اقتباس المشاركة :
ألا وإنّ اليمانيّ المُنتظَر هو ذاته المهديّ المنتظَر، وأمّا اليمانيّ صاحب ثورة الوحدة اليمنيّة فهو ليس عالِم دينٍ وإنّما قائد ثورة الوحدة بين اليمنِيّين، وهوالذي تحاربونه الآن، وهو عليّ عبد الله صالح، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ. وهو الذي قام بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور بثورة الوحدة بين اليمنِيّين حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت آمناً من بعد حروب اليمنيّين. وإنما ذلك هي من علامات ظهور المهديّ المنتظَر فتحدث في جيل المهديّ المنتظَر وعصره من قبل الظهور، ولم أقل ذلك مُجاملةً مع علي عبد الله صالح أو لأكسب رضوانه، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، ولكني أُشهدُ الله أني لم أنطق إلا بالحقّ وأعلم علم اليقين أنّ علي عبد الله صالح هو من سوف يُسلّمني راية الحُكم لأنّ اليمن سوف يصبح عاصمة الخلافة العالميّة ومكة العاصمة المُقدّسة مركز اجتماع عُلماء الدّين للتشاور في أمر الدين، وأمّا عاصمة الخلافة العالميّة فهي اليمن مقر اجتماع وزراء المهديّ المنتظَر ولاتنا على العالمين للتشاور في أمور البشر، والمهديّ المنتظَر قد جعله الله حُرّاً في دولته الكُبرى أفعل ما أريد وليس لكم من الأمر شيء، وأمّا السُفيانيّ فقد مضى وانقضى وهو صدام حُسين المجيد ويسمّى بالسفياني لأنه من ذريّة معاوية بن أبي سُفيان، ونرجو من الله أن يتغمده برحمته وأن يقبل توبته.
وأمّا الخراسانيّ فهو الذي تقومون بدعمه ضدّ اليمانيّ المُمهِّد قائد ثورة الوحدة التمهيديّة بين اليمنيّين فجعل اليمن دولةً واحدةً، والخراسانيّ واليمانيّ تقوم الحرب بينهما في اليمن، ألا وإنّ الخراساني هو الحوثي وهو خراسانيٌّ يتلو خراسانيّاً، ويُسمّى الخراسانيّ نسبة لأوليائه خراسان إيران، وإنه على ضلالٍ مبينٍ بسبب أنّ ثورته ليست من أجل الدين؛ بل من أجل الدُنيا ويرى أنّهم أولّى بالحكم من غيرهم بزعمهم أنّ الحكم ليس إلا لآل البيت، ولكنّي المهديّ المنتظَر لا أعلم في كتاب الله أنّ الحكم حصرياً لآل البيت؛
بل الملك لله يؤتيه من يشاء سواء يكون من آل البيت أو من غيرهم من المُسلمين فأهم شيء أن يحكم بما أنزل الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة لأصحابها ولا يظلم رعيّته ويعلم أنه مسؤولٌ بين يدي الله عن رعيّته هل كان حاكماً عادلاً لا يُظلم عنده أحد، وقد خاب من حمل ظُلماً. وكذلك وجبت الطاعة للحاكم الذي يحكم بما أنزل الله فيقيم الصلاة ويؤتي الزكاة في مصارفها ويأمر بالمعروف وينهى عن المُنكر فقد وجبت عليكم طاعته ما أطاع الله فيكم، ولم يجعله الله شرطاً من آل البيت. وقال الله تعالى:
{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١﴾}
صدق الله العظيم [الحج].
وأمّا بالنسبة لآل البيت فلم يأمر الله المُسلمين بطاعتهم كما يطيعون الله ورسوله إلا أولي الأمر منهم وهم أئمة المُسلمين إذا بعث الله من آل البيت إماماً كريماً ليعيد الأمّة إلى منهاج النّبوّة الأولى فيحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، فيستنبط لهم أحكام الله للفصل بينهم من القرآن العظيم، فيبيّن لهم الحقّ والباطل. وقد علّم الله المُسلمين إنه إذا بعث إماماً حقّاً من آل البيت فإنّهم يجدونه يعلم أحكام الله في القرآن العظيم فيستنبط أئمة آل البيت الحكم للفصل بين عُلماء الأمّة من القرآن فيحقّون الحقّ من الأحاديث النّبويّة ويبطلون الباطل بطريقة استنباط الأحكام من القرآن للفصل بين عُلماء الأمّة المُختلفين، ولن يجد الذين يتّبعون الحقّ إلا أن يُسلّموا لحكم الله تسليماً لأنهم يجدونه حكماً واضحاً علّمهم به أولو الأمر منهم من أئمة آل البيت، وذلك هوالبُرهان للإمامة والقيادة فإنْ بعثهم الله في المُسلمين فيدعونهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله ليحكموا منه بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم، فيحقّون الحقّ مُباشرةً من كتاب الله ويبطلون الباطل إن كانوا صادقين من أئمة آل البيت، فلكل دعوى بُرهانٌ وذلك بتطبيق النّاموس في الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ، ألا وإن القرآن وسنّة البيان جميعهم من عند الله ولكن الله لم يعدكم بحفظ السنّة النّبويّة من التحريف والتزييف عن النبيّ عليه الصلاة والسلام ولذلك أمركم الله بالاحتكام إلى القرآن العظيم فإذا كان الحديث النّبويّ جاء من عند غير الله أي من عند الطاغوت الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكُفر فعلّمكم الله أنّ هذا الحديث المُفترى في السنّة النّبويّة سوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً، ويستنبط لكم ذلك أولو الأمر منكم من أئمة آل البيت الذي يزيدهم الله بسطةً في العلم على كافة عُلماء الأمّة فتعلمونهم من خلال فتوى الله ببرهانهم في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}
صدق الله العظيم [النساء:83].
إذاً لكُلّ دعوى بُرهانٌ تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:111].
وقد جعل الله البرهان الحقّ للإمامة والقيادة هو علم الاستنباط لأحكام الدّين حصرياً من كتاب الله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ}
صدق الله العظيم [الأنبياء:24].
فقد ضَلَّلَتْكُم كثيرٌ من الروايات والأحاديث المكذوبة على النبيّ وأنتم لا تعلمون وتحسبونها من عند الله ورسوله وما هي من عند الله ورسوله. وقال الله تعالى:
{مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾}
صدق الله العظيم [النساء].
ومن خلال هذه الفتوى من ربّ العالمين يستطيع المسلمون التعرف على أئمة آل البيت الذي يصطفيهم الله من آل البيت وجميعهم من ذريّة الإمام علي بن أبي طالبٍ وفاطمة بنت محمدٍ عليهم جميعاً الصلاة والسلام من ربّهم،
ولم يأمر الله المُسلمين بطاعة آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام؛ بل أمرهم ببرّهم واحترامهم احتراماً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، ولم يجعل الله لآل بيت الرسول - صلّى الله عليه وآله وسلم - الحكمَ على النّاس في كُلّ زمانٍ ومكانٍ؛ بل الحكم هو لأولي الأمر منهم إنْ بعثهم الله ليعيدوا الأمّة إلى منهاج النّبوّة الأولى فيحكمون بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الدّين فأولئك أمر الله المُسلمين بطاعتهم كما يطيعوا أمر الله ورسوله، ولكُل دعوى بُرهانٌ وقد جعل الله برهانهم أنهم يدْعون علماءَ الأمّة إلى الاحتكام إلى كتاب الله ليحكموا بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم فيستنبطون لهم الحكم الحقّ من مُحكم كتاب الله شرط أن يكون هذا الحكم هو في آيات الكتاب المُحكمات البيّنات فيعلم به أولو الأمر منهم فيعلّموه لعلماء الأمّة فإذا الحكم الفصل واضحٌ وبيّنٌ لعالِم الأمّة وجاهلها لا يزيغ عن الحُكم الحقّ إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ وذلك لأنهم سوف يأتونكم بحكم الله فيعلموكم به في آيات الكتاب المُحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم وليس في مسألةٍ واحدة؛ بل في جميع ما كنتم فيه تختلفون. وعلى سبيل المثال اختلافكم في العصمة فتقولون إن رسل الله وأئمة آل البيت معصومون من السوء عصمةً مُطلقةً أي لا يمكن أن يعملوا سوءاً قط!
ولكني المهديّ المنتظَر أحكم بالحقّ فأفتي بالحقّ: إنّ الرسل معصومون من الافتراء على الله ثم أُنكر الافتراء بالمُبالغة بغير الحقّ حسب فتوى الشيعة أنّ الرسل معصومون من عمل سوءٍ قط، ثم آتيهم بالحكم الفصل وما هو بالهزل من آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النمل].
ومن ثم نبطل عقيدة الباطل أنّ رسول الله لا ينبغي له أن يخطئ حسب فتوى الشيعة، فهي باطل مُفترًى لأنّ العصمة المُطلقة من الخطأ في الكتاب هي لله وحده لا شريك له.
فلا تُبالغوا في رُسل الله وأئمة آل البيت بغير الحقّ يا معشر الشيعة الاثني عشر؛ بل جعلتم المهديّ المنتظَر مالك المُلك يؤتي المُلك من يشاء حسب فتوى الجاهلين منكم بأنّ المهديّ المنتظَر هو من أعطى نجاد حُكم إيران! وحسب زعمكم أنّ المهديّ المنتظَر هو من يحفظ دولتكم ويرعاها من حيث لا تعلمون! فأنتم تدعونه من دون الله إلا من رحم ربّي منكم ولا يشرك بالله شيئاً فلا أريد أن أظلم الذين لا يشركون بالله شيئاً إن وُجِدوا.
ويا معشر الشيعة، اتقوا الله فوالله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه إني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ولا ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم؛ بل أحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فآتيكم بحُكم الله الحقّ وليس من عند نفسي من رأسي سُبحان الله الذي لا يُشرك في حكمه أحداً في أحكام الدين؛ بل آتيكم به من مُحكم كتاب الله ولا ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم. وقال الله تعالى:
{وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾}
صدق الله العظيم [الرعد].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾}
صدق الله العظيم [الأنعام].
وتصديقاً لًقول الله تعالى:
{إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}
صدق الله العظيم [النجم:28].
فكم كُنتم تستعجلون ببعث المهديّ المنتظَر يا معشر الشيعة الاثني عشر وها هو قد بعثه الله في عصره وقدره المقدور في الكتاب المسطور، وأنتم تعلمون يا معشر الشيعة الاثني عشر أنّ المهديّ الحقّ من ربّكم يدعو البشر إلى اتّباع الذكر ويدعو علماء الدّين المُختلفين إلى الاحتكام حصريّاً إلى كتاب الله القرآن العظيم فلا تكونوا كمثل الذين قال الله عنهم:
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩٠﴾}
صدق الله العظيم [البقرة].
ولم يجعل الله المهديّ المُنتظَر من الشيعة الاثني عشر، ولم يجعل الله المهديّ المنتظَر من أهل السُّنة والجماعة، ولم يجعل الله المهديّ المنتظَر ينتمي إلى أي حزبٍ من أحزاب المُسلمين الذين فرّقوا دينهم شيعاً وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني لستُ منكم في شيء يا من فرّقتم دينكم شيعاً لا أنا ولا جدّي مُحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿١٥٩﴾}
صدق الله العظيم [الأنعام].
ولكن عُلماء الأمّة الذين يقولون على الله ما لا يعلمون نبذوا أمر الله وراء ظهورهم واختلفوا في دينهم فصدّوا عن اتّباع دين محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - إلى النّاس كافةً فكيف يتّبعونكم وهم يرونكم مُختلفين في دينكم ويلعن بعضكم بعضاً ويُكفِّر بعضكم بعضاً؟ ألا والله لو تركتم ما اختلفتم فيه واستمسكتم بالأساس حتى لا تصدّوا النّاس عن اتّباع دين الله الذي يدعوهم إلى كلمةٍ سواءٍ بينهم جميعاً أن لا يعبدوا إلا الله وحده لا شريك له لفزتم فوزاً عظيماً وحتى ولو تركتم شيئاً من السُنن الحقّ في سبيل عدم الاختلاف لغفر الله لكم ذلك وأدخلكم مدخلاً كريماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾}
صدق الله العظيم [النساء].
وذلك لأنكم إذا اختلفتم سوف تضرون دين الله ضرراً عظيماً ثم لا يتبع النّاس رسالة الإسلام الحقّ للناس كافةفيقولون: وكيف نتّبع دين المُسلمين وهم في دينهم مُختلفون فما يُدرينا أيّهم على الحقّ؟ ثم يتركونكم ودينكم ولذلك نهاكم الله عن الاختلاف ولكنكم خالفتم أمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾}
صدق الله العظيم [الروم].