الموضوع: أسئلة مروان حسين

النتائج 151 إلى 160 من 227
  1. افتراضي


    اقتباس المشاركة 167105 من موضوع ردّ الإمام المهدي على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار..

    - 7 -
    [ لمتابعة رابط المشاركــــة الأصليّة للبيــــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=167080

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 02 - 1436 هـ
    24 - 11 - 2014 مـ
    11:46 مساءً
    ــــــــــــــــــ


    الله لا يعذب الأمواتَ من الكفار الغافلين الظالمين؛ من الذين لم تُقَم عليهم الحجّة ..

    اقتباس المشاركة : الباحث30/9
    واما ابوي الرسول فلا ولم ولن اقول انهم في الجنه او في النار او في الاعراف وانما استطيع القول: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
    ويا اخواني اذا اردتم ان اكون من الذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون فلا استطيع الكذب على الله واذا اردتم ان اقول امامي صدقت وبالحق نطقت وانا ليس مصدق في قلبي فلن اقول ذلك واذا اردتم ان انافق واقول والله لن ارضى حتى يرضى ربي وانا غير موقن بذلك فأنا اسف واذا اردتم ان اتوقف عن الحوار كما اخونا قول الحق فلكم ذلك واقول سمعا وطاعه المهم ان تكونوا على علم اني لم اصل الى اليقين وجزاكم الله خيرا انتم والامام المهدي خير عالم في المسلمين وشكرا
    انتهى الاقتباس من الباحث30/9
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، أما بعد..
    ويا حبيبي في الله الباحث عن الحقّ، إنّ حسب فتواك بأنَّ أبوي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كانوا مؤمنين يعبدون الله وحده لا شريك له، فمن ثمّ نردّ عليك بقول الله تعالى:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [النمل:64].

    كونهم حسب فتوى الله في محكم كتابه من الكافرين الغافلين لأنّ الله توفاهم من قبل أن يبعث إليهم نذيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:3].

    وقول الله تعالى :
    { لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ } صدق الله العظيم [يس:6].

    ويشملهم وكافة الأموات أمثالهم من الذين ماتوا قبل بعث النذير إليهم، فيشملهم حكم الله في قوله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    وبما أنّ الله لن يعذب الكفار الغافلين حتى يبعث إليهم نذيراً فيقيم الحجّة عليهم فكذلك شأن الكفار الغافلين الذين ماتوا من أقوامهم قبل بعث النذير وإقامة الحجّة عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ}. تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فكيف إذاً سوف يعذب أمواتَهم وهم من الكفار الغافلين الظالمين؛ من الذين لم تُقَم عليهم الحجّة؟ ومن الكفار الذين ماتوا وهم غافلين؛ أبوي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أصررْتَ على أنَّهم من المؤمنين فهاتِ برهانك أنّهم كانوا مؤمنين يعبدون الله وحده لا شريك له.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..

    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 167277 من موضوع ردّ الإمام المهدي على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار..

    - 8 -
    [ لمتابعة رابط المشاركــــــة الأصليّة للبيــــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=167268

    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 02 - 1436 هـ
    26 - 11 - 2014 مـ
    07:05 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    فتاوى وبيانٌ وردٌ على السائلين بالحقّ المبين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، أما بعد..
    . ويا أخي الكريم السائل عن بيان قول الله تعالى: {لتُنذِرَ‌ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ‌ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿٦﴾ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِ‌هِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٧﴾ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ﴿٨﴾ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُ‌ونَ ﴿٩﴾ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْ‌تَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْ‌هُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وموضع السؤال هو عن البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِ‌هِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم. أي حقّ العذاب على أكثر الأقوام الذين ابتعث الله إليهم رسله فلم يؤمنوا بهم ولا اتّبعوهم إلا قليلٌ من أقوامهم، وأكثر أقوامهم أعرضوا وكفروا بدعوة رسل الله فحقّ عليهم القول في أممٍ قد خلت من قبلهم في النار بسبب عدم إيمانهم بما أنزل الله عليهم على لسان رسله من آياته البيّنات حتى إذا أهلكهم الله بسبب كفرهم بآيات ربّهم، فمن ثمّ يقول الله تعالى: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    والمحاجّة بين أمّتين وهي الأمّة التي أهلكها الله وأمّة من قبلهم من الأمم وهي الأمّة الأولى من بعد الرسول مباشرةً كونهم السبب في ضلالهم فهم أوّل من ابتدع المبالغة في عباد الله المكرمين زلفةً إلى ربّهم وصنعوا لهم تماثيل لصورهم ودعوهم من دون الله وقالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله، وقد تبيّن للمهلَكين أنّ السبب في ضلالهم هي الأمّة الأولى المبالِغة في عباد الله المكرّمين، واكتشفوا أنّها أول من ابتدع أصناماً تماثيل لعباد الله المقربين. ولذلك قال الله تعالى:
    {كلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)} صدق الله العظيم.

    وبيّن الله لكم أنّ المعذَّبين هم الذين أقيمت عليهم الحجّة بتنزيل آيات الكتاب على لسان رسله ولذلك قال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    . وأمّا سؤالك عن البيان الحقّ: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِ‌هِمْ}، فتجده في قول الله تعالى: {وَمَا أَكْثَر النَّاس وَلَوْ حَرَصْت بِمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:103]. فما صدّق بآيات الله واتّبع الرسل من أقوامهم إلا قليلٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ} صدق الله العظيم [سبأ:13].

    . وأما سؤالك عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْ‌تَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْ‌هُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [يس]. ويقصد الذين أزاغ الله قلوبهم من غير ظلمٍ؛ بل السبب من عند أنفسهم لكونهم زاغوا في القرار وهو التكذيب وعدم الاتّباع فمن ثمّ أزاغ الله قلوبهم فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ} صدق الله العظيم [الصف:5].

    فبعد أن أزاغ الله قلوبهم من غير ظلمٍ بل السبب من عند أنفسهم فهنا ومهما حرص على هداهم فلن يؤمنوا إذاً أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا ربّهم إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)} صدق الله العظيم [الكهف]. فأصبح الأمر {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْ‌تَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْ‌هُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} ليس أنّ الله أزاغ قلوبهم ظلماً لهم؛ سبحانه ولا يظلم ربك أحداً! بل تبيّن لكم السبب هو جدلهم لأنبياء الله بالباطل وتكبرهم وعدم السماح لعقولهم بالتفكر في منطق أنبياء الله الذين جاءُوا بالحقّ، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا ربّهم إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)} صدق الله العظيم.

    . وأما سؤالك عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ‌ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَ‌ةِ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]. وذلك من بعد رسول الله إليهم ليدعوهم إلى دين الإسلام ولم يقبلوا إلا دين آبائهم فهم على آثارهم مقتدون ورفضوا الدين الحقّ من ربّهم.

    . وأما سؤالك عن بيان قول الله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٥١﴾الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الحقّ مِن رَّ‌بِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [القصص]. فيقصد طائفةً من أهل الكتاب من النصارى من الذين استمعوا إلى القرآن ففاضت أعينهم من الدمع مما عرفوا من الحقّ. وقال الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحقّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الحقّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(86)} صدق الله العظيم [المائدة]. ولذلك قالوا إنّا كنا من قبله مسلمين في قول الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الحقّ مِن رَّ‌بِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    . وأما سؤالك عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِ‌ينَ ﴿٨٠﴾وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النمل]. فتلك فتوى من ربّ العالمين أنّه لن يسمع آيات الله إلا من أسلم لله واتّبع آياته واعتصم بها وكفر بما يخالفها فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ لكونه اتّبع البرهان المبين من ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿174﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿175﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ​. وأما سؤالك عن قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ﴿٤٨﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّـهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴿٤٩﴾ انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا ﴿٥٠﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَـٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ﴿٥١﴾أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ ۖ وَمَن يَلْعَنِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ﴿٥٢﴾ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ﴿٥٣﴾ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ﴿٥٤﴾فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴿٥٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [النساء]. فتجد أنّ الله لا يعذب من أشرك به إلا من بعد إقامة الحجّة عليه بآيات ربّه المحكمات في محكم كتابه، ومن أصرّ على شركه وكفر ببرهان ربّه واتّبع من لا برهان له فإنما حسابه عند ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)} صدق الله العظيم [المؤمنون]. وهم الكافرون بالله وآياته.

    ويا حبيبي في الله، إنّني لا أجد في الكتاب أنّ الله يعذب المشركين إلا من أعرض عن آيات ربّه برهان العبودية للربّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولا أجد في الكتاب أنّ الله يجازي إلا الكفار بالله وآياته ورسله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)} صدق الله العظيم [سبأ]. فانظر لقول الله تعالى {ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)} صدق الله العظيم، أي وهل نجازي إلا من كفر بربه فأعرض عن آياته؟ ألا وإنّ برهان الله على المعرضين من الإنس والجنّ هو القرآن العظيم فمن أعرض عنه واعتصم بما يخالفه فليس من المسلمين المستسلمين لاتّباع ما أنزل إليهم من ربّهم.

    ويا حبيبي في الله الباحث عن الحقّ، إن لآيات القرآن مواضعاً فكلّ آيةٍ تخصّ موضوعاً ما، وأراك تجعل الآية تشمل كل المواضيع والأحكام وتبني على ذلك الحكم، وهنا حتماً سوف تخطئ في بيانك لها فتقول على الله ما لا تعلم، وذلك من أمر الشيطان:
    {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:169]. ولكنّ الله حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحقّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33].

    فكن من الشاكرين يا قرة العين، فتفسيرك هذا سوف تقف أمامه عقباتٌ كثيرةٌ في آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين فتجعلُك الآياتُ المحكمات أمام خيارين اثنين؛ أن تؤمن ببعضٍ الكتاب فتكفر ببعضٍ، وعلى سبيل المثال تتّبع آياتٍ تحتاج للتفسير والبيان فتأتي بتفسيرها حسب هواك من عند نفسك فتجعلها برهاناً مبيناً من عند نفسك بالتفسير بغير الحقّ المقصود، وكذلك الطّامة الكبرى الإعراض عن الآيات المحكمات البيّنات التي سوف تقف لتفسيرك بالمرصاد، مثال قول الله تعالى: {يامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} صدق الله العظيم [الأنعام]. وهذه من آيات أمّ الكتاب المحكمات أنّ الله لم يعذب في الآخرة إلا من أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل الذين يتلون عليهم آيات ربّهم، فتجد الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل أقرّوا واعترفوا بأنّ ربّهم بعث إليهم رسله بآياته، ولذلك كان ردّهم على ربّهم بالاعتراف في قول الله تعالى: {يامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} صدق الله العظيم.

    والسؤال الموجّه لربّ العالمين مباشرةً: يا إله العالمين، وما حكمك على الكافرين الذين ماتوا من أقوامهم من قبل بعث رسل الله إليهم؟ والجواب من الربّ في محكم الكتاب مباشرةً:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]. والأمّة الوسط لم يبعث الله فيهم نذيراً في أممهم الوسطى. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم [يس].

    وربّما يودّ الباحث عن الحقّ أن يقول: "ولماذا يا إمامي قلت والأمّة الوسط لم يبعث الله فيهم نذيراً في أممهم الوسطى، فما تقصد بقولك هذا؟". فمن ثمّ نردُّ على السائلين ونقول: كون الله لا يقصد أنّه ما آتاهم من نذيرٍ في آبائهم الأولين في الأمم الأولى؛ بل يقصد آباءهم في الأمم الأقرب إلى أمّتهم لكون الله بعث في آبائهم الأولين في الأمم الأولى نذيراً. ولذلك قال الله تعالى:
    {بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ (81) قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ويا حبيبي في الله، إنّ بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني تأسس على تفصيل البيان للقرآن بالقرآن ولذلك فلن تجد فيه تناقضاً شيئاً؛ بل تجد بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضاً، وأما بيانك فهو كمثل تفاسير المفسرين من عند أنفسهم وحتماً تجعلون كتاب الله متناقضاً في نظر العالمين! والسبب ليس من عند الله وما جعله الله متناقضاً؛ بل السبب من عند أنفسكم وهي تفاسيركم لآيات القرآن وأنتم لستم من الراسخين في علم الكتاب. فلو أنّكم أخذتم المحكم وتركتم تفسير الباقي لأهله لنجوتُم ولكنّكم اتّبعتم ظاهر المتشابه الذي لا يزال بحاجةٍ للتفصيل والبيان وأعرضتم عن آيات محكم القرآن، وأولئك زاغوا عن الحقّ من ربّهم وأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، وبسبب قولهم على الله ما لا يعلمون تفرّقوا إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون.

    وبعث الله لبيان حقيقة اسم الله الأعظم الإمامَ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني برحمة الله التي وسعت كل شيءٍ إلا من أبَى رحمة ربّه وأنكر أنّ الله أرحم الراحمين ويريد شفعاءً له بين يدي من هو أرحم به من عباده؛ وأولئك لن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً ويصلون سعيراً حتى يعلموا أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين ويعلموا أنّهم ظلموا أنفسهم باليأس والقنوط من رحمة ربّهم وبحثوا عن الرحمة عند سواه ليشفع لهم عند الله أرحم الراحمين، ولذلك قالوا لخزنة جهنم:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالبيّنات قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} صدق الله العظيم [غافر].

    وأما البرهان أنّهم يائسون مُبلسون من رحمة الله تماماً، فبعد أن استَيْأَسوا من شفاعة الملائكة من طلب التخفيف فمن ثمّ طلبوا من مالك خازن النار أن يدعو ربّه ليقضي عليهم بالموت الخالد. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُم بالحقّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78)} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وها هو الإمام المهديّ الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسرِّه يدعوكم إلى الاحتكام إلى الله في كافة ما كنتم فيه تختلفون، ووعدٌ علينا غير مكذوبٍ أن يهيمن المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للذكر على كافة علماء الأمصار في جميع الأقطار فلا يجادلنا عالمٌ من القرآن إلا غلبناه بسلطان العلم الملجم وهيمنّا عليه بحكم الله المهيمن على الكلّ، سبحانه وتعالى عمّا يشركون!

    ويا مسلمين اتقوا الله، فوالله ثمّ والله إنّ الإمام المهديّ ليتحدّى بالبيان الحقّ عقولكم إن كنتم تعقلون! ولكن الطّامة الكبرى أنّ كثيراً ممن علموا بدعوة ناصر محمد اليماني لم يُعطوا لعقولهم فرصةً للتفكّر والتدبّر في البيان الحقّ للذكر ووقعوا في مكر الشياطين بالصدّ عن التصديق بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم كون الشياطين وسْوَسوا لكثيرٍ من الذين تتخبطهم مسوس الشياطين ليدّعي أنّه المهديّ المنتظَر، والحكمة الخبيثة من ذلك حتى إذا بعث الله إليكم الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم فأوّل ما تقولون: "إنْ هو إلا كمثل غيره ممن يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر بين الحين والآخر"؛ فيعرضوا من قبل أن يستمعوا، ولم يسمحوا لعقولهم بالتفكر والتدبر في البيان الحقّ للذكر فلعلّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وليس من الممسوسين، فلا يجوز لهم أن يحكموا على ناصر محمد اليماني بأنّه كمثل غيره ممن يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر حتى يتدبّروا ويتفكّروا في منطق سلطان علمه؛ هل ينطق بالحقّ أم يفسِّر القرآن على هواه من عند نفسه، وما خطب ناصر محمد اليماني وماذا دهاه حتى يدعي شخصيّة المهديّ المنتظَر؟ حتى إذا تنازل عن كبرهم وغرورهم علماءُ الأمّة فتدبروا وتفكّروا في بيان الإمام المهدي للقرآن العظيم وحتى إذا رضخت له عقولهم فأفتى كلَّ إنسانٍ عقلُه أنّ ناصر محمد اليماني لينطق بالحقّ ويهدي إلى صراط ٍمستقيمٍ فهو يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّه القرآن العظيم فمن ثمّ توسوس له نفسه بالباطل ضدّ قرار العقل! فتقول له نفسه: "أتريد أن تتّبعه؟ فتذكر لو لم يكن ناصر هو المهديّ المنتظَر أفلا يعني ذلك أنك ضللت عن الصراط المستقيم؟". فمنهم من يتّبع هوى نفسه وخسر خسراناً مبيناً، ومنهم من اتّبع عقله وردّ على نفسه وقال:

    "وحتى ولو لم يكن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فما ضللتُ عن الصراط المستقيم ما دمتُ اتّبعت ذكر ربّي في محكم القرآن العظيم وعبدت ربّي وحده لا شريك له ورجوت رحمته واستغنيت برحمته عن عقيدة الشفعاء بين يدي الله أرحم الراحمين، فكيف يضلّ عن الصراط المستقيم من اعتصم بالله؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)} صدق الله العظيم [الحج]، وناصر محمد اليماني تأسّست دعوتُه على الاعتصام بالله والاستغناء برحمته التي تشفع من غضبه وعذابه".

    ثم يقول أولو الألباب: "فنحن لا نعبد المهديّ المنتظَر، وحتى ولو لم يكن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فما ضلّ من اتّبعه لكونه يدعو إلى عبادة الله الواحد القهار على بصيرة القرآن العظيم ويفصّل القرآن بالقرآن، فلم يجعل لنا ناصر محمد اليماني الحجّة للإعراض عنه؛ بل الحجّة بالحقّ هي مع الإمام ناصر محمد اليماني سواء يكون هو المهديّ المنتظَر أو مجدداً للدين فقد أقام الحجّة علينا، وما دام يفتي أنّه المهديّ المنتظَر ووجدنا الله قد أيّده بسلطان علم البيان فصدقناه فإن يكن كاذباً فعليه كذبه. وأهم شيء أننا اتّبعناه على بصيرةٍ من الله لكونه هيمن علينا بسلطان علم البيان الحقّ للقرآن، وما جادله عالِمٌ إلا غلبه فأصدقه الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي تصديقاً لفتوى جدّه إليه في منامه بإذن الله أنّه هو المهديّ المنتظَر؛
    [وما جادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته]، وقد أصبحت رؤياه حجةً علينا من بعد أن رأينا أنّ الله قد أصدقه الرؤيا بالحقّ على مدار حوار عشر سنواتٍ حاور ناصر كثيراً من العلماء والباحثين عن الحقّ، فتدبّرنا الحوار على مدار عشر سنوات مضت فوجدنا أنّ ناصر محمد هو المهيمن بسلطان علم البيان الحقّ للقرآن، فما وجدناه قرآنياً يفسّر القرآن على هواه، وما وجدناه شيعيّاً يقول على الله ما لا يعلم ويبالغ في حبّ آل البيت لدرجة الشرك بالله فيدعونهم من دون الله، وما وجدناه سنيّاً معتصماً بالسُّنة وترك القرآن وراء ظهره، وما وجدنا ناصر محمد اليماني يَتَمَذْهبُ مع أيّ مذهبٍ ولا يتعصَّب مع أي فرقة؛ بل وجدناه يعلن الكفر بالتعدديّة المذهبيّة والحزبيّة في دين الله، ويدعو إلى اتّباع كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، ويدعو علماء المسلمين وأمّتهم إلى الاحتكام إلى الله وحده لا شريك له، وقال ناصر: فما على ناصر محمد إلا أن يأتيكم بحكم الله مما تنزّل على محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- إن كنتم مؤمنين بما أُنزل على محمدٍ رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين صلّى الله عليه وآله وسلم".

    فذلكم منطق أولي الألباب منكم خير الدواب، وأما أشرهم فسوف نجدهم صمٌّ بكمٌّ عميٌّ فهم لا يعقلون ولا يسمحون لأنفسهم أن يتفكروا في البيان الحقّ للقرآن ويصدّون عن اتّباع ناصر محمد اليماني صدوداً شديداً، أولئك سيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنهم يصدّون الناس عن اتّباع آيات الله وليس عن اتّباع ناصر محمد اليماني فما جاءهم ناصر محمد بكتابٍ جديدٍ وإنّما يبيّن للناس هذا القرآن العظيم، فما ظنّكم بمن علم بالحقّ فكتمه وأبَى الاعتراف بالحقّ وصدّ عنه صدوداً؟ فما موقفه عند ربّه؟ فليتذكر قول الله تعالى:
    { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولسوف يأتي يومٌ يلعن بعضهم بعضاً، أي يلعنُ العلماءَ التابعون لهم لكونهم أضلّوهم حسب فتواهم أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ، ولن يغني عنهم علماؤهم من الله شيئاً. وما أشبه الليلة بالبارحة فما حدث في عصر بعث الأنبياء كذلك يحدث في عصر بعث المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم! فليتذكروا قول الله تعالى:
    {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33) وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37) وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)}
    صدق الله العظيم [سبأ].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ___________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  2. افتراضي


    اقتباس المشاركة 166385 من موضوع ردّ الإمام المهدي على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار..

    - 1 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــة الأصليّة للبيـــــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=166379

    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 01 - 1436 هـ
    19 - 11 - 2014 مـ
    08:00 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين، أمّا بعد..
    سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي في الله، ونقتبس من بيان حبيبي في الله (قول الحق) ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    فهل بالعقل والمنطق ان يسمع اي انسان لإيات الله ويعتبرها اساطير الاولين ؟ فهل اي انسان عاقل سواء في عهد مبعث الرسل او في الفترة من قبل مبعث الرسل يسمي أيات الله باساطير الاولين؟
    انتهى الاقتباس
    والجواب على النقطة الأولى التي يقول فيها الأنصاري (قول الحق) ما يلي: فهل بالعقل والمنطق ان يسمع اي انسان لآيات الله ويعتبرها اساطير الاولين؟ فمن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي، إنّ كافة المكذبين من أمم الأنبياء يقولون: {إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنعام:25]؛ رغم أنّهم ليسوا من شياطين البشر الكافرين بالحقّ من ربِّهم وهم يعلمون أنّه الحقّ؛ بل يقول ذلك قومٌ لا يعلمون أنّه الحقّ من ربِّهم؛ بل هم ضالون عن الصراط المستقيم.

    ويا رجل، حتى لا نخرج عن الموضوع فدعنا في الأقوام الذين ماتوا قبل بعث رسل ربهّم إليهم، فلا يوجد كتابٌ بين أيديهم ولا آثارة من الآيات حتى تلومهم، وتريد أن يُلقى بهم في نار جهنم! ويا رجل، إنّ سبب قولهم حين سمعوا عن البعث في قصص الأولين هو: بما أنّه لا يوجد لديهم رسولٌ من ربِّهم ولا كتابٌ بين أيديهم تَنزّل من ربِّهم على أمّةٍ قبلهم فيدرسون آياته ويتدبّرونها؛ بل نقول لا وجود لكتابٍ تنزّل إليهم من ربِّهم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ ليتدبّروا آياته فلذلك حين سمعوا بقصص البعث جاءت في قصص الأمَم الأولى فقط لا غير من غير برهانٍ بين أيديهم من ربِّهم ولذلك قالوا: " أساطيرُ الأوّلين ". والبرهان أنّهم لم يسمعوا من آيات الكتاب شيئاً تجده في قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [الأحقاف:4].

    ونستنبط من ذلك أنّ آباء هؤلاء لم يكن لديهم كتابٌ من الله ولا آياتٌ يدرسونها على الإطلاق وإنّما يسمعون عن القصص أنّه يوجد هناك بعثٌ فظنّوا أنّ ذلك مجرد أساطير الأولين. ولكنّهم لو كذّبوا بآيات ربّهم التي تتلى عليهم إذاً لأقيمت عليهم الحجّة وقضي الأمر أنّهم من أصحاب الجحيم ممن أقيمت عليهم الحجّة، ولكنّ الكفار من أصحاب الأعراف لم يتنزّل عليهم كتابٌ ولم يأتيهم نذيرٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ونستنبط من خلال ذلك أنّ الأمّة الوسط ليس لديها نذيرٌ ولا كتابٌ تدرسه، إذا يا حبيبي في الله فكيف تقول أنّه من غير المعقول أن يَصِفوا ذكر آيات ربّهم بأساطير الأولين؟ ولكنّي لم أجد في الكتاب أنّه يوجد آياتٌ تتلى عليهم ولا نذيرٌ، فمن أين أتيت بهذا الخبر هداك الله؟ فهل تريد أن تقيم الحجّة عليهم بغير الحقّ؟ وهيهات هيهات ولا يظلم ربّك أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً فما ظنّك بمن لم يأتِهم نذيرٌ من الكفار، فهل سوف يعذّبهم الله؟ ألم يقل الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم؟ إذاً لا وجود للآيات بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ أُنزلت إليهم من ربِّهم لكون الله لا يبعث رسولاً إلا بلسان قومه حتى يفقهوا قوله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمه لِيُبَيِّن لَهُمْ فَيُضِلّ اللَّه مَنْ يَشَاء وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم} صدق الله العظيم [إبراهيم:4].

    ويا حبيبي في الله السائل، حقيقةً أقولها بالحقّ أنّ سؤالك إلينا من قبل كان منطقيّاً وذا أهميّةٍ كبرى حتى نُبيّن نقطةً في قولهم: {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52]، فمن ثمّ بيّناها بالحقّ للأنصاري السائل (قول الحق) لكوننا لم نبيّن هذه النقطة في الآية من قبل، ثمّ جاءك البيان وصاحبك وأيقنتما به والحمد لله ربّ العالمين.

    وأما سؤالك هذا الذي بقولك: (هل يوجد إنسان يسمع آيات الله تتلى عليه فيسميها أساطير إلا شياطين البشر؟). فمن ثمّ نردّ عليك بالحقّ: ليس فقط الشياطين من يقولون ذلك؛ بل كافة الكافرين من الأمم ظنّوا أنّها نفس الأساطير التي كانوا يسمعون عنها في قصص الأولين وهم لا يعلمون أنّه قد جاءهم الحقّ من ربِّهم. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فهذا قول الكفار الذين كفروا بآيات ربّهم التي تُتلى عليهم، وظنّوا أنّه تمّ تأليفها على أساس قصص الأساطير للأمم الأولى، ولكنّه لا يحقّ لهم أن يسمّوها أساطير، كونها آيات محكمات جاءتهم بالحقّ من ربِّهم فكفروا بها وظنّوا أنّه تمّ تأليفها بناءً على قصص الأساطير الأولى؛ بل هي الحقّ من ربِّهم وكفروا بها، وأولئك أقيمت عليهم الحجّة بسبب وجود رسول ربّهم يتلو عليهم آيات ربّهم وكفروا بها.

    وأمّا الكفار الذين من قبلهم فلن يعذبهم الله بسبب تسميتهم لقصص الأولين أنّها أساطيرٌ لكون الله لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته، وإنما كانوا يسمعون عن قصص الأمم الأولى في القرون الغابرة بأنّه يوجد هناك بعثٌ، ولذلك ظنّوا أنّها مجرد أساطير لكونهم فقط سمعوا ذلك من قصص الأولين ولا يوجد كتابٌ لديهم يتدبرون آياته، ولذلك فلهم الحجّة على ربّهم لو يعذبهم كونه لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته. وقال الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    ونستنبط من ذلك أنّ الله لن يعذِّب من لم يبعث إليهم رسولاً لكون لهم الحجّة على ربّهم بسبب عدم بعث رسولٍ إليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم. وأولئك لا وجود لكتابٍ من الله بين أيديهم ليتدبّروا آياته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ويا أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، وتالله لو تعلمون لكم يسيئُني الجدل بينكم وفيكم الإمام المهديّ يبيّن لكم ما كنتم فيه تختلفون بإذن الله، لأنّ الجدل إذا طال يسبب المِراء ثم الكبر ثم تأخذ الإنسان العزّة بالإثم إلا من رحم رّبي فلا تأخذه العزّة بالإثم ويُسلِّم للحقّ تسليماً. فكونوا من الشاكرين إذ بعث الله الإمام المهديّ في أمّتكم، وكونوا من الشاكرين إذ قدّر الله لكم العثور على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وكونوا من الشاكرين إذ بصّركم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فأصبحتم بنعمة الله إخواناً. فتذكروا قول الله تعالى: {ولَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} صدق الله العظيم [آل عمران]. لكون الجدل والاختلاف يسبب تفرّق الأمّة إلى شيعٍ وأحزابٍ فتذهب ريحهم، كما هو حال المسلمين اليوم تفرّقوا إلى شيعٍ وأحزابٍ بسبب قول أئمةٍ اصطفوا أنفسهم أئمةً على الناس ولم يصطفِهم الله ويقولون على الله في دينه برأيهم وظنّهم من عند أنفسهم، فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، وفرّقوا أمّتهم إلى مذاهبٍ و شيعٍ وأحزابٍ فذهبت ريحهم، فلا تكونوا مثلهم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار. وإذا شعر الأنصاري أنه سوف يدخل مع إخوانه في جدلٍ عقيمٍ ومراء فليعتذر عن استمرار الجدل، ويقول: "سوف أترفع عن الجدل حتى يبيّن لنا إمامنا تلك النقطة متى ما يعثر عليها بإذن الله".
    وصَبِّروا أنفسكم وصابروا بعضكم بعضاً، ورابطوا في الدعوة إلى الله، واتّقوا الله لعلكم تُرحمون، وكونوا من الشاكرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 166593 من موضوع ردّ الإمام المهدي على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار..

    - 3 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــة الأصليّة للبيـــــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=166587

    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 01 - 1436 هـ
    21 - 11 - 2014 مـ
    03:36 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    مزيدٌ من البيان إلى حبيب الرحمن الأنصاري (قول الحق)، والحقّ أحقّ أن يتّبع وموعظة للسائلين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وجميع المؤمنين في كل عصر..
    ويا حبيبي في الله الأنصاري الحقّ (قول الحق)، فكذلك نترك الجواب إليك من الله مباشرة:
    {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء:15].

    ونستنبط من ذلك: أنَّ الله لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة أحداً إلا من بعد إقامة الحجّة على المعذبين المعرضين عن آيات الله في محكم كتابه والمستكبرين عن اتباعها، فأولئك هم أصحاب النار كونها أقيمت عليهم الحجّة ببعث رسول ربّهم إليهم بآيات الكتاب. وقال الله تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    فانظر لردّ ملائكة الرحمن على أصحاب النار الذين طلبوا من خزنة جهنّم أن يدعوا ربّهم ليخفِّفَ عنهم يوماً من العذاب، وقالت لهم الملائكة وهل ظلمكم الله فعذّبكم في النار ولم يبعث إليكم رسله بالبينات؟ فاعترف أصحاب النار أنَّ ربَّهم أرسل إليهم رسله بالبينات. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49)قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} صدق الله العظيم [غافر].

    فأخبرتهم الملائكة أنّه أقيمت عليهم الحجّة ببعث رسل ربّهم إليهم بالآيات البينات من ربّهم، وقالت لهم الملائكة لا تدعوا عبيده ليشفعوا لكم عند ربّكم فهو أرحم بكم منهم فادعوا الله أرحم الراحمين؛ وذلك ما يقصده الملائكة في ردّهم على أصحاب النار:
    {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} صدق الله العظيم؛ أي فادعوا الله الأرحم بكم من عبيده وما دعاء الكافرين لعبيد الله أن يشفعوا لهم عند ربّهم أن يُخفِّف عنهم يوماً من العذاب إلا في ضلالٍ، ولم يفقه أصحاب النار ما تقصده الملائكة ولم يلهمهم الله مقصدهم كونهم من رحمته مُبلِسين مستيئِسين، وقد صدر من الله إلى خزنة جهنم أن يسألوا كل فوجٍ يدخل النار من الكفار هل بعث الله إليهم نذيراً فكذبوه حتى يكونوا شهداء على أنفسهم أنَّ ربَّهم لم يظلمهم شيئاً. وقال الله تعالى: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)} صدق الله العظيم [الملك].

    وكذلك خاطب الله من وراء حجابه كافة عباده الكافرين أصحاب النار من الجنّ والإنس من الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث رسل ربّهم بآياته فكذبوهم حتى يكونوا شهداء أي كافة الكافرين من الجنّ والإنس أنَّ ربَّهم لم يعذبهم حتى بعث إليهم رسله بآياته وكفروا بها فأقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل، وحتى يكونوا شهداء على أنفسهم كافةُ الكفار من الجنّ والإنس أنّ الله لم يظلمهم شيئاً وأنّه لم يعذبهم إلا وقد بعث إليهم رسله ليتلوا عليهم آياته فكذبوا بها. وقال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:130].

    وكل ذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {{{{{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}}}}} صدق الله العظيم.

    وبالنسبة للآية التي تريد السؤال عنها في قول الله تعالى:
    {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ(133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ (134) قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ(135)} صدق الله العظيم [طه].

    وفي هذه الآيات يخاطب الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسول وتنزيل القرآن العظيم فيخاطبهم الله ويقول فلو أنّنا أهلكناهم بعذاب من قبله؛ أي لو عذّبهم الله من قبل بعث رسول الله إليهم لقالوا:
    {رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ (134)}، وبما أنّ الله أرسل لهم سبيل الهدي فأعرضوا عن هدى ربِّهم ووصفوا هدى ربّهم بالضلال البعيد، ولذلك خاطب الله رسوله أن يردّ عليهم بهذا القول: {قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ(135)} صدق الله العظيم.

    ورضي الله عنك أيها الأنصاري (قول الحق) ورضي الله عن الأنصار السابقين الأخيار، ولا حرج ممّا سألتَ يا قُرّة عين إمامك، وحتى ولو كنت من الأنصار فلك الحقّ أن تسأل ليطمئِن قلبك كونك لم ترقى بعد إلى مستوى عبيد النّعيم الأعظم، وأرجو الله أن يرقي مستواك في عبوديتك لربك إلى أن تعبد رضوان ربك غايةً وليس وسيلةً حتى يأتيك اليقين فتعلم يقين حقيقة النّعيم الأعظم فمن ثم يأتيك اليقين أنَّ المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليماني لا شكّ ولا ريب، ذلك لو علمت علم اليقين حقيقة اسم الله الأعظم أنَّه حقاً النّعيم الأعظمُ من جنات النّعيم كون الله جعل حقيقة اسمهِ الأعظم آية التصديق للإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    ألا والله إنَّها أكبرُ وأعظمُ آيةٍ أيَّد الله بها لعبدٍ في الملكوت على الإطلاق هي آية الإمام المهديّ حقيقة اسم الله الأعظم كون حقيقة اسم الله الأعظم هو أكبر من كافة آيات الله في الملكوت كلِّه فلا يعدلهُ شيءٌ، ولذلك تجد عبيد النّعيم الأعظم لن يرضى أحدُهم بالملكوت كلِّه حتى يرضى ربُّه حبيبُ قلبِه وهم على ذلك من الشاهدين.


    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    __________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  3. افتراضي سؤال من الواقع

    السلام عليكم اخواني اخواتي فالله لدي سؤال من واقعنا المرير والله المستعان هو انه في ظل المعارك الدائرة بين القوى المتقاتلة يتم نهب ممتلكات الناس في بعض المناطق ويقومون ببيعها في الاسواق في مناطق اخرى فالسؤال هل هنالك اثم على من يشتري منهم مع علمه او بدون علمه انه مسروق مع الاخذ بعين الاعتبار ان بعض الناس بحاجة لهذه الاغراض نظرا لانه يتم بيعها بسعر اقل من المواد الغير مسروقة في نفس المنطقة ارجوا الاجابة عن علم وجزاكم الله خيرا

  4. افتراضي

    بسم لله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين في الأولين والآخرين وفي الملاء الى يوم الدين سلام عليكم أجمعين أما بعد حبيبي حسين .. ولعدم مشاركة او تدخل احد سأعطيك رأيي أخي الحبيب في هاته النازلة او هذا السؤال وأتمنى ان اكون على حق وأن يتدخل أحد اخر فيزكيه ان كنت على حق او يصححه لي إن كنت على خطأ .. اخي الحبيب لا أعتقد ان هناك اثم او وقع ذنب او خطأ على من اشترى تلك المقتنيات او الأشياء دون علمه من مصدرها لكونه لا يعلم أنها مسروقة .. وأما الذي يعرف انها مسروقة فيشتريها فأعتقد انه اذنب في حق نفسه وفي حق مجتمعه فهوا بهاته الطريقة يحرض على السرقة ويشجع السارقين على سرقة مقتنيات الناس وبيعها بأثمنة اقل فيضر المسروق الذي هو الضحية صاحب الحق الأصلي والتاجر الذي يبيعها بالحلال فالافضل تجنب مثل تلك الاسواق لان شراء تلك المنتوجات المسروقة يشجع السارقين على السرقة مرة أخرى وقد يكون الضحية القادم هو المشتري نفسه فهاذا سيؤدي الى تفشي حالات السرقة والنهب والوقوع في حالة أشبه بحالات الغاب حيت القوي يأكل الضعيف ولن نعالج الخطأ بالخطأ فمن الأفضل تجنبها خير لكم ان شاء الله ولوا كنتم على الضرورة فالافضل شرائها بثمن مرتفع على شرائها من عند السارقين فتشجعونهم على السرقة مرة اخرى وهتك بيوت الناس والتطاول على ممتلكاتهم ففي الأول والاخير الرزق على الله والله خير الرازقين فصبرا جميلا والله المستعان والفتح من عنده سبحانه و تعالى قريب ونسأل الله العظيم ان يغير حال هاته الأمة ويوحد عباده ويرفع عنهم البلاء بسبب تفرقهم واعراضهم على كتاب الله القرآن العظيم والله ولي التوفيق

  5. افتراضي

    جزاكم الله خيرا واسأل الله ان يغنينا عنها وهو الغني الحميد لكن الامر من ذلك يعتبروها غنائم حرب ولا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل

  6. افتراضي الخوارج

    السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته .لدي سؤال حول الخوارج لماذا نعتو بهذه الصفة وهم يأخذون بأحكام القرأن ولا يلتفتون لا لعالم او جاهل وكثير من المسائل توافق مابينه الامام فلماذا دائما هم منبوذون ومحاربون .ام هذا ايضا من مكر الشياطين بأن اي احد يأخذ بنصوص القرأن اصبح خارجي او قرأني او ارهابي ....

  7. افتراضي

    الذي افهمه من خلال التعريف الذي ادرجته اخي ايمن ان غالبية المسلمين المتناحرين هم خوارج طبعا لاأقصد العوام الاميين لكن السلطات الحاكمة بقوة السلاح وفعلا لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ...اخ ايمن احب ان اشكرك لردودك على مختلف مشاركات الزوار والاسئلة وجزاك الله خيرا

  8. افتراضي

    الخوارج هم من خرجوا بغير الحق على إمام المسلمين الحق فقاتلوه وفرقوا جماعة المسلمين. أول فرقة خوارج هم أولئك الذين خرجوا على علي ابن ابي طالب رضي الله عنه، وكل من يفعل فعلتهم في كل زمان ومكان فهو خارجي.

  9. افتراضي

    أما ناصر محمد فرغم أنه هو الامام الحق لكنه لا يخرج على صف المسلمين لكيلا يزيدهم تفرقا إلى تفرقهم وإنما يستعمل معهم فقط الحوار والجهاد بالبيان لعلهم يهتدون فيستجيبون لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله، فشتان بين هذا وذاك.
    اقتباس المشاركة :
    ونحن حريصون على وحدة صفّكم ولم يبعث الله الإمام المهديّ ليزيدكم تفرقاً إلى تفرقكم، أفلا تعلمون أنّ الإمام المهديّ حين يصلي المغرب في صلاة الجماعة فإنه يُصلي ثلاث ركعاتٍ معهم برغم أنّي أعلم إنّما صلاة المغرب المفروضة هي ركعتان،
    ولكنّي حين أصليها فرديّة في سفرٍ أو في حضرٍ فإني أصليها ركعتين إلا أن أصلي في الجماعة فإني لا أخرج عن صفّهم حتى ولو كنت مُحقاً.

    فاهتموا بوحدة صفّكم فذلك هو أعظم عند الله وأهم مما تتجادلون فيه في مسائل لا تضرّ دينكم اختلافكم فيها؛ بل يضرّكم ويضرّ دينكم هو تفرّقكم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. فتفشلوا فتذهب ريحكم كما هو حالكم اليوم.

    فاتقوا الله أحبتي المُسلمين وهلّموا لجمع شملكم ولتوحيد صفّكم، أفلا ترون الأعداء قد شمّروا لحربكم وحرب دينكم؟ فاتقوا الله وتقبل الله صلواتكم وحجّكم وكافة عبادتكم لربكم إنّ ربّي غفورٌ شكورٌ، فأهم شيء أن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً(31)}
    صدق الله العظيم [النساء].

    وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ}
    صدق الله العظيم [النجم:32].

    فاتّقوا الله عباد الله، فكيف انّي أدعوكم لوحدة صفّكم ولجمع شملكم؟ كوني أستطيع أن أحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ثم نجتث التعدديّة المذهبيّة في دينكم التي كانت سبب تفرقكم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون ففشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم اليوم! فإلى متى الإعراض يا معشر عُلماء الأمّة؟ فاستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم حتى لا نخفي مما علّمنا الله شيئاً، كوني لا أريد أن أضيف فرقةً جديدةً إلى فرَقِكم بل أريد جمع صفِّكم ووحدة شملكم والعزّة لله جميعاً فكونوا عباد الله إخواناً إنّي لكم ناصحٌ أمينٌ.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي؛ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــ
    انتهى الاقتباس

  10. افتراضي

    إضافة

    اقتباس المشاركة 5401 من موضوع ردود الإمام على أبي جعفر من الشّيعة الاثني عشر: صدقَ محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بقوله: [ولكنّكم تستعجلون] ..

    - 4 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    18 - جمادى الأولى - 1430 هـ
    13 - 05 - 2009 مـ
    12:32 صباحاً
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=362
    ____________



    موعظةٌ لأخي عُقدة فلا تزيد الأمور تعقيدًا بين الشّيعة والسُّنة ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخي الكريم عُقدة، أرجو عدم تعقيد الأمور أكثر بين السُّنة والشّيعة، فإنّنا نريد أن نجعلهم إخوانًا في دين الله ونؤلِّف بين قلوبهم، فبعد أن كانوا أعداءً يُصبحوا بنعمة الله إخوانًا، وكذلك أدعو كافّة المذاهب والفرِقَ الإسلاميّة من الذين فرّقوا دينهم شيعًا وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون وخالفتم أمر الله المحكم في قول الله تعالى:
    {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].

    ولكنّكم تنازعتم ثم فشِلتم ثم ذهبت ريحُكم كما هو حالكم فأصبح أعداؤكم في عزّةٍ وشقاقٍ لدينكم ويتربّصون بكم فيجعلونكم تُناحِرون بعضكم بعضًا، أفلا تتّقون؟


    ويا معشر الشّيعة والسُّنة وكافّة المُسلمين والنّاس أجمعين، إنّي أُحذِّر النّاس من عذاب الله للمكذِّبين بدعوة الحقّ وسوف يحدث في يوم ثمانية إبريل 2005 الموافق يوم الجمعة يوم ميلاد هلال ربيع الأول الموافق 1426، ولربما تستغربون: "وكيف تقول هذا وقد مضى يوم الجمعة ثمانية إبريل 2005 الموافق 1426؟!" ثم نردّ عليهم: إنّي أعلمُ من الله ما لا تعلمون وبقي من يوم الجمعة ثمانية إبريل 2005 (تسع ساعات) بدءًا من ذلك اليوم، ولا تزالون في ذلك اليوم حسب يوم تاريخ يوم كوكبٍ آخر وأوشكت أن تنقضي هذه التسع ساعات وأنتم لا تعلمون، وبقي لموعد العذاب أربعة أشهر منذ عام البراءة من الله ورسوله في حِجّة الوداع لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - تصديقاً لقول الله تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّـهِ ۙ وَأَنَّ اللَّـهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولم تبقَ إلا ساعات قليلة تنقضي حسب ساعات كوكبٍ معلوم، ولا أريد أن أُحدِّد لكم موعد العذاب حسب يومكم لأنّكم سوف تُنظرون التصديق بالحقّ حتى تروا العذاب الأليم كمثل الذين: {قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    أفلا أدلكم على قولٍ خير من ذلك وأحسن قولًا؟ هو أن تقولوا:
    "اللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فاهدِنا إليه واجعلنا من السابقين إلى الصراط المستقيم من قبل أن نذلّ ونخزى إنّك أنت الغفور الرحيم، اللّهم إنّه لا علم لنا إلا ما علّمتنا إنّك أنت العزيز الحكيم، اللّهم إنّنا نفوض إليك أمرنا وإليك أنبنا لتهدينا إلى الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضّلال وأنت أرحم الراحمين".

    ويا معشر السُّنة والشّيعة وكافة المذاهب الإسلاميّة، إنّي أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أنّ محمدًا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأشهدُ أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الذي يهديكم إلى الحقّ من بعد الضّلال عن الحقّ، ويحكمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فيوحّد صفّكم، ويجمع الله به شملكم، فتقوى شوكتكم فتكون العزّة لكم في الأرض بالحقّ؛ فتحكمون بما أنزل الله ولا تظلمون النّاس شيئًا، فاتّقوا الله وأجيبوا داعي الحقّ الإمام المهديّ الذي يدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون، فقد جعل الله في كتابه الحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون كما جعل فيه الحُكم بين بني إسرائيل فيما كانوا في يختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ومن ثمّ دعاهم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليحكُم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، مُستنبطًا حُكمه من أحكام الله في الكتاب القرآن العظيم، ثم أعرض عن داعي الاحتكام فِرَقُ أهل الكتاب، وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    ذلك لأنّ أهل الكتاب من قبلكم قد جاء محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وهم قد فرّقوا دينهم شِيعًا وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، ولم يعودوا على منهاج أنبيائهم وأنصارهم الأوّلين، ولكنّهم أعرضوا عن داعي الاحتكام إلى كتاب الله كما ترون بنصّ القرآن العظيم:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم.

    وها أنتم أصبحتم مثلهم يا معشر المُسلمين وفرّقتم دينكم شيعًا وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وها هو المهديّ المنتظَر يدعوكم إلى كتاب الله ليحكمَ بينكم فإذا أنتم عن الداعي إلى كتاب الله معرضون فجعلتم لله عليكم سُلطانًا فيعذبكم مع الكفار بالقرآن العظيم إلا أن يشاء ربّي شيئاً وسع ربّي كلّ شيءٍ رحمة وعلماً، أفلا تشكرون؟!

    ويا معشر علماء أمّة الإسلام من الذين فرّقوا دينهم شيعًا، ويلعن بعضهم بعضًا، ويتفل بعضهم بعضًا، سألتُكم فأجيبوني هل المهديّ المنتظَر الذي له تنتظرون نبيٌّ أو رسولٌ؟ ومعروف جوابكم أنّ خاتم الأنبياء والمُرسَلين هو النَّبيّ الأميّ الأمين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، إذًا يا قوم إنما يبتعث الله الإمام المهديّ ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أي يأتي ليدعوكم إلى ما جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وها هو الإمام المهديّ
    (ناصر محمدٍ) بين أيديكم، وأقسم بالله العظيم الذي بعثني إليكم بالحقّ لو اجتمع كافّة علمائكم - يا معشر الذين فرّقوا دينهم شيعًا - الأوّلين والآخرين على طاولةٍ واحدةٍ لأحُكَمنّ بينهم بالحقّ حتى لا يجدوا في صدورهم حرجًا مما قضيتُ بينهم بالحقّ ويسلّموا تسليمًا، ولكن أي طاولة حوار سوف تتّسع لكافّة علماء المسلمين وكافة علماء النّصارى واليهود غير طاولة الحوار العالميّة (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) بالإنترنت العالميّة؟ فيحضرون للحُكم بينهم جميعًا فيما كانوا فيه يختلفون حتى لا يجد الذين يريدون الحقّ منهم حرَجًا في أنفسهم ويُسلموا تسليمًا أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو حقًّا الإمام المهديّ المنتظَر الموعود الذي يهدي الله به النّاس جميعًا فيجعلهم بإذن الله أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ صراط العزيز الحميد.

    ويا معشر الشّيعة، إنّي اليماني المنتظر الحقّ الذي يحكمُ بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، فحرَّفُتم وقُلتُم: "إنّما الصراط المستقيم هو الإمام المهديّ المنتظَر محمد بن الحسن العسكري"، وبرغم أنّ الشّيعة من أكثر المذاهب إلمامًا عن الإمام المهديّ ولكنّهم يضعون المُفترى بين الحقّ ليُناسب هواهم، وأكبر باحثٍ عن الإمام المهديّ من بين علماء المسلمين هو
    (الشيخ علي الكوراني العربي العاملي) منذ أمدٍ بعيد ولديه حقّ وباطل مُفترى في الروايات وبعض الروايات الحقّ يزيد عليها علماء الشّيعة تحريفًا واضحًا وبيّنًا، وبرغم أنّي لا أحبّ أن أجادل بالروايات لأنّهم سوف يعمدون إلى كلّ باطلٍ وأكثرها باطل مُفترى، ولكني مُضطر أن أوجه إلى معشر الشيعة سؤالًا: هل الإمام المهديّ محمد الحسن العسكري الذي له تنتظرون هو الصراط المستقيم الذي يدعو إليه اليماني الذي به تعترفون أنّ رايته أهدى الرايات، وتعترفون أنّهُ اليماني يدعو إلى صراطٍ مستقيمٍ؟ ثم جعلتم الصراط المستقيم هو الإمام المهدي محمد الحسن العسكري، وأفتيتُم أنّ الرواية الحقّ التي تفتيكم عن اليماني أنّه يدعو إلى الحقّ وإلى صراطٍ مستقيمٍ، والصراط المستقيم هو إلى الله وليس إلى محمد بن الحسن العسكري! أفلا تتّقون؟ وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    ولكن هذا الصراط المستقيم الذي يدعو إليه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو الصراط المستقيم إلى الله، وقال الله تعالى:
    {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى:
    {وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٢٦﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّـهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    إذًا الصراط المستقيم هو الصراط إلى الله وليس إلى محمد بن الحسن العسكري. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٣٤﴾ مَا كَانَ لِلَّـهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٣٥﴾ وَإِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    إذًا الصراط المستقيم هو صراط العزيز الحميد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٠﴾ وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذًا الصراط المستقيم هو الصراط إلى الله وليس إلى محمد بن الحسن العسكري. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    ولكنّكم يا معشر الشّيعة قد علمتم أنّ اليماني يدعو إلى صراطٍ مستقيمٍ، ومن ثم جاء في الرواية فِريَة كُبرى وقلتم إنّ الصراط المستقيم الذي يدعو إليه اليماني هو صاحبكم الإمام المهديّ محمد بن الحسن العسكري! سبحان الله العظيم أفلا تتّقون؟ أفلا ترون أنّ اليماني هو الإمام المهديّ الذي يدعو إلى صراطٍ مستقيمٍ صراط العزيز الحميد؟ أفلا تشكرون الله يا إخواني علماء الشّيعة والسُّنة أن جعلكم الله في عصر المهديّ المنتظَر ليهديكم إلى صراطٍ مستقيمٍ صراط العزيز الحميد؟ وكذلك علماء الشّيعة يعلمون أنّ الإمام المهديّ يخرج من اليمن، وأخطأوا في القرية بغير الحقّ، والمهم أنّهم يعلمون أنّ الإمام المهديّ يخرج من اليمن للظهور عند البيت العتيق، وعلى رأسهم الشيخ علي الكوراني العاملي الذي يُفتي بذلك حسب الروايات لديهم، ومن ثم تُنكرون أنّ اليماني هو ذاته الإمام المهديّ! أفلا تتّقون؟ وبرغم أنّكم علمتم أنّ اليماني يدعو إلى صراطٍ مستقيمٍ ولكنّكم قلتم إنّما الصراط المستقيم هو صاحبكم الإمام محمد بن الحسن العسكري، وسبحان الله ربّ العالمين! ومن الذي صرح لكم يا معشر الشّيعة أن تصطفوا خليفة الله الإمام المهديّ الذي لا يحقّ لجبريل وملائكة الله المقربين أن يصطفوا خليفة الله في الأرض ثم تتجرّأوا أنتم يا معشر الشّيعة فتصطفوا الإمام المهدي خليفة الله في الأرض؟! فمن ذا الذي يُنجيكم من بأس الله الشديد يا من تدخلتم في شؤون الله فاصطفيتم خليفته من دونه، أفلا تتّقون؟

    وكذلك أنتم يا معشر السُّنة قد حرّمتم على الإمام المهديّ أن يُعرّفكم على نفسه وأنّكم أنتم من تعرفونه من بينكم فتصطفوه في وقته وحينه، وما يُدريكم بوقته وحين عصره في عصر اقتراب كوكب النّار أحد أشراط الساعة الكبرى، أفلا تتّقون؟ وما يُدريكم أنّ هذا الرجل الذي سوف تصطفونه أنّه هو الإمام المهديّ الذي اصطفاه الله عليكم ملِكًا وقائدًا وإمامًا يدعوكم إلى صراطٍ مستقيمٍ صراط العزيز الحميد ما لم يُعرّفكم على شأنه فيكم ويدعوكم ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ فإذا كان هو الإمام المهديّ خليفة الله الذي اصطفاه الله عليكم فحقَّ على الله أن يؤتيه علم الكتاب حتى يدعوكم إلى كتاب الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وذلك هو الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم.

    وأحذّر الشيعة الذين يدعمون حركة الحوثيّين في اليمن تحذيرًا كبيرًا، فقد طغوا في البلاد وسفكوا دماء العباد وأكثروا في الأرض الفساد وليس الحوثي هو صاحب ثورة الوحدة اليمانيّة! وبرغم إنّي لا أحبّ علي عبد الله صالح اليماني وغاضبٌ عليه ولكنّي أقسم بالله ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّه اليماني قائد ثورة الوحدة اليمانيّة التي تحدث في عصر الظهور أحد علامات عصر وجود الإمام المهديّ، فاتّقوا الله يا معشر الحوثيّين من قتل اليمانيّين، وأقسم بالله ما زدتُم الشعب اليماني إلا ظلمًا، ومن دعمكم فقد نال بغضبٍ من الله على غضب، كيف وأنتم تسفكون دماء المسلمين في الطرقات وهم من أبناء شعبكم ألجأتهم جبروت الحياة للعسكرة براتبٍ زهيدٍ وما كان منكم إلا أن تقتلوا من وجدتم وأنتم تستطيعون قتله في الطرقات، أفلا تتّقون؟

    وأحذر أبناء الشعب اليماني من الانضمام إلى حركة الحوثي فإنّها ليست على الحقّ، وأقسم بالله العظيم لا ولن ينتصر الحوثي علي اليماني قائد ثورة الوحدة اليمانيّة لو دَعَمَت الحوثي جميع دول الشيعة في العالمين، أفلا يكفيكم عبرة أنّها دعمت كافة دول الجوار بمنطقة الخليج ضدّ ثورة الوحدة اليمانيّة وباءوا بالفشل وانتصر اليماني علي عبد الله صالح على خصوم الوحدة في الجنوب؟ ولا يزال يناضل على بقائها، وأظهره الله على اليمن جميعًا ونجحت مهمته ولم ينجح في سواها وهي حركة الوحدة اليمانيّة في عصر الحوار من قبل الظهور، ولستُ بأسف علي عبد الله حتى أجامله على أخطائِه وأفتيه بالحقّ أنّ سياسته فاشلة، وسوف يصل إلى طريقٍ مسدودٍ بسبب إهدار خزينة بيت مال المسلمين للمسؤولين الذين لا يخافون الله ربّ العالمين.

    وكذلك الإمام المهديّ الحقّ لا يقيم ثورةً للظهور لا في اليمن ولا في السعوديّة ولا في أيّ دولةٍ من دول الأرض أجمعين؛ بل يدعوا النّاس للحوار، ومن بعد التصديق يخرج من اليمن للظهور في البيت العتيق للمبايعة على الحقّ واستلام الخلافة من جميع قادات المسلمين، وإن أبى تسليم الخلافة جميع قادات المسلمين والشعوب البشريّة فأقسم بربّ العالمين ليظهرني الله عليهم في ليلةٍ واحدةٍ وهم صاغرون.

    وها نحن نرفع الحظر عن أبي جعفر مرةً أخرى لعله يكتسب أدبًا ويُجادل بعلمٍ، فالصبر الصبر يا مشرف طاولة الحوار الحسين بن عمر.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •