الموضوع: موسوعة مُختصر الجواب لمن عنده علم الكتاب ( الجزء 9 )

النتائج 21 إلى 28 من 28
  1. افتراضي وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، هل أسماء الله سبحانه وتعالى كذلك منها أزليّة ومنها غير أزليّة؟


    وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، هل أسماء الله سبحانه وتعالى
    كذلك منها أزليّة ومنها غير أزليّة؟

    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:

    ومن ثم يردّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إنّ معظم أسئلتك في مصبٍّ واحدٍ ولكن لا مشكلة ونقول: يا أحمد أذكرك وأذكرك باسمي وباسم كافة الأنصار أننا نؤمن أنّ من صفات الله الأزليّة النفسيّة أنّه يغضب ويرضى وتلك من صفات الربّ الأزليّة في نفسه، وذلك حتى يغضب على من عصاه من عبيده ويرضى على من أطاعه من عبيده.

    وكذلك نفتي بالحقّ جميعَ الذين أسرفوا على أنفسهم من عبيد الله جميعاً ونقول لهم: لا تستيئسوا من رحمة الله بسبب فتوى أحمد عمرو أنّ غضب الله في نفسه عليكم لا يمكن أن يتحول إلى رضوان، بل الإمام المهدي يفتيكم حسب فتوى الله إلى الذين أفرطوا في إسراف الذنوب على أنفسهم بكثرة الذنوب فنالوا بالغضب في نفس ربّهم من جرّاء أفعالهم، ومن ثم نفتيهم أن لا يستيئسوا من رحمة الله فإن الله يقبل توبة عباده فيرضى عنهم من بعد الغضب فيبدلهم نعمة من الله ورضوانا لئن تابوا وأنابوا إلى ربّهم فاتّبعوا ما أُنزل إليهم من ربّهم، فانظروا لوعد الله للمسرفين في الذنوب من كافة العبيد من الجنّ والإنس ومن كل جنس بأنهم إذا تابوا فأنابوا واتّبعوا ما أُنزل إليهم من ربّهم فإنه سوف يبدل سيئاتهم حسنات وبالغضب رضواناً، وحتى لا يكون لأحدٍ من عبيده الحجّة أنه استيأس من رضوان الله وبأنه لن يرضى من بعد الغضب فيقول: لا أمَلَ في قبول توبتي كون الله سبق وأن غضب عليّ ولن يرضى عني، إذاً لا فائدة من التوبة. ويا سبحان الله العظيم! تالله يا أحمد عمرو إنك تدعوا إلى اليأس والقنوط من رحمة الله، ويا رجل لو لم يتبدل الغضب في نفس الله إلى رضوان والسيئات إلى حسنات لمن تاب إلى ربّه متاباً إذاً لاستيأس كافة العبيد من رحمة الربّ المعبود، فسبحان الذي وسع كل شيء رحمةً وعلماً الذي يبدل أحكام ذنوب السوء بحسنات العفو وبالإحسان الغضبَ رضواناً حتى لا يستيئس عبيد الله بأن الله قد غضب عليهم لكثرة ذنوبهم فيزعمون أنه لا أمل أن يغفر لهم الله ويرضى عنهم.

    وحتى لا تكون لهم حجّة ولذلك جعل الله النداء شاملاً لكافة العبيد في السماوات والأرض بأنّ عليهم أن لا يستيئسوا من رحمة الله فيقولوا لقد نلنا غضبَ نفس الله بسبب إسرافنا في الذنوب فلا أمل أن يغفر لنا الله ويرضى عنا كون صفاته النفسيّة لا تتبدل حسب فتوى أحمد عمرو، فلن يرضى من بعد الغضب!! وهيهات هيهات.. وحتى لا تكون للعبيد حجّةٌ على ربّهم أنّه لن يرضى من بعد الغضب بسبب إسرافهم في الجرائم والذنوب ولذلك جعل الله النداء يشمل كافة العبيد في الملكوت كله. وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=11330

  2. افتراضي يا ناصر محمد اليماني،هل تقصد أن الله ليس راضياً في نفسه الآن؟ وهل تطمع في رضوان الله على الشيطان وأوليائه؟


    وسأل سائلٌ فقال : يا ناصر محمد اليماني، أنت قلت وكررت مراراً وأمرت أنصارك أن يكرروها الآن كإثباتٍ على قولك أنك لن ترضى حتى يرضى الله؟ هل تقصد أن الله ليس راضياً في نفسه الآن؟ وهل تطمع في رضوان الله على الشيطان وأوليائه؟
    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:


    ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي والحقّ أقول: أنّي لن أرضى بملكوت ربّي حتى يرضى الله لا متحسراً ولا حزيناً، ولن يكون ذلك حتى يُدخل اللهُ عبادَه الضالين جميعاً في رحمته، إنّ ربي على كل شيءٍ قديرٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [المائدة:40].

    وما هو الغفران يا أحمد عمروا؟ ألا وإنّه استبدال صفة الغضب بالرضوان. ولكن المهدي المنتظر لا يطمع في رضوان الله على الشيطان وأوليائه حتى يذوقوا وبال أمرهم، بل نقصد رضوان الله في نفسه على الذين نجد الربّ متحسراً عليهم وحزيناً من عباده الضالين الذين أصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم من بعد أن أخذتهم الصيحة فأصبحوا نادمين على ما فرطوا في جنب ربهم.

    تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وأمّا الذين اتّخذوا غضب الله غايتهم ومنتهى أملهم وهدفهم في هذه الحياة فيناضلون الليل والنّهار لتحقيق غضب نفس الله على عباده فأولئك كذلك وجدناهم نادمين يوم القيامة في علم الكتاب، ولكن ليس أنهم نادمون على ما فرّطوا في جنب ربّهم! بل نادمون لو أنّهم أضلّوا كافة الأمم جميعاً فيكونوا معهم سواءً في نار جهنّم، إذاً فلن نجد في نفس الله حسرةً عليهم ولا أسفاً ولا حزناً، أولئك المغضوب عليهم الذين يسعون الليل والنّهار إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده، فأولئك أعداء الله وأعداؤنا لم يدخلهم الله ضمن هدفنا كوننا لم نجدهم من النادمين المتحسرين على ما فرطوا في جنب ربّهم، بل وجدنا شياطين الجنّ والإنس نادمين يوم القيامة لو أنّهم جعلوا النّاس أمّةً واحدةً على الكفر بالله ليكونوا معهم سواء في نار جهنّم. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:89].

    ولكن أحمد عمروا لم يفطن لهدف الإمام المهدي وأنصاره، ألا وإنها ذهاب الحسرة من نفس الله على الضالين وليس المغضوب عليهم فلن نرضى حتى يرضى، ولذلك تجدنا نقول لن نرضى حتى يرضى في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً على الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنّهم مهتدون.

    ألا وأن الفرق لعظيمٌ بين الضالين والمغضوب عليهم كون الضالين إنّما ضلّوا عن الطريق ويحسبون أنهم مهتدون ويدعون عباده المقربين ليقربوهم إلى الله زلفاً، فهم يحبون الله ولكنهم أشركوا بالله ويحسبون أنهم مهتدون. وأما المغضوب عليهم فهم يكرهون الله ويكرهون رضوانه، وينقمون على من آمن بالله ويتخذون من يفتري على الله خليلاً، ويسعون الليل والنّهار ليطفئوا نور الله وهم لا يسأمون، أولئك هم شياطين الجنّ والإنس من أشدّ الكافرين على الرحمن عتياً، بل هم أولى بنار جهنّم صلياً شياطين الجنّ والإنس. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَوَرَ‌بِّكَ لَنَحْشُرَ‌نَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَ‌نَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴿٦٨﴾ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّ‌حْمَـٰنِ عِتِيًّا ﴿٦٩﴾ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا ﴿٧٠﴾} [مريم]، صدق الله العظيم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

  3. افتراضي يا ناصر محمد اليماني، هل تؤمن بأن الله خلق أعمال الإنسان؟ وهل تؤمن بأنه سبحانه خالق الأمور المعنوية في الإنسان من الحزن والفرح والغضب والرضى في نفس المرء؟


    وسأل سائل فقال : يا ناصر محمد اليماني، هل تؤمن بأن الإنسان مخلوق وبأن أعماله مخلوقة من قِبَل الخالق الرحمن عزّ وجل؟ وعليه هل تؤمن بأن الأمور المعنوية في الإنسان من الحزن والفرح والغضب والرضى في نفس المرء هل تؤمن أنها مخلوقة من قِبل الله خلقها الله في نفس البشر؟
    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:


    ومن ثم يردّ عليه بالجواب الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: حاشا لله أنّ يكون ربّي خلق أعمال السوء للإنسان أو أمر بالسوء والفاحشة! تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّـهُ أَمَرَ‌نَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَأْمُرُ‌ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾ قُلْ أَمَرَ‌ رَ‌بِّي بِالْقِسْطِ ۖ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴿٢٩﴾ فَرِ‌يقًا هَدَىٰ وَفَرِ‌يقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وربّما يودّ الدكتور أحمد عمروا أن يقول: ولكنّي أقيم عليك الحجّة من من محكم القرآن بقول الله تعالى:
    { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } صدق الله العظيم [الصافات:96]. ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: إنّما البيان الحق لقول الله تعالى: { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }، أي خلقكم وخلق الأصنام التي تعملوها مما خلق الله سواء تعملونها من الحديد أو من النحاس أو من الذهب أو الفضة أو تنحتوها من الحجارة فهي من خلق الله جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ﴿٩٥﴾ وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ويا رجل كيف يكون عمل الإنسان من خلق الله سبحانه؟ إذاً فلمَ يعذبهم الله على أعمالهم ما دامت الأعمال من خلقه؟ فيا عجبي الشديد من بعض الأقاويل المخالفة للعقل والمنطق!

    وأما صفات الحزن والفرح والحسرة والرحمة في نفس الإنسان فنقول: أوجد الله تلك الصفات في أنفس عباده بكلمات قدرته فيهدي من يشاء الهدى ويُضل من يشاء الضلالة ولا يظلم ربّك أحداً.

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
    من اصطفاه الله للناس إماماً فزاده بسطةً في العلم ليكون برهان الإمامة؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=11330

  4. افتراضي يا ناصر محمد اليماني، هل البعث الأول يشمل كافة الكافرين؟ أم أنه فقط لمن يشاء الله من الكافرين. ومن هم هؤلاء الكافرون الذين اختصّهم الله بالبعث الأول دون الكافرين الآخرين؟


    وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، هل البعث الأول يشمل كافة الكافرين؟ أم أنه فقط لمن يشاء الله من الكافرين. ومن هم هؤلاء الكافرون الذين اختصّهم الله بالبعث الأول دون الكافرين الآخرين؟
    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:


    ويا دكتور أحمد عمرو، إنك تلبس الحقّ بالباطل وتحرّف الكلم عن مواضعه المقصودة، وكذلك تأتي بآياتٍ تخصّ خطاب الكفار الذين ليس لهم غير موتةٍ واحدةٍ وبعثٍ واحدٍ، ولذلك تجدون الإمام المهدي حين يفتيكم بالبعث الأوّل للكافرين تجدونني أقول: إنّما العودة إلى الدنيا لمن يشاء الله من الكافرين من الذين كذبوا برسل ربّهم، ولم نصدر الحكم أنّ البعث الأوّل يشمل كافة الكافرين لكون الكافرين ليسوا سواء بل درجات، وأضلّ الكفارَ قوماً آخرون من الكفار من الذين كذبوا على ربّهم ما لم يقله ويقولون على ربّهم بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أممهم.

    ألا وإنّ الذين افتروا على ربّهم فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أممهم إليكم عائدون وأنتم تشهدون يا معشر الأشهاد الأحياء الذين سوف يشهدون البعث الأوّل لمن يشاء الله من الكافرين، وأرجو أن يتمّ التركيز لفتواي عن البعث الأوّل حين أقول: ( لمن يشاء الله من الكافرين) لأن هناك كافرون ليس لهم غير موتةٍ واحدةٍ وبعثٍ واحدٍ، ولكن أكثر النّاس لا يعلمون.
    وأمّا المبعوثون في عصري وعصركم وزماني وزمانكم - وأنتم تشهدون - فإنّهم الكفار الذين كذبوا على ربّهم فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم بقولهم على الله غير الحقّ.

    تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى ربّهم وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ربّهم أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)} صدق الله العظيم [هود].

    فمن هم الأشهاد؟ ألا وإنّهم هم الأمّة الحاضرة للبعث الأوّل ولم يموتوا بعد، وقد علموا من بعد بيان الإمام المهدي أصحاب البعث الأوّل من الكافرين المفترين على ربّهم الذين أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، ولذلك يوم يشاهدون البعث الأوّل للكافرين المفترين ومن ثم يقول الأشهاد الذين شاهدوا البعث الأوّل يقولون لبعضهم بعضاً: "هؤلاء المبعوثون في البعث الأوّل هم الذين كذبوا على ربّهم". وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ربّهم أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)} صدق الله العظيم.

    ويقصد الأشهاد من قولهم:
    {هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ربّهم}، أي هؤلاء المبعوثون في البعث الأوّل الذين افتروا على ربّهم لكون الأشهاد قد علموا أنّ للمفترين على ربّهم ضِعْفَ الحياة وضعف الممات. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿73﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شيئاً قَلِيلًا ﴿74﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿75﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]، لأنّ منهم منافقون وهم من أشدّ النّاس كفراً وعداوةً لله ورسله حكم الله عليهم بالعذاب في النّار من بعد موتتهم الأولى فيقضون حياتهم البرزخيّة في نار جهنّم ومن ثم بعثهم في البعث الأوّل فعاد المنافقون منهم إلى ما نُهوا عنه حتى إذا ماتوا قضوا حياةً برزخيّةً أخرى في نار جهنّم إلى يوم البعث الشامل لكافة الكافرين وكافة المؤمنين، ومن ثم يردّون إلى عذابٍ غليظٍ في جهنّم خالدين بالروح والجسد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ(101)} صدق الله العظيم [التوبة]؛ ويقصد هنا العذاب من بعد الموتة الأولى والموتة الثانية أي العذاب البرزخيّ في الزمن الفاصل بين البعث الأوّل والبعث الثاني ثم العذاب الثالث بالروح والجسد. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم.

    فأما المرتين فيقصد عذابهم البرزخيّ للروح فقط من دون الجسد في النّار، فالعذاب الأوّل من بعد موتتهم الأولى فيتعذّبون في نار جهنّم إلى ميقات البعث الأوّل، ثم يعيدهم الله لقضاء حياتهم للمرّة الثانية، حتى إذا ماتوا فأدخلهم النّار يتعذّبون في نار جهنّم إلى يوم البعث الشامل ومن ثم يردون إلى عذابٍ غليظٍ بالروح والجسد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم. وإنّما العذاب في النّار لكونهم لم يأخذوا جزاءهم من العذاب في الحياة قبل الموت ولكنّ الله كتب لهم العذاب مرّتين في نار جهنّم ثم يردون إلى عذاب غليظ في نار جهنّم بالروح والجسد.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    https://mahdialumma.net/showthread.php?9061

  5. افتراضي يا ناصر محمد اليماني، أنت تقول بأن أصحاب البعث الأول سيعذبون مرتين وهو واقع عليهم في الحياة البرزخيّة، فما هو دليلك بأنّ الله لم يعذبهم مرتين في الحياة الدنيا قبل موتهم؟


    وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، أنت تقول بأن أصحاب البعث الأول هم المقصودون بقول الله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}، وأشرت الى أنّ المرتين من العذاب هو عليهم في الحياة البرزخيّة، فما هو دليلك بأنّ الله لم يعذبهم مرتين في الحياة الدنيا قبل موتهم؟
    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:


    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، أفلا تأتِنا بالبرهان المبين الذي لا شك ولا ريب فيه بأنّ الله لم يعذّبهم قبل موتهم في الحياة الدنيا؟ فما يدريك يا ناصر لعل الله يقصد بقوله تعالى:
    {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [التوبة:101]، فما يدريك لعلَّ الله عذّبهم مرّتين في الحياة من قبل موتهم ومن ثم ردّهم إلى عذابٍ غليظٍ في نار جهنّم؟" . ومن ثم يردّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني على السائلين وأقول: الحمد لله ربّ العالمين إذ لم يجعل الله الإمام المهدي المنتظر كمثل الدكتور أحمد عمرو الذي يأتي ببيان الآيات من عند نفسه ويحسب أنّه ينطق بالحقّ، فذلك هو القول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً وهو أن تأتوا بآيةٍ في الكتاب لا تزال بحاجة للبيان والتفصيل ومن ثم تأتوا بتفصيلها من رؤوسكم من عند أنفسكم بما لم ينزّل الله بها من سلطانٍ، ولكنّي الإمام المهدي أعلم أنّ الله لم يعذّب أولئك المنافقين شيئاً بعذابٍ من عنده من قبل موتهم لكون حسبهم العذاب في نار جهنّم ثلاث مراتٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}صدق الله العظيم.

    وربّما يودّ السائل أن يقول: "أفلا تأتينا بالبرهان المبين بأنّ الله لم يعذّب المنافقين الذين مردوا على النّفاق من قبل موتهم لكونك تقول يا ناصر بأنّ الله لم يعذّبهم بعذابٍ من عنده في الحياة الدنيا، وتقول إنّ الله قال أنّ حسبهم العذاب في النّار" . ومن ثم يردّ على السائلين المهدي المنتظر من محكم الذكر وآتيكم بالبرهان المبين بأنّ الله لم يعذّبهم من قبل موتهم كون حسبهم عذاب النّار وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّ‌سُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جهنّم يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ‌ ﴿٨﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّ‌سُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ‌ وَالتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُ‌ونَ ﴿٩﴾ إنّما النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّ‌هِمْ شيئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

    ومن ثم نعلم أنّ الله لم يعذّبهم من قبل موتهم في حياتهم الأولى ونستنبط ذلك من خلال قول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّ‌سُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جهنّم يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ‌ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم، كون المنافقين الذين مردوا على النّفاق من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر والصدّ عن اتباع الذكر فحين يدخلون مجلس النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – يقولون: ( السام عليكم )، ويردّ عليهم النبيّ ومن في مجلسه من المؤمنين فيقولون للمنافقين: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) كونهم قد ظنّوا أنّ المنافقين قالوا ( السلام عليكم )، ولكنهم يلقون تحيتهم بلسانٍ سريعٍ ( السام عليكم) فيظنّ النبي والمؤمنين أنّهم قالوا: ( السلام عليكم ). ومن ثم نزل قول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جهنّم يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ‌ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم؛ أولئك المنافقون الذين مردوا على النّفاق الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، فتجدون في محكم كتاب الله أنّه لم يصبهم بعذابٍ من عنده قبل موتهم لكونهم يقولون في أنفسهم {لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جهنّم يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ‌ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم، أي لولا يعذّبنا الله في الحياة الدنيا، ولذلك ردّ الله عليهم فوعدهم بالعذاب في نار جهنّم وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جهنّم يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ‌ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم. بل حسبهم جهنّم مرتين في الحياة البرزخيّة الأولى وفي الحياة البرزخيّة الثانية، وحسبهم عذابٌ غليظٌ بالروح والجسد يوم الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النّفاق لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [التوبة:101].

    والأعجب من ذلك أنّهم عادوا إلى ما نُهوا عنه وحلّوا محلّ إبليس ليفتنوا النّاس من بعد موت الإمام المهدي، فبالغوا في الإمام المهدي وأنصاره السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور حتى دعى النّاس الإمام المهدي وأنصاره السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور فاشرك النّاسُ بالله مرةً أخرى إلا من رحم ربي، بل سيقولون: "إنّ الإمام المهدي وأنصاره أولاد الله صفوة البشريّة وخير البريّة، ألم يجعله الله إمام الأنبياء وكذلك أنصاره هم الصفوة في عصر الحوار من قبل الظهور؟ صفوة البشريّة وخير البريّة فهم كذلك أولاد الله؟". ألا لعنة الله على المفترين لعناً كبيراً، ولذلك سوف يعذّبهم الله من بعد موتهم في النّار مرةً أخرى، فسحقاً لأصحاب السعير فلا حسرة عليهم ولا حزناً.

    ألا والله ما بالغوا في الإمام المهدي وأنصاره حباً فيهم؛ بل لكي يشرك النّاس بهم فيواصلوا تحقيق هدف الشيطان إبليس، برغم أنّ الشيطان إبليس وقبيله ليسوا لهم إلا حياةً واحدةً وموتةً واحدةً وبعثاً واحداً فيدخله الله وقبيله الإنسان الذي كان من الملائكة في النّار خالدين فيها إلى يوم البعث الشامل يوم يقوم النّاس لربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ‌ فَلَمَّا كَفَرَ‌ قَالَ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ ربّ العالمين ﴿١٦﴾فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النّار‌ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الحشر]، وذلك الإنسان هو قبيل الشيطان، وهم الملك ماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج ليس لهم غير موت واحد وعذاب واحد، فلا يفتنكم الشيطان إبليس الملك هاروت وقبيله ماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج إني لكم نذيرٌ مبينٌ أنذركم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم من ذات القرآن لقوم يعقلون، فقد حذّركم الله فتنة الشيطان وقبيله وذرياتهم الشياطين من يأجوج ومأجوج. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:27].

    وربّما يودّ أن يقول أحد السائلين: "يا ناصر محمد وهل الشيطان مَلَكٌ؟" . ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى:
    {إِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن طِينٍ ﴿٧١﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٧٤﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْ‌تَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ‌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ‌ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُ‌جْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَ‌جِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَ‌بِّ فَأَنظِرْ‌نِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِ‌ينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣﴾ قَالَ فَالحقّ وَالحقّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جهنّم مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويا معشر الذين يفسرون آيات القرآن من عند أنفسهم من غير رسوخٍ في آيات الكتاب فلو نعتمد على هذه الآية لوحدها لوجدنا الفتوى فيها بأنّ الشيطان إبليس كان من ملائكة الرحمن المقربين وذلك لو نعتمد فقط على هذه الآية لوحدها دونما الرجوع إلى آيات أخرى للتفصيل، فانظروا قال الله تعالى:
    {إِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن طِينٍ ﴿٧١﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٧٤﴾} صدق الله العظيم، فلو يُعتمد على ظاهر هذه الآية لوجدتم الخطاب موجهاً إلى الملائكة: {إِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن طِينٍ ﴿٧١﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٧٤﴾} صدق الله العظيم.

    وأما الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فسوف يقولون إنّ إبليس كان من ملائكة الرحمن المقربين! ولكنّه ليس من الملائكة المقربين بل من ملائكة الجانّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف:50].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    https://mahdialumma.net/showthread.php?9061

  6. افتراضي يا ناصر محمد اليماني أفتني في قوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} ؟ وهل للشيطان فتنة جهريّة بالصوت والصورة؟


    وسأل سائل فقال: يا ناصر محمد اليماني أفتني في قوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} ؟ وهل للشيطان فتنة جهريّة بالصوت والصورة؟
    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:


    ويا عباد الله، أشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّه يوجد بعثٌ في هذه الدنيا وأنتم تشهدون، وليس لكل الكافرين بل لمن يشاء الله من الكافرين، وسوف يستغل ذلك البعث الشيطانُ الرجيم الملك هاروت وقبيله الملك ماروت وجيوشهم ذريتهم يأجوج ومأجوج لفتنتكم، وتلك هي فتنة الشيطان الجهريّة فيكلمكم بصوته وأنتم ترونه ويجلب عليكم بخيله ورجاله ويريد أن يزوّجكم بناته ويقول لكم إنّهن الحور العين التي وُعد بها المتقون، ولن تجدوهنّ أبكاراً بل ثيباتٍ وهنّ لسنّ الحور العين التي وعد الله بهنّ المتقين بل الحور العين أجمعين تجدونهنّ أبكاراً لم يطمثهنّ من قبلكم إنسٌ ولا جانٌ، فاحذروا مشاركة الشيطان في النسب بالتناسل في ذرّيته الشيطانيات، فقد ولدْنَ كثيراً من يأجوج ومأجوج.

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وماهي فتنة الشيطان الجهريّة؟ فلا بد أن تكون بالصوت وبجيوشٍ مرئيّة". ومن ثم نردّ عليه من محكم الكتاب ونقول:
    {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأوّلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:64].

    وربّما يودّ سائل آخر أن يقول: فما يقصد الله تعالى بقوله:
    {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} ؟ والجواب: أي يخرجهم من النّور إلى الظلمات كون فتنته الجهريّة تأتي بعد أن يكون النّاس كلهم مؤمنين من بعد مرور كوكب العذاب. وقال الله تعالى: {الم (1) أَحَسِبَ النّاس أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ(3)} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    وربّما يودّ آخر أن يقول: "لماذا قال النّاس بشكل عام في قول الله تعالى: {أَحَسِبَ النّاس أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} صدق الله العظيم، فهل سوف يؤمن النّاس جميعاً؟ وما هو سبب إيمانهم؟ ومن الذي يأتي لفتنتهم؟". ومن ثم نردّ عليهم بالحقّ ونقول: قال الله تعالى:
    {فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النّاس ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    حتى إذا اتّبعوا الإمام المهدي من بعد الظهور من بعد آية الدّخان المبين ومن ثم يأتي المسيح الكذاب لفتنتهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الم (1) أَحَسِبَ النّاس أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    وجيوش المسيح الكذاب أكثرهم يأجوج من الإنس؛ وهم غير الإنس من ذريّة آدم بل من ذرية الإنسان قبيل الشيطان كان من الملائكة فجعله إنساناً فأتاه الملك من بعد آدم - وعلى نبي الله آدم الصلاة والسلام - وآتاه الله آياته فانسلخ منها، ومن ثم أتبعه الشيطان إبليس وهو قبيل الشيطان، وقد تلينا عليكم قصصهم بالحقّ تنفيذاً لأمر الله في محكم كتابه:
    {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئنَا لَرَ‌فَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْ‌ضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُ‌كْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُ‌ونَ ﴿١٧٦﴾ سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿١٧٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    https://mahdialumma.net/showthread.php?9061

  7. افتراضي يا ناصر محمد اليماني أفتني في هذه الآية فهل خطاب الله سبحانه وتعالى هذا لعيسى عليه السلام يوم القيامة أم في الحياة الدنيا؟ وما سبب هذا الخطاب؟


    وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني أفتني في قولة تعالى: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابن مريم اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} صدق الله العظيم [المائدة:110] صدق الله العظيم، هل خطاب الله سبحانه وتعالى هذا لعيسى عليه السلام يوم القيامة أم في الحياة الدنيا؟ وما سبب هذا الخطاب؟
    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:


    فاحذروا فتنتهم واعلموا أنّ الله لا يكلِّم عباده جهرةً بل من وراء حجاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51]؛ بمعنى إنّ الله لا يكلم عباده تكليماً إلا من وراء حجابٍ، ولسوف تعلمون حين يأتيكم الله في ظُللٍ من الغمام في البعث الأوّل فتسمعون صوت الله سبحانه ولكنّكم لن ترونه جهرةً ذلك يوم يخاطب الله عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم في البعث الأوّل ويذكّره بنعم الله عليه تثبيتاً له لكونه قد أمره أن يطيع أمرَ الخليفة الإمام المهدي ويكون من الصالحين التابعين، ولذلك يذكّره الله بنعمه عليه ليثبته فلا يستنكف يوماً ما من ذلك كون الإمام المهدي من الصالحين وهو أي عيسى ابن مريم نبيٌ ورسولٌ خلقه الله بكن فيكون في بطن أمه.

    ونكرر أنّ سبب تذكير الله لعبده المسيح عيسى ابن مريم بنعمه عليه وذلك حتى لا يعصي أمر ربّه لكون سبب فتنة الشيطان هي درجة الخلافة على الإنس والجنّ والملائكة، وقد غضب إبليس من ربّه بسبب تكريم آدم بدرجة الخلافة على الجنّ والملائكة والإنس من ذريته، وكان إبليس يرى بأنّه الأولى بذلك المنصب العظيم في نظره. ولذلك قال:
    {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:62].

    ولذلك أراد الله أن يثبّت عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى لا يَحْدُثَ له ما حدث للشيطان الذي كانت سبب فتنته الخلافة، ولكنّ الله ثبت عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم وذكّره الله بنعمه عليه من قبل وذلك حتى يكون من الشاكرين لا من المستكبرين. وقال الله تعالى:
    {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابن مريم اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} صدق الله العظيم [المائدة:110].

    ويا فضيلة الشيخ المحترم الدكتور أحمد عمرو، إنّك لا تفرّق بين آيات الخطاب من الربّ في البعث الأوّل ولا بين آيات الخطاب من الربّ في البعث الشامل؛ بل تجعلهم خطاباً واحداً وفي موضع واحدٍ لكونك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون. فلنفرض أن أحمد عمرو قال: "إنّ هذا الخطاب من الله إلى المسيح عيسى ابن مريم يوم البعث الشامل" . ومن ثم نردّ عليه ونقول: ولماذا يذكّر الله المسيح عيسى ابن مريم بنعمه عليه إلا لأنه يريده أن يكون من الشاكرين! وكيف يكون ذلك يوم الحساب وقد رفعت الأعمال؟ ومن ثم نقول: بل يذكّر الله المسيح عيسى ابن مريم بنعمه عليه ليكون من الشاكرين كون سبب فتنة الشيطان هي الخلافة حين استخلف آدم بدلاً منه وأمر الله إبليسَ أن يطيع أمر آدم فقال: أنا خيرٌ منه. ولكن الله يريد أن يثبِّت عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم فلا يستنكف أن يكون من الصالحين التابعين للإمام المهدي وذلك يوم يجمع الله النبيين أصحاب الكهف والرقيم بالإمام المهدي، ويسأل الله الأنبياء الثلاثة فيقول لهم: ماذا أجبتم؟ أي ماذا فعلنا بقومكم من بعدكم الذين أرادوا أن يرجموكم أو يعيدوكم في ملّتهم. ولكن الرسل الثلاثة لا يعلمون ما فعل الله بقومهم من بعدهم. وقال الله تعالى:
    {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ( 109 ) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابن مريم اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 110 )} صدق الله العظيم [المائدة].

    وكذلك خطاب الله لعبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم يوم البعث الأوّل. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابن مريم أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ (116)مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فإنّهم عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)} صدق الله العظيم [المائدة].

    فلو يقول الدكتور عمرو: "يا ناصر محمد، إنّما ذلك الخطاب يوم البعث الشامل" . ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ونقول: إذاً فمتى عودة المسيح عيسى ابن مريم إن كنت من الصادقين؟ أفلا ترى إنّه لا يعلم مبالغة أهل الكتاب فيه بعد أن توفاه الله ورفع روحه إليه؟ ولذلك قال المسيح عيسى ابن مريم:
    {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فإنّهم عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} صدق الله العظيم [المائدة]، وذلك الخطاب في زمن البعث لأول لمن يشاء الله من الكافرين ولا وجود للأموات الصالحين بين المبعوثين في البعث، وخاطب الله المبعوثين في البعث الأوّل. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ إنّهم فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ومن هم الشركاء الغائبون في البعث الأوّل كون الله تعالى يقول:
    {وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ إنّهم فِيكُمْ شُرَكَاءُ} ومن ثم يردّ الإمام المهدي على السائلين من محكم الكتاب: "سوف تعرف من هم شركاءَهم في يوم البعث الشامل للكافرين والمؤمنين ، وقال الله تعالى: {وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَاءهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـؤُلاء شُرَكَآؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْ مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْاْ إِلَى اللّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (87) الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ (88)} صدق الله العظيم [النحل].

    فانظروا لردّ شركائهم على الذين بالغوا فيهم من بعد موتهم:
    {وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَاءهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـؤُلاء شُرَكَآؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْ مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86)} صدق الله العظيم، لكونهم عن عبادتهم غافلين وإنّما بالغوا فيهم من بعد موتهم وإلا لنهوهم عن ذلك، ويجمع الله بينهم في البعث الشامل لجميع الكافرين والمؤمنين. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جميعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿28﴾فَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ولكنّ شركاءهم الذين يعتقدون أنّهم شفعاؤهم بين يدي الله لم يكونوا موجودين معهم في البعث الأوّل. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ إنّهم فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار وكافة الباحثين عن الحقّ أجمعين، لقد تبيّن لكم أنّه يوجد بعث أول لمن يشاء الله من الكافرين ومنهم المنافقين من اليهود الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، وتبيّن لكم أنّ لهم حياتين وموتتين، وأن منهم من سوف يعود إلى ما كان يفعل من قبل. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحقّ مِنْ ربّهم وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإنّما ذلك السؤال لقوم مبعوثين مرتين وتجدون ردّهم على ربّهم في محكم الكتاب:
    {قَالُوا رَ‌بَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَ‌فْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُ‌وجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾ ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّـهُ وَحْدَهُ كَفَرْ‌تُمْ ۖ وَإِن يُشْرَ‌كْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّـهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ‌ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [غافر]، ولكن الدكتور أحمد عمرو من الذين يحرّفون الكلم عن مواضعه المقصودة يقول: "إنّما هذا الخطاب موجّه لكفار قريش". ويقول: " إنّ الله أمر رسوله أن يقول: قل كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً؟" ولكننا لم نجد الأمر إلى رسوله أن يقول قل كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً، فهل تفتري على الله ورسوله؟ وأعلم إنّك من الذين لا يهتدون، وإنّما اضطررنا أن نخاطبك برفقٍ ولينٍ ليعلم قوم آخرون أننا لم نظلمك شيئاً، وأنك ما جئت إلا لتصدّ عن اتباع الصراط المستقيم، ولن يزيدك البيان الحقّ للقرآن إلا رجساً إلى رجسك فلن تفلت، وأقسم بالله العظيم لن أتنازل عن المباهلة بيني وبينك فنجعل لعنة الله على الكاذبين لعناً كبيراً سواءً يكون الكاذب أحمد عمرو أو ناصر محمد اليماني، والحكم لله وهو خير الفاصلين.

    وإليك هذا السؤال يا دكتور عمر من محكم الذكر في قول الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ أَنّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلّ شَيْءٍ حَيّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:30]، والسؤال هو في قول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ أَنّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} فهل يخاطب كفار قريش أم كفار اليوم الذين اكتشفوا أنّ السموات والأرض كانت كوكباً نيترونياً واحداً مدكوكاً دكّاً فانفتق نتيجة الانفجار الأعظم؟ فما يدري قريش بهذه الرؤيّة العلميّة لو كنت من الصادقين بالذكر، بل يخاطب كفار اليوم في عصر بعث الإمام المهدي الذي يبيّن للنّاس القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:105].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    https://mahdialumma.net/showthread.php?9061

  8. افتراضي يا ناصر محمد اليماني، أفتنى في قولة تعالى :{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا } صدق الله العظيم؟ فكيف نتخذ الشيطان عدواً ونحن لم نره؟


    وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، أفتنى في قولة تعالى :{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا } صدق الله العظيم؟ فكيف نتخذ الشيطان عدواً ونحن لم نره؟
    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:

    وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، فكيف يستطيعون أن يصدّوا المسلمين عن اتّباع القرآن العظيم وهم قد صاروا بين المسلمين؟ أفلا تعلمنا عن طريقة صدهم عن سبيل الله؟" . ومن ثم يردّ الإمام المهدي ناصر محمد على السائلين وأقول: سوف تجدون الجواب في محكم الكتاب القرآن العظيم فقد علمكم الله بطريقة صدِّهم عن اتّباع محكم القرآن العظيم وذلك عن طريق افتراء أحاديث نبويّة غير التي يقولها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلم الله علماء المسلمين أن يجعلوا محكم القرآن العظيم هو المرجع والحكم فيما اختلفوا فيه من أحاديث السُّنة النبويّة كون أحاديث السُّنة النبويّة هي كذلك مزيداً من البيان من عند الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿١٧﴾فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾}
    صدق الله العظيم [القيامة].

    وعلّمهم الله إنّ أحاديث البيان النبويّ إذا كان أحدها من عند غير الله أي من عند الشيطان وأوليائه فسوف يجدُ علماءُ المسلمين أنّ بين ذلك الحديث ومحكم القرآن اختلافاً كثيراً، وذلكم تصديقاً لحكم الله في محكم كتابه بين علماء المسلمين في قول الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚوَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾}
    صدق الله العظيم [النساء].

    وعليه فإنّ المعرضين عن السُّنة النبويّة الحقّ قد أعرضوا عن الحقّ من ربّهم كونه تبيّن لكم إن أحاديث السُّنة النبويّة الحقّ إنما هي من عند الله غير أنّها ليست محفوظة من التحريف كمثل القرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ولذلك جعل الله محكم القرآن العظيم هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث، فما وجدوه من الأحاديث جاء مخالفاً لمحكم آيات الكتاب البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين فليعلموا أنّ ذلك حديثٌ مفترًى في السُّنة النبويّة من عند غير الله ولم ينطق به رسوله الذي لا ينطق عن الهوى في دين الله إلا بوحي من ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾}
    صدق الله العظيم [النجم].

    فاتقوا الله يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم واكفروا بالتعدديّة المذهبيّة في دين الله واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ولا تُفَرِّقوا دينكم شيعاً وأحزاباً وكلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون. وربّما يود أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، ما هو بالضبط حبل الله الذي أمرنا الله بالاعتصام به والكفر بما يخالفه؟" . ومن ثم يترك ناصر محمد اليماني الجواب على النّاس من الرب مباشرةً في محكم الكتاب قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾}
    صدق الله العظيم [النساء].

    وربّما يودّ أحد علماء المذهب القرآن أن يقول: "أفلا ترى يا ناصر محمد إن الله أوصانا بالاعتصام بالقرآن وحده ولم يأمرنا أن نعتصم بسنّة نبيّه بل ذكر الاعتصام بالقرآن وحده في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم؟ " . ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: فاسمع يا هذا فهل يقبل عقلك أن الله سبحانه أمر النّاس أن يعتصموا بقرآنه ويذروا بيانه؟ ألم يقل الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    فاسمعوا إلى حكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في دينكم بما أنزل الله وأقول:
    لقد أمركم أن تتبعوا محكم قرآنه وسنة بيانه الحقّ إلا ما خالف في السُّنة لمحكم قرآنه، فهنا أمركم الله بالاعتصام بمحكم القرآن العظيم والكفر بما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في أحاديث السنة النبوية.

    وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}
    صدق الله العظيم [آل عمران :103]. وذلك حين يأتي ما يخالف لمحكم القرآن العظيم فهنا أمركم الله بالاعتصام بمحكم القرآن العظيم والكفر بما يخالف لمحكم القرآن العظيم، فذلك حكم الله بينكم يا معشر المسلمين الذين اتّبعوا نهج أهل الكتاب فجعلوا دينهم شيعاً وأحزاباً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون. فاتقوا الله وأطيعون تهتدوا، وأعلنوا الكفر بالتعدديّة المذهبيّة في دين الإسلام فلا تتبعوا أهل الكتاب الذين فرقوا دينهم شيعاً وأحزاباً، وتذكروا قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكن للأسف لقد اقتدى علماء المسلمين بطريقة فريقٍ من الذين أوتوا الكتاب الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم، كون الله أمر النّصارى واليهود المختلفين في التوراة والإنجيل أن يحتكموا إلى القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚوَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴿٧٨﴾فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ومن ثم دعا محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - علماءَ أهل الكتاب للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وعلّمهم إن ما جاء مخالفاً في التوراة والإنجيل لمحكم القرآن العظيم فإنه باطلٌ مفترًى على الله ورسله، فما هي النتيجة يا قوم؟ وللأسف فقد أعرض فريقٌ من أهل الكتاب عن دعوة الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم لغربلة التوراة والإنجيل. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وربما يودّ أن يقول أحد السائلين: "يا ناصر محمد اليماني، ما دام الله لم يأمر أهل الكتاب بالاحتكام إلى التوراة الإنجيل لغربلة التوراة والإنجيل فلا بد أن الله يعلم أنه قد أحدث شياطينُ البشر تحريفاً في التوراة والإنجيل ولذلك أمرهم الله بالاحتكام إلى القرآن العظيم، وإنما يستنتج ذلك العقل. فهل عندك سلطان مصدق لما يستنتجه العقل والمنطق؟" . ومن ثم نترك الجواب من الربّ في محكم الكتاب عن السبب في الأمر لأهل الكتاب أن يحتكموا إلى القرآن العظيم، وذلك كون التوراة والإنجيل تمّ تحريف كثير مما أنزل الله فيهما. وقال الله تعالى:
    {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    https://mahdialumma.net/showthread.php?12300

    الموقع الرسمي للإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني: طاولة الحوار العالمي من قبل الظهور.
    [ منتديات البشرى الاسلامية ]
    https://mahdialumma.net/forum.php

المواضيع المتشابهه
  1. موسوعة مختصر الجواب لمن عندة علم الكتاب ( الجزء 8 )
    بواسطة عبد النعيم الاعظم2 في المنتدى قسم ملخصات البيانات والتحميل والتوجيهات
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 08-05-2015, 09:11 PM
  2. موسوعة مُختصر الجواب لمن عنده عِلم الكتاب ( الجزء 7 )..
    بواسطة عبد النعيم الاعظم2 في المنتدى قسم ملخصات البيانات والتحميل والتوجيهات
    مشاركات: 41
    آخر مشاركة: 26-08-2014, 04:56 AM
  3. موسوعة مُختصر الجواب لمن عنده عِلم الكتاب ( الجزء 2 )
    بواسطة عبد النعيم الاعظم2 في المنتدى قسم ملخصات البيانات والتحميل والتوجيهات
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 31-07-2014, 08:52 AM
  4. موسوعة مُختصر الجواب لمن عنده عِلم الكتاب (الجزء 1)
    بواسطة عبد النعيم الاعظم2 في المنتدى قسم ملخصات البيانات والتحميل والتوجيهات
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 31-07-2014, 06:20 AM
  5. موسوعة مختصر الجواب لمن عنده علم الكتاب ( 10 )
    بواسطة عبد النعيم الاعظم2 في المنتدى قسم ملخصات البيانات والتحميل والتوجيهات
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 03-05-2014, 03:26 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •