الإمام ناصر محمد اليماني
21 - 09 - 1434 هـ
28 - 07 - 2013 مـ
08:32 صبـاحاً
ـــــــــــــــــــــــ
{ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ }
صدق الله العظيم ..
_______________
بسم الله الرحمن الرحيم، والصّلاة والسّلام على كافّة أنبياء الله ورسله وآلهم ومن تبع نَهجَهم واقتدى بأثرهم إلى يوم الدّين، أمّا بعد ..
ويا معتبر من شياطين البشر، فهل أحاديث بعث المهديّ المنتظَر جاءت مخالفةً لمحكم الذكر؟ كونك تطعن في القاعدة في محكم الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة التي ليست من عند الله كون أحاديث سُنّة البيان كذلك من عند الرحمن، وما كان لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن ينطق في دين الله عن الهوى من عند نفسه. ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].
فما هو البيــــان ؟ هو الأحاديث الحقّ في سُنّة البيان لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ينزِّلها الله شرحاً لآياتٍ في القرآن فيجعل الشرح في أحاديث سُنّة البيان على لسان رسوله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].
وعلى سبيل المثال قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُوله بِالْهُدَى وَدِين الحقّ لِيُظْهِرهُ عَلَى الدّين كُلّه وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:33]. وهذا وعد من الله لرسوله محمد أن يُظهر دين الإسلام على الدّين كلِّه في العالمين فتكون كلمة الله هي العليا ويحكم به العالَم بما أنزل الله في محكم القرآن العظيم ولو كره المشركون، فَمِنْ ثمّ علّمكم رسوله في أحاديث سُنّة البيان كيف يكون تصديق هذا الوعد من الله الذي لا يخلف وعده، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: [أبشركم بالمهدي يُبعث في أمتي على اختلاف من النّاس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً].
وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله تعالى رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً].
فهذا الحديث جاء تصديقاً لوعد الله في محكم كتابه بأنّ حكم الله سوف يُهيمن على كافة البشر بنور الله فيحكم في أهل الأرض بما أنزل الله فيملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً فذلك بيان قول الله تعالى: {{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّين كُلِّهِ وَ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً}} صدق الله العظيم [الفتح:28].
فذلك وعد من الله ليبعث رجلاً فيجعله ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيُظهر به دينه على الدّين كله في العالمين فيجعله الحُكم الحقّ بين عباده، وقد جاء وعد إتمام نور الله في العالمين. ولكن معتبر من الذين يريدون أن يطفئوا نور الله! ونكتفي بالجواب من الربّ في محكم الكتاب على معتبر وأمثاله من شياطين البشر. وقال الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)} صدق الله العظيم [التوبة]، وقال الله تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [الصف:8].
وتلك وعود من ربّ العالمين في محكم كتابه ليبعث ناصر محمد. وربّما يودّ المعتبر أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر، فأين الدليل على بعث ناصر محمد؟" ومن ثمّ نردّ عليه بالحقّ ونقول: فماذا يُقصد بوعد الله في محكم كتابه في قوله تعالى: {{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّين كُلِّهِ وَ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً}} صدق الله العظيم؟ أليس ذلك وعدٌ لرسوله أن يُظهر أمره على الدّين كله أي في العالم بأسره؟ أليس ذلك يعني أنّ الله سوف يبعث ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيملأ الأرض بهذا الدّين الذي جاء به خاتم الأنبياء محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً؟ وما نريد أن نصل إليه يا معتبر هو: فهل يوجد اختلافٌ بين قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّين كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} صدق الله العظيم [التوبة].
وقال الله تعالى أيضاً: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّين كُلِّهِ وَ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} صدق الله العظيم [الفتح:28].
وبناءً على هذه الوعود من الربّ في محكم كتابه القرآن العظيم فلذلك بشّركم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أبشِّرُكم بالمهدي يُبعث في أمتي على اختلاف من النّاس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً] صدق عليه الصلاة والسلام.
أليست الآية والحديث وعودٌ من الله ورسوله بنصرة دينه الحقّ وإظهاره على كافة البشر؟ فأين الاختلاف في محكم الذكر بين وعد الله في محكم قرآنه عن وعد الله في سنّة بيانه في أحاديث بشرى بعث المهديّ المنتظَر الذي يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً فيحكم الأرض بحكم الله العدل في محكم القرآن العظيم؟ ونُكرِّر ونقول: فأين الاختلاف يا معتبر بين وعد الله الحقّ في محكم القرآن وفي سُنّة البيان حتى تريد أن تبطل القاعدة القرآنيّة لكشف الأحاديث المكذوبة وتنفي عرضها على محكم القرآن، فهل تخالفه في شيء؟ فهل وجدنا اختلافاً بين الوعدين لإظهار دين العدل؟ ولكن القاعدة القرآنيّة لكشف الأحاديث المكذوبة يقول الله فيها إنّ أحاديث الباطل المكذوبة على النّبي في سُنّة البيان سوف نجد بينها وبين آيات في محكم القرآن اختلافاً كثيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)} صدق الله العظيم [النساء].
وإنّي أراك عدوّاً لله ولكتابه ولذلك ترفض أن يكون محكم القرآن هو المرجع والحكم فيما كنتم فيه تختلفون، فمن ثمّ علمتُ أنّك من الذين يصدّون عن اتّباع آيات الكتاب صدوداً وتبغيها عوجاً، وإن كنت تراني ظلمتك بغير الحقّ فتقدم للمباهلة يا معتبر حتى يحكم الله بيني وبينك بالحقّ، وأعِدُك وعداً غير مكذوب أُشهد عليه الله والأنصار لئن تقدمت للمباهلة أنّي لن أتراجع وذلك حتى نبتهل إلى الله سوياً {فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران:61]، فإن كنت تراني على الباطل ومعتبر على الحقّ فالحكم لله. وقال الله تعالى: {وَمِنَ النّاس مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ﴿٣﴾ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الحج].
ولا تزالون يا معشر شياطين البشر تحاربون هذا الأمر الليل والنّهار وأنتم لا تسأمون ولا تستيئسون وأعلم عن مدى إصراركم الشديد على أن تطفئوا نور الله فإنّه كمثل إصرار المهديّ المنتظَر والأنصار لإتمام نور الله للعالمين، ومن ثم نكتفي بردّ الله عليكم بوعده الحقّ: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّين كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} صدق الله العظيم [التوبة].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
ألدّ الخصام لشياطين البشر؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
الحمد لله تعالى ان جعلني مع قوم يحبهم الله ويحبونه
فقد تبين في هذا البيان الاخير اشياء كبيره جداً تزيد المؤمنيين ايماناً وتزيد الكافرين بها رجساً الى رجسهم