الموضوع: لسوف تشتد قارعةُ حرب كورونا وحرب المُناخ ..

النتائج 71 إلى 78 من 78
  1. افتراضي

    بسم الله لا قوة الا بالله العليّ العظيم
    إنّا لله وإنّا إليه راجعون
    {فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ‎﴿٢٠﴾‏ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ ‎﴿٢١﴾‏ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ‎﴿٢٢﴾‏ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ‎﴿٢٣﴾‏ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ‎﴿٢٤﴾‏ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ‎﴿٢٥﴾‏ } صدق الله العظيم

  2. افتراضي

    بسم الله ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
    يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (التوبه32)

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الله أكبر الله أكبر

    نسأل الله الفرج والنصر والظهور بحول الله وقوته

    "
    نصراً من الله وفتح قريب "

  4. افتراضي

    بردا وسلاما على اهل نصرة الله احبتي في حب الله النعيم الاعظم .

  5. افتراضي

    اللهم عليك بالمستكبرين

    (فَإِنۡ حَاۤجُّوكَ فَقُلۡ أَسۡلَمۡتُ وَجۡهِیَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِۗ وَقُل لِّلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡأُمِّیِّـۧنَ ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ فَإِنۡ أَسۡلَمُوا۟ فَقَدِ ٱهۡتَدَوا۟ۖ وَّإِن تَوَلَّوۡا۟ فَإِنَّمَا عَلَیۡكَ ٱلۡبَلَـٰغُۗ وَٱللَّهُ بَصِیرُۢ بِٱلۡعِبَادِ)
    [Surah Aal-E-Imran 20]
    ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب
    لنا من لدنك رحمه انك انت الوهاب

  6. افتراضي {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    اقتباس المشاركة :
    ويا معشر من أظهره الله على أمرنا، إني أستحلفك بالله لئن أماتك الله فدخلت النار أن تقول لأصحاب النار إنّ الإمام المهديّ يقول لكم إن كانت لله حجةٌ عليكم ظُلمكم لأنفسكم بعمل السوء فاعلموا أنّ الحُجّة لكم على ربّكم هي أكبر لو تؤمنوا أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين فتستيئِسوا من رحمة عبيده جميعاً فتقولوا: وكيف ننتظر إلى يوم القيامة لعبيد الله المُقرّبين ليشفعوا لنا؟ فها أنتم تدعون خزنة جهنم أن يشفعوا لكم عند الله ولم يفعلوا، فكذلك عبيد الله المقربون جميعاً لن يجرُؤوا أن يشفعوا لكم بين يدي ربّكم يوم القيامة؛ بل سوف يقول الله لكم: {مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ} [يونس:28]. بمعنى أنّكم لا تزالون تعتقدون أنّ عبادي المُقرّبين سيشفعوا لكم عند ربّكم ولذلك تنتظرون لشفاعتهم لكم يوم القيامة.

    تعالوا لننظر إلى النتيجة في علم الغيب في الكتاب، وقال الله: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثم لم يفقه الكافرون ما يريده الله منهم أن يسألوا ربّهم (مباشرةً) الذي هو أرحم بهم من عباده، وحتى يقنطوا من رحمة عبيده من دونه قال للمشركين أن يدعوهم أن يشفعوا لهم عند ربهم لينظروا هل سوف يستجيبون لهم؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف]، بل كفروا بشركهم وكانوا عليهم ضدّاً تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    فقد كفروا بشركهم بالله بسبب المبالغة فيهم من بعد موتهم: {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس]، حتى إذا رأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب ليعلموا أن لا ملجأ لهم من عذاب ربّهم إلا إليه أن يغفر لهم برحمته، ولكنّهم لم يتجرّأوا أن يسألوا الله ذلك، وخشعت الأصوات للحي القيّوم لا تسمع إلا همساً.

    وفجأةً ..
    انتهى الاقتباس
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5501 من موضوع بيان البشرى الكبرى للنّعيم الأعظم ومفاجأة الشفاعة ..


    هذا البيان منقول من ردّ الإمام ناصر محمد اليماني على المحاور أبو حمزة بتاريخ:
    02 - 08 - 1431 هـ
    14 - 07 - 2010 مـ
    ـــــــــــــــــــــ



    بيان البشرى الكبرى للنّعيم الأعظم ومفاجأة الشفاعة ..

    {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} صدق الله العظيم [هود:106-107].

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الأطهار والسابقين الأنصار في الأوّلين وفي الآخِرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    السلام عليكم أحبّتي الأنصار قلباً وقالباً، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وخلاصة الحوار بين المهدي وأبي حمزة نلقيها على شكل أسئلةٍ حتى يتسنّى له فهم الحقّ إن كان يريد الحقّ ليتّبعه، وهي كما يلي:

    سـ 1: يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني، فهل تنفع التوبة والإيمان بالله لمن مات وهو من الكافرين أو لمن مات من المؤمنين وهو لم يتُبْ إلى الله متاباً من كبائر الإثم والفواحش؟ فنرجو فتواك مباشرةً من مُحكم القرآن العظيم.
    والجواب من الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني، وأقول قال الله تعالى: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ} صدق الله العظيم، وإليكم الإجابة بالفتوى الحقّ من رب العالمين: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَـٰئِكَ يَتُوبُ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧﴾ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    سـ 2: يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني، فهل هذا يعني أنّ الله قد حكم عليهم حُكماً نهائياً بالخلود في نار جهنم إلى ما لا نهاية وعليهم أن يستيئسوا من رحمة الله؟
    جـ 2: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴿١٠٢﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ﴿١٠٣﴾ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ ﴿١٠٤﴾ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴿١٠٥﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

    سـ 3: يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني فهل لو اعتقدنا أنّ الله لا ينبغي له أن يغفر لهم فيرحمهم أبداً فهل هذا الإعتقاد يتعارض مع الإيمان بصفة قدرة الله المطلقة نظراً لقول الله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم.
    جـ 3: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    سـ 4: إذاً فإذا أفتينا أهل النار أنّه لا يمكن أن يُخرجهم الله من النار أبداً فقد أفتيناهم باليأس المطلق من رحمة الله وتعدّينا على صفة قدرة الله المطلقة لأنّ الله على كُلّ شيءٍ قدير فعالٌ لما يريد لا يُسأل عمّا يفعل، ولكن فهل يمكن أن يرحمهم الله من ذات نفسه أم لا بُدّ من السبب أن يأتي من عند أنفسهم حتى يرحمهم ربهم إن يشاء وهو الغفور الرحيم؟
    جـ 4: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٦٢﴾} [النمل].

    وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    سـ 5: مهلاً مهلاً أيّها الإمام ناصر محمد اليماني، فهل معنى هذا أنّ الله لا يغلق باب الدعاء عن عبيده الكافرين في الآخرة؟
    جـ 5: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    سـ 6: فهل الله استجاب دعوتهم فرحمهم وأدخلهم جنته؟
    جـ 6: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:49]، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم.

    سـ 7: ولكن أيها الإمام ناصر محمد اليماني أفلا تفتينا من هم هؤلاء الكفار الذين هم على الأعراف بين الجنة والنار ودعوا ربهم أن لا يجعلهم مع أهل النار فاستجاب لهم؟ فلماذا لم يجعلهم من قبل مع أهل النار؟
    جـ 7: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    سـ 8: أيها الإمام فهل هؤلاء الذين دعوا ربهم فاستجاب لهم من الكفار الذين ماتوا قُبيل مبعث رُسل الله إلى قراهم؟
    جـ 8: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    سـ 9: إذاً إنَّ لهم حجّة على ربهم كونهم من الذين ماتوا قبل أن يأتيهم رسولٌ من ربهم كمثل والد محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فهو مُؤكدٌ أنّه من أهل الأعراف الذين استجاب الله دعوتهم فلم يعذبهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل هذا يعني أنّه كذلك لو يدعو ربَّهم الكفارُ الذين أقيمت عليهم الحجّة بمبعث الرسل، فهل يحق لهم أن يدعوا الله كما دعاه هؤلاء فاستجاب لهم؟
    جـ 9: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    سـ 10: فأين الفتوى للكفار أصحاب النار أن يدعوا ربهم في هذه الآية؟
    جـ 10: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم.

    سـ 11: فما هو البيان لقول الله: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم، فهل لأنّهم يدعون غير الله ليشفعوا لهم عند ربهم ليُخفِّف عنهم يوماً من العذاب؟
    جـ 11: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم.

    سـ 12: إذاً ضلالهم لأنّهم يدعون غير الله، فهل استجاب لهم ملائكة الرحمن المقرّبون؟
    جـ 12: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّـهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴿١٣﴾ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    وقال الله تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّـهُ ۚ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ۗ أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ۚ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    سـ 13: فما دام الملائكة لم يجرُؤوا أن يلبّوا دعاء الكفار من أصحاب النار فهل يعني هذا أنّ ملائكة الرحمن لم يجُرؤوا أن يخاطبوا ربّهم ليخفِّف عن أصحاب النار يوماً من العذاب برغم أنّهم ملائكة الرحمن المقربون؟ فهل يعني هذا أنّه لا ينبغي لهم أن يخاطبوا ربّهم في شأن أصحاب النار ليخفّف عنهم يوماً من العذاب؟
    جـ 13: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {فَمَن يُجَادِلُ اللَّـهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:109].

    سـ 14: إذاً فلا يحقّ لعبدٍ أن يُجادل الله في عباده يوم القيامة حتى ولو يريد أن يسأله بحقّ رحمته؛ بل يحقّ للعبيد أن يقولوا ما قاله رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾} [المائدة]، بمعنى أنَ العبد ليس بأرحم بالعبيد من الله أرحم الراحمين بل كما قال رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [إبراهيم:36]، فليس عبدك أرحم بعبادك منك بل أنت ربّهم أرحم بهم من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، وبما أنّ ملائكة الرحمن المقربين خزنة جهنم قالوا لأصحاب النار: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم [غافر:50]؛ بمعنى أن يدعوا ربهم لأنّ دُعاءهم لعبيده من دونه ليشفعوا لهم عند ربّهم الذي هو أرحم بهم من عبيده يعتبر في ضلال مُبينٍ كون ذلك نُكراناً لصفة رحمة الله في نفسه أنّهُ أرحم الراحمين، فكيف يتشفعون بمن هم أدنى رحمةً من الله أرحم الراحمين! ولذلك دُعاؤهم لعبيده من دونه في ضلال، ولذلك قال ملائكة الرحمن لأصحاب النار: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم؛ أي فادعوا الله أرحم بكم من عبيده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين ولم يفقه ذلك أصحاب النار. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فلو دعوا ربّهم فهل يحقّ لهم أن يدعوه أن يُخرجهم فيعيدهم إلى الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون؟ فهل ذلك الدعاء حجّة لهم على ربّهم فيجيبهم؟
    جـ 14: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    سـ 15: إذاً فلن يجيبهم الله كون ذلك الدعاء ليس حجةً لهم على ربّهم، بل الحجّة لله عليهم بعد أن أرسل إليهم رسله فكذبوهم تصديقاً لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم. والسؤال الذي يطرح نفسه بالضبط هو: فما هو الدعاء الذي يكون فيه حُجّةً لهم على ربّهم؟
    جـ 15: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، بل يقولوا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    سـ 16: فهل حُجّة العبيد على الربّ المعبود يوم القيامة هي رحمته التي كتب على نفسه، ومن لم يؤمن بذلك فقد خسر نفسه ولن يجد له من يرحمه من بعد الله شيئاً؟
    جـ 16: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:12].

    الآن تبيّن لنا لماذا قال الكافرون: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} صدق الله العظيم [الأعراف:53]. وذلك لأنّهم من رحمة الله يائسون ويعتقدون أنّه لا يوجد حلٌّ إلا أن يشفع لهم عباد الله المقربون أو يعيدهم الله إلى الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، إذاً فهم من رحمة الله يائسون ولذلك لم يسألوا ربّهم رحمته التي كتب على نفسه ويقولون إنّك على كُلّ شيءٍ قدير تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويا معشر من أظهره الله على أمرنا، إني أستحلفك بالله لئن أماتك الله فدخلت النار أن تقول لأصحاب النار إنّ الإمام المهديّ يقول لكم إن كانت لله حجةٌ عليكم ظُلمكم لأنفسكم بعمل السوء فاعلموا أنّ الحُجّة لكم على ربّكم هي أكبر لو تؤمنوا أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين فتستيئِسوا من رحمة عبيده جميعاً فتقولوا: وكيف ننتظر إلى يوم القيامة لعبيد الله المُقرّبين ليشفعوا لنا؟ فها أنتم تدعون خزنة جهنم أن يشفعوا لكم عند الله ولم يفعلوا، فكذلك عبيد الله المقربون جميعاً لن يجرُؤوا أن يشفعوا لكم بين يدي ربّكم يوم القيامة؛ بل سوف يقول الله لكم: {مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ} [يونس:28]. بمعنى أنّكم لا تزالون تعتقدون أنّ عبادي المُقرّبين سيشفعوا لكم عند ربّكم ولذلك تنتظرون لشفاعتهم لكم يوم القيامة.

    تعالوا لننظر إلى النتيجة في علم الغيب في الكتاب، وقال الله: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثم لم يفقه الكافرون ما يريده الله منهم أن يسألوا ربّهم (مباشرةً) الذي هو أرحم بهم من عباده، وحتى يقنطوا من رحمة عبيده من دونه قال للمشركين أن يدعوهم أن يشفعوا لهم عند ربهم لينظروا هل سوف يستجيبون لهم؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف]، بل كفروا بشركهم وكانوا عليهم ضدّاً تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    فقد كفروا بشركهم بالله بسبب المبالغة فيهم من بعد موتهم: {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس]، حتى إذا رأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب ليعلموا أن لا ملجأ لهم من عذاب ربّهم إلا إليه أن يغفر لهم برحمته، ولكنّهم لم يتجرّأوا أن يسألوا الله ذلك، وخشعت الأصوات للحي القيّوم لا تسمع إلا همساً.

    وفجأةً ..
    تفاجأوا بعبدٍ يأذن الله له أن يخاطب ربّه فإذا هو يزيدهم همّاً بغم فيرفع عليهم قضية عند ربّهم أنّهم حالوا بينه وبين تحقيق النعيم الأعظم ويرفض خلافة ربّه على الملكوت، ويرفض دخول جنة ربّه ويحاجّ ربّه أن يُحقِّق له النعيم الأعظم من نعيم جنته. فإذا بالله يقول:
    عبدي ألم أجعلك خليفة ربّك الشامل من قبل على ملكوت الدُنيا؟ وها أنا أجعلك خليفة ربّك على ملكوت الآخرة؟ فإذا هو يقول: أعوذُ بك ربي أن أرضى بذلك حتى تُحقّق لي النعيم الأعظم من ذلك كُلّه. فينظر أصحاب اليمين وأصحاب الشمال والمقربون إلى هذا الرجل ومن حشرهم الله في زمرته فإذا هم يرون زمرته يضحكون بالتبسّم من دهشة عباد الله الصالحين لأنّهم يعلمون بحقيقة اسم الله الأعظم وهم لا يزالون في الدُنيا؛ بل حقيقة اسم الله الأعظم هي الآية التي جعلها الله في قلوبهم حتى أيقنوا بحقيقة هذا العبد. وأما سبب تبسّمهم هو لأنّهم يعلمون بالمقصود من طلب هذا العبد لربّه بتحقيق النعيم الأعظم؛ لأنّهم سمعوا هذا العبد يعتذر لربه عن الخلافة على ملكوت الجنة ويُريد أن يحقّق له النعيم الأعظم، مما أدهش ذلك الخطاب من العبد إلى الربّ حتى عباد الله الصالحين فقالوا: ماذا يبغي وقد جعله الله خليفته على الملكوت كُلّه في الدنيا والآخرة؟ فإذا كان الله استخلف آدم على جنةٍ لله في الأرض فقد جعل الله هذا العبد خليفته على جنة المأوى، فأيّ نعيمٍ يريد أعظم ممّا أعطاه الله إيّاه؟ فقد أعطاه ما لم يؤتِه لعبدٍ في الوجود كُله، فهل هذا العبد قد أصابه الغرور ويُريد أن يكون هو الرب؟! فما خطبه وماذا دهاه إذ يرفض أن يكون خليفة ربّه على جنّة الملكوت الأعظم ويُريد تحقيق النعيم الأعظم منها، فأيّ نعيم هو أعظم من جنّة النعيم؟! فيا للعجب في أنفسهم من غير تكلم، بل الدهشة ظاهرة على وجوههم مما أضحك ذلك زمرة هذا العبد فتراهم مُتبسمين وهم قائمون في زمرته بين يدي ربّه إذ يحاجّ باسمه وباسمهم ربه أن يحقّق له النعيم الأعظم، ويشكو إليه الكافرين الذين حالوا بينه وبين تحقيق النعيم الأعظم فلم يُجِبه ربّه بعد! ومن ثم جثى على أرض المحشر يبكي بكاءًا مريراً ويدعو ثبوراً كثيراً ويقول:
    ((يا حسرتي على نعيمي الأعظم، فلِمَ خلقتني يا إلهي؟ واظُلماه.. فقد ظلمني عبادك الكافرون وحالوا بيني وبين تحقيق النعيم الأعظم، يا من حرَّمت الظُلم على نفسك فما ذنب عبدك يا إلهي؟)).

    فأما الكافرون فظنّوا أن يُفعل بهم فاقرة أكبر مما هم فيه بسبب هذا العبد الذي يرفع عليهم قضيّة إلى ربّهم لم يعقلوه! وأما الصالحون فأصابتهم الدهشة من الخطاب لهذا العبد لربه برغم أنّهُ القول الصواب!

    فإذا بالمُفاجأة الكُبرى تأتي من الله أرحم الراحمين فيأذن لعبده وعباده جميعاً أن يدخلوا جنّته فقد صار راضياً في نفسه ليتحقّق النعيم الأعظم لعبده ومن على شاكلته من زُمرته، فسمع ذلك الكافرون أنّ الله قد رضي في نفسه على عباده فأدخلهم جميعاً في رحمته فأذِن لعبده وجميع عباده أن يدخلوا جنّته، ومن ثم يتفاجأ الكافرون من أهل النار، وقالوا لذلك العبد وزمرته: {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    ومن ثم يتحقق النعيم الأعظم ..

    فذلك شأن المهديّ المنتظَر الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسرّه الذي سوف يجعل الناس أُمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، فهو الوحيد الذي تحقّق هُدى البشر في عصره جميعاً فهدى الله من أجله مَنْ في الأرض جميعاً لأنّه يعبد رضوان نفس ربّه كغايةٍ وليس كوسيلةٍ، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يُدخِل عباده في رحمته ولذلك خلقهم سبحانه ليعبدوا رضوان نفسه، وتجدون الفتوى من الله عن بعث الإمام المهديّ المنتظَر الذي سوف يهدي الله من أجله أهل الأرض جميعاً فيجعلهم أُمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فتجدون البُشرى ببعثه في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].

    وفي هذا الموضع يُفتيكم الله أنّه ما قط تحقّق هُدى الناس جميعاً في عصر بعث الأنبياء والمُرسَلين بل لا يزالون مُختلفين فريقاً هدى الله وفريقاً حقّت عليه الضلالة، ومن ثم استثنى بعث المهديّ المنتظَر بقوله: {إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم. أي إلا مَنْ رحِمَهُ الله فهدى من أجله أهل الأرض جميعاً فجعلهم أُمةً واحدةً على صراطٍ مستقيم.

    ولربما يودّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "ما دامت في هذه الآية البشرى من الله ببعث الإمام المهديّ أفلا تفصّل لنا من القرآن البيان لهذه الآية في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم؟ ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ بالحق حقيقٌ لا أقول إلا الحقّ؛ فأمّا البيان لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً}، فتجدون بيان ذلك في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99]، ومن ثم يكونون أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم.

    وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، وتجدون البيان في قول الله تعالى: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]، ويقصد في عصر بعث الرُّسل جميعاً من أوّلهم إلى خاتمهم فلم يتحقّق هُدى أهل الأرض جميعاً فلا يزالون مختلفين؛ أي فريقاً هدى الله وفريقاً حقّت عليه الضلالة.

    ومن ثم نأتي إلى قول الله تعالى: {إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم؛ أي إلا مَنْ رحم ربّك فهدى الناس جميعاً من أجله ليتحقّق له النعيم الأعظم من جنّته، ولذلك خلقهم ليعبدوا نعيم رضوان نفس ربّهم عليهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    فما غرّكم في بعث الإمام المهديّ يا أحباب قلبي المسلمين؟ وأقسمُ بالله العظيم الذي يهديني وإيّاكم إلى الصراط المستقيم ربِّ السماوات والأرض وما بينهما وربِّ العرش العظيم الذي يُحيي العظام وهي رميم والذي أهلك عاداً بالريح العقيم أنّي الإمام المهديّ المُنتظَر خليفة الله على العالمين شئتم أم أبَيتُم! فإن أبيتُم فسوف يُظهرني الله عليكم بعذاب يومٍ عقيمٍ ومن ثم تؤمنون جميعاً فيمتّعكم إلى حينٍ ومن ثم تصيب البطشة الكبرى قوماً مجرمين، ولكنّ أكثركم لا يعلمون.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    أخو بني آدم في الدم من حواء وآدم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ___________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  7. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ 179)) صدق الله العظيم( الأعراف)
    اللهم ثبتنا على الوفاء بما وعدناك به أن لا نرضى حتى ترضى والنصر والتمكين لعبدك وخليفتك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5113 من موضوع {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    ___________



    {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيـم ..


    بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على خاتمِ الأنبياءِ والمُرسَلين جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وكافّة الأنصار التَّابِعينَ للحَقِّ في الأوَّلينَ وفي الآخرين وفي المَلإِ الأعلى إلى يوم الدّين..

    السّلامُ عليكم معشَر المُسلمين ورحمة الله وبركاته، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصّالِحينَ، وسَلامٌ على المُرسَلينَ، والحمدُ لله ربِّ العالَمين..

    فإنِّي أنا الإمام المهديّ المنتظَر ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ وأفتيكم بالفتوَى الحقّ مُقَدَّمًا أنّكم لن تُصَدِّقُوا الحقَّ مِن ربِّكم فتَتّبِعوه حتى تُصَدِّقوا عُقولَكم التي لا تَعمَى عن الحَقِّ أبدًا، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [سورة الحج:46].

    ولذلكَ سوفَ أفتيكم بالحَقِّ أنَّ عُقولكم حَتمًا ولا شكَّ ولا رَيْبَ ستكونُ إلى جانِبِ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فحتى تَعلموا الحَقّ مِن الباطِل فعليكم استِخدام العَقل فهو المُستَشارُ الأمين (نِعمةٌ مِن ربّ العالَمين مَيَّزَ به الإنسانَ عن الحيوان)؛ ألا وإنّ العقل هو التَّفكُّر مِن قَبل الحُكمِ حتى يُمَيَّز بين الحقّ والباطِل، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [سورة الأنعام: 50].

    ولو يَستَشيرُ أحدُكم الآن عَقلَه فيقول له: "لقد سَمِعتُ عن شَخصٍ في الإنترنت العالَميّة يقول أنّه المهديّ المنتظَر ويقول أنّ الذي أفتاه أنّه المهديّ المنتظَر هو جدُّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويقولُ إنّ جدّه محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أفتاهُ في الرُّؤيا الحقّ بإذن الله أنّه لا يُجادِلهُ أحدٌ مِن القرآنِ إلّا غلَبَهُ بالحقّ، فماذا تَرى أيّها العقلُ المُكرّم الذي لا يَعمَى عن الحقّ؟ فهل ناصر محمد اليماني هو حقًّا المهديّ المنتظَر أم إنّهُ شيطانٌ أشِر؟". ومِن ثمّ يَرُدّ عليه عَقله بالاعتِذار ويقول: "اعذِرني يا صاحبي فلن أستَطيعَ أن أفتيكَ بالحقّ حتى أتفكّرَ في سُلطانِ عِلم هذا الرجل ومِن ثمّ أفتيكَ بالحقّ". ومِن ثمّ يَرُدّ الإنسان على عقلِه فيقول: "نحن سَمِعنا عن آبائنا كابِرًا عن كابرٍ في الرِّواياتِ عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنّ اسمَ المهديّ المنتظَر (محمد)". ومِن ثمّ يردّ على الإنسانِ عقلُه فيقول: "فاعرِض علَيَّ سُلطان عِلمِكم في الاسم وكذلك سُلطان عِلم ناصر محمد اليماني حتى أحكُمَ بينكم بالحقّ". ومِن ثمّ يرُدُّ الإنسان على عقلِه فيقول: "إنّ سُلطانَ عِلمِنا هو الحديثُ الذي نحنُ مُتّفِقونَ عليه سُنَّةً وشيعةً عن محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في شأنِ اسمِ الإمام المهديّ قال: [يواطئ اسمه اسمي]". ومِن ثمّ يَرُدّ العقلُ على الإنسان ويقول: "ألم تقولوا أنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أفتاكم أنّ اسمه الإمام المهديّ محمد؟". ثمّ يَرُدّ عليه الإنسان الشّيعي أو السُنّي: "اللهمّ نعم، وبسُلطان عِلمِنا شيعة وسُنّة مُتَّفِقونَ على أنّ اسمه محمدٌ بدَليلِ قوله عليه الصّلاة والسّلام: [يواطئ اسمه اسمي]". ومِن ثمّ يقولُ العقلُ لصاحِبه: "فهل يوجدُ حديثٌ عن الرسول - عليه الصّلاة والسّلام - يفتيكُم شيعةً وسُنّةً أنّ اسمَ الإمام المهديّ (محمد)؟ أم لم يَلفِظ بذلكَ فُوهُ محمدٍ رسول الله إليكم؟". ثمّ يَرُدُّ عليه الإنسان: "كلّا لا يُوجَدُ أيّ حديثٍ أو رواية تفتِي باللّفظِ أنّ اسمه محمد، وإنّما يُشيرُ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في كافّة الأحاديثِ أنّ الاسم محمد يُواطِئ اسم المهديّ، فماذا تَرى أيّها العقل المُكرّم الذي لا يعمَى عن الحقّ؟". ومِن ثمّ يَرُدّ عليه العقلُ ويقول: "مهلًا.. فانتظِر الحُكم بالحقّ ولكن بعد أن تأتِينِي بسُلطانِ عِلمِ ناصر محمد اليماني في شأنِ الاسم". ثمّ يَرُدّ على عَقله الإنسانُ السُنّي أو الشّيعي فيقول: "إنّ ناصر محمد يقول إنّ لِحَديثِ التّوَاطُؤ حكمةً بالغةً، وإنّما يُشير إلى الاسم محمد أنّه يُواطِئُ في اسم المهديّ ناصر محمد وذلك لأنّ الإمام المهديّ لم يَبعَثهُ الله نبيًّا جديدًا بكتابٍ جديدٍ وإنّما يَبعَثُ الله الإمام المهديّ ناصرًا لمحمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويقول أنّ التّواطُؤ ليس التّطابُق؛ بل التّواطؤ هو التّوافُق؛ أي أنّ الاسم (محمد) يُوَافِق في اسم المهديّ (ناصر محمد) لكي يُوافِق الاسم الخَبَر (ناصر محمد) فيُصبِح الاسم هو ناصر و(محمد) هو الخَبَر الذي جاء به ناصر محمد، ويقول إنّما الأحاديث الحقّ عن النّبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - تَحمِلُ في طيّاتها الحِكمَة البالِغَة، تصديقًا لقول الله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿١٦٤﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران]، ولذلك فإنّ في حديث التَّواطُؤ حِكمةً بالغةً بأن تكون هناك علاقةٌ بين الاسم (محمد) و(ناصر محمد)، ويقول أنّ الحِكمَة لكي يَحمِلَ الاسم الخَبَر ورايَة الأمرِ التي جاء بها ناصر محمد". ومِن ثمّ يَرُدّ على الإنسان الشّيعي أو السُني عقلُه فيقول: "عليك أن تَعلمَ يا صاحبي أنّ تأويله لحديثِ التَّواطُؤ قد قَبِلَهُ المَنطِقُ الفِكريّ". وقال: "وكيف يَبعثُ اللهُ المهديَّ المنتظَر محمد بن عبد الله؟ فهنا تنعَدِمُ حِكمَةُ التَّواطُؤ تمامًا، فما هي الحِكمَة في أن يَجعلَ اسمَ الإمام المهديّ محمد بن عبد الله وهو ليس بنبيٍّ ولا رسول؟! بل يَبعَثُه الله ناصرًا لمحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، إذًا التَّواطُؤ هو حقًّا التَّوافُق وليس التَّطابُق؛ فلو أنّ مُسافرًا مِن الصين يُريدُ مَكَّة وآخرَ مُسافِرًا مِن دولةٍ أخرى يُريدُ مَكَّة فأين نقطةُ التَّوافُق في سَفَرِهِما؟ والجوابُ المَنطِقِي أنَّها مَكَّة المُكَرَّمة." ثمّ يقول العقل: "إذًا يا صاحبي فبما أنّ التَّوَاطُؤ هو التَّوافُق فقد أصبحَ المنطِقُ مع ناصر محمد اليماني، وذلك لأنّ سفَر هذين الاثنين ليس مُتطابقًا فلم يأتِيا مِن مكانٍ واحدٍ ومِن دولةٍ واحِدةٍ إلى مكة؛ بل تَواطَآ في مكة فهي نقطة التَّوافُق في سَفَرِهم (مكة المكرمة)، وكذلك الاسم ناصر محمد نقطةُ التَّواطُؤ هي في الاسم (محمد)، وانتهَت فتوى العقل والمَنطِق وصدّقتها الحِكمة البالغة، ولكن يا صاحبي ما دُمتُ عقلَكَ المُستَشار الأمين فأقول لك إنّ الاسم لا يُغني شيئًا عن العِلم فسوفَ نَجِد ألف مليونٍ مِمَّن يُسمّى ناصر محمد أو محمد بن عبد الله فلا بدّ أن يَصدقَه الله رُؤياهُ بالحقّ فيُؤَيِّده بسلطانِ العِلمِ مِن مُحكَمِ كتابه حتى لا يُحاجّه عالِمٌ أو جاهِلٌ مِن القرآن إلَّا غلبَه بالحقّ، فإن تَحقّقَت هذه الرؤيا على الواقِع الحقيقيّ فقد أصدقَ اللهُ عبدَه الرؤيا بالحقّ على الواقِع الحقيقيِ كما أصدَقَ الله محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيَدخُل مكة مُعتَمِرًا بكُل عِزّةٍ بعد أن أخرَجُوه منها وهو خائِفًا يتَرقّب، وأرادَ الله أن يكون ميعادُ رُجوعِ نبيّه إلى مكة وهو في عزّةٍ وإباءٍ وشُموخٍ وأهل مكة مُختَبئينَ في دِيارِهم خائِفين فلا يتجرّأونَ أن يَخرُجوا إلى شوَارعهم خشيةً مِن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كما خرجَ محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - مِن مكة خائفًا يَترقّبُ مِن أهل مكة، وقال الله تعالى: {لَّقَدْ صَدَقَ اللَّـهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الفتح]. وكذلك ناصر محمد اليماني إن كان حقًّا مَبعوثًا مِن ربّ العالَمين فلا بُدَّ أن يَصدقه الله رؤياهُ بالحقّ فلا يُجادِله أحدٌ مِن القرآن إلّا غلَبهُ بالعِلم والسُّلطانِ مِن القرآن كما أفتاهُ الله ورسوله، ولكن ما يُدريكم أنّهُ لم يَفتَرِ على الله ورسوله؟ وبما أنّ الرؤيا إنّما تَخصُّ صاحبَها فلا يُبنَى عليها حُكمٌ شَرعيٌّ للأمّة ولذلك فلا بدّ أن يَصدُقَ اللهُ خليفتَه بالحقّ فلا يُجادِله أحدٌ مِن القرآن إلّا غلبَهُ بسُلطانِ العِلم مِن القرآن العظيم تصديقًا للرُّؤيا الحقّ مِن ربّ العالَمين على الواقِع الحقيقيّ، وبما أنّي عقلُكَ المُستشار بالتَّفكّر والمَنطِق الحقّ فلا بدّ أن أتفكّر وأتدبّر في سُِلطان عِلم الإمام ناصر محمد اليماني وكذلك في سُلطانِ عِلم مَن يُجادِله فيَتبيَّنَ لي أيُّهُم حُجّتُه هي الدَّاحِضَة".

    انتَهت فَتوَى عَقل الإنسانِ المَخلوق مِن طينٍ، وجميع عُقول البشَر لن تَحيدَ عن هذه النّتيجة شيئًا برغم أنّها بَصيرةُ عقلٍ واحدٍ ولكن جميع العُقولِ لا تعمَى عن الحقّ إذا استَخدَمها الإنسانُ للتَّفكُّر والتَّدبُّر، وبما أنّي المهديّ المنتظَر أعلِنُ التَّحدِّي لكافّة أبصارِ البشر التي لا تَعمَى عن الحقّ؛ فوالله لا تَجدُ جميع الألباب إلّا أن تُسلّم للحقّ تَسليمًا، أمّا الذين لا يَعقِلون فوالله الذي لا إله غيرُه أنّهم لم يَستطِع أن يَهديهم جميع الأنبياء والمُرسَلين مِن أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حتى إذا حَصحَص الحقّ فأدخَلهم الله النّار فلم يَلوموا على الشيطان لأنّه ليس له عليهم سُلطان، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّـهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [سورة إبراهيم].

    ومِن ثمّ لم يَلومُوا الشيطان وَلامُوا أنفسَهم أنّهم هم مَن ظَلَموا أنفسَهم بالاتّباعِ الأعمَى وعدَم استِخدامِ العقلِ والمَنطِقِ الفِكريّ في التّدبُّر والتّفكُّر في حُجّة الدّاعِيَة إلى سبيل الله فيَعرضون بُرهانَ دَعوتِه على عُقولهم (هل يَقبَلها العقلُ والمَنطِق أم يَرفُضُها مِن بعدِ التَّفكّر والتَّدبّر؟) ولكنّهم لم يَفعَلوا! بل يَحكموا قبل أن يَسمَعوا وقبلَ أن يَتدبّروا ويتفكّروا، ومِن ثمّ أدرَكوا أنّ عدَم استِخدام العقلِ والمَنطِق هو سبب ضَلالهم وليس الشيطان، ذلك لأنّهم لو اتّبَعوا العقل والمَنطِق لَما ضلّوا عن الصِّراطِ المستقيم؛ فانظروا كيف أنّهم اعتَرفوا بخطَئِهم (الذين لم يستَخدموا عقولهم) وقالوا: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [سورة الملك: 10].

    وإنّما سُلطانُ الشيطان على الذين لا يَعقِلونَ وهم الذين أعرَضوا عن دعوة الحقّ وهي: أن اعبدوا الله وحدَه لا شريكَ له فلا تُشركوا به شيئًا ولا تَدعوا مع الله أحدًا إن كنتم تَعقِلون، وإن أعرَضتُم عن دعوةِ الحقِّ فقد أشرَكتُم بالله وسوفَ يَجعل الله للشيطانِ عليكم سُلطانًا فيَؤُزُّكم أزًّا أن تقولوا على الله ما لا تعلمون كما يُحِبُّ أن تُشرِكوا، وقال الله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٩٩﴾ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [سورة النحل].

    وسوفَ يقومُ الإمام المهديّ بالبيانِ الحَقّ لقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    وبِما أنّي الإمام المهديّ حَقيقٌ لا أقولُ على الله بالبيانِ للقرآنِ إلَّا الحَقّ الذي لا شَكّ ولا ريبَ فيه فآتيكُم بسُلطانِ البيان مِن مُحكَم القرآن، ومِن ثمّ لا تَجِدُ عُقولُ أولِي الألبابِ إلَّا أن تَخضَعَ فتَسمعَ فتَعتَرِفَ أنّه حقًّا بيانٌ تلَقَّاهُ الإمام ناصر محمد اليماني مِن لَدُن حكيمٍ عَليمٍ بوَحيِ التّفهيمِ بسُلطانِ العِلم مِن مُحكَمِ القرآن العظيم وليس وَسوسَة شيطانٍ رجيمٍ، وإلى البيان الحقّ بإذن السّميعِ العَليمِ:

    ويا معشَر علماء المسلمين وأمّتهم، إنّي الإمام المهديّ أُفتي بالحقّ أنّ الأنبياءَ كانوا قبل أن يَصطفيهم الله يَبحثونَ عن الحقّ؛ وهو بحثٌ فِكريٌّ بالتَّفكُّر والتَّدبُّر بسبب عَدَم قَناعتِهم العقليّة بما وجَدوا عليه آباءَهم في عِبادةِ الأصنامِ التي لا تَضُرُّ ولا تَنفَع، ولذلك يَتمنّى الأنبياء أن يَتّبِعوا الحقّ، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الحج].

    وإلى البيان الحقّ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم، وذلك هو البحثُ الفِكرِيُّ لاتّباعِ الحقِّ نظرًا لِعَدَمِ قناعَتِهم بعِبادَة الأصنامِ التي وجَدُوا عليها آباءَهم كما لم يَقتَنِع خليل الله إبراهيم - عليه الصّلاة والسّلام - بعِبادَةِ الأصنامِ ويَرى أنّها لا تَنفعُ ولا تَضُرُّ، ويَرى أنّ قومَه على ضَلالٍ مُبينٍ فإنّ عبادة الأصنامِ لا يَقبَلُها العقلُ والمنطِق، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾} صدق الله العظيم.

    ومِن ثمّ بدأ إبراهيم في التَّفكيرِ وفي البحثِ عن الذي يَستَحِقُّ العِبادَة في الملكوتِ، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم.

    {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم.

    ومِن ثمَّ تَعلمونَ أنّ إبراهيمَ لم يَصطَفِه اللهُ بعدُ رسولًا إلى قومِه؛ بل لا يَزالُ باحِثًا عن الحقِّ فيَتمنّى اتِّباعَه، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم؛ إلّا إذا تمنّى أن يَتّبِعَ الحقّ ثمّ بَحثَ عنه بَحثًا فِكرِيًّا ومِن ثمّ يَهديهِ اللهُ إلى الحقّ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [سورة العنكبوت]؛ أي الذين يَبحَثونَ عن الحقّ ولا يُريدونَ غير الحقّ الذي يَستَحِقُّ أن يُعبَدَ، فبِما أنّ الله هو الحقّ فكان حقًّا على الله أن يَهدي الباحثينَ عن الحقّ إلى سَبيلِ الحقّ، والحقّ هو الله وَحدَهُ وما دونَه باطِلٌ، ولذلك قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم.

    ولكنّ الذي يَبحثُ عن الحقّ لا بُدَّ أن يكونَ حزينًا حُزنًا عَميقًا في قلبِه ويُريدُ مِن ربّه أن يَهديهِ إلى طريقِ الحقّ الذي لا شَكّ ولا ريبَ فيه والذي يَقبَله العقلُ والمنطِق لأنّ عقلَ الباحثِ عن الحقّ إبراهيم - عليه الصّلاة والسّلام - لم يَقتَنِع بعِبادةِ الكواكب المُنيرَة والمُضيئة، ولذلك قال خليلُ الله إبراهيم - عليه الصّلاة والسّلام - هذا القولَ الحزين وهو كَظيمٌ يُريدُ أن يبكي مِن شِدّةِ حُزنِه بأن يكونَ مِن القوم الضَّالِّينَ عن الحقّ، ولذلك قال خليل الله إبراهيم بعد أن أفَلَ القمر: {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [سورة الأنعام: 77].

    ثمّ بَكَى تِلكَ الليلة مِن شِدّة حُزنه لأنّه يُريدُ أن يَهتدي إلى الحقّ؛ بل باتَ ساهِرًا طِوال ليلِه وهو يَتَفكَّرُ في مَلَكوتِ السماءِ حتى أشرَقت الشمس: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ}، واستمرّ بالتَّفكيرِ في عبادَة الشمسِ حتى أفَلَتْ عَن الغُروبِ، ثم بَصَّرَ اللهُ قلبَه بالحقّ بأنّ الله الذي فطَرَ الشمسَ والقمرَ وفَطرَ السّماوات والأرض هو الأحقُّ بالعبادَة، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ثمّ اصطَفاهُ اللهُ رسولًا وعلّمَه الكتابَ والحِكمَة بعد أن هَداهُ إلى الحقّ مِن بعد البحثِ والتَّمنّي لاتّباعِ الحقّ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم.

    وكذلكَ محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يَكن مُقتَنعًا عقلُه بعِبادة قومِه للأصنام، وكان في تَفكيرٍ وحيرَةٍ ولذلك كان يَخلو بنَفسِه في الغار يَتفكّر في خَلقِ السّماواتِ والأرضِ وفي الذي خَلقَهم ويَتفكّرُ فيما يَعبُده قومُه ويَتفكّرُ في دينِ النّصارى ودينِ اليهود؛ فإذا بقَومِه يَعبُدونَ الأصنامَ وأمَّا النّصارى فيَعبدونَ رجُلًا مِن البشَرِ اسمُه المسيح عيسى بن مريم، وأمَّا اليهودُ فيَعبدونَ رَجُلًا اسمُه عُزير، فلم يكن يَعلَم أيَّهُم على الحقّ ليَتّبِعَه، وكان كمِثل الضَّالّ بين مُفتَرقِ ثلاثِ طُرقٍ لا يَعلمُ أيَّهم طريق الحقّ فيتَّبعه، ولذلك قال الله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الضحى].

    والمَقصودُ مِن الضَّال في هذا المَوضِع هو: الباحثُ عن طريقِ الحقّ، فلا يَعلمُ هل طريق الحقّ مع الذين يَعبُدونَ الأصنامَ أو مع الذين يَعبُدونَ نبيّ الله المسيح عيسى بن مريم أم مع الذين يَعبُدونَ نبيّ الله عُزير، فكان جدّي في مُفتَرقِ ثلاثِ طُرُقٍ فهو ضالٌّ لا يَعلمُ أيَّهم الطريق الحَقّ فيَسلُكه، وما كان يَرجو إلّا أن يتّبعَ الحقّ ولم يَطمَع أن يكون نبيًّا مُرسَلًا، ولكنّ الله وجَدَه ضالًّا يَبحثُ عن الحقّ، ولذلك كان يَخلو بنفسِه في الغارِ ليَتفكَّرَ ومِن ثمّ اصطَفاهُ الله وهَداهُ إلى الحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم.

    ومِن ثمّ يَهدي اللهُ إلى الحقّ الباحثينَ عن الحقّ لأنّه هو الحقُّ وحدَه سبحانه وما دونَه باطِلٌ، ولذلك يَهدي الباحثينَ عن الحقّ إليه سبحانه، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [سورة العنكبوت].

    ومِن ثمّ نأتي لقول الله تعالى: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة الحج: 52]، وذلك طائفٌ مِن الشيطان يَمسّه بالشَّكّ مِن بعدِ أن هَداهُ الله إلى الحقّ كما حدَثَ لرسول الله إبراهيم - عليه الصّلاة والسّلام - فبعدَ أن هَداهُ الله إلى الحقّ واطمئَنَّ قلبُه إلى الحقّ مَسّهُ طائفٌ مِنَ الشيطان؛ كيف يَبعثُ الله الموتى؟ وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} صدق الله العظيم [سورة البقرة: 260].

    ولكنّ الله أحكَمَ آياتِه لرسولِه إبراهيم وبيَّنها له بالحقّ على الواقِع الحقيقيّ حتى يَطمَئِنَّ قلبه أنّه الحقّ المُبين، وقال الله تعالى: {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة البقرة: 260].

    وكذلك مُحَمَّد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ألقَى الشيطانُ في أمنِيَتِه الشكَّ مِن بعد إرسالِه بسببِ قولِ قومه إنّما اعتَراهُ أحدُ آلهَتِهم بسُوءٍ أي: بمسّ شيطانٍ وأنّه الذي يُكلِّمُه بهذا القرآن، حتى شكّ أنَّ كلامَهم يُخشى أن يكون صحيحًا، ومِن ثمّ قال الله تعالى لنبيّه: {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [سورة يونس].

    ولكن لو سَألَ اليهودَ لزادوهُ شكًّا إلى شَكِّه وهم يَعلمونَ أنّما يُوحَى إليه الحقّ مِن ربّ العالَمين كما يَعرِفونَ أبناءهم، ولكنّ الله لم يَترُكه يَسأل أحدًا مِن أهلِ الكتاب؛ بل أرسَل لنبِيّهِ دعوَةً خاصَّةً لزِيارَة ربّه حتى يُكلّمَه تكليمًا مِن وراءِ الحجابِ، وأراهُ الله النّارَ التي أعدَّها للكافرين والجنّة التي أعدَّها للمُتّقينَ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [سورة المؤمنون].

    وأراهُ الله ليلةَ الإسراءِ والمِعراج مِن آياتِ ربّه الكُبرى حتى اطمأنَّ قلبُه بعد أن مَسّهُ طائفٌ مِن الشيطانِ كما مسّ إبراهيم طائفٌ مِن الشيطان مِن قبل بالتَّشكيكِ في الحقّ مِن بعد أن بحثَ عن الحقّ فتمنّى اتّباعَه؛ ثمّ هدَاهُ الله إلى الحقّ واصطَفاهُ وأرسَله للناس نذيرًا، ومِن ثمّ ألقَى الشيطانُ في أمنِيَتِه الشكّ مِن بعد أن حقَّقَ الله له أمنِيَتَه فهَداهُ إلى الحقّ، ومِن ثمّ يأتي اليَقينُ عند الذي اهتَدى إلى الحقّ أنّه لا ولن يَشُكَّ في الحقّ بعد إذ هدَاهُ الله إليه، ومِن ثم يَبتَليهِ الله ليُعلِّمَهُ دَرسًا في العقيدة ليَعلمَ أنّ الله يَحُولُ بين المَرءِ وقلبِه حتى لا يَثِقَ في نفسِه مِن بعد ذلك، ولذلك فيَمسّه الشيطان بِطائفِ الشَّكّ ومِن ثم يُحكِم الله لأنبيائه آياتِه فيُبيّنها لهم كما بيّنها لموسى - عليه الصلاة والسلام - بعد أن مسَّه الشيطان بطائفِ الشكّ أنّ عصَاهُ إنّما هي كمِثل عِصِيّ السَّحرة وحِبالِهم التي يُخيَّلُ إليه مِن سِحرهم أنّها تسعى فأوجَس في نفسِه خِيفةً موسى ثمّ أحكَم الله آياتِه لموسى وأزالَ طائِف الشيطان بالشَّكّ في الحقّ: {قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ ﴿٦٥﴾ قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴿٦٦﴾ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [سورة طه].

    وأحكَمَ الله لنبيّهِ آياتِه حتى تبيَّنَ له أنّه على الحقّ فاطمَأنّ قلبُه، وذلك هو البيانُ الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الحج].

    والآن حَصْحَصَ الحقّ وتبيَّنَ لكم يا معشَر الباحثينَ عن الحقّ أنَّ خليل الله إبراهيم كان باحِثًا عن الحقِّ مِن قبل أن يَصطَفيه الله رسولًا ومِن قبل أن يَهديه الله إلى الحقّ ولذلك قال إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام: {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [سورة الأنعام: 77].

    وذلك لأنّه لا يَزالُ يَبحثُ عن الحقّ مِن قبل إرسالِه؛ وإنّما أرسَله الله مِن بعد أن تمنَّى الحقّ وبحَثَ عنه ثمّ هدَاهُ الله إلى الحقّ وبعثَهُ رسولًا إلى النّاس، ثمّ ألقَى الشيطان في أمنِيَتِه الشكّ في إحياءِ المَوتى، ثمّ أحكَمَ الله لنبيِّه آياتِه فأزالَ طائِفُ الشيطان بغير الحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم.

    فانظُروا إلى إبراهيم يوم كان باحِثًا عن الحَقِّ فيَتمنَّى اتِّباعَه، وتدبَّروا وتفكَّروا: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    والآن يا أُولي الألباب قد حصْحَصَ الحقّ لِمَن كان يَبحثُ عن الحقّ، فانظُروا لبيانِ أحمد الحسن اليماني الذي يُسمّي نفسَه اليماني وهو مِن العراق وليس مِن اليمن، وجاءَ رسوله إلى مَوقِعنا مَهدِيَّ مهديٍّ أي المهديّ إلى المهدي أحمد الحسن اليماني وألقَى رسوله في مَوقِعنا بيانًا للقرآن مِن عند الشيطان، ولذلكَ لا يَقبَله العقلُ والمَنطِق وهو كما يلي:

    اقتباس المشاركة :
    1-09-2010

    06:45 AM
    مهدي مهدي
    عضو جديد تاريخ التسجيل: Aug 2008
    المشاركات: 18
    ----------------------
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليماً
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    س / لماذا رأى إبراهيم (ع) كوكب وقمر وشمس فقط؟
    ج / الشمس رسول الله (ص) والقمر الإمام علي (ع) والكوكب الإمام المهدي (ع) والشمس والقمر والكوكب في الملكوت كانت تجلي الله في الخلق ولهذا اشتبه بها إبراهيم (ع) ولكن كل بحسبة واختص محمد وعلي والقائم (ع) بأنّهم تمام تجلي الله في الخلق في هذه الحياة الدنيا لانهم مرسلين وليس فقط مرسلين،و لأن محمد صلّى الله علية وآله هو صاحب الفتح، وهو الذي فتح له مثل سم الإبرة وكشف له شيء من حجاب اللاهوت فرأى من آيات ربّه الكبرى وهو مدينة العلم وهي صورة لمدينة الكمالات الإلهية أو الذات الإلهية، أما علي فلأنه باب مدينة العلم وهو جزء منها وكل ما يفاض منها يفاض من خلاله فمحمد (ص) تجلي الله سبحانه وتعالى واسم الله سبحانه في الخلق وعلي ممسوس بذات الله فعندما لا يبقى محمد ولا يبقى إلا الله الواحد القهّار في آنات يكون علي عليه صلوات ربّي هو تجلي الله سبحانه في الخلق وفاطمة عليها صلوات ربّي معه وهي مخصوصة بأنها باطن القمر وظاهر الشمس ولهذا قال علي (ع) لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقيناً لأنه وأن لم يكشف له الغطاء ولكنه بمقام من كشف له الغطاء .
    أما القائم (ع) فهو تجلي اسم الله سبحانه وهو حي وقبل شهادته لطول حياته وطول عبادته مع كمال صفاته واخلاصه فهو يصل صلاته بقنوته وقنوته بصلاته وكأنّه لا يفتر عن عبادة الله سبحانه ولانه الجالس على العرش يوم الدّين أي يوم القيامة الصغرى وفي القرآن اليوم المعلوم ولانه الحاكم باسم الله بين الأمم في ذلك اليوم فلابد أن يكون مرآة تعكس الذات الالهيه في الخلق ليكون الحاكم هو الله في الخلق فيكون كلام الإمام (ع) هو كلام الله وحكمه هو حكم الله وملك الإمام (ع) هو ملك الله سبحانه وتعالى فيصدق في ذلك اليـوم قوله تعالى في سورة الفاتحة (ملك يوم الدين) ويكون الإمام (ع) في ذلك اليوم عين الله ولسان الله الناطق ويد الله .
    من كتاب المتشابهات الجزء الاول للامام أحمد الحسن اليماني (ع)

    أرجو عدم حذف المشاركة من باب العدالة واذا امكن الردّ على هذا الجواب وفقكم الله للخير.
    انتهى الاقتباس
    انتَهى بيانُ أحمد الحسن اليماني الذي يَدعو إلى الإشراكِ بالله ويُريد أن يُضِلّ الشِّيعة ضَلالًا بعيدًا ولذلك يُبالِغ في محمدٍ رسولِ الله وآل بيتِه بغيرِ الحقّ وذلك حتى يأتي مُوافِقًا لأهوَاءِ الشيعة علَّهم يتّبِعوهُ، وسوفَ يتّبِعُه الذين هم بِربّهم مُشركون مِن الذين لا يَعقِلون.

    ولكنّني أُكرِّرُ الفَتوى الحقّ أنّه لا ولن يَتَّبِع الحقّ البشر الأنعام الذين لا يَعقِلون فأولئِكَ هم حَطَبُ جهنّم هم لها وارِدون، ومِن ثمّ أدرَكوا أنّهم كالأنعامِ التي لا تسمَعُ ولا تَعقِلُ بسببِ عدَمِ التَّفكُّر، ولذلك فهُم كالبقَر التي لا تتَفكَّر، وقال الله تعالى: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٦﴾ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ﴿٧﴾ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩﴾ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [سورة الملك].

    ويا مَعشَر عُلماء المُسلِمين وأمَّتِهم، هل تعلمونَ ما هي حِكمَة الشياطين مِن أن يَبعثُوا لَكُم في كُلِّ قَريَةٍ مَهدِيًّا منتَظرًا وبين الحين والآخر؟ وذلك حتى إذا بعَثَ الله المهديّ المنتظَر الحقّ مِن ربّكم فتَقولون: "وهل هو إلَّا كمثل الذين سبَقوهُ؟ وكُلّ يومٍ يطلع لنا مهديّ منتظَر جديد!"، ثمّ لا تتفكّرون في دعوَةِ المهديّ المنتظَر الحقّ مِن ربّكم حتى يأتيكُم العذاب الأليم وذلك ما يَبتغِيه الشياطين، ولذلك يُرسِلونَ لكم بين الحينِ والآخَر مهديًّا منتظرًا جديدًا، وذلك حتى إذا بعثَ الله إليكم المهديّ المنتظَر الحقّ مِن ربّكم فتُعرضونَ عنه بسبَبِ كثرَة مَن يدَّعونَ المهديّة. ولكن يا علماء المسلمين وأمّتهم، فهل تَستطيعونَ أن تُفَرِّقوا بين الحمارِ والبَعيرِ؟ فوالله إنّ الفرقَ لعظيمٌ بين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وبين كافّة المَهديّين المُفتَرين الذين اعتَرتهُم مُسوسُ الشياطين فتَجِدونَهم يقولونَ على الله ما لا يَعلمون، أفلا تتَفكّرون؟!

    ويا معشَر الأنصار السَّابقينَ الأخيار ويا معشَر الزُّوارِ إلى طاولةِ الحِوار مِمَّن أظهَرَهم الله على أمرِنا، كونوا شُهداءَ على أنفسِكم وعلى أمَّتِكم وعلى جميع المُسلِمين وعُلمائهم الذين لا يُفَرِّقونَ بين الحمارِ والبَعيرِ ولذلك فهم لا يُفرّقونَ بين أحمد الحسن اليماني وناصِر مُحمد اليمانيّ، ولكن يا قوم إنّ الفرقَ لعظيمٌ؛ فهل تَرَونا نَستَوي مثَلًا؟! كَلَّا وربّي فلا يَستَوِيانِ مثَلًا (أحمد الحسن اليماني وناصر محمد اليماني) بل الفَرقُ بينهما كالفَرقِ بين الظّلمات والنّور، فهل تستَوي الظّلمات والنّور في نَظَركم؟! وقال الله تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّـهُ ۚ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ۗ أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ۚ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الرعد].

    وذلك لأنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يَدعوكم إلى عِبادةِ الله وحدَه لا شريكَ له فيُحَذِّركم مِن الإشراكِ بالله ويُعلّمكم ما لم تكونوا تَعلمون، وأمّا أحمد الحسن اليماني فانظروا إلى فَتوَاهُ الشِّركيّة إلى معشَرِ الشِّيعة الاثني عشر وقال لهم إنّ الإمام علي مَمسوسٌ بربّ العالَمين! وكذبَ عَدُوُّ الله، فوالله إنّه لَمِن شياطينِ البشر مِن الذين يُظهِرونَ الإيمان ويُبطِنونَ الكُفر والمَكر، ألا لعنَة الله عليكَ يا أحمد الحسن اليماني كما لعَن الله إبليسَ الذي تتّخِذُه وَلِيًّا مِن دونِ الله مِن غير ضَلالٍ منكَ؛ بل تَعلمُ أنّي أعلمُ أنَّك لشيطانٌ رجيمٌ تُريد أن تَصُدَّ النّاسَ عن اتّباع الصِّراط المُستقيمِ، ولكنّي المهديّ المنتظَر أدعوكَ للحِوارِ في مَوقِعنا إن كنتَ مِن الصّادِقين، فإن ألجَمتَ ناصر محمد اليماني مِن مُحكَمِ القرآن العظيم فقد حَلَّت اللعنةُ على ناصر محمد اليماني إلى يوم الدّين، وإن ألجَمكَ ناصر محمد اليماني وكافّة علماء المُسلِمين والنَّصارى واليهود مِن مُحكَمِ القرآنِ العظيم ومِن ثمّ لا تتّبِعونَ الحقّ فقد حلّت اللّعنة على المُعرِضينَ عن دعوةِ الاحتِكامِ إلى كتابِ الله القرآن العظيم، فمَن يُنجيكُم مِن عذابِ الله يا معشَر المُعرِضينَ عن الدَّعوة إلى اتّباعِ كتابِ الله القرآن العظيم؟ فكيف تَزعمونَ أنّ ناصر محمد اليماني إنّما هو أعقَلُ واحدٍ في الذين ادّعوا المهديّة جميعًا؟! فهل هذه هي فَتواكُم في الحقّ مِن ربّكم أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هو أعقل مَجنونٍ؟ قاتَلكم الله أنّى تُؤفَكون! فتعالوا لأعلّمَكم لماذا قلتُم ذلك، وذلك لأنّ عقولكم لم تُعارِض بياناتِ ناصر محمد اليماني وأفتَتكُم بالحقِّ لأنَّ الأبصار لا تَعمَى عن الحقّ، ومِن ثمّ ما كان رَدّكم على عقولكم وعلى ناصر محمد اليماني إلَّا أنّه أعقَل واحدٍ مِن الذين ادّعوا المهديّة! بل يَنطِقُ بالحقّ ويهدي إلى الصِّراطِ المستقيم، فماذا تُريدونَ مِن بعد الحقّ الذي أبصَرَته عقولكم؟ أفلا تتّقون؟! وقال الله تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} صدق الله العظيم [سورة يونس: 32].

    وسَلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالَمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 7493 من موضوع سؤال: ما هي طريقة الإمام المهديّ لبيان القرآن ؟


    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 09 - 1431 هـ
    04 - 09 - 2010 مـ
    04:06 صباحاً
    [ لمتابعة الرابط الأصلي للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=7490
    ــــــــــــــــــــــ


    لن يعقل سرّ الشفاعة إلا الذي علّم النّاس بحقيقة اسم الله الأعظم ..
    ومن هم أولو الألباب ؟


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسَلين وآلهم الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدّين، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    قال الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    اللهم صلِّ على عبادك أولي الألباب وسلّم تسليماً، وسبقت فتوانا بالحقّ أنّه لن يتّبع الأنبياء والمرسَلين والمهديّ المنتظَر إلا الذين يستخدمون عقولهم وأولئك الذين هداهم الله من عباده، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٩﴾ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ ﴿٢٠﴾ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴿٢١﴾ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٢﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿٢٣﴾ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فمن هم أولو الألباب؟ والجواب: إنّهم الذين لا يتّبعون الذين من قبلهم الاتّباع الأعمى بل يردّون بصيرة الداعية إلى الله إلى عقولهم هل تقرّها أم تنكرها لكونها لا تعمى الأبصار عن التمييز بين الحقّ والباطل، ولذلك فسوف يسألكم الله عن عقولكم لو لم تتّبعوا الحقّ من ربّكم وكذلك سوف يسألكم الله عن عقولكم لو اتّبعتم الباطل من الذين يقولون على الله ما ليس له برهان من ربّهم إلا اتّباع الظنّ، قال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وسبق أن أفتيناكم من محكم الكتاب أنّ أصحاب النّار من الجنّ والإنس هم الذين لا يتفكّرون فيما أُنزل إليهم من ربّهم فهم عنه معرضون، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وكذلك تجدون الفتوى من الكافرين عن سبب ضلالهم عن الصراط المستقيم بأنّه عدم استخدام العقل، ولذلك قالوا: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    وها هم المسلمون عادوا لسرّ عبادة الأصنام، وقد يستغربّ الباحث عن الحقّ فيقول: "ولكننا لا نعلم أنّ المسلمين عادوا لعبادة الأصنام". ثمّ نردّ عليهم بالحقّ ونقول: وذلك لأنّكم لا تعلمون ما هو السرّ لعبادة الأمم الأولى للأصنام. وإنّما الأصنام تماثيل صنعتها الأمم الأولى لأنبياء الله في كلّ أمّة ولأوليائه المكرمين، فيعتقدون أنّهم شفعاؤهم عند الله حتى إذا جاء حشرهم فيعرف أولياء الله الذين جسدوا الأصنام تماثيلاً لصورهم ولذلك يقولون: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾ وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّـهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وإنّما يشركون بعد حينٍ من بعث نبيّهم بسبب تعظيمه والمبالغة فيه من بعض أتباعه بعد حينٍ من موته، فيصنعون لصورهم تماثيل من بعد موتهم، ولذلك فهم غافلون عن عبادتهم. وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وقال الله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ} صدق الله العظيم [الزخرف:86].

    وسأل الله أنبياءه ورسله وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وتجدون أنّ سبب ضلالهم أنّهم لم يتّبعوا ذكر ربّهم المُنزل إليهم، ولذلك قال الأنبياء: {سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} صدق الله العظيم.

    وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ﴿١٣﴾ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    فانظروا لقول أنبياء الله للذين اعتقدوا في شفاعتهم قالوا: {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً فقد كفروا بعقيدة المبالغة فيهم بغير الحقّ لأنّهم عباد الله المكرمين وكانوا عليهم ضدّاً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم]. وذلك هو سرّ عبادة الأصنام.

    إذاً فلا فرق بين شرك الأمم الأولى وشرككم إلا قليلاً لكونكم ترجون شفاعة أنبياء الله ورُسله وأوليائه المقرّبين فترجون منهم أن يشفعوا لكم بين يديّ الله فذلك شرك بالله فلا ينبغي لهم أن يكونوا أرحم من الله أرحم الراحمين، فكيف تنكرون صفة الله أنّه أرحم الراحمين؟ فكيف يشفع لكم ممن هم أدنى رحمةً بكم من الله أفلا تعقلون؟

    ولربّما يودّ أحد الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مُشركون أن يقاطعني فيقول: "ألم يقل الله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الزخرف:86]؟" ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ}، أي: شهد أنّ الله هو أرحم الراحمين، ولذلك يحاجِج ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم حتى يرضى الله في نفسه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وبما أنّه لا يجرؤ أحدٌ على خطاب الربّ إلا الذي أذِن له أن يخاطب ربّه وذلك لأنّه يعلم أنّه سوف يقول صواباً، ولذلك تجدونه يحاجِج ربّه أن يرضى في نفسه، ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم، إذاً لن تجدوه يسأل الله الشفاعة بل يخاطب ربّه بتحقيق النّعيم الأعظم ويرضى، فإذا رضي تحقّقت الشفاعة من الله إليه فتشفع لهم رحمته في نفسه وهو العلي الكبير. وقال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    فيتفاجأ أهل النّار بقول الله لأحد النفوس المطمئنة: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الفجر]، ومن ثمّ يتفاجأ عباد الله بإذن الله لهم ولعبده بالدخول جنّته فيقولون: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} صدق الله العظيم. ومن ثمّ يردّ عليهم زُمرته من عبيد النّعيم الأعظم: {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم.

    وأمّا عباد الله المكرمون فهم لا يملكون الشفاعة تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ} صدق الله العظيم [مريم:87]، وذلك لأنّهم لا يعقلون سرّ الشفاعة لكونهم لا يحيطون بسرّ اسم الله الأعظم ليحاجّوا ربّهم أن يحقّقه لهم، ولذلك قال الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر]، وإنّما يقصد الله أنّهم لا يعقلون سرّ الشفاعة، أي لا يفهمون السرّ ولذلك لا ينبغي أن يخاطب الربّ في سرّ الشفاعة إلا الذي يعقل سرّها أي الذي يعلم بسرّها. وأضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} صدق الله العظيم [البقرة:75]، وموضع السؤال هو في قول الله تعالى: {مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ}، أي من بعد ما علموه، وإنّما أضرب لكم على ذلك مثلاً لكي تعلموا البيان لكلمات التشابه أنّه يأتي في مواضع ذكر العقل ولا يقصد به بالأبصار بل العلم والفهم، مثال في قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم.

    وتبيّن لكم أنّه يقصد بقوله: {أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ}، أي: لا يملكون الشفاعة لكونهم لا يعقلون سرّ الشفاعة، ولن يعقل سرّ الشفاعة إلا الذي علّم النّاس بحقيقة اسم الله الأعظم، وذلك لأنّ اسم الله الأعظم هو السرّ للذي أذِن له الرحمن وقال صواباً وجميع المتّقين من قبل لا يملكون منه خطاباً فيشفعون لكونهم لا يعقلون سرّ اسم الله الأعظم جميع المُتّقين وملائكة الرحمن المقرّبين، ولذلك لا يملكون منه خطاباً في سرّ الشفاعة جميعاً. وقال الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [النبأ].

    وإنّما يأذن للعبد الذي علم بحقيقة اسم الله الأعظم، ولذلك يأذن الله له أن يُخاطب ربّه لكونه سوف يقول صواباً، وذلك هو المُستثنى الذي يأذن الله له أن يخاطبه في سرّ الشفاعة، ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم، لكون القول الصواب هو أنّه سوف يخاطب ربّه أن يحقق له النّعيم الأعظم من نعيم جنّته فيرضى، ولذلك قال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم]، وذلك لأنّ رضا الله هو النّعيم الأعظم من نعيم جنّته، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    إذاً قد تبيّن لكم حقيقة اسم الله الأعظم أنّه ليس اسماً أعظم من أسماء الله الحُسنى، فأيّمّا تدعون فله الأسماء الحُسنى من غير تفريقٍ فإن فرّقتم فذلك إلحادٌ في أسماء الله الحُسنى، وإنّما يوصف الاسم الأعظم بالأعظم لكون الله جعل هذا الاسم صفةً لرضوان نفسه تعالى على عباده فيجدون أنّه حقاً نعيم أعظم من نعيم الجنّة ولذلك يوصف بالأعظم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم.

    فهل عقِلتم حقيقة اسم الله الأعظم؟ ففي ذلك السرّ لمن أذِن الله له بالخطاب لكونه يتّخذ رضوان الله غايةً وليست وسيلةً لكي يفوز بالجنّة، وكيف يتحقّق رضوان الله في نفسه؟ وذلك حتى يدخل عباده في رحمته. فلِمَ يا قوم تبالغون في أنبياء الله ورسله ولم تقتدوا بهداهم فتحذوا حذوهم فتنافسوهم وعبيد الله جميعاً في حبّ الله وقربه؟ بل أبيتم وتزعمون أنّهم شُفعاؤكم بين يديّ الله، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    إذاً آية العذاب التي سوف تشمل قرى المسلمين والكافرين بذكر الله القرآن العظيم هو بسبب أنّ الإمام يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فتنافسون كافة عبيد الله الأوّلين والآخرين في حبّ الله وقربه أيّهم أقرب من غير تعظيمٍ ولا تفضيلٍ لأحد عبيده من دونه فتجعلونه خطاً أحمر بينكم وبين ربّكم فتعتقدون أنّه لا ينبغي لأحدكم أن ينافس أنبياء الله ورسله في حبّ الله وقربه! فذلك شركٌ بالله وظلمٌ عظيمٌ لأنفسكم، فما خطبكم لا ترجون لله وقاراً؟ فلا أجد في الكتاب المخلصين لربّهم إلا قليل لكون أكثر النّاس لا يؤمنون! ثمّ أجد كثيراً من الذين آمنوا لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به عباده المقرّبين بسبب تعظيمهم بغير الحقّ! فجعلوا الله حصريّاً لهم من دونهم بسبب أنّهم عباده المكرمين.

    ويا سبحان ربّي وهل تدرون لماذا كرّمهم الله؟ وذلك لأنّهم يعبدون ربّهم وحده لا شريك له فيتنافسون إلى ربّهم أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه، فمن الذي نهاكم أن تقتدوا بهداهم حتى يكرّمكم الله مثلهم لو حذوتم حذوهم فنافستم أنبياء الله ورسله والمهديّ المنتظَر وجبريل وكافة عبيد الله في الملكوت جميعهم يتنافسون إلى ربّهم أيّهم أقرب، ولذلك جعل الله العبد الفائز بأعلى درجةٍ مجهولاً بين عبيده أجمعين وبما أنّهم يعلمون بذلك تجدونهم يتنافسون إلى ربّهم أيّهم أقرب ولكنّكم أشركتم بالله يا من تعتقدون أنّه لا ينبغي لكم أن تنافسوا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وجميع الأنبياء بسبب عقيدتكم الباطل أنّ ذلك لا يحقّ إلا لهم لكون الله اصطفاهم من بينكم، ثمّ يقول المهديّ المنتظَر: يا سبحان الله الواحد القهّار! فهل جعلتموهم أولاد الله ولذلك ليس لكم الحقّ في ذات الله ما لهم، أفلا تتّقوا اللهَ؟ إذاً لماذا خلقكم الله إن كنتم صادقين؟ وللأسف فكما قلنا لكم من قبل أنّ أكثر النّاس لا يؤمنون، وللأسف أجد أن أكثر الذين آمنوا بالله لا يؤمنون إلا وهم به مشركون عباده المقرّبين، وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد، وما كان للإمام المهدي الحقّ من ربّكم ولا لجميع الأنبياء والمرسَلين أن ننهاكم أن تنافسونا إلى الله، ويا سبحان الله وما ابتعثنا الله بذلك؛ بل ابتعثنا الله أن ندعوكم لتحقيق الهدف من خلقكم فتعبدون الله وحده لا شريك له ليتنافس جميع العبيد إلى الربّ المعبود لا إله غيره ولا معبودَ سواه، فكونوا ربّانيّين واعبدوا الربّ المعبود، ونافسوا عبيده جميعاً في حُبّه وقربه إن كنتم إيّاه تعبدون، وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، اللهم فمن بلّغ عنّي العالمين فاجعله من الآمنين وثبِّته على الصراط المستقيم ليكون من الموقنين الربّانيين الذين لا يشركون بالله شيئاً.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
    أخوكم عبد النّعيم الأعظم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    عشقت ليلي لإن فيه ذكر ربي
    ودمعي يزرف بكاء على ما ضاع من عمري
    وجاء نهاري وفاض أنهارا من شوقي لك ربي

  8. افتراضي

    الله أكبر بيان مزلزل واقترب وعد الله الحق
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر

المواضيع المتشابهه
  1. [ فيديو ] إعلان هام وعام عن الحل لتوقف كوارث المناخ الغير طبيعية ..
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-12-2019, 10:20 AM
  2. إعلان هام وعام عن الحل لتوقف كوارث المناخ الغير طبيعية ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-12-2019, 07:07 AM
  3. (video)حمى الارض تشتد احداث تناوش كوكب العذاب في شهر يناير ميلادى
    بواسطة البصيرة في المنتدى كوكب العذاب سقر X Planet
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-02-2014, 11:08 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-04-2011, 07:08 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •