الموضوع: { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }

النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. rose { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }

    بسم الله الرحمان الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أذكر نفسي وأذكركم بما أيدكم الله به من عنده برحمة منه وفضل عظيما ، إذ كتب الله الإيمان في قلوبكم وأيدكم بروح منه ، آية النعيم الأعظم في أنفسكم
    تصديقا لقول الله تعالى :
    {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }ـ صدق الله العظيم ـ المجادلة22
    فتفكروا يا أولي الألباب ، إن الله كان غفورا رحيما


    اقتباس المشاركة 6763 من موضوع تقبل الله بيعتكم يا أحباب الرحمن الذين اتّبعوا البيان الحقّ للقرآن ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 08 - 1431 هـ
    08 - 08 - 2010 مـ
    12:03 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=6464
    ___________



    تقبل الله بيعتكم يا أحباب الرحمن الذين اتّبعوا البيان الحقّ للقرآن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين..
    سلامُ الله عليكم أحبّتي المبايعين السابقين واللاحقين في عصر الحوار من قبل الظهور، أحيطكم علماً إنّما البيعة هي لله الذي هو معي ومعكم أينما كنتم ويد الله فوق أيدي المبايعين أينما كانوا في العالمين في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّـهَ يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّـهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٠} صدق الله العظيم [الفتح].

    فأوفوا بعهد الله يوفِ بعهدكم، فيدخلكم في رحمته التي كتب على نفسه، وأصدقوا الله يُصدِقكم وتعاملوا مع الله مباشرةً في أعمالكم الذي يعلم بما في أنفسكم ولا يهمّكم ثناء الناس، ولا تبالوا بذمّهم لكم ما دمتم على الصراط المستقيم، واعلموا أن لو يثني عليكم كافّة الملائكة والجنّ والإنس ولم يثنِ عليكم الله فلا ولن يغني عنكم ثناؤهم من الله شيئاً.

    وإيَّاكم والرّياء فإنّه الشرك الخفيّ يدبُّ كدبيب النمل، فهل يشعر أحدكم بدبيب نملةٍ لو تمرّ بجواره؟ وكذلك الشّرك الخفيّ يقع فيه العبد دون أن يعلم أنّه قد أشرك بالله. وأما كيف يعلم أنّه وقع في الشرك الخفي وذلك حين يهتم بثناء الناس ومديحهم له، فكم يقع فيه كثيرٌ من المؤمنين؛ بل تعاملوا مع الله في الظاهر وفي الباطن ولا تهتمّوا أن يحمدَكم عبيد الله شيئاً كونه لا يُسمِن ولا يُغني من جوعٍ ما لم يثنِ عليكم ربّكم الحقّ وترضى نفسه عليكم سبحانه وتعالى عمّا يشركون، وقال الله تعالى:
    {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨٨} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر الأنصار، لقد أَيّد الله الإمام المهديّ بأعظم آيةٍ في الكتاب ألا وهي حقيقة اسم الله الأعظم في قلوب أنصار الإمام المهديّ المُخلصين منهم الربّانيين الذين علِموا حقيقة اسم الله الأعظم؛ أولئك سيعلمون علم اليقين أنّ ناصر محمد اليماني هو حقّاً المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب لكونهم أدركوا أنّ حُبّ الله وقربه ورضوان نفسه هو حقاً نعيمٌ أكبر من نعيم الجنّة مهما بلغت ومهما تكون أُولئك قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه حُبّاً شديداً.

    ألا والله الذي لا إله غيره لا يرضون بملكوت الله جميعاً في الدنيا والآخرة حتى يتحقّق رضوان الله في نفسه. وبما أنّ الله قد كتب على نفسه أن يرضي عباده الصالحين تصديقاً لوعده الحقّ في مُحكم كتابه:
    {رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} صدق الله العظيم [المائدة:119]، ولكن منهم من يقيه الله من عذابه فيدخله جنّته فإذا هو فرِحٌ مسرورٌ بما آتاه الله من فضله، ومنهم الذين يطمعون للشهادة في سبيل الله تجدونهم قد رضوا عن ربِّهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ‎﴿١٦٩﴾‏ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ‎﴿١٧٠﴾‏ ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم[آل عمران].

    فتجدونهم قد رضوا في أنفسهم بما آتاهم الله من فضله، ولذلك وصف الله لكم حالهم وقال تعالى:
    {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم، وهذا دليل على أنّهم قد رضوا في أنفسهم فأصدقهم الله وعده الحقّ {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} صدق الله العظيم، وأولئك باعوا أنفسهم وأموالهم لربّهم مُقابل جنّته التي عرَّفها لهم في مُحكم كتابه وتسلّموا ثمن أموالهم وأنفسهم الجنة. تصديقاً لوعد الله بالحقّ في محكم كتابه: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ‎﴿١١١﴾‏} صدق الله العظيم [التوبة].

    وأما قومٌ آخرون فلن يرضيهم الله بجنّته شيئاً مهما عَظُمت ومهما كانت حتى يحقّق لهم النَّعيم الأعظم من جنته سبحانه، أولئك هم من أشدِّ العبيد حُبّاً لله، فأحبّهم الله بقدر حُبّهّم له، أولئك تنزّهت عبادتهم لربّهم عن الطمع في النَّعيم المادي، ولذلك لم تجدوا أنّ الله عرض جنّته مقابل الطلب، أولئك هم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه إن ارتدّ المؤمنون عن دينهم، وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ‎﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وبما أنّ الله كتب على نفسه رضوان عبيده الصالحين تصديقاً لوعده الحقّ في محكم كتابه:
    {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} صدق الله العظيم، فالسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يا تُرى سيرضون بجنات النَّعيم والحور العين وحبيبهم الرحمن ليس راضياً في نفسه بسبب ظلم عباده لأنفسهم وقد علموا أنّ الله هو أشدُّ حسرةً على عبيده الذين ظلموا أنفسهم وأعظم من حسرة الأم على ولدها؟ أولئك تأتي الملائكة فتُبشّرهم بجنة ربِّهم التي وعدهم بها ويريدون أن يسوقوهم إليها فإذا الملائكة ترى العجب في وجوههم قد علاها الحُزن العميق الصامت، فتقول لهم الملائكة: "بل لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون"، فيقولون: "ألا والله لو لم يحقّق الله لنا النَّعيم الأعظم فإنّ حزننا على النَّعيم الأعظم لهو أعظم من حزن الذين ظلموا أنفسهم"، فلم يدرك الملائكة قولهم وما يقصدون فلعلّهم يقصدون نعيم الجنة! ومن ثم يكرّر لهم الملائكة البشرى فيقولون: {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٣٠} صدق الله العظيم [فصلت].

    ولكن لا فائدة من بشرى الملائكة لهم بالفوز بنعيم جنّة ربِّهم، مما أدهش ملائكة الرحمن المقرّبين، وقالوا: "فما خطب هؤلاء القوم وما سبب حزنهم؟ فما بالهم لم يفرحوا بجنات النَّعيم كما فرح بها كثيرٌ من المؤمنين؟ وما هو النَّعيم الأعظم الذي يرجون من ربِّهم هو أعظم من جنّات النّعيم؟"، مما أدخل الملائكة في حيرة من أمرهم! فلا هم من الذين يُساقون إلى النار وأبوا أن يُساقوا إلى الجنة! ومن ثم تمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً من بين المُتّقين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا ﴿٨٥} صدق الله العظيم [مريم].

    يتقدّمهم إمامهم حتى وقِّفوا بين يدي الرحمن، وتأجّل أمرهم إلى حين، واستمر الحساب بين الأمم وكُلّ نفسٍ تُجادل عن نفسها، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿١١١} صدق الله العظيم [النحل].

    وأما هؤلاء الوفد فكانوا صامتين بين يدي ربِّهم، ومن ثم يبحث المشركون عن شفعائهم الذين كانوا يعظِّمونهم في الدنيا، ويتركوا الله حصريّاً لهم من دونهم ويقولون إنّهم شُفعاؤهم عند ربِّهم، كما ينتظر المسلمون شفاعة محمدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وكما ينتظر النّصارى شفاعة رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. ومن ثمّ يتم إحضار جميع الأنبياء والمرسَلين وأولياء الله المقرّبين الذين كان يُبالغ فيهم أتباعهم بغير الحقّ، ومن ثم حين يرونهم يعرفون أتباعهم الذين يبالغون فيهم بغير الحقّ:
    {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦} صدق الله العظيم [النحل].

    ومن ثم يقول لهم الله فادعوهم يستجيبوا لكم فيشفعوا لكم عند ربّكم إن كنتم صادقين؟ وقال الله تعالى:
    {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ﴿٦٤} صدق الله العظيم [القصص].

    ومن ثم يوجه الله السؤال إلى أوليائه الذين عظَّمهم أتباعهم بغير الحقّ، وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فأنكر أولياء الله أنّهم أمروهم بتعظيمهم بغير الحقّ، وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [يونس].

    وأما طوائف أخرى فألقوا باللوم على الأمم من قبلهم كونهم اتَّبَعُوهم الاتِّبَاع الأعمى وهم كانوا على ضلالٍ مبين، وقال الله تعالى:
    {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣} صدق الله العظيم [القصص].

    فأما المقصود بقولهم:
    {رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا} ويقصدون أمَّةً قبلهم وهم آباؤهم الذين وجدوهم يعبدون عباد الله الصالحين زلفاً إلى الله، فاتّبعوهم بالاتّباع الأعمى، ولذلك رفع القضية على آبائهم الأمّة التي كانوا قبلهم وقالوا: {رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا} أي هؤلاء هم الذين كانوا السبب في إغوائنا عن الحقّ، ومن ثم القول بالجواب بالاعتراف وقالوا: {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} أي أغويناهم كما غوينا فبالغنا في عبادك المُكرمين بغير الحقّ حتى دعوناهم من دونك، ومن ثم ألقى الجواب عبادُ لله المكرمون وقالوا: {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم.

    وأما طائفة أخرى فكانوا يعبدون الملائكة وهم ليسوا بملائكة بل من شياطين الجنّ وكانوا يقولون لهم أنّهم ملائكة الرحمن المقربون، فيأمرونهم بالسجود لهم قربةً إلى ربِّهم، ومن ثم يوجّه الله بالسؤال إلى ملائكته المقرّبين ويقول:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١} صدق الله العظيم [سبأ].

    وقال الله لهم: فادعوهم هل يستجيبون لكم فيشفعوا لكم عند ربِّكم؟ فَدَعَوهم ولم يستجيبوا لهم، ورأوا العذاب وتقطَّعت بهم الأسباب، وقال الله تعالى:
    {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ﴿٦٤} صدق الله العظيم [القصص].

    فإذا بعبدٍ من عبيد الله يصرخُ شاكياً إلى ربِّهم ظُلم هؤلاء القوم الذين أشركوا بربِّهم أنّهم ظلموه، ومن ثم يزيدهم همّاً بغَمٍّ، وإنّما ذلك حتى يستيئِسوا من شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فينيبوا إلى ربِّهم بعد أن استيئسوا من رحمة عبيده، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ‎﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثمّ يتمّ عرض الرحمن على إمام القليل من الآخرين حتى يرضي عبده ومن كان على شاكلته، فتمّ عرض عليه الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة فيأبى ومن ثمّ يزيده الله ويقول حتى ولو جعلتك خليفة ربّك على ملكوت كلّ شيء فيأبى، ثم يزيده الله بأمره كُن فيكون فيؤيّده بقدرته المطلقة بإذنه فيقول للشيء كُن فيكون فيأبى، ومن ثمّ تعمّ الدهشة جميع عباد الله الصالحين حتى ملائكة الرحمن المقربين ويقولون: "إذاً فما هو هذا النَّعيم الأعظم ممّا عرض الله عليه؟ فيا للعجب الشديد!" وأما الصالحون من الناس فظنّوا في ذلك العبد ظنّاً بغير الحقّ، وقالوا في أنفسهم: "فأيّ نعيمٍ هو أعظم مما عَرَضَ عليه ربّه؟ بل كأنّ هذا العبد يريد أن يكون هو الربّ! فما خطبه وماذا دهاه يرفض أن يكون خليفة الله على ملكوت الجنة التي عَرضها السموات والأرض، بل خليفة الله على ملكوت الله جميعاً، فأيّ نعيمٍ هو أعظم من ذلك الملكوت كلّه، فكيف يُسخّر الله له الوجود كُلّه فيأبى؟!".

    فتظهر الدهشة الشديدة على وجوههم من ذلك العبد حتى شاهد زمرته الدهشة قد ازدادت على وجوه الصالحين وعمّت الدهشة جميع الملائكة المُقرّبين، فإذا زمرة ذلك العبد يتبسّمون ضاحكين من دهشة عبيد الله الصالحين والمقرّبين كونهم يعلمون بحقيقة اسم الله الأعظم، هو أن يكون الله راضياً في نفسه؛ وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يدخل عباده في رحمته، فهم كذلك لديهم ما لدى إمامهم من الإصرار على تحقيق النَّعيم الأعظم من جنة النعيم. وإنّما يخاطب ذلك العبد ربّه باسمه واسمهم جميعاً كون هدفهم واحد لا ثاني له ولا ندّ له ولا يقبلون المساومة فيه شيئاً. وذلك العبد هو الوحيد الذي أذِن الله له أن يخاطبه في عباده كونه لن يشفع لهم عند ربِّهم فيزيدهم ضلالاً إلى ضلالهم؛ بل أذن الله له أن يخاطِب ربّه لكون الله يعلم أنّ عبده سيقول صواباً بينما جميع المُتّقين لا يملكون من الرحمن خطاباً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨} صدق الله العظيم [النبأ].


    وذلك هو العبد الذي أذِن له أن يخاطب ربّه في سرّ الشفاعة كونهُ لن يسأل من الله الشفاعة ولا ينبغي له؛ بل لله الشفاعة جميعاً، فليس العبد أرحم من الله أرحم الراحمين وإنّما يحاجّ ربّه في تحقيق النَّعيم الأعظم من جنّته ولن يتحقّق ذلك حتى يرضى في نفسه سبحانه. وذلك العبد الذي أذِن له الرحمن وقال صواباً هو العبد الوحيد الذي عَلِمَ بحقيقةِ اسم الله الأعظم، ومن ثم عَلَّمَ الناس به ومن ثم عَلِمَ بحقيقةِ اسم الله الأعظم من اتَّبَعَهُ من أنصاره قلباً وقالباً. وبما أنّه سوف يخاطب ربّه بحقيقة الاسم الأعظم لأنّ فيه سرّ الشفاعة ولذلك أذِن له الله أن يُخاطب ربّه، وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [سبأ].

    وقال أصحاب القلوب التي تَظُنّ أن يُفعَلَ بها فاقرة بعد أن سمعوا عفواً عنهم فذهب الفزع عن قلوبهم قالوا لزُمرةِ ذلك العبد:
    {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} ومن ثمّ ردُّوا عليهم زُمرة ذلك العبد: {قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم، وهُنا أدرك عبيد الله جميعاً حقيقة اسم الله الأعظم، وأدركوا سرّه المكنون في الكتاب، ومَنَّ الله به على قليلٍ من عبيدٍ يَحشُرهم الله على منابرٍ من نور يغبطهم الأنبياء والشهداء على ذلك المقام لهم بين يدي ربِّهم، أولئك هم الوفد المكرمون الذين يتمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا ﴿٨٥} صدق الله العظيم [مريم].

    وذلك هو الوفد المُكرّم على رؤوس الخلائق، ولكلٍّ درجات ممّا عمِلوا، أولئك هم القوم الذين يغطبهم الأنبياء والشهداء، وهم ليسوا بأنبياء ولا يطمعون أن يكونوا من الشهداء كون هدفهم أسمى من أن يستشهدوا في سبيل الله؛ بل يريدون أن تستمر حياتهم حتى يتحقّق هدي البشر؛
    أولئك هم القوم أحباب الرحمن الذين وعد الله بهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ‎﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    أولئك هم القوم الذين يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجلسهم من ربِّهم، تصديقاً للحديث الحقّ عن محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - عن طريق الرواة الحقّ، وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    [‏إن من عباد الله عباداً يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله‏. قيل‏:‏ من هم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس]. صدق محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

    وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    [إن للمتحابين في الله تعالى عموداً من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون ألف غرفة، يضيء حسنهم لأهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا، يقول بعضهم لبعض‏:‏ انطلقوا بنا حتى ننظر إلى المتحابين في الله، فإذا أشرفوا عليها أضاء حسنهم أهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا].

    أولئك هم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    فهل ترونه ذكر جنةً أو ناراً؟ وذلك لأنّ عبادتهم لربّهم هي أسمى العبادات في الكتاب، فَقَدَّرُوا ربِّهم حقّ قدره فلم يعبدوا الله خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته بل
    {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}. وبما أنهم أَحَبُّوا الله حُبّاً شديداً أعظم من كل شيءٍ في الوجود كُله فكيف سيرضون بأيّ شيء في الوجود ما لم يكن ربِّهم حبيبهم قد رضي في نفسه؟ ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه لو أنّ الله يخاطب أحد أنصار الإمام المهديّ ويقول له: يا عبد النَّعيم الأعظم لن يتحقّق رضوان ربك في نفسه حتى تفتدي عبيده فتُلقي بنفسك في نار جهنم! لقال:
    [ ألا بعزتك وجلالك ربّي ما كنت ألقي بنفسي في نار جهنم فداءً لولدي فلذة كبدي ولكنّك أحبّ إلى نفسي من نفسي ومن ولدي ومن كافة الأنبياء والمرسَلين ومن الحور الطين والحور العين، فإذا لن يتحقق نعيمي الأعظم من جنّتك حتى ألقي بنفسي في نار جهنم فإنّي أُشهدك ربّي وأُشهدُ كل عبد خلقته لعبادتك في السماوات والأرض وكفى بالله شهيداً أنّي لن أمشي إلى نار جهنم مشياً بل سوف أنطلق إليها مسرعاً ما دام في ذلك تحقيق نعيمي الأعظم فتكون أنت ربّي راضياً في نفسك لا متحسراً ولا غضباناً، وذلك لأنّي أحببتك ربّي ومتعتي وكل أمنيتي وكل نعيمي هو أن يكون حبيبي ربّي قد رضي في نفسه ولم يعد حزيناً ولا متحسّراً ولا غضباناً، ولذلك لن يكون عبدك راضياً في نفسه أبداً حتى تكون أنت ربّي راضياً في نفسك لا متحسّراً ولا حزيناً ولا غضباناً، وذلك لأنّي أعبدُ نعيم رضوانك ربّي، فإذا لم تحقّق لعبدك ذلك فلِمَ خلقتني يا إلهي؟ فإذا لم تحقّق لعبدك النَّعيم الأعظم فقد ظلمت عبدك يا إلهي ولكنّك قلت ربّي وقولك الحق: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].
    وذلك لأنّ عبدك لا يستطيع ولا يريد أن يستطيع أن يقتنع بجنّة النَّعيم والحور العين، فأفٍّ لجنّة النَّعيم إذا لم يتحقّق لعبدك النَّعيم الأعظم منها فلا حاجة لي بها شيئاً يا أرحم الراحمين. فكيف يكون على ضلالٍ من اتّخَذَ رضوان الله هو النَّعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة؟ وأَعلمُ أنّ في ذلك الحكمة من خلق عبدك وكافة عبيدك ولن أقبل بغير ذلك بديلاً واتَّخذتُ ذلك إليك ربّي سبيلاً]. انتهى.

    ويا قوم، أقسمُ بالله العظيم من يخلق العظام وهي رميم أنّني ما أخبرتُكم عن ذلك العبد الذي لو يخاطبه الله أن يلقي بنفسه في نار جهنّم فداءً حتى يتحقّق النَّعيم الأعظم لنطق ذلك العبد بما قاله الإمام المهديّ، وذلك لأنّي علمت من الله من قبل أنّه من الذين سوف يستخلصهم الله لنفسه، فمنهم ذلك الرجل أول من دفع الزكاة إلى المهديّ المنتظَر في كافة البشر. ومن ثم قال عنه محمد رسول الله:
    [ربح البيعة]. فصلّوا عليه وسلموا تسليماً، فلا تحرجوني مَنْ يكون ذلك العبد من الأنصار وحتماً ستعرفونه من بعد الفتح المبين وآل بيته المُكرمين؛ بل هو من آل بيت محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، بل هو من ذرية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب فإنّه ليعلمُ أنّ الإمام المهديّ نطق بما سوف ينطق به لسانه.

    ولربّما شياطين البشر يقولون: "ماله المهديّ المنتظَر يثني هذا الثناء على ذلك الرجل؟ هل لأنّه أوّل من دفع إليه الزكاة المفروضة في الكتاب؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: والله إنّه سوف يعلمُ إنّك لمن الكاذبين وأنّ ما ثناء ناصر محمد اليماني عليه نظراً لأنّه أوّل من قام بدفع فريضة الزكاة إلى المهديّ المنتظر بل ثنائي عليه بإذن الله بالحقّ، فما يُدريني بحقيقة عبادته لربّه الحقّ في نفسه ما لم يُفتِني بعبادته الذي يعلمُ خائنة الأعين وما تُخفي الصدور.

    فأيّ خسارةٍ يا قوم خسرها الذين أعرضوا عن اتّباع الإمام المهديّ المنتظَر عبد النَّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني؟ فأيّ خسارةٍ خسرها المُعرضون من أمّته ممّن أظهرهم الله على أمرنا في عصر الحوار من قبل الظهور؟ فأعرضوا عن تقديم البيعة والولاء والسمع والطاعة وشدّ الأزر لهذا الأمر الجّلَل العظيم وإظهاره للبشر؟ فأيّ خسارة خسروها؟ فما أعظم ندمهم.. فما أعظم ندمهم.. فما أعظم ندمهم!

    ويا قوم إنّما أعظُكم بواحدةٍ، فلِكَون هذا الكلام نبأً عظيماً، فإمّا أنَّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، وإمّا أنَّ ناصر محمد اليماني مجنونٌ. فإذا كان مجنوناً فهذا يعني أنّه قد فقد عقله ولذلك لن يستطيع أن يُقيم الحُجّة عليكم بل الحجّة ستكون لأولي الألباب. فإذا كان هو وأولياؤه من أولي الألباب فحتماً سيغلبكم ناصر محمد اليماني هو ومن اتَّبعه بآيات محكمات بيّناتٍ هُنَّ أُمّ الكتاب في القرآن العظيم.

    وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني عبد النَّعيم الأعظم.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    وسلام قولا من رب رحيم
    أخوكم في حب الله ( المنصف )


  2. افتراضي







    اقتباس المشاركة 4537 من موضوع أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)


    خاتم الأنبياء وأعلمهم جميعاً؛ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.
    أحبّ خلق الله إلى نفسي وأحبّ إليّ مِن نفسي ومن أمّي وأبي ومن النّاس جميعاً
    خاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة الله للعالمين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ..
    ________________



    عام الفيل و محاولة هدم الكعبة بيت الله الحرام، وحجارةٌ من سجيل ..

    ويا أخي الكريم، وإن من الأحاديث المدسوسة هدم الكعبة ونسوا أنّ للكعبة ربّاً يحميها وأنّ الذي حماها من أبرهة الحبشي سيحميها ممّن سواه. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:٢٥].

    كما فعل بأبرهة الحبشي الذي كان يريد هدم بيت الله المعظم الكعبة بمكة المُكرمة، وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿١﴾ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴿٢﴾ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴿٣﴾ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴿٤﴾ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الفيل].

    ولكن للأسف إنّ المسلمين مُنتظرون لهدم بيت الله المُعظم، أفلا تتقون؟ لو تدبروا مُحكم كتاب الله لوجدوا الحقّ أنّ الكعبة لها رباً يحميها ولكنّ أكثر المُسلمين أضلتهم الروايات عن الحقّ فهم لتحقيقها منتظرون حتى ولو كانت ضدّ الدين والمُسلمين، ولا يريدون أن يصدِّقوا بالمهديّ المنتظَر حتى يُهدم بيت الله المُعظَّم، أفلا يتقون؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخو المُسلمين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    بسم الله الرحمن الرحيم {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ} [الأنعام:7]، وإلى البيان:

    وعلى سبيل المثال لو قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لقومه سوف يتنزل عليكم كتابٌ في يوم الجمعة ظهراً من السماء الساعة الثانية عشر فعليكم يا قريش بالحضور جميعاً في المكان المعلوم لا أخلفه لا أنا ولا أنتم في مكان سوى عند المسجد الحرام، ومن ثم قالت قريش: "بل سوف نحضر السّحرة ينزلون كُتباً من السماء كمثل كتابك الذي تُريد أن تُخيل إلينا أنه ينزل من السماء، ومن ثم يأتي السّحرة ويبدَؤون بتنزيل الكتب ومن ثم يتلقف الكتاب أحد كفار قريش ليمسكه بيده فسوف يمسك هواءً لا شيء، وإنما تخييل في النظر، ومن ثم يتنزل القرآن العظيم في كتاب من عند ربّ العالمين، ومن ثم يتلقفه الوليد بن المُغيرة فيمسكه بيده فإذا هو كتاب حقّ على الواقع الحقيقي، ومن ثم يلمسه كُفار قريش بأيديهم أجمعين لقالوا إنما هذا سحر مُبين. ويا سُبحان الله! كيف سحر وقد لمسوه بأيديهم؟ أفلا يعقلون؟ ولكن الكفر بالمعجزة آية التّصديق لا يتلوها إلا العذاب، ولذلك علم الله أنهم لن يؤمنوا ولو علم بإيمانهم بالحقّ لنزّل القرآن عليهم وهم ينظرون وحتى لا يعذبهم الله نزل به جبريل الأمين باللفظ ويتم تسجيله في رقٍّ منشور. وقال الله تعالى: { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } صدق الله العظيم [الأنعام:7]

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    غار حراء والبحث عن الحقيقــــة ..

    وكان مُحمدٌ رسول الله -صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم مُجتهداً يتمنى معرفة الحقّ وكان يخلو بنفسه في غار حراء بحيث لا يشغل تفكيره أحدٌ فيتفكر في خلق السماوات والأرض فعلم بأن الله لم يخلُقهما عبثاً وأن الأمر عظيم ولكنه في حيرة من الأمر؛ أيُّ الطُرقِ تؤدي إلى الحق؟ فهل هي طريقة قومه بعبادة الأصنام؟ أم إنَّ الحقّ في طريق النّصارى؟ أم إن الحقّ في طريق اليهود؛ أم إن الحقّ في طريق المجوس الذين يعبدون النار؟ فأصبح مُحمدٌ رسول الله -صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم مُحتاراً لا يدري أي الطرق تؤدي إلى الحقّ فيتبعها فأصبح ضالاً أمام أربع طرق؛ طريق قومه وطريق المجوس وطريق النّصارى وطريق اليهود، فوجده الله ضالاً أمام مُفترق أربع طرق لا يعلم أيُّهم تؤدي إلى الحقّ فتألم محمد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم تألماً نفسيّاً لأنه يريد الحقّ ولا يعلم طريق الحقّ مع من حتى يسلكها! ومن ثم هداه الحقّ إليه تصديقاً للوعد الحقّ في اللوح المحفوظ: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين} صدق الله العظيم [العنكبوت:69]، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى} صدق الله العظيم [الضُحى:7]، وحقق الله له أمنيته فاصطفاه وعلمه وأرشده إلى صراط العزيز الحميد.

    إذاً مُحمد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم كان مُجتهداً ولكن ليس باجتهاد البحث بالقراءة لأنه أمّيُّ؛ بل اجتهاداً فكرياً ولذك كان يخلو بنفسه في غار حراء. وكذلك خليل الله إبراهيم كان مُجتهداً باحثاً عن الحقّ وكان يتفكر في ملكوت السماء والأرض نظراً لأنه لم يقتنع بعبادة الأوثان وأراد أن يعبد ما هو أسمى من الأوثان، فلما جنَّ عليه الليل نظر إلى كوكبٍ قال هذا رَبِّي فلما أفل قال لا أحب الآفلين، ومن ثم رأى القمر بازغاً قال هذا ربي، فلما أفل قال:
    {لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77]، وذلك لأنه يُريد الحقّ ويتمنى معرفة الطريق التي تؤدي إليه ولكنه ضالٌ لا يعلم أي الطريق تؤدي إلى الحقّ، ومن ثم تألم نفسيّاً فكيف يهتدي إلى الطريق الحقّ ولكنه ضالٌ عنها! فتألم تألماً نفسيّاً وقال إني سقيم بعد نظرة التفكر في النجوم؛ كواكب السماء المُضيئة والمُنيرة ولم يقتنع بعبادتها ولذلك تألم تألماً نفسيّاً مُنيباً إلى ربِّه وقال: {لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}، ومن ثم جاء تصديق الوعد من ربّ العالمين للباحثين عن الحق: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    فهداه الله إلى الحقّ واصطفاه ومن ثم دعا قومه على بصيرةٍ من ربه، وهذا هو التعريف الحقّ للاجتهاد:
    هو أن يجتهد الباحث عن الحقّ حتى يهديه الله إليه على بصيرةٍ من ربِّه ومن ثم يدعو إلى سبيل ربِّه على بصيرةٍ.

    ومن خلال ذلك نظهر بنتيجة حقٍ وهي إن الأنبياء كانوا مُجتهدين يبحثون عن الحقّ بحثاً فكرياً فيتمنون أن يعلمونه فيتبعونه. تصديقاً لقول الله تعالى :
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الحج:52].

    فما هو التمني: إنه البحث عن الحقّ حتى يهديه الله إليه فيصطفيه ويختاره، ومن بعد الاصطفاء يحدث شيءٌ آخر وهي العقيدة لدى الباحثين عن الحقّ فيما هداهم إليه وأيقنوا أنه الحقّ بلا شكٍ أو ريبٍ فاعتقدوا أنهم لن يشكّوا فيما علِموا من الحقّ شيئاً ولن يضلوا عنه أبداً، ومن ثم يُريد الله أن يعلموا علم اليقين أن الله يحول بين المرء وقلبه وأن عقيدتهم التي في أنفسهم أنهم لن يضلوا عن الحقّ أبداً بعد أن هداهم الله إليه، وهذا يحدث بعد الوصول إلى الحقيقة لجميع الباحثين عن الحقّ كمثل الأنبياء لم يحدث لهم إلا من بعد اصطفائهم وبعثهم لقومهم ومن ثم يحدث في النفس شكٌ في شأنهم من بعد اصطفائهم وإرسالهم، ومن ثم يُحْكِمُ الله لهم آياته لتطمئِن قلوبهم أنهم على صراطٍ مُستقيم
    ________________


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    أُحذركم حجارة من سجيلٍ تُمطركم من كوكب سقر ..

    وأُحذركم كوكب العذاب سجيل، والذي أهلك الله بحجارةٍ منه أصحاب الفيل عن طريق طيرٍ أبابيل، فأين تذهبون؟ فلا خيار لكم إلا أن تستجيبوا فتعترفوا بالحقّ ولا تخشوا أحداً إلا الله فإنّا فوقهم قاهرون بإذن الله ربّ العالمين.
    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    بسم الله الرحمن الرحيم
    بل المهديّ المنتظَر الداعي إلى الذكر في عصر الحوار من قبل الظهور وقد جاء القدر المقدور في الكتاب المسطور لمرور كوكب النَّار سقر أحد أشراط الساعة الكُبر وآية التّصديق للمهدي المنتظَر وقد أدركت الشمس القمر قبل أن يسبق الليل النهار نذيراً للبشر وآية التّصديق للبيان الحقّ للذكر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر، فلله الحجّة البالغة قد أعذر من أنذر، واقترب يوم عَسِرٍ على كافة المُعرضين من البشر عن الذكر ببأس شديد من الله الواحد القهّار يمطر عليكم بأحجارٍ من سجيلٍ كما فعل بأصحاب الفيل فجعل كيدهم في تضليلٍ؛ حارقة خارقة من الكوكب العاشر، إذا أصابت الرأس خرجت من الدُّبر فتجعله كعصف مأكول، ولن تأتي بالأحجار طيراً أبابيل؛ بل كوكب سجيل سقر سوف يمرّ عليكم بذاته فيمطر عليكم بمطر السَوْءِ يا معشر الكُفار، وذلك من كوكب النَّار بأسفل الأقطار من الأراضين السبع، من اغتصب من الأرض هذه شبراً ليس له طُوِّق به من الأراضين السبع بسبعة أشبار، وكثر في الأرض الفساد وطغى كثيرٌ من العباد، وظلم فيها القوي الضعيف، وتعاونتم على الإثم والعدوان وتركتم سبيل الحقّ والرضوان للرحمن يا معشر الإنس والجان، وأدعوكم إلى مُحكم القرآن وسنة البيان الحقّ عن محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلا ما خالف منها لمُحكم القرآن فذلك افتراء ما أنزل الله به من سلطان وجاء من عند غير الرحمن من عند عدوه الشيطان على لسان شياطين الإنس والجانّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ ليُجادلوكم بالباطل، فإن اتبعتموهم إنكم لمشركون، فأين تذهبون من الرحمن إن تركتم مُحكم القرآن رسالة الله الشاملة للإنس والجانّ.

    ونكتفي الآن من البيان من مُحكم القرآن على لسان الإمام ناصر محمد اليمانيّ بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ وننتقل الآن من القرآن إلى سنة البيان التي جاءت من عند الله على لسان رسوله إلى الإنس والجانّ أحبّ خلق الله إلى نفسي وأحبّ إلي من نفسي ومن أمي وأبي ومن الناس جميعاً خاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة الله للعالمين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وإن كذبت ببيان القرآن على لسان محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحقّ التي لا تُخالف لمُحكم القرآن فقد كذبتم بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ ثم أتبرأ منكم وأقول سُحقاً لكم كما سوف يقوله لكم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لئن أبيتم اتباع الحقّ من ربّكم وإلى سُنة البيان من بعد القرآن إلى كافة الإنس والجانّ فإن كفرتم بها كما كفرتم بمُحكم القرآن فالحُكم لله وهو أسرعُ الحاسبين.
    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا حِمْيَر، اعلم بأنّ كوكب سجيل قد ترك نيازك كبرى حول الأرض انسلخت من كوكب سجيل، وكذلك حجارةً صغيرةً من كوكب سجيل تركها يوم مروره على الأرض يوم دمّر قوم لوطٍ وإبراهيم، ولا يزال منها ما يدور حول الأرض ما بين صغيرٍ وكَمِثْلِ جبلٍ كبيرٍ وجميعهُنَّ من كوكب سجيل، ومنها التي قذف الله بها أصحاب الفيل فجعلتهم كعصفٍ مأكول.

    وأقسم بربّ محمدٍ وعيسى وربِّ مريم البتول ليعذّب الله من كذّب بأمري عذاباً نكراً، قد أعذر من أنذر.

    وأما كوكب سجيل فهو الأرض السفلى أي أسفل الأراضين السبع التي توجد من بعد الأرض الأمّ التي انفتقت منها السماوات والأرض أرضَ الماء والشجر والبشر التي نعيش عليها الآن، فهي بين السماوات السبع والأرضين السبع كما علّمكم القرآن بذلك بآيةٍ فصيحةٍ وصريحةٍ وواضحةٍ ومُحكمةٍ بينةٍ. وقال الله تعالى:
    { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12) }
    صدق الله العظيم [الطلاق]

    ولسوف تجدون بأنّ { الْأَمْر } هو القرآن العظيم يتنزّل على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في الأرض الرتق الجامع للسماوات السبع بنجومها والأرضين السبع بأقمارها، ولأن أرضكم هي مركز الانفجار لذلك سوف تجدون الأراضين السبع هي من تحت هذه الأرض التي نعيش عليها والذي يتنزل فيها القرآن إلى محمد رسول الله في أم القرى؛ مركز المركز؛ محلّ بيت الله المعمور بالذكر الليلَ والنّهار في كل لحظةٍ وحينٍ لا يخلو من الذاكرين، وذلك هو بيت الله المعمور بالذكر؛ ذلك هو المسجد الحرام بيت الله المعظّم؛ قبلة العالم؛ بيت الله جعل مكانه في مركز المركز أي في مركز الكون يا حِمْيَر.

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.

    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    الكسف هو قِطَعٌ من الحجارة ساقطةٌ من كوكب العذاب على الكافرين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أولاً
    عليك أن تعلم يا بوش الأصغر وجميع الكفار بالقرآن العظيم الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد حذّر الكفار قبل أكثر من 1428 عام بأنهم إذا استمر التكذيب بالقرآن العظيم رسالة الله إلى الناس كافة فإنّ الله سوف يبعث على الكفار من العالمين بعذابٍ أليمٍ من كوكب العذاب فيمطر عليهم حجارةً من سجيلٍ منضودٍ مسومةً عند ربّك وما هي من الظالمين ببعيد! وكان ردّ الكفار أن دعوا الله وأخبرنا الله بردهم في القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    وكذلك تحدّونه أن يسقط عليهم كسف الحجارة من السماء وأخبرنا الله بردهم هذا في القرآن العظيم، وقال الله تعالى:
    {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا}صدق الله العظيم [الإسراء:92]، ومن ثمّ ردّ الله عليهم وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} صدق الله العظيم [سبأ:9].

    ومن ثم أكدَّ الله في القرآن العظيم بأنه سوف يسقط علي الكافرين كسف الحجارة مع الدخان المبين، وقال الله تعالى:
    {وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} صدق الله العظيم [الطور:44].

    وقد بيّن الله لنا بدعاء الكافرين على أنفسهم بأنّ الكسف هو قطع من الحجارة كما بينا ذلك من قبل في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    سـ 11- بوش الأصغر: وهل حدّد النّبيّ الأُميّ موعد العذاب الذي حذّر الناس مِنه كافة لئن كفروا بهذا القُرآن؟
    جـ 11- المهديّ المنتظَر: كلا لم يُحدّد مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعد العذاب كما أمره الله أن لا يُحدّد لهم متى سوف يأتي هذا العذاب الموعود للكافرين، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الجن].
    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولأن القرآن العظيم رسالة الله الشاملة لكافة العالمين وليس إلى قريةٍ واحدةٍ؛ بل إلى كافة قُرى أهل الأرض جميعاً ولذلك جعل الله له أمداً بعيداً، وأوشك أن ينتهي ذلك الأمد البعيد أفهم الغالبون؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ‌ أَفَلَا يَرَ‌وْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْ‌ضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَ‌افِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُ‌كُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُ‌ونَ ﴿٤٥﴾ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَ‌بِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأنتم لَهُ مُنكِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:50].

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].

    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    الله يخلق مايشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الله هو من يصطفي خليفته فلا يحق لعباده أن يصطفوا خليفته من دونه فليس هم من يقسِمون رحمة ربك. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا القرآن عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم [الزخرف:31-32].

    فانظر لرد الله على المحتقرين لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كونه كان راعي الأغنام وفقيراً فلا يملك المال فكيف يختاره الله؟ فلماذا لم يختَر رجلاً من القريتين عظيم في نظرهم كالوليد ابن المُغيرة أو الثقفي صاحب الطائف؟ فانظر لرد الله عليهم: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم.
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    لمّا قام عبد الله يدعو الله كافراً بعبادة الاصنام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين وبعد..
    أخي المُستشار، حين لا تفهم المعنى لكلمةٍ ما في القرآن العظيم فعليك أن تبحث عن معناها في مواضع أخرى في القرآن العظيم فتجعل بحثك شاملاً، ولو كانت في موضع آخر فليس ذلك قياساً لاستنباط حكم؛ بل لمعرفة المعنى الحقيقي للكلمة التي تجهل معناها، وعلى سبيل المثال قال الله تعالى:
    {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴿18﴾ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّـهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴿19﴾} صدق الله العظيم [ الجن ].

    والبيان الحقّ لهذه الآية؛ بأن كُفار قريش حين قام مُحمد رسول الله في المسجد الحرام يدعو الله وحده وكافراً بعبادة الأوثان التي نصبوها داخل البيت العتيق فيعبدونها من دون الله وحين رأوا مُحمداً -رسول الله صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم كافراً بعبادتها وقام في المسجد الحرام يدعو الله وحده أغضب ذلك كُفار قريش الحاضرين حين قام يدعو الله وحده فكادوا أن يكونوا عليه جميعاً فينقضّون عليه جميعاً ناهينه عن عبادة الله وحده فيقولون أجعل الآلهة إلهاً واحداً! المُهم أننا عرفنا أن معنى
    {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} أي كادوا أن يكونوا عليه جميعاً. فتبين لنا المعنى الحقّ لكلمة لُبداً أنه يقصد (جميعاً) وبقي السُلطان الواضح من القرآن لبُرهان المعنى الحقّ لكلمة {لِبَدًا} أنها جميعاً فآتيكم به من قصة الكفار الذين يُنفقون أموالهم جميعاً ضد الله ورسوله ثم تكون عليه حسرة عند ربّهم فيُغلبون، وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}صدق الله العظيم [الأنفال:36].

    كمثال الوليد ابن المغيرة الذي أنفق ماله كُله ليصدَّ عن سبيل الله فأنفق ماله جميعاً ثم غُلب وقتل ثم كان ماله الذي أنفقه جميعاً حسرة عليه عند ربه، وقال الله تعالى:
    {أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً (6)} صدق الله العظيم [البلد].

    بمعنى أنه أهلك ماله جميعاً لتجهيز جيش جرار ضد الله ورُسوله فيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ ثم يُغلب ثم يكون عليه مالُه حسرةً عند ربِّه الذي أنفقه جميعاً للصدِّ عن الحقّ.
    ومن خلال البحث فهمنا المعنى الحقّ لكلمة
    (لبَداً) التي وردت في القرآن مرتين في قول الله تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} أي أنفق ماله جميعاً لتجهيز الجيش ضد الله وأوليائه ثم يغلبه الله ثم يكون ماله عليه حسرةً عند ربه، وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} صدق الله العظيم، وكذلك وردت كلمة ( لبَداً ) في موضعٍ آخر في القرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴿18﴾ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّـهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴿19﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وها نحن خرجنا بنتيجةٍ بيِّنةٍ مؤكدة أن المعنى لقول الله تعالى:
    {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} أي أهلك ماله جميعاً، وكذلك نجدها هي نفس المعنى في قول الله تعالى {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} صدق الله العظيم، أي كادوا أن يكونوا عليه جميعاً.
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    دعوة محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لأهل الكتاب الى كتاب الله ليحكم بينهم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ذلك لأني أستنبط الحكم الحقّ بينهم من مُحكم كتاب الله القرآن العظيم الذي جعله الله المرجع الحقّ لكافة الذين فرّقوا دينهم شِيعاً من المُسلمين كما جعل الله القرآن العظيم هو المرجع الحق لكافة الذين فرّقوا دينهم شيعاً من أهل الكتاب من قبلهم تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

    ولذلك أمر الله نبيّه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يدعو الذين فرّقوا دينهم شيعاً من أهل الكتاب أن يدعوهم إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكمُ بينهم فيما كانوا فيه يختلفون من مُحكم القرآن العظيم فيكون ذلك برهان نبوّته بالحقّ وحقيقة هذا القرآن العظيم أنهُ حقاً تلقّاه من لدُن حكيمٍ عليمٍ ولكن فرق أهل النار المُعرضين عن الحقّ من ربهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمرآن:23].
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    صحابة رسول الله ..

    {وَبَشِّرِ‌ المخبِتِينَ ﴿٣٤﴾} [الحج]، وهم صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد:16]، وهم قوم في آخر الزمان وليسوا صحابة رسول الله.
    ___________________



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا معشر عُلماء الأمَّة، وتالله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتصدقوني بأني أنا المهديّ المنتظَر ما لم آتِكم بسلطانٍ مبينٍ وقد جعل الله سلطاني البيان الحقّ للقرآن وآية سلطاني للمسلمين كافة إن رأوني ألجمت عُلماء المسلمين على مختلف فرقهم ومذاهبهم عن بكرة أبيهم إلجاماً فذلك نصرٌ من الله عظيمٌ وإقامةُ الحجّة على كُلِّ مسلمٍ لم يتبعني ويعترف بشأني بعد أن أظهره الله على أمري في الإنترنت العالميّة أو سُلمت له نسخةٌ ورقيةّ ثم لا يبحث عن الحقيقة ويتولى ويقول: "إن آمن به علماءُ الأمَّة آمنّا وإن كفروا بأمره فهم الصادقون". فسوف يعلمون من الكذاب الأشر!

    وإني أنا المهديّ المنتظَر ولا أقول على الله غير الحقّ ولم أقل لكم بأني رسولٌ جئتكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل بالبيان الحقّ للقرآن المجيد من نفس القرآن ولا وحيٌ جديدٌ ولا كتابٌ جديدٌ؛ بل القرآن الذي أنتم به مؤمنون، ولكني أرى إيمانكم يأمركم أن تكفروا بالحقّ! فلبئس ما يأمركم به إيمانكم يا معشر المسلمين.
    وأذكركم بما يقوله الله لكم أنتم يا معشر المؤمنين في عصر الظهور في قوله تعالى:
    { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [الحديد:16].

    ويا قوم ما خطبكم قتلتم القرآن شر قتلة بأسباب النزول؟ والتي معظمها كذبٌ وافتراءٌ على المؤمنين الحقّ في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي قال الله عنهم المُخبتين وأمر رسوله أن يبشرهم، وقال تعالى:
    { وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (35)} صدق الله العظيم [الحج].

    وقال الله عنهم:
    { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } صدق الله العظيم [الأنفال:2].

    فهل هم صحابة رسول الله الحقّ الذين معه قلباً وقالباً؟ فنقول بلى، وقال الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [الفتح:29].

    فكيف تفترون عليهم يا معشر المفسرين؟ يا إمعات يا من تتبعون الأقاويل بغير تدبرٍ ولا تفكرٍ فأضللتم المسلمين عن الصراط المستقيم وحصرتم القرآن بأسباب النزول لجماعة ما وهو مطلق للأمم والناس أجمعين، وتتهمون صحابة رسول الله الحقّ بأن قلوبهم لم تخشع لذكر الله وما نزل من الحقّ وإنكم لكاذبون يا معشر المفترين يا من تقولون على الله ورسوله ما لا تعلمون فأطعتم أمر الشيطان أن تقولوا على الله ما لا تعلمون وعصيتم أمر الله الذي نهاكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون! فكيف تظنون بأن هذه الآية التالية نزلت في صحابة رسول الله الحق:
    { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [الحديد:16].

    بل والله العلي العظيم أنه يخاطبكم أنتم يا معشر المسلمين في عهد الظهور؛ أما آن لكم التصديق؟ ألم أعلن لكم عن نهاية الحياة الدنيا من قبل أن تدرك الشمس القمر فيتلوها الهلال ثم أدركته فتلاها الهلال ثم اجتمعت به هو هلال كراراً ومراراً ولم يحدث لكم ذكرى؟
    ويا معشر المسلمون هل تعلمون كم الأمد؟ إنه زمن أكثر من ألف عام وليس في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فطال عليكم الأمد فقست قلوبكم.

    ويا قوم إنها لتوجد في القرآن آياتُ مُخاطبةٍ ولا يقصد بها المؤمنين ولا الكافرين في عهد رسول الله على الإطلاق؛ بل يخاطب الله بها قوم في آخر الزمان، كمثال قوله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

    فبالله عليكم ما يدري رعاة الإبل بذلك بأن السماوات والأرض كانتا رتقاً كوكباً نيترونياً واحداً فتكونت نتيجة الانفجار الأعظم ثم استوى إلى السماء وهي دخان من بعد الانفجار الأعظم فقضاهن سبع سماوات، فكيف يخاطب قوماً كافرين لا يرون ذلك حقاً على الواقع الحقيقي؟ بل يخاطب كفار اليوم الذين يرون ذلك حقّ على الواقع الحقيقي ولأنهم يرون ذلك يقول الله لهم في آخر الآية:
    {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} فمن ذا الذي يقول أنه يخاطب كفار قريش بل يخاطبهم على قدر فهمهم وأكثر خبرتهم في الإبل، لذلك قال: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} صدق الله العظيم [الغاشية:17].

    فدعاهم إلى التفكر في الإبل وذكرها قبل أن يذكر السماوات والجبال والأرض وذلك لأن أكثر خبرتهم وعلمهم في الإبل ويخاطب القرآن الناس في كل زمانٍ ومكانٍ على قدر فهمهم وعلمهم وقد أحاط الله هذه الأمَّة من بين الأمم بالعلم في شتى المجالات، ولذلك المهديّ المنتظَر يخاطبهم بالعلم والمنطق ويبين لهم ماهي الساعة فلو جاء بيان الساعة لكفار قريش لما فهموا الخبر، وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} صدق الله العظيم [الجاثية:32].
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]


    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    اقتباس المشاركة : حبيبة الرحمن


    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - ربيع الثاني - 1439 هـ
    19 - 12 - 2017 مـ
    09:28 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )


    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=33535
    ______________


    زواجه من السيدة زينب بنت جحش بعد ان قضى زيد منها وطرا لتنفيذ امر الله له في الرؤية الحق


    وعلى كل حال ليست الرؤيا تأتي غالباً كما رآها النائم في نومه فمنها ما هي رؤى محكمةٌ ومنها ما هي تحتاج إلى تأويلٍ، وأما الرؤيا المحكمة التي لا تحتاج إلى تأويلٍ فهي تأتي متكررة في منامه بنفس مضمون الرؤيا، كمثل رؤيا محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان يرى أنه يتزوج زينب امرأة زيدٍ فعلم أنه إذا طلقها زيدٌ وانقضت عدتها فعليه أن ينفذ أمر الله الخصوصي له، فكان كلما شاهد رؤيا أن يتزوج زينب امرأة زيدٍ بن حارثة ففي صباح تلك الليلة يأتيه زيدٌ بن حارثة فيقول: "يا رسول الله إني أريد أن أطلق زوجتي"، ثم يقول له محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴿٣٦﴾وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧﴾مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].


    فكلما تكررت الرؤيا فيأتي زيدٌ إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وقال: "يا رسول الله إني أريد أن أطلق زوجتي"، ثم يكرر له القول عليه الصلاة والسلام: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ} صدق الله العظيم. وليست تلك موعظةً لزيدٍ كون الزواج بالتراضي وليس لنبيّ الله الحقّ أن يرغمه على بقائها في ذمّة زوجٍ، ولكن جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم أنه إذا طلق زيدٌ زوجته فهي أصبحت عليه أمر من الله مفروضٌ.


    فجاء زيدٌ ذات يومٍ وهو قد طلق زوجته ولم يطلب الإذن من النبيّ كما في كلّ مرةٍ فهنا وضع الله نبيّه أمام الأمر الواقع فقال له النبيّ: "فزوجتك لا تزال زوجتك فلا يجوز لك أن تخرجها من بيتك خروجاً نهائياً إلى بيت أهلها ولا يجوز لها أن تخرج خروجاً نهائيّاً إلى بيت أهلها كون تطبيق الطلاق بالفراق ليس من لحظة لفظ الطلاق؛ بل لا تزال زوجتك تروح وترجع إلى بيته كما كان من قبل لفظ الطلاق، فلا تزال زوجتك حتى انقضاء العدّة من يوم لفظ الطلاق، وأحصوا العدّة، فإن اتفقتما قبل انقضاء العدّة بطلت عدّة الطلاق ولا يحسب ذلك طلاقاً، وأما إذا انقضت عدّة الطلاق ولم تتراجعا فيتمّ تطبيق الطلاق شرعاً بالفراق فلا تعود للزوجٍ إلا بعقدٍ جديدٍ".


    ولكن النبيّ قد علم أن ذلك أمرٌ مقضيٌ فلا مفرّ من الزواج بها من بعد انقضاء عدّتها بالخروج النهائي إلى بيت أهلها، وكان النبيّ يخشى ألسنة المنافقين الحداد والذين في قلوبهم مرضٌ والمرجفون أن يقولوا: "شُغفَ بها حباً"، وحتى ولو قال: "بل أمرٌ من الله في رؤيا المنام"؛ بل سيقولون: "شُغفَ بها حباً وهي في ذمّة زوجٍ"، كذباً وافتراء على نبيّ الله، ولذلك كان يريد من الله أن لا يحقق هذه الرؤيا فكان يقول لزيدٍ في كل مرةٍ: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ} ولكن الله أولاً أراد أن يُكرم زينب بنت جحش أكرم نساء رسول الله من بعد خديجةٍ كون الله أمر رسوله بادئ الأمر أن يخطبها لزيدٍ ورفض أبوها وأمها كونها بنت شيخ بني مخزومٍ وقالوا: "لو خطبها محمدٌ رسول الله له لكانت بشرى لدينا سارة وأمّا أن يخطبها لزيدٍ وهو يعلم أنه من الموالي فلا". وكانت زينب تتسمع لما يدور بين أبيها وأمها ورسول رسولِ الله الذي بعثه لخطبتها، حتى إذا سمعت ردّ أبويها لرسول رسول الله فلما أراد أن ينصرف فتحجبت وخرجت فقالت لرسول رسول الله: "ارجع" بصوتٍ عالٍ، فرجع. فمن ثم التفتت إلى أبويها فقالت بصوتٍ غاضبٍ: "أتقولون لرسول رسول الله لا؟ فبعزّة ربي وجلاله..." وكررت في قسمها أنها لن تتزوج إلا زيداً حتى ولو كان رقيقاً؛ بل تقديراً لطلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكرمها الله وزوّجها للنبيّ بعد إذ قضى زيدٌ منها وطرًا، ومن تواضعَ لله رفعه. وكذلك حتى ينفي دعاءهم لزيدٍ ( ابن محمد )، وكذلك حتى لا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم، وتنزّل بيان الرؤيا التي كان يخفيها النبيّ في نفسه وأنه ليس قد شغف بها حباً بل أمرٌ من الله في رؤيا المنام. وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴿٣٦﴾وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧﴾مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].


    وبالنسبة لرؤياك فلكم غيرك شاهد إعلان وتسليم القيادة من علي عبد الله صالح من رؤيا المبشرات بتصديق المهديّ المنتظَر وهي تخصّ أصحابها وبالذات الذين هم في حيرةٍ من الأمر لئن أراد الله أن يعظ من يشاء منهم في منامه، فاتقِ الله حبيبي في الله علي حسن الدعبوش، فكما تبيّن لي في رؤياك أنك كنت موقناً في نفسك أنّ الزعيم علي عبد الله صالح حتماً سوف يُسلّم القيادة للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولم تشكّ في ذلك مثقال ذرةٍ، وأراد الله أن يزلزل يقينك والأنصار ثم يُحْكم الله آياته كيفما يشاء وإلى الله ترجع الأمور.


    وهذا بيانٌ لك موعظة وبيانٌ من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ذكرى للذاكرين كوني كنت أريد أن أردّ عليك بردٍ قصيرٍ جداً في الرسالة على الخاص ولم أدرِ إلا وقد صار بياناً طويلاً ومُفصّلاً رغم أنفي ولم أكن أنوي كتابة بيانٍ! ولله الأمر من قبل ومن بعد. فهل استطاع أن يغيّر قدر رؤيا أمر الله إلى نبيّه برغم أنّ النبيّ حاول أن يغيّر قدر الرؤيا علّها لا تتحقق؟ ومحاولة تغييرها وإنما ذلك خشية من كلام الناس ولكن الله أحقّ أن يخشاه ولا يبالي بكلام المرجفين والمنافقين من بعد تصديق رؤيا الأمر إليه من ربه، وتعلمون ذلك من خلال رد النبيّ على زيد بن حارثة الذي اتخذه النبي له ولداً، ولذلك كان النبي يقول لزيد:
    {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧﴾مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم، خشية من كلام الناس أن يسلقوه بألسنةٍ حدادٍ خصوصاً المرجفون.


    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    اخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=33538
    _______________
    انتهى الاقتباس من حبيبة الرحمن
    ــــــــــــــــــــــــ
    كل ابن آدم خطّاء ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ومن ثم نأتي لخطأ محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حين اتخذ قراراً من ذات نفسه أن يكون كمثل الملوك الذين يكون لهم أسرى في الحروب ولم ينتظر الفتوى من ربّه، فجاء جبريل عليه الصلاة والسلام بالفتوى الحقّ من ربّه، ويعلم نبيّه أنّه أخطأ خطأً كبيراً. وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ له أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدنيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( 67 ) لَوْلا كتابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(68)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    سبحان الله! ويقول الله تعالى بأنّ لولا رحمته التي كتب على نفسه لما جاء جبريل عليه السلام بالردّ بل لكان مسّهم من ربّهم عذاباً عظيماً، وقال:
    {لَوْلا كتابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} صدق الله العظيم، وهنا قد تبيّن لكم خطأ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اتخاذ القرار الخاطئ وحدث منه ذلك من بعد تكليفه بالرسالة فتاب وأناب وغفر الله له خطأ ظلمه وظلم صحابته لأنفسهم إنّه هو الغفور الرحيم.

    وعليه فقد أصبحت الآية التي يحاجُّني بها الصافي من المتشابهات ونقطة التشابه في كلمةٍ واحدةٍ في قول الله تعالى:
    {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، والتشابه حدث في كلمة وهي: {الظَّالِمِينَ}، فظنّ الشيعة أنه يقصد ظُلم الخطيئة، ولكنّ الله يقصد ظُلم الإشراك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}صدق الله العظيم [النساء:48].

    وأعلى درجات ظلم الإنسان لنفسه هو الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:13].

    وظُلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة، وذلك لأنّ المؤمن معرض للابتلاء فيخطئ ويظلم نفسه بظلم الخطيئة وليس بظلم الشرك لأنّه سوف يكون داعيةً للناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له فلا ينبغي أن يكون الداعية مشركاً لأنه سوف يدعو النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وظلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة لأنّ ظلم الخطيئة قد تحدث حتى بعد تكليف الرسول برسالة ربّه، أفلا ترون أنكم اتّبعتم المتشابه والذي يتناقض مع الآيات المحكمات هُنّ أمّ الكتاب؟ ولم يأمركم الله أن تتبعوا المتشابه الذي لا يعلم بتأويله إلا الله وحده ويُعَلِّم به من يشاء من عباده بل أمركم الله اتباع الآيات المحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب فتهتدون إلى صراط مستقيم، وذلك لأنّكم إذا اتّبعتم المتشابه فإنكم سوف تجدون ظاهره مخالفاً لآيات الكتاب المحكمات ثم تزيغون عن الحقّ فيضلكم المتشابه ضلالاً بعيداً. وقال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيات مُحْكَمَاتٌ هُنّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ متشابهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قلوبهم زيغٌ فَيتّبعون مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كلّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ}صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ويا أيّها الصافي، إنّي الإمام المهديّ بعهد الله وافٍ لا أشرك به شيئاً ولكنّني كنتُ كثير الخطايا والذنوب فأنبتُ إلى ربّي فوجدتُ ربّي غفوراً رحيماً، فاجتباني وهداني وعلّمني البيان للقرآن مُحكمه ومتشابهه، إلا والله الذي لا إله غيره لو اجتمع الأولون والآخرون الأحياء منهم والأموات أجمعون ليحاجُّوا الإمام المهديّ بالقرآن العظيم لجعلني الله المُهيّمن عليهم جميعاً بسُلطان العلم ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون، فهل أنتم مُهتدون؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو الشيعة وأهل السُّنة والجماعة؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    النبيّ الأميّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا أخي الضارب إنك تُحاجّني بالأخطاء اللغويّة وذلك من مُعجزات التصديق، وأضرب لك على ذلك مثلاً في محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول الله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:٤٨].

    فأصبحت الأميّة بُرهاناً للنبيّ الأميّ لدى عُلماء اليهود فعرفوا أنّه رسولٌ من ربّ العالمين؛ إذ كيف يأتي بهذا القرآن العظيم الذي يُعْلِمهم بحقائق ما في التّوراة والإنجيل ويُبيّن لهم الحقّ فيما كانوا فيه يختلفون برغم أنّه أمّيٌّ لا يقرأ قبله من كتابٍ؛ لا كتاب التّوراة ولا الإنجيل، ومن ثم يُبيّن كثيراً مما كانوا فيه يختلفون. فتبيّن لهم أنّه حقاً تلقّى القرآن من لدن حكيمٍ عليمٍ، فعرفوا أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم هو حقاً رسولٌ من ربّ العالمين كما يعرفون أبناءهم، ثم أنكر المُبطلون منهم فأنكروا الحقّ من بعد ما تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربِّهم فأعرضوا عن الحقّ كفاراً حسداً من عند أنفسهم، ولذلك قال:
    {إِذاً لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}[العنكبوت:48].

    وذلك لأنهم يشكّون بأنّ محمداً رسول الله هو الحقّ من ربِّهم لأنّه أمّيٌّ لم يقرأ في التّوراة ولا الإنجيل، فكيف يستطيع أن يأتي بهذا القرآن الذي يصُدّقُ ما بين أيديهم من التّوراة والإنجيل ويُبيّن لهم كثيراً مما كانوا فيه يختلفون! ولأنه أمّيٌ علموا أنه لا ينبغي لأميٍّ أن يأتي بهذا القرآن العظيم وعلموا أنّ القرآن حقًا تلقّاه من لدُنٍ حكيمٍ عليمٍ في أول الدّعوة المحمديّة؛ بل كان يقينهم بأنّه رسولٌ من ربّ العالمين أشدّ من يقين محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بادئ الأمر، وقال الله تعالى:
    {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚلَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وكذلك المهديّ المنتظَر الذي يوحي إليه الله بالبيان الحقّ من القرآن فيأتي بسلطان البيان من نفس القرآن فيُلجم علماء الأمّة بالحقّ مع أنّ جميع عُلماء المُسلمين لا يُخطئون في الإملاء والنحو والتجويد والغُنّة والقلقة؛ إذاً فكيف استطاع ناصر محمد اليماني أن يأتي بالبيان الحقّ للقرآن فيُلجِم جميع من حاوره من القرآن من عُلماء الأمّة! فلا يحاوره أحدٌ من علماء الأمّة إلا غلبه ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن مع أن جميع علماء الأمّة أعلم من ناصر محمد اليماني بالنحو والإملاء والتجويد والغنّة والقلقة ثم يغلبهم ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن، فكيف استطاع ناصر محمد اليماني أن يعلم البيان الحقّ للقرآن؟ ومن ثمّ تعلمون بأنّ ناصر محمد اليماني حقًا تلقّى البيان الحقّ للقرآن بوحي التّفهيم من ربّ العالمين،
    فأصبح جهلي في النحو والإملاء هو مُعجزة للتصديق وحُجّة لي وليست عليَّ أيها الضارب المُحترم.
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    تنزيل القرآن من الرحمن على قلب محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فمُعَلِمُه جبريل القوي الأمين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ولا أفرق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين، ثمّ أمّا بعد..

    إلى (مُحبِّ المهديّ) الباحث عن الحقيقة وإلى جميع المُسلمين، هل تعلمون بأنّ الله وعدكم بالبيان الحقّ للقرآن ونزّل القرآن على خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى:
    {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} صدق الله العظيم [القيامة:١٨].

    والقارئ هو جبريل عليه الصلاة والسلام إلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿٧﴾ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿٨﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    ومعنى قوله:
    {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ} أي وما يتكلم إلا بما كلمه به معلِّمُه جبريل عليه الصلاة والسلام لذلك قال: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾}، وشديد القوى هو جبريل، وهو من أعظم الملائكة في الحجم وبسطةً في العلم، وذلك لأنّ الملائكة ليسوا سواءً في الأحجام، وذلك لأنّهم ليسوا بالتناسل فيأتي الابنُ مثل أبيه؛ بل يخلقهم الله بكن فيكون كيف يشاء. وقال الله تعالى: {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِمَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم [فاطر:١].

    وإنّ جبريل عليه الصلاة والسلام من الملائكة العظام في الخليقة حتى إذا تنزَّل إلى محمدٍ رسول -الله صلّى الله عليه وآله وسلّم- يستوي بإذن الله إلى بشرٍ كما استوى حين ابتعثه الله إلى مريم ليُبشِّرَها بأنّها سوف تلد غلاماً بكن فيكون، فصدّقت بكلمات ربّها، وكذلك تمثل لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بشراً سوياً، ثم دنى من محمدٍ رسول الله صلّى عليه وآله وسلّم
    فكان قاب قوسين وهي: المسافة لحبل القوس الرابط بين القوسين المُتقابلين والمُنحنيَيْن، وذلك لأنّه يشدّ محمداً رسول الله إليه أثناء الوحي بادئ الرأي ولكن المسافة غير ثابتة بينهما أثناء الوحي كما يبدو لي في القرآن العظيم في دقة الخطاب. لذلك قال الله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ} وليس ذلك قولاً بالظنّ منه تعالى بقوله: {أَوْ أَدْنَىٰ}؛ بل من دقة القول الصدق منه تعالى يقول بأنَّ المسافة لم تكن ثابتة وذلك لأنّ جبريل كان يشدّه إليه ثم يلين له، وذلك لكي يركّز محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما سوف يقوله لهُ المرسل إليه وليعلم عظمة الأمر وأنّه القول الفصل وما هو بالهزل من ربّ العالمين. لذلك قال تعالى: {فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ}؛ أي أوحى الله سبحانه إلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما أوحاه جبريل إلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. ولكنَّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رأى جبريل نزلةً أخرى ولكن على هيئته ملكاً عظيماً وذلك عند سدرة المُنتهى ليلة الإسراء والمعراج، ورأى في تلك الليلة من آيات ربّه الكُبرى.

    إذاً المُعلم الشديد القوى هو (جبريل) عليه الصلاة والسلام الذي كان يُعلّم محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم القرآن، ولكنَّ المهديّ المنتظَر يُعلِّمُه البيان (اللهُ الذي خلقه) مُباشرةً بوحيّ التفهيم. لذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    فأمّا القرآن فعلّمه الله لجبريل ليُعلمه محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأمّا البيان فكان الله هو المُعلِّم به مُباشرة إلى المهديّ المنتظَر، وذلك هو التأويل الحقّ لقوله تعالى:
    {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}. وقال الله تعالى: {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

    والرحمن علم القرآن لجبريل ليُعلّمه لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك هو التأويل لقوله
    {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾}، وأما المهديّ المنتظَر صاحب علم الكتاب فهو الإنسان الذي علّمهُ اللهُ البيان الشامل للقرآن وأنّ الشمس والقمر بحسبان، فقد علّمناكم بالسَنّة الشّمسيّة في ذات الشمس وكذلك السَّنة القمريّة لذات القمر وفصّلنا ذلك من القرآن تفصيلاً.

    ومعنى قوله خلق الإنسان فذلك هو المهديّ المنتظَر حتى إذا جاء العمر المناسب له علّمه البيان الحقّ للقرآن ولم يخبِّئْه في سرداب السامري ثم أخرجه وعلّمه! وربّما يقول الجاهلون إنه يقصد بقوله: {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾} أي آدم عليه السلام، ونسي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿٦﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿٧﴾ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الإنفطار].

    ومن ثم نقول له إنّ الإنسان الذي خلقه الله وعلّمه البيان لم يكن قبل نزول القرآن بل بعد تنزيل القرآن، والقرآن لم يتنزّل على آدم بل على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويخصه قوله تعالى:
    {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾}، أي علمه لجبريل ليُعلمه لمحمدٍ رسول الله عليهما الصلاة والسلام، ثم من بعد ذلك وفي الوقت المناسب خلق الإنسان الذي يُعلمه الله البيان الحقّ للقرآن وذلك هو المقصود في قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} صدق الله العظيم، وذلك بعد أن يحيطكم الله ما شاء من علمه لترون آيات ربّكم على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقوله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٠٥].

    إذاً يا محب المهديّ، من كفر بالمهديّ المنتظَر الحقّ الذي يدعو النّاس لاتّباع الحقّ فقد كفر بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وهل تراني أخاطبكم بغير حديث الله في القرآن العظيم؟ إذاً من كفر بما أقول فقد كفر بالبيان الحقّ والذي لا آتيكم به بقول الظنّ والاجتهاد بل أستنبط البيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن فمن كذّبني كذّب بالقرآن ومن صدّقني صدّق القرآن، ولستّ أنت وحدك لا تكذِّب ولا تُصدِّق بل كثيرٌ من الذين اطّلعوا على أمري في أنفسهم ما في نفسك، فلستَ مُكذباً بشأني ولستَ مُصدقاً لأنّك لا توقن بآيات الله في أنّ الشمس أدركت القمر، وكذلك بالكوكب السابع من بعد الأرض والذي هو نفسه الكوكب العاشر بالنسبة للمجموعة الشّمسيّة والذي هو نفسه الثاني عشر بإضافة الشمس والقمر من الكواكب ذات الأهمية، وكذلك لا توقن بالأرض المفروشة باطن الأرض الأميّة جنّة الفتنة برغم أنّكم رأيتم بوّابات الأرض بالصورة تصديقاً للبيان الحقّ ثم لا توقنون! وبأيِّ حديثٍ بعده توقنون يا محب المهديّ؟ وكذلك لا تصدِّقون بجسد المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام أنّه في الأرض حتى إذا وقع القول أخرجه لكم حيّاً يمشي ويدعو النّاس لاتّباع الحقّ المهديّ المنتظَر ويكون من التابعين، وأما وقوع القول فهو بسبب عدم اليقين في قلوب النّاس بحقيقة ما نبيِّن لهم من حقائق آيات ربّهم على الواقع الحقيقي.

    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    حجم سدرة المنتهى حجاب الربّ هي أكبر من جنّة المأوى ..


    اقتباس المشاركة 96513 من موضوع ردّ الإمام على محب المهديّ: جبريل عليه الصلاة والسلام من الملائكة العظام في الخليقة..

    - 6 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 10 -1430 هـ
    01 - 10 - 2009 مـ
    03:29 صباحاً
    ــــــــــــــــــ


    { لَقَدْ رَ‌أَىٰ مِنْ آيَاتِ رَ‌بِّهِ الْكُبْرَ‌ىٰ }..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    وبالنسبة لحجم سدرة المُنتهى (حجاب الربّ)، فهي أكبر من جَنّة المأوى بإشارة قول الله تعالى: {وَلَقَدْ رَ‌آهُ نَزْلَةً أُخْرَ‌ىٰ ﴿١٣﴾ عِندَ سِدْرَ‌ةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    ونعلمُ ضخامة حجم السدرة من إشارة قول الله تعالى:
    {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه: فكم حجم جنة المأوى؟ وقال الله تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} صدق الله العظيم [الحديد:21].

    إذاً كيف تكون الجنة عند الشجرة ما لم تكن الشجرة هي أكبر من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض؟ ومن ثم تصوّر حجم الثمانية الملائكة الذين يحملون هذه الشجرة الكُبرى فهي أكبر ما خلق الله في الكتاب! فهل تذكر حديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حجم جبريل يوم رآه بالأفق المبين؟ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [رأيت جبريل عليه السلام في صورته التي خلق لها له ستمائة جناح قد سدّ الأفق] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    وكذلك تمّ الإذن لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُحدِّثكم عن حجم مَلَك واحد فقط من حملة العرش الثمانية لأنّ السّبعة الباقين بنفس وذات الحجم سوياً، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [أُذن لي أن أحدث عن ملك من الملائكة ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    فانظر قدر المسافة ما بين فقط شحمة أُذنه إلى كتفه
    [مسيرة سبعمائة سنة]! إذاً كم المسافة من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه؟ وقال الله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَ‌ةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾ مَا زَاغَ الْبَصَرُ‌ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾ لَقَدْ رَ‌أَىٰ مِنْ آيَاتِ رَ‌بِّهِ الْكُبْرَ‌ىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم.
    وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6)سورة الذاريات.
    اللهم اشرح صدور عبادك لاتباع القران العظيم المحفوظ من التحريف رحمة للعالمين.

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 05-12-2016, 07:03 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-09-2014, 11:23 AM
  3. وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ، ويكتب لكم الإمام المهدي هذه الموعظة البليغة لكافة المؤمنين..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-09-2014, 09:32 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •