بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وحبه وقربه
أشكرك جزيلا أخي المكرم المبتغي رضى ربه ووالديه بلّغك الله كلاهما ونعيم رضوان نفسه
ونعم لم أرد عليه السلام عمدا لأنه لم يسلم وراجعت لمرة ثانية مداخلته فوجدته لم يسلم فما استحق مني ردا
وأشكرك على مداخلتك و بتّ بعد تأمل أجد:
أن
العاقر والعقيم كلاهما يطلقان على القاعد عن الحيض ولكن
لفظ عقيم هو أعم وأشمل فالعقم هو عدم القدرة على الإنجاب في المطلق للذكر والأنثى ولأي علّة كانت سواءا حالة خلقية أم عارض يقول تبارك وتعالى:
{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم (الشورى:50). وعليه فالعقم يشمل العقر أيضا وأما لفظ عاقر فيطلق على المرأة إذا بلغت سن اليأس، نقول عقرت الشجرة إذا يبست وهذا بدليل من بيان الإمام الحبيب أقتبس لك منه ما يلي:
[[[ ولذلك يتوعد أن من أتت بفاحشة من نساء الأنبياء يضاعف لها العذاب كونهن لسْنَ كأحد من النساء كون المُسلمين سوف يتبعون ابن النبي من بعده بظنهم أنه ابنه، فإذا كان من ذريات الشياطين فسوف يضلهم عن الحق ضلالاً بعيداً, ولذلك قال الله تعالى:
{يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:30]
وهذا يعني أن الله لم يعد أنبياءه أنه سوف يعصم زوجاتهم من الزنا بل ذلك يعود لتقوى زوجاتهم ولذلك قال الله تعالى: { وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴿٣٢﴾وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ } صدق الله العظيم [الأحزاب]
ولكن امرأة نوح اقترفت عملاً غير صالح وكان ذلك سبب وجود ذلك الولد الذي ليس من ذرية نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام, ويا عُلماء المُسلمين وأمتهم إنما نفتيكم بما أفتاكم الله في محكم كتابه بآيات بينات لعالمكم وجاهلكم فلماذا يكذب كثير منكم بفتوى خيانه إحدى نساء نبي الله نوح وإحدى نساء نبي الله لوط؟! وأما سبب عدم حمل إحدى نساء نبي الله لوط التي خانت زوجها فهي خانته وهي عجوز عاقر قاعد من الحيض. ولذلك قال الله تعالى:
{وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٣﴾إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٣٤﴾إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [الصافات]
ولا أعلم أن عجوزاً قاعداً من الحيض تحمل أبداً إلا بمعجزة من رب العالمين كمثل زوجة نبي الله إبراهيم التي بشرها الله زوجها أنها سوف تحمل من زوجها بغلام عليم فكان ذلك لدى نبي الله إبراهيم وزوجته أمر عجيب خارق عن العادة, ولذلك قالت امرأة نبي الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام:
{قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} صدق الله العظيم [هود:72]
وهذا ردنا على عدم حمل زوجة نبي الله لوط من الزنا كونها عجوزاً عقيماً قاعداً من الحيض, ولذلك قال الله تعالى:
{وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٣﴾إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٣٤﴾إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [الصافات]
]]]]] انتهى
Read more:
https://mahdialumma.net/showthread.php?t=2778
فلو تلاحظ أخي المكرم أن الإمام أطلق لفظ
عاقر ولفظ
عقيم على زوجة نبي الله لوط عليه السلام والإمام وضح أن العاقر العقيم هي التي قعدت عن الحيض ولم يصفها بأنها لم تحض قطعا من قبل! وعليه فكل عاقر هي عقيم وليست أن العقيم بالضرورة عاقر.
ولكنّي هنا أرجع إلى نقطة مهمة جاءت في البيان الذي إقتبسته أنت: قال الإمام عليه السلام:
ومعيار الزواج للمرأة شرط أن تبلغ الدورة الشهرية، وتلك علامة ربانيّة أنّها دخلت في السِّن الذي يُسمح لها بالزواج
فإن كانت هناك إمرأة لا تحيض أصلا فكيف سنعلم أنها قد بلغت ودخلت في السن الذي يسمح لها بالزواج؟ أم هل هذا يعني أنه في الأصل لا توجد إمرأة لا تحيض؟ فقد سبق ورأيت فيديو لدكتور مختص في أمراض النساء والتوليد يؤكّد على أنه لا توجد امرأة لا تحيض في الأصل! ولكني لا أستطيع أن أجزم بشيء بهذا الخصوص ويبقى الجواب الفصل لإمامي الحبيب والحمد لله رب العالمين على فضله.
وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه