الموضوع: بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسنّة والجماعة وليست الشفاعة كما تزعمون سُبحان الله العظيم!

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 17 من 17
  1. افتراضي

    سلام على من اتّبع الهدى، و كالعادة يأتنا من ينكر حسرة الله على عباده من بعد ما ظلموا أنفسهم و ينكر أيضا أنّ الشفاعة لله جميعا، يا الله فما بال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا.
    اسمعوا واعقلوا، إنّ بيانات الإمام ناصر محمد اليماني عليه الصلاة و السلام بين أيديكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر و كلّ الشبهات التي تلقونها واهية و باطلة و كم من مجادل جاء لهذا المنتدى و جد نفسه يجرّ أذيال الخيبة أمام ما وجده في هذا الصرح العظيم من العلم.
    اسمع منّي و لا تعجل و تدبّر البيانات جيّدا و ادعو الله تعالى أن يشرح صدرك للحقّ وينير بصيرتك قال تعالى: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة : فارس حسين
    بسم الله الرحمن الرحيم
    كي تنفي الشفاعة كما قلت
    أنفي شفاعة الشافعين في قوله تعالى:
    (وكُنّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِينِ * حَتْى أتَانَا اليَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُم شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)
    انتهى الاقتباس من فارس حسين



    بيان قول الله تعالى: { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } صدق الله العظيم..



    اقتباس المشاركة 141786 من موضوع بيان قول الله تعالى: { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } صدق الله العظيم..


    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=141779

    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 07 - 1435 هـ
    04 - 05 - 2014 مـ
    03:41 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    بيان قول الله تعالى: { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ }
    صدق الله العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيّبين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وعلى جميع المؤمنين التابعين الحقّ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    قال الله تعالى:
    {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} صدق الله العظيم [المدثر:48]، فهل يقصد الله أنّ الشافعين الذين يعتقدون بشفاعتهم لهم بين يدي ربّهم أنّهم حقاً سوف يشفعون لهم بين يدي الله إلا أنّها لن تنفعهم شفاعتهم؟ والجواب سوف نتركه من الربِّ مباشرة: {كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً (82)} صدق الله العظيم [مريم]؛ بل يقصد أنّ الشفاعة التي يعتقدون بها لن تنفعهم لكون لا وجود للشفاعة أبداً فلن يستجيبوا طلبَ الشفاعة لهم بين يديّ ربِّهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا (52)} صدق الله العظيم [الكهف].

    وقال الله تعالى:
    {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) ۞ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)} صدق الله العظيم [فاطر].

    وقال الله تعالى:
    {فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ(29)} صدق الله العظيم [يونس].

    ولن يقصد الله تعالى بقوله:
    {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} صدق الله العظيم؛ أي أنّه يوجد عبيدٌ يشفعون للعبيد بشكلٍ مباشرٍ بين يدي الربِّ المعبود، هيهات هيهات.. فاللهُ يعلم أنَّه لا يوجد عبدٌ يتجرأ للشفاعة بين يدي الربّ المعبود. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنَّ الله يعلمُ بأنَّه ليس لهم شفعاء بين يدي ربِّهم، وإنّما يأذن الله بالخطاب لتحقيق الشفاعة من الربِّ مباشرةً فتشفع رحمته لعباده من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:44].

    فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟ وصفة الرحمة في نفس الله هي حجّةٌ لكم على ربِّكم، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة : فارس حسين
    ثم ما دليل استمرار حسرة الله على العباد المكذبين ؛إلى ما بعد دخولهم النار؟ كيف وهو يلعنهم؟
    قوله تعالى : (كذلك يريهم اللّه اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار)
    قوله تعالى : (ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من اللّه شيئا واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)
    ـ (والذين كفروا وكذبوا بياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون) البقرة ـ39.
    ـ ( يريدون ان يخرجوا من النار وماهم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم) المائدة ــ37.
    ـ (فـامـا الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها مادامت السموات والارض الا ماشاء ربك ان ربك فعال لما يريد) هود ـ106 ـ107.
    ........... وغيرها وغيرها ...........
    ثم من يخرج من النار بعد أن أخلد فيها حسب الآيات؟ فهل يبقى الله متحسرا للأبد؛ على نداءهم لشركاءهم وكفرهم ونفاقهم ونسيان ربهم؟ أم حسرة بعد ظلمهم في الدنيا وهلاكهم؟ فهل مفهوم الشفاعة واضح ؟ أم إنه شرك ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ؛
    انتهى الاقتباس من فارس حسين


    اقتباس المشاركة 47795 من موضوع ردّ الإمام على ضياء في بيان "الوسيلة" وبيان معنى التنافس على حبّ الله ..

    - 2-
    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 09 - 1432 هـ
    27 -08 - 2011 مـ
    09:28 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=20799
    ـــــــــــــــــ


    الإمام المهديّ يثبت تحسّر الله على عباده الضالين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وجميع المؤمنين إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    ويا ضياء الذي ينفي حزن الله على عباده الضالين، ما ظنّك بحديث محمد رسول الله الحقّ؟ قال عليه الصلاة والسلام ما يلي:
    [لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضلّه في أرض فلاة]. متفق عليه.

    وفي رواية لمسلم:
    [لله أشدّ فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح]. صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    فمن خلال هذا الحديث يتبيّن لكم أنّ الله يحزن ويفرح ويتأذى نفسياً ويتحسر ويغضب ويتأسف، ونقوم باستنباط البرهان على ذلك الحال في نفس الله من محكم كتابه كما يلي:

    سـ 1- فهل الله يتأذى في نفسه بسبب الذين يؤذون أولياءه بغير الحقّ؟

    جـ 1 -قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النّبيّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿٥٧﴾ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ‌ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴿٥٨﴾}صدق الله العظيم [الأحزاب]. ونستنبط من ذلك أن الله يتأذى نفسياً بسبب الأذى النفسي في أنفس أوليائه بسبب افتراء الجاهلين.

    سـ 2 - وهل الله يتأسف على الذين أعرضوا عن اتباع الحقّ من ربهم ثم يدمرهم تدميراً؟

    جـ 2 - وقبل أن نستنبط لكم الجواب من محكم الكتاب عن بيان أسف الله سوف ننظر تفسير المفسرين عن المقصود من قوله تعالى.
    اقتباس المشاركة :
    قال تعالى: فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ [الزخرف:55].، ومعنى: (فلما آسفونا): أغضبونا، فيكون المعنى: فلما أغضبونا انتقمنا منهم، ثم نقول: الانتقام هو لازم للغضب، فإن الله إذا غضب على عبد انتقم منه، فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)) فالأسف محرك يستعمل في لغة العرب بمعنى شدة الحزن و بمعنى شدة الغضب و هو المراد في الآية والانتقام مكافأة بالعقوبة فيكون المعنى (فلما أسخطونا بأعمالهم السيئة عاقبهم الله تعالى:قال الإمام ابن كثير : ((عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: آسَفُونَا أَسْخَطُونَا ،وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْهُ :أَغْضَبُونَا وَهَكَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَغَيْرهمْ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ)) وعَنْ طَارِق بْن شِهَاب قَال َ "كُنْت عِنْد عَبْد اللَّه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَذُكِرَ عِنْده مَوْت الْفَجْأَة فَقَالَ تَخْفِيف عَلَى الْمُؤْمِن وَحَسْرَة عَلَى الْكَافِر ثُمَّ قَرَأَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ (فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)، وَقَالَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز رَضِيَ اللَّه عَنْهُ "وَجَدْت النِّقْمَة مَعَ الْغَفْلَة يَعْنِي قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى ( فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)
    انتهى الاقتباس
    انتهى تفسير قومٍ يقولون على الله ما لا يعلمون إلا من رحم ربي.

    ونأتي لبيان الأسف في نفس الله فنجد أنّ
    المقصود بالأسف هو: الحزن على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأعرضوا عن دعوة رُسل ربهم، وسبب أسف الله على المعرضين كونه سوف يصدق رُسله ما وعدهم فيدمِّر عدوَّهم ويرثهم الأرض من بعدهم تصديقاً لوعده لرُسله وأولياءه بالحقّ، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْ‌سَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا إِلَىٰ فِرْ‌عَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَ‌سُولُ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٦﴾ فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ ﴿٤٧﴾ وَمَا نُرِ‌يهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ‌ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْ‌جِعُونَ ﴿٤٨﴾ وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ‌ ادْعُ لَنَا رَ‌بَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ ﴿٤٩﴾ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ ﴿٥٠﴾ وَنَادَىٰ فِرْ‌عَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ‌ وَهَـٰذِهِ الْأَنْهَارُ‌ تَجْرِ‌ي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُ‌ونَ ﴿٥١﴾ أَمْ أَنَا خَيْرٌ‌ مِّنْ هَـٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴿٥٢﴾ فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَ‌ةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِ‌نِينَ ﴿٥٣﴾ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَ‌قْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴿٥٥﴾ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    والتأسّف من الربّ على فرعون وقومه جاء بعد أن دعا نبيّ الله موسى عليهم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ مُوسَىٰ رَ‌بَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْ‌عَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَ‌بَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَ‌بَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَ‌وُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٨٨﴾ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٨٩﴾ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ الْبَحْرَ‌ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْ‌عَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَ‌كَهُ الْغَرَ‌قُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَ‌ائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩٠﴾ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٩١﴾ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل تأسّف الله في نفسه على فرعون وقومه حين الانتقام من فرعون وقومه؟ والجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَ‌قْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٥﴾ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وبقي السؤال عن بيان الأسف في النفس وأجد بيانه المقصود في الكتاب أنّه الحزن في النفس. وقال الله تعالى:
    {وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    ونستنبط من هذه الآية البيان الحقّ من الأسف في النفس أنّه يقصد به الحزن في النفس على شيءٍ ما، وكذلك نستنبط البيان المقصود من الأسف في قول الله تعالى:
    {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ‎﴿٦﴾‏} صدق الله العظيم [الكهف].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل التأسّف هو ذاته التحسّر في النّفس؟ ونجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} صدق الله العظيم [فاطر:8].

    ولكن الحسرة في نفس الله أعظم على عباده الذين ضلَّ سعيُهم وأعرضوا عن دعوة رسل ربهم فدعوا عليهم فأصدقهم الله ما وعدهم فأهلك عدوّهم ومن ثم جاءت الحسرة في نفس ربهم عليهم بعد أن جاءت الحسرة في أنفسهم على ربهم الذي فرّطوا فيه وعبدوا ما دونه. وقال الله تعالى:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا حسرة الله على عباده المعرضين لهي أشدّ وأعظم من حسرة مُحمد رسول الله على المُعرضين عن دعوة الحقّ من ربهم؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:64].

    وبسبب درجة الرحمة في نفس الله من أعلى أرقام الرحمة في النفس، وفي ذلك سرّ حسرة الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم ولم يتخذوا السبيل -سبيل ربهم- بسبب ضلالهم عن الصراط المستقيم، ولا نقصد أنّ الله نادمٌ على ما صنع بهم سبحانه كما يزعم ضياء! وإنّما يندم من أخطأَ ولكنّ الله لم يندم على تعذيبه لهم كونه لم يظلمهم شيئاً بل هم ظلموا أنفسهم، وإنّما الحسرة في نفس الربّ على ظلمهم لأنفسهم فكانوا من المعذبين وبرغم أنّ الله لم يظلمهم شيئاً ولكن ما أصابهم لم يكن هيّناً في نفس الله أرحم الراحمين، ولذلك يقول:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا عباد الله المؤمنين الذين يحبهم الله ويحبونه فكيف سوف تهنأون بنعيم الجنة وحورها وأحبُّ شيء إلى أنفسكم متحسرٌ حزينٌ أسفاً على القوم الضالّين المعرضين عن دعوة رُسل ربهم إليهم ويعبدون غير الله قربة إلى الله ويحسبون أنهم مهتدون؟

    فلا تدعوا الله بهلاك الذين لا يعلمون أنّهم على ضلالٍ مبينٍ واصبروا عليهم ولا تعجَلوا عليهم بالهلاك عسى الله أن يهدي الناس جميعاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِ‌عَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِ‌يبًا مِّن دَارِ‌هِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    فهل تعلمون المقصود بقول الله تعالى:
    {حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} صدق الله العظيم؟ وذلك إظهار المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من بعد الحوار وتحقيق الإيمان بآية العذاب الأليم، واستغفروا الله إنّه هو الغفور الرحيم، وما كان الله ليعذب المستغفرين تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة : فارس حسين
    ثم ما دليل استمرار حسرة الله على العباد المكذبين ؛إلى ما بعد دخولهم النار؟ كيف وهو يلعنهم؟
    قوله تعالى : (كذلك يريهم اللّه اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار)
    قوله تعالى : (ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من اللّه شيئا واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)
    ـ (والذين كفروا وكذبوا بياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون) البقرة ـ39.
    ـ ( يريدون ان يخرجوا من النار وماهم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم) المائدة ــ37.
    ـ (فـامـا الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها مادامت السموات والارض الا ماشاء ربك ان ربك فعال لما يريد) هود ـ106 ـ107.
    ........... وغيرها وغيرها ...........
    ثم من يخرج من النار بعد أن أخلد فيها حسب الآيات؟ فهل يبقى الله متحسرا للأبد؛ على نداءهم لشركاءهم وكفرهم ونفاقهم ونسيان ربهم؟ أم حسرة بعد ظلمهم في الدنيا وهلاكهم؟ فهل مفهوم الشفاعة واضح ؟ أم إنه شرك ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ؛
    انتهى الاقتباس من فارس حسين



    اقتباس المشاركة 135138 من موضوع ردّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بالحقّ على (مجتهد للحق)، والحقّ أحقُّ أن يتبع..


    -2-

    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=135132

    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 05 - 1435 هـ
    09 - 03 - 2014 مـ
    05:38 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    بيان الحسرتين في محكم القرآن إلى كافّة الإنس والجان ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على كافّة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيّبين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وعلى رسل الله من قبله لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    ويا حبيبي في الله (مجتهد للحق)، إنّي أراك تجادل أنصار الحقّ وتجاهدهم بالباطل جهاداً كبيراً وتجعل سؤالك أحياناً وكأنّه منطقي في ظاهره للسائلين، ووجب علينا أن نقيم عليك الحجّة من محكم حجّة الله عليك القرآن العظيم ونجاهدكم به جهاداً كبيراً.

    وأرى كثيراً من علماء المسلمين جعلوا الحسرة لغةً واصطلاحاً تحمل معنى واحداً فقط وهو الندم، ولذلك أنكروا فتوى الله في محكم كتابه عن حسرة الحزن في نفسه على عباده في قول الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثم يردّ على كافة السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر المؤمنين بربّ العالمين أنه حقاً أرحم الراحمين ومؤمنون بكتابه القرآن العظيم، إليكم البيان الحقّ، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، ونقوم أولاً ببيان الحسرة في القرآن العظيم نستنبطها لكم من محكم القرآن العظيم
    أنّ الحسرة في النفس إما أن تكون حسرة ندامةٍ أو حسرة حزنٍ، ونأتي بالبرهان المبين لبيان الحسرة في النفس، فإما أن تكون الحسرة في النفس ندماً وإما أن تكون الحسرة في النفس حزناً.

    ونأتي لبرهان حسرة الندم، وتجدونها في محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وهذه حسرة ندامةٍ في أنفسهم على ما فرَّطوا في جنب ربهم، وجاءت حسرة الندامة في أنفسهم من بعد أن أهلكهم الله بعذابه وعلموا أنهم كذبوا برسول ربهم الحقّ، ولذلك جاءت حسرة الندامة في أنفسهم على كفرهم بالله ورسله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بالحقّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ونأتي لبيان حسرة الحزن والأسف في النفس على الآخرين، ونجدها في قول الله تعالى: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} صدق الله العظيم [فاطر:8].

    ألا وإن الحسرة في النفس على الآخرين تعني الأسف والحزن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} صدق الله العظيم [الكهف:6].

    ومثال حسرة نبي الله يعقوب على ابنه يوسف عليهم الصلاة والسلام حسرة حزن وأسف على ولده المفقود. وقال الله تعالى:
    {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} صدق الله العظيم [يوسف:84].

    وكذلك حسرة الله على عباده إنّما حسرة حزن في نفس الله على عباده من بعد أن أخذتهم الصيحة. وقال الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وتبيَّن للسائلين أنّ الحسرة في محكم القرآن العظيم تحتوي على بيانين اثنين، فإمّا أن تكون الحسرة في النفس ندماً وإما أن تكون الحسرة في النفس حزناً على الغير.

    فتبيّن لكم بيان حسرة العباد في أنفسهم ندماً على ما فرَّطوا في جنب ربهم كونهم أصبحوا خاسرين وفي جهنم خالدين إلاَّ ما شاء الله، وكذلك تبيَّن للسائلين حسرة الله على عباده أنّها حسرة حزنٍ في نفسه وأسف عليهم. تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه القرآن العظيم في قوله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فهل تبيَّن لك الحقّ من الباطل حبيبي في الله مجتهد للحق؟ وصبرٌ عليك جميل ونحن أهدى منك سبيلاً وأقوم قيلاً، ونأمر بإطلاق عضوية مجتهد للحق إلى حين ليردّ علينا على بيان الحسرتين في محكم القرآن العظيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    وربّما يودّ (مجتهد للحق) أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، فلنفرض أنّك أقمت على (مجتهد للحق) الحجّة بالحقّ في بيان الحسرتين في محكم القرآن العظيم أنّهما حسرة الندم في نفس الإنسان على ما فعل أو تكون حسرة حزن في النفس على ما أصاب قوما آخرين، والسؤال يا ناصر محمد: أليس يعني هذا أنّ الله سوف يستمر حزنه على عباده المعذبين في نار الجحيم؟". ومن ثم يردّ على كافة السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بلى وربي الله، إنّ ربي حزين في نفسه على عباده النّادمين على ما فرَّطوا في جنب ربِّهم؛ بل حزين عليهم منذ آلاف السنين منذ لحظة حسرتهم على ما فرَّطوا في جنب ربهم؛ بل حزن الله عليهم أعظم من حزن الأم على ولدها حين تراه يصطرخ في نار الجحيم حتى ولو عصاها ألف عام، فكذلك حزنها على ولدها حزن عظيم نظراً لوجود الرحمة في قلبها بولدها؛ بل حزن الله أعظم على عبده وهو أرحم الراحمين! ولكنهم كذلك ظلموا أنفسهم باليأس من رحمة ربهم.

    وهنا يقف أولو الألباب برهةً من الوقت للتفكير العميق بعقلٍ ومنطقٍ، ومن ثم يقول أحدهم: "يا ناصر محمد، ما دام تبيّن لنا عظيم حزن الله على عباده الظالمين لأنفسهم فلماذا خلقنا الله؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: تجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْت الجنّ وَالْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    ومن ثم يشمِّرون لتحقيق هدى الأمّة ليكونوا شاكرين فيسعون لبدء تحقيق هدف رضوان نفس ربهم. ومن ثم يردّ على أولي الألباب صاحب علم الكتاب وأقول: إذاً فقد اتَّخذتم رضوان الرحمن غاية وتسعون لتحقيق الهدف المعاكس لهدف المغضوب عليهم من شياطين الجن والإنس فلهم غاية في نفس الرحمن كما لكم غاية في نفس الرحمن، فأمّا هدف الشياطين المحصور في نفس الله هو تحقيق غضب الله على عباده أجمعين وكرهوا رضوانه، ولذلك لم يكتفِ شياطين الجن والإنس بغضب الله عليهم وحسبهم ذلك؛ بل يسعون إلى تحقيق غضب الله على عباده أجمعين. وبما أنّ شياطين الجن والإنس علموا بقول الله تعالى:
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر:7]، ولذلك يسعى الشيطان وحزبه بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ إلى تحقيق الهدف في نفس ربهم وهو عدم رضوان الله على عباده. وطريق الشيطان وحزبه إلى تحقيق ذلك الهدف هو أن لا يكون عبيد الله شاكرين، ولذلك بيَّن الله لكم هدف الشيطان في نفس الرحمن في قصص القرآن: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولذلك يسعى الشيطان إلى إضلال العباد حتى لا يكونوا شاكرين؛ حتى لا يرضى الله عليهم، فيدعوهم الشيطان للكفر كون الله لا يرضى لعباده الكفر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    ويا معشر علماء الأمّة، سألتكم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم، فهل ترون الإمام ناصر محمد اليماني على باطلٍ بسبب أنّه يسعى إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين في نفس ربهم؟ والحمد لله الذي أيّدني بقوم يحبّهم الله ويحبّونه وأنا لم أعرفهم ولم ترَ أعيني كثيراً منهم. فاسمعوا لفتواي المتكررة في شأنهم:
    أقسم بالله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه، لا يرضيهم ربهم بملكوت الجنة التي عرضها السموات والأرض حتى يرضى.

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، ما دام تبيّن لنا الحسرة في نفس الله على عباده المعذبين غير الشياطين فحتماً سوف تستمر الحسرة والحزن في نفس الله عليهم ما داموا يصطرخون في نار الجحيم ولن يذهب الحزن من نفس الله حتى يخرجهم الله من ناره فيدخلهم جنته، والسؤال يا ناصر محمد: فهل سوف يتحقق ذلك بعد أن يذوق الظالمون لأنفسهم وبال أمرهم من غير ظلمٍ وهو محكوم عليهم بالخلود في سجن الجحيم؟". ومن ثم نكتفي برد الجواب في محكم الكتاب من الربّ مباشرة. قال الله تعالى:
    {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴿١٠٥﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وربّما يودّ كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود أن يقولوا: "يا ناصر محمد، فهل يوجد في هذه الأمّة عباد لله لن يرضوا بملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض كونهم لن يرضوا حتى يتحقق رضوان نفس ربهم!" ومن ثم يفتي الإمام المهديّ على السائلين وأقول: أقسم بمن أنزل الكتاب وأجرى السحاب وهزم الأحزاب إن في هذه الأمّة قوم يحبهم الله ويحبونه لن يرضوا بجنات النعيم والحور العين حتى يتحقق رضوان نفس حبيبهم الله أرحم الراحمين، وكل من كان من قوم يحبهم الله ويحبونه سيعلم بهذه الحقيقة في نفسه، أولئك الذين أيقنوا أنّ ناصر محمد اليماني هو حقا المهديّ المنتظر لا شك ولا ريب، بسبب أنّه علمهم بحقيقة اسم الله الأعظم، فوجدوه حقا صفة رضوان الله على عباده، فهم يرون أنّ تحقيق رضوان الله على عباده لهو النعيم الأعظم من جنته لا شكّ ولا ريب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وهل هؤلاء القوم معصومون من الخطيئة؟". ومن ثم يردّ على السائلين عنهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بل هم كمثل إمامهم لربما كلّت يد عتيد لكثرة ما كتب من ذنوبهم، ولكن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة : فارس حسين
    فهل مفهوم الشفاعة واضح ؟ أم إنه شرك ؟
    انتهى الاقتباس من فارس حسين



  4. افتراضي

    الحمد لله رب العالمين اانى تزامنت معك ياامامى وحبيبي ناصر محمد اليمانى اللهم ثبت قلوبنا ياحبيب قلوبنا لن نرضى حتى ترضى ياحبيبي ياالله

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : فارس حسين
    السلام عليكم
    انتهى الاقتباس من فارس حسين
    قال الله العظيم
    وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ) صدق الله العظيم الذي ليس لك من دونه ولي ولا شفيع

  6. افتراضي

    ﺳـ8ـ ﻓﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻣُﻄﻠﻘﺎً ﻟﻠﻌﺒﻴﺪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﻋﺒﻴﺪﻩ؟ﺟـ8ـ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍْ ﻳَﻮْﻣﺎً ﻻ‌َّ ﺗَﺠْﺰِﻱ ﻧَﻔْﺲٌ ﻋَﻦ ﻧَّﻔْﺲٍ ﺷَﻴْﺌﺎً ﻭَﻻ‌َ ﻳُﻘْﺒَﻞُ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻋَﺪْﻝٌ ﻭَﻻ‌َ ﺗَﻨﻔَﻌُﻬَﺎ ﺷَﻔَﺎﻋَﺔٌ ﻭَﻻ‌َ ﻫُﻢْ ﻳُﻨﺼَﺮُﻭﻥَ } ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:123]
    Read more: https://mahdialumma.net/showthread.php?t=2145

  7. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وهل تظن اخي فارس اننا لم نطلع علي قول الشية في الشفاعة‌ حتي تنسخ الينا البيانات من مكتبات الشيعة

    http://www.aqaed.com/book/260/aqide5-02.html

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
المواضيع المتشابهه
  1. بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسُّنّة والجماعة، وليست الشفاعة كما تزعمون، سبحان الله العظيم !
    بواسطة وتزودوا فإن خير الزاد التقوى في المنتدى نفي شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-05-2019, 02:21 AM
  2. (بيان صوتي) ألا والله يامعشر السنة والجماعة ويا معشر الشيعة الاثني عشر لا يصدق خزعبلاتكم أي إنسان عاقل ..
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-03-2018, 10:00 PM
  3. بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسُّنّة والجماعة، وليست الشفاعة كما تزعمون، سبحان الله العظيم!
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 22-09-2012, 01:35 PM
  4. بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسُّنّة والجماعة، وليست الشفاعة كما تزعمون، سبحان الله العظيم!
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-09-2010, 10:27 AM
  5. بيان البشرى الكبرى للنّعيم الأعظم ومفاجأة الشفاعة ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-07-2010, 10:36 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •