- 5 -
الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 08 - 1429 هـ
07- 08 - 2008 مـ
10:46 مساءً
ــــــــــــــــ
مهلاً مهلاً، فلا ينبغي لي أن أُنصف الظالم من المظلوم..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله وآله الأطهار وصحابته الأخيار وجميع التابعين للحق في كُل زمانٍ ومكان إلى يوم الدين، وبعد..
إنما أفتيتُ في شأن حركة الحوثي من ناحية عقائديّة، وذلك لأنهم يسفِكون دِماء اليمانيين من الذين أجبرتهم قسوة المعيشة في اليمن على الرضاء أن يكون جُندياً براتبٍ زهيدٍ فلا يُمكن أن تجد جُندياً في الجيش اليمني إلّا وهو ينتمي إلى أُسرةٍ فقيرةٍ وهو من يُنفق عليها براتبه الزهيد ومن ثُمّ تقومون بقتله ظُلماً بغير الحقّ ومن ثُمّ يزيده علي عبد الله صالح ظُلماً إلى ظُلمه فلا يُعوّض أُسرته بما يسدُّ فاقتهم من بعده! فلا خير فيكم ولا في علي عبد الله صالح مظلّة الفاسدين، ولكن رايته هي أهدى من رايتك في شيء واحدٍ وهو أنه يدعوك للسلم وحقن الدماء فتأبوا إلّا سفك دماء الغلابة من الجُنود وذلك ما أعلمه عنكم، فلن تمسّوا المُفسدين في اليمن بشيء؛ من المسؤولين الذين ينهبون بيت مال المُسلمين بُكل جشعٍ وطمع وطغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد وأذلّوا الشعب اليمني العربي الأبي بتدمير الاقتصاد ونهب خيرات البلاد.
وللأسف إنّ علي عبد الله صالح صار مظلّة للمُفسدين فلم يستطع السيطرة عليهم من بعد كثرتهم في مناصب الدولة، وللأسف بأنه من اختارهم وذلك حتى يكون مِنْ أهداهم سبيلاً حتى إذا فكر الشعب اليماني في البديل في مسؤولين الحكومة ومن ثُمّ يجدون بأنّ علي عبد الله صالح هوِ ْمن أهداهم سبيلاً فيقولون هو أهون علينا من بين جميع طاقم الحكومة، ومن ثُمّ يصرفون النظر عن البدل، وبتلك السياسة الفاشلة نجح فخامة الرئيس علي عبد الله صالح في استمرار الحُكم منذ عام 1978. غير أني لا أنكر محاسنه بالحقّ ومنها ثورة الوحدة اليمانيّة من علامات الظهور للمهديّ المنتظَر. تصديقاً لحديث مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: [والله ليتمنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون] صدق عليه الصلاة والسلام.
وهذه هي ثورة اليماني في نفس جيل المهديّ المنتظَر وهي من علامات الظهور إذا جاءت ثورة الوحدة اليمانيّة بين صنعاء وحضرموت، أي يتوحّد شمال اليمن مع جنوبه ومن ثُمّ يُتم الله نور هذا الأمر بظهور المهديّ المنتظَر فيكون قائد ثورة الوحدة على عبد الله صالح وهو من سوف يُسلمه الراية اليمانيّة فيقول: [سلمتك القيادة] والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل. وهو ليس إلّا ضمن قادات البشر الذين سوف يُسلّمون للمهديّ المنتظَر راية القيادة العالميّة طوعاً أو كرهاً وهم من الصاغرين.
وأقسم بربّ العالمين أني أعلمُ عِلم اليقين بأنّ علي عبد الله صالح هو من سوف يُسلّم إلينا راية اليمن ولا ينبغي أن يُسلّمها قائد يماني سواه مهما قامت عليه من الانقلابات العسكرية أو الوطنية أو الحوثية فسوف تبوء بالفشل والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ.
وهكذا يشاء الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور في عصر الظهور وليس معنى ذلك بأنّ المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني راضياً عن علي عبد الله صالح وحاشا لله! وذلك لأنه يُصدّق العرافين في شأن الأسرة التي يظهر منها المهديّ المنتظَر من آل البيت المُطّهر، ولكن علي عبد الله صالح لا يعلم بأن هذه الأسرة حُسينية من ذُرية الإمام الحُسين بن علي نظراً للظلم المرير الذي تلقّاه الحُسينيون في الزمن القديم حتى فروا في الأرض وأُجبروا على إخفاء نسبهم وبسبب ذلك الظُلم خُفي نسب الأسرة التي يظهر منها المهديّ المنتظَر؛ بل هي من أعرق الأسر اليمانيّة وأشهرها على الإطلاق بين الشعب اليماني، ومن تلك الأسرة يقوم العرافون بتخويف علي عبد الله صالح فيقولون له: [اِحذر تلك الأُسرة فإذا لم تحذرها فسوف يؤول إليها مُلكك]!
وللأسف فإن علي عبد الله صالح قد صدَّق العرافين فيتعامل مع تلك الأسرة التي يظنّ بأنه قد يؤول إليها مُلكه بحذرٍ شديدٍ إلّا أنه لم يؤذيهم وإنما يحذرهم ويحرمهم حقوقهم المادية حتى لا تقوى شوكتهم فيسلبونه مُلكه كما يعتقد بغير الحق. وأقول له: يا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح إن العرافين كاذبون فلن يتحقق شيء مما تخشاه وإن يكونوا تلقوا خطفةً من الشياطين خطفة حقٍّ كما خطفة الغيب عن موسى وفرعون فلن تستطيع أن تُغيّر القدر المقدور في الكتاب المسطور فهل استطاع أن يُغيّره فرعون الذي أخبره العرافون بأنه ولد طفل في بني إسرائيل هذا العام وسوف يؤول إليه مُلكك؟ وقال لهم فرعون وهل تعرفون ابن من هو هذا الطفل؟ قالو كلا؛ بل نعلم أنه من بني إسرائيل. ومن ثُمّ قام فرعون بذبح جيلٍ كاملٍ من مواليد بني إسرائيل الذين ولدوا ذلك العام فلم ينجُ منهم إلّا نبي الله موسى وابتعثه الله إلى فرعون لكي يقوم بتربيته بنفسه فيُرجع الله موسى إلى أُمّه لكي ترضعه بأجرٍ وفيرٍ من فرعون وتقرّ عينها وتعلم بأنّ وعد الله حقّ ولا رادّ لقدره وقضائه. تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿2﴾ نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿3﴾ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿4﴾ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿5﴾ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿6﴾ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿7﴾ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴿8﴾ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿9﴾ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿10﴾ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿11﴾ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿12﴾ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿13﴾} صدق الله العظيم [القصص] .
فانظر يا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لقول الله تعالى: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿6﴾ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿7﴾ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴿8﴾ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿9﴾ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿10﴾ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿11﴾ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿12﴾ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿13﴾}صدق الله العظيم.
فتدبّر: {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} صدق الله العظيم، فإنهم كانوا يحذرون ما تحذره بالضبط كما علّمهم العرافون بأنه يوجد مولودٌ وُلِد هذا العام وإن لم يقضِ عليه فسوف يؤول مُلكك إليه، وبسبب هذا الاعتقاد قام فرعون بذبح جيلٍ كاملٍ من بني إسرائيل ولم يُنجِ الله غير نبيه موسى عليه الصلاة والسلام. وتستفيد من هذه القصة يا فخامة الرئيس عدة أشياء إن كنت من أولي الألباب من الذين يتدبرون الكتاب وهي:
1- أنه تبيّن لك أن العرافين أولياء الشياطين، فلا يُحذّرون إلّا من الصالحين، ألم يُحذّروا فرعون من موسى وهو رجُلٌ صالح؟ ثُمّ لا تجدهم يا علي عبد الله صالح يُحذّرون من الكافرين وذلك لأنهم أولياؤهم.
2- وكذلك تعلم بأنه لا يستطيع أحد أن يُغيّر قدر الله المقدور في الكتاب المسطور فهل استطاع فرعون أن يُغيّر القدر برغم المكر المُضاد لتغيير القدر؟ ووعد النصر والظهور بالمهديّ المنتظَر مثله كوعد ظهور نبي الله موسى فانظر لقول الله تعالى: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿13﴾}صدق الله العظيم، فانظر لقول الله تعالى: {وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.
إذاً العرافون إنما استرقوا وعداً لنصرة دين الله على يد المولود الجديد والذي هو موسى الرجل الصالح عدو الشياطين، وذلك لأن العرافين هم أولياء الشياطين وهم جميعاً أعداء للأنبياء والصالحين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿112﴾} صدق الله العظيم [الأنعام] .
3- فكذلك يتبيّن لك حقيقة العرافين أنهم أولياء الشياطين فلا يُحذّرون إلّا من الصالحين ألم يُحذّروا فرعون من موسى وهو رجُلٌ صالح؟ وكذلك الأسرة التي يُحذّرونك منها إنما يخرج منها المهديّ المنتظَر. وسوف أقول لك شيئاً تعلمه عِلم اليقين وإن لم يحدث فلستُ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربك يا علي عبد الله صالح، لقد قابلك المهديّ المنتظَر في الرئاسة وطلب مِنك شيئاً فوعدّته فأخلفته فأخبرني جدي مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام أنك يا علي عبد الله صالح أخلفت وعدك لناصر مُحمد فقلت في نفسك: وكيف أدعمكم، لتزيحوني من مكاني؟ ولذلك لم تُعطني شيئاً غير خمسين ألف ريال يمني برغم أنك وعدتني بثلاثمائة وخمسة وسبعين ألف ريال سعودي، بل مجرد ما قلت لك بأنّ علي دين مبلغ وقدره ثلاثمائة وخمسة وسبعين ألف ريال سعودي ومن ثُمّ قاطعتني يا فخامة الرئيس فقلت لي: دينك بسبب خسارتك في تجارة السيارات؟ فأجبتك: نعم برغم أني استغربت وما يُدريك بذلك أنه بسبب خسارتي في تجارة السيارات! فلم تحوّل من ذلك غير خمسين ألف ريال يمني! والحمدُ لله. وأُقسم بربي بأني لم أستلمها ورفضتها وتركتها لك غير أنه أدهشني لماذا أخلفت وعدك! حتى رأيت جدي مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فأفتاني بالحقّ عن السبب وهو قلت في نفسك: [كيف تريدوني أن أدعمكم حتى تزيحوني من مكاني؟].
وذلك ما حدث في نفسك وإن لم يكن ذلك هو السبب الذي جعلك تُخلف موعدك فأنا لست المهديّ المنتظَر ولكنك تعلم عِلم اليقين بأني لم أنطق بغير الحقّ شيئاً والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل وأنت على ذلك يا علي عبد الله صالح لمن الشاهدين فكن للحقّ شهيداً ولا تكن عنيداً إني لك لمن الناصحين.
وأما أنت يا عبد الملك الحوثي فإنك كنت أنت ومن قبلك لمن الخاطئين ورايتكم هي راية الخراساني نظراً لدعمكم من خراسان إيران فهم يعتقدون بأنّ حركة اليماني تأتي من قبل ظهور المهديّ في اليمن ومن ثُمّ ينتصر اليماني بحركة الانقلاب ومن ثُمّ يظهر المهديّ المنتظَر من السرداب فيأتي ويتسلّم الراية اليمانيّة وإنكم لخاطئون فيما تعتقدون.
فأما ثورة اليماني التي تأتي للتمهيد بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور فهي ثورة الوحدة بين صنعاء وحضرموت، أي بين قطري اليمنيين شماله وجنوبه فينتصر اليماني المُمهد للظهور على الحركة الشيوعيّة للمُلحدين نظراً لأوليائهم الماركسيين من الروس من الذين يُنكرون وجود الله بالمرة ولكن ثورة اليماني الوحدوية تنجح برغم قلة العدة والعتاد وبرغم دعم جميع دول الجوار للحزب الاشتراكي والذي كان لهم من قبل خصيماً ومن ثُمّ اتّخذوه ولياً حميماً لدحر اليماني علي عبد الله صالح فيأبى الله إلّا أن يُتم نوره لنجاح الثورة التمهيديّة لظهور المهديّ المنتظَر والتي هي علامة حتميّة في عصر الظهور فيسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت إشارة الوحدة اليمانيّة التمهيديّة لظهور المهديّ المنتظَر، ومن ثُمّ يظهر المهديّ المنتظَر في عصر الظهور للحوار من قبل النصر المُقدر في ليلة واحدة على العالمين.
وقائد ثورة الوحدة هو علي عبد الله صالح الذي يقود اليمن في عصر الظهور لجيل المهديّ المنتظَر ولكنه فشل في سياسته ووصل إلى طريقٍ مسدودٍ نظراً لأنّه أوسد الأمر لغير أهله من اليمانيين وهم يعلمون أنفسهم أنهم لا يرقبون في الشعب اليماني إلّاً ولا ذمّة! ومثلهم كمثل جهنم هل امتلأتِ فتقول هل من مزيد! فلا هم الذين اكتفوا من نهب خيرات البلاد وذهبوا من كراسيهم وتركوها لغيرهم أعدل منهم سبيلاً ولا هم الذين اتقوا وأصلحوا الاقتصاد بل يهدمون ما يصلحون كوسيلة لنهب الأموال والقرضة من البنك اليهودي الدولي وهم على ذلك شهود، ألا يظنّ أولئك أنهم لمبعوثون ليومٍ عظيمٍ يوم يقوم الناس لربّ العالمين فيسألهم عن رعيتهم؟ ولذلك يُسمون بـ (المسؤولين)، أي المسؤولون بين يدي ربّ العالمين لو كانوا يعلمون.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
المهديّ المنتظَر الناصر لما جاء به مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ الإمام ناصر مُحمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