الموضوع: { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } صدق الله العظيم..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11
  1. افتراضي { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } صدق الله العظيم..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 02 - 1431 هـ
    30 - 03 - 2010 مـ
    04:56 صباحاً
    ـــــــــــــــــ




    { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا }
    صدق الله العظيم



    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته. وسؤالكم الأول هو عن بيان قول الله تعالى:
    {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ(51)قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52)إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ(53)فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(54)} صدق الله العظيم [يس].

    ويا أيها السائل كن ذا لبٍّ وفكّر وتدبّر قول الله تعالى:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} صدق الله العظيم، فذلك قول قومٍ لا يعلمون من بعثهم لأنّهم لا يعلمون أنّه يوجد لهم بعثٌ من بعد موتهم، وأولئك أقوامٌ ماتوا من قبل بعث رسل الله إلى أقوامهم فأولئك الكافرون لم يعذبهم الله من بعد موتهم فهم كالنائمين لا يعلمون بشيء من لحظة موتهم فلم يعذبهم الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً الكفار الذين ماتوا من قبل مبعث الرسل لا يعلمون بالبعث الذي وعد به الرحمن في محكم كُتبه ولا يعلمون بشيء ولذلك أخذتهم الدهشة الكُبرى في يوم البعث مَنْ بعثَهم من مرقدهم ولماذا بعثهم؟ فهم لا يحيطون بأيّ علم عن البعث والحساب. ولذلك قالوا:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، ومن ثم أفتاهم الكفار الذي كذبوا برسل ربهم وقالوا: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52)} صدق الله العظيم؛ فذلك هو قول الكافرين الذين كذبوا برسل ربهم. وقال الله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    فأولئك هم الكفار الذين أفتوا أصحابهم من الذين ماتوا قبل بعث الرسل إليهم، ولذلك قالوا:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، بمعنى أنّهم لا يعلمون بوعد الرحمن أنّه يبعث عباده من بعد موتهم ولكنّ الذين حضروا بعث الرسل إلى أقوامهم وكذبوا برسل ربهم هم الذين نبّأوهم بالبعث، ولذلك أفتى الكفارُ السائلين وقالوا: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52)} صدق الله العظيم.

    والسائلون الكفار هم ذاتهم أصحاب الأعراف بين الجنة والنار فلا هم في الجنة ولا هم في النار. وقال الله تعالى:
    {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴿٤٦﴾ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾ أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فهؤلاء ليسوا من المصدقين وليسوا من المُكذبين لأنّهم ماتوا قبل مبعث الرسل، فانظر لقولهم إلى أصحاب النار:
    {أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ}، ويقصدون بقولهم: يا أهل النار أهؤلاء -ويقصدون أصحاب الجنة- الذين أقسمتم لن ينالهم الله برحمته؟ ومن ثم جاءت الإجابة لدعوتهم لربهم، وقال لهم العظيم الرحيم: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم؛ وذلك لأنّهم دعوا الله ربهم وقالوا: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، ولذلك أجاب الله دعوتهم ، وقال: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم. فكيف يعذبهم الله ويخالف حكمه الحقّ في قوله الحقّ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]؟

    فإذاً الذين ماتوا من قبل بعث الرسل إلى قومهم قد أصبحت لهم الحجّة على ربّهم ولذلك لن يعذبهم. وقال الله تعالى:
    {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} صدق الله العظيم [النساء:165].

    فأولئك الذين ماتوا قبل أن يعلموا بحقيقة البعث فهم لا يعلمون مَنْ بعثهم لأنّهم لم يحدِّثهم أحد بذلك في حياتهم الدنيا، ولذلك قالوا:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [يس:52].

    ومن ردّ عليهم هم الكفار الذين يعلمون حقيقة ما حذرتهم رسل ربّهم من البعث، ولذلك قال الكفار الذين يعلمون من بعثهم قالوا لأصحابهم من الكفار الذين لا يعلمون بذلك:
    {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52)} صدق الله العظيم [يس].
    وقال الله تعالى:
    {يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  2. افتراضي


    مزيدا من البيان الحق عن أصحاب الأعراف :
    { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}




    اقتباس المشاركة 139624 من موضوع ردّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بالحقّ على (مجتهد للحق)، والحقّ أحقُّ أن يتبع..


    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=139618

    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 06 - 1435 هـ
    15 - 04 - 2014 مـ
    06:50 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد بسلطان العلم المُلجم، والحقُّ أحقَّ أن يُتَّبع
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين وكافة المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    ويا أيّها المجتهد للحق، لسوف أخرس لسانك بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم لكونك تأخذ كلام الله فتجعله شاملاً من غير تخصيصٍ للفئات، ولسوف أضرب على ذلك مثلاً. قال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:130].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل الله وجَّهَ السؤال للإنس والجنّ كافةً؟ ولكنه يتبيَّن لنا من خلال الردِّ على السؤال:
    {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} ولكن لو جعلنا بيان جُملِ القرآن والهاءات وواوات الجماعة تأتي شاملةً للقوم من دون تفصيلٍ إذاً لحكمنا على كافة الجنّ والإنس أنّهم كانوا كافرين لكون الله تعالى قال: {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل يقصد الله تعالى أنّ ذلك هو جوابُ كافة الجنّ والإنس أنهم
    {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم؟ وربَّما يودُّ أن يقول مجتهدٌ للحق: "هيهات هيهات يا ناصر فتلك آيات محكماتٌ بيناتٌ، فانظر إلى خطاب الله تعالى أنه نداءٌ شاملٌ للإنس والجنّ أجمعين، فانظر لقول الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم، فأنت لا تعرف اللغة". ومن ثمّ يردُّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: نعم أنّي لا أكاد أعلم من القواعد النحويّة إلا قليلاً ولكنّي أتحداك أن تجدني أخطأت في التأويل لكوني لست معتمداً على القواعد النَّحويّة؛ بل آتيك بالبيان للآيات بالآيات المبينات. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34)} صدق الله العظيم [النور].

    وأما النِّداء الربَّانيّ من وراء الحجاب فلا يُقصَد به الثقلان كافةً؛ بل يُقصد به معشر الكفار من الجنّ والإنس لكونك تعلم مَنْ المخاطَبون من خلال الردّ: {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم.

    ويا رجل، إنك لتجعل حال المبعوثين الكافرين واحداً وحياتهم واحدةً! وأنت بتفسيرك هذا نسفت العذاب البرزخيّ نسفاً، وهيهات هيهات فبما أن تفسيرك كان خطأ فحتماً سوف يخالف لكثيرٍ من آيات الكتاب لكون الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة لم يكن غريباً عليهم البعث لكونهم قد علموا أنهم كانوا على ضلالٍ منذ لحظة الموت الأولى إذ أدخلهم الله النار في ذات اليوم الذي أماتهم فيه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    لكون الله قد أدخلهم النّار في نفس اليوم الذي يموتون فيه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) } صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكذلك الذين أماتهم الله بعذابٍ أليمٍ من الكافرين المُعرضين في كلِّ أمَّةٍ يُدخلهم النَّار في نفس اليوم الذي يهلكهم فيه، فهم مُعذَّبون. وعلى سبيل المثال قوم نوح قال الله تعالى:
    {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25)} صدق الله العظيم [نوح].

    وكذلك على سبيل المثال قوم فرعون كذلك أُغرقوا وأُدخلوا ناراً فهم يعرضون على لهيبها بكرةً وعشياً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)} صدق الله العظيم [غافر].

    وهذه هي حياة المُكذِّبين الكافرين البرزخيّة من بعد الموت إلى يوم البعث حياةُ عذابٍ من لحظة موتهم باستمرارٍ، وعلموا أنَّهم ظلموا أنفسهم من لحظة الموت، ولذلك قال الله تعالى:
    {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ولكنّ ناموس العذاب البرزخيّ في الكتاب لا ينطبق على الكافرين الذين لا يعلمون ببعث الرسل إلى أقوامهم من الذين ماتوا من أهل القرى قبل أن يبعث الله رسول ربّهم إليهم، فأولئك لن يعذبهم الله فليس لهم عذابٌ من بعد الموت في الحياة البرزخيّة، وليس لهم عذابٌ في يوم البعث الشامل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    لكون لهم حجّة على ربّهم لو يعذبهم سبحانه لكونه قد أماتهم قبل بعث رسول ربّهم إليهم، ولذلك قال الله تعالى:
    {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    إذاً، الذين ماتوا من قبل بعث رسل ربّهم إليهم فلهم الحجّة على ربِّهم لو يعذبهم، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم، ولذلك يجعلهم الله كالنائمين لا يشعرون بشيء من بعد الموت إلى يوم البعث لكون الكفار الذين لم تُقَم الحجّة عليهم ماتوا قبل بعث الرسل إلى أقوامهم، بمعنى أنّهم ماتوا قبل الكفار الذين أهلكهم الله من بعد إقامة الحجّة عليهم، ولذلك قال الله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿٣٧﴾ هَـٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الرسلات].

    فمِنْهُم المكذبون ومِنْهم الأوّلون برغم أنّهم جميعهم كفارٌ، ولكنّ المكذِّبين هم الكفار الذين ماتوا من بعد بعث الرسل إلى أقوامهم، وأمّا الكفار الأوَّلون فهم الكفار الذين ماتوا قبل بعث الرسل إلى أقوامهم، والكفار الأوَّلون هم الذين قالوا:
    {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52]. وهم السائلون من الكفار. وأمّا طائفة المجيبين فهم المكذبون برسل ربّهم: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [يس:52].

    ويا أيّها (المجتهد للحق)، إنّي أراك تعِظُني وتقول: "يا ناصر محمد اتّقِ الله" فمن ثم أقول لك: فهل خالف الإمام ناصر محمد اليماني تقوى الله حين ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ؟ بل أنت اتّقِ الله فإنّك تصدُّ عن اتّباع الصراط المستقيم وتبغيها عوجاً وتقول على الله من عند نفسك بغير علمٍ ولا هدًى من ربّ العالمين، فإياك ثمّ إيّاك من تبيان آيات الله بالشمول.

    وبالنسبة لكلمة
    {
    يَا وَيْلَنَا } فهم يقولونها أي الطرفان من الكافرين لكونهم جميعهم فزعون، وعلى سبيل المثال الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل فهم يعلمون مباشرةً من لحظة البعث أنّ هذا يوم البعث بمجرد ما يبعثهم، وقال الله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ (30)} صدق الله العظيم [الصافات].

    وبما أنّ الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل يعلمون أن هذا يوم الدين يوم يقوم الناس لربّ العالمين ولذلك قالوا:
    {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20)}، وأمّا الكفار الفزعون من الطرف الآخر الذي لم تُقَم الحجّة عليهم ببعث الرسل ولا يعلمون ببعث رسل ربِّهم ولا يعلمون أنَّهم سوف يُبعثون فهم كذلك فزعون يوم البعث، ولذلك قالوا: {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}، وردَّ عليهم كفارٌ آخرون: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)} صدق الله العظيم.
    وخاطب الله الكفارَ المكذبين بيوم البعث فقال الله لهم من وراء الحجاب:
    {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)} صدق الله العظيم.

    وعلى كل حالٍ حين نجد كلمةَ
    { وَيْلَنَا } صادرة من الطرفين من الكفار سواء الذين أُقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل أو الذين ماتوا قبل بعث الرسل فكلمة
    { يَا وَيْلَنَا } صدرت من الطرفين بسبب أنّ الطرفين فزعوا من هول البعث، ولكنّ طائفة منهم لن يعذبهم الله حتى وإن نالهم الفزع من عذاب الجحيم، فأخيراً يقول لهم ربّ العالمين: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فلن يُخلف الله وعدَه فيعذب الكافرين الذين لم يقِم الحجّة عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم [الإسراء]، وأولئك هم أصحاب الأعراف فلا هم في الجنة بادئ الأمر ولا في النار فليس لهم إلا رحمة ربّهم. وقال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:46].

    لكونهم ليسوا من المعذبين ولم يجعلهم الله بعدُ من أصحاب الجنّة؛ بل يتمنّوْن أن يدخلوها مع الصالحين. وقال الله تعالى:
    {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) } صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثمّ جاء الردُّ في سياق الآيات إجابةً لدعوتهم لربِّهم:
    {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)} صدق الله العظيم، والردُّ من وراء الحجاب بصوت الحيِّ القيوم! {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم، لكونهم أنابوا إلى ربِّهم أن يرحمهم كما رحم الصالحين، وبرغم أنّهم كفار ولكنهم كرهوا الكفارَ برسل ربّهم، وقالوا لهم: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وذلك النداء: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم، صدر من الربِّ لأصحاب الأعراف.

    ويا (مجتهد للحق)، فإن كنت تريد الحقّ فإنّي الإمام المهديّ ناصر محمد من الراسخين في علم الكتاب فلا يجادلني عالِمٌ من القرآن العظيم إلا أقمتُ عليه الحجّة بإذن الله بآياتٍ بيِّناتٍ محكماتٍ من آيات أمِّ الكتابِ، والحقُّ أحقَّ أن يتّبع إن كنتَ تريد الحقَّ، وما بعد الحقِّ إلا الضلال.

    وأُبشِّر أنّ جدّي عبدَ الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي سوف يجعله الله وجدَّتي آمنةَ بنت وهبٍ من أصحاب الجنَّة، وكذب المفترون أنّ أبوَيْ محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من أصحاب الجحيم، ولَأُخرِسنّ ألسنة المفترين من محكم القرآن وألجمهم إلجاماً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 90211 من موضوع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينفي أن أبوي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النّار ونأتي بالحكم بين المختلفين من خطباء المنابر من محكم الذكر

    - 1 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=90197

    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 05 - 1434 هـ
    13 - 03 - 2013 مـ
    05:25 صـباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينفي أنّ أبوَي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النّار
    ونأتي بالحكم بين المختلفين من خطباء المنابر من محكم الذّكر
    ..



    ومن ثم نقول بسم الله الرحمن الرحيم، يا معشر المسلمين، إنّما يبعث الله الإمام المهديّ حكماً بالحقّ بين المختلفين في الدّين ليوحِّد صفّهم من بعد تفرق المسلمين إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون
    ، وإنّما أعظكم بواحدةٍ أن تقوموا لله مثاني وفرادى ثم تتفكروا في بيانات ناصر محمد اليماني للقرآن العظيم وما هي المرجعيّة التي يعتمد عليها ناصر محمد اليماني وأسّس عليها دعوته في غربلة السنّة النبويّة وغربلة التوراة وغربلة الإنجيل. فهل مرجعيّة ناصر محمد أحلامٌ يحاجِِج بها البشر وحسبه ذلك؟ أم مرجعيّة ناصر محمد القسم بالله العظيم ويكتفي بذلك؟ أم مرجعيّة ناصر محمد أوهامٌ من عند نفسه وحسبه ذلك؟ أم إنّ مرجعيّة ناصر محمد اليماني هي آياتُ الله المحكمات البيّنات من آيات أمّ الكتاب البيّنات حجّة الله على علماء المسلمين وأمّتهم والنّاس أجمعين، والتي من خلالها نستطيع أن نبيّن لكافة علماء الأمّة وعامة المسلمين أيّ الأحاديث النبويّة الحقّ وأيّها باطلٌ مفترًى ليس من عند الله ورسوله وبكل يسرٍ وسهولة؟

    وكما ضربنا لكم مثالاً في بيان الأمس فحطّمنا عقيدة الذين يعتقدون أنّ عبد الله بن عبد المطلب وزوجته آمنة بنت وهب في النّار، ومن ثم يأتون بأحاديثٍ مفترياتٍ على الله ورسوله ليثبتوا أنّ أبوي محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النّار. ولسوف نقوم بتنزيل بياني الذي كتبته بالأمس للمرّة الثالثة لعلكم تتفكّرون ويتمّ اعتماد بيان نفي عذاب النار عن أبوي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتضربوا بهذا البيان مثلاً للمسلمين عن كيفية كشف الأحاديث المكذوبة.

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=89373

    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 04 - 1434 هـ
    08 - 03 - 2013 مـ
    04:17 صـــباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    فانظروا إلى الطريقة الحقّ لكشف الأحاديث المدسوسة التي ليست من عند الله ولا رسوله
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وعليهم جميعاً وآلهم الطيبين وسلّموا تسليماً، أمّا بعد..

    ويا أحبّتي في الله لو تعلمون كم الأمر سهلٌ ويسيرٌ لكشف الأحاديث المدسوسة مثال هذين الحديثين عن النّبي كذباً وزوراً عليه، كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي. وفيه أيضاً عن أنس أن رجلاً قال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال: في النار، فلما قضى دعاه، فقال: إن أبي وأباك في النار
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى.

    فتعالوا لنقوم بعرض هذين الحديثين على محكم كتاب الله القرآن العظيم فإن وجدنا آياتٍ بيّناتٍ محكماتٍ لعلماء الأمّة وعامة المسلمين جاءت مخالفةً لهذين الحديثين فقد علمنا أنّهما حديثان مفتريان عن النّبي، وإلى التطبيق للتصديق:

    فما هي الخطوة الأولى التي يجب علينا البحث عنها في القرآن العظيم؟ وإليكم الخطوة الأولى، فأولاً يجب علينا البحث في القرآن هل سبق وبُعث رسلٌ إلى عبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب وأمّتهم؟ وأنتم تعلمون أنهما أَبَوا محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وعليهم وأسلّمُ تسليماً. ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {يس ﴿1﴾ وَالْقُرْ‌آنِ الْحَكِيمِ ﴿2﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿3﴾ عَلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿4﴾ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّ‌حِيمِ ﴿5لِتُنذِرَ‌ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ‌ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿6﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فهذا يعني أنّ الله لم يبعث إليهم رسولاً لينذرهم أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئاً. والسؤال الذي يطرح نفسه فهل يا ترى مَنْ مات من هؤلاء الآباء قبل مَبْعَثِ محمدٍ رسول الله إليهم؛ فهل يا ترى سوف يعذّبهم الله فيدخلهم النّار برغم أنّه لم يبعث إليهم رسولاً؟ ومن ثم نترك الجواب من الربّ مباشرةً في محكم الكتاب قال الله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً تبيّن للمسلمين العقيدة الباطلة، فظلمٌ وزورٌ كبيرٌ أن تعتقدوا أنّ والدَ محمدٍ رسول الله وأمَّه التي ولدته في النّار، بل تبيّن لكم أنّهما ليسا من المعذّبين. فاتقوا الله وأطيعوني واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، ثم لا تجدوا في أنفسكم حرجاً ممّا قضيت بينكم بحكم الله وتسلموا تسليماً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    وما يلي ملاحظة إلى وسيم العابد ومن كان على شاكلته من الذين خضعت عقولهم لدعوة الإمام المهديّ ناصر محمد واطمأنت قلوبهم إلى سلطان علمه ولا يزالون متردِّدين في البيعة والتصديق خشية أن لا يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، وأقول:


    ويا وسيم العابد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإن كنت تعبد رضوان الله غايةً فأقول ولذلك خلقكم فاتّبعني أهدك صراطاً سوياً، ويا حبيبي في الله قال الله تعالى: {قُلْ مَن يَرْ‌زُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْ‌ضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ‌ وَمَن يُخْرِ‌جُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِ‌جُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ‌ الْأَمْرَ‌ فَسَيَقُولُونَ اللَّـهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٣١﴾ فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّىٰ تُصْرَ‌فُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وها أنت يا وسيم العابد قد عَقِلْتَ دعوة الإمام ناصر محمد اليماني وعلمت علم اليقين أنّه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ وأقيمت الحجّة عليك 100% لكون عقلك حكمَ بالحقّ بأنّ دعوة الإمام ناصر محمد اليماني خاليةٌ من الشرك بالله 100%، إذاً فماذا تنتظر بعد أن وجدتَ الحقّ! أم تظنّ أنّ ناصر محمد اليماني قد يغيّر شيئاً من أسس دعوته؟ إذاً فأقسم بربي لو انتظرتَ تريليون عاماً فتعمّرنا لما تغيَّرَ أساس هذه الدعوة شيئاً لدى الإمام ناصر محمد اليماني، فماذا تنتظر يا وسيم العابد ومن كان على شاكلته الذي أفتى أنّ عقله يخضع لدعوة الإمام ناصر محمد اليماني ويؤمن بسلطان علمه؟ فلماذا لا تتّبع الحقّ وماذا بعد الحقّ إلا الضلال.

    وربّما يودّ وسيم العابد أن يقول: "يا ناصر محمد، فبرغم أنّ عقلي مطمئِنٌ لدعوتك يا ناصر محمد ومطمئِنٌ لسلطان علمك ولكنّي أخشى أن اتّبعك وأنت لست الإمام المهديّ المنتظَر الذي ينتظره البشر ليُخرج النّاس من الظلمات إلى النّور". ومن ثمّ يردّ عليك ناصر محمد اليماني وأقول: ألم نأتِكم بالبيان الحقّ للقرآن بالقرآن من ذات القرآن من كلام الله ربّ العالمين؟ فإذاً فقد أقمتُ عليكم الحجّة بالحقّ بالبينات من ربّكم. وبالنسبة لفتواي بأنّني المهديّ المنتظَر فإذا لم أكن أنا هو فسوف يحاسبني الله وحدي فقط على ادّعاء شخصيّة المهديّ المنتظَر لو لم أكن هو، فإن كنت كاذباً فعليَّ كذبي، وأما أنتم فيحاسبكم الله على البيّنات من ربّكم ويعذب من أقيمت عليه الحجّة من آيات الله ولم يتّبع الداعية إلى الله على بصيرةٍ من ربّه، فتدبروا الكتاب لتعلموا حجّة الله عليكم التي بسبب الإعراض عن حجّته يعذِّب المعرضين في النّار. وقال الله تعالى: { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ‌ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَ‌بَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَ‌بَّنَا أَخْرِ‌جْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ويا ليت الله يؤتيكم حكمة مؤمن آل فرعون الذي وعظ قومه أن يصدِّقوا بنبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام ويتّبعوه بغض النظر هل هو نبيٌّ مرسلٌ من الله أم لا، فأهم شيءٍ أنّه جاء بالبينات من ربّهم التي قبلتها عقولُهم واستيقنتها أنفسُهم لكون تلك هي الحجّةُ عليهم من ربّهم لو كان من الصادقين، أمّا لو كان من الكاذبين وليس من الأنبياء فعليه كذبه ويحاسبه الله على ادّعاء النّبوة وحده، ولذلك قال مؤمن آل فرعون لفرعون وقومه وهو يعظهم، فقال:
    {أَتَقْتُلُونَ رَ‌جُلًا أَن يَقُولَ رَ‌بِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّ‌بِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:28]، وكذلك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني {وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ}..

    فكن من الشاكرين يا وسيم العابد، وكن عابداً لنعيم رضوان ربّك، واتخذ رضوان الله غايةً، واحمد ربّك أن جعل الله قدر وجودك في الأمّة التي يبعث فيها الإمام المهدي، وأرجو من الله أن لا يجعل بعث الإمام المهدي حسرةً عليك يا حبيبي في الله، وأشهد أنّك من أولي الألباب ولكنّ الشيطان لا يزال يقعد لك ليصدّك عن اتّباع الصراط المستقيم ويقول لك أتتّبع ناصر محمد اليماني؟ فماذا لو لم يكن المهديّ المنتظَر! ومن ثم يخوّفك، فاستعذ بالله يا وسيم واعتصم بحبل الله القرآن العظيم ولا تتّبع ملّة قومٍ يعتقدون أنّ أبوي محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- في النّار، ولئن سألتهم لأجابوك وقالوا: "إنّما ذلك تصديقٌ لحديث محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- الذي أفتى عن أبويه عبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب أنّهما في النّار ولم نُؤسِّس هذه العقيدة في شأن أبوي الرسول على باطلٍ بل بناءً على أحاديث حقٍّ عن النّبي ثابتةٍ في صحيح البخاري ومسلم". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهدي وأقول: وحتى ولو كانت تخالف لفتوى الله في محكم القرآن العظيم! فأيّهما أصدق كتاب الله القرآن العظيم أم كتاب البخاري ومسلم؟ أفلا تعقلون؟

    فلكم أعجبني رجلٌ من أولي الألباب استنكر بعقله فتوى كثيرٍ من العلماء عن مصير أبوي محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ونفى أن يكونا في النّار ولكن بغير علمٍ من محكم القرآن العظيم ولم يؤتِه الله علم الكتاب حتى يُقيم عليهم الحجّة بل كان يستنكر بعقله، ولكنّ الإمام المهديّ تجدونه يُخرسُ ألسِنةَ الممترين فيلجمهم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فيُهيمن عليهم بسلطان العلم، وما أرجوه من حبيبي في الله المنصف أو طارق البربري أو أيٍّ من أحبتي في الله أن يقوم أحدهم أو غيرهم بتنزيل هذا اليوتيوب لتنظروا فتوى العلماء عن مصير أبوي محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله سلم، وبرهانُهم أحاديثٌ مفتراةٌ من عند غير الله ورسوله وهم لا يعلمون، فانظروا فتواهم وانظروا لردّ ذلك الرجل الذي استخدم عقله ويرفض الاتّباع الأعمى، ورجوت من الله أن يكون من أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وأشهد إنّه لمن أولي الألباب، فبلِّغوا ذلك الرجل الذي يحاجِج العلماء في هذا اليوتيوب ومن ثم قوموا بتنزيل ذلك اليوتيوب في نفس بياني هذا.


    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 159770 من موضوع منهم أصحاب الأعــــــــراف





    ردُّ الإمام المهديّ ناصر محمد على العضو ( قول الحقّ ) وكذلك على أحد أنصارنا الذي يُجادلنا بإحدى الآيات المحكمات في القرآن العظيم ..


    اقتباس المشاركة : قول الحق
    بسم الله الرحمن الرحيم ..

    امامي الحبيب انت تقول ان اصحاب الاعراف هم اناس ماتوا من قبل مبعث الرسل إليهم ، ولا يعلمون بان هناك آخره و لا يعلمون بالبعث...
    والسوال الذي يطرح نفسه كيف ان اصحاب الاعراف لا يعلمون بانه يوجد بعث من بعد الموت و الرسول محمد عليه الصلاة و السلام عندما أنذر قومه وعندما قال لهم ان الله سيبعثهم من بعد موتهم... وكان رد قومه أنهم قد وعدوا هم و آبائهم من قبل بالبعث والدليل على ان علم الأخره البعث قد وصل إليهم وإلى آبائهم وإلى جميع الناس و كانوا على علم بالبعث
    قال الله تعالى ( وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٧٩﴾ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٨٠﴾ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ ﴿٨١﴾ قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٨٢﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨٣﴾ قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨٤﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )
    وقال الله تعالى ( قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٦٥﴾ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا ۖ بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ ﴿٦٦﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ ﴿٦٧﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِي )
    واما المقصود من قول الله تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسو لا )
    اي ان الله سبحانه وتعالى لا يهلك قوم بعذاب اليم في الدنيا وهم غافلون إلا من بعد ان يبعث إليهم رسول لينذرهم
    قال الله تعالى ( ذَٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ )
    وقال الله تعالى ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ )
    فيبعث الله الرسل لينذروا الناس انهم ضلوا وان عذاب الله على الأبواب حتى لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسول فيقيم الله الحجه على الناس بان يبعث إليهم رسول لينذرهم ان عذاب الله على ألأبواب
    قال الله تعالى ( رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمً )
    ولو ان الله سبحانه و تعالى يهلك قوم بعذاب اليم من قبل أن يبعث إليهم رسول لينذرهم ان عذاب على الابواب... ستكون لهم حجه على الله وسيقولون ....
    قال الله تعالى :
    ( وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى )
    صدق الله العظيم
    واتمنى من الامام ناصر محمد ان يزيدنا بيان من الأيات البينات المحكمات يبين فيه منهم أصحاب الأعراف ... وهل اصحاب الأعراف هم الذين لم يلبسوا أيمانهم بظلم الشرك وماتوا من قبل مبعث الرسل إليهم ..
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
    انتهى الاقتباس من قول الحق
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله من الإنس والجنّ من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليهم وسلّموا تسليماً، لا نفرق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أما بعد..

    ويا حبيبي في الله الباحث إنّي أراك تحاجِج إمامك بقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٧٩﴾ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٨٠﴾ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ ﴿٨١﴾ قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٨٢﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨٣﴾ قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨٤﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون]. وتستدلُ بقول الله تعالى: {قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٨٢﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم.

    ويا رجل، فهل ترى أنّه قد أقيمت الحجّة عليهم لكونهم سمعوا عن قصص الأمم الغابرة بأنّهم وعدوا ببعثهم من بعد الموت؟ ولكنهم لا يعلمون من يبعثهم من بعد موتهم وإنّما سمعوا عن قصص الأولين أنّهم وعدوا ببعثهم من بعد موتهم؛ بل كل ما يعلمونه هي كلمة "بعث من في القبور" ولكنهم لا يعلمون من سيبعثهم؛ بل فقط سمعوا عن البعث من بعد الموت ولكنّهم لا يعلمون من سيبعثهم من بعد موتهم إن كان البعث حقاً كونهم لم يأتِهم رسولٌ يفصّل لهم دعوة الحقّ من ربِّهم ويبيّن لهم ما أُنزل إليهم من ربِّهم؛ بل فقط سمعوا كما يسمونها "أساطير" عن الأمم الغابرة من قبلهم بأنّهم وُعِدوا ببعثهم من بعد موتهم.

    وإنّي أعلمُ أنّ الأمم التي تموت من قبل بعث رسول ربّهم إلى قومهم أعلمُ أنّهم لا يجهلون قصص الأولين بأنّهم وُعِدوا ببعثٍ من بعد موتهم، ولكنّني أكرر الفتوى بالحقِّ أنّهم لا يعلمون من الذي سوف يعيدهم بعد أنْ كانوا عظاماً ورفاتاً، فبرغم أنّهم غير مصدّقين ما سمعوه من قصص الأولين بأنّهم وعِدوا ببعثهم من بعد موتهم؛ وبما أنّه ليس لديهم تفصيلٌ من ربِّهم مَنْ الذي سوف يعيدهم من قبورهم؛ بل فقط سمعوا عمّا يسمّونها أساطير الأولين بقصص البعث من بعد الموت، فمن ذلك نستنبط عدم علمهم مَنْ الذي سوف يُعيد خلقهم من قبورهم؟ ونرى ذلك من خلال جدال ذرّياتهم لأنبياء الله كما جادلوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى: {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فانظر إلى عدم علمهم وآباؤهم كذلك فإنّهم لا يعلمون من سيعيدهم من بعد موتهم، ونستنبط ذلك من خلال ردّهم على رسول ربّهم في قول الله تعالى: {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51)} صدق الله العظيم.

    فانظر إلى عدم علمهم من الذي سيبعثهم من قبورهم من خلال قولهم: {فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ}، فمن خلال ذلك تبيّن لنا أنّ آباءهم الذين ماتوا قبل بعث رسول ربّهم إليهم كذلك لا يعلمون من الذي سوف يبعثهم من قبورهم، ولذلك قالوا يوم يبعثهم الله: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52]، ونعلم من خلال قولهم أنّهم كانوا يسمعون عن قصص الأمم الغابرة من قبلهم بأنّهم وُعِدوا بالبعث من بعد موتهم، ولذلك يسمّونه بعثاً لكونهم فِعلاً سمعوا عن قصص الأولين وعن بعثهم من بعد موتهم، ولذلك تجدهم يسمونه باسمه الحقّ " بعثٌ ". ولذلك {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}، لكون هذا شيء سمعوا به في قصص الأولين وهي قصة بعث الأموات، ولكنّ التفصيل مفقود لديهم من الذي يبعثهم من بعد موتهم؟ ولذلك قالوا: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}؟

    وأما بالنسبة للذين بعث الله رسولاً إليهم فقد أفتاهم رسلُ ربّهم من الذي سيبعثهم من بعد موتهم. وقال الله تعالى: {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51)} صدق الله العظيم [الإسراء]، ولذلك تجد الكفار الذين أفتوهم رسلُ ربّهم عن من الذي سيبعثهم من بعد موتهم تجدهم كذلك هم من أفتوا الكفارَ الذين لا يعلمون من سيبعثهم. ولذلك قالوا: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)} صدق الله العظيم [يس]. فهذا جاء جواباً من الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل وبيّنوا لهم ما أُنزل إليهم من ربِّهم وكفروا به، فتجدهم اعترفوا بالحقِّ من ربِّهم وردوا على السائلين: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)}.

    وأما السائلون فهم الكفار الذين ماتوا من قبلهم وكانوا يسمعون عن بعث الأموات من قصص الأولين، ولكنهم كانوا يظنّونها مجرد أساطير ولم يتنزّل عليهم كتابٌ من ربِّهم ورسولٌ يفصّل لهم ما أُنزل إليهم من ربِّهم. ونعلم أنّهم فعلاً كانوا يسمعون من قصص الأولين بأنّه يوجد هناك بعثٌ من بعد الموت ولكنّهم حقاً يجهلون من الذي سيبعثهم ولذلك {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}؟ فردّ عليهم الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة من ربِّهم ببعث الرسل فقالوا: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُون}.

    ويا حبيبي في الله الباحث الأنصاري، إنكّ حقاً تجادل إمامك بآيةٍ محكمة بيّنةٍ بقول الله تعالى: {قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٨٢﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وتبيّن لك الحقّ أنّه حقاً لا يوجد أيّ آيةٍ تناقض بيان الإمام المهديّ ناصر محمد للقرآن بالقرآن، وعلمتَ أنّ أصحاب الأعراف هم حقاً الذين ماتوا من قبل بعث رسل ربّهم إلى أقوامهم لكونهم ليسوا في الجنة وليسوا في النار. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    وأقمنا عليك الحجّة بالحقِّ برغم أنّه ما كان في تصورك أنّ الإمام ناصر محمد اليماني سوف يغلبك بالحقِّ بالردّ على الآية التي حاججتنا بها، وكاد الله أن يزيغ قلبه عن الحقّ فينقلب على عقبيه فلا يتّبع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فمن ثم يتّبع قوماً آخرين بسبب عدم فهمه لهذه الآية من بعد أن كان من المكرمين الأنصار السابقين الأخيار! فاعتبروا يا أولي الأبصار من كافة الأنصار في عصر الحوار من قبل الظهور، فأيّما آيةٍ رأيتم أنّ بيانها مناقضٌ لما علمتم به في بيانات أخرى حسب ظنّكم؛ فلربما بعض الأنصار يضعف يقينه في أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فينسحب بهدوء فيقول: "لا داعي أن أجادل ناصر محمد وأُشهر نفسي بأنّي صرت في شكٍ منه مريبٍ". ثم ينسحب بهدوء فيقول: "إن كان ناصر محمد اليماني هو المهديّ فقد بايعته وعلم أنّني من أنصاره، ولكن لا داعي أن أتعب نفسي في تدبّر بياناته كما كنت موقناً به من قبل لكوني وجدت آيةً مناقضةً لنقطةٍ بيَّنها في أحد بياناته". فمن ثم نقول: "فيا من انسحبت بهدوءٍ وظننت أنّ ذلك ذكاءٌ منك بأنّك لا تريد أن تخسر ناصر محمد اليماني برغم أنك شككت في أنّه الإمام المهديّ، فمن ثم نقول لك إنّك من الخاطئين فإذا كنت من أولي الألباب فلك الحقّ أن تحاجج الإمام المهديّ ناصر محمد بأيّ آيةٍ تراها مضادةً لِما بيّنه ناصر محمد اليماني، حتى ترى هل سوف تغلبه فيها فتتولى وأنت مقتنعٌ أنّ ناصر محمد اليماني ليس الإمام المهديّ؟ ويتبيّن لك أنك لم تظلم نفسك بقرارك الخاطئ. أو يغلبك ناصر محمد اليماني ويهيّمن عليك بسلطان العلم الملجم، فمن ثم يعود إيمانك أشدّ من ذي قبل أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً الإمام المهديّ ناصر محمد.

    ويا أيّها الباحث عن الحقّ فقد وجدت الحقّ فالزم، ويا حبيبي في الله كن كمثل عبيد النَّعيم الأعظم لكون عبيد النَّعيم الأعظم إذا واجهتهم نقطةً في بيانات ناصر محمد لم يفهموها أو أثارت الشكّ في أنفسهم فمن ثم يتذكرون حقيقة النَّعيم الأعظم فيجدون أنّهم حقاً لن يرضوا بملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض حتى يكون ربّهم أحبّ شيء إلى أنفسهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، فإذا هم مبصرون مهما شكّوا في أيّ شيء من البيانات، فمن ثم يتذكرون حقيقة النَّعيم الأعظم فإذا هم مبصرون، فبمجرد تفكّرهم في حقيقة النَّعيم الأعظم فإذا هم مبصرون أنّ ناصر محمد اليماني هو الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم لا شك ولا ريب. وتجدهم إذا لم يفهموا نقطةً في أحد البيانات فيقولون لا مشكلة فلا نريد أن نشغل إمامنا عن حوار وإقناع قومٍ آخرين، وعسى أن يأتي بيانٌ جديدٌ بإذن الله فأفهم تلك النقطة التي لم أفهمها من قبل لكونهم أصلاً لا يريدون أن يسمحوا لأنفسهم أنْ تشكّ في الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وليس ذلك من عظيم حبّهم للإمام ناصر محمد اليماني؛ بل من عظيم حبّهم لله ربّ العالمين لكونهم لا يريدون أن يهتدوا إلى شيء غير النَّعيم الأعظم! بل سوف نفتيكم في شأنهم بالحقِّ، فحتى ولو شكّكَ الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني في نفسه أنه تبيّن له أنّه ليس الإمام المهديّ ثم يقول لهم: بل فاعبدوا الله طمعاً في نعيم جنته التي عرضها السماوات والأرض لقالوا: "هيهات هيهات أن نبدل ما علمناه علم اليقين أنّه النَّعيم الأعظم من نعيم الجنة الأصغر! فاسمع يا ناصر محمد، فوالله الذي لا إله غيره إنّك على الحقّ المبين، ألا والله لو خاطبنا الله ربّ العالمين من وراء الحجاب ، وقال لنا:

    [[ يا أنصار ناصر محمد اليماني فاعبدوني طمعاً في نعيم جنتي لكونه لن يتحقق رضوان نفس الرحمن كما أفتاكم ناصر محمد، لقالوا: إذاً فلماذا خلقتنا يا أرحم الراحمين؟ وحتماً يكون جواب ربّهم عليهم بالحقِّ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات:56].
    ثم يقولون: ونحن على ذلك من الشاهدين، فرضوان نفسك نعبد؛ ولك نسجد؛ لا إله غيرك؛ ولا معبودَ سواك يا أرحم الراحمين، فقد عرفناك أنّك حقاً أرحم الراحمين، ولذلك نجدك متحسراً وحزيناً على عبادك الذين ظلموا أنفسهم برغم أنّك لم تظلمهم شيئاً ولكن ظلموا أنفسهم وزادوا أنفسهم ظلماً باليأس من رحمتك، سبحانك!

    وحتى وإن ردّ عليهم ربّهم فقال: إذاً لا تريدون نعيم الجنة التي وعدتكم بها، فهذا شأنكم. لقالوا: يا رب، إنك قلت وقولك الحقّ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، فإذا لم تحقق لنا النَّعيم الأعظم من جنتك فلنا منك طلبٌ يا أرحم الراحمين أن تجعلنا بين الجنة والنار لندعو ثبوراً وليس ثبوراً واحداً بل ثبوراً كثيراً أعظم من دعاء ثبور الكفّار خالدين ما دام أحبّ شيء إلى أنفسنا متحسراً وحزيناً، وأمّا أنك تريدنا أن نستبدل غايتنا فنجعل النَّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النَّعيم الأصغر فنعتذر إليك ربنا فقلوبنا لن ترضى أن تبدل تبديلاً، فلا نستطيع أن نرضى بنعيم الجنة وأحبّ شيء إلى أنفسنا متحسرٌ وحزينٌ.

    وحتى وإن قال لهم ربّهم حبيب قلوبهم: ولكن ربكم على كلّ شيء قدير الذي يحول بين المرء وقلبه فسوف أجعل قلوبكم ترضى بنعيم الجنة حتى تتخذوا رضوان الله وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة. لقالوا: سألناك ربنا بحقّ لا إله إلا أنت، وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك، وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن لا تفعل بقلوبنا ذلك فلا نريد أن نبدل تبديلاً.

    وحتى وإن قال لهم ربّهم: أليس ذلك خيراً من أن لو أجبت طلبكم فأجعلكم بين الجنة والنار تدعون ثبوراً أعظم من دعاء الكفار بالثبور خالدين؟ لقالوا: إذا لم يتحقق لنا النَّعيم الأعظم من نعيم الجنة فنحن راضين أن تجعلنا بين الجنة والنار ندعو ثبوراً خالدينَ ما دمت متحسراً وحزيناً يا أرحم الراحمين ]] انتهى.

    ويا معشر المسلمين، فمن أطلع على بياني هذا فسوف يصفني بالجنون! فمن ثم نقول لهم: فنِعْمَ الجنون! أليس ذلك خيراً من مجنون ليلى العامريّة؟ فوالله الذي لا إله غيره لا يفقه بيان النَّعيم الأعظم إلا قومٌ يحبهّم الله ويحبونه وهم على كل كلمةٍ قلتها في الحوار الافتراضي بينهم وبين ربّهم لمن الشاهدين، فيجدون أنّه حقاً كان الردُّ على الربّ في الحوار الافتراضي هو ذاته ما كانوا سوف يردون به وبالضبط لا شك ولا ريب. وهنا يتوقف السائلون فيقولون: "وهل يوجد في العالمين مجنونٌ على شاكلتك؟" فمن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه.

    و يا قوم لست بمجنون، ولكن ما نطقت به لكم في الحوار الافتراضي فأقسم بالله العظيم أنّكم سوف تجدونه بنفس الكلمات لدى قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه وربما تزدريهم أعينكم فتقولون: أهؤلاء منَّ الله عليهم من بيننا بمعرفة النَّعيم الأعظم كما يزعمون! أو يقول أحدكم: "أنا أعرف فلان وما كان يفعله من قبل، وكان صديقي في رحلات الإجازة الترفيهية، وأعلم ما كنا نفعله سوياً، فكيف يمكن أن يرتقي (حسب ظنه) إلى صفوة البشرية وخير البرية قوماً يحبهم الله ويحبونه؟!" فمن ثم نترك الرد من الله على الجاهلين، قال الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة:222].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 166379 من موضوع منهم أصحاب الأعــــــــراف


    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 01 - 1436 هـ
    19 - 11 - 2014 مـ
    08:00 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين، أمّا بعد..
    سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي في الله، ونقتبس من بيان حبيبي في الله (قول الحق) ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    فهل بالعقل والمنطق ان يسمع اي انسان لإيات الله ويعتبرها اساطير الاولين ؟ فهل اي انسان عاقل سواء في عهد مبعث الرسل او في الفترة من قبل مبعث الرسل يسمي أيات الله باساطير الاولين؟
    انتهى الاقتباس
    والجواب على النقطة الأولى التي يقول فيها الأنصاري (قول الحق) ما يلي: فهل بالعقل والمنطق ان يسمع اي انسان لآيات الله ويعتبرها اساطير الاولين؟ فمن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي، إنّ كافة المكذبين من أمم الأنبياء يقولون: {إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنعام:25]؛ رغم أنّهم ليسوا من شياطين البشر الكافرين بالحقّ من ربِّهم وهم يعلمون أنّه الحقّ؛ بل يقول ذلك قومٌ لا يعلمون أنّه الحقّ من ربِّهم؛ بل هم ضالون عن الصراط المستقيم.

    ويا رجل، حتى لا نخرج عن الموضوع فدعنا في الأقوام الذين ماتوا قبل بعث رسل ربهّم إليهم، فلا يوجد كتابٌ بين أيديهم ولا آثارة من الآيات حتى تلومهم، وتريد أن يُلقى بهم في نار جهنم! ويا رجل، إنّ سبب قولهم حين سمعوا عن البعث في قصص الأولين هو: بما أنّه لا يوجد لديهم رسولٌ من ربِّهم ولا كتابٌ بين أيديهم تَنزّل من ربِّهم على أمّةٍ قبلهم فيدرسون آياته ويتدبّرونها؛ بل نقول لا وجود لكتابٍ تنزّل إليهم من ربِّهم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ ليتدبّروا آياته فلذلك حين سمعوا بقصص البعث جاءت في قصص الأمَم الأولى فقط لا غير من غير برهانٍ بين أيديهم من ربِّهم ولذلك قالوا: " أساطيرُ الأوّلين ". والبرهان أنّهم لم يسمعوا من آيات الكتاب شيئاً تجده في قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [الأحقاف:4].

    ونستنبط من ذلك أنّ آباء هؤلاء لم يكن لديهم كتابٌ من الله ولا آياتٌ يدرسونها على الإطلاق وإنّما يسمعون عن القصص أنّه يوجد هناك بعثٌ فظنّوا أنّ ذلك مجرد أساطير الأولين. ولكنّهم لو كذّبوا بآيات ربّهم التي تتلى عليهم إذاً لأقيمت عليهم الحجّة وقضي الأمر أنّهم من أصحاب الجحيم ممن أقيمت عليهم الحجّة، ولكنّ الكفار من أصحاب الأعراف لم يتنزّل عليهم كتابٌ ولم يأتيهم نذيرٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ونستنبط من خلال ذلك أنّ الأمّة الوسط ليس لديها نذيرٌ ولا كتابٌ تدرسه، إذا يا حبيبي في الله فكيف تقول أنّه من غير المعقول أن يَصِفوا ذكر آيات ربّهم بأساطير الأولين؟ ولكنّي لم أجد في الكتاب أنّه يوجد آياتٌ تتلى عليهم ولا نذيرٌ، فمن أين أتيت بهذا الخبر هداك الله؟ فهل تريد أن تقيم الحجّة عليهم بغير الحقّ؟ وهيهات هيهات ولا يظلم ربّك أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً فما ظنّك بمن لم يأتِهم نذيرٌ من الكفار، فهل سوف يعذّبهم الله؟ ألم يقل الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم؟ إذاً لا وجود للآيات بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ أُنزلت إليهم من ربِّهم لكون الله لا يبعث رسولاً إلا بلسان قومه حتى يفقهوا قوله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمه لِيُبَيِّن لَهُمْ فَيُضِلّ اللَّه مَنْ يَشَاء وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم} صدق الله العظيم [إبراهيم:4].

    ويا حبيبي في الله السائل، حقيقةً أقولها بالحقّ أنّ سؤالك إلينا من قبل كان منطقيّاً وذا أهميّةٍ كبرى حتى نُبيّن نقطةً في قولهم: {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52]، فمن ثمّ بيّناها بالحقّ للأنصاري السائل (قول الحق) لكوننا لم نبيّن هذه النقطة في الآية من قبل، ثمّ جاءك البيان وصاحبك وأيقنتما به والحمد لله ربّ العالمين.

    وأما سؤالك هذا الذي بقولك: (هل يوجد إنسان يسمع آيات الله تتلى عليه فيسميها أساطير إلا شياطين البشر؟). فمن ثمّ نردّ عليك بالحقّ: ليس فقط الشياطين من يقولون ذلك؛ بل كافة الكافرين من الأمم ظنّوا أنّها نفس الأساطير التي كانوا يسمعون عنها في قصص الأولين وهم لا يعلمون أنّه قد جاءهم الحقّ من ربِّهم. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فهذا قول الكفار الذين كفروا بآيات ربّهم التي تُتلى عليهم، وظنّوا أنّه تمّ تأليفها على أساس قصص الأساطير للأمم الأولى، ولكنّه لا يحقّ لهم أن يسمّوها أساطير، كونها آيات محكمات جاءتهم بالحقّ من ربِّهم فكفروا بها وظنّوا أنّه تمّ تأليفها بناءً على قصص الأساطير الأولى؛ بل هي الحقّ من ربِّهم وكفروا بها، وأولئك أقيمت عليهم الحجّة بسبب وجود رسول ربّهم يتلو عليهم آيات ربّهم وكفروا بها.

    وأمّا الكفار الذين من قبلهم فلن يعذبهم الله بسبب تسميتهم لقصص الأولين أنّها أساطيرٌ لكون الله لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته، وإنما كانوا يسمعون عن قصص الأمم الأولى في القرون الغابرة بأنّه يوجد هناك بعثٌ، ولذلك ظنّوا أنّها مجرد أساطير لكونهم فقط سمعوا ذلك من قصص الأولين ولا يوجد كتابٌ لديهم يتدبرون آياته، ولذلك فلهم الحجّة على ربّهم لو يعذبهم كونه لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته. وقال الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    ونستنبط من ذلك أنّ الله لن يعذِّب من لم يبعث إليهم رسولاً لكون لهم الحجّة على ربّهم بسبب عدم بعث رسولٍ إليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم. وأولئك لا وجود لكتابٍ من الله بين أيديهم ليتدبّروا آياته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ويا أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، وتالله لو تعلمون لكم يسيئُني الجدل بينكم وفيكم الإمام المهديّ يبيّن لكم ما كنتم فيه تختلفون بإذن الله، لأنّ الجدل إذا طال يسبب المِراء ثم الكبر ثم تأخذ الإنسان العزّة بالإثم إلا من رحم رّبي فلا تأخذه العزّة بالإثم ويُسلِّم للحقّ تسليماً. فكونوا من الشاكرين إذ بعث الله الإمام المهديّ في أمّتكم، وكونوا من الشاكرين إذ قدّر الله لكم العثور على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وكونوا من الشاكرين إذ بصّركم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فأصبحتم بنعمة الله إخواناً. فتذكروا قول الله تعالى: {ولَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} صدق الله العظيم [آل عمران]. لكون الجدل والاختلاف يسبب تفرّق الأمّة إلى شيعٍ وأحزابٍ فتذهب ريحهم، كما هو حال المسلمين اليوم تفرّقوا إلى شيعٍ وأحزابٍ بسبب قول أئمةٍ اصطفوا أنفسهم أئمةً على الناس ولم يصطفِهم الله ويقولون على الله في دينه برأيهم وظنّهم من عند أنفسهم، فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، وفرّقوا أمّتهم إلى مذاهبٍ و شيعٍ وأحزابٍ فذهبت ريحهم، فلا تكونوا مثلهم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار. وإذا شعر الأنصاري أنه سوف يدخل مع إخوانه في جدلٍ عقيمٍ ومراء فليعتذر عن استمرار الجدل، ويقول: "سوف أترفع عن الجدل حتى يبيّن لنا إمامنا تلك النقطة متى ما يعثر عليها بإذن الله".
    وصَبِّروا أنفسكم وصابروا بعضكم بعضاً، ورابطوا في الدعوة إلى الله، واتّقوا الله لعلكم تُرحمون، وكونوا من الشاكرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 166486 من موضوع منهم أصحاب الأعــــــــراف


    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 01 - 1436 هـ
    20 - 11 - 2014 مـ
    05:14 صباحاً
    ــــــــــــــــــ


    إنّما برهان البيان الحقّ للقرآن هو من عند الرحمن، ذلكم هو بيان الإمام المهديّ للسائلين لعلّهم يتقون
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وأئمة الكتاب في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    ويا حبيبي في الله الأنصاري (قول الحقّ)، إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يجادلك بآياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ من آيات أمّ الكتاب يفقههنّ ويفهمهنّ ويعقلهنّ كلّ ذو لسانٍ عربيٍ مبينٍ. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل أرسل الله إلى قوم محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- رسولاً من قبل محمد رسول الله ليعلّمهم الكتاب والحكمة؟ والجواب نتركه للربّ مباشرةً. قال الله تعالى:
    {يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم [يس]. فركّز على فتوى الربّ يقول:
    {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم.

    وثمة سؤال آخر: فهل من مات من الكفار من قوم محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من قبل أن يبعث الله عبده ونبيّه محمداً رسول الله فهل أولئك في النار نظراً لأنّهم كانوا من الكفار يعبدون أصناماً فهم لها عاكفون؟ والجواب نتركه للربّ مباشرةً. قال الله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وثمة سؤال ثالث: فهل لهم الحجّة لو يعذبهم الله وهو لم يبعث إليهم رسولاً يعلمهم الكتاب ويبيّن لهم آياته؟ والجواب نتركه للربّ مباشرةً. قال الله تعالى:
    {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} صدق الله العظيم [النساء:165].

    ونستنبط من ذلك أنّه لو يعذّب الله الذين لم يبعث إليهم رسولاً فإنّ لهم حجّة على ربِّهم، وحتماً سوف يقولون:
    {رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)} صدق الله العظيم [القصص:47]. فمن ثمّ نخرج بنتيجةٍ شافيةٍ بناء على هذه الآيات القطعيّة فنعلم علم اليقين أنّ الله لن يعذب الكفار الذين ماتوا من أقوام الرسل من قبل أن يبعث الله إليهم رسلَ ربّهم.

    وثمة سؤال آخر: فأين موقعهم بادئ الأمر فهل يدخلهم النار أم يدخلهم الجنة؟ والجواب تجده في محكم الكتاب أنّ موقعهم بادئ الأمر يوقفهم الله على سور الأعراف بين الجنة والنار لكونهم ليسوا من أصحاب النار من الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل فكذبوهم وكفروا بآيات ربهم، وكذلك هم ليسوا من أصحاب الجنة من الذين صدّقوا برسل ربّهم وآمنوا بآيات ربّهم واتقوا وأصلحوا وعملوا عملاً صالحاً. وبما أنّ الكفار الذين لم يقِم الله عليهم الحجّة ببعث الرسل فأصبحوا لا هم من أصحاب النار ولا هم من أصحاب الجنة ولذلك أبقاهم الله بين الجنة والنار.

    ويا قرة عين إمامك، ليس تفسير القرآن العظيم كما تفسره أنت بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً؛ بل ومن عند نفسك! ويا حبيبي في الله، فانظر إلى بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن فتجدني لا أفسِّر القرآن من عند نفسي بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً فلا أخلط الآيات ولا أغيّر مواضعها المقصودة في نفس الله من كلامه؛ بل نأتيكم بالبيان للقرآن من القرآن فنفصّل القرآن بالقرآن كون تفصيله أنزل فيه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} صدق الله العظيم [هود].

    بمعنى أنّ الله أنزل إلينا الكتاب مجملاً وأنزل التفصيل فيه، وإنّما الإمام المهديّ يأتيكم بحكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فآتيكم بالحكم آيات التفصيل من محكم التنزيل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    ويا حبيبي في الله، إنّ الفرق بين بيان الإمام المهديّ وبيان المفسرين هو كالفرق بين الظلمات والنور وكالفرق بين الحقّ والباطل، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً هو تفسيرهم لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69)} صدق الله العظيم [النساء].

    فتعال لننظر بين تفاسير المفسرين لهذه الآية في بني إسرائيل كما يلي:

    اقتباس المشاركة :
    القول في تأويل قوله: وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ. قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم "، ولو أنا فرضنا على هؤلاء الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك، المحتكمين إلى الطاغوت، أن يقتلوا أنفسهم وأمرناهم بذلك = أو أن يخرجوا من ديارهم مهاجرين منها إلى دار أخرى سواها (1) =" ما فعلوه "، يقول: ما قتلوا أنفسهم بأيديهم، ولا هاجروا من ديارهم فيخرجوا عنها إلى الله ورسوله، طاعة لله ولرسوله =" إلا قليل منهم ".
    * * *
    وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    *ذكر من قال ذلك:
    9918 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم "، يهود يعني = أو كلمة تشبهها = والعربَ، (2) كما أمر أصحاب موسى عليه السلام.
    9919 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم "، كما أمر أصحاب موسى أن يقتل بعضهم بعضًا بالخناجر، لم يفعلوا إلا قليل منهم.
    9920 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم "، افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من يهود، فقال اليهودي: والله لقد كتب الله علينا أن اقتلوا أنفسكم، فقتلنا أنفسنا! فقال ثابت: والله لو كُتب علينا أن اقتلوا أنفسكم، لقتلنا أنفسنا! أنـزل الله في هذا: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا .
    9921 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو زهير، عن إسماعيل، عن أبي إسحاق السبيعي قال: لما نـزلت: " وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ"، قال رجل: لو أمرنا لفعلنا، والحمد لله الذي عافانا! فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ من أمتي لَرِجالا الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرَّواسي.
    انتهى الاقتباس
    ــــــــــــــــــــ
    انتهى التفسير بالباطل



    فمن ثمّ تعال لبيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الحقّ للقرآن بالقرآن كون في هذه الآيات آياتٌ متشابهاتٌ ومنها قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} فظنّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أنّه يقصد لو يأمرهم أن يقتل المرء نفسه! ويا سبحان الله فكيف يأمرهم أن يقتل المرء نفسه وهو محرّمٌ عليهم قتل أنفسهم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)} صدق الله العظيم [النساء].

    وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} وإنّما يقصد لو أمرهم بالخروج من ديارهم بالقتال في سبيل الله ليقتلوا بعضهم بعضاً؛ ويقصد قتال المعتدين على حدود الله من اليهود من الذين يقتلون فريقاً من الضعفاء فينهبون أموالهم ويخرجونهم من ديارهم أسارى ليطلقوهم بفديةٍ وهو محرّمٌ عليهم إخراجهم من ديارهم وأسرهم ونهب أموالهم. وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن لو أمرهم الله بالخروج من ديارهم للقتال في سبيل الله لقتال بعضهم بعضاً لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان لما استجاب لدعوة القتال في سبيل الله منهم إلا قليلٌ، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69)} صدق الله العظيم [النساء].

    وكما أفتيناكم من قبل أنّما يقصد قتال بعضهم بعضاً وليس أن يقتل المرء نفسه، وتجدون البيان الحقّ في محكم القرآن في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)} صدق الله العظيم [البقرة].

    ووقعوا في كلمة التشابه وهو قول الله تعالى
    { أَنفُسَكُمْ }، وإنّما يقصد بعضكم بعضاً. ألم يقل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)} صدق الله العظيم [الحجرات].

    وعلماء الأمّة عن بكرة أبيهم وكذلك كافة عامة المسلمين يعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} أي لا يلمز بعضكم بعضاً ولا ينابز بعضكم بعضاً بالألقاب. فتجدون أنّ المتشابه له بيانٌ من محكم القرآن فتجدون أنه يقصد بقوله أنفسكم أي بعضكم بعضاً وقال الله تعالى: {لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)} صدق الله العظيم [النور].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)} صدق الله العظيم. أي فإذا دخلتم بيوتاً فسلّموا على أنفسكم أي فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على بعضكم بعضاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٢٧فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ} صدق الله العظيم [النور:27-28].

    وإنّما ذكّرناكم بهذه الآيات كي نستنبط البيان الحقّ لكلمة
    { أَنفُسَكُمْ } أنّه يقصد بعضكم بعضاً ولا يقصد أن يقتل المرء نفسه وأنّ ذلك خيرٌ له عند بارئه كما زعم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم. فاعتبروا يا أولي الأبصار ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون؛ بل فانظروا كيف أتوا بروايةٍ باطلةٍ مفتراةٍ ليجعلوها بياناً لآياتٍ في القرآن كما نسخنا لكم تفسيرهم من قبل في هذا البيان، وتبيّن لكم أنّها حقاً رواياتٌ مفترياتٌ مخالفةٌ لكلام الله تماماً لكونه لا يقصد أن يقتل المرء نفسه؛ بل بعضهم بعضاً للجهاد في سبيل الله كما فصّلنا البيان الحقّ للسائلين تفصيلاً.. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.

    أخوكم وحبيبكم وإمامكم وقائدكم الذليل عليكم العزيز على من عاداكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 166587 من موضوع منهم أصحاب الأعــــــــراف


    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 01 - 1436 هـ
    21 - 11 - 2014 مـ
    03:36 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    مزيدٌ من البيان إلى حبيب الرحمن الأنصاري (قول الحق)، والحقّ أحقّ أن يتّبع وموعظة للسائلين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وجميع المؤمنين في كل عصر..
    ويا حبيبي في الله الأنصاري الحقّ (قول الحق)، فكذلك نترك الجواب إليك من الله مباشرة:
    {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء:15].

    ونستنبط من ذلك: أنَّ الله لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة أحداً إلا من بعد إقامة الحجّة على المعذبين المعرضين عن آيات الله في محكم كتابه والمستكبرين عن اتباعها، فأولئك هم أصحاب النار كونها أقيمت عليهم الحجّة ببعث رسول ربّهم إليهم بآيات الكتاب. وقال الله تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    فانظر لردّ ملائكة الرحمن على أصحاب النار الذين طلبوا من خزنة جهنّم أن يدعوا ربّهم ليخفِّفَ عنهم يوماً من العذاب، وقالت لهم الملائكة وهل ظلمكم الله فعذّبكم في النار ولم يبعث إليكم رسله بالبينات؟ فاعترف أصحاب النار أنَّ ربَّهم أرسل إليهم رسله بالبينات. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49)قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} صدق الله العظيم [غافر].

    فأخبرتهم الملائكة أنّه أقيمت عليهم الحجّة ببعث رسل ربّهم إليهم بالآيات البينات من ربّهم، وقالت لهم الملائكة لا تدعوا عبيده ليشفعوا لكم عند ربّكم فهو أرحم بكم منهم فادعوا الله أرحم الراحمين؛ وذلك ما يقصده الملائكة في ردّهم على أصحاب النار:
    {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} صدق الله العظيم؛ أي فادعوا الله الأرحم بكم من عبيده وما دعاء الكافرين لعبيد الله أن يشفعوا لهم عند ربّهم أن يُخفِّف عنهم يوماً من العذاب إلا في ضلالٍ، ولم يفقه أصحاب النار ما تقصده الملائكة ولم يلهمهم الله مقصدهم كونهم من رحمته مُبلِسين مستيئِسين، وقد صدر من الله إلى خزنة جهنم أن يسألوا كل فوجٍ يدخل النار من الكفار هل بعث الله إليهم نذيراً فكذبوه حتى يكونوا شهداء على أنفسهم أنَّ ربَّهم لم يظلمهم شيئاً. وقال الله تعالى: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)} صدق الله العظيم [الملك].

    وكذلك خاطب الله من وراء حجابه كافة عباده الكافرين أصحاب النار من الجنّ والإنس من الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث رسل ربّهم بآياته فكذبوهم حتى يكونوا شهداء أي كافة الكافرين من الجنّ والإنس أنَّ ربَّهم لم يعذبهم حتى بعث إليهم رسله بآياته وكفروا بها فأقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل، وحتى يكونوا شهداء على أنفسهم كافةُ الكفار من الجنّ والإنس أنّ الله لم يظلمهم شيئاً وأنّه لم يعذبهم إلا وقد بعث إليهم رسله ليتلوا عليهم آياته فكذبوا بها. وقال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:130].

    وكل ذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {{{{{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}}}}} صدق الله العظيم.

    وبالنسبة للآية التي تريد السؤال عنها في قول الله تعالى:
    {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ(133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ (134) قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ(135)} صدق الله العظيم [طه].

    وفي هذه الآيات يخاطب الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسول وتنزيل القرآن العظيم فيخاطبهم الله ويقول فلو أنّنا أهلكناهم بعذاب من قبله؛ أي لو عذّبهم الله من قبل بعث رسول الله إليهم لقالوا:
    {رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ (134)}، وبما أنّ الله أرسل لهم سبيل الهدي فأعرضوا عن هدى ربِّهم ووصفوا هدى ربّهم بالضلال البعيد، ولذلك خاطب الله رسوله أن يردّ عليهم بهذا القول: {قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ(135)} صدق الله العظيم.

    ورضي الله عنك أيها الأنصاري (قول الحق) ورضي الله عن الأنصار السابقين الأخيار، ولا حرج ممّا سألتَ يا قُرّة عين إمامك، وحتى ولو كنت من الأنصار فلك الحقّ أن تسأل ليطمئِن قلبك كونك لم ترقى بعد إلى مستوى عبيد النّعيم الأعظم، وأرجو الله أن يرقي مستواك في عبوديتك لربك إلى أن تعبد رضوان ربك غايةً وليس وسيلةً حتى يأتيك اليقين فتعلم يقين حقيقة النّعيم الأعظم فمن ثم يأتيك اليقين أنَّ المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليماني لا شكّ ولا ريب، ذلك لو علمت علم اليقين حقيقة اسم الله الأعظم أنَّه حقاً النّعيم الأعظمُ من جنات النّعيم كون الله جعل حقيقة اسمهِ الأعظم آية التصديق للإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    ألا والله إنَّها أكبرُ وأعظمُ آيةٍ أيَّد الله بها لعبدٍ في الملكوت على الإطلاق هي آية الإمام المهديّ حقيقة اسم الله الأعظم كون حقيقة اسم الله الأعظم هو أكبر من كافة آيات الله في الملكوت كلِّه فلا يعدلهُ شيءٌ، ولذلك تجد عبيد النّعيم الأعظم لن يرضى أحدُهم بالملكوت كلِّه حتى يرضى ربُّه حبيبُ قلبِه وهم على ذلك من الشاهدين.


    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    __________


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 166733 من موضوع منهم أصحاب الأعــــــــراف


    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 01 - 1436 هـ
    22 - 11 - 2014 مـ
    04:35 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    لا حرج على الأنصار أن يسألوا عن الآيات التي تعيق يقينهم بتحقيق رضوان نفس ربّهم النّعيم الأعظم حتى يدركوا الحكمة من خلقهم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة رسل الله من الجنّ والإنس والملائكة أجمعين وجميع المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار ولسوف أنبّئكم بما علمته من خلال ردّ حبيبي في الله الأنصاري (قول الحق)، فإنّي أراه بدأ يقدّر ربّه حقّ قدره فيعرفه حقّ معرفته من خلال تدبّر حقيقة حسرة ربّه وحزنه على الضالين من عباده المتحسرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ولكن لا تزال تجول في خاطره آياتٌ تعيق تمام اليقين بحقيقة النّعيم الأعظم ويودّ أن يسأل عنها ولكنه يخشى مقت الأنصار له بغير الحقّ إن استمر في الأسئلة.

    فمن ثم نقول: يا معشر الأنصار، تذكّروا أنّكم كذلك كنتم يا معشر الأنصار لا تعلمون حقيقة النّعيم الأعظم فمنّ الله عليكم، وكان الصالحون منكم يتّخذون رضوان الله النّعيم الأكبر وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة الأصغر فمنّ الله عليكم ببعث الإمام المهديّ إلى النّعيم الأعظم فأصبحتم تمقتون فرح الشهداء والصالحين بجنات النّعيم، فتقولون: "يا للعجب فكيف يفرحون بالحور العين وجنات النّعيم وربّهم لا يزال متحسراً وحزيناً في نفسه على عباده الضالّين المعذّبين المتحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟". فنقول: فكذلك كنتم مثلهم لا تعلمون بعظيم حسرة الله وحزنه في نفسه على عباده المعذَّبين المتحسرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم فمنّ الله ببعث الإمام المهدي لحقيقة اسم الله الأعظم فأصبحتم من الموقنين، وعليه فلا حرج على كافة الأنصار من الذين لم ترتقِ عبادتهم لربِّهم كما ينبغي أن يُعْبَدَ فلا حرج عليهم أن يسألوا ما يشاءون عن الآيات التي تعيق يقينهم بتحقيق رضوان نفس ربّهم النّعيم الأعظم من نعيم جنته حتى يدركوا الحكمة من خلقهم أنّه لم يخلق الله عباده لكي يعذّبهم بناره ولا ليدخلهم جنته، فمن ثم يعلمون البيان الحقّ عن الحكمة من خلقهم حسب فتوى الله لعباده في محكم كتابه أنّه لم يخلقهم ليعذبهم بناره ولا ليدخلهم جنته؛ بل بيّن الله لعباده عن الحكمة من خلقهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56]؛ أي ليعبدوا رضوان ربّهم فيتّخذوه منتهى غايتهم وكلّ هدفهم فيسعوا إلى تحقيق رضوان الله على أنفسهم وعلى أمّتهم فيصبح هدفهم هو الهدف المعاكس لهدف شياطين الجنّ والإنس، كون شياطين الجنّ والإنس غضب الله عليهم فيئسوا من رحمة ربّهم في الآخرة كما يئس الكفار من بعث أصحاب القبور، ولذلك اتّبَع الشياطين ما يسخط الله ويغضب نفسه ولم يكتفوا بغضب الله عليهم؛ بل يناضلوا الليل والنهار للسعي إلى عدم تحقيق رضوان الله على الجنّ والإنس ليكونوا معهم سواء في نار الجحيم، كون شياطين الإنس والجنّ يئسوا من رحمة الله لهم في الآخرة كما يئس الكفار من بعث أصحاب القبور. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} صدق الله العظيم [الممتحنة:13].

    ولذلك يسعى شياطين الجنّ والإنس ضدّ دعوة الأنبياء والمهديّ المنتظَر فيصدّون الإنسَ والجنَّ عن اتّباع دعوة الأنبياء والمهدي المنتظَر، وذلك حتى لا يكون عباد الله شاكرين فيتحقق رضوان الله على عباده وحتى يكونوا معهم سواء في نار الجحيم. وقال الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:89].

    كون الشيطان يدعو عباد الله ليكونوا من أصحاب الجحيم. وقال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)} صدق الله العظيم [فاطر].

    وبما أنّ شياطين الجنّ والإنس علموا أنّه لن يتحقّق هدفهم حتى يسعوا إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده ولذلك يسعوا الليل والنهار ليُضلّوا عباد الله عن الصراط المستقيم صراط الله العزيز الحميد حتى لا يكونوا عباد الله شاكرين، كون الله يرضى لعباده الشكر ولا يرضى لهم الكفر. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    ولذلك يسعى شياطين الجنّ والإنس إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده، وبما أنّ الشيطان وحزبه علموا أنّ الله يرضى لعباده الشكر ولا يرضى لهم الكفر ولذلك قال الشيطان الرجيم رداً على الرحمن الرحيم في محكم القرآن العظيم: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} [الأعراف].

    ولكنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ومن معه من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه يسعون الليل والنهار إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين في نفس ربّهم، وبما أنّ الشياطين لم يكتفوا بغضب نفس الله عليهم بل كذلك يسعوا إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده وبما أنّ الإمام المهديّ وأنصاره من قومٍ يحبّهم الله ويحبونه يسعون إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين في نفس الله لكون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره لم يكتفوا فقط بتحقيق رضوان الله عليهم؛ بل كذلك يسعون الليل والنهار وهم لا يسأمون من أجل تحقيق رضوان الله على عباده بتحقيق هدى الضالين من الناس أجمعين ليكونوا شاكرين لربِّهم ليتحقق رضوان الله على عباده، فالسؤال الذي يطرح نفسه لكافة علماء المسلمين وأمّتهم: فكيف يكون ناصر محمد اليماني وأنصاره على ضلالٍ مبينٍ وهم يجاهدون بالدعوة إلى سبيل ربّهم على بصيرةٍ من ربّهم الليل والنهار ليكون عباد الله شاكرين، وهم لا يسأمون في دعوتهم من أجل تحقيق رضوان الله على عباده؟ فكيف يكون ناصر محمد اليماني وأنصاره على ضلالٍ مبينٍ وقد علمتم أنّ ناصر محمد اليماني ومن معه من قومٍ يحبّهم الله ويحبونه يسعون إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشيطان وحزبه؟ أفلا تعقلون! فإذا كنتم ترون ناصر محمد اليماني وأنصاره على ضلالٍ مبينٍ بحجّة أنّهم اتّبعوا محكم القرآن العظيم ويناضلون لتحقيق الهدف المضاد تماماً لهدف الشياطين وحزبه فكيف إذاً يكون ناصر محمد اليماني وأنصاره على ضلالٍ مبينٍ؟ فهل أنتم من حزب الرحمن أم من حزب الشيطان! ما لكم كيف تحكمون علينا بالباطل فهل عندكم كتابٌ منزّلٌ من عند الله هو أهدى من هذا فنتّبعه؟ فأتوا به إن كنتم صادقين.

    ويا معشر علماء المسلمين وأمّتهم، فاعلموا أنّ ناصر محمد اليماني ما كان مبتدعَ الدعوة إلى تحقيق رضوان الرحمن؛ بل متّبعَ البيان الحقّ للقرآن كما أمر اللهُ الإمامَ المهدي وجميع المسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين أن يتّبعوا هذا القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وأتحدى كافة علماء المسلمين أن يأتوني بشيء ابتدعتُه وهو لا يوجد بمحكم القرآن العظيم. وإنّما أمر الله محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يتّبع القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴿106﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 166868 من موضوع منهم أصحاب الأعــــــــراف


    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 02 - 1436 هـ
    23 - 11 - 2014 مـ
    09:52 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    مزيدٌ من سلطان العلم لتفصيل الأحكام من محكم القرآن من لدن حكيمٍ عليمٍ
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله، ويا قرة العين، لسوف نأخذ برهانك الأول الذي تستشهد فيه بقول الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ‌ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الحج]. فذلك الخطاب بالتهديد والوعيد من بعد أن نزل سلطان العلم الحقّ من الله عليهم فأصرّوا على الاستمرار في عبادة ما لم ينزّل الله به من سلطانٍ، وما للظالمين من نصيرٍ من بعد إقامة الحجّة عليهم بسلطان العلم الحقّ من ربِّهم، ولا يقصد الذين لم يبعث إليهم رسولاً لكون ليس لديهم سلطان العلم الحقّ من ربِّهم وإنما اتّبعوا أمماً من قبلهم وهم لا يعلمون السرّ في عبادة الأصنام، وبعد نزول سلطان العلم من ربِّهم بتحريم عبادة الأصنام فمن ثمّ يجادلون الأنبياء بما لم ينزّل الله به سلطاناً. وقال الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا ﴿56﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيات ربّه فَأَعْرَضَ عَنْهَا} صدق الله العظيم [الكهف:56-57].. ولذلك قال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ‌ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم.

    ونأتي لبرهانك بقول الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْ‌جَعُونَ ﴿١١٥﴾ فَتَعَالَى اللَّـهُ الْمَلِكُ الحقّ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَ‌بُّ الْعَرْ‌شِ الْكَرِ‌يمِ ﴿١١٦﴾ وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ‌ لَا بُرْ‌هَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَ‌بِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُ‌ونَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    فمن ثمّ نردّ عليك بالحقِّ ونقول: إنّما يقصد الله الكافرين من بعد نزول البرهان الحقّ من ربِّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥} صدق الله العظيم [النساء].

    وأما الآيات الأخر التي تحاجِجني بها فسوف أفتيك بالحقِّ، وهو يقصد المؤمنين المبالغين في عباد الله المقربين فيدعونهم من دون الله؛ وأولئك حصب جهنم هم لها واردون، لكونهم كانوا السبب في ضلال الأمم من بعدهم، وأولئك لا تزال الحجّة عليهم قائمةً كونهم على فترةٍ قريبةٍ من رسول ربّهم الذي أرسله الله من قبل إلى أمّتهم، ولكنّهم يبالغون في عبادٍ لله مكرَّمين كانت لهم كراماتٍ، ثمّ تبالغ فيهم أمّتهم من بعد موتهم وهم يعرفونهم ثم يدعونهم من دون الله من بعد موتهم.

    والبرهان على معرفتهم لعبادٍ لله مكرّمين فبالغوا فيهم من بعد موتهم تجده في قول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87)} صدق الله العظيم [النحل].

    وإنّ المشركين يعرفون عباد الله المكرّمين وبالصورة وبالغوا فيهم من بعد موتهم. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ‌هُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَ‌كُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَ‌كَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَ‌كَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُ‌دُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الحقّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُ‌ونَ (30)} صدق الله العظيم [يونس].

    فانظر لردّ عباد الله المكرمين؛ قالوا: {وَقَالَ شُرَ‌كَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29)} صدق الله العظيم. فهم غافلون عن عبادتهم لهم من دون الله كون الله قد توفّاهم وإنّما بالغوا فيهم من بعد موتهم، ولو لم يزالوا فيهم لنَهَوْهم عن المبالغة فيهم بغير الحقّ؛ بل كفروا لكونهم كانوا يدعونهم أن يشفعوا لهم عند الله يوم البعث لأنّ أولئك المشركين يعلمون بمجيء يوم البعث. وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18]، فهم يعلمون بيوم البعث.

    فمن ثمّ أذِن الله لهم أن يدعوا شركاءهم ليشفعوا لهم إن كانوا صادقين؛ فدعوهم فلم يستجيبوا لهم. وقال الله تعالى: {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [القصص:64]. لكونهم نحتوا تماثيل صورٍ لعباد الله المكرّمين وجعلوها كمثل صورهم فيدعونهم من بعد موتهم، ولكنّ عباد الله المكرمين كفروا بعبادتهم لهم من دون الله وكانوا عليهم ضداً بين يدي الله. تصديقاً لقول الله تعالى:{وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً (82)} صدق الله العظيم [مريم].

    ويا قرّة عيني، إنّه يتبيّن لك أنّ هذه الآيات يخاطب الله بها قوماً يؤمنون بالبعث وإنّما يعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود بأنهم سوف يشفعون لهم عند الله، ونستنبط عقيدتهم في البعث من خلال قولهم: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18]. فانظر؛ إنّهم يؤمنون بالبعث ولذلك قالوا: {هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ}، وإنّما يعبدونهم ليقربوهم زلفةً إلى ربّهم. وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلياءَ مَا نَعْبُدُهمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللّهِ زُلْفَى إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ} صدق الله العظيم [الزمر:3].

    فأولئك على مقربةٍ من بعث رسول ربّهم إلى أمّةٍ قبلهم، ولا يزالون يعتقدون بالبعث بين يدي الله، ويعلمون أنّ الله من سوف يبعثهم، ويرجون شفاعة عباد الله المقربين لهم بين يدي الله كما هو حال المسلمين اليوم على فترةٍ من خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    ويا رجل، إنّ أصحاب الأعراف أممٌ أخرى ضلّت عنهم الحقائق برمّتها، فهم لا يعلمون بالبعث وإنّما سمعوا من قصص الأمم الغابرة بأنّه يوجد هناك بعثٌ وظنّوا أنّ هذه التي سمعوا بها أساطيرٌ عن طريق قصص الأولين، فظنّوا البعث من ضمن الأساطير لكونهم ليس لديهم كتابٌ ولا رسولٌ فالحجّتين غائبتين الكتابَ والرسولَ فلا وجود لهما في أمّتهم، ولذلك فهم منكرون عقائد البعث كونهم سمعوا من قصص الأمم الأولى بالبعث وظنّوا أنّ البعث من العقائد الأسطوريّة، ولذلك قالوا: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} صدق الله العظيم [يس:52].

    وإنّما يبعث الله الرسل حين تضلّ الحقائق عن الأمم تماماً خصوصاً حين يضلّ سرّ عبادة الأصنام وتضمحل عقيدة بعث من في القبور، ولذلك تجد في كلّ أمّةٍ يجادلها أقوامها في بعث من في القبور. فانظر لكفار قريش كيف يجادلون النّبيّ في بعث من في القبور. وقال الله تعالى: {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكن سرّ عبادة الأصنام يضمحل شيئاً فشيئاً مع الزمن حتى يختفي سرّ عبادة الأصنام لدى أممٍ أخرى، حتى إذا بعث الله إليهم رسولاً فيسألهم عن سرّ عبادتهم لهذه الأصنام فيجدهم لا يعلمون السرّ وما كان ردهم إلا أن قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون. وقال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)} صدق الله العظيم [الشعراء]، فهؤلاء ضلّ السرّ لديهم في عبادة الأصنام.

    ويا قرّة عين إمامك، إنّ من الآيات ما تخاطب قوماً مؤمنين يعبدون الله ولكنّهم مشركون بالله عبادَه المكرمين. وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (106)} صدق الله العظيم [يوسف]. وهنا تجد أكثر المؤمنين بالله مشركين به عبادَه المقربين، وكلّ ذلك بسبب عقيدة الشفاعة بالباطل بين يدي الله لكونهم لم يعلموا بسرّ الشفاعة أنّها لله جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}صدق الله العظيم [الزمر:44].. كونها تشفع لعباده رحمتُه من عذابه. ولكنْ لا بدّ من السبب من باب التكريم أن يأتي من العبيد من قومٍ أبَوْا نعيمَ جنّات النّعيم حتى يحقق الله لهم النّعيم الأعظم منها فيرضى فإذا تحقّق رضوان الله نفسَ الله هنا تحققت شفاعة الربّ في نفسه فشفعت لهم رحمته من عذابه لكون السرّ وكلّ السرّ في تحقيق رضوان الله نفسَ الله، فلن تتحقق الشفاعة حتى يرضى في نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26]، فانظروا متى تحقيق الشفاعة في نفس الله، وهو إذا تحقق رضوان نفس الله. ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم.

    وأذِن الله لأصحاب القول الصواب، فمن ثمّ تحقق رضوان الربّ لكونه لن يُدخل عباده في رحمته حتى ترضى نفسه سبحانه، فإذا رضي الله في نفسه أدخل عباده المعذبين في رحمته، وهنا المفاجأة الكبرى لدى الضالّين المعذَّبين حين سمعوا ربهّم قال لهم لقد غفرت لكم برحمتي فادخلوا جنّتي، وهنا المفاجأة الكبرى لدى الضالّين المعذبين والصالحين لكونهم إذ لم يسمعوا الوفد المكرمين طلبوا من ربِّهم الشفاعة لأحدٍ من عبيد الله وما ينبغي لهم، وإنّما طلبوا من ربِّهم أن يحقق لهم النّعيم الأعظم من جنته {وَيَرْضَى}؛ فإذا رضي الله في نفسه فقد شفعت لعباده رحمتُه من أجل الذين قدروا ربّهم حقّ قدره وعرفوه حقّ معرفته وعلموا علم اليقين أنّ ربّهم هو الأرحم بعباده، وبسبب عظيم رحمته في نفسه هو متحسرٌ وحزينٌ على عباده الضالين الظالمين لأنفسهم الذين أصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم.

    وعلى كل حالً نعود لموقف تحقيق شفاعة الله أرحم الراحمين، فحين رضي في نفسه وشفعت رحمته للمعذبين وقال لهم قد غفرت لكم برحمتي فادخلوا جنّتي فهنا المفاجأة الكبرى! فقالوا للوفد المكرمين: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحقّ وهو العلي الكبير. وقال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الحقّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)} صدق الله العظيم [سبأ].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل طلبوا من ربِّهم أن يُشَفِّعَهُم في عباده الضالّين المعذَّبين أم طلبوا من ربِّهم تحقيق النّعيم الأعظم من نعيم جنته ويرضى في نفسه؟ والجواب وفصل الخطاب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم.

    وتبيّن لكم أنّ الذي أذِن له أن يخاطب ربّه في تحقيق الشفاعة أنّه حقاً قد خاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من جنته (وهو نعيم رضوانه) ويرضى سبحانه فتتحقّق شفاعة رحمته في نفسه للمُعذبين من عباده الضالّين. ولكن عدم إيضاح سرّ تحقيق الشفاعة كان سببَ إشراك كثيرٍ من الأمم.

    وعلى كل حال يا حبيبي في الله السائل الأنصاري (قول الحقّ)، إنّ تفسيرك للآيات بدون رسوخٍ في علم الكتاب حتماً سوف يُضلّكَ عن الحقائق فتختلط عليك الأمور ما لم تكن من الراسخين في علم الكتاب، ولسوف أضرب لك على ذلك مثلاً. قال الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} صدق الله العظيم [الأنبياء]. فهل يقصد هؤلاء في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ‌ وَكَانُوا قَوْمًا بُورً‌ا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]؟

    فلو تأخذ حكم هذه الآية بشكلٍ عامٍ لحكمت على فريقٍ من عباد الله المقربين بنار الجحيم. والسؤال الذي يطرح نفسه فمن يقصد بقوله: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} صدق الله العظيم؟ والجواب تجده في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الجنّ أَكْثَرُ‌هُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ]، فتبيّن لك أنّه يقصد فريقاً يعبدون شياطين الجنّ ويستعيذون بهم من الشرّ فزادوهم رهقاً، فأولئك يُلقى بهم في نار جهنم كليهما العابدَ والمعبود. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} صدق الله العظيم.

    ويا أيها الأنصاري (قول الحقّ)، انتبه فلا تتّبع المتشابه من آيات القرآن فتضلّ عن الصراط المستقيم، واعلم أنّ أحكام القرآن منها أحكامُ التخصيص؛ وأراك تأخذ الآية فتجعلها حكماً شاملاً على الكافرين وهي ذاتُ حكمٍ مخصصٍ لطائفةٍ من الكافرين كما ضربنا لك على ذلك مثلاً بين آيتين متشابهتين في الحكم فتجد أنّ الله يُلقي بالعابد والمعبود في نار جهنم في قول الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} صدق الله العظيم، ولكنّنا أثبتنا لك حكمها أنّه من الأحكام المخصصة كون الحكم مخصصٌ لطائفتين من الكافرين وهم المشركون الذين اتّخذوا آلهةً من الشياطين فيُلقى بهم هم وما يعبدون من دون الله في نار جهنم. فهنا الحكم يخصّ العابد والمعبود؛ يُلقى بهم في نار جهنم العابد والمعبود من دون الله. ولكن يوجد هناك قومٌ مشركون بالله يدعون عباد الله المقربين فيرجون منهم أن يشفعوا لهم عند ربّهم، كمثل الذين ينادون "يا حسين اشفع لنا" أو "يا أبا الحسن اشفع لنا"، أو من كان على شاكلتهم ممن يدعون عباد الله المقربين من دونه ليشفعوا لهم عند ربّهم برغم أنّ الأنبياء والأئمة والأولياء لم يفتوهم بذلك وما ينبغي لهم. وقد وجّه الله السؤال إلى الأنبياء وأئمة الكتاب والأولياء من الذين يعبدونهم من دون الله فقال لهم: أأنتم أضللتم عبادي وأفتيتم بالباطل أنكم شفعاؤهم بين يدي الله؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ‌ وَكَانُوا قَوْمًا بُورً‌ا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ويا أيها الأنصاري (قول الحقّ)، نحن نأتيك بالحقِّ وأحسن تفسيراً بإذن الله من تفسيرك للقرآن من عند نفسك لكون الإمام المهديّ ما ينبغي له أن يقول على الله ما لا يعلم أنّه الحقّ لا شك ولا ريب، فلا ينبغي للإمام المهديّ أن يتّبع الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً. وقد آتيناك بآياتٍ بيناتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب يفتيك الله بالحقِّ أنّه لن يعذب إلا من أقيمت عليهم الحجّة فهو أعلم بعباده ممن أقيمت عليهم الحجّة فأعرضوا عن الحقّ من ربِّهم. وآتيناك بالبرهان المبين بخطاب الربّ إلى كافة أصحاب النار من الجنّ والإنس، فقال لهم:
    {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} صدق الله العظيم [الأنعام:130].

    وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:108].

    فبالله عليك فلو أنّك كنت في منزلك وابنك في المزرعة حتى إذا آوى إليك ابنك ثم قمت بضرب ولدك ضرباً مبرحاً، فقلت له: لماذا لم تُطعنِ فتفعل كذا وكذا في المزرعة؟ وأنت لم ترسل إليه أحداً إلى المزرعة يخبره أن يفعل شيئاً ما! فماذا سوف يكون جواب ابنك؟ سوف يقيم الحجّة عليك ويقول: فهل أمرتني أبتي أو بعثت إلي أحداً ليخبرني بأمرك أن أفعل كذا وكذا ومن ثمّ عصيتُ أمرك؟ فقال الأب: لم أبعث إليك أحداَ. ثم يقول الابن: إذاً فأنت ظالمٌ أبتي؛ فقد ظلمتني في ضربك لي بغير الحقّ. فكذلك لو يعذب الله عباده الذين لم يأتِهم نذيرٌ من ربِّهم ولا كتابٌ من الله يتدارسونه فهل يحقّ لله أن يُلقي بهم في نار جهنم؟ ولكنّ ربي ليس ظالماً سبحانه!

    فانظر فمع وجود التوراة والإنجيل المحرّفة في عصر كفار قريش فلم يَلُمْهم الله على اتّباعها بسبب تحريفها، وبما أنّ التوراة والإنجيل أنزلت إلى طائفتين وهم اليهود والنصارى وهم عن دراستهم غافلون وعلم الله أنّهم سوف يحتجون بذلك. وقال الله تعالى: {أن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وإنّما يعذب الله المكذبين بآيات ربّهم المنزّلة إليهم فأولئك لا يدخلون الجنة حتى يذوقوا وبال أمرهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف:40].

    وإنّما المفترون هم الذين وضعوا اللبنة الأساسيّة لإضلال الأمم وأولئك من حصب جهنم، وكذلك الكفار الذين كفروا بالحقِّ من ربِّهم كذلك في نار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقُلِ الحقّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)} صدق الله العظيم [الكهف].

    وإنّما الوزر على الذين يكفرون بما أُنزل إليهم من ربِّهم في الكتاب. وقال الله تعالى: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا ( 100 ) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلا ( 101 )} صدق الله العظيم [طه]. ونستنبط أنّه لا وزر إلا على من كفر به من الكافرين أو أعرض عنه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا ( 99 ) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا ( 100 )} صدق الله العظيم [طه]. وكل ذلك تصديقٌ لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم.

    فكن من الشاكرين يا قرّة عين إمامك، ويا حبيبي في الله الأنصاري إنّ لآيات القرآن مواضعاً فعليك أن تضع كلَّ آيةٍ في موضعها الحقّ، ولا حرج عليك في استمرار الحوار وسوف نأتيك بإذن الله بالحقِّ وأحسن تفسيراً من تفسيرك بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ___________


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 166931 من موضوع منهم أصحاب الأعــــــــراف


    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 02 - 1436 هـ
    23 - 11 - 2014 مـ
    11:54 مساءً
    ــــــــــــــــــ


    مزيدٌ من إقامةِ الحجَّةِ وسلطانِ العلمِ المحكمِ لنفي عقيدةِ العذابِ على مَنْ لم يبعث اللهُ إليهم رسولاً..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..
    ويا حبيبي في الله الأنصاري المكرم والمحترم (قول الحق)، فنحن ننطق بالحقِّ من محكمِ كتاب الله القرآن العظيم والحقُّ أحقُّ أن يتّبع، وتعال لننظر إلى ناموسِ العذاب في محكم الكتاب في الحُكم على من سوف يُعذِّبهم الله، فمِن ثُمّ نجدُ في مُحكم الكتاب أنَّ حُكم العذاب هو فقط على المُعرضين عن ذِكر ربِّهم المُنزل إليهم على لسان رسُله، فمن أعرض عن هدى الله واتِّباع آياته فهنا قد أعرض عن هدى ربِّه فيكون من المعذَّبين تصديقاً لناموس العذاب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)} صدق الله العظيم [طه].

    فانظر لناموس العذاب في الكتاب أنَّه فقط على مَنْ أعرض عن هدى ربِّه وكذَّب بآياته المُنزَّلة على رسله في قول الله تعالى:
    {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)}صدق الله العظيم.

    وبما أنَّ العذاب فقط على المكذِّبين برُسُلِه وكتبِه، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وبما أنَّ كفارَ قريشٍ لم يأتِهم نذيرٌ من ربِّهم تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:3].

    ونكرر ونقول: وبما أنَّ كفار قريش لَيعلمون أنَّ الله لم يبعث إليهم رسولاً، ولذلك فلو يعذّبهم الله فبماذا سوف يحاجّوا ربَّهم؟ وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} صدق الله العظيم [طه:134].

    ولذلك قال الله تعالى:
    {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]، فهذه آياتٌ محكماتٌ بيناتٌ من آياتِ أمِّ الكتاب يفقهُهنَّ كلُّ ذو لسانٍ عربيٍّ مبينٍ.

    وما دمتَ مُصِرّاً على أنَّ الله يعذب أمةً لم يبعث إليهم رسولاً ولا وجود لكتابٍ بين أيديهم أُرسِل إلى الأمّة التي من قبلهم، وبسبب انعدام الحجّة عليهم بعدم وجود الرسول وعدم وجود الكتاب،
    فدلّنا على الحجّة القائمة عليهم حتى يعذبهم الله! وبما أنّك حبيبي في الله مصرٌ على عذابِ قومٍ لا وجود للحجّة بين أيديهم كونك قد حكمت على أبوي محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالنار برغم أنَّ اللهَ توفّاهم من قبل بعث رسول ربّهم إليهم، وعليه فنرجو منك يا قرة عين إمامك أن تأتينا بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم، وقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _______________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 167042 من موضوع منهم أصحاب الأعــــــــراف

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، أما بعد..

    فلا يزال الإمام المهدي منتظر لردّ حبيبي في الله الأنصاري (قول الحق) على ردنا الأخير الذي حاصرته فيه حصاراً شديداً حتى يعترف بالحقّ أو يأتي لنا بالبيان الحقّ لما طرحنا عليه في نهاية الردّ الأخير بما يلي:
    وما دمتَ مُصِرّاً على أنَّ الله يعذب أمةً لم يبعث إليهم رسولاً ولا وجود لكتابٍ بين أيديهم أُرسِل إلى الأمّة التي من قبلهم، وبسبب انعدام الحجّة عليهم بعدم وجود الرسول وعدم وجود الكتاب، فدلّنا على الحجّة القائمة عليهم حتى يعذبهم الله! وبما أنّك حبيبي في الله مصرٌ على عذابِ قومٍ لا وجود للحجّة بين أيديهم كونك قد حكمت على أبوي محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالنار برغم أنَّ اللهَ توفّاهم من قبل بعث رسول ربّهم إليهم، وعليه فنرجو منك يا قرة عين إمامك أن تأتينا بالبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    { بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } صدق الله العظيم، وقول الله تعالى: { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } صدق الله العظيم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــــ



    بسم الله الرحمن الرحيم

    ونكرر السؤال إلى كافة من يعتقد بعذاب من لم يبعث الله إليهم نذيراً من الكافرين:
    وبما أنّك حبيبي في الله مصرٌ على عذابِ قومٍ لا وجود للحجّة بين أيديهم كونك قد حكمت على أبوي محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالنار برغم أنَّ اللهَ توفّاهم من قبل بعث رسول ربّهم إليهم، وعليه فنرجو منك يا قرة عين إمامك أن تأتينا بالبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    { بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } صدق الله العظيم.
    وقول الله تعالى:
    { ذَٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) } [الأنعام].
    وقول الله تعالى: { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا }
    صدق الله العظيم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــــ
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 167080 من موضوع منهم أصحاب الأعــــــــراف


    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 02 - 1436 هـ
    24 - 11 - 2014 مـ
    11:46 مساءً
    ــــــــــــــــــ



    الله لا يعذب الأمواتَ من الكفار الغافلين الظالمين؛ من الذين لم تُقَم عليهم الحجّة ..

    اقتباس المشاركة : الباحث30/9
    واما ابوي الرسول فلا ولم ولن اقول انهم في الجنه او في النار او في الاعراف وانما استطيع القول: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
    ويا اخواني اذا اردتم ان اكون من الذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون فلا استطيع الكذب على الله واذا اردتم ان اقول امامي صدقت وبالحق نطقت وانا ليس مصدق في قلبي فلن اقول ذلك واذا اردتم ان انافق واقول والله لن ارضى حتى يرضى ربي وانا غير موقن بذلك فأنا اسف واذا اردتم ان اتوقف عن الحوار كما اخونا قول الحق فلكم ذلك واقول سمعا وطاعه المهم ان تكونوا على علم اني لم اصل الى اليقين وجزاكم الله خيرا انتم والامام المهدي خير عالم في المسلمين وشكرا
    انتهى الاقتباس من الباحث30/9
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، أما بعد..
    ويا حبيبي في الله الباحث عن الحقّ، إنّ حسب فتواك بأنَّ أبوي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كانوا مؤمنين يعبدون الله وحده لا شريك له، فمن ثمّ نردّ عليك بقول الله تعالى:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [النمل:64].

    كونهم حسب فتوى الله في محكم كتابه من الكافرين الغافلين لأنّ الله توفاهم من قبل أن يبعث إليهم نذيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:3].

    وقول الله تعالى :
    { لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ } صدق الله العظيم [يس:6].

    ويشملهم وكافة الأموات أمثالهم من الذين ماتوا قبل بعث النذير إليهم، فيشملهم حكم الله في قوله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    وبما أنّ الله لن يعذب الكفار الغافلين حتى يبعث إليهم نذيراً فيقيم الحجّة عليهم فكذلك شأن الكفار الغافلين الذين ماتوا من أقوامهم قبل بعث النذير وإقامة الحجّة عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ}. تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فكيف إذاً سوف يعذب أمواتَهم وهم من الكفار الغافلين الظالمين؛ من الذين لم تُقَم عليهم الحجّة؟ ومن الكفار الذين ماتوا وهم غافلين؛ أبوي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أصررْتَ على أنَّهم من المؤمنين فهاتِ برهانك أنّهم كانوا مؤمنين يعبدون الله وحده لا شريك له.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..

    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 167268 من موضوع منهم أصحاب الأعــــــــراف


    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 02 - 1436 هـ
    26 - 11 - 2014 مـ
    07:05 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    فتاوى وبيانٌ وردٌ على السائلين بالحقّ المبين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، أما بعد..
    . ويا أخي الكريم السائل عن بيان قول الله تعالى: {لتُنذِرَ‌ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ‌ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿٦﴾ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِ‌هِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٧﴾ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ﴿٨﴾ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُ‌ونَ ﴿٩﴾ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْ‌تَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْ‌هُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وموضع السؤال هو عن البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِ‌هِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم. أي حقّ العذاب على أكثر الأقوام الذين ابتعث الله إليهم رسله فلم يؤمنوا بهم ولا اتّبعوهم إلا قليلٌ من أقوامهم، وأكثر أقوامهم أعرضوا وكفروا بدعوة رسل الله فحقّ عليهم القول في أممٍ قد خلت من قبلهم في النار بسبب عدم إيمانهم بما أنزل الله عليهم على لسان رسله من آياته البيّنات حتى إذا أهلكهم الله بسبب كفرهم بآيات ربّهم، فمن ثمّ يقول الله تعالى:
    {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}
    صدق الله العظيم [الأعراف].

    والمحاجّة بين أمّتين وهي الأمّة التي أهلكها الله وأمّة من قبلهم من الأمم وهي الأمّة الأولى من بعد الرسول مباشرةً كونهم السبب في ضلالهم فهم أوّل من ابتدع المبالغة في عباد الله المكرمين زلفةً إلى ربّهم وصنعوا لهم تماثيل لصورهم ودعوهم من دون الله وقالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله، وقد تبيّن للمهلَكين أنّ السبب في ضلالهم هي الأمّة الأولى المبالِغة في عباد الله المكرّمين، واكتشفوا أنّها أول من ابتدع أصناماً تماثيل لعباد الله المقربين. ولذلك قال الله تعالى:
    {كلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)} صدق الله العظيم.

    وبيّن الله لكم أنّ المعذَّبين هم الذين أقيمت عليهم الحجّة بتنزيل آيات الكتاب على لسان رسله ولذلك قال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    . وأمّا سؤالك عن البيان الحقّ: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِ‌هِمْ}، فتجده في قول الله تعالى: {وَمَا أَكْثَر النَّاس وَلَوْ حَرَصْت بِمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:103]. فما صدّق بآيات الله واتّبع الرسل من أقوامهم إلا قليلٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ} صدق الله العظيم [سبأ:13].

    . وأما سؤالك عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْ‌تَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْ‌هُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [يس]. ويقصد الذين أزاغ الله قلوبهم من غير ظلمٍ؛ بل السبب من عند أنفسهم لكونهم زاغوا في القرار وهو التكذيب وعدم الاتّباع فمن ثمّ أزاغ الله قلوبهم فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ} صدق الله العظيم [الصف:5].

    فبعد أن أزاغ الله قلوبهم من غير ظلمٍ بل السبب من عند أنفسهم فهنا ومهما حرص على هداهم فلن يؤمنوا إذاً أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا ربّهم إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)} صدق الله العظيم [الكهف]. فأصبح الأمر {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْ‌تَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْ‌هُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} ليس أنّ الله أزاغ قلوبهم ظلماً لهم؛ سبحانه ولا يظلم ربك أحداً! بل تبيّن لكم السبب هو جدلهم لأنبياء الله بالباطل وتكبرهم وعدم السماح لعقولهم بالتفكر في منطق أنبياء الله الذين جاءُوا بالحقّ، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا ربّهم إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)} صدق الله العظيم.


    . وأما سؤالك عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ‌ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَ‌ةِ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]. وذلك من بعد رسول الله إليهم ليدعوهم إلى دين الإسلام ولم يقبلوا إلا دين آبائهم فهم على آثارهم مقتدون ورفضوا الدين الحقّ من ربّهم.
    . وأما سؤالك عن بيان قول الله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٥١﴾الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الحقّ مِن رَّ‌بِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [القصص]. فيقصد طائفةً من أهل الكتاب من النصارى من الذين استمعوا إلى القرآن ففاضت أعينهم من الدمع مما عرفوا من الحقّ. وقال الله تعالى:
    {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحقّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الحقّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(86)} صدق الله العظيم [المائدة].

    ولذلك قالوا إنّا كنا من قبله مسلمين في قول الله تعالى:
    {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الحقّ مِن رَّ‌بِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    . وأما سؤالك عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِ‌ينَ ﴿٨٠﴾وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النمل]. فتلك فتوى من ربّ العالمين أنّه لن يسمع آيات الله إلا من أسلم لله واتّبع آياته واعتصم بها وكفر بما يخالفها فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ لكونه اتّبع البرهان المبين من ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿174﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿175﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ​. وأما سؤالك عن قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ﴿٤٨﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّـهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴿٤٩﴾ انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا ﴿٥٠﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَـٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ﴿٥١﴾أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ ۖ وَمَن يَلْعَنِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ﴿٥٢﴾ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ﴿٥٣﴾ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ﴿٥٤﴾فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴿٥٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [النساء]. فتجد أنّ الله لا يعذب من أشرك به إلا من بعد إقامة الحجّة عليه بآيات ربّه المحكمات في محكم كتابه، ومن أصرّ على شركه وكفر ببرهان ربّه واتّبع من لا برهان له فإنما حسابه عند ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)} صدق الله العظيم [المؤمنون]. وهم الكافرون بالله وآياته.

    ويا حبيبي في الله، إنّني لا أجد في الكتاب أنّ الله يعذب المشركين إلا من أعرض عن آيات ربّه برهان العبودية للربّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولا أجد في الكتاب أنّ الله يجازي إلا الكفار بالله وآياته ورسله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)} صدق الله العظيم [سبأ]. فانظر لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)} صدق الله العظيم، أي وهل نجازي إلا من كفر بربه فأعرض عن آياته؟ ألا وإنّ برهان الله على المعرضين من الإنس والجنّ هو القرآن العظيم فمن أعرض عنه واعتصم بما يخالفه فليس من المسلمين المستسلمين لاتّباع ما أنزل إليهم من ربّهم.

    ويا حبيبي في الله الباحث عن الحقّ، إن لآيات القرآن مواضعاً فكلّ آيةٍ تخصّ موضوعاً ما، وأراك تجعل الآية تشمل كل المواضيع والأحكام وتبني على ذلك الحكم، وهنا حتماً سوف تخطئ في بيانك لها فتقول على الله ما لا تعلم، وذلك من أمر الشيطان:
    {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:169]. ولكنّ الله حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحقّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33].

    فكن من الشاكرين يا قرة العين، فتفسيرك هذا سوف تقف أمامه عقباتٌ كثيرةٌ في آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين فتجعلُك الآياتُ المحكمات أمام خيارين اثنين؛ أن تؤمن ببعضٍ الكتاب فتكفر ببعضٍ، وعلى سبيل المثال تتّبع آياتٍ تحتاج للتفسير والبيان فتأتي بتفسيرها حسب هواك من عند نفسك فتجعلها برهاناً مبيناً من عند نفسك بالتفسير بغير الحقّ المقصود، وكذلك الطّامة الكبرى الإعراض عن الآيات المحكمات البيّنات التي سوف تقف لتفسيرك بالمرصاد، مثال قول الله تعالى: {يامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} صدق الله العظيم [الأنعام]. وهذه من آيات أمّ الكتاب المحكمات أنّ الله لم يعذب في الآخرة إلا من أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل الذين يتلون عليهم آيات ربّهم، فتجد الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل أقرّوا واعترفوا بأنّ ربّهم بعث إليهم رسله بآياته، ولذلك كان ردّهم على ربّهم بالاعتراف في قول الله تعالى: {يامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} صدق الله العظيم.

    والسؤال الموجّه لربّ العالمين مباشرةً: يا إله العالمين، وما حكمك على الكافرين الذين ماتوا من أقوامهم من قبل بعث رسل الله إليهم؟ والجواب من الربّ في محكم الكتاب مباشرةً:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]. والأمّة الوسط لم يبعث الله فيهم نذيراً في أممهم الوسطى. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم [يس].

    وربّما يودّ الباحث عن الحقّ أن يقول: "ولماذا يا إمامي قلت والأمّة الوسط لم يبعث الله فيهم نذيراً في أممهم الوسطى، فما تقصد بقولك هذا؟". فمن ثمّ نردُّ على السائلين ونقول: كون الله لا يقصد أنّه ما آتاهم من نذيرٍ في آبائهم الأولين في الأمم الأولى؛ بل يقصد آباءهم في الأمم الأقرب إلى أمّتهم لكون الله بعث في آبائهم الأولين في الأمم الأولى نذيراً. ولذلك قال الله تعالى:
    {بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ (81) قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ويا حبيبي في الله، إنّ بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني تأسس على تفصيل البيان للقرآن بالقرآن ولذلك فلن تجد فيه تناقضاً شيئاً؛ بل تجد بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضاً، وأما بيانك فهو كمثل تفاسير المفسرين من عند أنفسهم وحتماً تجعلون كتاب الله متناقضاً في نظر العالمين! والسبب ليس من عند الله وما جعله الله متناقضاً؛ بل السبب من عند أنفسكم وهي تفاسيركم لآيات القرآن وأنتم لستم من الراسخين في علم الكتاب. فلو أنّكم أخذتم المحكم وتركتم تفسير الباقي لأهله لنجوتُم ولكنّكم اتّبعتم ظاهر المتشابه الذي لا يزال بحاجةٍ للتفصيل والبيان وأعرضتم عن آيات محكم القرآن، وأولئك زاغوا عن الحقّ من ربّهم وأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، وبسبب قولهم على الله ما لا يعلمون تفرّقوا إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون.

    وبعث الله لبيان حقيقة اسم الله الأعظم الإمامَ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني برحمة الله التي وسعت كل شيءٍ إلا من أبَى رحمة ربّه وأنكر أنّ الله أرحم الراحمين ويريد شفعاءً له بين يدي من هو أرحم به من عباده؛ وأولئك لن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً ويصلون سعيراً حتى يعلموا أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين ويعلموا أنّهم ظلموا أنفسهم باليأس والقنوط من رحمة ربّهم وبحثوا عن الرحمة عند سواه ليشفع لهم عند الله أرحم الراحمين، ولذلك قالوا لخزنة جهنم:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالبيّنات قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} صدق الله العظيم [غافر].

    وأما البرهان أنّهم يائسون مُبلسون من رحمة الله تماماً، فبعد أن استَيْأَسوا من شفاعة الملائكة من طلب التخفيف فمن ثمّ طلبوا من مالك خازن النار أن يدعو ربّه ليقضي عليهم بالموت الخالد. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُم بالحقّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78)} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وها هو الإمام المهديّ الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسرِّه يدعوكم إلى الاحتكام إلى الله في كافة ما كنتم فيه تختلفون، ووعدٌ علينا غير مكذوبٍ أن يهيمن المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للذكر على كافة علماء الأمصار في جميع الأقطار فلا يجادلنا عالمٌ من القرآن إلا غلبناه بسلطان العلم الملجم وهيمنّا عليه بحكم الله المهيمن على الكلّ، سبحانه وتعالى عمّا يشركون!

    ويا مسلمين اتقوا الله، فوالله ثمّ والله إنّ الإمام المهديّ ليتحدّى بالبيان الحقّ عقولكم إن كنتم تعقلون! ولكن الطّامة الكبرى أنّ كثيراً ممن علموا بدعوة ناصر محمد اليماني لم يُعطوا لعقولهم فرصةً للتفكّر والتدبّر في البيان الحقّ للذكر ووقعوا في مكر الشياطين بالصدّ عن التصديق بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم كون الشياطين وسْوَسوا لكثيرٍ من الذين تتخبطهم مسوس الشياطين ليدّعي أنّه المهديّ المنتظَر، والحكمة الخبيثة من ذلك حتى إذا بعث الله إليكم الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم فأوّل ما تقولون: "إنْ هو إلا كمثل غيره ممن يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر بين الحين والآخر"؛ فيعرضوا من قبل أن يستمعوا، ولم يسمحوا لعقولهم بالتفكر والتدبر في البيان الحقّ للذكر فلعلّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وليس من الممسوسين، فلا يجوز لهم أن يحكموا على ناصر محمد اليماني بأنّه كمثل غيره ممن يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر حتى يتدبّروا ويتفكّروا في منطق سلطان علمه؛ هل ينطق بالحقّ أم يفسِّر القرآن على هواه من عند نفسه، وما خطب ناصر محمد اليماني وماذا دهاه حتى يدعي شخصيّة المهديّ المنتظَر؟ حتى إذا تنازل عن كبرهم وغرورهم علماءُ الأمّة فتدبروا وتفكّروا في بيان الإمام المهدي للقرآن العظيم وحتى إذا رضخت له عقولهم فأفتى كلَّ إنسانٍ عقلُه أنّ ناصر محمد اليماني لينطق بالحقّ ويهدي إلى صراط ٍمستقيمٍ فهو يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّه القرآن العظيم فمن ثمّ توسوس له نفسه بالباطل ضدّ قرار العقل! فتقول له نفسه: "أتريد أن تتّبعه؟ فتذكر لو لم يكن ناصر هو المهديّ المنتظَر أفلا يعني ذلك أنك ضللت عن الصراط المستقيم؟". فمنهم من يتّبع هوى نفسه وخسر خسراناً مبيناً، ومنهم من اتّبع عقله وردّ على نفسه وقال:

    "وحتى ولو لم يكن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فما ضللتُ عن الصراط المستقيم ما دمتُ اتّبعت ذكر ربّي في محكم القرآن العظيم وعبدت ربّي وحده لا شريك له ورجوت رحمته واستغنيت برحمته عن عقيدة الشفعاء بين يدي الله أرحم الراحمين، فكيف يضلّ عن الصراط المستقيم من اعتصم بالله؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)} صدق الله العظيم [الحج]، وناصر محمد اليماني تأسّست دعوتُه على الاعتصام بالله والاستغناء برحمته التي تشفع من غضبه وعذابه".

    ثم يقول أولو الألباب: "فنحن لا نعبد المهديّ المنتظَر، وحتى ولو لم يكن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فما ضلّ من اتّبعه لكونه يدعو إلى عبادة الله الواحد القهار على بصيرة القرآن العظيم ويفصّل القرآن بالقرآن، فلم يجعل لنا ناصر محمد اليماني الحجّة للإعراض عنه؛ بل الحجّة بالحقّ هي مع الإمام ناصر محمد اليماني سواء يكون هو المهديّ المنتظَر أو مجدداً للدين فقد أقام الحجّة علينا، وما دام يفتي أنّه المهديّ المنتظَر ووجدنا الله قد أيّده بسلطان علم البيان فصدقناه فإن يكن كاذباً فعليه كذبه. وأهم شيء أننا اتّبعناه على بصيرةٍ من الله لكونه هيمن علينا بسلطان علم البيان الحقّ للقرآن، وما جادله عالِمٌ إلا غلبه فأصدقه الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي تصديقاً لفتوى جدّه إليه في منامه بإذن الله أنّه هو المهديّ المنتظَر؛
    [وما جادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته]، وقد أصبحت رؤياه حجةً علينا من بعد أن رأينا أنّ الله قد أصدقه الرؤيا بالحقّ على مدار حوار عشر سنواتٍ حاور ناصر كثيراً من العلماء والباحثين عن الحقّ، فتدبّرنا الحوار على مدار عشر سنوات مضت فوجدنا أنّ ناصر محمد هو المهيمن بسلطان علم البيان الحقّ للقرآن، فما وجدناه قرآنياً يفسّر القرآن على هواه، وما وجدناه شيعيّاً يقول على الله ما لا يعلم ويبالغ في حبّ آل البيت لدرجة الشرك بالله فيدعونهم من دون الله، وما وجدناه سنيّاً معتصماً بالسُّنة وترك القرآن وراء ظهره، وما وجدنا ناصر محمد اليماني يَتَمَذْهبُ مع أيّ مذهبٍ ولا يتعصَّب مع أي فرقة؛ بل وجدناه يعلن الكفر بالتعدديّة المذهبيّة والحزبيّة في دين الله، ويدعو إلى اتّباع كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، ويدعو علماء المسلمين وأمّتهم إلى الاحتكام إلى الله وحده لا شريك له، وقال ناصر: فما على ناصر محمد إلا أن يأتيكم بحكم الله مما تنزّل على محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- إن كنتم مؤمنين بما أُنزل على محمدٍ رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين صلّى الله عليه وآله وسلم".

    فذلكم منطق أولي الألباب منكم خير الدواب، وأما أشرهم فسوف نجدهم صمٌّ بكمٌّ عميٌّ فهم لا يعقلون ولا يسمحون لأنفسهم أن يتفكروا في البيان الحقّ للقرآن ويصدّون عن اتّباع ناصر محمد اليماني صدوداً شديداً، أولئك سيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنهم يصدّون الناس عن اتّباع آيات الله وليس عن اتّباع ناصر محمد اليماني فما جاءهم ناصر محمد بكتابٍ جديدٍ وإنّما يبيّن للناس هذا القرآن العظيم، فما ظنّكم بمن علم بالحقّ فكتمه وأبَى الاعتراف بالحقّ وصدّ عنه صدوداً؟ فما موقفه عند ربّه؟ فليتذكر قول الله تعالى:
    { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولسوف يأتي يومٌ يلعن بعضهم بعضاً، أي يلعنُ العلماءَ التابعون لهم لكونهم أضلّوهم حسب فتواهم أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ، ولن يغني عنهم علماؤهم من الله شيئاً. وما أشبه الليلة بالبارحة فما حدث في عصر بعث الأنبياء كذلك يحدث في عصر بعث المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم! فليتذكروا قول الله تعالى:
    {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33) وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37) وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)}
    صدق الله العظيم [سبأ].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ___________


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 4272 من موضوع البيان الحقّ من صاحب علم الكتاب عن أرض المحشر ..

    الإمام ناصر محمد اليمانيّ
    4 - جمادى الآخرة - 1430 هـ
    28 - 05 - 2009 مـ
    12:13 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    البيان الحقّ من صاحب علم الكتاب عن أرض المحشر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿١٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فهذه الآية تتكلم عن يوم القيامة والحساب للذين سيدخلون الجنّة من بعد الحساب فيرزقون فيها بغير حساب، وأمّا في ساحة المحشر فيكونون جميعاً في أرض المحشر أهل النّار وأهل الجنّة ويتمّ إحضار النّار والجنّة في الساحة الكونيّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ ﴿٣٥﴾ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [النازعات].

    فيتمّ إحضار الجحيم إلى أرض المحشر؛ والنّار لها سبعةُ أبوابٍ لكُلّ بابٍ منهم جزءٌ مقسوم. وكذلك يتمّ إحضار الجنّة إلى نفس أرض المحشر الكُبرى وهو الكون كُلّه يدكه دكّاً بكافة كواكبه ونجومه، ولم يخلقه الله لعباً ولا عبثاً! فيجعله أرضاً واحدةً مستويةً لا ترى فيها عِوجاً ولا أمتاً، ويتمّ إحضار النّار والجنّة إليها فتكون الجنّة بموقع غير بعيد من النّار. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿١٦﴾ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴿١٩﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴿٢٠﴾ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴿٢١﴾ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿٢٢﴾ وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴿٢٣﴾ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [ق].

    وتكون الجنّة في أرض المحشر غير بعيدة من النّار؛ أي على مقربة منها، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم.

    غير أنّ الجنّة لا تكون خلف النّار؛ بل على مقربةٍ من بعضهما البعض؛ مُتقابلاتٍ، فالنّار تكون إلى جهة الشمال والجنّة إلى جهة اليمين وجميع المتّقين والكافرين ينظرون إلى الجنّة وإلى النّار وهم في أرض المحشر، ومن بعد الحساب والفصل بالحقّ فمن ثمّ يأتي التفرّق تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    والتفرّق من بعد الحساب فيتمّ حشر أهل النّار من أرض المحشر فيُساق أهل النّار إلى صراط النّار. تصديقاً لقول الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولكن يتمّ تقسيمهم إلى سبع زُمرٍ بعدد أبواب جهنّم السبعة تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    ولذلك يتمّ حشر أهل النّار من أرض المحشر وتقسيمهم إلى سبع زُمرٍ ثمّ يُساقون نحو أبواب جهنّم السبعة لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسوم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} صدق الله العظيم [الزمر:71].

    وأما أهل الجنّة فمن بعد الحساب يتمّ تقسيمهم زُمراً بعدد أبواب الجنّة، والتزحزح هو الابتعاد عن النّار من نفس منطقة المحشر فلا يُساقون إلى صراطِ الجحيم؛ بل إلى صراط جنّات النّعيم المُقيم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويحاول أهل النّار الهرب منها صوب الجنّة ويتوسّلون بالمتقين من أهل الجنّة أن ينظروهم ويقتبسوا من نورهم، ولكنّ الملائكة يرجعونهم بالقوّة فيُساقون قهراً إلى نار جهنّم فيستغيثون بالمُتّقين ليقتبسوا من نورهم ذلك لأنّهم لا يزالون مُشركين بربّهم عبادَه المقربين، والنّور من الله، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ، ولكن من كان في هذه أعمى عن الحقّ فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً، ولأنّهم لا يعرفون الحقّ والحقّ هو ربّهم ولذلك يتوسّلون إلى عباد الله المتّقين ويقولون لهم: {انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} صدق الله العظيم [الحديد:13].

    ثمّ يُضرب بينهم بسورٍ فاصل بين الجنّة والنّار، فباطنه إلى الجنّة والنّار من قِبَلِهِ لأنّ النّار والجنّة قد جعلهما الله يوم القيامة مُتقابلات، النّار شمال والجنّة يمين وسور الأعراف بينهما، ومن ثمّ تُساق طائفةٌ أُخرى من أرض المحشر لم يتمّ حسابهم ولم يسألهم الله عن أيّ شيء ولم يُحاسبهم الله عن أيّ شيء لأنّ لهم حُجّة على ربّهم فجعلهم الله فوق سور الأعراف يتفرّجون على أهل النّار وأهل الجنّة. ولكن من هم تلك الطائفة؟ والجواب الحقّ: هم القوم الذين ماتوا من أهل القرى من قبل مبعث رُسل الله إليهم، فأولئك لهم حُجّة على ربهم تصديقاً لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    كأمثال عبد الله بن عبد المطلب أبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجميع الذين ماتوا من القرى من قبل مبعث رُسل الله إليهم، فأولئك لا يُعذّبهم الله تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    فأولئك هم أصحاب الأعراف فلم يجعلهم الله من أهل الجنّة ولم يجعلهم الله من أهل النّار، وشهدوا كيف أنّ الله حاسب عباده وكيف فصل بينهم بالحقّ وبين أنبيائهم، وسأل الله أنبياءهم هل بلّغتم؟ فأجابوا نعم، وشهد على بلاغهم الذين صدّقوا بشأنهم، وصار لديهم مفهوم قصة الرُّسل وأقوامهم والذين كذّبوا برُسل ربّهم والذين صدّقوا برُسل ربّهم فصار الأمر واضحاً لديهم كاملاً من البداية إلى النهاية عن أقوامهم من بعدهم، ومنهم من يعرف رجالاً من أهل النّار كمثل أبي لهب والوليد ابن المغيرة، فمثلاً أبو النّبي عبد الله بن عبد المطلب يعرف أبا لهب ويعرف الوليد بن المغيرة وغيرهم من قبل موته، وكذلك جميع أهل الأعراف الذين ماتوا من قبيل مبعث الرُّسل يعرفون النّاس الذين كانوا بجيلهم غير أنّهم ماتوا من قبل بعث رُسل الله إلى القُرى، فبعضهم قبل مبعث رسول ربّه إلى قريته بشهر أو أكثر من ذلك بسنين أو أقل، ولكنّهم قد علموا أنّ هؤلاء المُترفون الذين كانوا يعرفونهم قد بعث الله رُسلاً من بعدهم وكذّبوا برُسل الله الذين أرسلهم الله إليهم من بعد موتهم وبالذّات الذين يموتون من أهل القُرى قُبيل بعث الرسول إليهم فهم حتماً يعرفون المُترفين في جيلهم ووجدوا خبرهم أنّ الله بعث إليهم رسولاً فكذّبوا به وكانوا يعرفون أنّهم أغنياء ولذلك قالوا لهم: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولذلك يُنادونهم من فوق الأعراف لأنّهم يعرفونهم بصورهم في الدنيا.

    وقبل التفصيل في شأن أهل الأعراف نعود إلى أصحاب الجنّة والنّار بعد انتهاء الحساب وإقامة الحُجّة بالحقّ فيدخل أهل النّارِ النّارَ ويدخل أهل الجنّةِ الجنّةَ فينادي أصحاب الجنّة أصحاب النّار. وقال الله تعالى: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فمن المؤذن بينهم؟ إنّه عبد الله بن عبد المُطلب ومن معه من أهل الأعراف.

    ونعود الآن إلى رجال الأعراف. وقال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]، فهم يعرفون كُفّاراً من أصحاب النّار وكذلك يعرفون رجالاً من أهل الجنّة، فينظر أصحاب الأعراف إلى أصحاب الجنّة فيقولون لأصحاب الجنّة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}، ولكنّهم ليسوا في الجنّة؛ بل ينظرون إليها وإلى من فيها من فوق سور الأعراف ويَتمنّوْنَ أن يُدخلهم الله جنّته برحمته. وقال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ ينظرون إلى أصحاب النّار فيخاطبونهم فيقولون لهم: {أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:49]، ويقصدون بهؤلاء؛ أهل الجنّة، فأشاروا إليهم وهم يخاطبون أصحاب النّار وقالوا لهم: يا أصحاب النّار أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَته؟ ومن ثمّ يُجيب الله دعوة أهل الأعراف حين ذكروا رحمته وأهل الأعراف قد دعوا الله من بعد حشرهم على سور الأعراف وقالوا: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾ أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فمن الذي قال لأهل الأعراف: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم؟ إنّه الذي دعوه من بعد حشرهم على الأعراف ونظروا إلى نار جهنّم والكُفّار يصطرخون فيها. وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم.

    فانظروا إلى جواب الله لدُعائهم حين ذكروا رحمته لأنّهم يمقتون الكُفّار وقالوا لهم: أهؤلاء - ثمّ أشاروا إلى أهل الجنّة - الذين أقسمتم يا أهل النّار لن ينالهم الله برحمته؟ ومن ثمّ تأتي إجابة الله لدعوة أهل الأعراف حين أقرّوا وأيقنوا برحمة الله وقالوا: {أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ} صدق الله العظيم، وعلى الفور ناداهم الله من وراء الحجاب فأجاب دعوتهم بالحقّ، وقال الله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّهم يدعون ربّهم فيسألونه برحمته حين ينظرون إلى أهل النّار يصطرخون في نار جهنّم. وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم.

    فانظروا لإجابة الله لدُعائهم وقال لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام، اتّقوا الله واعلموا أنْ ليس لكم من دون الله وليٌ ولا شفيع، وسلوا الله برحمته، ومن ذا الذي هو أرحم بكم من الله حتى تلجأوا إليه من دون الله! أفلا تتّقون؟ أفلا ترون أنّ الله أجاب دعوة أهل الأعراف ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين؟

    ويا من ينتظرون لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يشفع لهم بين يدي الله ها هو أبوه مع أهل الأعراف ولم يشفع له محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولم يرجُ من ولده أن يشفع له بين يدي ربه؛ بل دعا ربّه مع أهل الأعراف وقالوا: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم، ثمّ أجاب الله دعاء أهل الأعراف وقال لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم.

    اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد .. فأمّا الذين آمنوا منكم حين أذكّرهم بآيات ربّهم وأبيّنها لهم فتزيدهم إيماناً فتلين جلودهم ومن ثمّ تخشع قلوبهم فتدمع أعينهم مما عرفوا من الحقّ، وأمّا العُميان فوالله لو أنذرته بجميع آيات الكتاب وفصّلتها تفصيلاً فإنّه سوف ينبذها جميعاً وراء ظهره مهما كانت واضحةً وبيّنةً في البيان الحقّ، وسبب فتنته أنّهُ يعلم حديثاً أو روايةً مُخالفةً لهذه الآيات المحكمات ويفضّل أن يستمسك بذلك الحديث المخالف ويقول: "إنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلّا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح، فهل أنت أعلم يا ناصر محمد اليماني أم هم؟". ومن ثمّ أردّ عليه وأقول: ولكنّي أُحاجّك بآياتٍ مُحكماتٍ بيّنات هُنَّ أمُّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلّا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ، فيتّبع الفتنة الموضوعة من أحاديث وروايات الفتنة التي تأتي مخالفةً لآيات الكتاب المحكمات وحسبه جهنّم ومن اتّبعه وساءت مصيراً.

    ولكنّي أقسم بالله لو الآية جاءت مطابقةً للحديث الذي هو مستمسكٌ به لأعجبته واستمسك بها وصرخ بها كبرهان على الحديث، ولكن إذا جاءت مخالفةً للحديث الذي هو مستمسكٌ به فعند ذلك تسوءه ويقول: "لا يعلم تأويلها إلّا الله" برغم أنّها مُحكمة من آيات الكتاب المُحكمات من أُمّ الكتاب وليست من المتشابهات! تالله لا يطلّع على بيان ناصر محمد اليماني عالِمٌ أو جاهلٌ إلّا تبيّن له الحقّ، ولكنّ الكارثة أنّه برغم أنّه تقبّلها عقله إلّا أن كثيراً لا يوقن بآيات ربّه برغم وضوحها الشديد!

    ويا قوم يا أصحاب اللسان العربيّ المبين إنّ القرآن عربيّ أرسله الله بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ليُبيّن لكم ما تتقون، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:4].

    وكذلك القرآن العظيم لماذا لا تفهمون مُحكمه؟ فهو ليس بأعجميٍّ؛ بل عربيٌّ مُبينٌ، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    ولكنّكم جعلتموه أعجميّاً فأعرضتم عنه وقلتم على الله زوراً وبهتاناً أنّه لا يعلم تأويل القرآن إلّا الله، ولم يقل الله ذلك وافتريتم على الله الكذب وأنتم تعلمون أنّه لم يقل ذلك؛ بل قال لكم أنّ مِنهُ آياتٌ مُحكماتٌ واضحاتٌ بيّناتٌ هُنَّ أمُّ الكتاب يعلمهنّ ويفهمهنّ ويعقلهنّ العالِم والجاهل كلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ، وتلك أكثر آيات الكتاب بنسبة تسعين في المائة وأُخرى مُتشابهات وهُنّ قليلٌ ليست إلّا تقريباً عشرة في المائة أو أقل من عشرة في المائة فتلك الآيات المُتشابهات لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله وهُنّ قليلٌ، ولكنّكم جعلتم القرآن كُلّه لا يعلمُ تأويله إلّا الله، ولكنّ الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم لم يحاجّكم إلّا بالآيات المحكمات الواضحات البيّنات يعلمهنّ ويعقلهنّ كُلّ من تدبّر ما جاء فيهنّ من ربّه لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلّا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المُبين.

    ويا معشر الأنصار كونوا من الموقنين ولا تكونوا من الذين هم بآيات ربّهم لا يوقنون ثمّ لا يوقنون إلّا بعد أن يقع القول عليهم وخروج الدابة، وكذلك قال الله تعالى إنّكم لم تكذّبوا بالذي يحاجّكم بآيات ربّكم ولم تصدّقوا والسبب عدم اليقين بآيات الله التي أحاجّكم بها في الكتاب، وقال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 166764 من موضوع منهم أصحاب الأعــــــــراف




    سر النعيم الأعظم والسابقون السابقون
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=1974

    فتوى الإمام ناصر محمد اليماني الحق إلى جميع عبيد النعيم الأعظم
    [https://mahdialumma.net/showthread.php?t=4538

    التعريف من محمد رسول الله والإمام المهدي المنتظر الحق لقومٍ يحبّهم الله ويحبّونه صفوة البشريّة وخير البريّة
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=9023

    الموضوع: البيان المُبكي لأعين أحباب الله ورسوله والمهدي المنتظر
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=382

    مزيدٌ من البيان لحقيقة النّعيم الأعظم من نعيم جنّة النّعيم وردٌّ على السّائلين ..
    https://mahdialumma.net/showthread.php?13394

    تذكير بالنعيم الأعظم من الإمام المهدي ناصر محمد إلى عموم المسلمين..
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=19382-

    عبيد النّعيم الأعظم هم أعظم نفقةً في الكتاب هي نفقتهم كونهم لن يرضوا بملكوت ربّهم في الآخرة حتى يرضى فكأنهم أنفقوا ملكوت ربّهم أجمعين..
    https://mahdialumma.net/showthread.php?19379-

    فتوى الإمام المهدي إلى الشيخ أحمد عمرو في حقيقة قوم يحبّهم الله ويحبّونه لمن أراد أن يكون منهم فيفوز بالفوز الأعظم في الكتاب..
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=11330


    ألا والله لولا عبيد النعيم الأعظم ما أخرج الله من ناره أحداً
    https://mahdialumma.net/showthread.php?3543-%

    النفس المطمئنة ودرجات العلم بين الأنبياء والرسل والأئمة
    http://alhidaih.blogspot.com/2013/10/blog-post_18.html

    من الإمام المهدي إلى كافة المهديين أحباب الله رب العالمين
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=2427

    بيان هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن، وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً..
    http://https://mahdialumma.net/showthread.php?10402



    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقة اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	11015953_1556893067922975_8318046147478206858_n.jpg‏ 
مشاهدات:	1606 
الحجم:	24.9 كيلوبايت 
الهوية:	2973  

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم. ...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم إجعلنا من الموقنين المصدقين...للبيان الحق من القرآن الكريم
    يا ربي لك الحمد الذي خلقتنا .وجعلتنا من أمة الإمام المهدي ناصر محمد عليه الصلاة والسلام

    ما أحلا هذا البيان .......كلما قرأت بيان زدنا ولله الحمد إيمان علي إيماننا
    ثبتنا يا الله علي حبك ومرضاتك .وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .وحب إمامك وخليفتك بالأرض
    المهدي ناصر محمد وإجمعنا معاه والأنصار ......عند مليك مقتدر يا الله

    ربي مكن للإمام وانصره علي كل من عاداه واشدد من ازره يا الله. ...
    واصبر وما صبرك إلا بالله والحمد لله رب العالمين

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
    اخي في حب الله " رضي الله والوالدين " حسب علمي اصحاب الأعراف هم فقط الذين ماتوا قبل مبعث الرسل إلى اقوامهم . وليس منهم اصحاب اليمين ولا قوم يحبهم الله ويحبونه .

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه

  5. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه اخي الحبيب في حب الله " رضي الله والوالدين " بل حسب علمي علم اليقين ببيانات النور وليس بالظن فأصحاب الأعراف هم فقط الكفار الذين ماتوا قبل مبعث الرسل .. هذا ماعلمته يقينا من بيانات امامنا المهدي الحبيب عليه الصلاة والسلام

  6. rose

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قوم يحبهم الله ويحبونه على منابر من نور يحشرون إلى الرحمن وفدآ

    واما اصحاب الأعراف هم رجال على الأعراف يعرفون كلا بسيماهم



    اقتباس المشاركة 157294 من موضوع تذكير بالنعيم الأعظم من الإمام المهدي ناصر محمد إلى عموم المسلمين..

    [ لمتابعة رابط المشاركــة الأصليّة للبيــــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=157277

    الإمام ناصر محمد اليماني

    04 - ذو القعدة - 1435 هـ
    30 - 08 - 2014 مـ
    05:05 مسـاءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ


    تذكير بالنعيم الأعظم من الإمام المهديّ ناصر محمد إلى عموم المسلمين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطّيّبين وأنصارهم المؤمنين من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، أمّا بعد..

    قال الله تعالى: {وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ‎﴿٩٢﴾‏ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ‎﴿٩٣﴾‏ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ‎﴿٩٤﴾‏ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ‎﴿٩٥﴾‏} صدق الله العظيم [مريم].

    ومن خلال ذلك نستنبط حقيقة العبودية أنّه يطلق على الذكر والأنثى في الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ فجميعهم عبيدٌ لربِّهم، بمعنى أنّه خلقهم ليكونوا له عبيداً فيعبدون رضوانه فيجعلونه غايةً في أنفسهم أن لا يرضوا حتى يرضى. ولكن هل تلك الغاية لهم في نفس ربّهم هي غايةٌ جبريّةٌ أم إختياريّة؟ وأقول بالنسبة للهدف مِنْ خلقهم فقد بيّنه الله لعباده في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ولكنّ الله له عزةٌ وكبرياءٌ فلم يأمركم أن تعبدوا رضوان نفسه غايةً؛ بل جعل الجنّة لمن شكر واتّبع رضوان ربّه والنار لمن كفر واتّبع ما يُسخط ربَّه، ومن عظيم عزَّة الله في نفسه وكبريائه أنه عَقَدَ صفقةً تجاريّةً بين العبيد والربّ المعبود، فأقام بيعاً وشراءً بين الربّ المعبود والعبيد، فاشترى منهم أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة، وتلك الصفقة في التوراة والإنجيل والقرآن العظيم وفي كل الكتب السماويّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:111].

    ولذلك بشَّرهم ملائكة الرحمن المقرّبين وقالوا: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)} صدق الله العظيم [فصلت].

    فيستبشر بتلك البشرى كافةُ الصالحين والشهداء في سبيل الله فيكونون فرحين بما آتاهم الله من فضل جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وما كان قولهم إلا أن قالوا: {إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ‎﴿٦٠﴾‏ لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ‎﴿٦١﴾‏} صدق الله العظيم [الصافات].

    إلا صفوة البشريّة وخير البريّة التّوّابين المتطهّرين أنصارَ المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور فأقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّهم لن يرضوا بملكوت نعيم جنات ربّهم من أدناها إلى أعلاها طيرمانة الجنة الوسيلة الدرجة العالية الرفيعة برغم أنّ الله رضي عنهم وأراد أن يفيَهم بما وعدهم فيرضيهم بما في أنفسهم فيحقِّق لهم ما في أنفسهم، فإذا الملائكة المقربون يبشِّرونهم من بين أيديهم فيقولون لهم: {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)} صدق الله العظيم [فصلت].

    كما يبشِّرون غيرهم من الصالحين ولكنّ هؤلاء الوفد المكرمين كلَّما بشَّرتهم الملائكة بجنّات النعيم لكونهم يرون حزناً على وجوههم فيقولون لهم: {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)} صدق الله العظيم، ولكنّهم يُعرضون عن البشرى ونأوا بجانبهم عن الملائكة فواجهوهم مرةً أخرى من بين أيديهم، فيُلقون لهم بالبشرى ثم يُعرضون عنهم إلى جهةٍ أخرى، ثم تُحاول الملائكة أن يجرّوهم بأيديهم إلى الجنّة ليصدقوا أنّهم من أصحاب جنات النعيم، فإذا الملك برغم قوّته الجبّارة وبرغم أنّ أحدَ الملائكة يستطيع أن ينزع جبلاً عظيماً من مكانه، فإذا المَلَكُ لا يستطيع أن يزحزح أحدهم من مكانه شيئاً! فأدهشت الملائكة عظيم قوة ثبات هؤلاء القوم كثبات قلوبهم على تحقيق النّعيم الأعظم. وأقام الله لهم يوم القيامة وزناً عظيماً فأدهشت الملائكة فلم يستطيعوا أن يُزحزحوا أحداَ من هؤلاء القوم من مكانه ولو اجتمعوا له فقالوا: الأمر لك يا إله العالمين.

    فمن ثم يأمرهم الله أن يُحضِروا لكلٍّ من هؤلاء القوم منبراً من نورٍ يضيء فيضعه المَلَك بين يدي كلِّ واحدٍ من هؤلاء القوم أمام قدميه، ثم يصعد كلُّ واحدٍ على المنبر الذي وضعه المَلَك بين يديه، ثم ترتفع المنابر بقدرة الله متجهةً صوب عرش الرحمن، فيتمُّ حشرهم إلى الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    فترتفع المنابر بوفد الرحمن على رؤوس الخلائق وهم ينظرون، وليس للحساب! بل وفدٌ مكرمون عند ربّهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى له بالخطاب في تحقيق الشّفاعة.

    ويا عباد الله، والله الذي لا إله غيره لا يحقّ لأيّ عبدٍ الشفاعة بين يدي الله أرحم الراحمين، وإنّما يأذن الله لمن يشاء من عباده المُكرّمين بتحقيق الشفاعة في نفس الله، فتشفع لهم رحمته من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [الزمر:44].

    وإنّما تشفع رحمته لعباده الضّالّين من عذابه، وهنا المفاجأة الكبرى! فيقول الذين أنقذهم الله بتحقيق الشفاعة للوفد المكرمين: ماذا قال ربكم؟ فقالوا: الحقّ، وهو العلي الكبير. وتحقّق النعيم الأعظم من جنات النعيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ألا ترون الشفاعة جاءت من ربّ العالمين فشفعت للضالين من عباده رحمتُه من عذابه؟ ولذلك قالوا للوفد المكرمين: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ}؟ فردَّ عليهم كافةُ الوفد المكرمين وبلسانٍ واحدٍ: {قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)} صدق الله العظيم.

    ويا عباد الله، أقسم بالله العظيم أنّ هؤلاء القوم في هذه الأمّة التي هي الأمّة التي يبعث فيها الله الإمام المهديّ ناصر محمد. ويا عباد الله، أقسم بالله العظيم أنّهم هم القوم الذين يحبّهم الله ويحبونه. وأقسم بالله العظيم أنّهم لن يرضوا حتى يكون ربّهم راضياً في نفسه لا مُتحسِّراً ولا حزيناً فهم على ذلك من الشاهدين، فما يُدريني بما في أنفسهم! ولكنّ ربّي علّمني بهم عن طريق رسوله أنّهم في هذه الأمّة فهم على ذلك من الشاهدين. وهل تدرون ما سبب عدم رضوانهم حتى يتحقق رضوان نفس ربّهم؟ ألا وإنّ السبب هو من عظيم حبّهم لربّهم ولذلك لن يرضوا حتى يرضى.

    وأكرر وأذكّر أننا نُقِرُّ ونؤكد عظيم حبِّ الأنبياء وأنصارهم لربّهم، وإنما مَنَّ الله على هذه الأمّة ببعث الإمام المهديّ (عبد النّعيم الأعظم) ناصر محمد اليماني فعلّمهم أنّ ربّهم بما أنّه يغضب ويرضى فكذلك يفرح ويحزن، وعلّمهم أنّ ربّهم متحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين صاروا من بعد أن أهلكهم الله متحسرين على ما فرَّطوا في جنب ربِّهم. وسبب حسرة الله في نفسه هو بسبب صفة عظيم الرحمة في نفس الله، ولكن من أصدق من الله قيلاً؟ فلا بدّ أن يذوقوا وبال أمرهم حتى يسألوا ربّهم رحمته التي كتب على نفسه.

    وعلى كل حالٍ إنّني أرى بعض المُمترين يجادلون الأنصار فيقولون: "ألم يقل المسيح عيسى ابن مريم أنّه لا يعلم بما في نفس ربّه في قول الله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}؟" فمن ثم يقولون: "فكيف علم ناصر محمد بما في نفس ربِّه بأنّه متحسرٌ وحزينٌ؟". فمن ثم يقيم الإمام المهديّ ناصر اليماني الحجّة بالحقّ على الممترين وأقول: فكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لا يدري بما في نفس الله سبحانه وهو يعلم بما في نفسي، وإنّما الله هو الذي أخبركم عمّا في نفسه بأنّه متحسرٌ وحزينٌ على كافة عباده الضالين الذين كذبوا برسل ربّهم حتى إذا أهلكهم جاءت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم، فقال كلٌّ منهم: {يَا حَسْرَتَى عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)} صدق الله العظيم [الزمر].

    فمن ثم أخبركم الله أنّ الحسرة تأتي في نفسه عليهم من بعد تحسّرهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم، فمن ثمّ تحسّر الله عليهم في نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس]. فَمَالِ هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون قولاً ولا يهتدون سبيلاً!! فصبرٌ جميلٌ.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نعم إلى الرحمن وفدا ..وما قط أفتى إمامنا الحبيب أن أصحاب الأعراف إلا الذين لم تقم عليهم الحجه ببعث الرسول أو كتب يدرسونها ؛ وإنما يقصد أن فريق من بعد موتهم ، اتخذوا عند الرحمن عهدا فقط يكونون نيام في حياتهم البرزخيه من بعد الموت كمثل فقط موت أصحاب أهل اﻷعراف كون قوم يحبهم الله ويحبونه بالحب الشديد والنعيم اﻷعظم يعبدون رضوان الله غاية وليس وسيله حتى يطمعوا أن يدخلو ا جنته وعليه لا يستوون من بعد البعث ليوم الدين هم وأصحاب اﻷعراف وكل له مقام معلوم .
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

  8. rose

    بسم الله الرحمن الرحيم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين

    اختي في حب الله " لمار " ان زمن بعث اصحاب الأعراف الذين يعرفون كلا بسيماهم هو في يوم البعث الشامل يوم يقوم الناس لرب العالمين كا بين لنا امامنا الكريم عليه واله الصلاة والسلام وكما جاء واضحا في كتاب الله انهم على الاعراف ينادون اهل الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون واذا صرفت ابصارهم إلى اهل النار قالوا ربنا لاتجعلنا مع القوم الظالمين .. فهذه الاية واضحه صريحة انهم على الأعراف في البعث الشامل وليس في البعث الاول .

    وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين

    - - - تم التحديث - - -

    اقتباس المشاركة : أبو آبار
    بسم الله الرحمن الرحيم

    نعم إلى الرحمن وفدا ..وما قط أفتى إمامنا الحبيب أن أصحاب الأعراف إلا الذين لم تقم عليهم الحجه ببعث الرسول أو كتب يدرسونها ؛ وإنما يقصد أن فريق من بعد موتهم ، اتخذوا عند الرحمن عهدا فقط يكونون نيام في حياتهم البرزخيه من بعد الموت كمثل فقط موت أصحاب أهل اﻷعراف كون قوم يحبهم الله ويحبونه بالحب الشديد والنعيم اﻷعظم يعبدون رضوان الله غاية وليس وسيله حتى يطمعوا أن يدخلو ا جنته وعليه لا يستوون من بعد البعث ليوم الدين هم وأصحاب اﻷعراف وكل له مقام معلوم .
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    انتهى الاقتباس من أبو آبار
    صدقت اخي الحبيب ابو آبار وبارك الله بك على تأييدك لي بالحق في هذا القول
    سلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين

  9. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ياحبيبي في الله (رضى الله والوالدين) اعتقد انهم في أرض المحشر حين يقوم الناس لرب العالمين وبعد ذالك يساقونهم ملائكة الرحمن إلى جنات النعيم ومن ثم مقام كريم على منابر من نور يغبطهم على علوهم وقربهم من ذات ذو العرش العظيم اﻷنبياء والصالحين
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

  10. افتراضي

    ارض المحشر تصبح مسطحة كالقرص في و سطها السور عليه اهل الأعراف . على يمين السور اهل الجنة ( اصحاب اليمين والسابقين الاولين و الوفد المكرم ) وعلى يسار السور (أصحاب الشمال و كبار المجرمين الكفار و المنافقين )

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-06-2016, 12:57 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-04-2015, 07:04 PM
  3. { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } صدق الله العظيم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-02-2015, 08:32 PM
  4. إمامي الكريم، أفتنا في قول الله تعالى { إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ }..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-08-2012, 12:19 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •