https://mahdialumma.net/showthread.php?p=117805
الإمام ناصر محمد اليماني
27 - 09 - 2013 مـ
04:58 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
{ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الأطهار من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله ومن تبعهم في الحقّ إلى يوم التّلاق بين يدي الله، أمّا بعد..
سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار وجمعة مباركة عليكم وعلينا معكم وجميع المسلمين..
ويا أيها الباشق، أقسم بالله العظيم لن أهِنَ ولن أستكينَ في دعوتكم إلى سبيل الله ما دمت حيّاً حتى ولو طال الانتظار للنصر والتمكين كمثل انتظار نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام لنصر ربِّه ألف سنة إلا خمسين عاماً لما وهنت ولما استكنت بإذن الله، فأنت لا تعلم مدى طاقة صبر المهديّ المنتظَر في سبيل تحقيق النّعيم الأعظم، ولكن ما يحزنني أيها الباشق أنّ نصر الله صار وشيكاً من الإمام المهديّ وأنصاره كون الله غضب لكتابه، ولا أزال أجأر إلى الله أن يؤخِّر مكره عن المعرضين لعلهم يتّقون ويهتدون، فأنت لا تعلم ما أفعل يا أيها الباشق.
وسبب غضب الله لكتابه كوني أدعوكم للاحتكام إليه بعرض كافة الأحاديث والروايات على محكم كتاب الله فمن ثمّ لا نكفر إلا بما وجدناه جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله، فقد علمنا أنّ ما خالف لمحكم كتاب الله مفترًى على الله سواء يكون في التّوراة أو في الإنجيل أو في أحاديث السُّنة النبويّة.
وربما يودّ الباشق أن يقول: "يا ناصر محمد، فهل جعلت الأحاديث في السُّنة النّبويّة كتاباً منزلاً من الله كوني أراك في كثيرٍ من بياناتك تذكر التّوراة والإنجيل وأحاديث سنّة النّبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم؟". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وعلى كافة السائلين وأقول: أشهد لله بالحقّ أنّ أحاديث السُّنة النّبويّة الحقّ هي من عند الله وما ينطق عن الهوى بالظنّ محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- كون على الله قرآنه وما شاء من بيانه لنبيّه. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامة].
ومن ثمّ يتبيّن لك أنّ جبريل -عليه الصلاة والسلام- كان يُعلِّم محمداً رسول الله قرآنه وبيانه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)} صدق الله العظيم [النّجم].
غير أن الله لم يعِدكم بحفظ الأحاديث النّبويّة من التحريف من قِبَلِ شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر بأحاديث ظاهرها الإيمان وباطنها الكفر كمثل أحاديث عذاب القبر، فلم يشكّ فيها الذين جمعوها من علماء المسلمين كونهم يرون فيها تخويفاً شديداً للكافرين، برغم أنّها أصلاً أحاديث تدعوهم للكفر بما وعد الله به الأبرار وبالكفر لما وعد الله به الكفار كون الشيطان حين قال إنّ القبر يتسع على المؤمن سبعون ذراعاً فيكون روضةً من رياض الجنّة ويضيق على الكافر حتى يحطم أضلاعه فيكون حفرةً من حفر النّيران! فالشيطان قال أحاديث عذاب القبر التي تُظْهِرُ الإيمان وتُبْطن الكفر، وإنّما هي دعوة للبشر إلى الكفر بالجنّة التي وعد الله بها الأبرار والكفر بالنّار التي وعد الله بها الكفار لكون الشيطان يعلم أنّ الباحثين من البشر عن حقيقة الجنّة والنّار داخل القبور أنهم لن يجدوا من ذلك مثقال ذرةٍ من الحقيقة كون الجنّة والنّار ليستا كمثل الروح؛ بل الجنّة والنّار لا تخفيان عن الأبصار لو وجدناهما في القبور، ومن ثم يقول الكفار: "إذاً الجنّة والنّار اللتان يعتقد بها المسلمون في قبور المؤمنين والكفار ليس لهنّ أيّ أساس في الحقيقة فلم نجد قبراً توسّع على مؤمنٍ فصار روضةَ جنّةٍ ولم نجد قبراً ضاق على كافرٍ حتى حطَّم أضلاعه وصار حفرةَ نارٍ!".
ومن ثمّ يزداد الكفار كفراً بما يعتقده المسلمون في النّعيم والجحيم من بعد الموت كونهم يظنّون أنّ فتوى النّعيم والجحيم في المقابر أنّها فتوى من الله في محكم الذِّكر القرآن العظيم فهم لا يعلمون أنّ الله لم يُفْتِ بالعذاب في القبور، ولكنهم يظنّون أنّ فتوى عذاب القبر لا يعتقد بها المسلمون إلا وهي تنزلت في محكم القرآن الذي يتّبعه المسلمون؛ بل لا يعلمون أنّه لم يبقَ من القرآن إلا رسمه ولا يتبعه المسلمون شيئاً؛ بل لا يعلمون أنّ المسلمين ليسوا على شيء كونهم لا يتّبعون كثيراً مما تنزّل إليهم من ربّهم في محكم القرآن العظيم بل يتّبعون كثيراً من الأحاديث المفتراة على الله ورسوله برغم أنّها مخالفةٌ لمحكم القرآن العظيم ويحسبون أنّهم مهتدون! ويا عجبي الشديد كيف يكون على الحقّ من يخالف لمحكم القرآن المجيد الذي يهدي به الأنبياءُ وأئمةُ الكتاب النّاسَ إلى صراط العزيز الحميد!
ويا أيها الباشق، أنّي أراك تقول أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يلعب بآخر أوراقه، ومن ثمّ نردّ عليك وأقول: فأيّ ورقةٍ تقصدها؟ وأمّا التهديد والوعيد بعذابٍ من الله شديد حين يشاء الله فلست أنا من يتوعَّد المعرضين عن الدعوة إلى كتاب الله القرآن العظيم؛ بل الله من توعّد المعرضين عن اتّباع آيات الله في محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧﴾ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا ﴿٥٨﴾ وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [السجدة].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [المرسلات:50].
وتصديقاً للحديث النّبوي الحقّ من عند الله ورسوله: [يا أيها الناس، ماهذا الكتاب الذي تكتبون: أكتاب مع كتاب الله؟ يوشك أن يغضب الله لكتابه] صدق عليه الصلاة والسلام.
ويا أيها الباشق إنّما أدعو المسلمين والنّصارى واليهود والنّاس أجمعين إلى الإيمان بالتّوراة والإنجيل والقرآن العظيم، وكذلك الإيمان بالأحاديث الحقّ في السُّنة النّبويّة الحقّ لكونها جاءت كذلك من عند الله تبياناً لما شاء الله من القرآن العظيم، ولكنّي أُشهد الباشق والنّاس أجمعين وأُشهد الله وكفى بالله شهيداً أنّي أدعو المسلمين والنّصارى واليهود والنّاس أجمعين إلى الكفر بكل ما جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التّوراة أو الإنجيل أو في أحاديث السُّنة النّبويّة، وهل تدري لماذا أيها الباشق؟ وذلك كون ما جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم في دين الله هو افتراءٌ على الله ورسله، فكن على ذلك من الشاهدين وكفى بالله شهيداً.
ويا أيها الباشق، اتّقِ الله ولا تصدّ عن اتّباع ذكره، وبرغم أنّي أظنّك من الذين لا يهتدون بل من أكثر المتابعين لبيانات ناصر محمد وأخباره حتى إذا رأيت ناصر محمد بدأ يتغيّب عن موقعه ويقلل من الردود فظننت أنّ ناصر محمد قد نفد ما لديه! وهيهات هيهات فلم أقل بعد من علم الكتاب إلا قليلاً.
أو ظننت أنّ ناصر محمد وهنَ واستكان كون لم يتّبعه إلا قليلٌ! فمن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: يا رجل إنّ ناصر محمد اليماني مكلفٌ بتبيان القرآن العظيم والدعوة إليه ما دمت حياً حتى ألقى الله بقلبٍ سليمٍ وأنا ثابت على الصراط المستقيم بإذن الله العليّ العظيم.
ويا أيها الباشق ليست الدعوة إلى اتّباع محكم القرآن العظيم مجرد تجربة مني من بين التجارب حتى تقولَ (آخر أوراقي)؛ بل دعوتي ما تغيّرت من البداية وأنا أنادي علماء المسلمين واليهود والنّصارى للاحتكام إلى محكم القرآن العظيم، وكان أول من أنكر دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم هم من علماء المسلمين وأمّتهم ممن أطلعهم الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور إلا من رحم ربّي من أولي الألباب من علماء المسلمين وأمّتهم، ولا ننكر أنّه يوجد عدد من علماء المسلمين بايعوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على العام والخاص والهاتف وأمرناهم بعدم إشهار أنفسهم؛ بل الدعوة في أوساط من يثقون فيهم من العلماء حتى يصيروا مجموعاتٍ مجموعاتٍ من علماء الأمّة في كل دولةٍ، فمن ثمّ يواجهون حاكم بلدهم بفتوى الحقّ وينصحونه أن يكون من السّابقين إلى مبايعة الإمام المهديّ فيعدونه أنّ ذلك لن يزيده إلا عزاً إلى عزِّه ولن ينزع الإمام المهديّ منه ملكه ولا يحقّ للإمام المهديّ أن يفعل ذلك؛ بل سوف يزيده عزَّاً إلى عزِّه وملكاً إلى ملكه، ومن لم يشكر ربّه فسبقت فتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} صدق الله العظيم [إبراهيم:7].
ويا عباد الله: إنَّ اللَّه يَأْمر بالعدل والإحسانِ وإِيتاء ذي الْقُرْبَى ويَنْهَى عَنِ الفحشاءِ والمنْكر وَالْبَغْيِ يعظكم لعلَّكم تذكَّرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ فلا تظنّوا الإمام المهديّ وَهَنَ أو استكان! كلا وربي الله ما ينبغي لي أن أَهِنَ أو أستكين أو أستيئس من السّعي لتحقيق النّعيم الأعظم لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولسوف يظهر الله عبده المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني على كافة البشر في ليلةٍ وهم صاغرون؛ المستكبرون، وسوف ينصر الله عبده المهديّ المنتظَر وجنده على الشيطان وجنده من شياطين الجنّ والإنس ويهلك الله المجرمين ويطهِّر الأرض تطهيراً منهم كشجرة خبيثةٍ اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وهل سوف يعود المسلمون إلى الشرك بالله؟". ومن ثمّ يردّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: اللهم نعم إذا حدث التّصديق لتكريم قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه لمن يشاء الله منهم من خلفاء الإمام المهديّ على دول البشر في قول الله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:60].
وتلك قدرةُ تَحَوّلٍ يمدّهم الله بها فيجعل لهم القدرة على التّحوّل من بشرٍ إلى ملائكةٍ ذي أجنحة مثنى وثلاث ورباع كلٌّ حسب درجته عند ربّه، وأقلهم سرعة لو تحركت طائرة من اليمن تريد الطيران إلى الصين أو أمريكا فمن ثمّ انطلقت الطائرة في مدرج المطار بسرعة تريد الطيران إلى الصين وانطلق أحد المكرمين في نفس اللحظة عند بدء تحرك كفرات الطائرة إذاً لوصل إلى الصين من قبل أن تطير الطائرة من مدرج المطار! وبعضٌ منهم يطير من دولةٍ إلى أخرى في جزءٍ من الثانية! وكذلك يستطيعون أن يحضروا إلى المهديّ المنتظَر في أقرب من لمح البصر!
وهنا الطّامة الكبرى يا معشر قوم يحبّهم الله ويحبّونه فلا كرَّمكم الله ولا المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بهذا التكريم بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه.
ونشهد يا الله أنك على كل شيء قدير. اللهم فلا تحقق إشاءتك في قولك الحقّ: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ}، وذلك حتى لا يعود البشر إلى الشرك بالله فيدعون المهديّ المنتظَر وأنصاره من بعد موتهم ولذلك لا نريد تحقيق ذلك التكريم إنّك أنت السميع العليم، وثبِّتنا وجميع المؤمنين على الصراط المستقيم إنّك أنت الغفور الرحيم، وجمعة مباركة علينا وعلى جميع المسلمين في العالمين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
______________