بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى :
{ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) } ـ صدق الله العظيم ـ (سورة الأَنْفال 33 - 35).
فأولياء البيت العتيق هم المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون
والرسول محمد صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين من آل البيت العتيق وكذلك نساء الرسول ، فجاء خطاب الله لهن في محكم القرآن العظيم في قوله تعالى :
{ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) } ـ صدق الله العظيم ـ (سورة الأحزاب 32 - 33).
فالله سبحانه تعالى ـ إنما يريد أن يذهب عنهن الرجس ويطهرأهل البيت أي آل البيت يطهرهم تطهيرا تصديقا لقوله تعالى :
(((( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) } ـ صدق الله العظيم ـ
والطهارة بالروح والجسد ، في النية والقول والفعل
وقد أمر الله آل البيت العتيق أن يطهروا البيت العتيق لعباده المتقين ومن ثم يأذنوا فيهم للحج إلى البيت العتيق ، تصديقا لقوله تعالى :
{ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) } ـ صدق الله العظيم ـ (سورة الحج 26 - 27).
فهل من المعقول ومن المنطقي ، أن يدخل عباد الله المتقون على بيت الله المسجد الحرام البيت العتيق المطهر تطهيرا من آل البيت تقيدا بأمر الله في تطهيره لهم قبل ’ذن الحج فيهم ، فهل من المعقول والمنطقي أن يدخل عباد الله المتقون على بيت الله ولا يطهروا أنفسهم أي يطهروا أجسادهم وثيابهم وقد سبق لهم وأن تطهرت روحهم وأفئدتهم من كل رجس ؟؟؟.
حتما هذا غير معقول وغير منطقي وقد قال الله أن عباده المتقون هم أولياء بيته العتيق المسجد الحرام ولا يريد الله لأهل البيت إلا أن يطهرهم تطهيرا
فلذلك قال تعالى :
{ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) } ـ صدق الله العظيم ـ (سورة الحج 29 - 31).
أفلا ترون وأن الجسد للإنسان عند التعب إثر أعمال شاقة وحركة مجهدة ، يفرز عرقا يتصبب على كامل جلده ، أليس ذلك الإفراز ناتج عن تفاعل الغازات الضارة بالبدن مع الهواء المحيط بالجسم فتبرد تلك الغازات وتتفاعل مع ذرات الهواء لتكون قطرات العرق تتصبب على كامل الجسم وذلك رحمة من الله بعباده فلو بقيت تلك الغازات بجسم الإنسان ولم ينفثها الجسم من خلال ثقوب الجلد ، لأضرت حتما بالجسم ولأصابه المرض.
فكيف لا يتطهر عباد الله المتطهرين من الشرك والفعل السيء والقول السيء وهم في بيت الله العتيق الطاهر
فإن ترى عباد الله المؤمنين المتقين يطهرون خمس مرات في اليوم لآداء الصلاة في مساجد الله في أرض الله، فكيف لا يطهروا من عرقهم وما علق على أجسادهم بعرقهم وهم في بيت الله المحرم
وسلام قولا من رب رحيم