الموضوع: السائل المهديّ المنتظَر وكُلُّ باحثٍ عن الحقّ، والمجيب الله الواحدُ القهّار ..

النتائج 11 إلى 17 من 17
  1. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الامام الفاضل ناصر الياماني الكريم
    تحيه طيبه وبعد
    لفت انتباهي وانا اغوص في صفحات الانترنت منتداكم الكريم حيث وجدت فيه اروع الكلمات والعلم والمعرفه ولكن اعذرني اذا قلت لك بأنني امنت بأنك المهدي المنتظر . ليس قللة ايمان ولا قللة بقيمتك ماعاز الله ولكن يلزمني بعض الوقت والتدقيق والبحث للتأكد وارجوا ان تسمح لي بذلك وانا اعلم كل العلم يأنك ستمنحني المجال بذلك لان اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم واهل بيته عليهم السلام اهلا لذلك . سيدي الفاضل سأبدأ بسؤالي الاول وهو منذ زمن بعيد والفتنه بين السنه والشيعه موجوده ومازالت تتفاقم واصبحنا بدوامه بين فئات فئه تكفر فئه ياترى من هي الفئه التي على حق وهل اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام اصبحوا على ضلال مثل الصحابه ابوبكر وعمر وعثمان ومن امر وشارك بقتل الامام الحسين عليه السلام . وللسؤال بقيه بعد الرد على رسالني هذه ولكم جزيل الشكر

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مرحباً بالضيف الكريم وفيق في رحاب الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، موقع البشرى الإسلامية والنبإ العظيم

    بخصوص سؤالك عن من هم على حق من الأحزاب نرجو منك تدبر هذين البيانين:


    اقتباس المشاركة 5023 من موضوع الفِرقَة النّاجِيَة هم الذين كانوا على ما كان عليه محمدٌ رسول الله والذين معه قلبًا وقالبًا ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    07 - شوّال - 1429 هـ
    07 - 10 - 2008 مـ
    12:38 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القُرى)
    ______________



    الفِرقَة النّاجِيَة هم الذين كانوا على ما كان عليه محمدٌ رسول الله والذين معه قلبًا وقالبًا ..


    بِسْم الله الرّحمن الرّحيم، وسَلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالَمين، وبعد..

    أخي الكريم عليك أن تعلم بأنّ الفِرقَة النّاجية هم الذين كانوا على ما كان عليه محمدٌ رسول الله والذين معه قلبًا وقالَبًا يَعبُدون الله لا يُشركون به شيئًا، تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّـهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّـهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [التحريم].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الحديد].

    ولكن عليك أن تعلم إنّما النّور يَنبعثُ مِن القلب السّليم فيكون ظاهريًّا يوم القيامة يوم تُبلى السَّرائر لكشفِ حقائق الناس، وأما الذين يُشركون بالله تَرى وجوهم مُسوَّدةً كأنما أُغشِيَت وجوههم قطعًا مِن الليل مُظلمًا.

    إذًا الطّائفة النّاجيَة هم الذين يأتون يوم القيامة لا يُشرِكون بالله شيئًا، يوم لا يَنفعُ مالٌ ولا بنونٌ إلا مَن أتى الله بقلبٍ سليمٍ مِن الشِّرك لأنّ الشِّرك ظلمٌ عظيمٌ، وكذلك يأتون تائبين لله متابًا، وهؤلاء يوجدون في جميع الفِرَق الإسلاميّة.

    وأصحاب النار كذلك يوجدون في جميع الفِرَق، ولا يَقصِدُ أنه مَذهبٌ كما يَزعَمون وأنّ أصحابه هم النّاجون وباقي المسلمين في النار! كَلّا كَلّا؛ بل الطّائفة النّاجيّة توجد في جميع المذاهب الإسلاميّة، وهم الذين جاءوا إلى ربّهم بقلوبٍ سليمةٍ تائبةٍ منيبةٍ لا يُشرِكون بالله شيئًا بِغضِّ النّظر عن الأخطاء المَذهبِيّة فذلك شيءٌ يُحاسِبُ الله به العلماء حصريًّا مِن دون التّابعين الذين لم يَنفِروا لطلبِ العِلم وليسوا بعلماء، وإذا سألوا عُلماءهم عن مسألةٍ فإنّهم لا يَطلبُون منهم البُرهان على الفتوى بل يَطلبُها طَلبةُ العِلم، وأما السّائل مِن الناس العامّة فإنّما يَسأل وبعد الفتوى يَذهب، ومَن حمَّلها عالِمًا خرج مِن بَلاها سالمًا، فإن كانت فتوى وزرٍ تَحَمَّلَ الوِزرَ مَن أفتى، وله وِزرُها ووزرُ مَن عَمِل بها، ومَن قال لا أعلم فقد أفتى وأعطاه الله أجر مُفْتٍ وكأنّه أفتى.

    فكيف تظنّون الطّائفة النّاجية أنها جماعةُ مَذهبٍ ما مِن بين الطّوائف الإسلاميّة؟ وإنكم لخاطِئون؛ بل هم الذين لا يُشرِكون بالله شيئًا ويوجَدون في كلّ المَذاهب الإسلاميّة، وكذلك أصحاب النار يوجَدون في جميع الفِرَق الإسلاميّة إضافةً إلى الكافرين، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    إذًا النّاجون هم الذين لا يُشركون بالله شيئًا ويُوجَدون في جميع الطّوائف، وأمّا غير النّاجين مِن عذاب الله هم الذين يُشرِكون بالله ولم يأتوا ربّهم بقلوبٍ سليمةٍ، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    إذًا النّاجون هم الذين لا يُشرِكون بالله شيئًا وهم له عابدون، وأمّا المُعذَّبُون فهم الذين أشرَكوا بربّهم فحَبِطَ عَملهم وهم في الآخرة لمِن الخاسرين.

    وقُضِيَ الأمر الذي فيه تَستَفتِي.
    وسَلامٌ على المُرسَلِين، والحمدُ لله ربّ العالَمين..

    وأما الصُّوَر والتَّماثيل فلا حرامَ فيها إلا ما كان فيها فجورٌ وفتنةٌ كمِثل الصُّوَر ذاتِ العَورَة، وكان نبيّ الله سليمان يَستَخدِم التَّماثيل مِن ضِمنِ الزِّينة، وإنّما تمّ تَحطيمُها في بداية الدَّعوة الإسلاميّة لأنها كانت تُعبَدُ مِن دون الله، وأمّا صِناعتُها لمُجرَّد الزِّينة فلا حرجَ في ذلك.

    وأمَّا السَّجائر المُؤذِيَة لصاحبِها وللرُّكاب في السَّيارات فإنها سُمٌ، فهل يُحِبّ أحدُكم أن يَتجرَّع السُّم؟ وما أحَلَّ الله لكم أن تُؤذُوا مَن يُسافِر مَعكم أو يَجلس بجِوارِكم؛ فلا يقومُ إلّا وهو يتألّم مِن الصُّداع مِن رأسه مِن جَرّاء المُدخِّنين. وهذه فَتوانا لأصحاب السَّجائر، فإنه سُمٌّ يتجرّعه المُدَخِّنون ومُؤذٍ للآخرين، مَكْروهٌ مَكْروهٌ مَكْروه.

    وسَلامٌ على المُرسَلِين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 6539 من موضوع عن الطائفة الناجية..


    - 2 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - 01 - 1431 هـ
    03 - 01 - 2010 مـ
    2:18 صباحاً
    ________



    تابع عن الطائفة الناجية ..

    اقتباس المشاركة :
    يعني أفهم أن كلا الفرقتين مسلمين وسوف يدخلون الجنة؟ معلش ممكن توضح لي كلامك أكثر أو افهامي ما فهمته أنت من هذه الآيات القرآنية المباركة التى قمت بذكرها؟
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء المرسَلين وآله الطيّبين الطاهرين والتابعين للحقِّ إلى يوم الدين..

    حبيبي في الله، تلك من آيات الكتاب البيّنات هُنّ أمّ الكتاب حُكْمٌ من الله بأنّ الذين لهم الأمن من عذاب الله من عباده كافةً هم الذين يعبدون الله وحده لا شريك له فلا يشركون بالله شيئاً، أولئك هم الفرقة النّاجيّة من عباد الله جميعاً في كلّ زمانٍ ومكانٍ في السماوات أو في الأرض:

    {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢} صدق الله العظيم [الأنعام].

    {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]. أي سليمٍ من الشِّرك، ومن يعلم بذلك غير علّام الغيوب الذي يحول بين المرء وقلبه الخبير بما في قلوب عباده هل هي سليمةٌ من الشِّرك؟ وحتى الرّسُل لا يعلمون بما في قلوب أتباعهم فهل هي سليمةٌ من الشرك بالله؟ إلا أن يوحي الله لهم بالفتوى بما في قلوب عباده، وقال الله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّـهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖإِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١٠٩} صدق الله العظيم [المائدة].

    إذاً فلا يعلم حقيقة ما في القلب غير الربِّ الذي يحول بين المرء وقلبه، فيحاسبه على ما في قلبه والأعمال بالنيّات، ولكلِّ امرئٍ ما نوى، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ‌ مَا فِي الْقُبُورِ‌ ﴿٩﴾ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ‌ ﴿١٠﴾ إِنَّ ربّهم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ‌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [العاديات].

    وأنا الإمام المهديّ لا ينبغي لي ظلم الناس، فلا أستطيع أن أقول لك إنّ كُلَّ الفِرق في النار إلا السُّنة، ولا أستطيع أن أقول لك إنّ كُلَّ الفِرق في النار إلا الشيعة؛ بل أقول لك كُلّ الأحزاب في النار إلا الذين يعبدون الله كما يعبده محمدٌ رسول الله والذين معه قلباً وقالباً لا يشركون بالله شيئاً، أولئك هم:
    {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢}صدق الله العظيم [الأنعام].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله رَبّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    وجواباً على سؤالك الثاني...


    اقتباس المشاركة 5105 من موضوع رُدودُ الإمامِ عَلى (أبي فراس الزهراني) العِلمُ مِن الله هُو الحُجّة والبُرهانُ المُبِيْــنُ ..

    - 5 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    16 - ربيع الآخر - 1431 هـ
    01 - 04 - 2010 مـ
    12:20 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
    _________



    {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [سورة النجم ] ..


    بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبّ العالَمين ولا اُفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المُسلِمين..

    السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويا أيُّها السَّائل إني الإمام المهديّ أُصلّي وأسلّم على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وصحابته الأخيار الذين معه قلبًا وقالبًا وأُسَلِّمُ عليهم تسليمًا، وقد أفتاكم الله في صحابته الأخيار وهم الذين آمنوا ونصروا محمدًا رسول الله من قبل الفتح وشَدّوا أزره في زمن العُسرة من قبل التمكين بفتح مكة المُبِيْن؛ أولئك أُثنِي عليهم جميعًا كما أَثنى الله عليهم في مُحكَم كتابه في قول الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الفتح].

    ومنهم أبو بكر الصدِّيق بالحقّ من الأنصار السَّابقين الأخيار ومن صحابة محمدٍ رسولِ الله قلبًا وقالبًا، وذَكَر الله صُحبته في مُحكَم الكتاب في قول الله تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة].

    ولذلك فإني الإمام المهديّ أُصَلّي على أبي بكرٍ وعُمَر وأُسلِّم عليهم من ربّهم وأقول فيهم قولًا كريمًا أنهم من الأنصار السَّابقين الأخيار في عَصْر العُسْر من قبل التمكين بالفَتح المُبيْن؛ أولئك رضي الله عنهم ورضوا عنه، تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الفتح].

    أليس أبو بكر وعمر قد رضي الله عنهم كونهم من المؤمنين الذين بايعوا الله بالبيعة لرسوله تحت الشَّجرة؟ ولذلك فإنهم من المؤمنين المُبَشَّرين بنعيم رضوان الله عليهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} صدق الله العظيم.

    وأما معاوية ابن أبي سفيان وابنه يزيد فقد سَبَق فيهم الحُكْم الحقّ في الحديث الحقّ أنهم هُم الفئة الباغية على المُتَّقين، ولن تجدني ألعَن أحدًا من المُسلمين حتى ولو علمتُ أنهم كانوا خاطئين؛ إلَّا المُنافقين الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وأمّا غير ذلك فالحُكم لله الذي يعلم بما في أنفسهم فألتَزِمُ بقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٤١﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ويا أيّها النابغة، إن كُنت نابغةً حقًّا فلْتَسعَ مع الإمام المهديّ لجَمْع المسلمين ودواء جراحهم وتطهير قلوبهم لوحدة صفّهم حتى تقوى شوكتهم فنجعلهم بإذن الله خير أُمَّةٍ أُخرِجَت للناس لا يُفَرِّقون دينهم شيعًا وأحزابًا؛ فهذا مُحرّمٌ في كتاب الله في قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    فهل تعلم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}؟ وهُنّ الآيات المُحكَمات البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء]،
    ألا وإن من الكبائر اختلافكم في الدين الذي يسبِّب تفرُّق المسلمين شيعًا وأحزابًا فيفشلوا فتذهب ريحهم كما هو حالكم فذلك من كبائر ما تنهون عنه؛ عدم التفرّق في الدين وتدمير وحدة المسلمين، ولذلك وعدكم الله لئن خالفتم أمره بعذابٍ عظيمٍ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران]، وسبب العذاب أنّهم أعرضوا عن البَيِّنات من ربّهم في مُحكَم كُتبه تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولذلك تجد الإمام المهديّ يدعو علماء المُسلمين وأمّتهم إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم. والسؤال الذي يوجِّهه المهديّ المنتظَر إلى كافة عُلماء المُسلِمين هو: لماذا لا يجيبون داعي الاحتكام إلى آيات الكتاب البيّنات في مُحكَم القُرآن العظيم إن كانوا به مؤمنين، ولا يزالون يتّبعون ملّة فريقٍ من أهل الكتاب من الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟! وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران]، وذلك لأنه يوجد فيه الحُكم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [سورة المائدة:48].

    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾} [سورة النمل] صدق الله العظيم.

    ولكنهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تَتَّبِعون مِلّتهم فتُعرِضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله كما أعرضوا؟ فلماذا تنهجون نهجهم وتُعرضون عن آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم؟ فهل ترضون على أنفسكم أن تكونوا مِن الفاسقين المُعرِضين عن آيات الكتاب البَيِّنات لعالمكم وجاهلكم؟! فتذكَّروا قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، وذلك لأنها من آيات أمّ الكتاب البَيِّنات (هُنّ أمّ الكتاب) تصديقًا لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:7]، ومن آيات الكتاب البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام]، وقول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَٰعَةٌ ۗ وَٱلْكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ‎﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولكن للأسف ستجدون أنفسكم مُعرِضين عن آيات الكتاب البَيِّنات هُنّ أُمّ الكتاب وتتبعون آياته المُتشابِهات في الشَّفاعة، وليس بيانهُنّ كما تزعمون، فكيف؟! فهُنّ آياتٌ مُتشابهاتٌ لَهُنّ بيانٌ غير ظاهرهنّ المُتشابِه، ولم يأمركم الله بالاعتصام بظاهرهنّ لأنهُنّ من أسرار الكتاب ولا يعلم تأويلهُنّ إلّا الله ويُعَلِّم بتأويلهنّ الرَّاسخين في العِلْم من الأئمّة المُصطفين إن وُجِدوا فيكم، وإذا لم يوجَدوا فلم يأمركم الله باتّباع ظاهرهنّ، بل أمركم باتّباع آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم وكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ولكنكم تتَّبعون ظاهر المُتشابِه ابتغاء البرهان لأحاديث وروايات الفتنة الموضوعة التي منها ما يأتي يتطابق مع ظاهر المُتشابِه ولذلك اتّبعتم ظاهر المُتشابه ابتغاء إثبات رواية الفتنة الموضوعة وأنتم لا تعلمون أنَّها موضوعة؛ بل تزعمون أن ذلك الحديث أو الرواية إنما هو تأويلٌ لهذه الآية، ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "ويا ناصر محمد اليمانيّ، أليس البيان الحقّ يأتي مُتشابِهًا لآيات القُرآن تصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ قال: [ما تشابه مع القرآن فهو مِنِّي]؟"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقول: اللهم نعم بشرط أن لا يُخالف الحديثُ إحدى آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات؛ فلا ينبغي أن يكون تناقضٌ في كلام الله سُبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا. وتعالوا لنزيدكم عِلمًا: فإنّ الآيات المُتشابهات لهنّ بيانٌ يختلف عن ظاهرهنّ جُملةً وتفصيلًا، ولذلك لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله، ولكن حديث الفتنة يأتي يتشابه مع ظاهرها تمامًا؛ إذًا لماذا يقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ}؟ ويقصد: (المُتشابه)، إذًا لو كان الحديث تأويلًا لتلك الآية لَما تشابه مع ظاهرها تمامًا، ولكن يا قوم أفلا تعلمون أن ظاهر المُتشابه تجدونه يختلف مع آيات الكتاب البَيِّنات المُحكَمات (هُنّ أُمّ الكتاب) وذلك لأن الله وضع فيهنّ أسرارًا في الكتاب يعلمها الرَّاسخون في العِلم منكم الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون، ولم يجعل الله الحُجّة عليكم في الآيات المُتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله؛ بل أمركم فقط بالإيمان بأنّهنّ كذلك من عند الله وأمركم أن تَتَّبعوا آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات ولا يُعرِض عنهنّ فيتّبع ظاهر المُتشابه إلّا مَن كان في قلبه زيغٌ عن الحَقّ المُحكَم والبَيِّن، ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    إذًا؛ الله أمركم باتّباع آيات الكتاب المُحكَمات وأمركم بالإيمان بالآيات المُتشابِهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله، أفلا تتقون؟ ولكني الإمام المهديّ آتاني الله عِلْم الكتاب (مُحكَمه ومُتشابهه) ليجعلني شاهِدًا عليكم بالحقّ إن أعرضتم عن الدعوة إلى مُحكَم كتاب الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الرعد].

    وبما أنَّ الله آتاني عِلْم الكتاب فحتمًا أعلم بمُحكمه، وعلَّمني ربّي بمتشابهه الذي لا يعلم بتأويله إلَّا الله، ولكن أكثركم يجهلون، برغم أني أدعوكم إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أُمّ الكتاب لا يزيغ عمَّا جاء فيهنّ إلَّا مَن كان في قلبه زيغٌ عن الحقِّ، فمن ذا الذي لا يعلم بقول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَٰعَةٌ ۗ وَٱلْكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ‎﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    والسؤال للإمام المهديّ: أليس قول الله بِمُحكَمٍ بَيِّنٍ ينفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام]؟ فانظروا لقول الله تعالى: {لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ} صدق الله العظيم. ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلّا وهم مشركون سيقولون: "مهلًا مهلًا يا ناصر محمد اليمانيّ، إنَّما نفَى الشّفاعة للكُفّار، أمّا المؤمنين فلهم الشفاعة بين يدي ربّهم ولذلك يشفع لهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: سننظُر أصَدَقت أم كنت من الكاذِبين مِمَّن يقولون على الله ما لا يعلمون، وسوف نجد الحُكم بيننا من الله في مُحكَم كتابه في قول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَٰعَةٌ ۗ} صدق الله العظيم [سورة البقرة:254]، وتجد الخطاب موجَّهًا للمؤمنين وينفي الله الشّفاعة لهم بين يدي ربّهم تصديقًا لقول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَٰعَةٌ ۗ} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست كلمة (لا) هي نافية في قاموس اللغة العربيّة ولذا تقولون: "لا إله إلّا الله"؟ وكذلك جاء النفي في قول الله تعالى: {وَلَا شَفَاعَةٌ}، أيْ: ولا شفاعة لوليٍّ أو نبيٍّ بين يدي ربّه يشفع للمؤمنين. وكذلك كلمة (ليسَ) أفلا تعلمون أنها من كلمات النفي المُطلَق؟ ولذلك قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [سورة الشورى:11]، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    أفلا ترون أن الإمام المهديّ يُحاجّكم بآيات الكتاب البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم (هُنّ أمّ الكتاب) لتصحيح العقيدة الحقّ؟ فلماذا لا تتَّبعوا آيات الكتاب البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم؟ فهل أنتم فاسقون؟! وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} [سورة البقرة].

    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧﴾} [سورة الكهف].

    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:7].

    وقال الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} [سورة السجدة].

    وقال الله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠﴾} [سورة الأنعام].

    وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾} [سورة يونس].

    وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾}
    صدق الله العظيم[سورة غافر].

    ولكن الذي في قلبه زيغٌ عن الحقّ لن يستطيع أن يُنكر مُحكَم ما جاء فيهنّ؛ بل سَيُعرِض عنهنّ وكأنه لا يعلم بهنّ ويجادلني بآيات الكتاب المُتشابِهات في ذِكْر الشّفاعة كمثال قول الله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [سورة البقرة:255].

    وقوله تعالى: {مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} [سورة يونس:3].

    وقال الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨﴾} [سورة الأنبياء].

    وقال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﴿١٠٥﴾ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ﴿١٠٦﴾ لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴿١٠٧﴾ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴿١٠٨﴾ يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} [سورة طه].

    وقال الله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾} [سورة الزخرف].

    وقال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾}
    صدق الله العظيم [سورة النجم].

    ويا علماء المسلمين وأمّتهم، إنَّما نتهرَّب من تأويل آيات الكتاب المُتشابِهات في سِرّ الشّفاعة حتى لا يزيدكم الحقّ فتنةً إلى فتنتكم، لأن من الناس من لا يزيدهم الحقّ إلّا رجسًا إلى رجسهم، ولكني أعظكم بواحدةٍ لعلّكم تتفكّرون في الاستثناء، وهو قول الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [سورة النجم:26]، فانظروا لقول الله تعالى: {وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم؛ إذًا الشّفاعة ليست كما تزعمون! وإنما يوجد عبدٌ من بين العبيد أذِنَ الله له أن يُخاطب ربّه في هذا الشأن من بين المُتَّقين جميعًا، ولن يسأل الله الشّفاعة سُبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا؛ بل خاطب ربّه أنه يرفض جنّة النّعيم ويريد تحقيق النّعيم الأكبر منها وهو أن يكون الله راضيًا في نفسه، ولكن الله لن يرضى في نفسه حتى يُدخِل عبادَه في رحمته، ولذلك قال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [سورة النجم].

    إذًا إنَّ تحقيق الشّفاعة هو أن يرضى الله في نفسه. وكيف يكون راضيًا في نفسه؟ حتى يُدخِل عبادَه في رحمته ومن ثُمّ تأتي الشّفاعة من الله وحده لا شريك له؛ وهُنا المُفاجأة الكُبرى لدى أهل النار، تصديقًا لقول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23].

    قال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} [سبأ]، فأما البيان لقول الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} صدق الله العظيم، فلا يَقصد الله أنه أَذِن له أن يشفع لعباده، بل أَذِن له أن يُخاطب ربّه في هذه المسألة لأنه سوف يقول صوابًا، وذلك لأن الله هو أرحم بعباده من عبده فكيف يشفع لهم بين يدي ربّهم؟! ولذلك أَذِن الله له من بين المُتَّقين لأنه سوف يقول صوابًا، ولن يتجرّأ للشّفاعة بين يدي ربّه سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا، ولذلك لن تجدوا لجميع المُتَّقين من الجنّ والإنس وملائكة الرَّحمن المُقَرَّبين فلن تجدوهم يملكون من الله الخطاب في هذه المسألة نظرًا لأنهم جميعًا لا يعلمون باسم الله الأعظم الذي جعله سرًّا في نفسه، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [سورة النبأ]، فانظروا يا عباد الله إلى مُحكَم كتاب الله الذي يُفتيكم أن المُتَّقين من الإنس والجنّ لا يملكون من الرَّحمن خطابًا في مسألة الشّفاعة، وكذلك المَلَك جبريل وكافة ملائكة الرَّحمن المُقرَّبين، تصديقًا لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ} صدق الله العظيم [سورة النبأ:38]، ومن ثُمّ استثنى عبدًا من عبيد الله، وقال الله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [سورة النبأ:38].

    وذلك هو العبد الوحيد الذي يحقّ له أن يخاطب ربّه في هذه المسألة لأن الله يعلم أن عبده سوف يُحاجّ ربّه بالقول الصواب ولن يشفع وما ينبغي له أن يشفع بين يدي من هو أرحم بعباده من عبده سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا؛ بل يخاطب ربّه في تحقيق النَّعيم الأعظم من نعيم جنّته، ويريدُ من ربّه أن يرضى.

    ((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))

    إذًا الشّفاعة هو أن يرضى الله في نفسه، ولذلك عبده سوف يُخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من جنّته..
    ((((((((((((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))))))))))))

    وقال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [سورة النجم]، وكيف يكون الله راضيًا في نفسه؟ حتى يُدخِل عبادَه الذين أخذوا نصيبهم من العذاب جنّته، فيقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم.

    إذًا الشّفاعة هي لله وحده لا شريك له ولن تتحقّق حتى يرضى، فإذا رضي في نفسه تحقّقت لعباده برحمته فتشفع لهم رحمته من غضبه تصديقًا لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].

    فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الرَّاحمين؟!

    ويا قوم، أفلا تعلمون أنه يتحسَّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم برغم أنه لم يظلمهم شيئًا؟ ولا نزال نُذكِّركم بتحسّر الله على عباده، فيقول الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [سورة يس:30]، وأمّا الذين ظلموا أنفسهم فيقول كلٌّ منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [سورة الزمر:56].

    فهل تجتمع الحسرة والغضب؟ بمعنى: فهل يمكن أن يغضب الله على قومٍ وفي نفس الوقت يتحسّر عليهم؟ والجواب: كلَّا إنَّما الحسرة تحدث في نَفْس الرَّبّ من بعد أن يتحسّر عبادُه على أنفسهم؛ فيقول الظالم لنفسه: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم، وإنما الحسرة تحدث في نَفْس الرَّبّ من بعد أن يُهلكهم الله بسبب دُعاء أنبيائهم عليهم فيصدقهم الله ما وعدهم فيدمّر عدوهم تدميرًا، ولكن عباده لم يَهونوا عليه ولو لم يظلمهم شيئًا، وذلك بسبب صفته التي جعلها في نفسه وهي (الرَّحمة)، وليس كرحمة الأمّ بولدها العاصي لو نظرتْ إليه يصرخ في نار جهنّم؛ بل أشدّ وأعظم تكون حسرته على عباده الذين ظلموا أنفسهم وذلك لأن الله هو أرحم الراحمين، فبعد أن يُدَمِّر عباده المُكَذِّبين برسل ربّهم ورفضوا أن يجيبوا دعوة الله ليغفر لهم، وقال الله تعالى: {وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [سورة إبراهيم:9-10]، حتى إذا اعتقد المُرسَلون أن قومهم قد كذَّبوهم فاستيئسوا من هداهم ومن ثُمّ يقولون: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} صدق الله العظيم [سورة الأعراف:89]، ومن ثمّ يأتيهم نصر الله ولن يُخلِف الله وعده رسله وأولياءه فينصرهم على عدوّهم فيصبحوا ظاهرين فيورثهم الأرض من بعدهم، وقال الله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴿١٠٥﴾ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّـهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٠٧﴾ قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١١٠﴾ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [سورة يوسف]، وقال الله تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [سورة الكهف:49]. {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} صدق الله العظيم [سورة الأعراف:160].

    ولكن يا أحباب الله، يا معشر الآباء والأمهات، فتصوَّروا لو أنّ أحد أبنائِكم عصاكم طيلة حياته فلم يُطِع لكم أمرًا ومن بعد موته اطّلعتم عليه فإذا هو يصرخ من شدّة عذاب الحريق في نار جهنّم، فتصوَّروا الآن كم سوف تكون عظيم حسرتكم على أولادكم، فما بالكم بحسرة ربّهم الذي هو الله أرحم الراحمين؟ أم إنكم لم تجدوا في مُحكَم كتابه أنه يتحسّر على عباده؟! وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [سورة يس]، وأما الظالمون لأنفسهم فيقول كل منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [سورة الزمر:56]، وأما آخرون: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:170].

    وأما القوم الذين قال الله عنهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54]، فكيف يرضون بِجنَّة النعيم وقد علَّمهم إمامهم أن من يُحبّونه يَتحسّر في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟! ولذلك فهم يريدون تحقيق النّعيم الأعظم من جنّته، وكل عباد الله الصالحين يُحبّون ربّهم لأنه أحسَن إليهم فأنقذهم من ناره وأدخلهم جنّته، ولكن القوم الذي وعد الله بهم في مُحكَم كتابه تنزَّه حُبُّهم لربّهم عن المادة، ولذلك لم تجدوا الله ذَكَر ناره أو ذَكَر جنّته؛ بل قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

    وهنا يستوقف أولو الألباب التفكير فيقولون: "إذا كنتُ حقًّا أُحِبُّ الله بالحبّ الأعظم من النّعيم والحور العين فما الفائدة من الاستمتاع بنعيم الجنّة وحورها وقد علَّمنا الإمامُ المهديّ أن حبيبنا الأعظم مُتحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟!"، أولئك لن يُرضيَهم الله بالنّعيم والحور العين؛ بل ينضمُّوا إلى جانب الإمام المهديّ فيناضلوا في تحقيق النّعيم الأعظم حتى يذهب التحسُّر من نفسه على عباده
    ((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))

    فذلك هو أملُهم ومنتهى غايتهم وكُلّ أمنيتهم وجميع هدفهم، فهل تدرون لماذا؟ لأنهم قوم
    {{{{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }}}}

    فمن كان منهم فوالله لا يجد إلَّا أن يتّبع الإمام المهديّ فيُحرِّم على نفسه جنّة ربّه ويقول: "وكيف أرضى بجنّة النّعيم وحورها وقصورها وأحبّ شيءٍ إلى نفسي يقول:
    {{{{ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ }}}}؟!"

    فلا نزال نذكركم بتحسُّر الله في نفسه حتى لا تَدْعوا على عباده فَتَصبِروا على عباده حتى يهديهم، وأقصد الصبر على الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا ويحسبون أنهم مُهتَدون، وذلك لأنهم لم يُبصروا بعدُ ما أبصرتموه يا معشر الأنصار، فصبرٌ جميلٌ عسى الله أن يهديهم برحمته التي كتب على نفسه وسِع ربنا كلَّ شيءٍ رحمةً وعِلمًا.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحَمدُ لله ربّ العالَمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 5401 من موضوع ردود الإمام على أبي جعفر من الشّيعة الاثني عشر: صدقَ محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بقوله: [ولكنّكم تستعجلون] ..

    - 4 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    18 - جمادى الأولى - 1430 هـ
    13 - 05 - 2009 مـ
    12:32 صباحاً
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=362
    ____________



    موعظةٌ لأخي عُقدة فلا تزيد الأمور تعقيدًا بين الشّيعة والسُّنة ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخي الكريم عُقدة، أرجو عدم تعقيد الأمور أكثر بين السُّنة والشّيعة، فإنّنا نريد أن نجعلهم إخوانًا في دين الله ونؤلِّف بين قلوبهم، فبعد أن كانوا أعداءً يُصبحوا بنعمة الله إخوانًا، وكذلك أدعو كافّة المذاهب والفرِقَ الإسلاميّة من الذين فرّقوا دينهم شيعًا وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون وخالفتم أمر الله المحكم في قول الله تعالى:
    {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].

    ولكنّكم تنازعتم ثم فشِلتم ثم ذهبت ريحُكم كما هو حالكم فأصبح أعداؤكم في عزّةٍ وشقاقٍ لدينكم ويتربّصون بكم فيجعلونكم تُناحِرون بعضكم بعضًا، أفلا تتّقون؟


    ويا معشر الشّيعة والسُّنة وكافّة المُسلمين والنّاس أجمعين، إنّي أُحذِّر النّاس من عذاب الله للمكذِّبين بدعوة الحقّ وسوف يحدث في يوم ثمانية إبريل 2005 الموافق يوم الجمعة يوم ميلاد هلال ربيع الأول الموافق 1426، ولربما تستغربون: "وكيف تقول هذا وقد مضى يوم الجمعة ثمانية إبريل 2005 الموافق 1426؟!" ثم نردّ عليهم: إنّي أعلمُ من الله ما لا تعلمون وبقي من يوم الجمعة ثمانية إبريل 2005 (تسع ساعات) بدءًا من ذلك اليوم، ولا تزالون في ذلك اليوم حسب يوم تاريخ يوم كوكبٍ آخر وأوشكت أن تنقضي هذه التسع ساعات وأنتم لا تعلمون، وبقي لموعد العذاب أربعة أشهر منذ عام البراءة من الله ورسوله في حِجّة الوداع لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - تصديقاً لقول الله تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّـهِ ۙ وَأَنَّ اللَّـهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولم تبقَ إلا ساعات قليلة تنقضي حسب ساعات كوكبٍ معلوم، ولا أريد أن أُحدِّد لكم موعد العذاب حسب يومكم لأنّكم سوف تُنظرون التصديق بالحقّ حتى تروا العذاب الأليم كمثل الذين: {قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    أفلا أدلكم على قولٍ خير من ذلك وأحسن قولًا؟ هو أن تقولوا:
    "اللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فاهدِنا إليه واجعلنا من السابقين إلى الصراط المستقيم من قبل أن نذلّ ونخزى إنّك أنت الغفور الرحيم، اللّهم إنّه لا علم لنا إلا ما علّمتنا إنّك أنت العزيز الحكيم، اللّهم إنّنا نفوض إليك أمرنا وإليك أنبنا لتهدينا إلى الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضّلال وأنت أرحم الراحمين".

    ويا معشر السُّنة والشّيعة وكافة المذاهب الإسلاميّة، إنّي أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أنّ محمدًا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأشهدُ أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الذي يهديكم إلى الحقّ من بعد الضّلال عن الحقّ، ويحكمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فيوحّد صفّكم، ويجمع الله به شملكم، فتقوى شوكتكم فتكون العزّة لكم في الأرض بالحقّ؛ فتحكمون بما أنزل الله ولا تظلمون النّاس شيئًا، فاتّقوا الله وأجيبوا داعي الحقّ الإمام المهديّ الذي يدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون، فقد جعل الله في كتابه الحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون كما جعل فيه الحُكم بين بني إسرائيل فيما كانوا في يختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ومن ثمّ دعاهم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليحكُم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، مُستنبطًا حُكمه من أحكام الله في الكتاب القرآن العظيم، ثم أعرض عن داعي الاحتكام فِرَقُ أهل الكتاب، وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    ذلك لأنّ أهل الكتاب من قبلكم قد جاء محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وهم قد فرّقوا دينهم شِيعًا وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، ولم يعودوا على منهاج أنبيائهم وأنصارهم الأوّلين، ولكنّهم أعرضوا عن داعي الاحتكام إلى كتاب الله كما ترون بنصّ القرآن العظيم:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم.

    وها أنتم أصبحتم مثلهم يا معشر المُسلمين وفرّقتم دينكم شيعًا وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وها هو المهديّ المنتظَر يدعوكم إلى كتاب الله ليحكمَ بينكم فإذا أنتم عن الداعي إلى كتاب الله معرضون فجعلتم لله عليكم سُلطانًا فيعذبكم مع الكفار بالقرآن العظيم إلا أن يشاء ربّي شيئاً وسع ربّي كلّ شيءٍ رحمة وعلماً، أفلا تشكرون؟!

    ويا معشر علماء أمّة الإسلام من الذين فرّقوا دينهم شيعًا، ويلعن بعضهم بعضًا، ويتفل بعضهم بعضًا، سألتُكم فأجيبوني هل المهديّ المنتظَر الذي له تنتظرون نبيٌّ أو رسولٌ؟ ومعروف جوابكم أنّ خاتم الأنبياء والمُرسَلين هو النَّبيّ الأميّ الأمين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، إذًا يا قوم إنما يبتعث الله الإمام المهديّ ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أي يأتي ليدعوكم إلى ما جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وها هو الإمام المهديّ
    (ناصر محمدٍ) بين أيديكم، وأقسم بالله العظيم الذي بعثني إليكم بالحقّ لو اجتمع كافّة علمائكم - يا معشر الذين فرّقوا دينهم شيعًا - الأوّلين والآخرين على طاولةٍ واحدةٍ لأحُكَمنّ بينهم بالحقّ حتى لا يجدوا في صدورهم حرجًا مما قضيتُ بينهم بالحقّ ويسلّموا تسليمًا، ولكن أي طاولة حوار سوف تتّسع لكافّة علماء المسلمين وكافة علماء النّصارى واليهود غير طاولة الحوار العالميّة (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) بالإنترنت العالميّة؟ فيحضرون للحُكم بينهم جميعًا فيما كانوا فيه يختلفون حتى لا يجد الذين يريدون الحقّ منهم حرَجًا في أنفسهم ويُسلموا تسليمًا أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو حقًّا الإمام المهديّ المنتظَر الموعود الذي يهدي الله به النّاس جميعًا فيجعلهم بإذن الله أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ صراط العزيز الحميد.

    ويا معشر الشّيعة، إنّي اليماني المنتظر الحقّ الذي يحكمُ بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، فحرَّفُتم وقُلتُم: "إنّما الصراط المستقيم هو الإمام المهديّ المنتظَر محمد بن الحسن العسكري"، وبرغم أنّ الشّيعة من أكثر المذاهب إلمامًا عن الإمام المهديّ ولكنّهم يضعون المُفترى بين الحقّ ليُناسب هواهم، وأكبر باحثٍ عن الإمام المهديّ من بين علماء المسلمين هو
    (الشيخ علي الكوراني العربي العاملي) منذ أمدٍ بعيد ولديه حقّ وباطل مُفترى في الروايات وبعض الروايات الحقّ يزيد عليها علماء الشّيعة تحريفًا واضحًا وبيّنًا، وبرغم أنّي لا أحبّ أن أجادل بالروايات لأنّهم سوف يعمدون إلى كلّ باطلٍ وأكثرها باطل مُفترى، ولكني مُضطر أن أوجه إلى معشر الشيعة سؤالًا: هل الإمام المهديّ محمد الحسن العسكري الذي له تنتظرون هو الصراط المستقيم الذي يدعو إليه اليماني الذي به تعترفون أنّ رايته أهدى الرايات، وتعترفون أنّهُ اليماني يدعو إلى صراطٍ مستقيمٍ؟ ثم جعلتم الصراط المستقيم هو الإمام المهدي محمد الحسن العسكري، وأفتيتُم أنّ الرواية الحقّ التي تفتيكم عن اليماني أنّه يدعو إلى الحقّ وإلى صراطٍ مستقيمٍ، والصراط المستقيم هو إلى الله وليس إلى محمد بن الحسن العسكري! أفلا تتّقون؟ وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    ولكن هذا الصراط المستقيم الذي يدعو إليه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو الصراط المستقيم إلى الله، وقال الله تعالى:
    {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى:
    {وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٢٦﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّـهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    إذًا الصراط المستقيم هو الصراط إلى الله وليس إلى محمد بن الحسن العسكري. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٣٤﴾ مَا كَانَ لِلَّـهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٣٥﴾ وَإِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    إذًا الصراط المستقيم هو صراط العزيز الحميد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٠﴾ وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذًا الصراط المستقيم هو الصراط إلى الله وليس إلى محمد بن الحسن العسكري. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    ولكنّكم يا معشر الشّيعة قد علمتم أنّ اليماني يدعو إلى صراطٍ مستقيمٍ، ومن ثم جاء في الرواية فِريَة كُبرى وقلتم إنّ الصراط المستقيم الذي يدعو إليه اليماني هو صاحبكم الإمام المهديّ محمد بن الحسن العسكري! سبحان الله العظيم أفلا تتّقون؟ أفلا ترون أنّ اليماني هو الإمام المهديّ الذي يدعو إلى صراطٍ مستقيمٍ صراط العزيز الحميد؟ أفلا تشكرون الله يا إخواني علماء الشّيعة والسُّنة أن جعلكم الله في عصر المهديّ المنتظَر ليهديكم إلى صراطٍ مستقيمٍ صراط العزيز الحميد؟ وكذلك علماء الشّيعة يعلمون أنّ الإمام المهديّ يخرج من اليمن، وأخطأوا في القرية بغير الحقّ، والمهم أنّهم يعلمون أنّ الإمام المهديّ يخرج من اليمن للظهور عند البيت العتيق، وعلى رأسهم الشيخ علي الكوراني العاملي الذي يُفتي بذلك حسب الروايات لديهم، ومن ثم تُنكرون أنّ اليماني هو ذاته الإمام المهديّ! أفلا تتّقون؟ وبرغم أنّكم علمتم أنّ اليماني يدعو إلى صراطٍ مستقيمٍ ولكنّكم قلتم إنّما الصراط المستقيم هو صاحبكم الإمام محمد بن الحسن العسكري، وسبحان الله ربّ العالمين! ومن الذي صرح لكم يا معشر الشّيعة أن تصطفوا خليفة الله الإمام المهديّ الذي لا يحقّ لجبريل وملائكة الله المقربين أن يصطفوا خليفة الله في الأرض ثم تتجرّأوا أنتم يا معشر الشّيعة فتصطفوا الإمام المهدي خليفة الله في الأرض؟! فمن ذا الذي يُنجيكم من بأس الله الشديد يا من تدخلتم في شؤون الله فاصطفيتم خليفته من دونه، أفلا تتّقون؟

    وكذلك أنتم يا معشر السُّنة قد حرّمتم على الإمام المهديّ أن يُعرّفكم على نفسه وأنّكم أنتم من تعرفونه من بينكم فتصطفوه في وقته وحينه، وما يُدريكم بوقته وحين عصره في عصر اقتراب كوكب النّار أحد أشراط الساعة الكبرى، أفلا تتّقون؟ وما يُدريكم أنّ هذا الرجل الذي سوف تصطفونه أنّه هو الإمام المهديّ الذي اصطفاه الله عليكم ملِكًا وقائدًا وإمامًا يدعوكم إلى صراطٍ مستقيمٍ صراط العزيز الحميد ما لم يُعرّفكم على شأنه فيكم ويدعوكم ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ فإذا كان هو الإمام المهديّ خليفة الله الذي اصطفاه الله عليكم فحقَّ على الله أن يؤتيه علم الكتاب حتى يدعوكم إلى كتاب الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وذلك هو الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم.

    وأحذّر الشيعة الذين يدعمون حركة الحوثيّين في اليمن تحذيرًا كبيرًا، فقد طغوا في البلاد وسفكوا دماء العباد وأكثروا في الأرض الفساد وليس الحوثي هو صاحب ثورة الوحدة اليمانيّة! وبرغم إنّي لا أحبّ علي عبد الله صالح اليماني وغاضبٌ عليه ولكنّي أقسم بالله ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّه اليماني قائد ثورة الوحدة اليمانيّة التي تحدث في عصر الظهور أحد علامات عصر وجود الإمام المهديّ، فاتّقوا الله يا معشر الحوثيّين من قتل اليمانيّين، وأقسم بالله ما زدتُم الشعب اليماني إلا ظلمًا، ومن دعمكم فقد نال بغضبٍ من الله على غضب، كيف وأنتم تسفكون دماء المسلمين في الطرقات وهم من أبناء شعبكم ألجأتهم جبروت الحياة للعسكرة براتبٍ زهيدٍ وما كان منكم إلا أن تقتلوا من وجدتم وأنتم تستطيعون قتله في الطرقات، أفلا تتّقون؟

    وأحذر أبناء الشعب اليماني من الانضمام إلى حركة الحوثي فإنّها ليست على الحقّ، وأقسم بالله العظيم لا ولن ينتصر الحوثي علي اليماني قائد ثورة الوحدة اليمانيّة لو دَعَمَت الحوثي جميع دول الشيعة في العالمين، أفلا يكفيكم عبرة أنّها دعمت كافة دول الجوار بمنطقة الخليج ضدّ ثورة الوحدة اليمانيّة وباءوا بالفشل وانتصر اليماني علي عبد الله صالح على خصوم الوحدة في الجنوب؟ ولا يزال يناضل على بقائها، وأظهره الله على اليمن جميعًا ونجحت مهمته ولم ينجح في سواها وهي حركة الوحدة اليمانيّة في عصر الحوار من قبل الظهور، ولستُ بأسف علي عبد الله حتى أجامله على أخطائِه وأفتيه بالحقّ أنّ سياسته فاشلة، وسوف يصل إلى طريقٍ مسدودٍ بسبب إهدار خزينة بيت مال المسلمين للمسؤولين الذين لا يخافون الله ربّ العالمين.

    وكذلك الإمام المهديّ الحقّ لا يقيم ثورةً للظهور لا في اليمن ولا في السعوديّة ولا في أيّ دولةٍ من دول الأرض أجمعين؛ بل يدعوا النّاس للحوار، ومن بعد التصديق يخرج من اليمن للظهور في البيت العتيق للمبايعة على الحقّ واستلام الخلافة من جميع قادات المسلمين، وإن أبى تسليم الخلافة جميع قادات المسلمين والشعوب البشريّة فأقسم بربّ العالمين ليظهرني الله عليهم في ليلةٍ واحدةٍ وهم صاغرون.

    وها نحن نرفع الحظر عن أبي جعفر مرةً أخرى لعله يكتسب أدبًا ويُجادل بعلمٍ، فالصبر الصبر يا مشرف طاولة الحوار الحسين بن عمر.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    وسأل سائل فيقول من هي الفرقة الناجية ؟
    واجاب الذى عندة علم الكتاب فقال :ـــــــــــــــ


    بسم الله الرحمن الرحيم
    وسلاما على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين وبعد)

    أخي الكريم عليك أن تعلم بإن الفرقة الناجية هم الذين كانوا عليه ما كان عليه محمد رسول الله والذين معه قلب وقالب يعبدون الله لا يشركون به شيئا تصديقا لقول الله تعالى)

    (ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)صدق الله العظيم

    وتصديقاً لقول الله تعالى(يوم تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)صدق الله العظيم

    ولاكن عليك أن تعلم إنما النور ينبعث من القلب السليم فيكون ظاهريا يوم القيامة يوم تُبلى السرائر لكشف حقائق الناس وأما الذين يشركون بالله ترى وجوهم مُسودة كأنما أغشيت وجوههم قطع من الليل مُظلما )

    إذا الطائفة الناجية هم الذين يأتوا يوم القيامة لا يشركون بالله شيئا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم من الشرك لإن الشرك ظلم عظيم وكذلك يأتون تأئبون لله متابا وهاؤلا يوجدوا في جميع الفرق الإسلامية وأصحاب النار كذلك يوجدوا في جميع الفرق ولا يقصد أنه مذهب كما يزعمون وأن أصحابه هم الناجون وباقي المسلمون في النار كلا كلا بل الطائفة الناجية توجد في جميع المذاهب الإسلامية وهم الذين جاءوا إلى ربهم بقلوب سليمة تائبة منيبة لا يشركون بالله شيئا بغض النظر عن الأخطاءات المذهبية فذلك شئ يحاسب الله به العلماء حصريا من دون التابعين الذين لم ينفروا لطلب العلم وليس بعلماء وإذا سألوا عُلماءهم عن مسئلة فإنهم لا يطلبون منه البرهان على الفتوى بل يطلبها طلبة العلم وأما السائل من الناس العامة فإنما يسئل وبعد الفتوى يذهب ومن حملها عالم خرج من بلاها سالم فإن كان فتوى وزر تحمل الوزر من أفتى وله وزرها ووزر من عمل بها ومن قال لا أعلم فقد أفتى وأعطاه الله أجر مفتي وكأنه أفتى فكيف تظنون الطائفة الناجية أنها جماعة مذهب ما من بين الطوائف الإسلامية وإنكم لخاطؤن بل هم الذين لا يشركون بالله شيئا ويوجدوا في كُل المذاهب الإسللامية وكذلك أصحاب النار يوجدوا في جميع الفرق الإسلامية إضافة إلى الكافرين تصديقاً لقول الله تعالى)


    وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين)
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    الصراط________________________________________________المُستقيم
    ((((((( الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق الإمام ناصر محمد اليماني))))
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

    ولي جنة بناري اذا ربي راضي ::: طيبةُ المقامِ ولي قلب راضي
    رضــاء نفس ربي هذا مـــرادي ::: لهذا نذرت حتى تفنى حياتي

  5. افتراضي

    وهذا بيان آخر للتدبر..


    اقتباس المشاركة 5293 من موضوع ردود الإمام على الجالودي: أفتيكم بالحقّ أنّ الخلافة من بعد الأنبياء هي للأعلم بكتاب الله ..



    - 1 -


    ( ردود الإمام على الجالودي )
    أفتيكم بالحقّ أنّ الخلافة من بعد الأنبياء هي للأعلم بكتاب الله ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    وسلام الله عليك أخي الكريم وعلى الأنصار وجميع المُسلمين وأفتيكم بالحقّ أنّ الخلافة من بعد الأنبياء هي للأعلم بكتاب الله فمن زاده الله بسطةً في علم الكتاب من بعد النبيّ فذلك برهانٌ من ربّ العالمين أنّ الله اصطفاه خليفةً للمؤمنين وملكاً عليهم بأمر الله ربّ العالمين، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    وإنما مثل الإمام علي كمثل طالوت في بني إسرائيل وتبيّن لكم أنّ برهان القيادة والخلافة والإمامة هي أن يزيد الله من اصطفاه بسطةً في علم الكتاب على عُلماء المُسلمين، وأجد في كتاب الله أنّ الذي يتلو بيان القرآن من بعد رسوله أنه شاهدُ منه، أي من آل بيت محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [هود:17].

    فأمّا المقصود بقول الله تعالى:
    {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ} فالمقصود هو جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وأما قول الله تعالى: {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْه}فهو يقصد من أهل بيته وهو جدّي الإمام علي عليه الصلاة والسلام، وإنما يقصد تلاوة بيانه، وأما تلاوة قرآنه فيتلونه جميع الصحابة المُكرمين.

    ويا أخي الكريم إني لا أريد الخوض في هذه الأمور التي مضت وانقضت لأنها لم تعد فائدة من إثبات من الحقّ معه في تلك الأمّة، فتلك أمّةٌ قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولن يحاسبنا الله على إختلافهم وحسابهم على ربّهم لو كنتم تعلمون؛ بل يهمّني أن أدعوكم إلى ما جاء به محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأما جديّ الإمام علي فلم يجعله الله نبيّاً ولا رسولاً حتى أُحاجِجكم فيه لإثبات شأنه لأني لم أقل لكم قال الإمام علي فأعتمد قوله، أو أقول لكم قال أبو بكر ولا عمر ولا عُثمان، وما عندي إلا قال الله وقال رسوله. ولا يهمني مصادر الأحاديث وأسانيدها إذا اختلفت مع آيةٍ محكمةٍ في القرآن فلن أتبع حديثاً خالف لمحكم القرآن لو رواه الإمام علي وأبو بكر وعمر وعثمان وكافة الصحابة المُكرمين لما اتبعت حديثاً ورد عنهم وهو مُخالف لمحكم كتاب الله، ولن أطعن في صحابة جدّي محمد رسول الله شيئاً؛ بل أطعن في الحديث المفترى وأدمغه بمحكم القرآن العظيم فإذا هو زاهق.

    ويا أخي الجالودي، فهل تريد أن تُدخل الإمام المهديّ في متاهات مع السّنة والشيعة وتعود بنا إلى الأزل القديم؟ وكأنّ الإمام علي موجود بيننا حتى تطلب مني أن أثبت خلافته من بعد النبيّ بتسليم القيادة! بل لا يهمني أن أُثبت أنّه الخليفة من بعد محمدٍ رسول الله صلى الله عليهم وأسلّم تسليماً، وذلك لأنها لم تعد فائدة، ولذلك أصلّي على الإمام علي وأبي بكرٍ وعمر وعثمان وأسلّم عليهم جميعاً تسليماً، وحسابهم على ربهم ولم يجعلني الله عليهم وكيلاً، ولن يسألني الله عن خلافهم شيئاً.

    وأنا الإمام المهديّ مُلتزمٌ بقول الله تعالى في محكم كتابه:
    {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:141]، فانضم أيها الجالودي إلى الإمام المهديّ لنجعل الشيعة والسّنة وكافة الفرق الإسلاميّة حزب الله في الأرض واحداً موحداً على الكلمة السواء بيننا جميعاً أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ونتّبع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، ولا علينا من خلافات الأمم الماضية فلن يحاسبنا الله عليها شيئاً. تصديقاً لفتوى الله بالحق: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:141].

    ذلك لأنّ الله سوف يسألكم عن أمّتكم التي في جيلكم وعصركم لو كنتم تعقلون، فتعالوا إلى جانب الإمام المهديّ لنجعل هذه الأمّة أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ إخواناً بنعمة ربهم في الدين لا يشركون بالله شيئاً، فهم مسلمون فكيف تريدون أن تقنعوا الناس بدينكم يا معشر المُسلمين وأنتم فيه مختلفين؟ فاسعوا معي يا معشر عُلماء الأمّة لإصلاح أمّتكم ولجمع شملكم لتقوى شوكتكم ويعود عزّكم ويستخلفكم الله في الأرض كما استخلف الذين من قبلكم ويمكّن لكم دينكم الذي ارتضى لكم؛ شرط من الله عليكم أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئاً. فهل أنتم مُسلمون؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو الجالودي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة : وفيق
    ومن امر وشارك بقتل الامام الحسين عليه السلام .
    انتهى الاقتباس من وفيق

    اقتباس المشاركة 3987 من موضوع ( ردود الإمام على جعفر بن محمد ) بالنسبة لثأر الحسين عليه الصلاة والسلام فلو كان أبو قاتله موجودًا لدينا لما قتلته ..


    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    15 - محرم
    - 1430 هـ
    12 - 01 - 2009 مـ
    02:19 صباحاً

    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=343
    __________

    ( ردود الإمام على جعفر بن محمد )

    بالنسبة لثأر الحسين عليه الصلاة والسلام فلو كان أبو قاتله موجودًا لدينا لما قتلته ..
    { وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾ }
    صدق الله العظـيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..

    سلام الله عليك أخي جعفر ورحمةٌ من لدنه وبركاته، وأعلى مقامَك وأعزَّ قدرك كما دعوت لنا بذلك، ويا أخي الكريم أَشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّ أئِمة آل البيت اثني عشر إمامًا، وجميعهم من ذُرية الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام وفاطمة بنت محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا، ولا يهمُّ معرفة أسمائهم؛ بل عددهم، وذلك لأنّ الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين هو الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهّر.

    وحقيقةً إنّي أستغرب من أمر الشيعة وأتعجّب منهم كيف أنهم يعتقدون باثني عشر إمامًا من آل البيت ومن ثمّ ينتظرون ثلاثة عشر إمامًا! فمن أين أتى هذا الإمام الزائد؟ وذلك لأنّ الشيعة يعلمون بشأن اليماني وأنّ أهدى الرايات رايته وأنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، بمعنى أنّ اليماني جعله الله إمامًا للمسلمين داعيًا إلى الصراط المستقيم، وبما أنّ الشيعة تؤمن بأنّ اليماني هو كذلك من أهل البيت، إذًا يا قوم إنّ أئمة آل البيت هم اثنا عشر إمامًا أوَّلهم الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام من ربّه يوم يقوم النّاس لربّ العالمين ووقاه الله شرّ ذلك اليوم ولقّاه وزوجته نضرةً وسرورًا وأُصلّي عليهم وأُسلّم تسلميًا، وخاتم أئِمة آل البيت خاتم خلفاء الله أجمعين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    وأما كيف علمتُ أنّ أئمة آل البيت هم اثنا عشر إماماً؟ فتلقيت ذلك بفتوى هي تخصّني ذلك لأنّ الرؤيا تخصّ صاحبها وقصصت الرؤيا بالحقّ قبل عدّة سنين وكتبتها في موقع الجمعيّة الفلكيّة بالقطيف وكذلك رؤيا الخِطاب من محمدٍ رسول الله إلى البشرية.
    (http://qasweb.org/qasforum/index.php?showtopic=1474)

    وها أنا أرى تأويلَ خطابه اليوم وهو الإعراض عن الحقّ، ومن أعرض عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فكأنَّما أعرض عن دعوة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعلى كلّ حال إنّ ذلك اليوم لم يكن لديَّ موقعٌ يخصّني ولكني كتبتها في موقع الجمعيّة الفلكيّة بالقطيف لأنّ أول من دعوت من العالمين هم الشيعة ولكن للأسف لم يتّبعوا الحقّ برغم أنّي أُصدِّق كثيرًا مما لديهم وأُحاججهم في أخرى ما أنزل الله بها من سلطان، ولن أتبع أهواء الشيعة ولا السُّنة ولا أيٍّ من المذاهب الإسلاميّة.

    ويا أيُّها الشاهد جعفر قد جعلناك شاهدًا بالحقّ بيني وبين الشيعة والسُّنة، وإني أشهدُ الله وأشهدك وكفى بالله شهيدًا لئن حاوروني لأُخرِسَنَّ ألسنتَهم بالحقّ حتى لا يجدوا في صدورهم حرجًا مما قضيت بينهم بالحقّ ويسلّموا تسليمًا، وليس لي غيرُ شرطٍ واحدٍ فقط وهو أن يؤمنوا بالقرآن العظيم، وإذا قالوا: "وهل تظنّ الشيعةَ والسُّنةَ بالقرآن كافرين؟". ومن ثم أقول لهم: إذًا قد هُديتم إلى صراطٍ مستقيم، واعلموا بأن الله قد جعل القرآن هو المرجع الحقّ لما اختلف فيه علماءُ الحديث في السُّنة النّبويّة.

    وأقسم بالواحد القهّار الذي خلق الجانَّ من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار الذي يُدرِك الأبصارَ ولا تدركهُ الأبصارُ الله الواحدُ القهّار أنّي أنا الإمام المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهّر خليفة الله على البشر، وجعل الله برهان الاصطفاء هو البيان الحقّ للذكر فلا أتغنَّى لكم بالشعر ولا أساجعكم بالنثر، وها هي أدركت الشمسُ القمرَ فاجتمعت به وقد هو هلالًا في أوّل الشهر تصديقًا لأحد أشراط الساعة الكُبَر وآية التصديق للمهديّ المنتظَر نذيرًا للبشر من قبل أن يسبق الليلُ النّهارَ بسبب مرورِ الكوكبِ العاشرِ سقرَ يوم يسبق الليلُ النّهارَ ليلة النّصر والظهور للمهديّ المنتظَر على كافة البشر في ليلةٍ وهم صاغرون لئِن أعرَضوا عن البيان الحقّ للذكر إلى قدَرِه المقدورِ في الكتاب المسطورِ في عصر الحوار من قبل الظهور، وأما إذا أعلنوا بالتصديق مِن قبلُ فسوف أَظهَرُ لهم عند البيت العتيق.

    ويا أخي جعفر، إن شئت أن تحاورَ الإمامَ المهديَّ المنتظَر فشرطٌ لنا من قبل الحوار وهو الاحتكام إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وما علينا إلا أن نستنبط حكمَ الله من مُحكم كتابه القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:50].

    وأفتي الشيعةَ والسُّنةَ أنّ السُّنةَ النّبويّةَ الحقَّ هي من عند الله كما القرآنُ من عند الله، وأفتي السُّنةَ والشيعةَ أنّ السُّنةَ النّبويةَ ليست محفوظةً من التحريف. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم [النساء:81].

    وكذلك يَعْلم السُّنةُ والشيعةُ أنَّ القرآنَ محفوظٌ من التحريف. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    وبما أن القرآنَ محفوظٌ من التحريف فقد جعله اللهُ المرجعَ لما اختلف فيه علماءُ الحديث وعلَّمهم كيف يستطيعون أن يكتشفوا الأحاديث النّبويّة التي من عند غير الله، وذلك بأنهم سوف يجدون بينها وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافًا كثيرًا جملةً وتفصيلًا، وأمَر اللهُ المسلمين أن يَردُّوا الحكمَ للرسول إذا كان موجودًا أو إلى الذين اصطفاهم الله من بعد رسوله، وجعل برهان الاصطفاء البيان الحقّ للقرآن العظيم ومن ثم يستنبطون لهم الحكم الحقّ المُقنع من مُحكم القرآن العظيم فيما كانوا فيه يختلفون من أمْر الحديث النّبوي. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقد علَّمكم الله بهذه الطائفة وأنزل في شأنهم سورةً، وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    وقد علَّمكم الله لماذا {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} وذلك لكي يكونوا من رواة الحديث فيصدّوا عن سبيل الله بأحاديث غيرِ التي يقولها عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم.

    ومن ثم علَّمكم اللهُ أن تجعلوا القرآنَ المحفوظَ من التحريف هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث، وإذا كان الحديث النّبويّ جاء من عند غير الله فحتمًا سوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافًا كثيرًا. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وعلى بركة الله أخي جعفر إن أتيتَ للحوار فليس لنا شرطٌ غير هذا أن نجعل القرآن هو المرجع والحكم القول الفصل وما هو بالهزل، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    وأمّا بالنسبة لثأر الحسين عليه الصلاة والسلام فلو كان أبو قاتِلِهِ موجودًا لدينا لما قتلته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ} صدق الله العظيم [الأنعام:164]. وتلك أُمّةٌ قد خَلَت، فمن تريدونني أن أثأر منه؟ هل من ذريتهم؟ أفلا تعقلون؟! وتلك أُمّةٌ قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم. تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوك الإمام ناصر محمد اليماني.
    ___________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : وفيق
    وهل اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام اصبحوا على ضلال مثل الصحابه ابوبكر وعمر وعثمان
    انتهى الاقتباس من وفيق
    صحابة رسول الله..

    {وَبَشِّرِ‌ المخبِتِينَ ﴿٣٤﴾} [الحج]، وهم صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد:16] وهم قوم في آخر الزمان وليسوا صحابة رسول الله

    Read more: https://mahdialumma.net/showthread.php?t=1308

المواضيع المتشابهه
  1. السائلُ خليفةُ اللهِ وعبدُهُ المهديّ، والمجيبُ اللهُ ربُّ العالمين ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى مواضيع وعلامات لها علاقة بالمهدي المنتظر
    مشاركات: 92
    آخر مشاركة: 04-11-2024, 04:15 PM
  2. [ فيديو ] السائلُ خليفةُ اللهِ وعبدُهُ المهديّ، والمجيبُ اللهُ ربُّ العالمين ..
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-01-2022, 02:38 AM
  3. السائل المهدي المنتظر وكُل باحث عن الحق...... والمُجيب الله الواحدُ القهار
    بواسطة بيان في المنتدى تحذير النذير بالبيان الحق للذكر إلى كافة البشر أنهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكبرى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-05-2012, 11:28 AM
  4. السائل المهديّ المنتظَر وكُلُّ باحثٍ عن الحقّ، والمجيب الله الواحدُ القهّار ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-05-2010, 01:50 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •