الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
17 - ذو الحجة - 1441 هـ
07 - 08 - 2020 مـ
02:01 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
____________
السائلُ خليفةُ اللهِ وعبدُهُ المهديّ، والمجيبُ اللهُ ربُّ العالمين ..
يا معشر المُكذّبين بالقرآن العظيم وهم يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم، لا سلامُ الله عليكم ولا رحمتُه ولا بركاته ولا نعيم رضوانه، ولعنَ الله من يُكذّب بكتاب الله القرآن العظيم من شياطين الجنّ والإنس كما لعن الله إبليس إلى يوم الدّين، ثم أمّا بعد..
فربما يودّ كافّة علماء المسلمين وشعوبهم أن يقولوا بلسانٍ واحدٍ نحمدُ الله ونشكر فضله فنحن جميع المسلمين قاداتهم وعلماؤهم وشعوبهم مؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم على مختلف المذاهب والأحزاب؛ مؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم رسالة الله إلى العرب والعجم كتاب واحد موحّد محفوظ من التحريف والتزييف؛ قرآن عربي مبين لكلّ ذي لسان عربيّ مُبين؛ فنحن العرب مؤمنون بل موقنون أنّ خاتم الأنبياء والمُرَسلين محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يتلقّى القرآن من لدُن حكيم عليم الله ربّ العالمين وجعله الله محفوظاً من التّحريف والتزييف في كلّ زمانٍ ومكانٍ نُسخةً واحدة موحّدة في العالمين، وجعله الله المَرجع المُهيمن على التوراة والإنجيل وعلى كافّة الكتب والأحاديث في السُّنّة النّبويّة، وما حفظه الله من التّحريف والتّزييف عَبثاً سبحانه بل ليكون المَرجِع لتصحيح ما يخالفه في كافّة الكتب؛ كون ما جاء مخالفاً لمُحكم القرآن العظيم فهو حتماً باطلٌ مفترى من عند غير الله ورسُله، ومَن أصدق من الله قيلاً وأهدى سبيلاً؟
فمِن ثمّ يُقيم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ عليكم الحجّة بالحقّ وأقول إذاً فقولوا: "سمِعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير واستجبنا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم" إن كنتم صادقين، سبحانه القائل في مُحكم كتابه في قوله تعالى: { وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾ }[المائدة].
فهل يحكُم محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا بحُكم الله يأتي بالحكم من مُحكم كتابه؟ كون الحكم هو لله وحده ولا يُشرك في حكمهِ أحداً، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام].
فمن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقيم الحجّة عليكم بالحقّ وأقول: سننظر ونرى أصدقتُم أم كنتُم من الكاذبين كمثل شياطين البشر من اليهود والنّصارى الذين آمنوا به وقالوا سمِعنا وعصَينا؟ وقال الله تعالى: { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥١﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿٥٢﴾ } صدق الله العظيم [النور].
وإنّي المهديّ المنتظر خليفة الله على العالمين أقسمُ باللهِ العظيم ربّي وربّكم لأجعلنّكم بين خَيارين اثنين؛ فإمّا أن تُصدّقوا الله وإمّا أن تُكذّبوا بكلام الله فيلعنكم الله الواحد القهّار مع الكفّار بالذّكر لعناً كبيراً! وسوف نجعل هذا البيان يتكوّن من سؤالٍ وجوابٍ، فأمّا السائلُ فعبدُ الله وخليفتُه على العالمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ، وأمّا المُجيب مباشرةً فهو الله ربّ العالمين، وذلك حتى إذا كذّبتم فقد كذّبتم بكلام الله فيلعنكم لعناً كبيراً مع الكفّار بالذّكر، وتوكّلت على الله وكفى بالله وكيلاً، باسم الله نبدأ:
س١: يا الله سبحانك عمّا يُشركون وتعاليتَ علوّاً كبيراً، كم عدد أشهر العام القمريّ في كتابك القرآن العظيم؟
ج١: قال الله تعالى: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (٣٦) } صدق الله العظيم [التوبة].
س٢: يا الله، سبحانكَ لا عِلم لنا إلا ما علّمتنا فزِدنا عِلماً عن هذه الأشهر الأربعة الحُرُم، فهل هي أشهر ركن الحجّ إلى بيتك المعظّم المسجد الحرام؟
ج٢: قال الله تعالى: { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٧) } صدق الله العظيم [البقرة].
س٣: يا الله حسب فتواك الحق أنّ أشهر فريضة الحجّ أربعةَ أشهرٍ للعالَمين من المُسلمين لِمن أراد أن يؤدّي فريضة الحجّ فيهنّ مِن المُسلمين من مختلف أنحاء العالَمين حسب فتواك في مُحكم كتابك في قولك الحق: { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٧) } صدق الله العظيم [البقرة].. فهل أشهر الحجّ الحُرُم الأربعة متتاليات في الكتاب أم مُتفرّقات؟
ج٣: قال الله تعالى: { الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿١٩٤﴾ وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٩٥﴾ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿١٩٦﴾ } صدق الله العظيم [البقرة].
س٤: يا الله سبحانك، فهل أشهر الحجّ الحُرُم يبدأ العام بهنّ في أوّل السّنة أم ينسلخ بِهنّ العام في أواخر أشهر كلِّ عامٍ؟
ج٤: قال الله تعالى: { فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٥) } [التوبة].
س٥: يا الله يا أرحم الراحمين، فهل الانسلاخ يعني انقضاء العام بأشهر الحجّ الحُرُم الأربعة فينسلخ العام بشهر مُحرّم الرابع وهو الشهر الثاني عشر من العام القمريّ كونك أعلنت البراءة من المُشركين الشاهدين على أنفسهم بالكفر أن يقرَبوا المسجد الحرام ليكون حصريّاً لِحجّ المُسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم، فهل البراءة في منطقة محصورة فقط وهي منطقة مكّة المُكرّمة التي يوجد فيها المسجد الحرام؟ فهل ينقضي العام بالأشهر الحُرُم الأربعة من بعد صيام رُكنٍ من أركان الدّين شهر ثمانية شهر رمضان الذي أُنزِل فيه القرآن فمِن ثمّ تبدأ أشهر أداء فريضة الحجّ؟
ج٥: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٢٨﴾ } صدق الله العظيم [التوبة].
إذاً يا إله العالمين، قد تبيّن لكافّة المُسلمين العرب والعجم أنّ عدد الأشهر في مُحكم كتاب الله للعام الواحد اثنَي عشرَ شهراً، وتبيّن للمسلمين العرب والعجم أنّ السّنَة لا تبدأ بالشهر الحرام بل تختم بشهر مُحرّم (الرابع من أشهر الحجّ الحُرُم) الذي هو ذاته الشهر الثاني عشر في السّنَة القمريّة فمِن ثمّ تبدأ أشهر السّنَة القمريّة من شهر صفر وتنقضي بشهر مُحرّم، فلَكَم أضلّوا المُسلمين بسبب بُعدهم عن مُحكم كتابك القرآن العظيم وتركوا اتّباع آيات أمّ الكتاب المُحكمات في القرآن العظيم هنّ أمّ الكتاب، مثال فتواكَ في مُحكم كتابك عن عدد الشهور عند الله في مُحكم كتابك للعام الواحد اثنَي عشر شهراً؟ وعَلّمتهم في مُحكم كتابك أنّ السّنة القمريّة لا تبدأ بالشهر الحرام بل تختم به.
اللهمّ إنّ هذه أمّة يأتون البيوت من ظهورها وليس في أهِلّة الشهور فحسب بل حتى في العام الجديد يأتوه من ظهره! اللهمّ إنّك قلتَ وقولُك الحقّ: { ۞ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿١٨٩﴾ }[البقرة].
اللهم إنّي عبُدك الإمام المهديّ ناصر محمد خليفتُك على العالمين؛ أنت من اصطفيتَني وعلّمتني أنّه لا يُجادلُني أحدٌ من القرآن إلا غلبتُه، وصدقت إلهي في الرؤيا الحقّ فوجدتُ صِدق فتواكَ على الواقع الحقيقيّ كون الرؤيا لا يُبنى عليها أحكام شرعيّة للأمّة، فإذا كانت حقاً وحياً من الله فكان حقّاً على الله أن يصدق بوَحْيهِ على الواقع الحقيقيّ كما أصدقتَ محمداً رسولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في رؤيا فتح مكة، وبما أنّها كانت بوحيٍ من الله صدقت بوعدك وجاء خبر صدق وعدك في مُحكم كتابك في قولك الحق: بسم الله الرحمن الرحيم { لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿٢٧﴾ } صدق الله العظيم [الفتح].. برغم أنّك كنتَ تُرسل إليه عبدك ورسولك جبريل ولكنّك جعلتَ الفتح تصديق رؤيا البِشارة لمحمدٍ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
اللهم إنّك تشهد أنّي لم أفترِ عليك أنّني الإمام المهديّ ناصر محمد خليفة الله على العالمين، ولم أفترِ عليك أنّ أُعلن للبشر أنّ الشّمس أدركت القمر فوُلِد الهلال من قبل الكسوف واجتمعت به وقد هو هلالاً تصديقَ شرط من أشراط الساعة الكُبَر وآية التّصديق للمهديّ المُنتظر ناصر محمد اليمانيّ.
اللهم إنّك بعثتَ خليفتكَ في أمّة كبارها مُجرمون لا ولن يُصدّقوا بخليفة الله الحقّ من عندك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا بآيات عذابٍ أليم كونهم مُعرضين عن كتابك القرآن العظيم، فمهما حاججتُهم به فلا ولن يصدقوا إلا قليلاً من الأنصار السابقين الأخيار وكثيرٌ من المُسلمين لا مُصدّقين ولا مُكذّبين حتى يروا آيات العذاب الأليم لتطمئِن قلوبهم، اللهم حقّق لهم ذلك، فما أشبه قلوب مسلمي اليوم بقلوب كفّار قريش الذين أخبرتنا بقولهم في قول الله تعالى: { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۙ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٣١﴾ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢﴾ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿٣٣﴾ } صدق الله العظيم [الأنفال].
اللهم إنّي أُشهِدكَ أنّ العذاب الموعود ليس في زمن بعث محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمُرسَلين بل في زمن الشاهد الأعظم من بعد الله على العالمين بينهم وبين رسول هذا القرآن العظيم أنّ محمداً رسول الله لم يفترِ على الله القرآن العظيم، وأشهد لله أنّه تلقّاه من لدُن حكيمٍ عليمٍ وجعلني أكبر شهادة بهذا القرآن العظيم وشاهدٌ من بعد الله على العالمين كونه آتاني علم كتابه القرآن العظيم، فإذا كنتُم ترون بالحق بدون خبر البشرى ببعث خليفة الله المهدي ناصر محمد فقد علّمكم الله كيف تعرفونه إذا بعثه، فسوف تجدونه أنّه أعلم البشر بكتاب الله القرآن العظيم؛ فسوف تجدون بشارة بعثه شاهداً على العالمين من بعد الله في قول الله تعالى: { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾ } صدق الله العظيم [الرعد].
فمَن يُجيرْكم من عذاب الله يا من كذّبتم بداعي الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد؟ فمَنْ يُجيركم من عذاب الله يا من استكبرتم على خليفة الله المهديّ ناصر محمد؟ فلن ينفع معكم البيان الحقّ للذّكر وأنتُم به مؤمنون ولم تُصدّقوا أنّ الشمس أدركت القمر وصار يكتمل القمر البدر أمام أعينكم قبل ليلة النصف من الشهر بليلتين أو ثلاث وأنتم تعلمون ولكنّكم تُكذّبون أعينكم وأنتم تُبصرون.
وأمّا علماء الفلك وأصحاب الرّؤية الشرعيّة فقد علِموا عِلم اليقين أنّ الشمس أدركت القمر فوُلِد الهلال من قبل الكسوف فاجتمعت به الشمس وقد هو هلالاً فكتموا شهادة الحقّ وهم يعلمون، ألا لعنة الله عليهم إذا لم يعترفوا أنّ الشمس أدركت القمر فوُلد الهلال من قبل الاقتران المركزيّ واجتمعت به وقد هو هلالاً، هذا ما أراني الله، ومن أظلمُ مِمّن افترى على الله كذباً أو لعنة الله على من كذّب بآياته وهم يعلمون.
وعلى كلِّ حالٍ لَسوف يكتمل القمر البدر لشهر مُحرّم الرابع مساء يوم الاثنين ليلة الثلاثاء كون الشمس سوف تُدرك القمر فيولد الهلال من قبل الكسوف في العُرجون القديم وهو ما تسمّونه بالاقتران المركزيّ، وفي كل شهر يكسف القمر بالشمس في العُرجون القديم منذ أن خلق الله السماوات والأرض والقمر يكسف بالشمس في كلّ شهر منذ بدء الدّهر ولكنّ البشر لا يشاهدون الكسوف إلا عندما يكون في مخروط ظلّ القمر، فكيف يمرّ القمر من تحت الشمس في العُرجون القديم ولا يكون له ظل، أفلا تعقلون؟ وعلماء الفلك على ذلك من الشاهدين ولكنّهم لا يخبرونكم بكسوف الشمس إلا ما سوف تشاهده مناطق في العالمين، ما لم.. فلا يتكلّمون حين يكون كامل الكسوف الشّمسيّ في القطب من حيث لا يوجد بشر وذلك حتى لا يفقدوا مصداقيّتهم العلميّة، ولا نلوم عليهم بذلك وإنّما نلوم عليهم أنّهم يعلمون أنّ القمر صار يمتحق قبل موعد الامتحاق وصار يولد من قبل الاقتران فتجتمع به الشمس في الاقتران المركزيّ وقد هو هلالاً، ومن أظلمُ مِمّن كتم شهادةً عنده من الله؟ فمن يجيرهم من عذاب الله الأدهى والأَمَر؟ بل كافة البشر يشاهدون بأمّ أعينهم أنّ القمر البدر اكتمل قبل أوانه فيُدهشهم الأمر! فمِن ثمّ يستخِفّ بعقولهم بعض المغضوب عليهم من علماء الفلك فيُقنعونهم بالكذِب وهم يعلمون فيصدّقوا الكذّابين ويكذّبوا الإمام المهديّ الصادق، بل ويكذّبوا ما تراه أعينهم على الواقع الحقيقيّ من اكتمال القمر البدر قبل موعده بليتلين أو ثلاث نذيراً للبشر لكلِّ مَن بلغَ رُشده ولا يظلم ربّك أحداً، لسوف يحكم الله بيني وبينكم بالحقّ وهو خير الفاتحين، والعذاب من أكبرٍ إلى أكبر إضافةً لعذاب ما يسمّونه فيروس كورونا، فقد علِمتم من أصدقه الله التحدّي بالحقّ على الواقع الحقيقيّ، ولسوف يُملي الله لكم من خزائن عذابه بما لم تكونوا تحتسبون.
وأرجو من الله أن يُعجّل بالفتح من بابٍ ذي عذابٍ شديدٍ رحمة بالضعفاء والمساكين والمظلومين في العالمين إنّ ربّي محيطٌ بالمُجرمين، وأن يُعجّل بالتمكين رحمة بالمظلومين حتى لو كنت للتمكين من الكارهين، أم تظنّون الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ فرحاناً بكرسيّ خلافة العالم؟ وأقول: "الله أعلم بما في نفس عبده" كوني أعلم أنّي مسؤولٌ بين يدَي الله من بعد التمكين على العالمين، ولكنّكم يا عشاق السّلطة في العالمين لا تعملوا للقاءِ الله أيّ حسابٍ، فما أجبَنكم بين يدَي الله أذِلّة ومأواكم جهنّم وبِئس المصير ما دُمتم مُصرّين على استكباركم على أمر الله، فالحكم لله وهو خير الفاتحين.
وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين..
خليفةُ الله وعبدُه الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
_____________
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
https://mahdialumma.net/showthread.php?p=334359