الموضوع: نصيحة إلى الأخ الداعي والنذير إلى الله ناصر محمد اليماني

النتائج 1 إلى 10 من 51
  1. Post نصيحة إلى الأخ الداعي والنذير إلى الله ناصر محمد اليماني

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله خالق الأصباح ومنشئ السحاب ومجريها بالرياح وخالق نسمات النفوس والأزواج في كل كائن حي من خلقه في عرض وطول السماوات والأرض والكون الفساح والصلاة والسلام على نبينا محمد الخاتم النصاح وعلى جميع الأنبياء والمرسلين أهل الهداية والصلاح الداعين عباد الله الى الله والى الإيمان به وحده وعبادتة لاشريك له وتوحيده وذكره وتسبيحه وتقديسه وحده لاند له ولا وليا سواه ولا شفيعا غيره يشفع ولا وسيطا عنده يدفع ولا نصيرا لديه ينفع

    تبارك الله أحسن الخالقين وأرحم الراحمين ورب العالمين ونحمده ونستهديه ونستعينه ونستقويه ونسبحه ونقدسه ونستغفره ونتوب إليه في الليل والصباح عدد ماتحركت نواة ذرات الكون والكائنات في الأرض والسماوات والنجوم والكواكب والأفلاك والمجرات
    وعدد من فيهن وما بينهن وما أحاط به علمه وأضعاف أضعاف ذالك

    يدوم له منا كما ينبغي لجلال وجه وعظيم سلطانه وكما يحب ويريد
    أن نحمده يدوم له ذالك منا في كل وقت وحين إلى أبد الابدين أمين

    ياربنا وسيدنا ومولانا وإلاهنا وولينا وشفيعنا ومالك أمرنا وأمة جميع العالمين لا إله إلا انت وحدك لاشريك لك نسئلك بها رضاك عنا ومنا ولنا ورحمتك ومغفرتك ولطفك وعفوك علينا في الدين والدنيا والأخرة يأرحم الراحمين وسبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم وسلام على المرسلين وأخر دعواهم أن الحمدلله رب العالمين
    وبعد

    فأنني أتوجه الى الأخ النذير والعبد الفقير الى رحمة الله العلي الكبير عبد الله وأبن عبده وأبن أمة الداعي معي الى الله إنشألله وبإذن الله
    ندعوا الى الله على بصيرة ونكون ومن شاء الله معنا من عباده من الداعين الى الله والى عبادة وحده لاشريك له

    غير تهليل ولاتبجيل لذاتنا ولاتقديس ولا تعظيم ولاتزكية الى أنفسنا
    إمتثالا الى أمر الله ونهيه لنا بقوله

    (ْفَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ) [سورة النجم : 32] صدق الله العظيم

    وأن نكون عند الله إنشألله من القليل الآخرين المقربين الى رضوان الله تعالى ومن المؤمنين الصادقين السائرين على صراط الله المستقيم وسيلة المستبينين وأن يجعلنا من عباده الصالحين التابعين رضوان الله وسيلة المبين مع الأنبياء والمرسلين وعباده المتقين
    ومن اتبع خاتم انبيائهي محمد صلى الله وسلم عليه وعلينا معهم

    وأن يجعلنا ربنا ممن خصهم بقوله

    (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [سورة يوسف : 108] صدق الله العظيم

    أملآ من رسالتي هاذي أن اذكر نفسي وأذكر عبدالله الفقير الداعي الى الله النذير الذي يزكي نفسه المسكين المكرم أخينا في الله وفي الدين والدم والوطن وتوحيد العقيدة والدعوة الى الله الشيخ الرشيد ناصر محمد القردعي اليماني المرادي عافاه الله وإيانا ونفعنا به في الدعوة الى الله وحده من دون الخوض في لهو الحديث والتقديس والتزكية للنفوس
    والتكني بالهادي والمهدي كما يكرر ذالك لذاته ويدعيه لنفسه من رسالته
    وأن يعلم شيخنا الأكرم النذير ناصر محمد المرادي بأن كل من اهتدى زاده الله هدئ وأصبح هادي ومهدي وليس ذكرا وحكرا على احد كما يعلم بذالك إنشألله
    تصديقا لقوله تعالى
    (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) [سورة محمد : 17]صدق الله العظيم
    وقوله تعالى

    (إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) [سورة الزمر : 41]صدق الله العظيم

    وأن يجتنب وإيانا زيغ القداسة للذات والتزكيه للنفس إمتثالآ لأمر الله


    (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ) [سورة النجم : 32] صدق الله العظيم
    وأن لانقع وأخينا النذير ناصر محمد المرادي في محذور سخط الله ولعنة على الذين يزكون أنفسهم لقوله تعالى

    (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ۚ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا) [سورة النساء : 49] صدق الله العظيم
    وأن يهتم اخينا المكرم بأبلاغ ماكلفه الله وكلفنا به وخلقه وخلقنا من أجله من الدعوة الى الله لقوله تعالى

    (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [سورة الذاريات : 56]صدق الله العظيم
    وأن لانقع وإياه في خطئ من سبقنا من الضالين الذين إتخذوا إلاههم هواهم وممن كانوا ولايزالون محط غضب الله وسخطه والمستحقون لعذابه ونكاله في الدنياء والأخرة

    الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى وأخبرنا عنهم وعما هم فيه من الجرم والظلم الكبير لأنفسهم ولما هم عليه من العنى والضلال الأثيم لأنفسهم كما صدق فيهم الذين اتخذوا ءلاههم هواهم


    الذين نحن على ثقة من أخينا المحترم وشيخنا النذير المكرم غفر الله لنا وله بمنهي وإمتنانه وان لانقع وإياه في بر إثم الضلال
    والخطئ للضالين المضلين الذين ضل سعيهم في حياة الدنيا وضنوا انهم يحسنوا صنعاء وقالوا على الله ورسوله مالم يأذن به الله ولارسوله
    وزكوا أنفسهم واتخذوا أنفسهم أربابا من دون الله
    وأن نحذر جميعا من شر ذالك وأن لاندخل الى الدعوة والصلاح من باب الفساد كما دخلوه ممن ضل من قبلنا وفي زماننا

    نسئل الله جميعا الزيادة في الهدايه وأن يجعلنا ممن سبقت لهم الحسنى والرضى والرضوان في الدنياء والاخرة وأن ينصرنا على القوم المشركين
    وسلام الله على من إتبع الهدى وعلينا وعليكم من الاخرة والأولى

    وهاذي نصيحة أرجوا من الله بها أن أرشدكم ونفسي والمؤمنين الى الصواب وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين

    المرسل أخوكم في الله الشيخ الداعي الى الله بإذنه عبدالحميد علي الحمل رحمهوا الله

    ملاحضة

    سبق إرسال رسالة تتضمن بعض الإسئلة كما وردتكم ولم يرجع جواب مفيد منكم ولدينا الجواب الشافي لذالك من كتاب الله .

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين
    يا أخي الكريم الشيخ عبد الحميد علي الحمل مرحباً بك ألف مرحباً وأهلاً وسهلاً بكم في موقع البشرى الإسلامية والنبإ العظيم موقع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    ضع ماشئت من الأسئلة ؟ تم نأتيك بالجواب من البينات والبيانات النورانية اداً لم توجد فهنا يتدخل الإمام بالجواب وبارك الله فيك على صبرك .



  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة : ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ
    والتكني بالهادي والمهدي كما يكرر ذالك لذاته ويدعيه لنفسه من رسالته
    انتهى الاقتباس من ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ

    لم يكني نفسه بالهادي غفر الله لنا ولك وعافاك الله وايانا يا شيخنا المسكين المكرم المحترم
    قال صاحب علم الكتاب الإمام ناصر محمد اليماني:
    ((
    وإنّما مَنَّ الله على هذه الأمّة أنْ بعثَ فيهم الإمام المهدي ليعلمهم بحقيقة اسم الله الأعظم بأنّه صفةٌ حقيقيةٌ لرضوان الله على عباده، فاستيقنته أنفسهم فوجدوا أنّ رضوان الله على عباده هو حقاً النّعيم الأعظم من نعيم جنته.وقُضي الأمرُ بالنسبة لهم فلا رجعة للوراء، ولن يبدلوا به تبديلاً أبداً لا في الدنيا ولا في الآخرة.))إنتهى.

    والذي رفع السماء بلا عمد أن آية التصديق في أنفسنا أكبر من آية الشمس والقمر

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة : ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ
    غير تهليل ولاتبجيل لذاتنا ولاتقديس ولا تعظيم ولاتزكية الى أنفسنا
    إمتثالا الى أمر الله ونهيه لنا بقوله (ْفَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ) [سورة النجم : 32]
    وأذكر عبدالله الفقير الداعي الى الله النذير الذي يزكي نفسه المسكين المكرم أخينا في الله وفي الدين والدم والوطن وتوحيد العقيدة والدعوة الى الله الشيخ الرشيد ناصر محمد القردعي اليماني المرادي عافاه الله وإيانا ونفعنا به في الدعوة الى الله وحده من دون الخوض في لهو الحديث والتقديس والتزكية للنفوس
    وأن يجتنب وإيانا زيغ القداسة للذات والتزكيه للنفس إمتثالآ لأمر الله
    (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ) [سورة النجم : 32] صدق الله العظيم
    وأن لانقع وأخينا النذير ناصر محمد المرادي في محذور سخط الله ولعنة على الذين يزكون أنفسهم لقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ۚ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا) [سورة النساء : 49] صدق الله العظيم وزكوا أنفسهم واتخذوا أنفسهم أربابا من دون الله ..
    انتهى الاقتباس من ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ



    يا أهلا وسهلا ومرحبا بأخينا الحبيب المبارك فضيلة ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ أولا قبل كل شيء يا أخانا الحبيب وقبل أن تتفضل بالنصائح لعبد الله وخليفته المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني ينبغي لك أن تعلم التفسير والبيان الحق لقوله عز وجل في علاه فلا يغرنكم التشابه في كلمة (أنفسكم) :

    (فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)




    اقتباس المشاركة 51389 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..




    - 16 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 02 - 1430 هـ
    02 - 02 - 2009 مـ
    11:49 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    أشهدُ لله أنّي من أولياء الله ورسولِه أُعادي من عاداه ووليٌّ لمن والاه..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    قال الله تعالى:
    {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)} صدق الله العظيم [النجم].

    وقال الله تعالى:
    {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} صدق الله العظيم [النور:61].
    وغرّك يا نسيم الكلمة المُتشابهة في قول الله تعالى:
    {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32]، وتقول إنّ المقصود الشخص نفسه أنْ لا يقول إنّي أخاف الله ولا يقول أنّه من أولياء الله ولا يقول أنّه من حزب الله ولا يقول أنّه مع الحقّ ولا يقول أنّه نبيٌّ ولا رسولٌ في زمن الأنبياء إذا كان حقاً نبياً ورسولاً ولا يقول أنه المهديّ المنتظر إذا كان الحقّ المبعوث من ربِّه! بحسب فتواك سارية المفعول وها أنت تُخالف فتواك فتزكي نفسك وتقول: "إني أخاف الله" وزكيت نفسك وخالفت فتواك الباطلة! والجميل منك أنّك خالفت فتواك الباطلة إلى الحقّ وقلت: "إني أخاف الله" وزكيّت نفسك بأنّك تخاف الله، ولا أنكر عليك شهادتك لنفسك ولكن الله أمرني أن لا أُزكّيك فأتّبعك بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32].

    أي أنّ الله أعلم بك من عبده، أم إنّك لا تعلم ما هي التزكيّة؟ إنّها الشهادة يا نسيم أنّ نسيم هذا رجل صالح وما دام يدعو إلى الاتّباع فلنتّبعه ولن أزكيك وأقول إنّك لا يمكن أن تفتري على الله كذباً فالله أعلم بك، ولم يأمرني الله أن أصدِّقك فأتّبعك لأني أراك من المُتقين؛ بل أقول لك ما أمرني الله به:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

    وكذلك قول الله تعالى:
    {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إنْ تَتَّبِعُونَ إلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إلَّا تَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:148].
    وغرك المُتشابه:
    {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32]، وغرّك قوله {أَنفُسَكُمْ}، أفلا تعلم أنه يقصد بعضكم بعضاً ولا يقصد ذاتكم؟ وذلك لأنّ من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا وهو ألدّ الخصام، فلا تتبعه ما لم يأتيك بعلمٍ وسلطانٍ من الرحمن.

    وأما قول الله تعالى:
    {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} صدق الله العظيم [النور:61]، أي فإذا دخلتم بيوتاً فسلِّموا على أنفسِكم؛ أي أهلِها من أنفسِكم. وقال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ} صدق الله العظيم [التوبة:128].

    إذاً معنى أنفسكم أي منكم، من بني جنسكم. وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64) فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68)} صدق الله العظيم [النساء].

    وإذا سألتك عن البيان لقوله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ} صدق الله العظيم [النساء:66].

    فهل ترى أنّ الله أمرهم بقتل أنفسهم أم بقتل بعضهم بعضاً؟ أي اليهودي المؤمن إذا كان حقاً مؤمناً وخرج مع رسول الله وقاتل اليهود وهو صادق قلباً وقالباً فسوف يؤتيه الله أجراً عظيماً ويهديه صراطاً مُستقيماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68)} صدق الله العظيم [النساء].

    ولا يأمر الله ولا رسوله أحداً بقتل نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30)}صدق الله العظيم [النساء].

    إذاً البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32]؛ من المُتشابه ويظنّ الذين لا يعلمون أنه يقصد الشخص نفسه ولكنه يقصد بعضكم بعضاً فتقول بل الاتّباع بالعلم وليس لأنك تزكي إِمامَك وترى أنه تقي، كلا، بل بالعلم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وأما بالنسبة للمُباهلة فقد أعرض عنها نصارى نجران لأنهم يخشون أنّ مُحمداً رسول الله هو الحقّ من ربهم، وجميل منك أن تخاف الله، بمعنى أنّ فيه أملاً أن يهديك الله الصراط المُستقيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.

    وأما بالنسبة للتواطؤ فهو التوافق، بمعنى أنّ اسم محمد يوافق في اسم (ناصر محمد) وجعل الله موضع التوافق في اِسمي في اِسم أبي لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر، ولم يجعل الله الحجّة في الاسم حتى ولو أنزل الله اِسمي في نَصّ القرآن ناصر محمد لما حاجَجْتكم به وذلك لأنكم سوف تحاجّونني من ذات القرآن وتقولون: "قال الله تعالى: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسمه أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6]، ومن ثم جاء اسمه محمد، إذا يا ناصر محمد اليماني حتى ولو كان اِسمك مذكوراً في القرآن فليست الحجّة لك علينا في الاسم، بل في العلم"، ومن ثم أقول: صدقتم برغم أنّ محمداً رسول الله هو ذاته أحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وله اِسمان في الكتاب، وإنّما لكي يعلم النصارى والمُسلمون واليهود أنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في العلم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    الإمام ناصر محمد اليماني
    02-03-2009
    01:44 am
    ـــــــــــــــ

    خير ما جئت به في ردك هو قول الله تعالى:
    { وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ }

    خير ما جئتَ به في ردك هو قول الله تعالى:
    { وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ }
    صدق الله العظيم، [الحجرات:11]

    أي لا يلمز بعضُكم بعضاً، فهل فهمت المقصود من قوله تعالى:
    { فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }
    صدق الله العظيم، [النجم:32]

    وكذلك المقصود في قول الله تعالى:
    { فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً }
    صدق الله العظيم، [النور:61]

    أي يسلموا على بعضهم بعض، وكذلك قول الله تعالى:
    { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ }
    صدق الله العظيم، [التوبة:128]

    أي من بني جنسكم، وهداك الله يا نسيم.

    ويا رجل من أقصى المدينة يسعى، أستوصيك بنسيم خيراً، فارفق به واصبر عليه فإني أراه قريباً من الهدى وأقرب من الطريد بكثير، عسى الله أن يهديه سواء السبيل وسلامُ الله عليك أخي نسيم ورحمة الله وبركاته فأهلاً وسهلاً بك ضيفاً علينا في طاولة الحوار ولك الإحترام والتقدير عسى الله أن يجعلك من الأنصار إنه على كُل شيء قدير.

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.

    أخوك في دين الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.





    اقتباس المشاركة 4689 من موضوع البَيانُ الحَقّ لهذه الآية المُتشابِهة في الكتاب في قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ}. ومقارنةٌ بين تفاسير عُلماء المُسلمين وبين تفسير صاحِب عِلْم الكِتاب ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    04 - شوّال - 1430 هـ
    23 - 09 - 2009 مـ
    10:40 مساءً
    (بحسب التّقويم الرَّسمي لأم القُرى)
    ________



    البَيانُ الحَقّ لهذه الآية المُتشابِهة في الكتاب في قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ}.
    ومقارنةٌ بين تفاسير عُلماء المُسلمين وبين تفسير صاحِب عِلْم الكِتاب ..



    اقتباس المشاركة :
    السلام عليكم، بسم الله الرحمن الرحيم، سيدى الإمام ناصر محمد اليمانيّ ماهو البيان الحقّ لقوله تعالى:
    {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَ‌حِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارً‌ا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرً‌ا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء]
    انتهى الاقتباس

    وإليك البيانُ الحَقّ لِهَذه الآية المُتشابِهة في الكتاب في قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:54]، فظننتم أنَّ الذي يُريد أن يتوب مِن بني إسرائيل فعليه بقَتْل نفسه! وإنَّكم لخاطِئون، فكيف تكون التّوبة إلى الله بأنْ ييأس من رحمته فيقوم بقتل نفسه فيرتكب إثمًا من أعظم آثام الكتاب المُحرَّمة في جميع الكُتُب السماويّة (أن يقتل الإنسان نفسه)؟! تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء]، بمعنى أن قتل النفس هو اليأسُ من رحمة الله، فكيف تجعلونه التّوبة إلى الله الذي وعد التائبين برحمته أن يغفر لهم ذنوبهم جميعاً إنّه هو الغفور الرحيم؟!

    ونعود لبيان الآية المُتشابِهة في قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة]، ووَجهُ التشابه فيها هو قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم. فأمّا التَّوبة في هذه الآية فهي مِن المُحكَمات في قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ حرقه ونبذه في اليمّ فنسفه نسفًا، ثمّ علموا أنّهم ظلموا أنفسهم فتابوا إلى بارئهم فتاب الله عليهم وعفا عنهم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ﴿٥١﴾ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ونأتي الآن لبيان المُتشابِه في قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم، وإنَّما يقصد الله أن يقتل بعضهم بعضًا فيَدفع بعضَهم ببعضٍ لِمَنع الفساد في الأرض تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    ولكنَّه غَرّكم يا معشر عُلماء المُسلِمين وَجهُ التشابه في قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ}، وإنَّما يقصد بأنفسهم أيْ بعضهم بعضًا، وقال الله تعالى: {لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فانظُروا لقول الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم، أيْ فَسَلِّموا على أنفسكم أيْ: يُسَلِّم على بعضهم بعضٌ من بني جنسهم. وليس أنه يقول للحمار أو البقرة: "السلام عليكم" لأنها لن تفطن لغته! بل السَّلام على أهل البيت الذين دخلتم إلى بيوتهم من أنفسكم فيردّون (السَّلام عليكم) بأحسن منها، فيقول أهل البيت: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" أو يردّونها فيقولون: "وعليكم السلام" تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وذلك هو البيان لقول الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم، وتبيّن لنا المقصود من قوله تعالى: {فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ}، أي: يُسَلِّم على بعضهم بعضٌ.

    وكذلك قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ}، أي: يقتل بعضهم بعضًا للجهاد في سبيل الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴿٦٤﴾ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٦٥﴾ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فانظروا للنتيجة: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم.

    إذًا أصبح الحقّ واضحًا وجليًّا بالمقصود من قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم}، وهو: الدفاع عن ديارهم وعرضهم وأرضهم من المعتدين عليهم.

    وأمّا قول الله تعالى: {أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم}، وذلك الخروج للجهاد في سبيل الله لقتال المفسدين في الأرض وإعلاء كلمة الله.

    ومن ثمّ انظروا لقول الله تعالى: {مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم.

    ثم انظروا لقاتل نفسه: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    أفلا ترون يا معشر علماء الأُمَّة أنَّكم لا تعلمون البيان الحقّ للمُتشابِه من القرآن فظننتم أن المقصود مِن قول الله تعالى: {فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:54]؛ فظننتم أنّهُ يأمرهم بقتل أنفسهم؟! فكيف يقول: {ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}؟ أفلا تعقلون؟! فكيف تَتَّبِعون المُتشابِه مِن القُرآن والذي لا يزال بحاجةٍ للراسخين في العِلم أن يأتوا لكم بتأويله؟ ولم يأمركم الله بتأويله؛ بل أمركم بالإيمان به حتى يبعث الله لكم إمامًا كريمًا يأتي لكم بتأويله، وأمَركم الله بالاستمساك والاتّباع لآيات الكتاب المُحكمات البيّنات هُنّ أُمّ الكتاب التي بيَّن الله لكم فيهم الحَلال والحرام مثال قول الله تعالى - ومن ثمّ انظروا لقاتل نفسه - : {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    فما لكم وللمُتشابِه من القرآن؟! ولم يأمركم الله إلَِّا بالإيمان به بأنّه كذلك مِن عند الله، ولا يعلم تأويله إلَّا الله فيُعَلِّمه لِمَن يشاء من عباده المُصطَفَيْن أئمةً للمسلمين إن وُجِدوا، وإذا لا يُوجَد فيكم إمامٌ حَكَمٌ عَدلٌ بالقول الفَصل فيما كنتم فيه تختلفون فاتركوا الاختلاف في المتشابه واتَّفِقوا على الإيمان به ثمّ استمسكوا بمُحكَم الكتاب في آياته المُحكَمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب مَن زاغ عَنهن واتَّبع ظاهر المُتشابِه مِن القرآن فقد غَوى وهَوى وكأنّما خَرّ مِن السماء فتخطفه الطَّير أو تهوي به الرِّيح إلى مكانٍ سَحيقٍ في نار جهنَّم الأرض السَّابعة مِن بعد أرضكم، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأن المُتشابِه مِن القرآن سوف تجدون ظاهره يُخالف مُحكَم القرآن تمامًا مثال قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:54]، وقول الله تعالى - ومن ثمّ انظروا لقاتل نفسه - : {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فانظروا في هاتين الآيتين؛ إحداهنّ من الآيات المُتشابِهات وهي قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم، والأخرى من الآيات المُحكمات: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    إذًا لو يَتَّبِعون ظاهر الآية المُتشابِهة لضَلُّوا ضلالًا بَعيدًا وظَنّ الذين لا يعلمون أنَّ التَّوبة للآثمين واليائسين مِن رحمة الله أن يقتلوا أنفسهم وأنَّ ذلك خيرٌ لهم عند بارئهم، ومن ثمّ يأتي بالدليل مِن ظاهر الآية المتشابهة: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم. ولكنه خالف أمر الله المُحكَم وازداد إثمًا بالإثم الأعظم فكان مصيره نار جهنَّم خالِدًا فيها، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    فبالله عليكم لو سألتكم يا معشَر عُلماء الأٌمَّة عن قول الله تعالى؛ هل تعلمون البيان لقول الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} صدق الله العظيم [التوبة:128]؟ لأجبتموني جميعًا وقُلتم: "أيْ جاءكم رسولٌ بَشرٌ مثلكم مِن ذات أنفسكم". ثمّ أردّ عليكم وأقول: إذًا لماذا ضللتم بفتواكم بأنَّ قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم؛ أنه يقصد أن يقتلوا أنفسهم؟ ولم تعلموا أنه يقصد دفع البشر بعضهم ببعض تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فانظروا لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم، فكيف يُهدَى مِن بعد موته بقتل نفسه؟! أفلا تَتَّقون؟ فتدبَّروا وتفكَّروا في قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم.

    ومنذ متى رُسلُ الله يأمرون النَّاس أن يقتلوا أنفسهم؟! حاشا لله، تالله ما أَمَرَ الإنسانَ بقتل نفسه إلَّا الشيطانُ مُخالفةً لأمر الرَّحمن، فهل تريدون أن تَتَّبِعوا أمْر الشيطان وتُعرِضوا عن أمْر الرَّحمن؟ أفلا تتقون يا معشر علماء الأمّة الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويحسبون أنَّهم مهتدون؟ ولم يجعل الله عليكم الحُجَّة في آيات الكِتاب المُتشابِهات، ولم يأمركم الله باتَّباعِها لأن ظاهرها يختلف عن تأويلها؛ بل ظاهرها يختلف عن العقل والمَنطِق ولذلك تجدون ظاهرها يُخالِف للآية المُحكَمة في الكِتاب وضربنا لكم على ذلك مَثلًا؛ قال الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم، وهذه من الآيات المُتشابِهات تجدون ظاهرها يخالف العَقل والمَنطِق لأن بيانها غير ظاهرها، وبما أن ظاهرها يُخالِف العَقل والمَنطِق ولذلك حتمًا تجدون ظاهرها يُخالِف للآية المُحكَمة في الكِتاب في قول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولَكِن الآيات المُحكمات ظاهرها كباطنها يُدرِكها كُلّ إنسانٍ ذي لسانٍ عَربيٍّ مُبينٍ لا يزيغ عمَّا جاء فيها إلَّا هالكٌ فينبذها وراء ظهره ثمّ يَتَّبِع المُتشابِه الذي لا يزال بحاجةٍ للتأويل، ولا يعلمُ بتأويل مُتشابه القرآن إلَّا الله ويُلهِمه لأئمة الكتاب ليجعله بُرهانَ الإمامة والقيادة، ولم يأمركم الله بتأويله بالظَنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا؛ بل أمركم الله بتركه لأهل الذِّكر إذا لم يزالوا فيكم أو للمهديّ المنتظَر إذا بعثه الله في قدره المَقدور في الكتاب المسطور في عَصر الحوار مِن قبل الظهور، وأمَر الله عُلماء المُسلمين وأمَّتهم أن لا يختلفوا في الدّين وأن يستمسكوا بآيات الكِتاب المُحكمات البيّنات لا يزيغ عمَّا جاء فيهنّ فيتَّبِع ظاهر المُتشابِه إلَّا مَن في قلبه زيغٌ عن الحقّ المُحكَم الواضِح والبَيِّن تصديقًا لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولَكِن للأسف إنَّ السُّنّة والشّيعة يُحَرِّفون كلام الله وهم يعلمون ويقولون أنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله حين يأتي سُلطان العِلم من آياته المُحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب ثمّ يُعرضون عنه إذا كان مُخالِفًا لِما هم به مستمسكون، ثمّ يُعرِضون عنه ويحاجّون بقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم.

    ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ: أفلا تتَّقون؟! ولكنكم تعلمون أنّ الله لم يقصد آياته المُحكَمات البيّنات من آيات أمّ الكتاب؛ بل يقصد الآيات المتشابهات فقط التي ظاهرهنّ غير تأويلهنّ ولذلك لا يعلمُ بتأويلهنّ إلَّا الله، أمّا الآيات المُحكمات فقد جعلهنّ الله هُنّ أمّ الكتاب وهي أغلب هذا الكتاب وبنسبة تسعين في المائة ولم يجعل الله الآيات المُتشابهات إلَّا بنسبة عشرةٍ في المائة أو أقلّ مِن عشرةٍ بالمائة، أفلا تتقون؟ فتدبَّروا يا معشر الباحثين عن الحقّ وحَكِّموا عقولكم؛ هل حقًّا يقصد القرآن أنهُ لا يعلم بتأويله إلَّا الله؟ أم إنه يقصد أنّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ يذرون اتّباع آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات التي جعلهن الله هُن أُمّ الكتاب ثمّ يَتَّبِعون المُتشابِه ابتغاء البُرهان لأحاديث الفتنة وابتغاء تأويل المُتشابِه فيزعمون أنَّ حديثَ فتنةٍ موضوعٍ أنّه جاء بيانًا لهذه الآية المُتشابِهة التي لا تزال بحاجةٍ للتأويل فيزعمون أنَّ هذا الحديث جاء بيانًا لها برغم أن الحديث يخالف العقل والمنطق ويخالف لتأويل الآية المُتشابِهة ويُخالِف لآيات الكتاب المُحكَمات غير أنه يتطابق مع ظاهر الآية المُتشابِهة؟
    اقتباس المشاركة :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    [ تفسير الشعراوي ]


    تفسير سورة البقرة - الآية: 54
    (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلي بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم

    والآية الكريمة التي نحن بصددها هي تقريع من موسى عليه السلام لقومه .. الذين نجاهم الله من آل فرعون وأهلك عدوهم فاتخذوا العجل إلها .. ومتى حدث ذلك؟ في الوقت الذي كان موسى فيه قد ذهب لميقات ربّه ليأتي بالمنهج والذي اتخذوا العجل إلها .. هل ظلموا الله سبحانه وتعالى أو ظلموا أنفسهم؟ .. ظلموا أنفسهم لأنهم أوردّوها موردّ التهلكة دون أن يستفيدوا شيئاً .. والظالم على أنواع .. ظالم في شيء أعلى أي في القمة .. وظالم في مطلوب القمة .. الظالم في القمة هو الذي يجعل الله شريكا ولذلك قال الله تعالى:

    (إن الشرك لظلم عظيم)
    (من الآية 13 سورة لقمان)

    وعلاقة الشرك بالظلم أنك جئت بمن لم يخلق ومن لم يرزق شريكا لمن خلق ورزق .. وذلك الذي جعلته إلها كيف يعبد؟ .. العبادة طاعة العابد للمعبود .. فماذا قال لكم هذا العجل الذي عبدتموه من دون الله أن تفعلوا .. لذلك فأنتم ظالمون ظلم القمة .. والظلم الآخر هو الظلم فيما شرعت القمة بأن أخذتم حقوق النّاس واستبحتموها .. في كلتا الحالتين لا يقع الظلم على الله سبحانه وتعالى ولكن على نفسك. لماذا؟ .. لأنك آمنت بالله أو لم تؤمن. سيظل هو الله القوي القادر العزيز. لن ينقص إيمانك أو عدم إيمانك من ملكه شيئا. ثم تأتي يوم القيامة فيعذبك. فكأن الظلم وقع عليك .. وإذا أخذت حقوق النّاس فقد تتمتع بها أياما أو أسابيع أو سنوات ثم تموت وتتركها وتأخذ العذاب. فكأنك ظلمت نفسك ولم تأخذ شيئاً .. لذلك يقول الحقّ جل جلاله:

    (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)
    (من الآية 57 سورة البقرة)

    وظلم النّاس يعود على أنفسهم .. لأنه لا أحد من خلق الله يستطيع أن يظلم الله سبحانه وتعالى .. وقوله سبحانه "فتوبوا إلي بارئكم" .. الحقّ تبارك وتعالى قال في الآية السابقة "عفونا عنكم" ثم يقول هذه الآية "فتوبوا إلي بارئكم" .. لأن التّوبة هي أصل المغفرة. أنت تتوب عن فعلك للذنب وتعتزم ألا تعود لمثله أبدا ويقبل الله توبتك ويعفو عنك ..
    وقد كان من الممكن أن يأخذهم الله بهذا الذنب ويهلكهم كما حدث بالنسبة للأمم السابقة .. أما وقد شرع الله لهم أن يتوبوا فهذا فضل من الله وعفو ثم يقول الحقّ تبارك وتعالى: "فاقتلوا أنفسكم" .. فانظروا إلي دقة التكليف ودقة الحيثية في قوله تعالى:: "فتوبوا إلي بارئكم فاقتلوا أنفسكم" الله سبحانه وتعالى يقول لهم .. أنا لم أغلب عليكم خالقا خلقكم أو آخذكم منه .. ولكن أن الذي خلقتكم. ولكن الخالق شيء والبارئ شيء آخر .. خلق أي أوجد الشيء من عدم .. والبارئ أي سواه على هيئة مستقيمة وعلى أحسن تقويم .. ولذلك يقول الحقّ تبارك وتعالى:

    (الذي خلق فسوى "2" والذي قدر فهدى "3")
    (سورة الأعلى)

    ومن هنا نعرف أن الخلق شيء والتسوية شيء آخر .. بارئكم مأخوذة من برئ السهم .. وبرئ السهم يحتاج إلي دقة وبراعة. وقوله تعالى: "فاقتلوا أنفسكم" لأن الذي خلقك وسواك كفرت به وعبدت سواه. فكأنك في هذه الحالة لابد أن تعيد له الحياة التي وهبها لك .. وعندما نزل حكم الله تبارك وتعالى .. جعل موسى بني إسرائيل يقفون صفوفا. وقال لهم أن الذي لم يعبد العجل يقتل من عبده .. ولكنهم حين وقفوا للتنفيذ .. فرحمهم الله بأن بعث ضبابا يسترهم حتى لا يجدوا مشقة في تنفيذ القتل .. وقيل أنّهم قتلوا من أنفسهم سبعين ألفا. وعندما حدث ذلك أستصرخ موسى وهارون ربّهم .. وقالا البكية البكية. أي أبكوا عسى أن يغفر الله عنهم. ووقفوا يبكون أمام حائط المبكى فرحمهم الله..
    وقوله تعالى: "فاقتلوا أنفسكم" لأن هذه الأنفس بشهوتها وعصيانها .. هي التي جعلتهم يتمردّون على المنهج .. إن التشريع هنا بالقتل هو كفارة الذنب. لأن الذي عبد العجل واتخذ إلها آخر غير الله. كونه يقدم نفسه ليقتل فهذا اعتراف منه بأن العجل الذي كان يعبده باطل .. وهو بذلك يعيد نفسه التي تمردّت على منهج الله إلي العبادة الصحيحة .. وهذا أقسى أنواع الكفارة .. وهو أن يقتل نفسه إثباتا لإيمانه .. بأنه لا آله إلا الله وندما على ما فعل وإعلانا لذلك .. فكأن القتل هنا شهادة صادقة للعودة إلي الإيمان. وقوله تعالى "ذلكم خير لكم عند بارئكم" .. أي أن هذه التّوبة هي أصدق أنواع التّوبة .. وهي خير لأنها تنجيكم من عذاب الآخرة .. وقوله سبحانه "فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم". التّوبة الأولى أنه شرع لكم الكفارة .. والتّوبة الثانية عندما تقبل منكم توبتكم .. وعفا عنكم عفوا أبديا.
    --------------------------------


    بسم الله الرحمن الرحيم
    [ تفسير ابن كثير ]


    وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ

    هَذِهِ صِفَة تَوْبَته تَعَالَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل مِنْ عِبَادَة الْعِجْل قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ رَحِمَهُ اللَّه في قوله تعالى: " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْم إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسكُمْ بِاِتِّخَاذِكُمْ الْعِجْل" فَقَالَ ذَلِكَ حِين وَقَعَ فِي قُلُوبهمْ مِنْ شَأْن عِبَادَتهمْ الْعِجْل مَا وَقَعَ حَتَّى قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهمْ وَرَأَوْا أنّهم قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمنَا رَبُّنَا وَيَغْفِر لَنَا " الْآية . قَالَ : فَذَلِكَ حِين يَقُول مُوسَى " يَا قَوْم إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسكُمْ بِاِتِّخَاذِكُمْ الْعِجْل " قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالرَّبِيع بْن أَنَس " فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ " أَيْ إِلَى خَالِقكُمْ قُلْت وَفِي قَوْله هَاهُنَا " إِلَى بَارِئِكُمْ " تَنْبِيه عَلَى عِظَم جُرْمهمْ أَيْ فَتُوبُوا إِلَى الَّذِي خَلَقَكُمْ وَقَدْ عَبَدْتُمْ مَعَهُ غَيْره. وَقَدْ رَوَى النَّسَائِيّ وَابْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث يَزِيد بْن هَارُون عَنْ الْأَصْبَغ بْن زَيْد الْوَرَّاق عَنْ الْقَاسم بْن أَبِي أَيُّوب عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : فَقَالَ اللَّه تَعَالَى : إِنَّ تَوْبَتهمْ أَنْ يَقْتُل كُلّ وَاحِد مِنْهُمْ مَنْ لَقِيَ مِنْ وَالِد وَوَلَد فَيَقْتُلهُ بِالسَّيْفِ وَلَا يُبَالِي مَنْ قَتَلَ فِي ذَلِكَ الْمَوْطِن فَتَابَ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا خَفِيَ عَلَى مُوسَى وَهَارُون مَا اِطَّلَعَ اللَّه عَلَى ذُنُوبهمْ فَاعْتَرَفُوا بِهَا وَفَعَلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ فَغَفَرَ اللَّه لِلْقَاتِلِ وَالْمَقْتُول وَهَذَا قِطْعَة مِنْ حَدِيث الْفُتُون وَسَيَأْتِي فِي سُورَة طه بِكَمَالِهِ إِنْ شَاءَ اللَّه . وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنِي عَبْد الْكَرِيم بْن الْهَيْثَم حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن بَشَّار حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَة قَالَ : قَالَ أَبُو سَعِيد عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ تُوبُوا إِلَى بَارِئكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ ذَلِكُمْ خَيْر لَكُمْ عِنْد بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّاب الرَّحِيم . قَالَ أمر مُوسَى قَوْمه عَنْ أمر ربّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَقْتُلُوا أَنْفُسهمْ قَالَ : وَأَخْبَرَ الَّذِينَ عَبَدُوا الْعِجْل فَجَلَسُوا وَقَامَ الَّذِينَ لَمْ يَعْكُفُوا عَلَى الْعِجْل فَأَخَذُوا الْخَنَاجِر بِأَيْدِيهِمْ وَأَصَابَتْهُمْ ظُلْمَة شَدِيدَة فَجَعَلَ يَقْتُل بَعْضهمْ بَعْضًا فَانْجَلَتْ الظُّلْمَة عَنْهُمْ وَقَدْ جَلَوْا عَنْ سَبْعِينَ أَلْف قَتِيل كُلّ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ كَانَ لَهُ تَوْبَة وَكُلّ مَنْ بَقِيَ كَانَتْ لَهُ تَوْبَة. وَقَالَ اِبْن جَرِير : أَخْبَرَنِي الْقَاسم بْن أَبِي بَرَّة أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَمُجَاهِدًا يَقُولَانِ في قوله تعالى:" فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ " قَالَا : قَالَ بَعْضهمْ إِلَى بَعْض بِالْخَنَاجِرِ يَقْتُل بَعْضهمْ بَعْض لَا يَحْنُو رَجُل عَلَى قَرِيب وَلَا بَعِيد حَتَّى أَلَوَى مُوسَى بِثَوْبِهِ فَطَرَحُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ فَكُشِفَ عَنْ سَبْعِينَ أَلْف قَتِيل وَأَنَّ اللَّه أَوْحَى إِلَى مُوسَى أَنْ حَسْبِي فَقَدْ اِكْتَفَيْت فَذَلِكَ حِين أَلَوَى مُوسَى بِثَوْبِهِ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ نَحْو ذَلِكَ وَقَالَ قَتَادَة : أمر الْقَوْم بِشَدِيدٍ مِنْ الْأَمْر فَقَامُوا يَتَنَاحَرُونَ بِالشِّفَارِ يَقْتُل بَعْضهمْ بَعْضًا حَتَّى بَلَغَ اللَّه فِيهِمْ نِقْمَته فَسَقَطَتْ الشِّفَار مِنْ أَيْدِيهمْ فَأَمْسَكَ عَنْهُمْ الْقَتْل فَجَعَلَ لِحَيِّهِمْ تَوْبَة وَلِلْمَقْتُولِ شَهَادَة . وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ : أَصَابَتْهُمْ ظُلْمَة حِنْدِس فَقَتَلَ بَعْضهمْ بَعْضًا ثُمَّ اِنْكَشَفَ عَنْهُمْ فَجَعَلَ تَوْبَتهمْ فِي ذَلِكَ وَقَالَ السُّدِّيّ : فِي قَوْله " فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ " قَالَ فَاجْتَلَدَ الَّذِينَ عَبَدُوهُ وَاَلَّذِينَ لَمْ يَعْبُدُوهُ بِالسُّيُوفِ فَكَانَ مَنْ قُتِلَ مِنْ الْفَرِيقَيْنِ شَهِيدًا حَتَّى كَثُرَ الْقَتْل حَتَّى كَادُوا أَنْ يَهْلِكُوا حَتَّى قُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا وَحَتَّى دَعَا مُوسَى وَهَارُون رَبّنَا أَهْلَكْت بَنِي إِسْرَائِيل رَبّنَا الْبَقِيَّة الْبَقِيَّة فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُلْقُوا السِّلَاح وَتَابَ عَلَيْهِمْ فَكَانَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ مِنْ الْفَرِيقَيْنِ شَهِيدًا وَمَنْ بَقِيَ مُكفراً عَنْهُ فَذَلِكَ قَوْله " فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّاب الرَّحِيم " وَقَالَ الزُّهْرِيّ : لَمَّا أُمِرْت بَنُو إِسْرَائِيل بِقَتْلِ أَنْفُسهمْ بَرَزُوا وَمَعَهُمْ مُوسَى فَاضْطَرَبُوا بِالسُّيُوفِ وَتَطَاعَنُوا بِالْخَنَاجِرِ وَمُوسَى رَافِع يَدَيْهِ حَتَّى إِذَا فَتَرَ بَعْضهمْ قَالُوا يَا نَبِيّ اللَّه اُدْعُ اللَّه لَنَا وَأَخَذُوا بِعَضُدَيْهِ يُسْنِدُونَ يَدَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ أَمْرهمْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى إِذَا قَبِلَ اللَّه تَوْبَتهمْ قَبَضَ أَيْدِيهمْ بَعْضهمْ عَنْ بَعْض فَأَلْقَوْا السِّلَاح وَحَزِنَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيل لِلَّذِي كَانَ مِنْ الْقَتْل فِيهِمْ فَأَوْحَى اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِلَى مُوسَى مَا يُحْزِنك أَمَّا مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ فَحَيّ عِنْدِي يُرْزَقُونَ وأمّا مَنْ بَقِيَ فَقَدْ قَبِلْت تَوْبَته فَسرّبِذَلِكَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيل رَوَاهُ اِبْن جَرِير بِإِسْنَادٍ جَيِّد عَنْهُ . وَقَالَ : اِبْن إِسْحَاق لَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمه وَأَحْرَقَ الْعِجْل وَذَرَّاهُ في اليم خَرَجَ إِلَى ربّه بِمَنْ اِخْتَارَ مِنْ قَوْمه فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَة ثُمَّ بُعِثُوا فَسَأَلَ مُوسَى ربّه التّوبة لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنْ عِبَادَة الْعِجْل فَقَالَ : لَا إِلَّا أَنْ يَقْتُلُوا أَنْفُسهمْ قَالَ : فَبَلَغَنِي أنّهم قَالُوا لِمُوسَى نَصْبِر لِأَمْرِ اللَّه فَأَمَرَ مُوسَى مَنْ لَمْ يَكُنْ عَبَدَ الْعِجْل أَنْ يَقْتُل مَنْ عَبَدَهُ فَجَلَسُوا بِالْأَفْنِيَةِ وَأَصْلَت عَلَيْهِمْ الْقَوْم السُّيُوف فَجَعَلُوا يَقْتُلُونَهُمْ فَهَشَّ مُوسَى فَبَكَى إِلَيْهِ النِّسَاء وَالصِّبْيَان يَطْلُبُونَ الْعَفْو عَنْهُمْ فَتَابَ اللَّه عَلَيْهِمْ وَعَفَا عَنْهُمْ وَأَمَرَ مُوسَى أَنْ تُرْفَع عَنْهُمْ السُّيُوف وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ لَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمه وَكَانُوا سَبْعِينَ رَجُلًا قَدْ اِعْتَزَلُوا مَعَ هَارُون الْعِجْل لَمْ يَعْبُدُوهُ فَقَالَ : لَهُمْ مُوسَى اِنْطَلِقُوا إِلَى مَوْعِد ربّكم فَقَالُوا يَا مُوسَى مَا مِنْ تَوْبَة قَالَ بَلَى : اُقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ ذَلِكُمْ خَيْر لَكُمْ عِنْد بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ - الْآية فَاخْتَرَطُوا السُّيُوف وَالْجَزَرَة وَالْخَنَاجِر وَالسَّكَاكِين . قَالَ : وَبَعَثَ عَلَيْهِمْ ضَبَابَة قَالَ فَجَعَلُوا يَتَلَامَسُونَ بِالْأَيْدِي وَيَقْتُل بَعْضهمْ بَعْضًا قَالَ : وَيَلْقَى الرَّجُل أَبَاهُ وَأَخَاهُ فَيَقْتُلهُ وَهُوَ لَا يَدْرِي . قَالَ وَيَتَنَادَوْنَ فِيهَا رَحِمَ اللَّه عَبْدًا صَبَرَ نَفْسه حَتَّى يَبْلُغ اللَّه رِضَاهُ قَالَ فَقَتْلَاهُمْ شُهَدَاء وَتِيبَ عَلَى أَحْيَائِهِمْ ثُمَّ قَرَأَ " فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّاب الرَّحِيم " .
    -----------------------------------


    بسم الله الرحمن الرحيم
    [ تفسيرالقرطبي ]


    الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ

    لَمَّا قَالَ لَهُمْ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ قَالُوا كَيْف ؟ قَالَ " فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ " قَالَ أَرْبَاب الْخَوَاطِر ذَلِّلُوهَا بِالطَّاعَاتِ وَكُفُّوهَا عَنْ الشَّهَوَات وَالصَّحِيح أَنَّهُ قَتْل عَلَى الحقّيقَة هُنَا , وَالْقَتْل إِمَاتَة الْحَرَكَة وَقَتَلْت الْخَمْر كَسَرْت شِدَّتهَا بِالْمَاءِ قَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة التّوبة نِعْمَة مِنْ اللَّه أَنْعَمَ اللَّه بِهَا عَلَى هَذِهِ الأمّة دُون غَيْرهَا مِنْ الْأُمَم وَكَانَتْ تَوْبَة بَنِي إِسْرَائِيل الْقَتْل وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُؤْمَر كُلّ وَاحِد مِنْ عَبَدَة الْعِجْل بِأَنْ يَقْتُل نَفْسه بِيَدِهِ قَالَ الزُّهْرِيّ لَمَّا قِيلَ لَهُمْ " فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ " قَامُوا صَفَّيْنِ وَقَتَلَ بَعْضهمْ بَعْضًا حَتَّى قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا فَكَانَ ذَلِكَ شَهَادَة لِلْمَقْتُولِ وَتَوْبَة لِلْحَيِّ عَلَى مَا تَقَدَّمَ , وَقَالَ بَعْض الْمُفَسِّرِينَ : أَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ ظَلَامًا فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَقِيلَ : وَقَفَ الَّذِينَ عَبَدُوا الْعِجْل صَفًّا وَدَخَلَ الَّذِينَ لَمْ يَعْبُدُوهُ عَلَيْهِمْ بِالسِّلَاحِ فَقَتَلُوهُمْ وَقِيلَ قَامَ السَّبْعُونَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ مُوسَى فَقَتَلُوا - إِذْ لَمْ يَعْبُدُوا الْعِجْل - مَنْ عَبَدَ الْعِجْل وَيُرْوَى أَنَّ يُوشَع بْن نُون خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ مُحْتَبُونَ فَقَالَ مَلْعُون مَنْ حَلَّ حَبْوَته أَوْ مَدَّ طَرَفه إِلَى قَاتِله أَوْ اِتَّقَاهُ بِيَدٍ أَوْ رِجْل فَمَا حَلَّ أَحَد مِنْهُمْ حَبْوَته حَتَّى قُتِلَ مِنْهُمْ يَعْنِي مَنْ قُتِلَ , وَأَقْبَلَ الرَّجُل يَقْتُل مَنْ يَلِيهِ ذِكْره النَّحَّاس وَغَيْره , وَإنّما عُوقِبَ الَّذِينَ لَمْ يَعْبُدُوا الْعِجْل بِقَتْلِ أَنْفُسهمْ عَلَى الْقَوْل الْأَوَّل ; لِأَنَّهُمْ لَمْ يُغَيِّرُوا الْمُنْكَر حِين عَبَدُوهُ , وَإنّما اِعْتَزَلُوا وَكَانَ الْوَاجِب عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَاتِلُوا مَنْ عَبَدَهُ , وَهَذِهِ سُنَّة اللَّه فِي عِبَاده إِذَا فَشَا الْمُنْكَر , وَلَمْ يُغَيَّر عُوقِبَ الْجَمِيع رَوَى جَرِير قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا مِنْ قَوْم يَعْمَل فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزّ مِنْهُمْ وَأَمْنَع لَا يُغَيِّرُونَ إِلَّا عَمَّهُمْ اللَّه بِعِقَابٍ) أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ فِي سُنَنه , وَسَيَأْتِي الْكَلَام فِي هَذَا الْمَعْنَى إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى فَلَمَّا اِسْتَحَرَّ فِيهِمْ الْقَتْل , وَبَلَغَ سَبْعِينَ أَلْفًا عَفَا اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَعَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا , وَإنّما رَفَعَ اللَّه عَنْهُمْ الْقَتْل لِأَنَّهُمْ أَعْطَوْا الْمَجْهُود فِي قَتْل أَنْفُسهمْ فَمَا أَنْعَمَ اللَّه عَلَى هَذِهِ الأمّة نِعْمَة بَعْد الْإِسْلَام هِيَ أَفْضَل مِنْ التّوبة , وَقَرَأَ قَتَادَة فَأَقِيلُوا أَنْفُسكُمْ مِنْ الْإِقَالَة أَيْ اِسْتَقْبِلُوهَا مِنْ الْعَثْرَة بِالْقَتْلِ " بَارِئِكُمْ " الْبَارِئ الْخَالِق وَبَيْنَهُمَا فَرْق , وَذَلِكَ أَنَّ الْبَارِئ هُوَ الْمُبْدِع الْمُحْدِث وَالْخَالِق هُوَ الْمُقَدِّر النَّاقِل مِنْ حَال إِلَى حَال وَالْبَرِيَّة الْخَلْق , وَهِيَ فَعِيلَة بِمَعْنَى مَفْعُولَة غَيْر أَنَّهَا لَا تُهْمَز وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو " بَارِئْكُمْ " بِسُكُونِ الْهَمْزَة وَيُشْعِركُمْ وَيَنْصُركُمْ وَيأمركم وَاختلف النُّحَاة فِي هَذَا فَمِنْهُمْ مَنْ يُسَكِّن الضَّمَّة وَالْكَسْرَة فِي الْوَصْل , وَذَلِكَ فِي الشِّعْر وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْمُبَردّ : لَا يَجُوز التَّسْكِين مَعَ تَوَالِي الْحَرَكَات فِي حَرْف الْإِعْرَاب فِي كَلَام وَلَا شِعْر وَقِرَاءَة أَبِي عَمْرو لَحْن قَالَ النَّحَّاس وَغَيْره : وَقَدْ أَجَازَ ذَلِكَ النَّحْوِيُّونَ الْقُدَمَاء الْأَئِمَّة وَأَنْشَدُوا إِذَا اِعْوَجَجْن قُلْت صَاحِب قَوِّم بِالدَّوِّ أَمْثَال السَّفِين الْعُوَّم وَقَالَ اِمْرُؤُ الْقَيْس فَالْيَوْم أَشْرَبْ غَيْر مُسْتَحْقِب إِثْمًا مِنْ اللَّه وَلَا وَاغِل وَقَالَ آخَر قَالَتْ سُلَيْمَى اِشْتَرِ لَنَا سَوِيقًا وَقَالَ الْآخَر رُحْت وَفِي رِجْلَيْك مَا فِيهِمَا وَقَدْ بَدَا هَنْك مِنْ الْمِئْزَر فَمَنْ أَنْكَرَ التَّسْكِين فِي حَرْف الْإِعْرَاب فَحُجَّته أَنَّ ذَلِكَ لَا يَجُوز مِنْ حَيْثُ كَانَ عِلْمًا لِلْإِعْرَابِ قَالَ أَبُو عَلِيّ وأمّا حَرَكَة الْبِنَاء فَلَمْ يَخْتَلِف النُّحَاة فِي جَوَاز تَسْكِينهَا مَعَ تَوَالِي الْحَرَكَات , وَأَصْل بَرَأَ مِنْ تَبَرِّي الشَّيْء مِنْ الشَّيْء , وَهُوَ اِنْفِصَاله مِنْهُ فَالْخَلْق قَدْ فُصِلُوا مِنْ الْعَدَم إِلَى الْوُجُود وَمِنْهُ بَرَأْت مِنْ الْمَرَض بَرْءًا (بِالْفَتْحِ) كَذَا يَقُول أهل الْحِجَاز وَغَيْرهمْ يَقُول بَرِئْت مِنْ الْمَرَض بُرْءًا (بِالضَّمِّ) وَبَرِئْت مِنْك وَمِنْ الدُّيُون وَالْعُيُوب بَرَاءَة وَمِنْهُ الْمُبَارَأَة لِلْمَرْأَةِ وَقَدْ بَارَأَ شَرِيكه وَامْرَأَته

    بَارِئِكُمْ فَتَابَ

    فِي الْكَلَام حَذْف تَقْدِيره فَفَعَلْتُمْ " فَتَابَ عَلَيْكُمْ " أَيْ فَتَجَاوَزَ عَنْكُمْ أَيْ عَلَى الْبَاقِينَ مِنْكُمْ .

    عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ

    وَصَفَ نَفْسه سُبْحَانه وَتَعَالَى بِأَنَّهُ التَّوَّاب وَتَكَرَّرَ فِي القرآن مُعَرَّفًا وَمُنَكَّرًا وَاسْمًا وَفِعْلًا وَقَدْ يُطْلَق عَلَى الْعَبْد أَيْضًا تَوَّاب قَالَ اللَّه تَعَالَى " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبّ الْمُتَطَهِّرِينَ " [ الْبَقَرَة : 222 ] قَالَ اِبْن الْعَربّي : وَلِعُلَمَائِنَا فِي وَصْف الرَّبّ بِأَنَّهُ تَوَّاب ثَلَاثَة أَقْوَال أَحَدهَا أَنَّهُ يَجُوز فِي حَقّ الرَّبّ سُبْحَانه وَتَعَالَى فَيُدْعَى بِهِ كَمَا فِي الْكِتَاب وَالسُّنة وَلَا يُتَأَوَّل وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ وَصْف حَقِيقِيّ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَتَوْبَة اللَّه عَلَى الْعَبْد رُجُوعُهُ مِنْ حَال الْمَعْصِيَة إِلَى حَال الطَّاعَة , وَقَالَ آخَرُونَ : تَوْبَة اللَّه عَلَى الْعَبْد قَبُوله تَوْبَته , وَذَلِكَ يَحْتَمِل أَنْ يَرْجِع إِلَى قَوْله سُبْحَانه وَتَعَالَى قَبِلْت تَوْبَتك وَأَنْ يَرْجِع إِلَى خَلْقه الْإِنَابَة وَالرُّجُوع فِي قَلْب الْمُسِيء وَإِجْرَاء الطَّاعَات عَلَى جَوَارِحه الظَّاهِرَة .
    -------------------------------------


    بسم الله الرحمن الرحيم
    [ تفسير الزمخشري ]


    وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ

    (فَٱقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ) على الظاهر وهو البخع وقيل: معناه قتل بعضهم بعضاً. وقيل: أمر من لم يعبد العجل أن يقتلوا العبدة. وروى أن الرجل كان يبصر ولده، ووالده وجاره وقريبه، فلم يمكنهم المضي لأمر الله، فأرسل اللَّه ضبابة وسحابة سوداء لا يتباصرون تحتها، وأمروا أن يحْتبوا بأفنية بيوتهم، ويأخذ الذين لم يعبدوا العجل سيوفهم، وقيل لهم: اصبروا، فلعن الله من مدّ طرفه أو حلّ حبوته أو اتقى بيد أو رجل، فيقولون: آمين فقتلوهم إلى المساء حتى دعا موسى وهارون وقالا: يا رب، هلكت بنو إسرائيل، البقية البقية، فكشفت السحابة ونزلت التّوبة. فسقطت الشفار من أيديهم، وكانت القتلى سبعين ألفاً. فإن قلت: ما الفرق بين الفاآت؟ قلت: الأولى للتسبيب لا غير، لأن الظلم سبب التّوبة. والثانية للتعقيب لأن المعنى فاعزموا على التّوبة فاقتلوا أنفسكم، من قِبَلِ أن الله تعالى جعل توبتهم قتل أنفسهم. ويجوز أن يكون القتل تمام توبتهم. فيكون المعنى: فتوبوا، فاتّبعوا التّوبة القتل تتمة لتوبتكم، والثالثة متعلقة بمحذوف، ولا يخلو إما أن ينتظم في قول موسى لهم فتتعلق بشرط محذوف، كأنّه قال: فإن فعلتم فقد تاب عليكم. وأمّا أن يكون خطاباً من الله تعالى لهم على طريقة الالتفات. فيكون التقدير: ففعلتم ما أمركم به موسى فتاب عليكم بارؤكم. فإن قلت: من أين اختص هذا الموضع بذكر البارىء؟ قلت: البارىء هو الذي خلق الخلق بريئاً من التفاوت
    (مَا ترِى فِى خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُتٍ)
    [الملك: 3] ومتميزاً بعضه من بعض بالأشكال المختلفة والصور المتباينة، فكان فيه تقريع بما كان منهم من ترك عبادة العالم الحكيم الذي برأهم بلطف حكمته على الأشكال المختلفة أبرياء من التفاوت والتنافر، إلى عبادة البقرة التي هي مثل في الغباوة والبلادة. ـ في أمثال العرب: أبلد من ثور ـ حتى عرضوا أنفسهم لسخط الله ونزول أمره بأن يفك ما ركبه من خلقهم، وينثر ما نظم من صورهم وأشكالهم، حين لم يشكروا النعمة في ذلك، وغمطوها بعبادة من لا يقدر على شيء منها.
    انتهى الاقتباس
    أخُوكم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله خالق الأصباح ومنشئ السحاب ومجريها بالرياح وخالق نسمات النفوس والأزواج في كل كائن حي من خلقه في عرض وطول السماوات والأرض والكون الفساح والصلاة والسلام على نبينا محمد الخاتم النصاح وعلى جميع الأنبياء والمرسلين أهل الهداية والصلاح الداعين عباد الله الى الله والى الإيمان به وحده وعبادتة لاشريك له وتوحيده وذكره وتسبيحه وتقديسه وحده لاند له ولا وليا سواه ولا شفيعا غيره يشفع ولا وسيطا عنده يدفع ولا نصيرا لديه ينفع

    تبارك الله أحسن الخالقين وأرحم الراحمين ورب العالمين ونحمده ونستهديه ونستعينه ونستقويه ونسبحه ونقدسه ونستغفره ونتوب إليه في الليل والصباح عدد ماتحركت نواة ذرات الكون والكائنات في الأرض والسماوات والنجوم والكواكب والأفلاك والمجرات
    وعدد من فيهن وما بينهن وما أحاط به علمه وأضعاف أضعاف ذالك

    يدوم له منا كما ينبغي لجلال وجه وعظيم سلطانه وكما يحب ويريد
    أن نحمده يدوم له ذالك منا في كل وقت وحين إلى أبد الابدين أمين

    ياربنا وسيدنا ومولانا وإلاهنا وولينا وشفيعنا ومالك أمرنا وأمة جميع العالمين لا إله إلا انت وحدك لاشريك لك نسئلك بها رضاك عنا ومنا ولنا ورحمتك ومغفرتك ولطفك وعفوك علينا في الدين والدنيا والأخرة يأرحم الراحمين وسبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم وسلام على المرسلين وأخر دعواهم أن الحمدلله رب العالمين
    وبعد

    فأنني أتوجه الى الأخ النذير والعبد الفقير الى رحمة الله العلي الكبير عبد الله وأبن عبده وأبن أمة الداعي معي الى الله إنشألله وبإذن الله
    ندعوا الى الله على بصيرة ونكون ومن شاء الله معنا من عباده من الداعين الى الله والى عبادة وحده لاشريك له

    غير تهليل ولاتبجيل لذاتنا ولاتقديس ولا تعظيم ولاتزكية الى أنفسنا
    إمتثالا الى أمر الله ونهيه لنا بقوله

    (ْفَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ) [سورة النجم : 32] صدق الله العظيم

    وأن نكون عند الله إنشألله من القليل الآخرين المقربين الى رضوان الله تعالى ومن المؤمنين الصادقين السائرين على صراط الله المستقيم وسيلة المستبينين وأن يجعلنا من عباده الصالحين التابعين رضوان الله وسيلة المبين مع الأنبياء والمرسلين وعباده المتقين
    ومن اتبع خاتم انبيائهي محمد صلى الله وسلم عليه وعلينا معهم

    وأن يجعلنا ربنا ممن خصهم بقوله

    (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [سورة يوسف : 108] صدق الله العظيم

    أملآ من رسالتي هاذي أن اذكر نفسي وأذكر عبدالله الفقير الداعي الى الله النذير الذي يزكي نفسه المسكين المكرم أخينا في الله وفي الدين والدم والوطن وتوحيد العقيدة والدعوة الى الله الشيخ الرشيد ناصر محمد القردعي اليماني المرادي عافاه الله وإيانا ونفعنا به في الدعوة الى الله وحده من دون الخوض في لهو الحديث والتقديس والتزكية للنفوس
    والتكني بالهادي والمهدي كما يكرر ذالك لذاته ويدعيه لنفسه من رسالته
    وأن يعلم شيخنا الأكرم النذير ناصر محمد المرادي بأن كل من اهتدى زاده الله هدئ وأصبح هادي ومهدي وليس ذكرا وحكرا على احد كما يعلم بذالك إنشألله
    تصديقا لقوله تعالى
    (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) [سورة محمد : 17]صدق الله العظيم
    وقوله تعالى

    (إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) [سورة الزمر : 41]صدق الله العظيم

    وأن يجتنب وإيانا زيغ القداسة للذات والتزكيه للنفس إمتثالآ لأمر الله


    (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ) [سورة النجم : 32] صدق الله العظيم
    وأن لانقع وأخينا النذير ناصر محمد المرادي في محذور سخط الله ولعنة على الذين يزكون أنفسهم لقوله تعالى

    (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ۚ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا) [سورة النساء : 49] صدق الله العظيم
    وأن يهتم اخينا المكرم بأبلاغ ماكلفه الله وكلفنا به وخلقه وخلقنا من أجله من الدعوة الى الله لقوله تعالى

    (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [سورة الذاريات : 56]صدق الله العظيم
    وأن لانقع وإياه في خطئ من سبقنا من الضالين الذين إتخذوا إلاههم هواهم وممن كانوا ولايزالون محط غضب الله وسخطه والمستحقون لعذابه ونكاله في الدنياء والأخرة

    الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى وأخبرنا عنهم وعما هم فيه من الجرم والظلم الكبير لأنفسهم ولما هم عليه من العنى والضلال الأثيم لأنفسهم كما صدق فيهم الذين اتخذوا ءلاههم هواهم


    الذين نحن على ثقة من أخينا المحترم وشيخنا النذير المكرم غفر الله لنا وله بمنهي وإمتنانه وان لانقع وإياه في بر إثم الضلال
    والخطئ للضالين المضلين الذين ضل سعيهم في حياة الدنيا وضنوا انهم يحسنوا صنعاء وقالوا على الله ورسوله مالم يأذن به الله ولارسوله
    وزكوا أنفسهم واتخذوا أنفسهم أربابا من دون الله
    وأن نحذر جميعا من شر ذالك وأن لاندخل الى الدعوة والصلاح من باب الفساد كما دخلوه ممن ضل من قبلنا وفي زماننا

    نسئل الله جميعا الزيادة في الهدايه وأن يجعلنا ممن سبقت لهم الحسنى والرضى والرضوان في الدنياء والاخرة وأن ينصرنا على القوم المشركين
    وسلام الله على من إتبع الهدى وعلينا وعليكم من الاخرة والأولى

    وهاذي نصيحة أرجوا من الله بها أن أرشدكم ونفسي والمؤمنين الى الصواب وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين

    المرسل أخوكم في الله الشيخ الداعي الى الله بإذنه عبدالحميد علي الحمل رحمهوا الله

    ملاحضة

    سبق إرسال رسالة تتضمن بعض الإسئلة كما وردتكم ولم يرجع جواب مفيد منكم ولدينا الجواب الشافي لذالك من كتاب الله .
    انتهى الاقتباس من ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ

    اللهم عبدُك يدعوك بحق لا إله إلا أنت أن تحفظ أنصاري كما تحفظ عبدك من بين يديهم ومن خلفهم وعن يمينهم وعن شمالهم ومن فوقهم ومن تحتهم وأنت خير الحافظين برحمتك يا أرحم الراحمين، وكذلك أدعوك بحق لا إله إلا أنت وبحق رحمتك التي كتبت على نفسك وبحق عظيم نعيم رضوان نفسك أن لا تُعذب من أعرض عن الإمام المهدي الحق من عندك ناصر محمد اليماني من جميع المُسلمين والناس أجمعين فإنهم لا يعلمون أني الإمام المهدي الحق من عندك، ولكني أدعوك بحق لا إله إلا أنت وبحق رحمتك التي كتبت على نفسك وبحق عظيم نعيم رضوان نفسك أن تهلك القوم الذين لو تبين لهم أن ناصر محمد اليماني هو حقاً الإمام المهدي الحق من ربهم ومن ثم لا يزيدهم إيمانهم بالحق إلا رجساً إلى رجسهم أولئك الشياطين من الجن والإنس من كُل جنس أدعوك ربي أن تجتثهم من فوق الأرض كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، اللهم إنك تعلم أنهم طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد اللهم عبدك يستغيثك أن تُصب فوقهم سوط عذاب إنك لهم لبالمرصاد أو أرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل تجعلهم كعصف مأكول، أو ترسل عليهم نيزك من لدُنك وسط جمعهم فتثير به نقعهم وتُدمرهم به تدميراً وتجعلهم عبرة للبشر وآية التصديق للمهدي المُنتظر إن تشاء ربي وليس لعبدك من الأمر شيء، والحُكم لك وحدك لا شريك لك إنك سريع الحساب، وإن شئت أن تهلكهم بكوكب العذاب أو تخسف بهم البر أو تقذف عليهم البحر فإليك تُرجع الأمور، اللهم عليك بطائفة من اليهود أولياء الطاغوت اللهم انتقم منهم شر الانتقام عاجلاً غير آجل فإنك تعلم فسادهم الأكبر في الأرض المُباركة، اللهم إنهُ لا حول ولا قوة لعبدك إلا بك برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم لا تمهلهم وإني أتوسل إليك ربي أن لا تؤخرهم وإن مقتك وغضبك عليهم لأشد من مقت وغضب عبدك يا ذا العزة ولك العزة ولمن والاك يا حي يا قيوم يا مُغيث المُستغيثين. ووعدك الحق وأنت أرحم الراحمين، اللهم وأن تنجيني مما سيصيبهم وكافة أنصاري وأهلي وجميع المُسلمين والناس أجمعين ما دون أولياءهم فمن والاهم فإنه منهم من شياطين البشر وألد أعداء المهدي المُنتظر وقد جاء فسادهم الآخر وطغوا في الأرض المُباركة وتبروا ما علوا بطيرانهم تتبيرا، اللهم فرحمنا وأرحمهم من بعد بعثهم بعد أن يذيقوا وبال أمرهم إنك سميع الدُعاء ووعدك الحق وأنت أرحم الراحمين. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.

    أخو المؤمنين الإمام ناصر مُحمد اليماني.

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة : ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ
    نسئل الله جميعا الزيادة في الهدايه وأن يجعلنا ممن سبقت لهم الحسنى والرضى والرضوان في الدنياء والاخرة وأن ينصرنا على القوم المشركين وسلام الله على من إتبعالهدى
    انتهى الاقتباس من ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ



    اقتباس المشاركة 5094 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..



    - 11 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 02 - 1430 هـ
    31 - 01 - 2009 مـ
    12:32صباحاً
    ـــــــــــــــــ



    يا معشر الأنصار إليكم علم الهدى من آيات الكتاب المُحكمات..



    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    يا أيها الناس، اتقوا ربكم وأنيبوا إليه يهديكم صراطاً مُستقيماً، واعلموا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السجدة:13].
    {لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً} [الرعد:31].
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} [يونس:99].
    صدق الله العظيم

    وذلك لأنّ الله على كلّ شيء قديرٌ فلا يعجزه هدى الناس ولو يشاء لهداهم جميعاً، ولكنّ الله جعل الهدى مربوطاً بالإنابة، ولن آتيكم إلا بالبرهان المُحكم من غير تأويل لأنّه محكمٌ، وإليكم البرهان المُحكم في علم الهدى أنّه مربوط بالإنابة. وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، إنّ هذه الآيات من الآيات المُحكمات من أمّ الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم أنّ الهدى مُتعلِّقٌ بالإنابة وهي الإشاءة الاختياريّة من العبد يرجو الهدى من الربّ، ثم تأتي الإشاءة الفعليّة وهي هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه، وليس للإنسان سُلطانٌ على القلب بل السُلطان على القلب بيد الربّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {واُعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} صدق الله العظيم [الأنفال:24].

    فحين يُنيب العبد إلى الربّ طالباً أن يهدي قلبه إلى الحقّ فهنا يأتي هدى القدرة من الربّ فيهدي قلبه إلى الحقّ وفعل الحقّ، ولكن للهدى شرط وهو الإنابة إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد:27].
    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} [الحج:16].

    وهذه آياتٌ مُحكماتٌ يبيّن الله لكم علم الهدى أنّه حسب اختيار العبد، فإن اختار سبيل الحق فتلك إشاءة اختارها العبد وبقي تحقيق الإشاءة وهي بيد الربّ فيصرف الله قلب عبده لتحقيق ما اختاره العبد، سواء يصرف قلبه إلى طريق الحقّ أو يصرف قلبه إلى طريق الضلال، تصديقاً لقول تعالى:
    {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} صدق الله العظيم [النساء:115].

    إذاً يا قوم، إنّ الله يهدي من يشاء الهدى من عباده فيصرف الله قلبه إلى الحقّ ويضلّ من يشاء الضلالة من عباده فيصرف الله قلبه إلى الضلال. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} صدق الله العظيم [الصف:5].

    أمّا إشاءة الله فلو شاء الله لهدى الناس جميعاً ولا يعجزه هداهم ولكنه يهدي إليه من ينيب، فاتقوا الله واتبعوا الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال، وقد علمكم الله أنّ الإشاءة الاختياريّة من العبد والفعليّة من الربّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    فأما الاختياريّة هي قول الله تعالى:
    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وأما تحقيق الإشاءة الفعليّة فهو بيد الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    والبيان الحقّ لقول الله:
    {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير]، أي الإشاءة الفعليّة، وهي تعتمد على صرف القلب لتحقيق الإشاءة بالعمل، فما بالكم لا تفقهون حديثاً؟

    والإشاءة الاختياريّة هي قول الله تعالى:
    {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54)} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأما الإشاءة الفعليّة فهي بيد من بيده الهدى الله ربّ العالمين:
    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} [الحج:16]، أي من يُريد الهدى من عباده يهدي الله قلبه وإذا هدى الله القلب صلح العمل.

    والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} صدق الله العظيم [الحج:16]، تجدونه في قول الله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} صدق الله العظيم [الرعد:27]، أي من يُريد الهدى من العباد، وتلك آيات مُحكمات بيّنات من أمّ الكتاب، ومن كان له أي اعتراض على ما جاء فيهن فليتفضل ويرينا علماً أهدى منه سبيلاً إن كان من الصادقين، أما أن يعرض عما جاء فيهن ويذهب إلى سواهن فذلك في قلبه زيغٌ عن الآيات المُحكمات الحقّ من ربكم وحجة الله عليكم، وهل بعد الحقّ إلا الضلال، وكم أتيت بهذه الآيات وكررتها لعلم الجهاد الطريد من رحمة الله الذي يُقابل الشيطان الرجيم ليفتنكم عن دينكم، وقد اعترف أنه قابل الشيطان الرجيم وسوف نقتبس لكم من بيانه ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    ( وفي المقابلة الثانية أراد أن يعلم لماذا يعذب قبل أن تقوم الساعة وما أخبرت به لأنه بدا له ما لا تراه أنت ! ولهذا أطنب أن أخبره ما أخبرني به الله فأبيت وقلت له أنت الآن الغبي فإني أعلم من الله ما لا تعلم فحشد كل جندهم ليجلبوا لي ما أشاء ويخدمونني بما أشاء فقط لأخبرهم بما قال الله عز وجل لي فأبيت علك لا تصدق لكن هذا حدث. )
    انتهى الاقتباس
    انتهى كلامه حين قابل إبليس.

    ونأتي الآن لافترائه على الله وكلامه ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    ( وإن الله أوحى لي باليقظة 10 أيام في محرم 2005 فقط وكلمني من وراء حجاب وحياً فقد فعل وبلغ بأمر قصير بلغتك إياه ولكنك لا تريد أن تسمعه )
    انتهى الاقتباس
    وهنا الافتراء أنه يقول أنّ الله كلمه تكليماً من وراء الحجاب! إذاً وما تريد من ناصر محمد اليماني؟ أن يأخذ منك العلم؟ وأعوذ بالله، وسوف يعلم من اتّبعك من تكون وإنّك عدو الله، بل ألدّ الخصام لربّ العالمين.

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ هذا يهودي من فصيلة الذين كادوا أن يفتنوا محمداً رسول الله ليفتري على الله بغير الحقّ، وكاد أن يركن إليهم شيئاً قليلاً لولا أن ثبته الله، ولم يقولوا له أن يفتري على الله؛ بل أن يتّبع علمهم، وعلمهم شيطانيّ خفيّ، ويتّبعون أهواءهم بغير علمٍ، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} صدق الله العظيم [البقرة:120]. وكذلك الإمام المهديّ لن يركن إليهم بإذن الله، وإنما يريدونني أن أفتري على الله وأتّبع أهواءهم، وأعوذ بالله أن أفتري على الله كذباً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 51393 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..



    - 20 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    07 - 02 - 1430 هـ
    03 - 02 - 2009 مـ
    09:55 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    الردّ بالحقّ من علم الهُدى على علم الجهاد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    ويا علم الجهاد، إنّي الإمام المهديّ الحقّ حقيق لا أقول على الله غير الحقّ ولا أفتي بالظنِّ الذي لا يُغني من الحقّ، وعليه فإني أُشهد الله وكافة ملائكته وكافة الصالحين من عباده من كُل جنسٍ من الجنّ والإنس أنّي أكفر بافترائك على الله بغير الحقّ بفتواك التي يهتز منها عرش الرحمن من شدّة غضبه من قولك:
    اقتباس المشاركة :
    وكذلك الزاني فإنه لا يزني إلا إذا شاء الله وكتب الله عليه الزنا وليس أي مخلوق قادراً على الزنا إذا لم يكتب الله عليه بأن يزني فإن قلت بلى جعلت المخلوق قادراً على الخروج عن مشيئة الله ويفعل ما لا يشاءه الله
    انتهى الاقتباس
    وسُبحان الله! إن هذه فتوى إثمها عظيم، ومقت الله أكبر من مقت عبده لك، وكيف تصف الزنا بإرادة الله؟ ولكن الله ينكر فتواك وافتراءك عليه. وقال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿27﴾ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّـهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿28﴾ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴿29﴾ فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثم أفتاكم الله إنّ السوء والفاحشة والقول على الله بما لا تعلم من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} صدق الله العظيم [النور:21].

    وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وذلك من وحي الشيطان وليس من وحي الرحمن وقال الله تعالى:
    {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121].

    وقال الله تعالى:
    {الله وَلِيُّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:257].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    وقال الله تعالى:
    {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم} صدق الله العظيم [البقرة:268].

    وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} صدق الله العظيم [البقرة].

    أم إنّك لا تعلم ما هي مشيئة الله؟ أي ما يشاءُه الله سُبحانه. فكيف يشاء الله لعباده الكفر والزنا والسوء؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! بل لو شاء الله ما فعلوا ذلك، ولكن ليس كما فتواك؛ بل الحقّ أن لو يشاء الله ما فعلوا ذلك، وليس إنّ الله شاء ذلك الفعل سبحانه؛ بل لو يشاء ما فعلوا ذلك ولو يشاء لجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ. أما أعمال السوء فلا يشاء الله فعلها ولا يُحبّها ولا يرضاها ولو شاء لما فعلوا ذلك ولهداهم فلا يفعلون ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنس والجنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:112].

    فأين الهدى يا علم الجهاد وأنت تنسب السوء والفحشاء أنّها بمشيئة الله كما يشاء؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! وأفتيناك بالحقّ إن كنت تريد الحق:
    إنّ الله لو يشاء لهدى الناس جميعاً فلا يعجزه ذلك، ولكن الله جعل ناموس الهدى أنه يهدي من يشاء الهدى من عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:93]؛ أي من يشاء الهدى من عباده.

    وأما الذين لا يشاءون الهدى فيذرهم في طغيانهم يعمهون، ولا تستطيع أن تُنكر هذه الآية والتي أوردها علم الجهاد وأتانا بها من مُحكم القرآن ثم أوّلها بغير الحقّ وهي قول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:93].

    وفي هذه الآية المُحكمة بيّنَ الله لكم المشيئة الربانيّة أنّه لو يشاء لجعلكم أمّةً واحدةً على الهدى ولكن
    يضلُّ من يشاء الضلال منكم ويهدي من يشاء الهُدى منكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    ومعنى قوله تعالى:
    {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ}؛ أي من يشاء الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {والَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69]؛ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} صدق الله العظيم [الرعد:27]؛ أي من أبى أن يتبع سبيل الحقّ أضلّه الله على علمٍ منه أنّ عبده لا يشاء الهدى ويهدي إليه من يُنيب، وما كان الله ليضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يُبيّن لهم ما يتّقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ويا علم الجهاد، أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أنّ الهدى بيد الله وحده لا شريك له. وقال الله تعالى:
    {قُلْ فَلِلَّـهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فتدبر قول الله تعالى:
    {قُلْ فَلِلَّـهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فما هي حجّة الله على العباد الذين لم يهدِهم الله من الذين سيقولون يوم القيامة: "لو أنّ الله هداني"؟ وهذه حجّة العبد على الربّ أنّه لم يهدِهِ. ولكن ما هي حجّة الله البالغة على العبد؟ وإليك الفتوى بالحقّ:
    إنّها عدم الإنابة إلى ربِّه الذي بيده الهدى وحده لا شريك له. فتلك هي حجّة الله البالغة على عباده الذين لم يهدِهم إلى الصراط المُستقيم.

    ويا علم الجهاد إنّه بالعقل والمنطق إذا كان الله يُريد لعباده الكفر فأزاغ قلوبهم ليكفروا به من غير ظلمٍ واستكبار من عند أنفسهم، إذاً فالله ظالمٌ حسب فتواك يا علم الجهاد! ولكنّ الله ينفي أنّه يريد الكُفر لعباده ولا يرضاه لهم أبداً. وقال الله تعالى:
    {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    وإذا كان الله يشاء لعباده الذين كفروا الكفر ومن غير ظلمٍ من أنفسهم وكذلك الذين شاء الله لهم الهدى من غير سبب من أنفسهم فلِمَ يُحاسب الله عباده بشيء ليس لهم فيه من الأمر شيئاً؟ سبحانه! بل جعل لهم المشيئة الاختياريّة من عند أنفسهم لمن شاء منهم أن يستقيم، ولكن السؤال هو: هل هذا العبد الذي يشاء أن يستقيم سوف يستطيع أن يُحقق إشاءته من التمني إلى الفعل على الواقع الحقيقي؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ربّ العالمين (29)}صدق الله العظيم [التكوير]. فالمهم والأساس هو تحقيق المشيئة، فإذا لم يشأ الله تحقيق المشيئة على الواقع فلن تغني عني مشيئتي شيئاً أبداً.

    ومُشكلة الذين لا يعلمون أنهم لم يفهموا بيان هذه الآية كما أنزلها الله بالحقّ وهي قول الله تعالى:
    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿27﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿28﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ربّ العالمين ﴿29﴾} صدق الله العظيم [التكوير]؛ فلَمَا تفرِّقون بين المشيئتين وهي مشيئة العبد ومشيئة الربّ، فانظروا للفتوى الحقّ أنّه يوجد في هاتين الآيتين مشيئتان إحداهما بيد العبد والأخرى بيد الربّ، فأمّا مشيئة العبد فقد جعل الله له عقلاً يتفكر به ومن ثم يتخذ قراره، فإذا كان قراره عليه غمةً بعد أن فكّر وقدّر فقتل كيف قدر ومن ثم يزيده كفراً إلى كفره ويلعنه ويعذبه بالحقّ عذاباً مُهيناً، ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً. وأما إذا فكّر العبد فأجابه العقل والمنطق الذي جهزّه الله به أنّ الذي خلقه وصوّره في أيّ صورة ما شاء ركّبَه هو أولى بعبادته عما دونه، حتى إذا اتخذ قرار الاستقامة فهنا ليس إلا تمنيّاً ولا يستطيع أن يحقق منها شيئاً على الواقع الحقيقي إلا أن يشاء الله فيهدي قلبه إلى تحقيق الفعل مهما علم ومهما قرر ومهما آمن حتى ولو يتيقن أنّ الله حقٌ ورسوله حقٌ والبعث حقٌ والنار حقٌ والجنة حقٌ، ومع علمه علم اليقين بذلك تجد كثيراً من المُسلمين لا يُصلّون ولا يُزكّون ولا يعملون الصالحات، فهل أغنى عنهم علمهم؟ بل تراهم على صراط الكافرين؛ بل مُصيبتهم أعظم من مُصيبة الكافر الذي لا يعلم، وإن كنت لا تعلم فتلك مُصيبةٌ وإن كنت تعلم فالمُصيبة أعظمُ. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يستطيعون أن يهتدوا فيمشوا على صراطٍ مُستقيمٍ؟ إنها عدم الإنابة إلى الربّ يا علم الجهاد، لأنهم لم يشاءوا أن يستقيموا؛ بل يقولون: "لو شاء الله لهدانا إلى الصراط المُستقيم ذلك لأن الله يهدي من يشاء". ومن ثم يزيدهم فهمهم الخاطئ وتفسيرهم الخاطئ للقرآن رجساً إلى رجسهم فيموتون وهم كافرون، حتى وإن كانوا مُسلمين فلم يصدقوا إسلامهم بالعمل على الواقع الحقيقي. وأذكركم بقول الله تعالى: {قُلْ فَلِلَّـهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وهذا ردٌ على الذين يقولون لو شاء الله لصلّيت واتّقيت، ولكن الله لم يشأْ لي ذلك (افتراءً على الله)، بل العبد لم يشأ الهدى فينيب إلى ربه ليهدي قلبه، أما لو يشاء الله بقدرته أن يهديه بلا سبب منه فنقول: بلى إنّ الله على كُل شيء قدير تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ فَلِلَّـهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾}صدق الله العظيم [الأنعام]، ولكنه يهدي من يشاء الهدى إلى صراط مُستقيم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    المُفتي بالحقّ علم الهدى الحقّ؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  7. افتراضي

    تتمة:


    اقتباس المشاركة 51394 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..



    - 21 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 02 - 1430هـ
    04 - 02 - 2009 مـ
    10:06 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ }
    صدق الله العظيــــم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ لمن شاء منكم أن يستقيم، ولكنكم لن تحققوا ما شئتم على الواقع الحقيقي ما لم يشأ الله ربّ العالمين، ويا علم الجهاد فلا يزال لدينا الكثير والكثير من السُلطان على فتوى علم الهدى في مُحكم القرآن العظيم أنّ المشيئة الاختياريّة جعلها الله بيد العبد وتحقيق المشيئة على الواقع بيد الربّ وحده لا شريك لله وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيات رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:27].

    ومن ثم انظر للردّ عليهم من ربّهم قال الله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:28].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل معقول أنّ هؤلاء الذين وقفوا على النار لكاذبون وقالوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم أن لو يردهم الله أنهم سوف يعملون ما يحبه الله ويرضاه؟ والجواب كلا، بل يعتقدون لو يردهم الله إلى الدنيا أنهم سوف يعملون الأعمال الصالحة كما أمرهم ربهم غير ما كانوا يعملون، ولكني أُشهد الله لو رُدّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون بهذه العقيدة الباطلة. والسؤال هو لماذا سوف يعودون لما نهوا عنه؟ والجواب: إنه بسبب جهلهم في علم الهدى أنّ العبد لا يستطيع أن يُحقق مشيئته الاختياريّة ما لم يشأ الله له تحقيق ذلك على الواقع الحقيقي، إذاً المشيئة الاختياريّة إنما هي سبب من الإنسان، وبما أنّ الله جعل لكل شيء سبباً فهل إذا ضربتم في الأرض لطلب الرزق وشئتم الرزق فهل ترون أنكم سوف تحققون ما تشاؤون فتحصلون على الرزق ما لم يشأ الله لكم ذلك من لحظة أن فكرتم أين تجدون رزقكم فتوكلتم على الله؟ ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ومن ثم يهدكم الله إلى سبيل رزقكم. إذاً الأسباب لن تنفع شيئاً ما لم تتدخل قدرة الربّ لتحقيق المشيئة على الواقع الحقيقي يا علم الجهاد، فما خطبك لا تفقه قولاً؟ وتذهب إلى متاهاتٍ لا تخرج بها بنتيجةٍ من قولك المشيئة التكوينيّة والملكوتيّة! وما شأنك بما يشاء الله في ملكوته؟ فنحن نتكلم عن علم الهدى ونفتي أنه لا بدّ من اتخاذ السبب ليهدينا الله إلى الصراط المُستقيم وهذا السبب هو المشيئة الاختياريّة ويريد العبد أن يرزقه الله الهدى ولكن هذه المشيئة الاختياريّة إنما هي سببٌ مثلها كمثل سبب الرزق، ولكن لن تُرْزَق ما لم يرزقك الله.
    إذاً المشيئة الإراديّة للإنسان لا تُسمن ولا تُغني من جوع ما لم يَشأ الله لعبده تحقيق ذلك على الواقع الحقيقي. فانظر لعقيدة أصحاب النار التي كذبهم الله أن يستطيعوا أن يُحققوها على الواقع الحقيقي، وبسبب جهلهم أنّ التحقيق بيد الله حتماً فسوف يعودون لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون بهذه العقيدة الباطلة، والآية واضحة وجلية وقال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيات رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:27].

    وهذه المشيئة الاختياريّة التي نقصدها من أوّل الحوار في علم الهدى أنها بيد العبد، وبقي الأهم وهو تحقيق المشيئة على الواقع الحقيقي بالعمل الصالح، وهذه المشيئة هي بيد الربّ، ولكنهم يجهلون ذلك وقالوا:
    {أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    وهذه عقيدة باطلة لأنهم لا ولن يستطيعوا تحقيق ذلك ما لم يشأ الله لهم تحقيق مشيئتهم على الواقع الحقيقي، وبسبب جهلهم لذلك أفتاكم الله بقوله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:28].

    إذاً الهُدى والإيمان يتنزل من الرحمن إلى القلب المُنيب الباحث عن الحقّ فيريه الله أنه الحقّ وما دونه باطل.

    ولن أُعرض عن الآيات التي يوردها علم الجهاد كما يُعرض عن الآيات التي يوردها ناصر محمد اليماني، كلا؛ بل سوف أفسّرها خيراً منه وأحسنَ تأويلاً، فيذهب سلاحه من يده إلى جانب الحقّ، وأرى علم الجهاد يُحاج بقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} [الأنعام:111].

    {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً} [الإنسان:30].

    والجاهل عن البيان الحقّ سوف يظنّ أنّ علم الجهاد أتى بسُلطانٍ مُحكمٍ بيّنٍ من القرآن العظيم، حتى إذا جاء بيان ناصر محمد اليماني ومن ثم يتبيّن للذين يريدون الحقّ أنه الحقّ من ربّهم هو ما جاء في بيان ناصر محمد اليماني، وإلى البيان الحقّ عن سبب عدم إيمانهم مهما جاء من المُعجزات:

    وذلك بسبب عقيدتهم الباطلة في أنفسهم أنّ لو يؤيد الله رسوله بالمُعجزات فإنّهم سوف يؤمنون بلا شكٍّ أو ريبٍ، وهذه عقيدة باطلة. ولذلك لا ولن يُحقق الله لهم مشيئتهم شيئاً من بعد إرسال المُعجزات نظراً لأنهم يجهلون أنّ الله يحول بينهم وبين قلوبهم إذاً لن يهتدوا أبداً بسبب هذه العقيدة الباطلة، وهي عقيدتهم بأنهم سوف يوفون بما شاءوا ووعدوا به فور حدوث المُعجزة ويظنون أن لو يبعث الله آيات التصديق مع رُسله بأنهم سوف يؤمنون فوراً وهذه عقيدةٌ باطلةٌ لن يتحقق من مشيئتهم شيء مهما أرسل الله من آيات التصديق. قال الله تعالى:
    {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آية لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيات عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أوّل مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمْ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    أفلا ترون أنّ المشيئة الاختياريّة لا ولن تتحقق على الواقع العملي ما لم يشأ الله ربّ العالمين؟ وليس كما تعتقد يا علم الجهاد أنّ المشيئة الاختياريّة إشراكٌ بقدرات الربّ سبحانه وإنك لمن الخاطئين. وتبيّن فتوى ناصر محمد اليماني أنها الحقّ وأنّ المشيئة الذاتيّة للعبد لا ولن يتحقق منها شيء إذا اعتقد العبد أنه سوف يفي بما وعد وأنهم لن يؤخروا التصديق والاتّباع إلا إلى وصول معجزات التصديق ومن ثم يصدقون ويتبعون، وهذه عقيدةٌ باطلةٌ لأن تحقيق المشيئة بيد الله. إذاً يا علم الجهاد إنّ المشيئة الاختياريّة التي استكبرتها أن تكون بيد العبد قد علمنا أنها لا قيمة لها ما لم يتم تحقيقها على الواقع، فانظر للذين قالوا لئن أتانا الله من فضله لَنَصَّدَّقنّ ونكوننّ من المُحسنين وكانوا جازمين أنه لن يؤخرهم عن الإحسان إلا أن يأتيهم الله من فضله وهذه عقيدةٌ باطلةٌ، وكلا ولا ولن يتحقق ما يشاؤون بسبب عقيدتهم الباطلة أنهم سوف يفعلون ذلك بلا شكٍّ أو ريبٍ، وذلك لأنهم يجهلون أنّ تحقيق المشيئة الاختياريّة بيد الربّ وليس لهم من الأمر شيء إلا الاختيار ثم الإنابة للربّ ليثبّت القلب على تحقيق ما وعدوا به ربّهم حين يأتيهم من فضله؛ ما لم فسوف يأتيهم الله من فضله ومن ثم يصرف قلوبهم فيخلفوا الله ما وعدوه بسبب العقيدة الباطلة في أنفسهم باليقين في أنفسهم أنهم سوف يحققون ذلك. وقال الله تعالى:
    {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77)} صدق الله العظيم [التوبة].

    وهذا تصديق بفتوانا بالحقّ أنّ تحقيق المشيئة الفعليّة هي بيد الربّ مهما شاء الإنسان ومهما أراد، فأنت تُريد وأنا أُريد والله يفعلُ ما يُريد، ولن يتم تحقيق المشيئة الفعليّة إلا أن يشاء الله ربّ العالمين.


    ويا معشر الأنصار، إن الاختلاف بيني وبين علم الجهاد هو في عدم الفصل بين المشيئتين، مشيئة العبد ومشيئة الربّ سُبحانه، فأمّا علم الجهاد فجعلها مشيئةً واحدةً وأفتى بأنها لله جميعاً المشيئة الاختياريّة والمشيئة الفعليّة وليس للعبد أي دخل في ذلك، إذاً يا قوم لماذا يُحاسب الله عباده وهو لا يُكلف نفساً إلا وسع قُدرتها فإذا لم يجعل لها قدرةَ الاختيار فلماذا يُحاسبها يا علم الجهاد فيدخلها نار جهنم؟ وسوف أضرب لك على ذلك مثلاً يا علم الجهاد، لو قال الله لك يا علم الجهاد ارفع ذلك الجبل على رأسك ومن ثم ذهبت ولم تستطيع أن ترفعه، فإن عذبك الله بسبب عدم رفعه أفلا ترى ذلك ظلماً من ربك سُبحانه لو فعل لأنه لم يخوّل لك القدرة على تنفيذ أمره؟ إذاً يا علم الجهاد إن سبب مُحاسبة الله لعباده في سوء الاختيار لأنّه خوّلهم القدرة على الاختيار إما شاكراً وإما كفوراً، ومن اختار ما يرضي الله صرف الله قلبه إلى ما يحبه الله ويرضاه وحبب الله ذلك العمل الصالح إلى أنفسهم وزينه في قلوبهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} صدق الله العظيم [الحجرات:7].

    ولكن الله لا يُزين للذين كفروا الكفر والفسوق والعصيان وذلك لأنّ الله لا يرضى لعباده الكفر والفسوق والعصيان، ولكن الله وبسبب إعراضهم جعل للشيطان عليهم سُلطاناً فهو وليهم الباطل والشيطان بدوره زيّن في قلوبهم الكفر والفسوق والعصيان. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [النحل:63].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [النمل: 24].
    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:43].

    وذلك لأنّ الله جعل للشيطان عليهم سُلطاناً بسبب إعراضهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)} صدق الله العظيم [المجادلة].

    وليس شيطاناً واحداً، بل كُل معرضٍ يقيّض الله له قريناً شيطاناً رجيماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)} صدق الله العظيم [ق].

    ولله الحُجة البالغة فاتبعوني أهدكم بالذكر صراط العزيز الحميد بصيرة من الله لرسوله والتابعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)} صدق الله العظيم [الزخرف].

    الداعي إلى صراط العزيز الحميد بالقرآن المجيد خليفة الله الإمام ناصر مُحمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 51395 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..





    - 22 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 02 - 1430 هـ
    05 - 02 - 2009 مـ
    12:09 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    اتَّقِ الله يا علم الجهاد، ويا معشر الأنصار أحكموا بيننا بالحقّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، بعد..
    يا علم الجهاد، إنك مُغالطٌ مغاوي مراوغ، تالله ما اختلف في فتواي بالحقّ شيئاً، إنّ الله لا يهدي من يشاء هو إذاً لهدي الناس أجمعين، ولوشاء الله لجعل الناس أمةً واحدةً إنّ الله على كل شيءٍ قديرٍ، ولكنّ الله يهدي من يشاء الهدى من عباده. إذاً الإشاءة الاختياريّة بقدرة العبد ومن ثمّ يتمّ تحقيق الإشاءة على الواقع الحقيقي، والتحقيق لا يتم إلا بإشاءة الله لأنّ الله يهدي إليه من يشاء الهدى من عباده. أمّا إشاءة الله فلو شاء لهدى الناس جميعاً وجعلهم أمّةً واحدةً ولكنّه يُدخل من يشاء الهدى من عباده ويذر المعرضين لسلطان الشياطين فتستحوذ عليهم فيصدونهم عن السبيل.

    فلا تأخذك العزّة بالإثم يا علم الجهاد، ولنجعل الأنصار شهداء بيننا بالحقّ في الحوار بيني وبينك في علم الهدى؛ هل اختلف من فتواي شيئاً من البداية حتى أقمت عليك الحجّة ببراهين كثيرة لعلك تتّبع الحقّ ومن ثم تبدأ بالمغالطة واقتباس سطرٍ وتذر التوضيح الذي يليه وهذا عملٌ شيطانيٌّ! فهل تريد الحقّ أم تريد الباطل؟ فليست لعبة شطرنج! هذه فتاوى نتحمل مسؤوليتها بين يدي الله، ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً؟ وأنا لا أنكر إشاءة ربي سبحانه، وأشهد أنّ الله لو يشاء لهدى الناس جميعاً ولجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ، ولكنّ الله جعل لكلّ شيء سبباً، وسبب الهداية جعله الإنابة من العبد ومن ثمّ يأتي هُدى الربّ. أفلا تفقه هذه الفتوى التي فصَّلتُها تفصيلاً؟ حتى لم تجد ما تقول ومن ثم تقول أنّي غيرت فتواي إلى فتواك، وقلتَ أنّ الزنا بإرادة الله وبإشاءة الله! ألا ترى إنّك مُفتري على الله وخليفته وعلى رُسله وأنبيائه؟ وأقول حسبي الله ونعم الوكيل، ولسوف نُحكِّم الأنصار وكافة الزوار بيننا بالحقّ هل اختلفتْ فتواي شيئاً واتبعتُك؟ وأعوذ بالله أن أتّبعُك إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين، ولو علمتُ أنّك على الهدى لما أخذتني العزّة بالإثم مثلك، ولكنّي أراك على ضلالٍ مُبينٍ يا علم الجهاد، فكم أنت بعيداً عن الحقّ! والحكم بيننا هو العلْمُ وليس الكلام، فتدبّروا بيان ناصر محمد اليماني يا معشر الأنصار والزوار، ومن ثم احكموا هل تناقضَ ناصر محمد اليماني في فتواه بالحقّ وتراجعتُ عنها كما يفتري علينا علم الجهاد هذا، ونحن منتظرون لحكمكم كما يريكم الله في البيانين المُختلفين كاختلاف الظلمات والنور.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  8. افتراضي

    تتمة:


    اقتباس المشاركة 51396 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..




    - 23 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 02 - 1430 هـ
    05 - 02 - 2009 مـ
    01:18 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــــ



    فتواي هي أنّ الله يهدي إليه من يُنيب ..

    فتــــــــواي هي : إنّ الله يهدي إليه من يُنيب. تصديقاً لقول الله تعالى: {و‏يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ‏} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    إذاً الله سبحانه يهدي من يشاء الهدى من عباده، ومن أراد أن يهديه الله فليُنِب إلى ربّه ليهدي قلبه من قبل أن يأتيه العذاب ومن ثم يقول: لو أنّ الله هداني لكنت من المُتقين! تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:54].

    وإن لم تفعلوا فحتماً سوف تقول يا علم الجهاد؛ قال الله تعالى:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾}صدق الله العظيم [الزمر]. والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 51397 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..





    - 24 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 02 - 1430 هـ
    05 - 02 - 2009 مـ
    03:13 صباحاً
    ـــــــــــــــــ



    إلى معشر المعرضين عن داعي كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى:
    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ (13)} صدق الله العظيم [الحجر].

    {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12)} صدق الله العظيم [هود].

    { وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً (46) } صدق الله العظيم [الإسراء].

    {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً (80) وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً (81) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً (82)}
    صدق الله العظيم [الإسراء].

    {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (89)}
    صدق الله العظيم [الإسراء].

    {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ (71) أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72)}
    صدق الله العظيم [المؤمنون].

    يا أيها الناس، إنما أُمِرْتُ أن أتَّبع كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، فإن أبيتم فأتوني بكتابٍ هو أهدى من كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ إن كنتم صادقين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (49)} صدق الله العظيم [القصص].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العلمين..
    عبد الله وخليفته؛ الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  9. افتراضي

    تتمة:


    اقتباس المشاركة 51398 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..




    - 25 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 04 - 1430 هـ
    28 - 03 - 2009 مـ
    11:32 مساءً
    ــــــــــــــــــــ


    { اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ } ..

    بسم الله الرحمن الرحيم {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:115].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴿٥٩} صدق الله العظيم [الزمر].

    اللهم إنّك بنسيم عبد الهادي لعليمٌ وله ربٌّ غفورٌ رحيمٌ، فاهدهِ إلى الصراط المُستقيم، إنّك أنت السميعُ العليم إن كان من الذين لو علموا الحقّ من ربهم اتّبعوه وسلّموا تسليماً، إنّك بعبادك خبيرٌ بصيرٌ، اللهم إنك بعبادك أرحم من عبدك ووعدُك الحق وأنت أرحمُ الراحمين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 5087 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..




    - 4 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 02 - 1430 هـ
    29 - 01 - 2009 مـ
    01:43 صباحاً
    ـــــــــــــــــ


    أُقسمُ بالله أني أعلم أنك شيطانٌ رجيمٌ وللحقّ لمن الكارهين ..

    ويا علم الجهاد ستعرف حقيقتك الأمّة من بعد الظهور، والله الذي لا إله إلا هو إنّك لمن شياطين البشر الذين إن يَروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً وإن يَروا سبيل الغي والباطل يتخذونه سبيلاً ويتخذون من افترى على الله خليلاً ملعونين أينما ثُقفوا أُخذوا وقُتلوا تقتيلاً، وأنا لم أنكر أنّ الله يحول بين المرء وقلبه ولكنه يصرف قلب الإنسان حسب اختياره فإن كان يريد الهدى وأناب إلى الله وبحث عن الحقّ هداه إلى الله كما هدى إبراهيم الذي أناب وبحث عن الحقّ وأراد من الله أن يهديه وقال إني سقيم لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الظالمين وذلك لأنه يريد أن يعبد الحقّ ولا غير الحقّ ثم هداه الله إلى الحقّ. تصديقاً لوعده الحق:
    {وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱلله لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ (69)} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    حتى إذا هداه الله إلى الحقّ بعد أن أناب وبحث عن الحقّ بحثاً فكريّاً ثم هداه الله إليه وقال وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين،
    إذاً الهدى هدى الله ولكن الله يريد أن تنيب إليه فيهديك صراطاً مُستقيماً وذلك لأن الله يحول بين المرء وقلبه. وأضرب لك على ذلك مثلاً: إنّ كثيراً من المُسلمين لا تجدهم يُصلّون برغم أنّهم يعلمون أنّ الذي لا يصلي مصيره النار وبئس القرار، فهل أغنى عنهم علمهم شيئاً أنّ الله حقٌّ والبعث حقّ والجنة حقّ والنار حقّ ومحمد رسول الله حقّ والقرآن حقّ؟ فهم يعلمون بذلك وبه مؤمنون ولكن سبب عدم هداهم هو أنهم لم يُنيبوا إلى ربهم وذلك لأنّ الله يحول بين المرء وقلبه فيصرفه كيف يشاء ولكنّه لا يظلم الناس، بل فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم، وقد أغضبك هذا البيان كثيراً لأنك لا تريد أن يهتدي الناس إلى صراط العزيز الحميد، ومن لم ينِب فلن يغفر الله له ولن يهديه يا علم الجهاد. وقال الله تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧}صدق الله العظيم [الزمر].

    فاتّقِ الله وهذه من الآيات المُحكمات من أمّ الكتاب فانظر لقوله تعالى:
    {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧}صدق الله العظيم [الزمر]، فانظر لقول الله تعالى: {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)} صدق الله العظيم [الزمر]. فما هي حجّة الله على هذه النفس التي سوف تقول لو أنّ الله هداني لكنت من المُتقين؟ وسوف تجد حجّة الله في قوله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54)} صدق الله العظيم [الزمر].

    فالهدى هدى الله نعم، ولكن اطلب الهدى من الله وأنب إليه يهديك إليه، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)} صدق الله العظيم [الرعد].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (18)} صدق الله العظيم [الزمر].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55)} صدق الله العظيم [الزمر].

    وها أنا أتيتك بأحسن القول وأفصحه وأوضحه آيات بيناٍت واضحاتٍ للجاهل والعالم، فإذا كنت لا تريد الهدى يا علم الجهاد وتريد أن تفتري على الله كذباً وتقول إنّ الله يكلمك تكليماً! تالله لا يُكلمك إلا شيطان رجيم ولا يهديك صراطاً مستقيماً ويبغيها عوجاً، وكلا ولا ولن أتّبع هواك ولن أفتري على الله الكذب مثلك، فلا كتاب جديد كما تزعم! وقد علمتُ شأنك منذ أربع سنوات إنّك من شياطين البشر من اليهود، وكذلك نسيم الداعي إلى صراط الشيطان الرجيم، وإن صدّقتم بشأني أوّل الليلة وكفرتم آخرها فإنما تريدون أن تفتنوا الأنصار المُصدقين بالحقّ لعلهم يرجعون عن التصديق والإتباع للحقّ مثلكم! ألا وأنّ مثلكم كمثل أوليائكم من قبلكم الذين قال الله عنهم:
    {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)} صدق الله العظيم [آل عمران]. وها أنا بيَّنت حقيقتكم فمن أراد أن يتبعكم فليفعل، ومن أراد أن يتبع الحقّ فليفعل، والحُكم لله وهو خير الحاكمين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو الأنصار السابقين الأخيار؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  10. افتراضي

    تتمة:


    اقتباس المشاركة 5088 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..




    - 5 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 02 - 1430 هـ
    29 - 01 - 2009 مـ
    02:00 صباحاً
    ـــــــــــــــــ


    يا علم الجهاد طريد ..

    أنا لم أقُلْ أنّ الإنسان مخيرٌ وليس مُسيراً! بل أقول إنّ الإنسانَ مُخيرٌ ومن ثم يُسيّره الله على حسب اختياره أي يُصرف الله قلبه على حسب اختياره، فأما دليل التخيير فهو قول الله تعالى:
    {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} صدق الله العظيم [البلد].

    وكذلك قول الله تعالى:
    {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} صدق الله العظيم [الإنسان:3].

    ومن ثم يأتي التّسيير على حسب اختياره. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} صدق الله العظيم، [الصف:5]

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 5090 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..





    - 7 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 02 - 1430 هـ
    29 - 01 - 2009 مـ
    09:34 مساءً
    ــــــــــــــــــ


    تعالوا لحكم الله بيننا بالحقّ في مُحكم القرآن العظيم..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة على محمد وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    ويا نسيم الذي يُحرّف كلام الله عن مواضعه، إني لا أراك أُوتيت من العلم شيئاً فلا تُجادل في آيات الله بغير الحقّ، وأراك تفتي وتقول إنّ القرآن لا يعلم تأويله إلا الله، ومن ثم تأتي بقول الله تعالى:
    {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ومن ثم أردّ عليك بالحقّ :
    حقيقٌ لا أقول على الله غير الحق بأنّ الله يقول أنّ المُتشابه فقط لا يعلم تأويله إلا الله ولم يقـُل أنّ القرآن لا يعلم تأويله إلا الله فهذا افتراء على الله بغير الحقّ، فلنحتكم إلى حُكم الله بيننا بالحق. وقال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّ آيات القرآن تنقسم إلى قسمين اثنين، آياتٌ مُحكماتٌ جعلهنٌ الله أمّ الكتاب باطنهن كظاهرهن لا يزيغ عنهنّ إلا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ فينبذهنّ وراء ظهره ويتّبع المُتشابه -الذي لا يزال بحاجة إلى التأويل لأنّ باطنه غير ظاهره- ابتغاء الفتنة، أي إنّ الذي يتّبعه يبتغي البرهان لأحاديث الفتنة وابتغاء تأويله بهذه الأحاديث السّنية الموضوعة فتنةً للمُسلمين، ومن ثم قال الله عن المُتشابه فقط قال: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (7)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكنّ نسيم يقول غيَّر ذلك: "إن القرآن لا يعلم تأويله إلا الله"! ومن ثم أقول لك ردّ الله على أمثالك. قال الله تعالى:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111]، {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [النمل:64].

    وقال الله لكما ولأمثالكما:
    {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)} صدق الله العظيم [يونس]. إذاً أصبحت يا نسيم تفتري على الله الكذب، ذلك لأنّ الله يقول إنّ المُتشابه فقط من القرآن هو الذي لا يعلمُ تأويله إلا الله ولم يقـُل إنّ القرآن لا يعلم تأويله إلا الله: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.

    وأما بالنسبة لبيانك لقول الله تعالى:
    {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} صدق الله العظيم [فاطر:8]؛ أي يُولّيه ما تولّى، حسب اختيار العبد يصرّف الله قلبه إلى ما اختاره العبدُ. وقال الله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (115)} صدق الله العظيم [النساء]؛ بمعنى أنّ الله صرف قلبه إلى الضلال ليستمسك به نظراً لأنّ العبد اختار ذلك، بمعنى أنّ الله يهدي من يشاء الهدى من عباده ويُضلّ من لم يُرِد إلا ما وجد عليه أباءه فيصرفه إلى ذلك فيستمسك به حتى الموت، فإليكم البيان الحقّ في نفس وقلب الموضوع. قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)}صدق الله العظيم [الرعد].

    وقال تعالى:
    {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} صدق الله العظيم [الصف]؛ بمعنى أنّ الله يهدي من يشاء الهدى ويضلّ من يشاء الضلال. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} صدق الله العظيم [فاطر:8]؛ بمعنى أنّ الله يهدي إليه من يريد الهُدى من عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ (16)} صدق الله العظيم [الحـج]؛ بمعنى أنّ الله يهدي إليه من ينيب. تصديقاً لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)} صدق الله العظيم [الرعد].

    وكذلك يا نسيم لم تكتفِ بتحريف القرآن عن طريق البيان بل كذلك حتى في اللفظ وتقول إنّ الله قال:
    ( فإنه لا يخاف عندي المرسلون ) ولكن الحقّ في الكتاب: {يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [النمل:10].

    وأما بيانك لقوله تعالى:
    {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} صدق الله العظيم [محمد:17]. فهي برهان للحقّ وليس حسب ما تشتهي بغير الحقّ؛ بل يقول الله إنّ الذين اختاروا سبيل الحقّ زادهم هُدىً وآتاهم تقواهم لتحقيق الإشاءة الفعليّة، أما الإشاءة الاختياريّة فهي من العبد ولكن العبد لا يستطيع أن يحقِّق إشاءته الفعليّة على الواقع ما لم يصرف الله قلبه إلى ذلك لكي يحقق مشيئته بالفعل. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ربّ العالمين (29)}صدق الله العظيم [التكوير].

    فأما الإشاءة الاختياريّة فهي من العبد، ولكنه لا يستطيع أن يُحققها ما لم يُنِبْ إلى ربه ليَهدي قلبه إلى ذلك، وذلك لأنّ الله يحول بين المرء وقلبه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    إذاً البيان لقول الله تعالى:
    {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ربّ العالمين (29)} صدق الله العظيم [التكوير]؛ أي أن المرء لا يستطيع أن يحقق إشاءته الاختياريّة ما لم يُسيِّر الله قلبه فيصرفه إلى ذلك، ومن ثم يأتي تحقيق الإشاءة الفعليّة بالعمل على الواقع، ولكن هذا يأتي من بعد الإشاءة الاختياريّة وهي من العبد. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28)} صدق الله العظيم [التكوير].

    وذلك لإنه لا يكفي الإنسان أن يعلم طريق الحلال والحرام، ولكنك تجد الذي لم يُصَلِّ يتمنى أن يصلي ويعبد الله، ولكن ما الذي حال بينه وبين ذلك؟ إنها الإشاءة الفعليّة، وهي من الله، ولكن كيف نجعل الله يصرف قلوبنا التي ليس لنا عليها سلطان إلى الحقّ؟ إنّه بالإنابة إليه ومن ثمّ يهدي الله قلبه إلى الحقّ فيبصر أنّه كان لمن الغافلين وأنّه لفي خطرٍ عظيمٍ فينطلق نحو عبادة ربّه بخضوعٍ وخشوعٍ ودموعٍ، أفلا تتقون؟

    ويا معشر الأنصار، لا ينبغي لكم مُجاملة إمامكم إن رأيتموه لم يأتِ بالبرهان المُبين، فهل ترون سلطان علمي لا يزال ليس واضحاً؟ فلا تُجاملوني، واعلموا علم اليقين إذا لم آتِكم بسلطان مُبين لعالمكم وجاهلكم فلستُ الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم، وذلك لأنّ الإمام المهديّ لا يأتي بسلطانٍ جديدٍ؛ بل جعله الله حكماً بين علماء الأمّة فيما كانوا فيه يختلفون، ولا بدّ أن يكون سلطان الحكم واضحاً مُحكماً للعالم والجاهل، لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ، ولن يستطيع أي عالِم أن يُهيمن علينا بسلطان العلم من القرآن أبداً، ما لم فلست الإمام المهديّ الحقّ من ربكم، وذلك لأنّ الإمام المهديّ لا بدّ له أن يزيده الله بسطةً في علم البيان للقرآن على كافة علماء الأمّة.

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ، كلا ولا ولن تستطيعوا أن تتّبعوا الحقّ ما لم تحتكموا للمُحكم الواضح والبيّن، ولربما يأتي عالِم آخر ويقول: "كلا يا ناصر محمد اليماني، بل إنّ الهدى لا علاقة للعبد به شيئاً". ومن ثم يُجادلني من القرآن ويقول: "قال الله تعالى:
    {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}صدق الله العظيم [الكهف]". ومن كان يجهل القرآن المُحكم فسوف يضلّه الله نظراً لتمسكه بهذه الآية التي لا تزال بحاجة للبيان فتضل الأمّة بها، ومن ثم تدعو الشباب، وتقول له: يا بني أنب إلى ربك ليهديك حتى تتّبع ما أمرك الله به. ومن ثم يرد عليك ويقول: "إنّ الهدى هدى الله وسوف يهديني الله حينما يشاء ووقت ما يشاء". ومن ثم أقول له: تالله لو تُعمّر ألف سنة ما هداك الله ومن ثم تموت فلا يُزحزحك من العذاب شيء ومن ثم تقول:
    {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧}صدق الله العظيم [الزمر].

    إذاً ما هي حجّة الله على الذين سوف يقولون:
    {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57 )} صدق الله العظيم، وإليكم الفتوى بالحقّ أن حجّة الله عليه أنه لم يُنِب إلى ربه لكي يهدي قلبه وجاءت حجّة الله من قبل قول العبد لو أنّ الله هداني لكنت من المتقين فحجّة الله عليه هو عدم الإنابة. ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54)} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأما قول الله تعالى:
    {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)} صدق الله العظيم [الكهف]، وذلك الذي هدى الله قلبه من بعد الإنابة فهو على نورٍ من ربّه، وأما القلوب التي لا تنيب إلى الربّ فسوف يصرفها الله عن اتباع الحقّ حتى تُنيب إليه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {{{{{{{{{وَ يَهْدِى إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}}}}}}}}}

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    إمام الهدى ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23-10-2024, 02:18 PM
  2. من خادم المهدي عليه السلام (عبد الله محمد علي اليماني) إلى الأخ ناصر محمد اليماني
    بواسطة ابوملك في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 31-07-2021, 02:08 AM
  3. [فيديو] نصيحة ناصر محمد اليماني إلى كافة علماء المسلمين وأمّتهم: كيف تميّزون بين الحقّ والباطل ..
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-04-2013, 07:56 PM
  4. إلى الأخ ناصر محمد اليماني: هل هذا هو القول الحق في نبي الله يونس عليه السلام؟
    بواسطة طالب الحق في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 09-05-2011, 09:48 AM
  5. ردّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني على الأخ عبده..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-11-2010, 06:17 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •