين آياتٍ في القرآن العظيم للشفاء من السِّحر والمسِّ والحسد، فاتقوا الله ولا يفتي بعضكم طريقة
    السّفر النّجمي فيعلّم الآخرين مثل هذه الأمور التي تغضب الله وترضي الشيطان؛ بل بما يسمونه بالسّفر النّجمي:

    إنّما هو مَصيَدةٌ وضعها الشيطان ليتصيَّد بها من يبحث عن السّفر النّجمي ثم يخترق جسده مسُّ شيطانٍ رجيمٍ، وهنا تحدث له الطّامة الكبرى بسبب المسِّ الذي اخترق جسده، ولن يستطيع العالَم بأسره أن ينزع من جسده مسَّ الشيطان الرجيم، فمن يخرجه من جسده غير الله لمن تاب وأناب واتّبع الحقّ في الكتاب؟ فاتقوا الله يا أولي الألباب.

    وسلام ٌعلى المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  9. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 79569 من موضوع لقد عزمت شياطين الجنّ والإنس على إعلان الحرب على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ..

    - 1 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصلية للبيــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=79554

    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - صفر - 1434 هـ
    26 - 12 - 2012 مـ
    04:06 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــــ


    لقد عزمت شياطين الجنّ والإ
    نس على إعلان الحرب على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الأطهار من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليهم وأسلّم تسليماً..
    أيا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، لقد عزمت شياطين الجنّ والإنس على إعلان الحرب على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لكونه يسعى إلى فشل تحقيق هدف الشيطان في نفس الرحمن فاعتَبَروا أنّ ناصر محمد اليماني أخطر داعيةٍ إلى الله في تاريخ خلق الله فيخشون أن يجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيتحقق رضوان الله على عباده وهم له كارهون، ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول ما قاله أحد الأنبياء والمرسلين:
    {{فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ ( 55 )}} صدق الله العظيم [هود:55].

    وإنّي الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أعلن التّحدي لكيد شياطين الجنّ والإنس فكيدوني بكل حيلةٍ ووسيلةٍ ولسوف ترون من مكر الله ما لم تكونوا تحتسبون، أليس الله بكافٍ عبده؟ فكم الإمام المهديّ لفي شوقٍ إلى لقاء شياطين الجنّ والإنس ألدِّ أعداء الله شياطين الجنّ والإنس؛ بل هم أولى بنار جهنّم صِليّاً لكونهم لم يكتفوا بعدم رضوان الله عليهم بل يسعون الليل والنّهار لعدم تحقيق رضوان الله على عباده كونهم كرهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم، وأمّا الضالّين فلن اتّخذهم أعداءً بل اتّخذت الشيطان عدواً وكافة شياطين الجنّ والإنس. وقال الله تعالى:
    {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ‎﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى:
    {يُرِ‌يدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ‌ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَ‌هُ وَلَوْ كَرِ‌هَ الْكَافِرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وجاءنا التهديد والوعيد ولسوف يعلمون أيُّنا أولو قوةٍ وأولو بأسٍ شديد بإذن الله العزيز الحميد، فلا تقلقوا يا معشر الأنصار على المهديّ المنتظر فإنّه بأعين الله الواحد القهّار، وما نقَمَ شياطين الجنّ والإنس على الإمام ناصر محمد اليماني إلا أن يقول ربّي الله ويدعو إلى عبادة الله وحدهُ لا شريكَ له، ومن ثم أقول لهم ما أمرنا الله أن نقوله لهم في محكم الكتاب:
    {قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)}
    صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    ألدّ أعداء شياطين الجنّ والإنس؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 95971 من موضوع الإمام المهدي يدعو المسلمين والإنس والجنّ أجمعين أن يتخذوا الشيطان عدواً تنفيذاً لأمر الله في محكم كتابه: { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا }.



    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=95956

    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 06 - 1434 هـ
    18 - 04 - 2013 مـ
    04:25 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ


    الإمام المهدي يدعو المسلمين والإنس والجنّ أجمعين أن يتخذوا الشيطان عدواً تنفيذاً لأمر الله في محكم كتابه:
    { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا }



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وأئِمّة الكتاب وآلهم من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليهم جميعاً لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    من الإمام المهديّ إلى كافة المسلمين لربّ العالمين، لقد أمركم الله في محكم كتابه أن تتّخذوا الشيطان عدواً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "فكيف نتخذُ الشيطان عدواً ونحن لم نرَهُ؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: وحتى ولو رأيتم الشيطان فلن تستطيعوا قتله من قبل مجيء يوم البعث الأول كونه من المُنْظَرين إلى يوم البعث الأول، تصديقاً لإجابة الرحمن لطلب الشيطان:
    {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فكيف نتخذ الشيطان عدواً تنفيذاً لأمر الرحمن؟ والجواب هو: أن تشمروا إلى السعي إلى عدم تحقيق هدف الشيطان في نفس الرحمن كون الشيطان يسعى بكل حيلةٍ ووسيلةٍ إلى أن يجعل عباد الله أمّة واحدةً على الكفر حتى لا يتحقق رضوان الله على عباده، كون الشيطان يعلم أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لعباده الشكر، ولذلك يسعى الشيطان بكل طريقةٍ أن لا يكون عباد الله شاكرين حتى لا يتحقّق رضوان الله على عباده، ولذلك قال الشيطان مخاطباً الرحمن:
    {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وعليه فإني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني اتّخذت الشيطان عدواً، ولذلك أسعى بكل حيلةٍ ووسيلةٍ إلى تحقيق الهدف المضاد لهدف الشيطان، وأريد أن أجعل النّاس بإذن الله أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ ليكونوا شاكرين فيعبدوا الله وحده لا يشركوا به شيئاً لكون الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لعباده الشكر، ولذلك اتّخذ الإمام المهديّ رضوان الله نفس الله غايةً ولن يتحقق رضوان نفس الربّ على عباده حتى يكونوا أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون به شيئاً.

    ويا معشر المسلمين من كان من قومٍ يحبهم الله ويحبونه، فليتخذ رضوان نفس ربّه غايةً وليس وسيلةً لتحقيق الجنة كون نعيم رضوان نفس الربّ هو النّعيم الأعظم على عباده من نعيم جنّته. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    ويا معشر المسلمين والنّاس أجمعين، إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فلنتخذ جميعاً الشيطان عدواً مبيناً ومن ثم نقوم بالسعي لتحقيق الهدف المضاد لهدف عدوّ الله وعدوّنا الشيطان الرجيم، فقد علمتم أنّ الشيطان وأولياءه من شياطين الجنّ والإنس لم يكتفوا بتحقيق غضب الله عليهم وحسبهم ذلك؛ بل يسعون إلى عدم تحقيق رضوان نفس الرحمن على عباده، ولذلك يناضلون ليجعلوا عباد الله أمّةً واحدةً على الكفر ويستخدموا كلّ حيلةٍ وطريقةٍ ليمكروا ضدّ تحقيق هدف الأنبياء والمهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني، كون الإمام المهديّ وأنبياء الله نسعى إلى تحقيق رضوان الله على عباده فندعوهم ليكونوا أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، وأما أعداؤنا الشياطين من الجنّ والإنس فيسعون إلى فشل هدف الأنبياء والمهديّ المنتظر لكونهم يريدون أن يجعلوا النّاس أمةً واحدةً على الكفر لكونهم كرهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم ولعنهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً، فلا تتّبعوا الشيطان وحزبه فإنه يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    وجعل الله شياطينَ الجنّ والإنس أعداءً لكافة الأنبياء كون شياطين الجنّ والإنس يوحون إلى بعضهم بعضاً فيتواصون في السعي الليل والنهار إلى إفشال هدف الأنبياء والمهديّ المنتظر ليصدّوا البشرَ عن اتّباع الدعوة الحقّ من ربّهم، ويريدون أن يطفِئوا نور الله بافتراء أفواههم على الله ورسله ما لم ينزل الله به من سلطان، ومن شياطين الإنس طائفةٌ من أهل الكتاب يسعون الليل والنهار إلى إضلال البشر بكل حيلةٍ ووسيلةٍ في كل جيلٍ وعصرٍ منذ أنزل الدعوةَ المحمديّة إلى عباده؛ اللهُ وحده لا شريك له. وقال الله تعالى:
    {وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولذلك آمنوا ظاهر الأمر وأبطنوا الكفر والمكر ليصدّوا البشر عن اتّباع الذكر من ربِّهم، فاتّخذ شياطينُ البشر الإيمان ظاهر الأمر جُنّة وستاراً ليمكروا بالمسلمين فيُضلّونهم عن اتّباع محكم القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، فكيف يستطيعون أن يصدّوا المسلمين عن اتّباع القرآن العظيم وهم قد صاروا بين المسلمين؟ أفلا تعلمنا عن طريقة صدّهم عن سبيل الله؟". ومن ثم يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد على السائلين وأقول: سوف تجدون الجواب في محكم الكتاب القرآن العظيم، فقد علّمكم الله بطريقة صدِّهم عن اتّباع محكم القرآن العظيم وذلك عن طريق افتراء أحاديث نبويّة غير التي يقولها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلّم اللهُ علماءَ المسلمين أن يجعلوا محكم القرآن العظيم هو المرجع والحكم فيما اختلفوا فيه من أحاديث السّنة النّبويّة كون أحاديث السّنة النّبويّة هي كذلك مزيداً من البيان من عند الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿١٧﴾فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    وعلّمهم الله أنّ أحاديث البيان النبويّ إذا كان أحدها من عند غير الله أي من عند الشيطان وأوليائه فسوف يجدُ علماءُ المسلمين أنّ بين ذلك الحديث ومحكم القرآن اختلافاً كثيراً، وذلكم تصديقاً لحكم الله في محكم كتابه بين علماء المسلمين في قول الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وعليه فإنّ المعرضين عن السّنة النّبويّة الحقّ قد أعرضوا عن الحقّ من ربّهم كونه تبيّن لكم أنّ أحاديث السّنة النّبويّة الحقّ إنّما هي من عند الله غير أنّها ليست محفوظةً من التحريف كمثل القرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ولذلك جعل الله محكم القرآن العظيم هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث، فما وجدوه من الأحاديث جاء مخالفاً لمحكم آيات الكتاب البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين فليعلموا أنّ ذلك حديثٌ مفترًى في السّنة النّبويّة من عند غير الله ولم ينطق به رسوله الذي لا ينطق عن الهوى في دين الله إلا بوحي من ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ﴿٣﴾إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    فاتّقوا الله يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم واكفروا بالتعدديّة المذهبيّة في دين الله واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ولا تُفَرِّقوا دينكم شيعاً وأحزاباً وكلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون. وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، ما هو بالضبط حبل الله الذي أمرنا الله بالاعتصام به والكفر بما يخالفه؟". ومن ثم يترك ناصر محمد اليماني الجواب على النّاس من الربّ مباشرةً في محكم الكتاب. قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وربما يودّ أحد علماء المذهب القرآني أن يقول: "أفلا ترى يا ناصر محمد أنّ الله أوصانا بالاعتصام بالقرآن وحده ولم يأمرنا أن نعتصم بسنّة نبيّه بل ذكر الاعتصام بالقرآن وحده في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم؟ ". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فاسمع يا هذا فهل يقبل عقلك أنّ الله سبحانه أمر النّاس أن يعتصموا بقرآنه ويذروا بيانه؟ ألم يقل الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    فاسمعوا إلى حكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في دينكم بما أنزل الله وأقول:
    لقد أمركم أن تتّبعوا محكمَ قرآنه وسُنّة بيانه الحقّ إلا ما خالف في السُّنة لمحكم قرآنه، فهنا أمركم الله بالاعتصام بمحكم القرآن العظيم والكفر بما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في أحاديث السّنة النّبويّة.

    وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران :103].

    وذلك حين يأتي ما يخالف لمحكم القرآن العظيم فهنا أمركم الله بالاعتصام بمحكم القرآن العظيم والكفر بما يخالف لمحكم القرآن العظيم، فذلك حكم الله بينكم يا معشر المسلمين الذين اتّبعوا نهج أهل الكتاب فجعلوا دينهم شيعاً وأحزاباً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. فاتّقوا الله وأطيعوني تهتدوا، وأعلنوا الكفر بالتعدديّة المذهبيّة في دين الإسلام فلا تتّبعوا أهل الكتاب الذين فرّقوا دينهم شِيَعاً وأحزاباً، وتذكروا قول الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكن للأسف لقد اقتدى علماء المسلمين بطريقة فريقٍ من الذين أوتوا الكتاب الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم، كون الله أمر النّصارى واليهود المختلفين في التوراة والإنجيل أن يحتكموا إلى القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴿٧٨﴾فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ومن ثم دعا محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- علماءَ أهل الكتاب للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وعلّمهم إنّ ما جاء مخالفاً في التوراة والإنجيل لمحكم القرآن العظيم فإنه باطلٌ مفترًى على الله ورسله، فما هي النتيجة يا قوم؟ وللأسف فقد أعرض فريقٌ من أهل الكتاب عن دعوة الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم لغربلة التوراة والإنجيل. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وربما يودّ أن يقول أحد السائلين: "يا ناصر محمد اليماني، ما دام الله لم يأمر أهل الكتاب بالاحتكام إلى التوراة والإنجيل لغربلة التوراة والإنجيل فلا بد أنّ الله يعلم أنّه قد أحدث شياطينُ البشر تحريفاً في التوراة والإنجيل ولذلك أمرهم الله بالاحتكام إلى القرآن العظيم، وإنما يستنتج ذلك العقل، فهل عندك سلطانٌ مصدّقٌ لما يستنتجه العقل والمنطق؟". ومن ثم نترك الجواب من الربّ في محكم الكتاب عن السبب في الأمر لأهل الكتاب أن يحتكموا إلى القرآن العظيم، وذلك كون التوراة والإنجيل تمّ تحريف كثيرٍ مما أنزل الله فيهما. وقال الله تعالى:
    {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    والسؤال الذي نختم به هذا البيان إلى كافة علماء المسلمين وأمّتهم هو: لماذا أبَيَتُم أن تُجيبوا دعوةَ الإمام المهديّ إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم؟ فهل أنتم يهودٌ أم مسلمون؟ فقد صار عمر الدعوة المهديّة للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني قرب منتصف السنة التاسعة للدعوة المهديّة في عصر الحوار من قبل الظهور ولم يستجِب علماء المسلمين والنّصارى واليهود لدعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم، فما تظنون أنّ الله فاعلٌ بكم؟ فمن يجركم من عذاب يوم عقيم؟

    وربما يودّ أحد أحبّتي الأنصار أن يقول: "آه آه يا إمامي أين غبتَ علينا فكم أقلقنا غيابك عن طاولة الحوار؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أردنا أن نختبر أولي العزم من الأنصار هل يهِنوا أو يستكينوا عن المواصلة للدعوة المهديّة للعالمين إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّهم بحجّة غياب الإمام ناصر محمد اليماني وانقطاعه عن كتابة البيانات؟ وكذلك أردنا أن نهيىء الفرصة للمرجفين والممترين وأعداء الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيسعون إلى فتنة الأنصار فيقولون لهم: "وها هو اختفى من ساحة الإنترنت العالميّة الذي زعمتم أنّه هو الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فقد يكون تمّ قتله أو ألقي القبض عليه". ومن ثم يردّ الإمام المهديّ على الممترين والمرجفين وكافة أعدائنا أعداء الدين وأقول: إني لا أزال أقول ما قاله أحد الأنبياء لأعداء الله ورسله:
    {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّـهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٥٤﴾مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ ﴿٥٥﴾إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم} صدق الله العظيم [هود:54-55-56].
    وقال الله تعالى:
    {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} صدق الله العظيم [الطلاق:3].
    ألا والله إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لفي أمنٍ وأمانٍ كونه وحرسه بأعين الرحمن فنِعْمَ المولى ونِعْمَ النّصير، ولن يعادي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا من كان من شياطين البشر من الذين كرهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم وإنّا فوقهم قاهرون وعليهم منتصرون بإذن الله ربّ العالمين.

    ويا معشر الأنصار المبلِّغين للعالمين، قد أذِنّا لكم إعلان البيان بأصواتكم عبر اليوتيوب والفيديوهات ولكن بشرط أن تتلوا البيان الحقّ للقرآن العظيم ولا تزيدوا من عند أنفسكم شيئاً، وكذلك فإن على الأنصاري أن يقول قبل أن يتلو البيان فيقول:
    ((( هذا بيان للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يتلوه على مسامعكم أحد أنصاره )))


    ويا معشر الأنصار، فهل تعبدون المهديّ المنتظر أم تعبدون الله الواحد القهّار؟ ومعلوم جوابكم الحقّ فسوف تقولون: "بل نعبد الله الواحد القهّار وحده لا شريك له ولا ندعو مع الله أحداً، وندعو إلى الله على بصيرةٍ من الرحمن البيان الحقّ للقرآن العظيم" . ثم يردّ عليكم الإمام المهديّ الحقّ من ربكم وأقول:
    {أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    برغم أني لا أشك مثقال ذرةٍ أن أموت بإذن الله من قبل الظهور والتمكين والفتح المبين، ولكنّي علمتُ أنّ من الأنصار من أصابه الهلع والفزع من غياب الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وزُلزِلوا زلزالاً شديداً. وربّما تودّ إحدى الأنصاريات الطاهرات أن تقول: "يا إمامي أليس لنا الحقّ أن نفزع عليك إذا غبت عن أنصارك؟". ومن ثم نردّ على السائلين من الأنصار المكرمين وأقول: بلى يا أحباب الرحمن، وحتى تطمئن قلوبكم فقرِّروا أن تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم، وتكفروا بالتعدّدية المذهبية في دين ربّ العالمين، وتسعوا إلى جمع شمل المسلمين، وتدعوا البشر إلى عبادة الله الواحد القهار وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّكم البيان الحقّ للقرآن العظيم، وتتخذوا رضوان نفس الله غايةً، فتسعوا إلى تحقيق غايتكم لتجعلوا النّاس أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيم فيرضى سبحانه عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً، ويكون ذلك هو نهجكم ما دامت أرواحكم في أجسادكم على قيد الحياة قراراً نهائياً سواء أظهر الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أو توفّاه، فلستم تعبدون الإمام المهديّ حتى تنقلبوا على أعقابكم بل تعبدون الله الحيّ الذي لا يموت، فإن كانت تلك عقيدتكم الحقّ فهنا تطمئن قلوبكم.

    فلكم أعجبني قول أحد الأنصار السابقين الأخيار قال: "ألا والله الذي لا إله غيره يا إمامي لئن توفاك الله من قبل ظهورك فلن أتنازل عن عبادة النعيم الأعظم من جنّة النعيم ذلك نعيم رضوان نفس ربي فكن على ذلك من الشاهدين أيها الإمام المهديّ، وكذلك لن أترك المنافسة في حبّ الله وقربه لك يا إمامي، بل أقسم بالله العظيم لتجدني من أشدّ المنافسين لك في حبّ الله وقربه وأطمع أن أكون أنا أحبّ إلى الله منك وأقرب". ثم تبسَّم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني من قول ذلك الأنصاري فقلت: الحمد لله ربّ العالمين الذي علّمكم ما علّمني فذلك هو الفضل الكبير يا معشر قوم يحبّهم ويحبّونه، أبشروا بنصرٍ من الله وفتح قريبٍ، فلا تهِنوا ولا تستكينوا ولا تكلّوا ولا تملّوا من دعوة العالمين إلى عبادة الله أرحم الراحمين على بصيرةٍ من ربّكم، وأوصيكم ثم أوصيكم ما وصاكم الله به بالحكمة في الدعوة إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} صدق الله العظيم [النحل:125].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، ألا والله لا تهدون الناس بسلاحكم وشدة بأسكم أو بحدّة ألسنتكم؛ بل تهدون الناس بأخلاقكم وتواضعكم وكظم غيظكم والصبر على الأذى والعفو عن الجاهلين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 21758 من موضوع احذروا وسوسة الشيطان فلا نبيّ بعد محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 10 - 1432 هـ
    13 - 09 - 2011 مـ
    03:54 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    احذروا وسوسة الشيطان فلا نبيّ بعد محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..

    اقتباس المشاركة :
    سألَ أحد الأنصار قائلاً: إمامي الغالي أرجو تفسيرا لحالة صديقي الذي يقول بأن الله يكلمه في المنام بالكتابة، ويُعلمه بالغيب، ويرسل له ملائكة وقت النوم، يكلمونه فيسمعهم، ويأمرونه بقراءة القرآن والصلاة..
    انتهى الاقتباس
    فأجاب الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني:
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما بعد..
    يا حبيبي في الله، إنّي الإمام المهديّ أقسم لك بالله العظيم من يُحيي العظام وهي رميم؛ ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم إن كان صاحبك كما تقول فإنّه يتخبّطه مسّ شيطانٍ رجيمٍ، فاذهب به إلى مُعالجٍ بالقرآن العظيم ولا غير القرآن لكي يقرأ عليه من آيات الذّكر الحكيم قدر ساعةٍ كاملةٍ، ولسوف ترى بأمِّ عينك صراخ مسّ الشيطان فيه يحرقه نور القرآن العظيم.

    ويا حبيبي في الله، إنّما الشيطان يريد أن يخدعه ويقول له إنّه مَلَكٌ كريمٌ ومن ثمّ يدعوه إلى عبادته من دون الله من بعد حين، وها هو يجعله يعتقد أنّه نبيٌّ جديدٌ من ربّ العالمين لكي يجعله يكفر بفتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {
    مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5663 من موضوع المقصود من معنى رياح المقابر..



    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 09 - 1430 هـ
    12 - 09 - 2009 مـ
    12:35 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    المقصود من معنى رياح المقابر ..

    اقتباس المشاركة :
    السلام على من أتبع الهدى وعلى من سارع لمغفرة من الله ورضوان .
    أمامنا الحبيب , هل من سبيل للتغلب على رياح المقابر ونزغ الشياطين ؟
    أفدنا بها أعانك الله وثبتك على السراط المستقيم .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    عابد رضوان الله .
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبالنسبة لنزغ الشيطان، قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وأما رياح المقابر فهو أحد أنواع سحر التّخييل، ولعن الله السحرة لعناً كبيراً إلا من تاب وأناب، وإنّما هدفهم من ذلك الدعوة للشرك بالتضرّع إلى أصحاب القبور، فلا تتّبع الكفرة الفجرة ولا تُشرك بالله شيئاً إنّ الشرك لظلمٌ عظيم.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. فهل تريدون ما بدأناه نعيدُ كتابته من جديدٍ وقد كتبناه منذ أمدٍ بعيدٍ؟ وأبشركم ببأسِ من الله شديد، وذكّر بالقرآن من يخاف وعيد ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى سماحة الشيخ شوقي إبراهيم عبد الكريم علّام مفتي الديار المصرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-10-2019, 01:07 AM
  2. فهل تريدون ما بدأناه نعيدُ كتابته من جديدٍ وقد كتبناه منذ أمدٍ بعيدٍ؟ وأبشركم ببأسِ من الله شديد، وذكّر بالقرآن من يخاف وعيد ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى سماحة الدكتور محمد الخلايلة المفتي العام للمملكة الأردنية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-10-2019, 01:07 AM
  3. [ فيديو ] قرب قيام السّاعة، ونفي شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام .. إلى أبي راشد الذي أتى من جديدٍ ليحاجِج بالقرآن المجيد.
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-10-2018, 10:03 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •