الموضوع: الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ينفي أنّ أبوي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النّار ونأتي بالحكم بين المختلفين من خطباء المنابر من محكم الذّكر..

النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. Lightbulb الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ينفي أنّ أبوي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النّار ونأتي بالحكم بين المختلفين من خطباء المنابر من محكم الذّكر..


    اقتباس المشاركة 90211 من موضوع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينفي أن أبوي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النّار ونأتي بالحكم بين المختلفين من خطباء المنابر من محكم الذكر

    - 1 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=90197

    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 05 - 1434 هـ
    13 - 03 - 2013 مـ
    05:25 صـباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينفي أنّ أبوَي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النّار
    ونأتي بالحكم بين المختلفين من خطباء المنابر من محكم الذّكر
    ..



    ومن ثم نقول بسم الله الرحمن الرحيم، يا معشر المسلمين، إنّما يبعث الله الإمام المهديّ حكماً بالحقّ بين المختلفين في الدّين ليوحِّد صفّهم من بعد تفرق المسلمين إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون
    ، وإنّما أعظكم بواحدةٍ أن تقوموا لله مثاني وفرادى ثم تتفكروا في بيانات ناصر محمد اليماني للقرآن العظيم وما هي المرجعيّة التي يعتمد عليها ناصر محمد اليماني وأسّس عليها دعوته في غربلة السنّة النبويّة وغربلة التوراة وغربلة الإنجيل. فهل مرجعيّة ناصر محمد أحلامٌ يحاجِِج بها البشر وحسبه ذلك؟ أم مرجعيّة ناصر محمد القسم بالله العظيم ويكتفي بذلك؟ أم مرجعيّة ناصر محمد أوهامٌ من عند نفسه وحسبه ذلك؟ أم إنّ مرجعيّة ناصر محمد اليماني هي آياتُ الله المحكمات البيّنات من آيات أمّ الكتاب البيّنات حجّة الله على علماء المسلمين وأمّتهم والنّاس أجمعين، والتي من خلالها نستطيع أن نبيّن لكافة علماء الأمّة وعامة المسلمين أيّ الأحاديث النبويّة الحقّ وأيّها باطلٌ مفترًى ليس من عند الله ورسوله وبكل يسرٍ وسهولة؟

    وكما ضربنا لكم مثالاً في بيان الأمس فحطّمنا عقيدة الذين يعتقدون أنّ عبد الله بن عبد المطلب وزوجته آمنة بنت وهب في النّار، ومن ثم يأتون بأحاديثٍ مفترياتٍ على الله ورسوله ليثبتوا أنّ أبوي محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النّار. ولسوف نقوم بتنزيل بياني الذي كتبته بالأمس للمرّة الثالثة لعلكم تتفكّرون ويتمّ اعتماد بيان نفي عذاب النار عن أبوي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتضربوا بهذا البيان مثلاً للمسلمين عن كيفية كشف الأحاديث المكذوبة.

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=89373

    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 04 - 1434 هـ
    08 - 03 - 2013 مـ
    04:17 صـــباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    فانظروا إلى الطريقة الحقّ لكشف الأحاديث المدسوسة التي ليست من عند الله ولا رسوله
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وعليهم جميعاً وآلهم الطيبين وسلّموا تسليماً، أمّا بعد..

    ويا أحبّتي في الله لو تعلمون كم الأمر سهلٌ ويسيرٌ لكشف الأحاديث المدسوسة مثال هذين الحديثين عن النّبي كذباً وزوراً عليه، كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي. وفيه أيضاً عن أنس أن رجلاً قال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال: في النار، فلما قضى دعاه، فقال: إن أبي وأباك في النار
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى.

    فتعالوا لنقوم بعرض هذين الحديثين على محكم كتاب الله القرآن العظيم فإن وجدنا آياتٍ بيّناتٍ محكماتٍ لعلماء الأمّة وعامة المسلمين جاءت مخالفةً لهذين الحديثين فقد علمنا أنّهما حديثان مفتريان عن النّبي، وإلى التطبيق للتصديق:

    فما هي الخطوة الأولى التي يجب علينا البحث عنها في القرآن العظيم؟ وإليكم الخطوة الأولى، فأولاً يجب علينا البحث في القرآن هل سبق وبُعث رسلٌ إلى عبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب وأمّتهم؟ وأنتم تعلمون أنهما أَبَوا محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وعليهم وأسلّمُ تسليماً. ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {يس ﴿1﴾ وَالْقُرْ‌آنِ الْحَكِيمِ ﴿2﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿3﴾ عَلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿4﴾ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّ‌حِيمِ ﴿5لِتُنذِرَ‌ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ‌ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿6﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فهذا يعني أنّ الله لم يبعث إليهم رسولاً لينذرهم أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئاً. والسؤال الذي يطرح نفسه فهل يا ترى مَنْ مات من هؤلاء الآباء قبل مَبْعَثِ محمدٍ رسول الله إليهم؛ فهل يا ترى سوف يعذّبهم الله فيدخلهم النّار برغم أنّه لم يبعث إليهم رسولاً؟ ومن ثم نترك الجواب من الربّ مباشرةً في محكم الكتاب قال الله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً تبيّن للمسلمين العقيدة الباطلة، فظلمٌ وزورٌ كبيرٌ أن تعتقدوا أنّ والدَ محمدٍ رسول الله وأمَّه التي ولدته في النّار، بل تبيّن لكم أنّهما ليسا من المعذّبين. فاتقوا الله وأطيعوني واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، ثم لا تجدوا في أنفسكم حرجاً ممّا قضيت بينكم بحكم الله وتسلموا تسليماً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    وما يلي ملاحظة إلى وسيم العابد ومن كان على شاكلته من الذين خضعت عقولهم لدعوة الإمام المهديّ ناصر محمد واطمأنت قلوبهم إلى سلطان علمه ولا يزالون متردِّدين في البيعة والتصديق خشية أن لا يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، وأقول:


    ويا وسيم العابد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإن كنت تعبد رضوان الله غايةً فأقول ولذلك خلقكم فاتّبعني أهدك صراطاً سوياً، ويا حبيبي في الله قال الله تعالى: {قُلْ مَن يَرْ‌زُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْ‌ضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ‌ وَمَن يُخْرِ‌جُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِ‌جُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ‌ الْأَمْرَ‌ فَسَيَقُولُونَ اللَّـهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٣١﴾ فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّىٰ تُصْرَ‌فُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وها أنت يا وسيم العابد قد عَقِلْتَ دعوة الإمام ناصر محمد اليماني وعلمت علم اليقين أنّه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ وأقيمت الحجّة عليك 100% لكون عقلك حكمَ بالحقّ بأنّ دعوة الإمام ناصر محمد اليماني خاليةٌ من الشرك بالله 100%، إذاً فماذا تنتظر بعد أن وجدتَ الحقّ! أم تظنّ أنّ ناصر محمد اليماني قد يغيّر شيئاً من أسس دعوته؟ إذاً فأقسم بربي لو انتظرتَ تريليون عاماً فتعمّرنا لما تغيَّرَ أساس هذه الدعوة شيئاً لدى الإمام ناصر محمد اليماني، فماذا تنتظر يا وسيم العابد ومن كان على شاكلته الذي أفتى أنّ عقله يخضع لدعوة الإمام ناصر محمد اليماني ويؤمن بسلطان علمه؟ فلماذا لا تتّبع الحقّ وماذا بعد الحقّ إلا الضلال.

    وربّما يودّ وسيم العابد أن يقول: "يا ناصر محمد، فبرغم أنّ عقلي مطمئِنٌ لدعوتك يا ناصر محمد ومطمئِنٌ لسلطان علمك ولكنّي أخشى أن اتّبعك وأنت لست الإمام المهديّ المنتظَر الذي ينتظره البشر ليُخرج النّاس من الظلمات إلى النّور". ومن ثمّ يردّ عليك ناصر محمد اليماني وأقول: ألم نأتِكم بالبيان الحقّ للقرآن بالقرآن من ذات القرآن من كلام الله ربّ العالمين؟ فإذاً فقد أقمتُ عليكم الحجّة بالحقّ بالبينات من ربّكم. وبالنسبة لفتواي بأنّني المهديّ المنتظَر فإذا لم أكن أنا هو فسوف يحاسبني الله وحدي فقط على ادّعاء شخصيّة المهديّ المنتظَر لو لم أكن هو، فإن كنت كاذباً فعليَّ كذبي، وأما أنتم فيحاسبكم الله على البيّنات من ربّكم ويعذب من أقيمت عليه الحجّة من آيات الله ولم يتّبع الداعية إلى الله على بصيرةٍ من ربّه، فتدبروا الكتاب لتعلموا حجّة الله عليكم التي بسبب الإعراض عن حجّته يعذِّب المعرضين في النّار. وقال الله تعالى: { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ‌ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَ‌بَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَ‌بَّنَا أَخْرِ‌جْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ويا ليت الله يؤتيكم حكمة مؤمن آل فرعون الذي وعظ قومه أن يصدِّقوا بنبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام ويتّبعوه بغض النظر هل هو نبيٌّ مرسلٌ من الله أم لا، فأهم شيءٍ أنّه جاء بالبينات من ربّهم التي قبلتها عقولُهم واستيقنتها أنفسُهم لكون تلك هي الحجّةُ عليهم من ربّهم لو كان من الصادقين، أمّا لو كان من الكاذبين وليس من الأنبياء فعليه كذبه ويحاسبه الله على ادّعاء النّبوة وحده، ولذلك قال مؤمن آل فرعون لفرعون وقومه وهو يعظهم، فقال:
    {أَتَقْتُلُونَ رَ‌جُلًا أَن يَقُولَ رَ‌بِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّ‌بِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:28]، وكذلك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني {وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ}..

    فكن من الشاكرين يا وسيم العابد، وكن عابداً لنعيم رضوان ربّك، واتخذ رضوان الله غايةً، واحمد ربّك أن جعل الله قدر وجودك في الأمّة التي يبعث فيها الإمام المهدي، وأرجو من الله أن لا يجعل بعث الإمام المهدي حسرةً عليك يا حبيبي في الله، وأشهد أنّك من أولي الألباب ولكنّ الشيطان لا يزال يقعد لك ليصدّك عن اتّباع الصراط المستقيم ويقول لك أتتّبع ناصر محمد اليماني؟ فماذا لو لم يكن المهديّ المنتظَر! ومن ثم يخوّفك، فاستعذ بالله يا وسيم واعتصم بحبل الله القرآن العظيم ولا تتّبع ملّة قومٍ يعتقدون أنّ أبوي محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- في النّار، ولئن سألتهم لأجابوك وقالوا: "إنّما ذلك تصديقٌ لحديث محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- الذي أفتى عن أبويه عبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب أنّهما في النّار ولم نُؤسِّس هذه العقيدة في شأن أبوي الرسول على باطلٍ بل بناءً على أحاديث حقٍّ عن النّبي ثابتةٍ في صحيح البخاري ومسلم". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهدي وأقول: وحتى ولو كانت تخالف لفتوى الله في محكم القرآن العظيم! فأيّهما أصدق كتاب الله القرآن العظيم أم كتاب البخاري ومسلم؟ أفلا تعقلون؟

    فلكم أعجبني رجلٌ من أولي الألباب استنكر بعقله فتوى كثيرٍ من العلماء عن مصير أبوي محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ونفى أن يكونا في النّار ولكن بغير علمٍ من محكم القرآن العظيم ولم يؤتِه الله علم الكتاب حتى يُقيم عليهم الحجّة بل كان يستنكر بعقله، ولكنّ الإمام المهديّ تجدونه يُخرسُ ألسِنةَ الممترين فيلجمهم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فيُهيمن عليهم بسلطان العلم، وما أرجوه من حبيبي في الله المنصف أو طارق البربري أو أيٍّ من أحبتي في الله أن يقوم أحدهم أو غيرهم بتنزيل هذا اليوتيوب لتنظروا فتوى العلماء عن مصير أبوي محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله سلم، وبرهانُهم أحاديثٌ مفتراةٌ من عند غير الله ورسوله وهم لا يعلمون، فانظروا فتواهم وانظروا لردّ ذلك الرجل الذي استخدم عقله ويرفض الاتّباع الأعمى، ورجوت من الله أن يكون من أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وأشهد إنّه لمن أولي الألباب، فبلِّغوا ذلك الرجل الذي يحاجِج العلماء في هذا اليوتيوب ومن ثم قوموا بتنزيل ذلك اليوتيوب في نفس بياني هذا.


    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    بأَبي أَنتَ وأُمي يا أًمِيْر المُؤمِنيْن وخَلِيفَة ربَّ العَالَمِيْن فمَا نَحنُ قائِلينَ لَك إِلا مَا قالَه الله تعالىْ:
    {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)} [الأحقاف ]
    [صدق الله العظيم]
    ___________________
    قنــــاتي على اليوتيـــــوب

  2. افتراضي

    صدق الله ألعظيم وبلّغ رسوله الأمين وخليفة الله الحليم. ونحن على ذلك من الشاهدين و الحمد لله رب العالمين.

  3. افتراضي

    الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله

  4. افتراضي

    الحمدلله الذي هدانالهذا وماكنا لنهتدي لولاان هدانا الله اللهم ثبتناعلى الحق

  5. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    كيف سيحاسب الله عز وجل الاباء الذين لم ينذروا سابقا وهل اذا وجد اقوام لم يسمعوا يدعوة محمد صلى الله عليه وسلم مثل بعض القبائل في ادغال البرازيل هل ينطبق عليهم نفس الحكم؟
    مالمقصود بالعذاب بقوله تعالى. {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]
    هل هو عذاب الدنيا ام الآخرة؟
    وشكرا...

    - - - تم التحديث - - -

    السلام عليكم ورحمة الله

    كيف سيحاسب الله عز وجل الاباء الذين لم ينذروا سابقا وهل اذا وجد اقوام لم يسمعوا يدعوة محمد صلى الله عليه وسلم مثل بعض القبائل في ادغال البرازيل هل ينطبق عليهم نفس الحكم؟
    مالمقصود بالعذاب بقوله تعالى. {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]
    هل هو عذاب الدنيا ام الآخرة؟
    وشكرا...

    - - - تم التحديث - - -

    السلام عليكم ورحمة الله

    كيف سيحاسب الله عز وجل الاباء الذين لم ينذروا سابقا وهل اذا وجد اقوام لم يسمعوا يدعوة محمد صلى الله عليه وسلم مثل بعض القبائل في ادغال البرازيل هل ينطبق عليهم نفس الحكم؟
    مالمقصود بالعذاب بقوله تعالى. {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]
    هل هو عذاب الدنيا ام الآخرة؟
    وشكرا...

    - - - تم التحديث - - -

    السلام عليكم ورحمة الله

    كيف سيحاسب الله عز وجل الاباء الذين لم ينذروا سابقا وهل اذا وجد اقوام لم يسمعوا يدعوة محمد صلى الله عليه وسلم مثل بعض القبائل في ادغال البرازيل هل ينطبق عليهم نفس الحكم؟
    مالمقصود بالعذاب بقوله تعالى. {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]
    هل هو عذاب الدنيا ام الآخرة؟
    وشكرا...

