بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان مكان إلى اليوم الآخر ثم أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونقول هلك علماء المسلمين وأتباعهم يا خليفة الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ما غرهم بربهم الكريم ولماذا يسعى علماء الأمة الشرعيين والفلكيين للمغالطة ليصدون الناس عن البيان الحق للقرآن الذي بعث الله به عبده وخليفته ليخرج الناس من جور السلطان ورجس الأوثان فيطهرهم بالبيان الحق للقرآن ليعبدون الله الواحد الديان ويرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان من أي طائفة من الأديان كان سواء كان إنس أو جان.
ولكني أرى أن ما يفعله علماء الأمة اليوم ليس إلا صد عن الحق فهل يعقل أن لا يشاهدوا هلالا في منزلته الثانية فهذا أمرا بائن للعيان فهو تكذيب بآيات الله ومن قبل كانوا يعلنون الصيام كما يبينه خليفة الرحمن مما علمه الله عن آية الشمس والقمر فجعلها له آية وحسبان.
واليوم نرى هيئة العلماء في المملكة العربية السعودية يعلنون بأن غدا هو المتمم لشهر شعبان وأن الأربعاء هو الأول من شهر رمضان فلما يا علماء الأمة تستكبرون عن آيات الله وتكذبونها ثم يأخذكم الله أخذ عزيز مقتدر بعذاب يوم عقيم مع أشد أعدائه فاتقوا الله إن الأربعاء هو الثالث من شهر رمضان بحسب ولادة الهلال وبيننا وبينكم ليالي الإبدار والتي ستبداء بليلة الثالث عشر من شهر رمضان بعد غروب شمس الثاني عشر عند ظهور الشفق في الأفق الغربي سترون القمر يظهر لكم بدرا من الأفق الشرقي وتلك أولى ليالي الإبدار ثم تليه ليلة الرابع عشر من الشهر بعد غروب شمس الثالث عشر وهي الليلة الثانية من ليالي الإبدار ثم سترون بأم أعينكم والناس أجمعين أن القمر سيتناقص من ليلة الخامس عشر من الشهر بعد غروب شمس الرابع عشر وسيظهر لكم القمر وقد نقص منزلة لتعلمون أنكم أضعتم يومين من الشهر الأول هو يوم الإثنين والذي أدركت فيه الشمس القمر واستحالة رؤيته فعذركم الله من ذلك تصديقا لقول الله تعالى:
{فمن شهد منكم الشهر فليصمه}
صدق الله العظيم [البقرة:١٨٥].
واليوم الثاني وهو يوم الثلاثاء وهو غرة رمضان الشرعية بحسب رؤية الهلال وتصديقا لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته]
ولكن الثلاثاء هو اليوم الثاني من أيام رمضان بحسب ميلاد الهلال فلما المغالطة يا علماء الأمة وقد كنتم من قبل تعلنون كما يبينه خليفة الله وهل تعتقدون أنكم ستذهبون حجته بذلك بل آية الله هي من ستفضحكم فترقبوا ليالي الإبدار واعلموا أن ما تكذبون به سيكون سبب هلاككم وعذابكم لئن لم تتوبوا فتتبعوا الحق من ربكم ،فلما الكبر والتعنت والتكذيب بآيات الله ألا تخافون بأسا من الله شديد بسبب تكذيب آياته ألستم تعلمون جزاء التكذيب بآيات الله وأنه من بعد التكذيب يأتي العذاب الأليم فإلى متى يا علماء الأمة إلى متى ألا يكفيكم ما أوصلتم إليه الأمة من ضلال وشرك وتفرق بسبب تجرأكم على الله بالباطل فتفتون الناس وتقولون على الله ما لا تعلمون وتحسبون أنكم مهتدون ألا تعلمون أنكم ستحملون أوزاركم وأوزار من تضلونهم ما أشد كفركم بالله يا علماء المسلمين فوالذي نفسي بيده أن كفركم وتعنتكم وإعراضكم أصبح أشد من كفر كفار قريش وصرتم في جاهلية أشد وأعمى من جاهلية قريش فضيعتم كل شيء حتى مكارم الأخلاق أضعتموها ولم يبقى على الحق إلا من رحم ربي ثم عرف الحق فاتبعه فكيف تزعمون أنكم كبرائنا وعلمائنا وأنكم أشد الناس إيمانا بكتاب الله ولكنكم كاذبون فإن كنتم مؤمنين بكتاب الله فاستجيبوا لدعوة خليفة الله للإحتكام إليه إن كنتم صادقين وليس شرطا أن تصدقوا أنه خليفة الله وأنه المهدي المنتظر المهم أن تجيبوا داعي الله وتحتكموا لكتابه وتعصموا به حتى إذا علمتم أنه قد زاده الله عليكم بسطة في العلم عندئذ ما بعد الحق إلا الضلال ولكنكم يا علماء الأمة لستم مسلمون بل أكثركم بالله مشركون ولو كنتم مسلمون لأجبتم داعي الله وصدقتم آياته وقال تعالى:
{وما أنت بهادي العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون (٨١)}
صدق الله العظيم [النمل].
وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل معتد إثيم ستهلكون يا معاشر العلماء المتعولمون وستهلكون معكم المسلمون الذين هم أمثالكم كالأنعام بل هم أضل سبيلا كونهم إمعات لا يتدبرون سلطان الداعية وبرهانه ليعقلون ثم ينيبوا لربهم فيهتدون بل يتبعونكم وهم صما وعميانا ومثل آتباعكم كمثلكم إذ تتبعون أسلافكم وكتيباتهم فتأخذون الحق والباطل معا وما بقى من الحق في كتب أسلافكم إلا قليلا ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم ارفع الغمة وأزل الظلمة عن الأمة اللهم اغفر لقومنا وإخواننا المسلمون فإنهم لا يعلمون وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.