  6. افتراضي


    اقتباس المشاركة :
    السلام عليكم ورحمة الله

    كيف سيحاسب الله عز وجل الاباء الذين لم ينذروا سابقا وهل اذا وجد اقوام لم يسمعوا يدعوة محمد صلى الله عليه وسلم مثل بعض القبائل في ادغال البرازيل هل ينطبق عليهم نفس الحكم؟
    مالمقصود بالعذاب بقوله تعالى. {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]
    هل هو عذاب الدنيا ام الآخرة؟
    وشكرا...
    انتهى الاقتباس
    اقتباس المشاركة :
    ثمّ يُضرب بينهم بسورٍ فاصل بين الجنّة والنّار، فباطنه إلى الجنّة والنّار من قِبَلِهِ لأن النّار والجنّة قد جعلهما الله يوم القيامة مُتقابلات، النّار شمال والجنّة يمين وسور الأعراف بينهما، ومن ثمّ تُساق طائفةٌ أُخرى من أرض المحشر لم يتمّ حسابهم ولم يسألهم الله عن أي شيء ولم يُحاسبهم الله عن أي شيء لأن لهم حجّة على ربّهم فجعلهم الله فوق سور الأعراف يتفرجون على أهل النّار وأهل الجنّة. ولكن من هم تلك الطائفة؟ والجواب الحقّ هم القوم الذين ماتوا من أهل القُرى من قبل مبعث رُسل الله إليهم، فأولئك لهم حجّة على ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ للنّاس عَلَى اللَّهِ حجّة بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾ } صدق الله العظيم [النساء]

    كأمثال عبد الله بن عبد المُطلب أبو محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وجميع الذين ماتوا من القُرى من قبل مبعث رُسل الله إليهم، فأولئك لا يُعذبهم الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿١٥﴾ } صدق الله العظيم [الإسراء]

    فأولئك هم أصحاب الأعراف فلم يجعلهم الله من أهل الجنّة ولم يجعلهم الله من أهل النّار، وشهدوا كيف أن الله حاسب عباده وكيف فصل بينهم بالحقّ وبين أنبيائهم، وسأل الله أنبياءهم هل بلّغتم؟ فأجابوا نعم. وشهد على بلاغهم الذين صدّقوا بشأنهم، وصار لديهم مفهوم قصة الرُسل وأقوامهم والذين كذبوا برُسل ربّهم والذين صدقوا برُسل ربّهم فصار الأمر واضحاً لديهم كاملاً من البداية إلى النهاية عن أقوامهم من بعدهم، ومنهم من يعرف رجالاً من أهل النّار كمثل أبي لهب والوليد ابن المغيرة، فمثلا أبو النبي عبد الله بن عبد المطلب يعرف أبا لهب ويعرف الوليد بن المغيرة وغيرهم من قبل موته، وكذلك جميع أهل الأعراف الذين ماتوا من قبيل مبعث الرُسل يعرفون النّاس الذين كانوا بجيلهم غير أنّهم ماتوا من قبل بعث رُسل الله إلى القُرى، فبعضهم قبل مبعث رسول ربّه إلى قريته بشهر أو أكثر من ذلك بسنين أو أقل، ولكنّهم قد علموا أنّ هؤلاء المُترفون الذين كانوا يعرفونهم قد بعث الله رُسلاً من بعدهم وكذبوا برُسل الله الذين أرسلهم الله إليهم من بعد موتهم وبالذات الذين يموتون من أهل القُرى قُبيل بعث الرسول إليهم فهم حتماً يعرفون المُترفين في جيلهم ووجدوا خبرهم أن الله بعث إليهم رسولاً فكذّبوا به وكانوا يعرفون أنّهم أغنياء ولذلك قالوا لهم:
    { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾ } صدق الله العظيم [الأعراف]

    ولذلك ينادونهم من فوق الأعراف لأنهم يعرفونهم بصورهم في الدنيا.

    وقبل التفصيل في شأن أهل الأعراف نعود إلى أصحاب الجنّة والنّار بعد انتهاء الحساب وإقامة الحجّة بالحقّ فيدخل أهل النّارِ النّارَ ويدخل أهل الجنّةِ الجنّةَ فينادي أصحاب الجنّة أصحاب النّار. وقال الله تعالى:
    {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].


    فمن المؤذن بينهم؟ إنه عبد الله بن عبد المُطلب ومن معه من أهل الأعراف.

    ونعود الآن إلى رجال الأعراف. وقال الله تعالى:
    { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الجنّة أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦﴾ } صدق الله العظيم [الأعراف]

    فهم يعرفون كُفّاراً من أصحاب النّار وكذلك يعرفون رجالاً من أهل الجنّة، فينظر أصحاب الأعراف إلى أصحاب الجنّة فيقولون لأصحاب الجنّة
    { سَلَامٌ عَلَيْكُمْ } ولكنّهم ليسوا في الجنّة؛ بل ينظرون إليها وإلى من فيها من فوق سور الأعراف ويَتمنّوْنَ أن يُدخلهم الله جنته برحمته. وقال الله تعالى: { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الجنّة أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦﴾ } صدق الله العظيم [الأعراف]

    ومن ثمّ ينظرون إلى أصحاب النّار فيخاطبوهم فيقولون لهم:
    { أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ } صدق الله العظيم [الأعراف:49]

    ويقصدون بهؤلاء؛ أهل الجنّة، فأشاروا إليهم وهم يخاطبون أصحاب النّار وقالوا لهم: يا أصحاب النّار أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَته؟ ومن ثمّ يُجيب الله دعوة أهل الأعراف حين ذكروا رحمته وأهل الأعراف قد دعوا الله من بعد حشرهم على سور الأعراف وقالوا:
    { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أصحاب النّار قَالُوا ربّنا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾ } صدق الله العظيم [الأعراف]

    { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾ أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الجنّة لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٤٩﴾ } صدق الله العظيم [الأعراف]

    فمن الذي قال لأهل الأعراف:
    { ادْخُلُوا الجنّة لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٤٩﴾ } صدق الله العظيم [الأعراف]

    إنه الذي دعوه من بعد حشرهم على الأعراف ونظروا إلى نار جهنّم والكُفار يصطرخون فيها. وقال الله تعالى:
    { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أصحاب النّار قَالُوا ربّنا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾ } صدق الله العظيم [الأعراف]

    فانظروا إلى جواب الله لدُعائهم حين ذكروا رحمته لأنهم يمقتون الكفار وقالوا لهم: أهؤلاء -ثمّ أشاروا إلى أهل الجنّة- الذين أقسمتم يا أهل النّار لن ينالهم الله
    برحمته؟ ومن ثمّ يأتي إجابة الله لدعوة أهل الأعراف حين أقرّوا وأيقنوا برحمة الله وقالوا: { أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ } صدق الله العظيم، وعلى الفور ناداهم الله من وراء الحجاب فأجاب دعوتهم بالحقّ، وقال الله: { ادْخُلُوا الجنّة لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٤٩﴾ } صدق الله العظيم [الأعراف]

    وذلك لأنهم يدعون ربّهم فيسألوه برحمته حين ينظرون إلى أهل النّار يصطرخون في نار جهنّم. وقال الله تعالى:
    { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أصحاب النّار قَالُوا ربّنا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾ } صدق الله العظيم [الأعراف]

    فانظروا لإجابة الله لدُعائهم وقال لهم:
    { ادْخُلُوا الجنّة لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٤٩﴾ } صدق الله العظيم [الأعراف]

    ويا أمّة الإسلام، اتقوا الله واعلموا أنّ ليس لكم من دون الله وليٌ ولا شفيع، وسلوا الله برحمته، ومن ذا الذي هو أرحم بكم من الله حتى تلجؤون إليه من دون الله! أفلا تتقون؟ أفلا ترون أن الله أجاب دعوة أهل الأعراف ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين؟
    انتهى الاقتباس
    و بیان الکامل:

    اقتباس المشاركة 4272 من موضوع البيانُ الحقُّ مِن صاحِبِ عِلمِ الكتابِ عن أرضِ المَحشَر ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    04 - جمادى الآخرة - 1430 هـ
    28 - 05 - 2009 مـ
    12:13 صباحًا
    (بِحَسبِ التّقويم الرّسْميّ لأُمّ القُرَى)
    ـــــــــــــــــــــ



    البيانُ الحقُّ مِن صاحِبِ عِلمِ الكتابِ عن أرضِ المَحشَر ..


    بِسْمِ الله الرّحمَنِ الرَّحِيم، وسَلامٌ على المُرسَلين، والحَمدُ لله ربِّ العالَمِين..
    قال الله تعالى: {كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ ۗ وَإِنَّما تُوَفَّونَ أُجورَكُم يَومَ القِيٰمَةِ ۖ فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ ۗ وَمَا الحَيوٰةُ الدُّنيا إِلّا مَتٰعُ الغُرورِ ‎﴿١٨٥﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: آل عمران].

    فهذه الآية تَتكلّمُ عن يَومِ القِيامَة والحِسَابِ للذين سَيَدخُلونَ الجنّة مِن بَعدِ الحِسَاب فيُرزَقُونَ فيها بِغَير حِسَاب، وأمّا في سَاحَة المَحشَر فيَكونونَ جميعًا في أرضِ المَحشَر أهل النّار وأهل الجنّة، ويَتِمُّ إحضَارُ النّار والجنّة في السَّاحَة الكَوْنِيّة. تَصدِيقًا لقَول الله تعالى: {فَإِذا جاءَتِ الطّامَّةُ الكُبرىٰ ‎﴿٣٤﴾‏ يَومَ يَتَذَكَّرُ الإِنسٰنُ ما سَعىٰ ‎﴿٣٥﴾‏ وَبُرِّزَتِ الجَحيمُ لِمَن يَرىٰ ‎﴿٣٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: النازعات].

    فيَتِمّ إحضَارُ الجَحِيم إلى أرضِ المَحشَر؛ والنّار لها سَبعةُ أبوابٍ لكُلّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌ. وكذلك يَتِمّ إحضَارُ الجنّة إلى نفسِ أرضِ المَحشَر الكُبرَى؛ وهو الكَونُ كُلّه يَدُكُّه دَكًّا بِكَافّة كَواكِبِه ونُجُومِه، ولم يَخْلقهُ الله لَعِبًا ولا عَبَثًا! فيَجعَله أرضًا واحِدَةً مُستَوِيَةً لا تَرَى فيها عِوَجًا ولا أمتًا، ويَتمُّ إحضارُ النّار والجنّة إليها فتكون الجنّة بمَوقِعٍ غير بَعيدٍ مِن النّار. وقال الله تعالى: {وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسٰنَ وَنَعلَمُ ما تُوَسوِسُ بِهِ نَفسُهُ ۖ وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَريدِ ‎﴿١٦﴾‏ إِذ يَتَلَقَّى المُتَلَقِّيانِ عَنِ اليَمينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعيدٌ ‎﴿١٧﴾‏ ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ ‎﴿١٨﴾‏ وَجاءَت سَكرَةُ المَوتِ بِالحَقِّ ۖ ذٰلِكَ ما كُنتَ مِنهُ تَحيدُ ‎﴿١٩﴾‏ وَنُفِخَ فِى الصّورِ ۚ ذٰلِكَ يَومُ الوَعيدِ ‎﴿٢٠﴾‏ وَجاءَت كُلُّ نَفسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهيدٌ ‎﴿٢١﴾‏ لَقَد كُنتَ فى غَفلَةٍ مِن هٰذا فَكَشَفنا عَنكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَومَ حَديدٌ ‎﴿٢٢﴾‏ وَقالَ قَرينُهُ هٰذا ما لَدَىَّ عَتيدٌ ‎﴿٢٣﴾‏ أَلقِيا فى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنيدٍ ‎﴿٢٤﴾‏ مَنّاعٍ لِلخَيرِ مُعتَدٍ مُريبٍ ‎﴿٢٥﴾‏ الَّذى جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلٰهًا ءاخَرَ فَأَلقِياهُ فِى العَذابِ الشَّديدِ ‎﴿٢٦﴾‏ ۞ قالَ قَرينُهُ رَبَّنا ما أَطغَيتُهُ وَلٰكِن كانَ فى ضَلٰلٍ بَعيدٍ ‎﴿٢٧﴾‏ قالَ لا تَختَصِموا لَدَىَّ وَقَد قَدَّمتُ إِلَيكُم بِالوَعيدِ ‎﴿٢٨﴾‏ ما يُبَدَّلُ القَولُ لَدَىَّ وَما أَنا۠ بِظَلّٰمٍ لِلعَبيدِ ‎﴿٢٩﴾‏ يَومَ نَقولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَتَقولُ هَل مِن مَزيدٍ ‎﴿٣٠﴾‏ وَأُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقينَ غَيرَ بَعيدٍ ‎﴿٣١﴾‏ هٰذا ما توعَدونَ لِكُلِّ أَوّابٍ حَفيظٍ ‎﴿٣٢﴾‏ مَن خَشِىَ الرَّحمٰنَ بِالغَيبِ وَجاءَ بِقَلبٍ مُنيبٍ ‎﴿٣٣﴾‏ ادخُلوها بِسَلٰمٍ ۖ ذٰلِكَ يَومُ الخُلودِ ‎﴿٣٤﴾‏ لَهُم ما يَشاءونَ فيها وَلَدَينا مَزيدٌ ‎﴿٣٥﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: ق].

    وتكون الجنّة في أرضِ المَحشَر غير بعيدَةٍ مِن النّار؛ أي على مَقرُبَةٍ منها، تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {يَومَ نَقولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَتَقولُ هَل مِن مَزيدٍ ‎﴿٣٠﴾‏ وَأُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقينَ غَيرَ بَعيدٍ ‎﴿٣١﴾‏} صدق الله العظيم.

    غيرَ أنّ الجنّة لا تكونُ خلفَ النّار؛ بل على مَقرُبَةٍ مِن بَعضِهما البَعض؛ مُتَقابِلاتٍ، فالنّار تكون إلى جِهَةِ الشّمال والجنّة إلى جِهَة اليمين؛ وجميع المُتّقِين والكافرين يَنظُرونَ إلى الجنّة وإلى النّار وهم في أرضِ المَحشَر، ومِن بعدِ الحِسَابِ والفَصلِ بالحقّ فمِن ثمّ يأتِي التَّفرُّق تَصدِيقًا لقولِ الله تعالى: {وَيَومَ تَقومُ السّاعَةُ يَومَئِذٍ يَتَفَرَّقونَ ‎﴿١٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الروم].

    والتَّفَرُّقُ مِن بعدِ الحِسَاب؛ فيَتِمُّ حَشرُ أهل النّار مِن أرض المَحشَر فيُسَاق أهل النّار إلى صِراطِ النّار. تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {احشُرُوا الَّذينَ ظَلَموا وَأَزوٰجَهُم وَما كانوا يَعبُدونَ ‎﴿٢٢﴾‏ مِن دونِ اللَّهِ فَاهدوهُم إِلىٰ صِرٰطِ الجَحيمِ ‎﴿٢٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الصّافات].

    ولكن يَتِمُّ تَقسِيمُهم إلى سَبعِ زُمَرٍ بِعدَدِ أبواب جهنّم السّبعة؛ تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعينَ ‎﴿٤٣﴾‏ لَها سَبعَةُ أَبوٰبٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسومٌ ‎﴿٤٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الحجر].

    ولذلك يَتِمُّ حَشرُ أهل النّار مِن أرضِ المَحشَر وتَقسِيمِهم إلى سَبع زُمَرٍ؛ ثمّ يُساقُونَ نحوَ أبوابِ جهنّم السَّبعة لكلِّ بابٍ مِنهم جُزءٌ مَقسُومٌ؛ تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {وَسيقَ الَّذينَ كَفَروا إِلىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتّىٰ إِذا جاءوها فُتِحَت أَبوٰبُها} صدق الله العظيم [سورة الزمر: 71].

    وأمّا أهلُ الجنّة فمِن بَعدِ الحِسابِ يَتمُّ تَقسِيمُهم زُمَرًا بِعَدَدِ أبوابِ الجنّة، والتَّزَحزُحُ هو الابتِعادُ عن النّار مِن نفس مَنطِقَةِ المَحشَر فلا يُساقُونَ إلى صراطِ الجَحِيم؛ بل إلى صِراطِ جنّات النّعيم المُقيم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَسيقَ الَّذينَ اتَّقَوا رَبَّهُم إِلَى الجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتّىٰ إِذا جاءوها وَفُتِحَت أَبوٰبُها وَقالَ لَهُم خَزَنَتُها سَلٰمٌ عَلَيكُم طِبتُم فَادخُلوها خٰلِدينَ ‎﴿٧٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الزمر].

    ويُحاوِلُ أهلُ النّار الهرَبَ منها صَوبَ الجنّة ويتَوَسَّلُونَ بالمُتَّقِينَ مِن أهلِ الجنّة أن يَنظُرُوهم ويَقتَبِسُوا مِن نُورهِم، ولكنّ الملائكة يُرجِعُونَهُم بالقُوّة فيُسَاقُونَ قهرًا إلى نار جهنّم فيَستَغِيثُونَ بالمُتّقِينَ ليَقتَبِسُوا مِن نُورِهِم؛ ذلك لأنّهم لا يَزالونَ مُشركين بربّهم عِبادَهُ المُقَرَّبين، والنّور مِن الله، ومَن لم يَجعَل الله له نورًا فما له مِن نورٍ، ولكن مَن كان في هذه أعمَى عن الحقّ فهو في الآخرة أعمَى وأضَلُّ سَبِيلًا، ولأنّهم لا يَعرِفُونَ الحقَّ والحقُّ هو ربّهم ولذلك يتَوَسّلونَ إلى عبادِ الله المُتّقِين ويقولون لهم: {انظُرونا نَقتَبِس مِن نورِكُم قيلَ ارجِعوا وَراءَكُم فَالتَمِسوا نورًا فَضُرِبَ بَينَهُم بِسورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فيهِ الرَّحمَةُ وَظٰهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ ‎﴿١٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الحديد: 13].

    ثمّ يُضرَبُ بينهم بسُورٍ فاصِلٍ بين الجنّة والنّار، فباطِنُه إلى الجنّة؛ والنّار مِن قِبَلِهِ لأنّ النّار والجنّة قد جَعلهما الله يوم القيامة مُتقابلات، النّار شمال والجنّة يمين وسُورُ الأعراف بينهما، ومِن ثمّ تُساقُ طائفةٌ أُخرى مِن أرض المَحشَر لم يتمّ حِسابُهم ولم يَسألهم الله عن أيّ شيءٍ ولم يُحاسِبهُم الله عن أيّ شيءٍ لأنّ لهم حُجّة على ربّهم فجعَلهُم الله فوقَ سُورِ الأعرافِ يتفرّجُونَ على أهل النّار وأهل الجنّة. ولكن مَن هم تِلكَ الطّائِفَة؟ والجوابُ الحقّ: هم القومُ الذين ماتُوا مِن أهل القُرَى مِن قبل مَبعَثِ رُسُل الله إليهم، فأولئِكَ لهم حُجّةٌ على ربهم تصديقًا لقول الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ ۚ وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا ‎﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [سورة: النساء].

    كأمثَالِ (عبد الله بن عبد المطلب) أبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجميع الذين ماتُوا مِن القُرَى مِن قبل مَبعَث رُسل الله إليهم، فأولئكَ لا يُعذّبهم الله تصديقًا لقول الله تعالى: {وَما كُنّا مُعَذِّبينَ حَتّىٰ نَبعَثَ رَسولًا ‎﴿١٥﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الإسراء: 15].

    فأولئكَ هم أصحابُ الأعراف فلم يَجعَلهُم الله مِن أهل الجنّة ولم يَجعَلهم الله مِن أهلِ النّار، وشَهِدُوا كيفَ أنّ الله حاسَبَ عبادَهُ وكيفَ فصَلَ بينهم بالحقّ وبين أنبيائِهم، وسألَ الله أنبياءَهُم: هل بلّغتُم؟ فأجابُوا: نعم. وشَهِدَ على بَلاغِهِم الذين صَدّقُوا بشَأنِهم، وصَارَ لديهم مَفهُومُ قِصّة الرُّسل وأقوَامِهم والذين كذّبوا برُسل ربّهم والذين صَدّقُوا برُسُل ربّهم فصَارَ الأمر واضِحًا لديهم كامِلًا مِن البِدايَة إلى النهاية عن أقوامِهم مِن بَعدِهم، ومنهم مَن يَعرفُ رِجالًا مِن أهل النّار كمِثل (أبي لهب والوليد ابن المغيرة)، فمَثلًا أبو النّبي (عبد الله بن عبد المطّلب) يَعرِفُ (أبا لهب) ويَعرفُ (الوليد بن المغيرة) وغيرهم مِن قبل مَوتِه، وكذلكَ جميع أهل الأعراف الذين ماتوا مِن قُبَيلِ مَبعَثِ الرُّسُل يَعرِفُونَ النّاس الذين كانوا بِجيلِهم؛ غير أنّهم ماتوا مِن قبلِ بَعثِ رُسل الله إلى القُرَى، فبعضُهم قبل مَبعَثِ رَسُول ربّه إلى قَريَتِه بشهرٍ أو أكثر مِن ذلك بسنين أو أقل، ولكنّهم قد عَلِموا أنّ هؤلاء المُترَفُونَ الذين كانوا يَعرفُونَهم قد بعثَ الله رُسُلًا مِن بَعدِهِم وكذّبوا برُسل الله الذين أرسَلهُم الله إليهم مِن بعد مَوتِهم وبالذّات الذين يَمُوتُونَ مِن أهلِ القُرَى قُبَيلَ بَعثِ الرّسول إليهم؛ فهُم حتمًا يَعرِفُونَ المُترَفِين في جِيلهم ووَجَدُوا خبَرَهُم أنّ الله بَعثَ إليهم رسولًا فكذّبوا به وكانوا يَعرفونَ أنّهم أغنياء ولذلك قالوا لهم: {وَنادىٰ أَصحٰبُ الأَعرافِ رِجالًا يَعرِفونَهُم بِسيمىٰهُم قالوا ما أَغنىٰ عَنكُم جَمعُكُم وَما كُنتُم تَستَكبِرونَ ‎﴿٤٨﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    ولذلك يُنادُونَهم مِن فَوقِ الأعرَافِ لأنّهم يَعرِفُونَهم بِصُوَرِهِم في الدنيا.

    وقبلَ التّفصِيل في شَأنِ أهلِ الأعرافِ نَعُودُ إلى أصحاب الجنّة والنّار بعد انتهاء الحِسَاب وإقامَة الحُجّة بالحقّ فيدخلُ أهل النّارِ النّارَ ويدخل أهل الجنّةِ الجنّةَ فيُنادِي أصحابُ الجنّة أصحابَ النّار. وقال الله تعالى: {وَنادىٰ أَصحٰبُ الجَنَّةِ أَصحٰبَ النّارِ أَن قَد وَجَدنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَل وَجَدتُم ما وَعَدَ رَبُّكُم حَقًّا ۖ قالوا نَعَم ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَينَهُم أَن لَعنَةُ اللَّهِ عَلَى الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    فمَن المُؤذِّن بينهم؟ إنّه عبد الله بن عبد المُطّلب ومَن معه مِن أهلِ الأعرَاف.

    ونَعُودُ الآنَ إلى رجالِ الأعرافِ. وقال الله تعالى: {وَبَينَهُما حِجابٌ ۚ وَعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفونَ كُلًّا بِسيمىٰهُم ۚ وَنادَوا أَصحٰبَ الجَنَّةِ أَن سَلٰمٌ عَلَيكُم ۚ لَم يَدخُلوها وَهُم يَطمَعونَ ‎﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف]، فهم يَعرِفُونَ كُفّارًا مِن أصحَابِ النّار وكذلك يَعرِفونَ رجالًا مِن أهل الجنّة، فيَنظر أصحابُ الأعراف إلى أصحاب الجنّة فيقولون لأصحاب الجنّة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}، ولكنّهم ليْسُوا في الجنّة؛ بل ينظرون إليها وإلى مَن فيها مِن فَوقِ سُورِ الأعرَافِ ويَتمنّوْنَ أن يُدخلهم الله جنّته برَحمَتِه. وقال الله تعالى: {وَبَينَهُما حِجابٌ ۚ وَعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفونَ كُلًّا بِسيمىٰهُم ۚ وَنادَوا أَصحٰبَ الجَنَّةِ أَن سَلٰمٌ عَلَيكُم ۚ لَم يَدخُلوها وَهُم يَطمَعونَ ‎﴿٤٦﴾‏} صدق الله العظيم.

    ومِن ثمّ يَنظُرونَ إلى أصحَابِ النّار فيُخاطِبُونَهم فيَقولون لهم: {أَهٰؤُلاءِ الَّذينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحمَةٍ ۚ} صدق الله العظيم [سورة الأعراف: 49]، ويَقصِدُونَ بـ (هؤلاء)؛ أهل الجنّة، فأشاروا إليهم وهمْ يُخاطِبُونَ أصحابَ النّار وقالوا لهم: يا أصحابَ النّار أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَته؟ ومِن ثمّ يُجيبُ الله دعوَة أهل الأعراف حين ذَكَرُوا رحمَتَهُ وأهل الأعراف قد دَعُوا الله مِن بعدِ حَشرِهم على سُورِ الأعرَاف وقالوا: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    {وَنادىٰ أَصحٰبُ الأَعرافِ رِجالًا يَعرِفونَهُم بِسيمىٰهُم قالوا ما أَغنىٰ عَنكُم جَمعُكُم وَما كُنتُم تَستَكبِرونَ ‎﴿٤٨﴾‏ أَهٰؤُلاءِ الَّذينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحمَةٍ ۚ ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ ‎﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    فمَن الذي قال لأهل الأعراف: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم؟ إنّه الذي دَعوهُ مِن بعد حَشْرِهِم على الأعراف ونظروا إلى نارِ جهنّم والكُفّار يَصطَرخُونَ فيها. وقال الله تعالى: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٧﴾‏} صدق الله العظيم.

    فانظُروا إلى جَوابِ الله لدُعائهم حين ذكَرُوا رَحمَته لأنّهم يَمقتُونَ الكُفّار وقالوا لهم: أهؤلاء! - ثمّ أشاروا إلى أهل الجنّة - الذين أقسَمتُم يا أهل النّار لن يَنالهُم الله برَحمَتِه؟ ومِن ثمّ تأتي إجابَة الله لدَعوَةِ أهل الأعراف حين أقَرُّوا وأيقَنُوا برَحمَةِ الله وقالوا: {أَهٰؤُلاءِ الَّذينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحمَةٍ} صدق الله العظيم، وعلى الفور ناداهم الله من وراء الحجاب فأجابَ دَعوَتُهم بالحقّ، وقال الله: {ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ ‎﴿٤٩﴾‏} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّهم يَدعُونَ ربّهم فيَسألونَه برَحمَتِه حين يَنظرُون إلى أهل النّار يَصطَرخُونَ في نار جهنّم. وقال الله تعالى: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٧﴾‏} صدق الله العظيم.

    فانظرُوا لإجابَة الله لدُعائهم وقال لهم: {ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام، اتّقُوا الله واعلَمُوا أنْ ليسَ لكم مِن دونِ الله وَليٌ ولا شَفيعٌ، وَسَلوا الله بِرحمَتِه، ومَن ذا الذي هو أرحَم بكم مِن الله حتى تلجأوا إليه مِن دون الله! أفلا تتّقُون؟ أفلا ترَوْنَ أنّ الله أجابَ دَعوَة أهل الأعرافِ ووَعدُه الحقّ وهو أرحَمُ الرّاحِمين؟

    ويا مَن يَنتَظِرونَ لمحمدٍ رَسُول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يَشفَعَ لهم بين يَدَي الله ها هو أبُوه مع أهل الأعرافِ ولم يَشفَع له محمدٌ رَسُول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولم يَرجُ مِن وَلَدِه أن يَشفَعَ له بين يدَي ربه؛ بل دَعَا ربّهُ مع أهل الأعرافِ؛ وقالوا: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٧﴾‏} صدق الله العظيم، ثمّ أجابَ الله دُعاءَ أهل الأعراف وقال لهم: {ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ} صدق الله العظيم.

    اللّهُمّ قد بَلّغتْ، اللّهُمّ فاشهَد .. فأمّا الذين آمَنوا مِنكم حين أذكّرُهُم بآياتِ ربّهم وأُبَيّنُها لهم فتَزيدُهم إيمانًا فتَلِينُ جُلودُهم ومِن ثمّ تَخشَعُ قلوبُهم فتَدمَعُ أعيُنهم مِمّا عرَفُوا مِن الحقّ، وأمّا العُميَان فوالله لو أنذَرتُه بجميع آيات الكتابِ وفَصّلتُها تَفصِيلًا فإنّه سوفَ يَنبُذُها جميعًا وراءَ ظَهرِه مَهمَا كانت واضِحَةً وبيّنَةً في البيان الحقّ، وسبَبُ فِتنَتِه أنّهُ يَعلمُ حَديثًا أو رِوَايةً مُخالفةً لهذه الآيات المُحكَماتِ ويُفَضِّلُ أن يَستَمسِكَ بذلك الحَدِيثِ المُخالِفِ ويقول: "إنّ القرآن لا يَعلمُ تأويلَه إلّا الله وكَفانا ما وَجَدنا عليه السَّلَفَ الصّالِح، فهل أنتَ أعلمُ يا ناصر محمد اليماني أَمْ هُم؟". ومِن ثمّ أرُدُّ عليه وأقول: ولكنّي أُحاجُّكَ بآياتٍ مُحكَماتٍ بيّنات هُنَّ أمُّ الكتاب لا يَزيغُ عمّا جاءَ فيهنّ إلّا مَن في قلبِه زَيغٌ عن الحقّ، فيَتّبع الفتنة المَوضوعَة مِن أحاديث ورواياتِ الفتنة التي تأتِي مُخالِفةً لآيات الكتابِ المُحكَماتِ وحَسبُه جهنّم ومَن اتّبَعَه وساءَت مَصِيرًا.

    ولكنّي أقسِمُ بالله لو الآية جاءَت مُطابِقةً للحدِيثِ الذي هو مُستَمسِكٌ به لأعجبَتُهُ واستَمسَك بها وصرَخَ بها كبُرهانٍ على الحَدِيث، ولكن إذا جاءَت مُخالِفةً للحدِيثِ الذي هو مُستَمسِكٌ به فعند ذلك تَسُوءُه ويقول: "لا يَعلمُ تأويلها إلّا الله" برغم أنّها مُحكَمَةٌ مِن آيات الكتابِ المُحكَماتِ مِن أُمّ الكتابِ وليسَت مِن المُتَشابِهات! تالله لا يَطَلِّعُ على بيان ناصر محمد اليماني عالِمٌ أو جاهلٌ إلّا تَبيَّنَ له الحقّ، ولكنّ الكارثة أنّه برغم أنّه تقبّلَها عَقلُه إلّا أنّ كثيرًا لا يُوقِنُ بآيات ربّه برغم وُضُوحِها الشّدِيدِ!

    ويا قوم يا أصحابَ اللّسَانِ العربيّ المُبِين إنّ القرآن عَربِيٌّ أرسَله الله بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ليُبيّنَ لكم ما تتّقون،
    وقال الله تعالى: {وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُم ۖ} صدق الله العظيم [سورة إبراهيم: 4].

    وكذلك القرآن العظيم لماذا لا تَفهمُونَ مُحكَمَه؟ فهو ليس بأعجَمِيٍّ؛ بل عربيٌّ مُبينٌ، وقال الله تعالى: {وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّهُم يَقولونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسانُ الَّذى يُلحِدونَ إِلَيهِ أَعجَمِىٌّ وَهٰذا لِسانٌ عَرَبِىٌّ مُبينٌ ‎﴿١٠٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: النحل].

    ولكنّكم جَعلتُمُوهُ أعجَمِيًّا فأعرَضتُم عنه وقلتُم على الله زُورًا وبُهتانًا أنّه لا يَعلمُ تأويل القرآن إلّا الله، ولم يَقُل الله ذلكَ؛ وافتَرَيتُم على الله الكَذِب وأنتُم تَعلَمون أنّه لم يَقُل ذلك؛ بل قال لكم أنّ مِنهُ آياتٌ مُحكَماتٌ واضِحاتٌ بيّناتٌ هُنَّ أمُّ الكتاب؛ يَعلَمُهنّ ويَفهَمُهُنّ ويَعقِلُهنّ العالِم والجاهِل؛ كلُّ ذِي لسانٍ عَربيٍّ مُبينٍ، وتلكَ أكثر آيات الكتاب بنِسبة تِسعِين في المائة وأُخرَى مُتَشابِهاتٌ وهُنّ قليلٌ؛ ليست إلّا تَقريبًا عشرة في المائة أو أقل مِن عشَرة في المائة فتِلكَ الآيات المُتشابهات لا يَعلمُ بتأويلهنّ إلّا الله وهُنّ قليلٌ، ولكنّكم جَعلتُم القرآن كُلّه لا يَعلمُ تأويله إلّا الله، ولكنّ الإمام المهديّ الحقّ مِن ربّكم لم يُحَاجّكم إلّا بالآيات المُحكَماتِ الوَاضِحاتِ البيّنات يَعلَمُهنّ ويَعقِلُهنّ كُلّ مَن تَدبّر ما جاء فيهنّ مِن ربّه، لا يَزيغُ عمّا جاء فيهنّ إلّا مَن كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المُبين.

    ويا معشَر الأنصار كونوا مِن المُوقِنِينَ ولا تكونوا مِن الذين هم بآياتِ ربّهم لا يُوقِنُون ثمّ لا يُوقِنون إلّا بعدَ أن يَقعَ القولُ عليهم وخُروج الدّابّة، وكذلك قال الله تعالى أنّكم لم تُكذّبوا بالذي يُحاجّكم بآيات ربّكم ولم تُصَدِّقُوا والسّبَب عَدَمُ اليقين بآيات الله التي أحاجُّكم بها في الكِتاب، وقال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ ‎﴿٧٧﴾‏ إِنَّ رَبَّكَ يَقضى بَينَهُم بِحُكمِهِ ۚ وَهُوَ العَزيزُ العَليمُ ‎﴿٧٨﴾‏ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الحَقِّ المُبينِ ‎﴿٧٩﴾‏ إِنَّكَ لا تُسمِعُ المَوتىٰ وَلا تُسمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوا مُدبِرينَ ‎﴿٨٠﴾‏ وَما أَنتَ بِهٰدِى العُمىِ عَن ضَلٰلَتِهِم ۖ إِن تُسمِعُ إِلّا مَن يُؤمِنُ بِـٔايٰتِنا فَهُم مُسلِمونَ ‎﴿٨١﴾‏ ۞ وَإِذا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أَخرَجنا لَهُم دابَّةً مِنَ الأَرضِ تُكَلِّمُهُم أَنَّ النّاسَ كانوا بِـٔايٰتِنا لا يوقِنونَ ‎﴿٨٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: النمل].

    وسَلامٌ على المُرسَلين؛ والحمدُ لله ربِّ العالَمِين..
    أخوكُم الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : المهندس/سفيان
    السلام عليكم ورحمة الله..
    مالمقصود بالعذاب بقوله تعالى. {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]
    هل هو عذاب الدنيا ام الآخرة؟
    وشكرا...
    انتهى الاقتباس من المهندس/سفيان

    اقتباس المشاركة 178244 من موضوع { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } صدق الله العظيم..


    [ لمتابعة رابط المشـــاركة الأصلية للبيـــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=1130

    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 04 - 1431 هـ
    30 - 03 - 2010 مـ
    04:56 صباحاً
    ـــــــــــــــــ



    { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا }
    صدق الله العظيم


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته. وسؤالكم الأول هو عن بيان قول الله تعالى:
    {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ(51)قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52)إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ(53)فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(54)} صدق الله العظيم [يس].

    ويا أيها السائل كن ذا لبٍّ وفكّر وتدبّر قول الله تعالى:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} صدق الله العظيم، فذلك قول قومٍ لا يعلمون من بعثهم لأنّهم لا يعلمون أنّه يوجد لهم بعثٌ من بعد موتهم، وأولئك أقوامٌ ماتوا من قبل بعث رسل الله إلى أقوامهم فأولئك الكافرون لم يعذبهم الله من بعد موتهم فهم كالنائمين لا يعلمون بشيء من لحظة موتهم فلم يعذبهم الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً الكفار الذين ماتوا من قبل مبعث الرسل لا يعلمون بالبعث الذي وعد به الرحمن في محكم كُتبه ولا يعلمون بشيء ولذلك أخذتهم الدهشة الكُبرى في يوم البعث مَنْ بعثَهم من مرقدهم ولماذا بعثهم؟ فهم لا يحيطون بأيّ علم عن البعث والحساب. ولذلك قالوا:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، ومن ثم أفتاهم الكفار الذي كذبوا برسل ربهم وقالوا: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52)} صدق الله العظيم؛ فذلك هو قول الكافرين الذين كذبوا برسل ربهم. وقال الله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    فأولئك هم الكفار الذين أفتوا أصحابهم من الذين ماتوا قبل بعث الرسل إليهم، ولذلك قالوا:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، بمعنى أنّهم لا يعلمون بوعد الرحمن أنّه يبعث عباده من بعد موتهم ولكنّ الذين حضروا بعث الرسل إلى أقوامهم وكذبوا برسل ربهم هم الذين نبّأوهم بالبعث، ولذلك أفتى الكفارُ السائلين وقالوا: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52)} صدق الله العظيم.

    والسائلون الكفار هم ذاتهم أصحاب الأعراف بين الجنة والنار فلا هم في الجنة ولا هم في النار. وقال الله تعالى:
    {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴿٤٦﴾ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾ أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فهؤلاء ليسوا من المصدقين وليسوا من المُكذبين لأنّهم ماتوا قبل مبعث الرسل، فانظر لقولهم إلى أصحاب النار:
    {أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ}، ويقصدون بقولهم: يا أهل النار أهؤلاء -ويقصدون أصحاب الجنة- الذين أقسمتم لن ينالهم الله برحمته؟ ومن ثم جاءت الإجابة لدعوتهم لربهم، وقال لهم العظيم الرحيم: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم؛ وذلك لأنّهم دعوا الله ربهم وقالوا: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، ولذلك أجاب الله دعوتهم ، وقال: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم. فكيف يعذبهم الله ويخالف حكمه الحقّ في قوله الحقّ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]؟

    فإذاً الذين ماتوا من قبل بعث الرسل إلى قومهم قد أصبحت لهم الحجّة على ربّهم ولذلك لن يعذبهم. وقال الله تعالى:
    {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} صدق الله العظيم [النساء:165].

    فأولئك الذين ماتوا قبل أن يعلموا بحقيقة البعث فهم لا يعلمون مَنْ بعثهم لأنّهم لم يحدِّثهم أحد بذلك في حياتهم الدنيا، ولذلك قالوا:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [يس:52].

    ومن ردّ عليهم هم الكفار الذين يعلمون حقيقة ما حذرتهم رسل ربّهم من البعث، ولذلك قال الكفار الذين يعلمون من بعثهم قالوا لأصحابهم من الكفار الذين لا يعلمون بذلك:
    {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52)} صدق الله العظيم [يس].
    وقال الله تعالى:
    {يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    وهنا من بيان رقم 1 في الرابط اسفل المقتبس من بيان الامام ناصر محمد اليماني عليه السلام وما يليه من بيان رقم 2 وارجو ان تضغط على الرابط فتجد التفصيل اكثر بعد ان تقراء كل المشاركات من الخبير بالرحمن..


    ونستنبط من خلال ذلك أنّ الأمّة الوسط ليس لديها نذيرٌ ولا كتابٌ تدرسه، إذا يا حبيبي في الله فكيف تقول أنّه من غير المعقول أن يَصِفوا ذكر آيات ربّهم بأساطير الأولين؟ ولكنّي لم أجد في الكتاب أنّه يوجد آياتٌ تتلى عليهم ولا نذيرٌ، فمن أين أتيت بهذا الخبر هداك الله؟ فهل تريد أن تقيم الحجّة عليهم بغير الحقّ؟ وهيهات هيهات ولا يظلم ربّك أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً فما ظنّك بمن لم يأتِهم نذيرٌ من الكفار، فهل سوف يعذّبهم الله؟ ألم يقل الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم؟ إذاً لا وجود للآيات بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ أُنزلت إليهم من ربِّهم لكون الله لا يبعث رسولاً إلا بلسان قومه حتى يفقهوا قوله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمه لِيُبَيِّن لَهُمْ فَيُضِلّ اللَّه مَنْ يَشَاء وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم} صدق الله العظيم [إبراهيم:4].

    ويا حبيبي في الله السائل، حقيقةً أقولها بالحقّ أنّ سؤالك إلينا من قبل كان منطقيّاً وذا أهميّةٍ كبرى حتى نُبيّن نقطةً في قولهم: {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52]، فمن ثمّ بيّناها بالحقّ للأنصاري السائل (قول الحق) لكوننا لم نبيّن هذه النقطة في الآية من قبل، ثمّ جاءك البيان وصاحبك وأيقنتما به والحمد لله ربّ العالمين.

    وأما سؤالك هذا الذي بقولك: (هل يوجد إنسان يسمع آيات الله تتلى عليه فيسميها أساطير إلا شياطين البشر؟). فمن ثمّ نردّ عليك بالحقّ: ليس فقط الشياطين من يقولون ذلك؛ بل كافة الكافرين من الأمم ظنّوا أنّها نفس الأساطير التي كانوا يسمعون عنها في قصص الأولين وهم لا يعلمون أنّه قد جاءهم الحقّ من ربِّهم. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فهذا قول الكفار الذين كفروا بآيات ربّهم التي تُتلى عليهم، وظنّوا أنّه تمّ تأليفها على أساس قصص الأساطير للأمم الأولى، ولكنّه لا يحقّ لهم أن يسمّوها أساطير، كونها آياتٌ محكماتٌ جاءتهم بالحقّ من ربِّهم فكفروا بها وظنّوا أنّه تمّ تأليفها بناءً على قصص الأساطير الأولى؛ بل هي الحقّ من ربِّهم وكفروا بها، وأولئك أقيمت عليهم الحجّة بسبب وجود رسول ربّهم يتلو عليهم آيات ربّهم وكفروا بها.

    وأمّا الكفار الذين من قبلهم فلن يعذبهم الله بسبب تسميتهم لقصص الأولين أنّها أساطيرٌ لكون الله لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته، وإنما كانوا يسمعون عن قصص الأمم الأولى في القرون الغابرة بأنّه يوجد هناك بعثٌ، ولذلك ظنّوا أنّها مجرد أساطير لكونهم فقط سمعوا ذلك من قصص الأولين ولا يوجد كتابٌ لديهم يتدبرون آياته، ولذلك فلهم الحجّة على ربّهم لو يعذبهم كونه لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته. وقال الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    ونستنبط من ذلك أنّ الله لن يعذِّب من لم يبعث إليهم رسولاً لكون لهم الحجّة على ربّهم بسبب عدم بعث رسولٍ إليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم. وأولئك لا وجود لكتابٍ من الله بين أيديهم ليتدبّروا آياته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم [سبأ].

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?20268

    وثمة سؤال آخر: فهل من مات من الكفار من قوم محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من قبل أن يبعث الله عبده ونبيّه محمداً رسول الله فهل أولئك في النار نظراً لأنّهم كانوا من الكفار يعبدون أصناماً فهم لها عاكفون؟ والجواب نتركه للربّ مباشرةً. قال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وثمة سؤال ثالث: فهل لهم الحجّة لو يعذبهم الله وهو لم يبعث إليهم رسولاً يعلمهم الكتاب ويبيّن لهم آياته؟ والجواب نتركه للربّ مباشرةً. قال الله تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} صدق الله العظيم [النساء:165].

    ونستنبط من ذلك أنّه لو يعذّب الله الذين لم يبعث إليهم رسولاً فإنّ لهم حجّة على ربِّهم، وحتماً سوف يقولون: {رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)} صدق الله العظيم [القصص:47]. فمن ثمّ نخرج بنتيجةٍ شافيةٍ بناء على هذه الآيات القطعيّة فنعلم علم اليقين أنّ الله لن يعذب الكفار الذين ماتوا من أقوام الرسل من قبل أن يبعث الله إليهم رسلَ ربّهم.

    Read more: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?20268

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 02-12-2019, 07:52 PM
  2. [ فيديو ] ردّ الإمام على محمود المصري: لم يأمرك محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلَّم- أن تتّخذه وسيلةً إلى الله ..
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-08-2017, 01:31 AM
  3. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23-05-2014, 07:09 PM
  4. الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ينفي أن أبوي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النّار ونأتي بالحكم بين المختلفين من خطباء المنابر من محكم الذكر
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 06-04-2013, 04:11 AM
  5. ردود الإمام على أبي جعفر من الشيعة الاثني عشر: صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله: [ولكنّكم تستعجلون] ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 09:20 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •