الموضوع: أريد الحقيقة

النتائج 21 إلى 30 من 287
  1. افتراضي

    فالنبي محمد عليه الصلاة والسلام يا اخي الحبيب محصور علمه على ما علمه معلمه ومعلمه هو الملك جبريل عليه الصلاة والسلام وجبريل عليه الصلاة والسلام هو الذي أحضر عرش ملكة سبأ للنبي سليمان عليه السلام وهو الذي (عنده علم من الكتاب) لأنه معلم النبي عليه الصلاة والسلام الكتاب ولكن ليس لديه علم الكتاب الشامل إنما عند علم من الكتاب فقط في حين أن الإمام المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني الذي سيبعثه الله ناصر لجده محمد رسول الله سيؤتيه الله علم الكتاب كله محكمه ومتشابهه ويحيطه بكافة اسراره وعلومه كبرهان لخلافته بالرغم من انه ليس لا بنبي ولا رسول فالله امرنا ان لا نحصر العلم على الانبياء والرسل والملائكة من دون سائر عباده الصالحين فلا يكبرن عليك الامر يا أخي الحبيب فهذا خليفة الله الخاتم اوليس أول خليفة لله عز وجل (آدم) عليه السلام كان أعلم من جبريل ومن كافة الملائكة ؟

    وسأضع لك بعض البيانات التي ستزيل لديك الشك الريب وتبين لك الحق باذن الله :

    1: قصة العبد الصالح الذي ذهب نبي الله موسى عليه السلام ليتعلم منه :


    اقتباس المشاركة 4529 من موضوع أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)


    بسم الله الرحمن الرحيم



    اقتباس المشاركة 242033 من موضوع العبد الصالح وموسى وتفسير آية والنّجم اذا هوى..



    - 3 -
    قصة العبد الصالح مع نبيّ الله موسى ..

    بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    لماذا قال الله لكم:
    { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا } [الكهف:65]، ولم يقل فوجدا عبداً من أنبياء الله؛ بل عبدٌ من عباد الله الصالحين وليس بمشهورٍ؟ ولم يسأله نبيّ الله موسى عن اسمه تنفيذاً لأمر الله، لأن العبد لا يريد أن يعلم به النّاس فيدعونه من دون الله فطلب من ربّه أن لا يشهره لأنهم حين يعلمون أنه أعلم من كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام فحتماً سوف يُعظِّمونه فيدعونه من دون الله فيتوسلون به إلى الله، ولكن الرجل الصالح طلب من ربّه أن لا يُشهره لعباده حتى لا يكون سببَ فتنةٍ للقوم الظالمين الذين يُعظِّمون عباد الله المكرمين.

    ولذلك نهى الله نبيه موسى أن يسأله عن اسمه ولا عن قريته ولا من أي البلاد. وقال فكيف أجده ربّي إذا؟ فقال الله له أن يأخذ معه حوت وهو السمك لأن السمك شيء معروف إذا أخرجته من الماء يموت بعد زمن قصيرٍ؛ دقائق معدودة.
    وعلّمه الله أن المكان الذي سوف يبعث فيه الحوت، ففي ذلك المكان نفسه ينتظر الرجل الصالح بقدرٍ مقدورٍ من الله.

    ولذلك تجدون موسى لم ينادي الرجل باسمه لأنه لا يعلم من هو ولا ما اسمه بل علم أنه هو، وذلك لأنه وجده في المكان الذي بعث الله فيه الحوت، وعلم أنه هو.
    وقال له نبيّ الله موسى: السلام عليكم، فرد الرجل عليه السلام ولم يقل وعليكم سلام الله يا موسى بن عمران كما يقولون على الله الذين لا يعلمون، فأين موسى من عمران وبين موسى وآل عمران مئات السنين، وموسى من ذريَّة نبيّ الله يوسف؟
    ولكن ظنهم حين يوجد في الكتاب هارون بن عمران أخو مريم ولذلك قالوا فبما أن هارون هو أخو موسى فكذلك موسى هو ابن عمران! لا قوة إلا بالله العلي العظيم من المفترين على ربّ العالمين أنه:
    اقتباس المشاركة :
    قال الرجل الصالح وعليكم سلام الله يا موسى بن عمران قال موسى: ومن علمك باسمي؟ قال: الذي دلك على مكاني
    انتهى الاقتباس
    والسؤال الذي يطرح نفسه فهل دلّ الله موسى على مكان الرجل؟ بل علّم الله موسى أن يأخذ معه حوتاً وحيث يبعثه الله يجد، فعليه أن ينتظر الرجل في ذلك المكان، وبما أن الله بعث الحوت وهم نائمون فلم يعلم نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام أن الله بعث الحوت ولذلك لم ينتظر في المكان؛ بل سافروا سفراً بعيداً إلى الظهر، ولذلك: { قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا } [الكهف:62].

    إذاً الله لم يدل نبيّ الله موسى على مكان الرجل الصالح، إذاً لوجدوه حين جاؤوا إلى الصخرة المرّة الأولى؛ بل ناموا عند الصخرة ولم يكن موجوداً وإنما سوف يأتي الرجل بقدر من الله.

    المهم أن موسى لا يعلم من ذلك الرجل حتى مات نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام وهو لا يعلم من ذلك الرجل، وذلك تلبية من ربّ العالمين لذلك الرجل الصالح الذي لا يريد من ربّه أن يشهره للناس ابداً حتى يلقاه لأنه يخشى أن يكون فتنةً للقوم الظالمين الذين بمجرد ما يعلمون بعبدٍ قد جعله الله من المُكرمين إلا وأشركوا به وبالغوا فيه بغير الحقّ وعبدوه زلفةً إلى الله، ولذلك الله لم يشهره بناء على طلب عبده، ولذلك قال:
    { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا } صدق الله العظيم [الكهف:65]. ولكنكم جعلتم اسمه الخضر وجعلتموه نبيّاً من أنبياء الله ونسيتم قول الله تعالى: { إِنْ عِندَكُم مِّن سلطان بِهَـٰذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُ‌ونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾ } صدق الله العظيم [يونس]

    ولكني أشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنه كما قال ربّي ليس من عباد الله المرسلين بل عبدٌ من عباد الله الصالحين. والحكمة من ذلك علَّ النّاس يخرجون من دائرة الإشراك بالله من تعظيم الأنبياء وحصر العلم عليهم من دون الصالحين. ويريد الله أن يحطم هذه العقيدة الباطلة، فابتعث كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام ليتعلم العلم من عبدٍ من عباد الله الصالحين أعلمَ من كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام، ولكن أكثر المؤمنين يأبَون إلا أن يكونوا مشركين!

    ويا معشر المسلمين، ما خطبكم لا تفقهون دعوة الأنبياء والمرسلين فتعظمونهم بغير الحق؟ فوالله الذي لا أعبدُ سواه ولا إله غيره إنكم لن تستطيعوا أن تخرجوا من دائرة الشرك حتى تعتقدوا بالحقّ أن لكم الحقّ في الله ما لأنبيائه ورسله وأنهم ليسوا إلا عبيد لله أمثالكم، فلا فرق بينكم وبينهم إلى الله شيئاً، فهم عبيدٌ لله كما أنتم عبيدٌ لله.

    ألا والله الذي لا إله غيره ما جعل الله صاحب الدرجة عبداً مجهولاً إلا لكي يتمّ التنافس من كافة عبيد الله إلى الربّ المعبود أيهم أقرب. فلمَ تحصرون التنافس على الربّ حصرياً للأنبياء والمرسلين من دون الصالحين أفلا تتقون؟

    الإمام ناصر محمد اليماني..
    __________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 4156 من موضوع العبد الصالح وموسى وتفسير آية والنّجم اذا هوى..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 01 - 1431هـ
    01 - 01 - 2010 مـ
    02:31 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    العبد الصـــــالح وموسى وتفسير آية {
    وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ } ..
    ـــــــــــــــــــــــ

    بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أخي الكريم (علاء الدين)، جعلكَ الله من الموقنين وبصَّركَ الله بالبيان المبين لذكر العالمين. وبالنسبة للسؤال الأول، فقلت:
    اقتباس المشاركة :
    ( أريدك ان تحدثني عن الخضر عليه السلام ).
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليك المهدي المنتظر: إنّ الذين قالوا إنّ اسمه الخضر يقولون على الله ما لا يعلمون، فإنّه لا يُعلَم ما اسمه ومن يكون، حتى كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام لا يعلم ما اسمه ولم يشهره الله إجابةً لطلب عبده أن لا يشهره للناس حتى لا يبالغوا فيه بغير الحقّ فيدعونه من دون الله كونه تعلَّم منه العلمَ كليمُ الله ورسوله موسى عليه الصلاة والسلام، ولم يخبر اللهُ نبيَّه موسى عليه الصلاة والسلام عن اسم هذا العبد ولا عن عنوانه شيئاً حتى يذهب إليه؛ بل أمره الله أن يذهب ليتعلّم العلم مع عبدٍ من عبادِه الصالحين، فقال: "ربي وما اسمه وأين أجده وفي آي قرية هو؟". ولم يفتِ اللهُ نبيّه موسى عليه الصلاة والسلام بأي شيءٍ عن هذا العبد، لا عن اسمه ولا عن قريته ولا عن محرابه الذي يجده فيه وذلك إجابةً لطلب عبده من ربّه أن لا يشهره لأحدٍ حتى لا يعظِّمونه بغير الحقّ فيدعونه من دون الله، ولذلك أمر الله نبيّه موسى عليه الصلاة والسلام أن يأخذ معه حوت (سمك) وحيث يبعثه الله فلينتظر الرجل في ذلك المكان. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)} صدق الله العظيم [الكهف].

    ولحكمةٍ إلهيةٍ حتى لا يرى موسى وفتاه الجهة التي يأتي منها العبد الصالح، فحين وصلا مجمع البحرين أَوَيا إلى الصخرة ليأخذا لهما قسطاً من الراحة وناما إلى ما شاء الله، وأثناء نومهما بعث الله الحوت من الوعاء الذي فيه المتاع وهو وعاء مفتوحٌ ذو شناق تحمله الأيدي، المهم إنّ الله بعثه أثناء نومهم وهما لا يعلمان لأنّهما نائمان. وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)} صدق الله العظيم.

    والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)} صدق الله العظيم، أي نسيا حوتهما أن يتفقداه بعد أن قاما من نومهما بل حملا متاعهما وذهبا مواصِلَيْنِ سفرهما حتى أصابهما التّعب والنَّصَب {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف:62]، ولكن الله أفتانا أين ذهب الحوت، إنه بعثه واتخذ سبيله في البحر: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)}صدق الله العظيم [الكهف].

    لأنّكم قد تظنون أنّ أحدهم شاهد المعجزة بأنّ الله بعث الحوت واتّخذ سبيله في البحر سرباً وفتاه كان يشاهد هذه المعجزة بأنّ الله بعث الحوت واتخذ سبيله في البحر عجباً! فكيف ينسى شيئاً مثل هذا يحدث أمام عينيه ثمّ لا يكلّم به نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام؟ بل الله أخبرنا ما صنع بالحوت:
    {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)} صدق الله العظيم، ومن ثمّ حين قام بتفتيش وعائَهما ليخرج غداءهما، افتقدا السمك فإذا هو ليس بموجودٍ في الوعاء الذي فيه المتاع فقال: {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} صدق الله العظيم [الكهف:63].

    وكلام الرجل إلى قول الله تعالى:
    {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}، والفتوى من الله جاءت مباشرةً لنا وقال: {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} صدق الله العظيم، أما هما فلا يعلمان ما حدث، وإنّما آخر رؤيةٍ للحوت هو منذ أن فتّش الوعاء فأخرج لهما متاعاً قبل نومهما عند الصخرة وكان موجوداً في الوعاء وأكلا من متاعِهما وناما وهو موجودٌ في الوعاء، وبعد أن قاما أخذا وعاء المتاع فواصلا الرحلة، ولكن أثناء نومهما بعث الله الحوت فاتّخذ سبيله في البحر سرباً، والحكمة من نسيانِه هو للتمويهِ عن الجهة التي سوف يأتي منها الرجل الصالح حتى إذا ارتدا على آثارِهما قصَصَاً علّه وقع من الوعاء أثناء الرحلة من بعد أن انطلقا من عند الصخرة، المهم إنّ نبيّ الله موسى لم يأتِ إلا والرجل عند الصخرة ولم يعلم نبيّ الله موسى من أيِّ جهة أقبل منها الرجلُ الصالحُ حتى لا يُخمِّنا القرية التي أقبل منها، وانقضت الحكمة للتمويه عن المنطقة التي يأتي منها الرجل الصالح حتى إذا جاء موسى عليه الصلاة والسلام والرجل الصالح عند الصخرة حيث كانا علم أنّه هو وأنّ الحوت قد بعثه الله عند الصخرة علامةَ المكان الذي يجد فيه الرجل الصالح، ولم يسأله نبيّ الله موسى عن اسمِه لأنَّ الله نهاهُ عن ذلك بل أقرأَه السلامَ وطلب مِنهُ مُباشرةً أن يتَّبِعه فيعلِّمَه مما علَّمه الله. وقال الله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)} صدق الله العظيم [الكهف].

    ثم ردَّ عليه نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام:
    {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف:69].

    ومن ثمّ شرط عليه الرجل الصالح:
    {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا} [الكهف:70].

    ولكن لو صبر موسى ولو على واحدةٍ لأصبح نبيُّ الله موسى أعلم من الرجل الصالح، وبما أنّ الرجل الصالح هو أعلم من موسى ولذلك حكم بالنتيجة من قبل الرحلة والصحبة:
    {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)} [الكهف:68].

    ولذلك كان يُذكّر نبيّ الله موسى الذي لم يصبر، ويقول له الرجل الصالح:
    {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف:72].

    ولكن نبيّ الله موسى اعتذر في المرة الأولى:
    {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} [الكهف:73].

    ولكن موسى بعد مقتل الغلام قد حكم على نفسه، وقال:
    {قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا} [الكهف:76].

    حتى إذا سأله المرّة الثالثة، قال:
    {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف:78].

    وعلى كلّ حالٍ تبيَّن لنا إنّ الرجل لم يكن من الأنبياء والمُرسلين بل من عباد الله الصالحين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا} [الكهف:65].

    أي عبدٌ من عبادِ الله الصالحين وذلك لكي لا تحصروا العلم والتكريم للأنبياء من دون الصالحين، وأمّا المفيد من القصة فسبق التفصيل في ذلك في عدّة بيانات.

    وأما البيان لقول الله تعالى:
    {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثمّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى(11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ ربّه الْكُبْرَى (18)} صدق الله العظيم [النجم].

    {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)} وإنّما ذلك نجمٌ إذا هوى فوق الأرض تفجَّر منه الشرر؛ وهو جهنّم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النّجم الثَّاقِبُ (3)} صدق الله العظيم [الطارق].

    وذلك قسمٌ لتعظيمِ شأنِ هذا النّجم، وأما جواب القسم هو قول الله تعالى:
    {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} صدق الله العظيم [النجم].

    وأما البيان لقول الله تعالى:
    {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}، ويقصد جبريل عليه الصلاة السلام.
    وأما البيان لقوله تعالى:
    {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} أي ذو عظَمةٍ وضخامةٍ في الخليقةِ بالأفق الأعلى فتَنزَّل فاستوى إلى رجل سويٍّ بين يديْ محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} أي دنا من الرسول فمد إليه يده يجُرُّه إليه، {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} وهي المسافة بين جبريل والنّبيّ ولم تكن ثابتةً نظراً لأنّه كان يجُرُّه إليه ويطلقه، {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} أي أوحى الله إلى عبده ما أوحى جبريل عليه الصلاة والسلام إلى نبيّه.

    وأما قول الله تعالى:
    {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}، أي ما تكلم إلا بالحقّ محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أن جبريل تَنَزَّلَ عليه من ربّه بهذا القرآن العظيم.

    وأما قول الله تعالى:
    {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} أي أتجادلونه على شيءٍ حقيقةَ رجلٍ سويٍّ تَنزَّل من السماء فشاهده رأي العين.

    وأما البيان لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)} أي شاهد محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الملَكَ جبريل عليه الصلاة والسلام نزلةً أخرى ولكن بصورته الملائكيّة حين وصلا إلى سدرة المنتهى ليلة الإسراء والمعراج، فتحول الملكُ جبريل إلى مخلوقٍ عظيمٍ فخرَّ ساجداً لله ربّ العالمين، فإذا بالله يرحب بنبيّه من وراء الحجاب وهي سدرة المنتهى.

    أما البيان لقول الله تعالى:
    {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}، فذلك بيانٌ جليٌ وصفَ لكم ضخامة هذه السدرة الكُبرى، فهي أكبر شيءٍ خلقَه الله في الكتاب لأنّها حجابُ الربّ، وبرغم أنَّ الجنّة عرضُها كعرضِ السماوات والأرض ولكنّ السدرة هي أكبر منها، ولذلك قال الله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}.

    وأما البيان لقول الله تعالى:
    {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى}، أي ما يغشى من نور الله فيشرق من وراء السدرة.

    وأما قول الله تعالى:
    {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}، أي ما زاغ عن الحقّ وما طغى وما كلّمكم إلا بالحقّ بما شاهد بعين اليقين من آيات ربّه الكُبرى، ولكنّه لم يُشاهد ربّه جهرةً سُبحانه بل شاهد من آيات ربّه الكُبرى ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المنتهى وكلّمه الله تكليماً وشاهد من آيات ربّه الكُبرى ولم يشاهد ذات ربّه لأنّه كلّمه من وراء حجابه (سدرة المُنتهى) وهي من ضمن الآيات الكبرى التي شاهدها، ومن الآيات الكبرى الجنّة وحملة العرش الثمانية هم من أكبر خلق الله في العبيد في الحجم، ولم يشاهد محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ذات ربّه ليلة الإسراء والمعراج، بل قال الله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ ربّه الْكُبْرَى} صدق الله العظيم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو (محمد علاء الدين) وجميع الأنصار السابقين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  2. افتراضي

    2: جبريل عليه الصلاة والسلام عنده علم من الكتاب وهو من احضر عرش بلقيس لسليمان عليه السلام وهو علم من رسول الله محمد فهو معلمه:





    اقتباس المشاركة 5586 من موضوع {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} ..



    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 10 - 1430 هـ
    30 – 09 – 2009 مـ
    05:39 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } ..

    اقتباس المشاركة :
    أسأل الامام ناصر محمد اليمانى وكل الانصار
    من افضل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ام جبريل عليه السلام؟ ومن اعلى درجة وقدرا؟ وما دليلكم على ذالك؟ وبما يكون الفضل والدرجة والقدر؟
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم

    ويا محمود المصري قال الله تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [يوسف:76].

    وقال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} صدق الله العظيم [المجادلة:11].

    ولم يقُل محمدٌ رسول الله أنّه أعلم من جبريل! وحين جاء يسأله جبريل عليه الصلاة السلام عن الساعة قال: [ما المسؤول عنها بأعلم من السائل].

    وإنّي أراك تتدخّل في شؤون الله ولا تزداد إلا فتنةً يوماً بعد يومٍ والله هو مُقسم الدرجات، فآمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والمهديّ المنتظَر وذر أمر تقسيم الدرجات لله وحده، فلستَ أنت من يقسم رحمة الله تصديقاً لقول الله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم [الزخرف:32]؟ حسبي الله ونعم الوكيل ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  3. افتراضي

    3 - الإمام المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني خاتم خلفاء الله اجمعين أتاه الله علم الكتاب كله :

    فهو أعلم من جبريل عليه السلام الذي عنده علم من الكتاب وبما ان جبريل هو معلم النبي محمد عليه الصلاة والسلام فالمهدي أعلم أيضا من الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وبما ان محمد رسول الله اعلم الأنبياء والمرسلين فالمهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني أعلم من كافة الأنبياء والمرسلين ومن كافة ملائكة الله اجمعين فهو الذي سيؤم جيشه من الإنس والجن ومن الباعوضة فما فوقها وسيؤم جيشه من الملائكة وسيؤم الأنبياء الثلاثة (أصحاب الكهف) إلياس وإدريس واليسع وسيؤم النبي المسيح عيسى عليه السلام في أكبر معركة في تاريخ البشرية كلها ضد المسيح الدجال الأشر الذي سيخرج في عصر المهدي المنتظر الحق ...

    قال الله تعالى:

    { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }
    صدق الله العظيم [الرعد:43]


    اقتباس المشاركة 7247 من موضوع بيان البرهان لبعث المهديّ المنتظر في محكم القرآن ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - 09 - 1431 هـ
    27 - 08 - 2010 مـ
    05:55 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=7244
    ــــــــــــــــــــ


    بيا
    ن البرهان لبعث المهديّ المنتظر في محكم القرآن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار والسابقين الأنصار للحقّ في الأوّلين وفي الآخِرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين..

    سـ 1: هل توحَّدت أمّة البشر جميعاً في عصر بعث المرسَلين إليهم من ربّهم فاستجابوا جميعاً لدعوة الحق وجعلهم الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم؟
    جـ 1: قال الله تعالى: {
    وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ} صدق الله العظيم [النحل:36].

    سـ 2: فهل هذا يعني أنّهم اختلفوا إلى فريقين فريقاً هدى فاتّبعوا رسول ربّهم وفريقاً كفروا برسول ربّهم؟ فزِدنا برهاناً أكثر وضوحاً من محكم الكتاب.
    جـ 2: قال الله تعالى: {
    فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    سـ 3: وهل آمن أهل الأرض جميعاً في عصر بعث المرسَلين؟
    جـ 3: قال الله تعالى: {
    وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].

    سـ 4: فمَن هو ذلك الذي استثناه الله بتحقيق الهدى للناس جميعاً في قوله: {
    إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم؟
    جـ 4: ذلكم الإمام المهدي خليفة الله في الأرض الذي هدى الله في عصر بعثه الناس جميعاً فحقّق الله إشاءته بالحقّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].

    سـ 5: وهل سوف يبعث الله الإمامَ المهديّ رسولاً جديداً للناس من ربّهم؟
    جـ 5: قال الله تعالى: {
    مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    سـ 6: إذاً حقيقة بعث الإمام المهدي أنّه سيبعثه الله ناصراً لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم لكون محمد رسول الله هو خاتم الأنبياء والمرسَلين فلا بد أن يأتي الإمام المهدي ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا بد أن يحاجّ الناس بذات البصيرة التي جاء بها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا بُدّ أن يُعلّم الله الإمام المهديّ بيان القرآن العظيم لكي يبيّنه للناس كما كان بيَّنه لهم خاتم الأنبياء والمرسَلين محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهل من دليل في محكم الكتاب على أنّه يوجد إنسانٌ يتولّى تعليمه الرحمن البيان الحق للقرآن؟
    جـ 6: قال الله تعالى: {
    الرَّحْمَـٰنُ ﴿١عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤} صدق الله العظيم [الرحمن].

    سـ 7: وهل سوف يؤتيه الله علم الكتاب ليجعله شاهداً بالحق على من كفر به؟
    جـ 7: قال الله تعالى: {
    وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣} صدق الله العظيم [الرعد].

    سـ 8: وكيف سوف يعلّمه الله البيان الحقّ للكتاب ليحاجّ به الكافرين؟
    جـ8ـ قال الله تعالى: {
    اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥} صدق الله العظيم [العلق].

    سـ 9: وما يقصد الله تعالى بقوله: {
    خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥} صدق الله العظيم [العلق].
    جـ 9: قال الله تعالى:
    {الرَّحْمَـٰنُ ﴿١عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤} صدق الله العظيم [الرحمن].

    سـ 10: ولكن ربما أنّهُ يقصد خليفة الله آدم عليه الصلاة والسلام وليس خليفة الله الإمام المهديّ عليه الصلاة والسلام؟
    جـ 10: قال الله تعالى:
    {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥} صدق الله العظيم [العلق].

    سـ 11: مهلاً مهلاً فلم نفهم المقصود من ردّك بهذه الآية ونرجو التوضيح.
    جـ 11: يدركهُ أولو الألباب وذلك لأنّ الله لم يخلق آدم من علق ثم مضغة؛ بل خلقه من تراب بكن فيكون.

    سـ 12: وهل محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - رسول من الله إلى الناس كافّة بالقرآن؟
    جـ 12: قال الله تعالى: {
    قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [الأعراف:158].

    سـ 13: فهل قط آمن الناس بالقرآن جميعاً؟
    جـ 13: قال الله تعالى: {
    وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ﴿٥٥} صدق الله العظيم [الحج].

    سـ 14: وهل عذاب اليوم العقيم هو قبل يوم القيامة؟
    جـ 14: قال الله تعالى: {
    وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨} صدق الله العظيم [الإسراء].

    سـ 15: وهل سوف يستمر شكّهم في القرآن العظيم فلا يؤمن به الناس جميعاً فيتّبعوه حتى يأتيهم عذابَ يومٍ عقيمٍ؟ فما هو عذاب اليوم العقيم الذي سوف يغشى الناس فيه العذاب حتى يؤمنوا جميعاً بهذا القرآن العظيم؟
    جـ 15: قال الله تعالى: {
    بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    سـ 16: فهل هذه الآية جعلها الله آية التصديق لما يدعو إليه الإمام المهديّ ناصر محمد؟
    جـ 16: قال الله تعالى: {
    إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤} صدق الله العظيم [الشعراء].

    سـ 17: وما هي هذه التي تأتيهم من السماء؟
    جـ 17: قال الله تعالى: {
    فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    سـ 18: ولكن أليس هذا الخطاب موجَّهاً لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
    جـ 18: قال الله تعالى: {
    وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّـهُ ۖ وَاللَّـهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴿٣٠وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا ۙ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٣١وَإِذْ قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿٣٣} صدق الله العظيم [الأنفال].

    سـ 19: صدق الله ورسوله {
    وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ} صدق الله العظيم، ولكن فمن أيّ الكواكب مطر الحجارة المرتقب بكِسَف الدُّخان المبين؟
    جـ19ـ قال الله تعالى: {
    وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿٣٦خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    تعليق من السائل: "إذا كنت يا ناصر محمد اليماني حقاً المهديّ المنتظر الذي يؤتيه الله البيان الحق للذِّكر وجئت من الله بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور فلا بد أن تكون أنت وكوكب العذاب الذي بيّنته من محكم الذكر في سباقٍ إلى البشر، لكونك تُفتي أنّّ الله سوف يظهرك به على العالمين في ليلةٍ وهم صاغرون، ولو كنت بيّنته لنا من كتب البشر لما صدّقناك وليس كتب البشر حُجّة على البشر؛ بل الحجّة أن تبيّنه من كتاب الله الواحد القهار وتفصّله تفصيلاً وبالعقل والمنطق، بما إنّ البشر صاروا يغزون الفضاء فوصلوا إلى سطح القمر، فبالعقل والمنطق إذا كان كوكب سقر الذي بيّنته للبشر من محكم الذكر جاء قدر مروره وقدر بعث المهدي المنتظر بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور فلا بُدّ أن يحيط به علماء الفضاء بأنّه يوجد هناك كوكبٌ يقترب من أرض البشر، فهذا ما يقوله العقل والمنطق حتى ولو لم يستطيعوا أن يقدّروا اليوم الذي سيمر فيه على أرض البشر فبالعقل والمنطق أضعف الإيمان لا بدّ أن يحيط به علماء الفضاء البشر من قبل أن يمرَّ على أرض البشر، فهذا ما يقوله العقل والمنطق. فبقي على الباحثين عن الحق أن يبحثوا في علوم الفضاء لدى علماء الفضاء ويقولوا يا علماء الفضاء هل حقاً يقترب كوكب من الأرض في هذا العصر الذي نحن فيه؟ وهل هو كوكب تحيط به النار؟ كون هناك رجل في الإنترنت العالميّة يُفتي بآيات بيّنات من محكم الذكر ويقول إنّها من آيات التصديق لكتاب الله القرآن العظيم، ومنها قول الله تعالى:
    {وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿٣٦خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠} صدق الله العظيم [الأنبياء]".

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..
    السائل والمجيب بالحق، الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    اقتباس المشاركة 4051 من موضوع رد الإمام على العضو كاشف وبياناته إلى الشيعة الاثني عشر ..


    - 2 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 03 - 1429 هـ
    08 - 03 - 2008 مـ
    12:12 صـباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    الردّ بالبيان للحقيقة العظمى ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله وآله الطيّبين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأوّلين وفي الآخِرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين ولا أُفرّقُ بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، وبعد..

    أخي الكاشف، حقيقٌ لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ، وبالنسبة للحديث الوارد:
    [ويواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي]. فهذا الحديث فيه إدراج زيادة إلى الحقّ بغير الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال، فأمّا الحديث الحقّ هو قوله عليه الصلاة والسلام: [يواطئ اسمه اسمي].

    وليس للدين علاقة بوالد محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عبدالله بن عبد المطلب، ولم يأتِ المهديّ المنتظَر ناصراً لما كان عليه عبد الله؛ بل ناصراً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، والحكمة من بعث المهديّ المنتظَر هي لنُصرة ما جاء به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كتاب الله وسنة رسوله ولا علاقة لأمره بوالد الرسول وما كان عليه من دين الوثنيّة، فلماذا تريدون اسم المهديّ المنتظَر لا بُدّ له أن يواطئ كذلك لاسم عبد الله، فأين الحكمة؟ بل أضاعوا الحكمة من الحديث بإضافة اسم والد الرسول إلى الحقّ، ولم يأتِ المهديّ المنتظَر لنصرة دين الوثنيّة التي كان عليها عبدالله بن عبد المطلب؛ بل جئتكم لنصرة ما كان عليه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، ولم يجعلني الله نبيّاً ولا رسولاً بل جعل الله في اسمي خبري ورايتي وعنوان أمري (ناصر محمد) تصديقاً لحديث محمد رسول الله الحقّ:
    [يواطئ اسمه اسمي]. ولم يقل اسمه اسمي! إذاً لذهبت الحكمة من التواطؤ ولا ينبغي أن يكون اسم المهدي محمد إذاً لذهبت الحكمة من التواطؤ؛ بل يواطئ الاسم محمد في اسم المهديّ (ناصر محمد) وبذلك تنقضي الحكمة من الحديث الحقّ فجعل الله موضوع التوافق والذي هو نفسه التواطؤ لاسم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسمي في اسم أبي (ناصر محمد) وذلك لأنّ المهديّ المنتظَر لن يأتي بدينٍ جديدٍ بل ناصراً لما جاء به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

    وأما بالنسبة لقول الله تعالى:
    {
    ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢} صدق الله العظيم [القلم]، فليس المُخاطب هُنا هو المهديّ بل محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وإنّما أقسم الله بحرف من اسم المهديّ المنتظَر (ناصر محمد) والذي سوف يُظهر الله به دين جدّه على العالمين حتى يتبيَّن لهم أنّه الحقّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٣٢هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿٣٣} [التوبة].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّـهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٨﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الصف:9].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    وذلك وفاء من الله بوعده للمسلمين الصالحين كما وعدهم بذلك في قوله تعالى:
    {
    وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٥٥} صدق الله العظيم [النور].

    ومعنى قوله:
    {
    وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} وذلك المرتدون عن الحقّ فيتّبعون المسيح الدجال الطاغوت، وذلك بعد أن يهدي الله الناس أجمعين بالمهديّ المنتظَر ومن ثم يأتي الدجال ليفتنهم من بعد إيمانهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {الم ﴿١أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿٣} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    فأما قوله تعالى:
    {الم} أي المهديّ المنتظَر الذي يهدي الله به الناس أجمعين، ومن ثم ذكر فتنة المسيح الدجال في نفس الآية في قول الله تعالى:
    {الم ﴿١أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿٣} صدق الله العظيم، ولم يقل الله أحسِب الذين آمنوا، ولو قال ذلك لأصبح يقصد الذين آمنوا من الناس ولكنّ المهديّ المنتظَر يهدي الله به الناس أجمعين حتى يكون الدين كلّه لله ومن ثمّ يأتي المسيح الدجال لفتنتهم عن الحقّ، ولذلك أخبركم بفتنة المسيح الدجال بأنّها بعد أن يهدي الله بالمهديّ الناس أجمعين، ولكنّ المهديّ المنتظَر سوف ينقذ الناس من الفتنة فلا يتّبعون المسيح الدجال ولن يتّبعه من الناس إلا أولياؤه الذين هم له يعبدون وهم يعلمون أنّه الطاغوت الشيطان الرجيم عدوّ الله ربّ العالمين، وليس ذلك بضلالٍ منهم بل كفرهم كمثل كفر الشيطان يؤمن بأنّ الله وحده لا شريك له فكفر به واتّخذه الله عدواً له، ويؤمن بالبعث ويؤمن بالنار ويؤمن بالجنة ولكنّه للحقِّ من الكارهين، وكذلك شياطين البشر عبدة الطاغوت إن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً لأنّهم يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذونه سبيلاً وذلك لأنّهم يعلمون أنّه سبيل الضلال، وقال الله عنهم: {وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [الأعراف:146]. أولئك ملعونين أينما ثُقفوا أخذوا وقُتلوا تقتيلاً.

    ولم يبتعثني الله لهَدي أمّة الناس فحسب فلن تتحقّق غايتي ما لم يهدِ الله بي من البعوضة فما فوقها وذلك لأنّي أعبد الله كما ينبغي أن يُعبد، فأعبُد رضوان نفسه تعالى حتى يكون هو راضياً في نفسه، ولم أتّخذ رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق الغاية جنة النّعيم وأعوذ بالله أن أتّخذ النّعيم الأعظم رضوان نفس الله وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر جنة النّعيم، ولو كنت كذلك لما فُزت بالدرجة العالية الرفيعة درجة الخلافة الشاملة على جميع الأمم من البعوضة فما فوقها؛ بل جعل الله غايتي الوحيدة هي رضوان نفس الله، ولن أرضى حتى يكون الله راضياً في نفسه ليس مُتحسّراً على عباده شيئاً، ولكنّه قد حال بيني وبين غايتي جميع الأمم من البعوضة فما فوقها وتلك أمم مثلها كمثلكم خلقهم الله ليعبدوه وكُلٌّ قد علِم صلاته وتسبيحه، وكذلك جعل الله المهديّ المنتظَر علم الهدى لجميع الأمم من البعوضة فما فوقها فتتّبع الحقّ فتطيع وتخضع لأمر خليفة الله الشامل ويؤيّدني الله بهذه الأمم بعد أن يؤيدني الله بآية التصديق للناس أجمعين آية العذاب الأليم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٧وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿٣٨وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّـهُ يُضْلِلْـهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٣٩قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿٤١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وسوف تأتي آية العذاب الأليم ثم تجأرون إلى الله أن يكشف العذاب عنكم من بعد التصديق بالحقِّ من ربّكم، وقال الله تعالى:
    {
    قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿٤١} صدق الله العظيم، وذلك العذاب هو كِسَف الحجارة في الدخان المبين من كوكب العذاب آية التصديق التي أترقّب لها من ربّي من بعد التكذيب بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم [الدخان:14].


    ولأنّ المسلمين كذلك معرِضون عن المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني ولذلك سوف يشملهم العذاب إلا أن يُصدّقوا، وآية العذاب هذه من أشراط الساعة الكبرى وتأتي قبل الساعة التي هي البطشة الكبرى في يوم القيامة، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولو يؤيدني الله بجميع الأمم من البعوضة فما فوقها لكان أول من يُكذّب بشأني هم المسلمون! نظراً لتغيير ناموس العقيدة الحقّ في الكتاب فصدّقوا المُفترين على الله ورسوله بأنّ الله يؤيد بها كذلك للباطل، ولذلك أخرَّها الله لتكون قبلها آية العذاب الأليم، وما دام المسلمون قد غيّروا ناموس المعجزات في الكتاب فحتماً لو يؤيّد الله بها المهديّ المنتظَر لقال المسلمون: "يا أيّها الناس إنما هذا المسيح الدجال"؛ وصدّوا عن الحقّ، وهو لا يدّعي الربوبية بل يدعو الناس ليعبدوا الله وحده لا شريك له، ولكنّكم يا معشر المسلمين قد جعلتم الحقّ باطلاً، ومنذ متى يؤيّد الله بالآيات لتصديق دعوة الطاغوت؟ بل لتصديق دعوة الحقّ، ولذلك لن تصدِّقوا يا معشر المسلمين بسبب عقيدة الباطل التي أنتم عليها بأنّ الله يؤيّد بآيات التصديق للباطل.

    ومن أجل هذه العقيدة؛ كمثل عقيدتكم في أنَّ الله يؤيّد بآياته المسيح الدجال وبسبب هذه العقيدة المُنكرة زوراً وبهتاناً الباطل حتماً بلا شك أو ريب سوف يكفر جميع المسلمين بالخلافة الشاملة للمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم، وقال الله تعالى:
    {
    وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴿١١١} صدق الله العظيم [الأنعام:111].

    ويا علماء المسلمين تعالوا لأخبركم لماذا الله سوف يجعلني خليفته الشامل على كلّ شيء من البعوضة فما فوقها حتى تعلموا الحقّ فلا تكونوا أول كافر به، إنّما سوف يأتيني الدرجة العالية الرفيعة درجة الخلافة الشاملة التي لا ينبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عباد الله الصالحين، فقد فاز بها المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ولكنّكم عن الحقّ معرضون، ولسوف أبيّن لكم السبب؛ إنّما رجوتُ من ربّي أن يأتيني ملكوت الدرجة العالية الرفيعة درجة الخلافة على ملكوت كُلّ شيء لأتّخذ ذلك كله كوسيلة لتحقيق الغاية وهي أن يكون الله راضياً في نفسه وذلك هو النّعيم الأعظم بالنسبة لناصر محمد اليماني، وبما إنِّي تمنّيت ذلك فأصبتُ الحكمة التي خلقنا الله من أجلها وهي قول الله تعالى:
    {
    وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ولكنّه لم يفز بها من قبلي أحدٌ من جميع الصالحين ولا الأنبياء والمُرسَلين نظراً لأنّهم يتمنّون أن يعلموا الوسيلة للوصول للدرجة العالية فيتنافسون على الرحمن أيّهم أقرب ليفوز بها، ولكن يا إخواني إنّ الله لم يخلقنا من أجل ذلك بل خلقنا من أجله تعالى، وبما إنَّ ناصر محمد اليماني كانت أمنيته أن يكون الله راضياً في نفسه وذلك هو مُنتهى أملي وغايتي ومرادي وأمنيتي في حياتي، ولم أتّخذ رضوان نفس الله وسيلة لتحقيق الغاية بالفوز بملكوت الدنيا والآخرة، وأعوذ بالله، وأقسم بالله العظيم لا يساوي ذلك عندي شيئاً إلى عظيم نعيم رضوان نفس ربّي وأصدقتُ الله فأصدقني وسوف يجعلني خليفته الشامل على ملكوت كل شيءٍ، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [النجم].

    وذلك هو شأن المهديّ المنتظَر الحقّ الذي أنتم عنه معرضون، والذي جعله الله علَم الهُدى للبعوضة فما فوقها، ويهدي به الناس أجمعين ما دون الشياطين منهم الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذونه سبيلاً، والمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الذي يجعله الله خليفته الشامل على ملكوت كلّ شيءٍ من البعوضة فما فوقها وسوف تجدون المثل الحقّ في الخلافة الشاملة للمهديّ المنتظَر الذي يهدي به الله الناس أجمعين ما دون الشياطين منهم تجدون سرَّه في قول الله تعالى:
    {
    إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖوَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    فتدبروا قول الله تعالى:
    {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖوَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧} صدق الله العظيم، وفي هذه الآية يوجد سرّ المهديّ المنتظَر الذي يهدي الله به الناس أجمعين فيؤيّده الله بجميع آياته من البعوضة فما فوقها جميع جنود الله في السماوات والأرض لتكون معه ضد المسيح الدجال وجنوده من يأجوج ومأجوج وجميع الشياطين من الجنّ والإنس وفي كل جنسٍ، والمسيح الدجال يعدّ العدّة منذ آلاف السنين لمواجهة المهديّ للناس أجمعين وقد وعدني ربّي بتحقيق غايتي استجابةً لدعوتي ويضلّ بدعوتي جميع الشياطين الذين يعلمون علم اليقين بأنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم فيكرهون الحقّ وكرههم الله وغضب عليهم لأنّهم يئِسوا من رحمة الله كما يئِس الكفار من أصحاب القبور، وهؤلاء فلن يهديهم الله بالمهديّ المنتظَر لأنّهم ولو تبيّن لهم بأنّه المهديّ المنتظَر لما اتّبعوه، ولكنّ الله سوف يهدي بعبده الناس أجمعين ما دون الشياطين من كل جنسٍ.


    فذلك هو المهديّ المنتظَر الحقّ، أم تظنون بأنّ الله يهدي بالبعوضة الناس أجمعين! بل بمن سوف يؤيّده الله بجميع جنوده من البعوضة فما فوقها لو كنتم تعلمون؟ فأمّا الذين آمنوا منكم بأمره فهم السابقون الأخيار فيعلمون أنّه المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖوَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧} صدق الله العظيم.

    وأما ظهوره فهو كما أسلفنا ذِكره يظهر عند الركن اليماني للمبايعة من بعد التصديق، وأمّا جهة المجيء إلى الركن اليماني فالمهديّ المنتظَر يأتي من اليمن، تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:[إنّي أرى نَفَس الله يأتي من اليمن] صدق عليه الصلاة والسلام، وإنّما النّفَس أي الفرج على المظلومين في العالمين ويهدي الله به الناس أجمعين.

    وأما سرّ عبادة المهديّ المنتظَر فقد بيّن لكم ذلك محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقال: [الإيمان يمان والحكمة يمانية] صدق عليه الصلاة والسلام، وذلك لأنّه نزل جبريل عليه الصلاة والسلام بقول أدهش محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وذلك ما جاء في قول الله تعالى: {
    الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩} صدق الله العظيم [الفرقان]. فسأل محمدٌ رسول الله أخاه جبريل: "ومن ذلك الخبير بالرحمن يا أخي يا جبريل؟" فقال له: "إنّه المهديّ المنتظَر الذي عبدَ الله كما ينبغي أن يُعبد من أمّتك، آمن بالله وبرسوله وقدّر الله حق قدره". ولذلك قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [الإيمان يمانٍ والحكمةُ يمانية]، وذلك لأنّ المهديّ المنتظَر هو الذي عبدَ الله كما ينبغي أن يُعبدَ فلم يتّخذ رضوان نفس الله (النعيم الأعظم) وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر الدرجة العالية وجنة النعيم.

    ويا معشر المسلمين إنّي عبد النّعيم الأعظم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وجميع أسمائي جعلها الله صفات شأني:
    عبد النّعيم الأعظم: وذلك لأنّي أعبد رضوان نفس ربّي، لأنّه النّعيم الأعظم من جنة النّعيم، واسم الله الأعظم جعله الله صفة لرضوان نفسه؛ بمعنى أنَّ رضوان نفس الله على عباده هو نعيم أعظم من الجنة، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    أفلا ترون بأنّ اسم الله الأعظم هو صفة لرضوان نفس الله على عباده فيؤيّدهم الله بروح الرضوان نعيم الريحان في القلوب فيشرح نور رضوانه صدورهم وتطمئن به أنفسهم فيشعرون بنعيم نفسي لا يساويه أيّ نعيم في الدنيا ولا في الآخرة، فتدبّروا قول الله في وصف نعيم رضوان نفسه بأنّه النّعيم الأعظم من الجنة، وقال الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢}، وذلك هو النّعيم الذي عنه سوف تُسألون يا من ألْهَتْكُم الحياة الدنيا عن نعيم رضوان نفس الله، وقال الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨} صدق الله الأعظم [التكاثر].

    فلا تلحِدوا في أسماء الله، والنعيم الأعظم هو اسم من أسماء الله الحسنى وليس له اسم (سبحانه) أعظم من اسم، وإنّما النّعيم الأعظم حقيقة اسم الله الأعظم أي النّعيم الأعظم والأكبر من نعيم الجنة، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم، وليس له اسم (سبحانه) أعظم من اسم، فكيف يكون ذلك وهو واحدٌ أحدٌ وجميع أسمائه صفاته؟ فأيُّما تدعون فلا فرق بينهم، فلا تُلحدوا في أسماء الله يا من تبحثون عن اسم الله الأعظم فقد بيَّناه لكم بالحق، ولا فرق بين النّعيم الأعظم ولا بين اسم الله ولا بين اسم الرحمن فأيَّما تدعون تُجابون ولكن ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

    و يا معشر علماء الأمّة أجمعين، من كان له أيّ اعتراضٍ على بيان الحقيقة العُظمى للمهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني فليتفضّل للحوار مشكوراً.

    وسلام على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    أخو المسلمين وعبدٌ من عباد الله الصالحين خليفة الله وعبده (عبد النّعيم الأعظم)؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    __________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    للمزيد من المعلومات المرجو قراءة البيانات كاملة من هذا الرابط:
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=1105

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  4. افتراضي سؤال للمحترم ( ناصر محمد اليماني )

    انت تدعي ان الله علمك مالم يعلم به محمد صلى الله عليه وآله وسلم من قصة اصحاب الكهف

    وبنفس الوقت تدعي انك ناصر لما جاء به محمد عليه وآله الصلاة والسلام

    فمن المنطق ان تكون اقل درجه وعلم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لانك تأتي بما جاء به ولم تأتي بشيء جديد

    لان الله لا ينبئك حسب ما تدعي فأن ان ادعيت ان الله ينبئك فهذا يعني انك تدعي النبوه

    لكنك لا تدعي .

    فمن اين اتيت بقصة اصحاب الكهف اذا , اذا لم يكن محمد عليه وآله الصلاة والسلام يعلم بها ؟ .

  5. افتراضي


    4 - خليفة الله المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني أعلم من ملائكة الله عز وجل ومنهم جبريل عليه السلام الذي هو معلم النبي عليه الصلاة والسلام:

    قال عز وجل:
    { الرَّحْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ }

    فالله علم النبي عليه الصلاة والسلام القرآن الكريم عن طريق معلمه جبريل عليه الصلاة والسلام
    قال الله تعالى:

    { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) )

    لذلك علم النبي عليه الصلاة والسلام محصور على علم معلمه جبريل عليه الصلاة والسلام

    للمزيد من البيان والتفصيل :


    اقتباس المشاركة 5165 من موضوع بَيانُ قَولِ الله تَعالى: {الرَّحْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} ذَلِك الإنسان الذي علَّمهُ الله البيان للقرآن هو الإمام المَهديّ ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    07 - رجب - 1430 هــ
    30 - 06 - 2009 مـ
    12:28 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=1114
    ________



    بَيانُ قَولِ الله تَعالى: {الرَّحْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾}
    ذَلِك الإنسان الذي علَّمهُ الله البيان للقرآن هو الإمام المَهديّ ..



    بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رَبّ العالَمين ..

    قال الله تعالى: {الرَّحْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

    فأمَّا البيان لقول الله تعالى:
    {الرَّحْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢﴾} أيْ عَلَّمه لِمُحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن طريق جبريل الأمين.

    وأمَّا قول الله تعالى:
    {خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم، وذلك الإنسان هو الإمام المهديّ، خَلَقه الله في قدره المَقدور في الكتاب المَسطور، حتى إذا بَلَّغ أشُدَّه علَّمه البيان للقرآن وأنَّ الشمس والقمر بحسبان، وعلَّمكم ما لَم تكونوا تعلمون لا أنتم ولا آباؤكم الأقدَمون، ولِكُلِّ دعوى بُرهانٌ؛ ذلك لأنَّ مُعَلِّم الإمام المهديّ هو الرَّحمن بوحي التَّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ ليكون البيان الحَقّ للقرآن هو برهان الإمامة والقيادة على الأمَّة ليُبَيِّن الله لهم البيان الحقّ للقرآن بالعِلم والمَنطِق على الواقع الحقيقيّ كمثل الأرض ذات المشرقين وذات المَغربين فيُعَلِّمكم بها ومِن ثمّ تجدون البيان الحقّ حَقًّا على الواقع الحقيقيّ تصديقًا لقول الله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٦﴾ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].





    أخوكم الإمام ناصِر محمد اليمانيّ.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  6. افتراضي

    5 - خليفة الله آدم عليه الصلاة والسلام زاده الله بسطة في العلم على ملائكته فعلمه الله الأسماء كلها وهذا هو برهان الخلافة والإمامة في كل زمان ومكان :




    اقتباس المشاركة 5018 من موضوع بُرهان الخلافة والإمامة في كُلّ زمانٍ ومكان ..


    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 01 - 1431 هـ
    29 - 12 - 2009 مـ
    10:10 مساءً
    ــــــــــــــــــ



    بُرهان الخلافة والإمامة في كُلّ زمانٍ ومكان..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، اللهم صلِّ على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار من الشرك، وسلّم وعلى التّابعين بإحسانٍ وامْنُنْ وأكرِمْ، ثمّ أما بعد..

    ولسوف نبدأ موضوعنا الأوّل وهو: البحث في محكم كتاب الله عمّن يختصّ أن يصطفي خليفة الله، فهل يحقّ لعباد الله أجمعين التدخّل في شأن اصطفاء خليفة الله، أم أنّ ليس لهم من الأمر شيئاً؟ بل الله أعلم من يصطفي ويختار وعباده لا يعلمون فلا علم لهم إلا بما علمهم الحكيم العليم. وقال الله تعالى:
    {إِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن طِينٍ ﴿٧١﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٧٤﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْ‌تَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ‌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ‌ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُ‌جْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَ‌جِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَ‌بِّ فَأَنظِرْ‌نِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِ‌ينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [ص].

    إذاً، اصطفاء خليفة الله شأنٌ يختصّ به الله من دون عباده أجمعين، وأمرهم الله أن يطيعوا خليفة ربّهم سجوداً لأمر الله.
    وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدم فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ ربّه أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} صدق الله العظيم [الكهف:50].

    إذاً، الله لم يأخذ رأي ملائكته المُقربين في شأن اصطفاء خليفته لأنّ ليس لهم من الأمر شيء؛ بل الله من يصطفي خليفته فيأمرهم أن يقعوا له ساجدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن طِينٍ ﴿٧١﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ولكن الملائكة بادئ الأمر ومن قبل أن يخلق الله آدم أخذتهم الغيرة على أنفسهم بغير الحقّ ويرون أنّهم الأحقّ بأن يصطفي الله خليفته منهم فهم يسبّحون بحمد ربّهم ويقدّسون له، ولذلك يرون أنّهم هم الأحقّ بأن يكون خليفة الله منهم الذي سوف يجعله خليفته على الملائكة والجنّ والإنس؛ فيرون أنّهم أحقّ بالخلافة من عبيده الآخرين، وأنهم أحقّ بهذا الشرف العظيم أن يصطفي الله خليفته منهم واحتجوا، ولذلك قالوا:
    {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم [البقرة:30]. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ ربّك لِلْمَلَائِكَةِ إنّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إنّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].

    ولم يرضَ الله بقول ملائكته نظراً لجهلهم بحقيقة اسم الله الأعظم فجعلوا العبادة للربّ بمُقابل أن يُكرمهم فيصطفي خليفته على الملكوت منهم، ويرون أنّهم الأحقّ بذلك من بين أجناس خلقه، وقالوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم أنّ الخليفة من غيرهم سوف يفسد في الأرض ويسفك الدماء:
    {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إنّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، فلم يُرضِ الله قولهم وأسرّ الله ذلك في نفسه واكتفى بالردّ عليهم بقوله تعالى: {قَالَ إنّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.

    بمعنى أنّهم ليسوا بأعلم من ربّهم فقد تجاوزوا حدودهم فيما لا يحقّ لهم وليس لهم من الأمر شيئاً، وأسرّ الله ذلك في نفسه ولم يبدهِ لهم حتى خلق الله خليفته آدم فاصطفاه ثمّ زاده بسطةً في العلم على ملائكته
    ليجعل الله البسطةً في العلم هو بُرهان الخلافة والإمامة في كُلّ زمانٍ ومكانٍ، فليسوا عبيده بأعلم من الله حتى يصطفوا خليفته من دونه سبحانه وتعالى علواً كبيراً! وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولم يتبيّن للملائكة أنّهم تجاوزوا حدّهم فيما لا يحقّ لهم وليس لهم من الأمر شيئاً؛ بل الأمر لله يصطفي خليفته من بين عباده فلا ينبغي لعبيده أن يصطفوا خليفة الله من دونه فليسوا هم من يقسِّمون رحمة الله، وليسوا هم أعلمُ من الله سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، ولم يعلم ملائكة الرحمن المُقربون أنّهم تجاوزوا حدودهم في حقّ ربّهم إلا حين خلق الله آدم ثمّ زاده بسطةً في العلم عليهم جميعاً، وقال الله تعالى لملائكته:
    {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:31].

    لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي لا يخطئ وعبيده جميعهم خطّاؤون؛ فكيف أنّ ملائكة الرحمن بسبب خطئِهم في التّدخل فيما لا يحقّ لهم التّدخل فيه واعتراضهم على قرار ربّهم وكأنهم أعلم من الله سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! ولذلك لم يعودوا من الصادقين حتى يتوبوا إلى الله متاباً فيسبّحوه بالحقّ وأنّهُ هو العليم الحكيم وأن لا علم لهم إلا ما علّمهم الله سبحانه، ولذلك تجدون ربّ العالمين قال لملائكته إنّكم لكاذبون بأنّكم أعلم من الله ربّكم العليم الحكيم، ولذلك قال الله لملائكته:
    {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.

    وهُنا أدرك الملائكة أنّهم تجاوزوا حدودهم في حقّ ربّهم سبحانه، وأدركوا أنّ ربّهم لم يعد راضياً في نفسه عليهم، وعلموا بخطَئهم وأنهم لم يكونوا أعلم من الله سبحانه، ولذلك أنابوا إلى ربّهم فسبّحوا وقالوا:
    {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا أنّك أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:32].

    ومن ثمّ أراد الله أن يعلّم ملائكته المُقربين والجنّ والإنس ما هو البرهان من الرحمن لمن اصطفاه الله خليفة له عليهم إنّه أنْ يزيده بسطةً في العلم عليهم ليجعل الله ذلك برهان الخلافة في الأرض في كُلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين.
    وقال الله تعالى:
    {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:12]، فانظروا لأمر الله إلى عباده بالسجود لخليفته، ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:12].

    وبما أنّ إبليس أبى أن يطيع خليفة الله الذي اصطفاه الله خليفته في الأرض لعنه الله بكفره، وقال:
    {قَالَ فَاخْرُ‌جْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَ‌جِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ رَ‌بِّ فَأَنظِرْ‌نِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِ‌ينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾ قَالَ رَ‌بِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠﴾ قَالَ هَـٰذَا صِرَ‌اطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ﴿٤١﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿٤٢﴾ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    فانظروا لقول إبليس:
    {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي}، ومن ثمّ نأتي لقول الله تعالى: {وَلا يَظْلِمُ ربّك أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

    والسؤال: فلماذا أغوى الله إبليس؟ والجواب: لأنّه يرى أنّه أحقّ بالخلافة من آدم عليه الصلاة والسلام، وغضب من ربّه لماذا يُكرم آدم فيجعله خليفته على الجنّ والملائكة، ويرى أنّه أحقّ بالخلافة منه لكونه مخلوقٌ من نارٍ وآدم مخلوقٌ من طينٍ، ولكنّه ليس بأعلم من ربّه،
    وبسبب تكبره بغير الحقّ أغوى الله قلبه، فانظر لسبب إغواء قلب إبليس من غير ظلمٍ. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴿٦١﴾ قَالَ أَرَ‌أَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّ‌مْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْ‌تَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّ‌يَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورً‌ا ﴿٦٣﴾ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَ‌جِلِكَ وَشَارِ‌كْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُ‌ورً‌ا ﴿٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَ‌بِّكَ وَكِيلًا ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    والسؤال الذي يوجهه المهديّ المنتظَر إلى معشر الشيعة الاثني عشر ومعشر السنّة والجماعة: فإذا كان لا يحقّ لملائكة الرحمن المُقربين ولا للجنّ التدخل في شأن اصطفاء خليفة الله في الأرض من دونه، فكيف يحقّ للشيعة الاثني عشر وأهل السنّة والجماعة أن يصطفوا خليفة الله المهديّ المنتظَر من دونه؟ أفلا تتقون؟

    وها هو قد جاء عصر المهديّ المنتظَر وقدره المقدور في الكتاب المسطور فاصطفاه الله خليفته في الأرض فأيّده ببرهان الخلافة والقيادة فزاده عليهم بسطةً في العلم فجعله هو المُهيمن عليهم بسلطان العلم من محكم الكتاب القرآن العظيم، فإذا الشيعة الاثني عشر يقولون: "بل أنت كذّابٌ أشِر ما لم تكن الإمام محمد بن الحسن العسكري خليفة الله المهديّ المنتظَر". ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر فينطق بقول الله:
    {سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)} صدق الله العظيم [يونس].

    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكم إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

    أم تظنّون البرهان هو من عند أنفسكم بخزعبلاتكم ورواياتكم من عند أنفسكم؟ هيهات هيهات؛ بل شرط البرهان أن يأتي من عند الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكم هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بل أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فهم معرضون} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

    أفلا تعلمون أنّ القرآن العظيم هو البرهان الحقّ من ربّ العالمين إلى النّاس أجمعين حبل الله ذو العروة الوثقى من اعتصم به فقد اهتدى إلى الصراط المُستقيم؟ وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فكيف بك يا (أرض الحسين)؟ تُريد من المهديّ المنتظَر أن يضع كتاب الله القرآن العظيم جانباً فأتخذه مهجوراً فأحاجّكم بخزعبلاتكم وإفكِكم المُبين في جميع ما خالف لناموس البرهان من الرحمن القرآن العظيم! أفلا تعلمون أنّ الله هو من يصطفي خليفته ولا يحقّ للأنبياء التدخل في شأن اصطفاء خليفة الربّ سبحانه؛ بل الله هو من يصطفي خليفته عليكم فيزيده بسطةً في العلم عليكم ليكون برهاناً من الرحمن أنّه خليفة الله عليكم واصطفاه الله إماماً لكم، فلا ينبغي للأنبياء أن يصطفوا الأئمة من دون الله؛ بل الأمر لله وحده لا شريك له، فانظروا إلى إمام بني إسرائيل طالوت عليه الصلاة والسلام، فهل اصطفاه نبيّه عليهم من دون الله؟! وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أحقّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصطفاه عَلَيْكُمْ وَزاده بسطةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    إذاً الأنبياء لا يحقّ لهم أن يصطفوا الأئمة للنّاس من دون الله، فكيف يحقّ لكم يا معشر الشيعة والسنّة والجماعة أن تصطفوا خليفة الله من دونه وأنتم تعتقدون جميعاً أنّ المهديّ المنتظَر حقّاً خليفة الله في الأرض؟ فكيف يحقّ لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه ما لم يصطفِه الله عليكم فيزيده بسطةً في العلم عليكم أجمعين بكتاب الله وليس بخزعبلاتكم التي أنتم بها معتصمون وهي مُخالفة لناموس الخلافة في كتاب الله؟ ومن ثمّ تزعمون إنّكم بهذا القرآن العظيم مؤمنون، وإنّكم لكاذبون! وهو الحقّ من ربّكم ولكنّكم للحقّ كارهون يا معشر الشيعة والسنّة والجماعة.

    وأقسمُ بالله الواحد القهّار الذي يُدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار إن لم تتّبعوا كتاب الله الذِّكر من قبل أن يسبق الليل النّهار ليظهرني الله عليكم بعذابٍ شديدٍ يبيض من هوله الشّعر وتبلغ من فزعه القلوب الحناجر في ليلةٍ وأنتم صاغرون يا معشر المُعرضين عن الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فإني أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً إنّي المهديّ المنتظَر المُعتصم بكتاب الله القرآن العظيم حبل الله ذي العروة الوثقى لا انفصام لها ولا تبديل لكلمات الله ولا تحريف، وأنتم مُعتصمون بروايات الطاغوت التي تأتي مُخالفةً لمحكم كتاب الله، فمثلكم كمثل المعتصم بخيطٍ من بيوت العنكبوت يا من يعتصمون بروايات الطاغوت التي جاءت من عند غير الله، ولذلك تجدون بينها وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً.

    وأنا المهديّ المنتظَر أعلن التحدي بالاحتكام إلى كتاب الله الذِّكر المحفوظ من تحريف شياطين البشر لكافة الشيعة الاثني عشر وأهل السنّة والجماعة وكافة الذين فرّقوا دينهم شيعاً وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحين، أدعوهم جميعاً للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فأحكم بينهم في جميع ما كانوا فيه يختلفون فأستنبط لهم حكم الله بالحقّ بينهم من محكم كتاب القرآن العظيم وما خالف لمحكم كتاب الله من رواياتكم وخُزعبلاتكم فسوف أفركها فركاً بنعل قدمي وأنسفها بمحكم كتاب الله القرآن العظيم نسفاً فنجعلها بإذن الله كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصفٍ، أفغير الله أبتغي حكماً وهو أنزل إليكم الكتاب مُفصّلاً؟ هيهات هيهات أيها الجاهلون.

    ويا معشر المسلمين والنّصارى واليهود، إنّي أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كُنتم فيه تختلفون، أفلا تعلمون أنّ الله قد جعل القرآن العظيم هو المُرجع والمُهيمن على التّوراة والإنجيل والسنّة النّبويّة؟ ولذلك أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله ليحكم بينكم الله فيما كُنتم فيه تختلفون وما على المهديّ المنتظَر إلا أن يأتيكم بحكم الله من محكم القرآن العظيم، كما آتيناكم بالحكم في شأن خليفة الله بأنّه يختصّ باختياره من بين العبيد الربُّ المعبود، وأمركم أن تطيعوا خليفته المهديّ المنتظَر إذا وجدتم أنّ الله حقاً قد زاده بسطةً في العلم عليكم جميعاً وهيمن عليكم بحكم الله من القرآن العظيم. أفلا تخشون يا معشر الشيعة والسنّة والجماعة الذين رفضوا طاعة المهديّ المنتظَر خليفة الله المصطفى أن يلعنكم الله كما لعن إبليس الذي أبى واستكبر عن أمر ربّه؟ فقد جاء أمر الله بالحقّ وجاء عصر المهديّ المنتظَر ولعنة الله على ناصر محمد اليماني إن لم يكن المهديّ المنتظَر قد اصطفاه الله ربّ العالمين، أو اللعنة على من أبى واستكبر وأعرض عن داعي الاحتكام إلى الذكر القرآن العظيم، وهيهات هيهات أن أعتصم بغير حبل الله فأخالف أمر الله في محكم كتابه العظيم في قول الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفرّقوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    أفلا تعلمون ما هو حبل الله الذي أمركم الله بالاعتصام به وبالكُفر بما خالفه؟ ألا وإنّه نور الله القرآن العظيم من اعتصم بمحكمه نجا واهتدى إلى صراطٍ مُستقيمٍ.
    وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا (أرض الحسين)، لقد أغضبني منك كثيراً قولك بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    أما بعد هذه الصفحة لمن يريد النقاش البنّاء وأرجو أن لا نذكر أي سوره قرآنية تستشهد بها وذلك الا من بعد الإيمان بقضيتكم يكون الاستشهاد بهذه الآيات لكون أن كلا منا سيؤول القرآن الى ما تشتهيه نفسه، أولاً اثبات أحقيتكم ومن ثمّ الاستشهاد بآيات القرآن الكريم
    انتهى الاقتباس
    انتهى ..

    فأيّ نقاشٍ بنّاءٍ وأنت تريد أن يخلو من سلطان العلم من كتاب الله القرآن العظيم؟ فقرارك مردودٌ عليك، فكيف يستطيع المهديّ المنتظَر أن يقيم الحجّة عليكم بالحقّ فيخرس ألسنتكم بمنطق كتاب الله القرآن العظيم ما لم يحاجّكم بذات بصيرة جدّه القرآن العظيم بآيات الكتاب البيّنات المحكمات هُنّ أمّ الكتاب آيات بيّنات لعالمكم وجاهلكم لا يزغ عمّا جاء فيهن إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ في محكم كتاب الله القرآن العظيم؟ أم تريد المهديّ المنتظَر أن يتّبع خزعبلاتكم ولذلك لا يعجبك الاحتكام إلى كتاب الله؟ إذاً لأشركتُ بالله ثمّ تجعلونني آخر ساجدٍ على تراب الحسين! فلستم على شيء يا معشر الشيعة والسنّة حتى تقيموا كتاب الله القرآن العظيم، فما أشبهكم بالنّصارى واليهود يا معشر الشيعة والسنّة والجماعة. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النّصارى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} صدق الله العظيم [البقرة:113].

    فهل تدرون ما يقصد الله بقوله تعالى:
    {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ}؟ أي وهم يؤمنون بكتاب الله التّوراة والإنجيل ويتلونها ويؤمنون بها ولكنّهم لا يقيمون لا التّوراة ولا الإنجيل ولذلك فهم ليسوا على شيء لا اليهود ولا النّصارى. وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التّوراة وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم} صدق الله العظيم [المائدة:68].

    وكذلك أنتم يا معشر الشيعة والسنّة والجماعة لستم على شيء كلكم حتى تقيموا هذا القرآن العظيم الذي أدعوكم إلى الاحتكام إلى محكمه إن كنتم به مؤمنين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    خليفة الله المُصطفى؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 95860 من موضوع بُرهان الخلافة والإمامة في كُلّ زمانٍ ومكان ..




    - 3 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 03 - 1430 هـ
    25 - 03 - 2009 مـ
    10:13 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    الإمام الكريم يفتينا عن
    الصيحة أنها حدثُ العذاب الذي به يستعجلون، ويعلمنا ناموس اصطفاء خليفة الله ..


    أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله في مُحكم القرآن العظيم:
    { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ } [القمر:31].
    { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ }
    [يس:29].
    { وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (15) وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16) }
    [ص].
    { مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ }
    [يس:49].
    {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50)}
    [يس].
    صـــــدق الله العظيـــــــــم

    ومن خلال هذه الآيات المُحكمات يتبيّن لنا ماهي الصيحة، وإنها حدثُ العذاب الذي به يستعجلون وينظرون إيمانهم بالحق حتى يروا العذاب الأليم. وبالنسبة لموعد العذاب فقد أمر الله رسوله أن يقول:
    {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا} صدق الله العظيم [الجن:25].

    {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}
    صدق الله العظيم [الأعراف:188].

    حتى ولو كنت أعلمُ يوم العذاب بحسب أيامكم ومن ثم أخبركم به لانتظر الذين لا يعقلون إلى ذلك اليوم لينظروا هل يقع ومن ثم يؤمنون. وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعًا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (49) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)} صدق الله العظيم [يونس].

    وأما الآية التي تأتي من السماء ومن ثم يؤمنون فتظلّ أعناقهم للحقّ خاضعين تلك آية العذاب الأليم بالدُخان المُبين، ومن ثم يؤمنون بالحق من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

    ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، أقسمُ بالذي وضع الأرض للأنام الذي كلامة أصدقُ الكلام أنّ عذاب الله آتٍ في عصري وعصركم وجيلي الذي هو جيلكم هذا، وإنّه نبأٌ عظيمٌ أنتم عنه مُعرضون، وإنّ عذاب الله آتٍ لا محالة وإنما أريدُ إنقاذ المُسلمين والمُصدقين بالحقّ من الناس كافة في العالمين.

    ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، لقد ضللتم عن الصراط المُستقيم وتريدون المهديّ المنتظَر الذي يتبع أهواءكم فيؤيّدكم على ما أنتم عليه من الضلال وتحسبون أنكم على صراطٍ مُستقيم؛ إذاً لا داعي أن يبعثه الله إليكم إذا كنتم ما تزالون على الصراط المُستقيم.

    ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، أقسمُ بمن خلقني من نُطفةٍ من ماءٍ مهينٍ وجعل نسلي في قرارٍ مكينٍ إلى قدري المعلوم إنّي الإمام المهديّ خليفة الله الحقّ من ربِّكم وأكثركم للحقّ كارهون وتزعمون أنّكم بكتاب الله وسُنَّة رسوله مُستمسكون
    {
    قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾} [البقرة]
    ؟ فلم أجد في مُحكم كتاب الله ولا في سنّة رسوله الحق أنّكم أنتم من تختارون خليفة الله، وأراكم غضبتم على ناصر محمد اليماني كونه يقول إنّ الله اصطفاه عليكم وزاده بسطةً في العلم على كافة عُلمائكم، فأبت السُنة والشيعة وأنكروا على ناصر محمد اليماني قوله إنّ الله ابتعثه للناس إماماً وجعله خليفته في الأرض، وقالت الشيعة: "لقد اصطفينا الإمام المهديّ منذ أكثر من ألف عام ونحنُ له مُنتظرون". وقالت السنة والجماعة: "يا ناصر محمد اليماني أنت كذاب أشِر ولست المهديّ المُنتظَر، والبُرهان على كذبك إنك تقول إنّ الله ابتعثك لنا إماماً وخليفة لله في الأرض وخالفت عقيدة أهل السنة والجماعة فهم من يصطفون الإمام المهديّ خليفة الله في الأرض، ونقول له أنت الإمام المهديّ حتى ولو رفض أجبرناه على البيعة كرهاً".

    ومن ثم يُرد عليهم المهديّ الحقّ من ربهم وأقول للشيعة والسنة: أأنتم من يُقسّم رحمة الله؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾} [البقرة]. فلا أجد في كتاب الله ولا في سنة رسوله الحقّ هذه العقيدة المُنكرة والباطلة والزور الكبير، وأجدُ العكس لما تعتقدون إنّ الله أعلمَ منكم ومن الجنّ ومن الملائكة المُقربين، وحرَّم الله على الإنس والجنّ وعلى ملائكته المُقربين التدخل في شأن اصطفاء خليفة الله وأن الله يعلمُ ما لا تعلمون.

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ، فهل وجدتم اختلافاً ولو شيئاً بين بيان محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وبين بيان الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني للقرآن من ذات القرآن؟ فلا حُجة لكم على المهدي المُنتظر ناصرمحمد اليماني بعدُ إذا حاججتكم بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن ثم بالبيان الحقّ من عند الرحمن على لسان مُحمدٍ رسول الله في السنة المُهداة إن لم تجدونها تختلف مع بيان ناصر محمد اليماني للقرآن، ومن حاجّني الآن بما خالف لمحكم كتاب الله وبما خالف لمحكم سنة البيان على لسان مُحمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فاشهدوا عليه بالكفر والإعراض عن كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وعصى الله ورسوله والمهديّ المُنتظر الحقّ من ربه سواء كان من أهل السنة أو من الشيعة أو من أي المذاهب والفرق، وما بعد الحقّ إلا الضلال.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدً لله رب العالمين..

    وقد أفتيتُ من قبل بالحقّ في عقيدة بعث الإمام المهديّ الذي له تنتظرون، فهل أنتم من يصطفيه ويختاره ويبتعثه أم الله؟ وجعل الله المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض قائداً لكم للجهاد في سبيل الله، وإماماً هادياً إلى الصراط المُستقيم ويزيده الله بسطةً على كافة عُلمائكم بالحقّ، وأفتيكم بالحقّ والحقّ أقول حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ إن اصطفاء خليفة الله لا ينبغي للإنس والجن والملائكة التدخل في شأنه أو المُعارضة فيه وأمر اصطفاء خليفة الله في الأرض يختص به الله مالك الملك الذي يؤتي ملكه من يشاء فيزيد خليفته الذي اصطفاه عليكم بسطة في العلم على كافة من استخلف عليهم ليجعل الله ذلك بُرهان الخلافة والإمامة والقيادة لعلكم تتقون، فلنحتكم إلى الله في كتاب الله وسنة رسوله الحقّ إن كنتم مؤمنين.

    وأنا الإمام المهديّ الحقّ من الرحمن أجادلكم أولاً من القرآن العظيم فإذا لم أجد ضالتي فيه ومن ثم أذهب إلى السنة المُحمدية صلى الله عليه وآله وسلم، فتعالوا لأعلمكم ناموس اصطفاء خليفة الله بأنّ شأنه يختصّ به الله وحده لا شريك له ولا يُشرك في حُكمه أحدٌ، وما ينبغي لعباده أن يصطفوا خليفة الله من دونه سُبحانه وهو أعلمُ حيث يجعل رسالته وهو العزيز الحكيم، فإذا اصطفى الله خليفته من عباده أصدر الأمر إلى عباده أجمعين بطاعته، وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].

    فأنظر أيها الباحثُ عن الحقّ لردّ الله الواحدُ القهار على ملائكته المُقربين الذين بدى لهم رأيٌ آخر في اصطفاء خليفة الرحمن، فانظروا إلى رد الله عليهم: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، فإذا كان ملائكة الرحمن ينقصهم العلم الواسع في اصطفاء خليفة ربهم فكيف يصطفي خليفة الله الشيعة الاثني عشر من دونه؟ فإذا كان لا يحقّ لملائكة الرحمن الرأي في اصطفاء خليفة ربهم فكيف يحقّ لمن هم من دونهم؟ ومن ثم بين الله لملائكته بُرهان الخلافة لمن اصطفاه الله أنه يزيده بسطةً في العلم عليهم. وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا معشر الشيعة الاثني عشر وأهل الُسنَّة والجماعة، هل أنتم أعلم أم الله الواحد القهار؟ أفلا ترون رد الله على ملائكته بالتكذيب أنهم أعلمُ من ربهم ويرون من اصطفاه سوف يفسد في الأرض ويسفك الدماء وكأنهم أعلمُ من الله؟ ولذلك قال الله تعالى لهم: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، لأنهم ليسوا بأعلم من ربّهم في اصطفاء الخليفة، ولذلك كان ردٌ عليهم قاسياً من الله: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، ومن ثم أدرك الملائكة أنهم تجاوزا حدودهم في شأن اصطفاء خليفة الله وربهم أعلمُ منهم ولذلك سبحوا لربهم من أن يكونوا أعلم منهُ سُبحانه لذلك {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }، فتدبّر المقطع كاملاً تجد أن شأن اصطفاء الخليفة يختص به من يعلم الغيب في السماوات والأرض ويعلمُ ما تبدون وما كنتم تكتمون. وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ونستنبط من هذه الآيات أحكاماً عدة في ناموس الخلافة في الكتاب كالتالي:

    1 - إن شأن اصطفاء خليفة الله يختص به مالك المُلك الذي يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليمٌ.
    2 - إن اصطفاء الخليفة لا يحقّ حتى لملائكة الرحمن المُقربين التدخل فيه فليسوا هم أعلمُ من الله، وهو أعلمُ حيث يجعلُ علم رسالته.
    3 - نجد أن الله علّم ملائكته بالبرهان لمن اصطفاه الله خليفة أنه يزيده بسطةً في العلم على من استخلفه عليهم ليجعله مُعلماً لهم العلم. ولذلك قال الله تعالى: {فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فتبيّن لنا أن آدم زاده الله بسطةً في العلم على الملائكة برغم أنّ الملائكة عُلماء ولكن الله زاد آدم بسطةً في العلم عليهم ليجعل ذلك بُرهانَ الاصطفاء لكي تعلموا خليفة الله الذي اصطفى عليكم؛ إذ أنكم تجدون أنّ الله قد زاده بسطة في العلم عليكم، وشأن الخلافة كذلك لا يتدخل فيه أنبياء الله ورسله من الإنس فكذلك لا يحق لهم أن يصطفوا خليفة الله من بعدهم من دونه، فانظر لخليفة الله طالوت فهل نبيهم هو من اصطفى طالوت عليهم قائداً وإماماً وملكاً؟ بل الله الذي اصطفاه وزاده بسطة في العلم عليهم الذي يؤتي مُلكه من يشاء، والله واسعٌ عليمٌ ، وقال الله تعالى:{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    ويا معشر الشيعة والسنة، قال الله تعالى:
    {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـٰذَا الْقُرْ‌آنُ عَلَىٰ رَ‌جُلٍ مِّنَ الْقَرْ‌يَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴿٣١﴾ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَ‌حْمَتَ رَ‌بِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَ‌فَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَ‌جَاتٍ} صدق الله العظيم [الزخرف:31-32].

    وكذلك أنتم يا معشر الشيعة والسنة، أأنتم من يُقسم رحمة الله فتصطفون من تشاءون ونسيتُم قول الله تعالى:
    {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}؟ أفلا تتقون؟ فأمّا السنّة فحرّموا على خليفة الله أن يُعرّفهم بنفسه وقالوا إنّ المهديّ المنتظَر لا يعلمُ أنّهُ المهديّ المُنتظَر وأنهم هم من يعلمُ أنّهُ الإمام المهديّ المُنتظَر فيُعرِّفونه على شأنه في المُسلمين أنه الإمام المهديّ شرط أن يُنكر أنه الإمام المهدي مبعوث من ربّ العالمين، ومن ثمّ يزدادون إصراراً على الباطل؛ بل أنت الإمام المهديّ ولكنك لا تعلم أنك الإمام المهديّ، فيجبرونه على البيعة كرهاً وهو من الصاغرين، برغم أنّهم يعلمون إنّ الإمام المهديّ يبتعثه الله إليهم على اختلافٍ بين علماء الأمّة وتفرقاً ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، فيوحِّد صفّهم ويلُمّ شملهم ويجبر كسرهم من بعد أن تفرّقوا وفشلوا وذهبت ريحهم كما هو حال المُسلمين اليوم، وبرغم الأحاديث النبويّة الحقّ التي تفتي أهل السنة أنّ الله هو من يبعث الإمام المهديّ إليهم وبرغم أنّهم يؤمنون بها ولكنّهم يُعرضون عنها ويستمسكون بما خالفها برغم أنّهم ينطقون بالأحاديث الحقّ ويعلمها المُسلمون. كمثال حديث محمد رسول الله الحقّ، وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [أبشّركم بالمهدي يُبعث في أمّتي على اختلاف من الناس، وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صفاحا].

    وليس صِحاحاً كما يزعمون بل صفاحاً أي يحثوا جُنيهات الذهب للناس حثواً بصفحتي يداه
    كما يحثوا أحدكم القمح حثواً بصفحتي يداه، وصدق عليه الصلاة والسلام، ويحدث بعد أن يأتيني الله المُلك بإذن الله مالك الملك الذي يؤتي مُلكه من يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب.

    فكيف إنكم تعتقدون يا معشر السُّنة أن الله يبعث المهديّ في أمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ومن ثم تُحرمون عليه أن يقول لكم: يا أمّة مُحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - إنّي الإمام المهديّ ابتعثني الله إليكم لأحكم بينكم بالعدل، وأقول فصلاً وما هو بالهزل فأطيعوا أمري، وإن عصيتُم أظهرني الله عليكم ببأسٍ شديدٍ من لدنه في ليلة وأنتم صاغرون فتقولون:
    {
    رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}.


    وأما الشيعة وما أدراك ما الشيعة! فقد ابتعثوا الإمام المهديّ قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور، وأَتَوه الحُكم صبياً، ألا والله لن يأتيهم مهديهم الذي له ينتظرون ولو انتظروا له خمسين مليون سنة حتى يجعلوا الأحجار عنباً والماء ذهباً، ذلك لأنه ما أنزل الله به من سُلطانٍ لا في كتاب الله ولا سنة رسوله الحقّ.

    ويا معشر الشيعة الاثني عشر إني أنا المهدي المُنتظر الإمام الثاني عشر من اَل البيت المُطهر من ذُرية الإمام الحُسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، ولم تلدني أمي في يكلاء مسقط رأسها قبل قدري المقدور في الكتاب المسطور، وكان أمر الله قدرا مقدورا، وجئت على قدر يا موسى.

    ويا معشر الشيعة الاثني عشر، لقد ظهر البدر وصار وسط السماء ولكنكم لا تُبصرون! فكيف يُبصرُ البدر وسط السماء من كان في سردابٍ مُظلم؟ وكلا ولن تبصروا البدر حتى تكفروا بأسطورة سرداب سامري، أما إذا أبيتُم إلا المكوث في ُظلمات السرداب فلن تُبصروا القمر حين يظهر ولن تؤمنوا بصاحب علم الكتاب ولن تروا البدر حين يظهر في السماء، فكيف يرى البدر في السماء من كان في سرداب مُظلم حتى مجيئ كوكب العذاب؛ كوكب سقر ليلة يسبق الليل النهار لطلوع الشمس من مغربها؛ ليلة النصر والظهور للمهدي المُنتظر من الله الواحد القهار الذي ابتعثه بالحقّ، فإن أبيتُم أظهرني الله عليكم في ليلةٍ واحدةٍ وأنتم صاغرون ليلة النصر والظهور للمهديّ المُنتظر على كافة البشر؛ ليلة مرور الكوكب العاشر سقر نار الله الكُبرى اللواحةُ للبشر من عصرٍ إلى آخر، وجئتكم أنا وكوكب النار على قدرٍ في الكتاب المسطور، فيأتيكم في موعده المُقرر في نهاية عصر الحوار من قبل الظهور حتى إذا كذبتم أظهرني الله به على كافة البشر في ليلة يسبق الليل النهار، وقد أدركت الشمس القمر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم فيُصدق بالبيان الحقّ للذكر أو يتأخر فيهلكه الله بكوكب النار سقر سنتها شهر من شهور السنة الكونية،
    وطول السنة الكونية خمسون ألف سنة بحساب أيامكم وسنينكم وساعاتكم ودقائقكم وثوانيكم، بمعنى أن اثني عشر دورة فلكية لكوكب سقر يعدل خمسون ألف سنة. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِّلْكَافِرِ‌ينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾ مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِ‌جِ ﴿٣﴾ تَعْرُ‌جُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّ‌وحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُ‌هُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿٤﴾ فَاصْبِرْ‌ صَبْرً‌ا جَمِيلًا ﴿٥﴾ إِنَّهُمْ يَرَ‌وْنَهُ بَعِيدًا ﴿٦﴾ وَنَرَ‌اهُ قَرِ‌يبًا ﴿٧﴾ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ﴿٨﴾ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴿٩﴾ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴿١٠﴾يُبَصَّرُ‌ونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِ‌مُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ﴿١١﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ﴿١٢﴾ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ﴿١٣﴾ وَمَن فِي الْأَرْ‌ضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ ﴿١٤﴾ كَلَّا إِنَّهَا لَظَىٰ ﴿١٥﴾ نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ ﴿١٦﴾ تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ‌ وَتَوَلَّىٰ ﴿١٧﴾ وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [المعارج].

    وأنتم تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِّلْكَافِرِ‌ينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾}، وتجدون دعوتهم في قول الله تعالى:{وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    ويا معشر أهل السنة والجماعة إن كنتم تؤمنون بما جاء به مُحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كتاب الله وسنة نبيه الحقّ فإني أشهدُ كافة ملائكةُ الله بالسماوت السبع، وأشهدُ ملائكة الله الذين معكم في هذه الأرض وتعدادهم ضعفكم عن اليمين والشمال قعيد، وأشهدُ كافة الأنصار للمهديّ المُنتظر من هذه الأمّة قولاً وعملاً وكفى بالله شهيداً أني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمنطق القرآن العظيم، فإن أبيتم وكفرتم بكتاب الله وسنة رسوله وتمستكم بما يُخالف لكتاب الله وسنة رسوله فإني أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أن معشر الشيعة ومعشر أهل السنة والجماعة قد كفروا بكتاب الله وبسنة رسوله الحقّ.

    ولربما يود أحد عُلماء السنة أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني احترم نفسك، فكيف نكفر بسنة محمد رسول الله الحق ونحن أهلٌ لها ولذلك نُسمي أنفسنا بأهل السنة؟". ومن ثم نرد عليه بالحقّ وأقول: أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّي مُستمسك بأحاديث محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الحقّ في عقيدة ابتعاث الإمام المهديّ من الله ولستم أنتم من يبتعثه ويصطفيه للناس إماماً، وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    [ليبعثن الله من أهل بيتي رجلا يملأ الأرض عدلا كما مُلئت جورا وظُلماً].

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    [منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه].

    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [أبشركم بالمهدي يُبعث على اختلاف من الناس ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما مُلئت جورا وظُلماً].
    صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    أفلا ترون أنّ كتاب الله وسنة نبيه الحقّ لا يفترقان وقد أتيناكم بالفتوى الحقّ في عقيدة بعث المهديّ أنّه يختصّ به الله كونه خليفة لله، وأثبتنا من كتاب الله وسنة رسوله الحقّ أنّ الله هو من يصطفي خليفته فيبعثه إليكم بالحقّ على اختلاف المُسلمين إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون، فابتعثني الله لأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لأنه زادني عليكم بسطةً في العلم على كافة عُلماء المُسلمين، وأُحاجّكم بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ إن كنتم مؤمنين بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وإن أبيتُم إلا الاستمساك بما خالفهم من عند غير الله بل من عند الشيطان الرجيم فقد أصبحتم لستم بمُسلمين وإنما تُسمّون بالمُسلمين كاسم فقط ولستم مُستسلمين لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، أفلا تتقون؟ فهل تريدون مهديّاً يأتي فيقول أنا مهديّ شيعي أو مهديّ سُني أو غير ذلك من فرقكم المُختلفين؟ أم تنتظرون مهدياً يهديكم أجمعين إلى الصراط المُستقيم مُستمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ وكافراً بالتعدديّة المذهبيّة في الدين وأحرمها كما حرمها الله ورسوله مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف أحلّ لكم ما حرمه الله ورسوله أفلا تعقلون؟ فأيّ مهديّ تريدون من بعد الحقّ من ربكم؟ ألا والله إن الذي يتبع أهواءكم بغير علم أنّه مُفترٍ على الله ورسوله كما اتبعتم المُفترين، وأقسمُ بربّ السماوات والأرض وربّ العرش العظيم لو حاورتكم ألف سنة لما اتبعت أهواءكم شيئاً ما حُييتُ بإذن الله، ولو اتّبعت أهواءكم بغير علمٍ إذا لن تغنوا عني من الله شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} صدق الله العظيم [الرعد:37].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِين} صدق الله العظيم [البقرة:120].

    ويا أمّة الإسلام ويا حُجاج بيت الله الحرام، إني لا أقول لكم إلا ما قاله الله ورسوله: فإن جئتكم بقول ليس من كتاب الله ولا من سنة نبيه الحقّ فقد جعل الله لكم على ناصر محمد اليماني سُلطاناً، وإن كذبتموني فصدقتم وكذب ناصر محمد اليماني ما دام أتى بقول من رأسه أو يزعم بوحي جديد لديه من ربه؛ ذلك لأنه لا وحي جديد ولا نبيّ جديد من بعد خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    وإن خاطبكم الإمام ناصر محمد اليماني بقول الله وبقول رسوله ومن ثم أعرضتم عن كتاب الله وسنة رسوله الحقّ واستمسكتم بما خالفهم فاعلموا أنّكم لستُم على كتاب الله ولا سنة رسوله الحقّ وأنّكم استمسكتم بما خالف لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ، فلماذا تكذبون على أنفسكم وعلى أمّتكم أنكم على كتاب الله وسنة رسوله؟ فها هو الإمام المهديّ المنتظَر بينكم يدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ فإذا أنتم عن الحقّ معرضون، فكيف لا يُعذبكم الله مع المعرضين عن كتاب الله وسنة رسوله من الناس أجمعين؟ ولذلك لن تجدوا آية العذاب الأليم بالدُخان المُبين تغشى فقط الذين كفروا تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} صدق الله العظيم [سبأ:17].

    ولكني أجد آية الدُخان المُبين تغشى المُسلمين والكفار جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

    فهل تظنون محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو المرتقِب لليلة النصر والظهور بآية العذاب الأليم؟
    ولكنه قد مات صلوات الله عليه وآله وسلم، إذاً من هو المرتقب لآية التصديق الدُخان المُبين لو كنتم تعقلون؟ فإنه الإمام المهديّ الذي يُناديكم بالرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه الحقّ، فإذا المُسلمون والكُفار جميعاً عنه مُعرضين إلا قليلاً من المؤمنين ومعظمهم لم يبلغوا اليقين، وسلامُ الله عليهم ورحمة منه وبركاته، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  7. افتراضي





    مكانته وقدره يا من لاتحيطون بسرّه وتجهلون قدره..

    ثم علمكم محمدٌ رسول الله بشأن المهديّ أنه عظيم عند ربّه حتى لا تحقروا من شأنه، وأفتاكم أن الله جعله إماماً للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام. وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه]
    صدق عليه الصلاة والسلام

    ثم أفتاكم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إن الله جعل الإمام المهديّ إماماً لكم وللمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وقال:
    [كَيْفَ أنتم إِذَا نَزَلَ ‏ ‏ابْنُ مَرْيَمَ ‏ ‏فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ]
    صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
    ......................




    اقتباس المشاركة 4176 من موضوع للمهديّ شروطٌ لا تتوفَّر في سواه ..

    - 1 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    10 - شوال - 1429 هـ
    10 - 10 - 2008 مـ
    09:03 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=611
    ــــــــــــــــــ


    للمهديّ شروطٌ لا تتوفَّر في سواه ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطيّبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..

    إني أرى أخي في الله يقول لي: "اتَّقِ الله". فهل تراني أدعو النّاس إلى ضلالةٍ؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وللأسف فإنّ علماء المسلمين لا يعلمون كيف يتعرّفون على مهديّهم الحقّ وما هي شروطه، ألا وإنّ للمهديّ شروطًا لا تتوفَّر في سواه وهي:

    أن يؤتيه الله علم الكتاب ( القرآن العظيم ) فيُبَيّن للنّاس حقائقه وأسراره الكبرى على الواقع الحقيقي، كمثل بيان مكان أصحاب الكهف والرقيم ولبثهم وعددهم وقصتهم وأنّ بعثهم أحد أشراط الساعة الكبرى، وكذلك يبيّن لهم الأرض التي يوجد فيها سدّ ذي القرنين ويأجوج ومأجوج، وحقيقة المسيح الدجال وطريقة مكره حتى لا يفتنهم عن الصراط المستقيم، وكذلك يبيّن لهم أين سدّ ذي القرنين في الأرض ذات المشرقين وذات المغربّين، وكذلك يبيّن لهم الأراضين السبع وأين تكون، وكذلك يُبَيِّن لهم كوكب العذاب آية النّصر والظهور في ليلةٍ واحدةٍ على العالمين حتى يتبيّن للنّاس كافةً أنّه الحقّ من ربّهم. تصديقًا لقول الله تعالى: {سَنُرِ‌يهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:53]، وهذا بالنسبة للذين لا يزالون بالقرآن كافرين فيتبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم.

    وأما مُهمّة المهديّ بالنسبة للمسلمين فهي: أن يحكُم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون لكي يوحّد صفّهم ويجمع شملهم من بعد التَفَرُّق؛ أي من بعد أن أصبحوا شيعًا وأحزابًا وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون.

    وأما دعوة المهديّ المنتظر فهي: أن يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن يعبدوه كما ينبغي أن يُعبَد فلا يدعون مع الله أحدًا، ويدعو إلى العفو والتسامح والإسلام والسلام. ومِن ثمّ تأتينا أخي الكريم لتقول لي ولأوليائي اتَّقوا الله! فهل تراني أدعوهم إلى باطلٍ حتى تقول اتَّقوا الله؟! لا قوة إلا بالله.

    ولكنّ الشياطين نجحوا بالوسوسة إلى كثيرٍ من المؤمنين بأنّ المهديّ المنتظَر بين الحين والآخر سيظهر لهم مهديٌّ جديدٌ، وذلك مكرٌ خطيرٌ من الشياطين حتى إذا جاءكم المهديّ الحقّ من ربّكم فتقولون: وهل مثل هذا إلا مثل الذين من قبله من المهديِّين الذي تبيّن لنا أنّه قد اعترتهم مسوس الشياطين؟
    وأعلم أنه لا يدّعي المهديّة إلا من اعتراه مسُّ شيطانٍ رجيمٍ غير المهديّ الحقّ الذي يزيده الله بسطةً في علم القرآن العظيم فلا يُجادله أحدٌ من القرآن إلا غلبه بالحقّ، وإن لم أفعل فمثلي مثلهم.

    ويا أخي إذا كنتَ من أولي الألباب فتدبّر بياناتي من قبل أن تحكُم علينا بغير الحقّ وكُن من الذين يتبعون الحقّ فيتبعون أحسنه، وإذا رأيتني أدعو إلى باطلٍ فعند ذلك قُلْ لي: "اتَّقِ الله يا ناصر محمد اليمانيّ"، وحتى تعلم علم اليقين حقيقة دعوتي إلى الحقّ عليك أن تتدبَّر هذا البيان الذي على هذا الرابط ومن ثم احكم علينا يا أخي الكريم.
    هداني الله وإياك وجميع المسلمين إلى الحقّ المستبين.
    _________________


    اقتباس المشاركة 110816 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..

    - 33 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    05 - جمادي الآخرة - 1428 هـ
    20 - 06 - 2007 مـ
    12:17 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=138
    ــــــــــــــــــــــــ



    اليماني المنتظَر يدعو المؤمنين للخروج من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف]. منَ الناصر لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ إلى جميع المسلمين والنّاس أجمعين، والسلام على من اتَّبع الهادي إلى الصّراط المستقيم..

    يا معشر المسلمين، لا تدعوا مع الله أحدًا، وإني لآمركم بالكفر بالتّوسل بعباد الله المقرّبين فذلك شركٌ بالله، فلا تدعوهم ليشفعوا لكُم عِند ربّكم فذلك شركٌ بالله، وتعالوا لننظر في القرآن العظيم نتيجة الذين يدعون من دون الله عبادَه المكرّمين فهل يستطيعون أن ينفعونهم شيئًا أم إنّهم سوف يتبرّأون ممَّن دعاهم من دون الله؟ وكما بيَّنا لكم من قبل بأنّ سبب عبادة الأصنام هي المبالغة في عباد الله المُقَرَّبين والغلوّ فيهم بغير الحقّ، حتى إذا مات أحدهم من الذين عُرفوا بالكرامات والدعاء المُستجاب بالغَ فيهم الذين من بعدِهم؛ وبالغوا فيهم بغير الحقّ فيصنعون لكُلٍّ منهم صَنَمًا تمثالًا لصورته فيدعونه من دون الله، وهذا العبد الصالح المُكرّم قد مات ولو لم يزل موجودًا لنهاهم عن ذلك ولكن الشرك يحدث من بعد موته، فهلمّوا لننظر إلى حوار المشركين المؤمنين بالله ويشركون به عباده المُكرمين، وكذلك حوار الكفار الذين عبدوا الأصنام دون أن يعلموا سرّ عبادتها إلّا أنّهم وجدوا آباءهم كابِرًا عن كابرٍ كذلك يفعلون فهم على آثارهم يهرعون. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وإليكم التأويل بالحقّ؛ حقيقٌ لا أقول على الله بالتأويل غير الحقّ وليس بالظنّ فالظنّ لا يُغني من الحقّ شيئًا، والتأويل الحقّ لقوله: {‏وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾}، ويقصد الله أين عبادي المُقَرَّبين الذين كنتم تدعونهم من دوني؟ وقال الذين كانوا يعبدون الأصنام: " ربنا هؤلاء أغوينا. " ويقصدون آباءهم الأولين بأنّهم وجدوهم يعبدون الأصنام ولم يكونوا يعلمون ما سرّ عبادتهم لها فهَرَعوا على آثارهم دون أن يعلموا بسرّ ذلك وآباؤهم يعلمون السرّ في عبادتها. ثمّ ننظر إلى ردِّ آبائهم الأولين فقالوا: {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا}، ويقصدون بذلك بأنّهم أغووا الأمم الذين من بعدهم بسبب عبادتهم لعباد الله المُقَرَّبين ليقرّبوهم إلى الله زُلفًا ومن ثمّ زيّل الله بينهم وبين عباده المقربين فرأوهم وعرفوهم كما كانوا يعرفونهم في الحياة الدُّنيا من الذين كانوا يُغالون فيهم من بعد موتهم، وقال تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [النحل]. وإنّما أزال الله الحجاب الذي يحول بينهم وبين رؤيتهم لبعضهم بعضًا فأراهم إيّاهم، ولذلك قال تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾}، وذلك هو التزييل المقصود في الآية، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [يونس]. ومن ثمّ قال عباد الله المقربون: {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم [القصص:63]، وهذا هو التأويل الحقّ لقوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم.

    إذًا يا معشر المسلمين، قد كفر عبادُ الله المقرّبين بعبادة الذين يعبدونهم من دون الله كما رأيتم في سياق الآيات وكانوا عليهم ضدًا، تصديقًا لقوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    إذًا يا معشر الشيعة من الذين يدعون أئمة أهل البيت أن يشفعوا لهم فقد أشركتم بالله أنتم وجميع الذين يدعون عبادَ الله المُقَرَّبين ليشفعوا لهم من جميع المذاهب، وإنّما هم عبادٌ لله أمثالكم، وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وهذا بالنسبة للمؤمنين المشركين بالله عبادَه المقربين، ولكنّه يوجد هناك أقوامٌ يعبدون الشياطين من دون الله؛ بل ويظهر لهم الشياطين ويقولون بأنّهم ملائكة الله المقربين فيخرّون لهم ساجدين حتى إذا سألهم: ما كنتم تعبدون من دون الله؟ فقالوا: الملائكةَ المقرّبين. ومن ثمّ سأل ملائكتَه المقربين: هل يعبدونكم هؤلاء؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ]. وهؤلاء من الذين تصدّهم الشياطين عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون، وكُلّ هذه الفرق ضالّة عن الطريق الحقّ ويحسبون بأنّهم مهتدون، ويُطلَق عليهم الضالين عن الطريق الحقّ وهم لا يعلمون بأنّهم على ضلالٍ مبينٍ؛ بل ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون بأنّهم يُحسنون صُنعًا.

    وأما فرقةٌ أخرى فليسوا ضالّين عن الطريق وبصَرهم فيها حديد، ولكنّهم إن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلًا لأنّهم يعلمون بأنّه سبيل الحقّ، وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذونه سبيلًا وهم يعلمون بأنّه سبيل الباطل، أولئك شياطين البشر، أولئك ليسوا الضالين؛ بل هم المغضوب عليهم باءوا بغضبٍ على غضبٍ، كيف وهم يعلمون سبيل الحقّ فلا يتّخذونه سبيلًا وإن يروا سبيل الغيّ يتخذونه سبيلًا؟! كيف وهم يعرفون بأنّ محمدًا رسول الله حقٌّ كما يعرفون أبناءهم ثمّ يصدّون عن دعوة الحقّ صدودًا؟! أولئك هم أشدُّ على الرحمن عتيًّا، أولئك هم أولى بنار جهنم صليًّا، ويحاربون الله وأوليائه وهم يعلمون أنّه الحقّ فيكيدون لأوليائه كيدًا عظيمًا، ويعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون أنّه الشيطان الرجيم عدوّ الله وعدّو مَن والاه لذلك اتّخذوا الشياطين أولياء من دون الله وغَيَّروا خلق الله، ويجامعون إناث الشياطين لتغيير خلق الله، فاستكثروا مِن ذُريّات بني البشر عالَم الجنّ الشياطين، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    أولئك لا يدخلون النّار بالحساب؛ بمعنى أنّهم لا يؤخَّرون إلى يوم القيامة بل يدخلون في النّار مباشرةً من بعد موتهم، أولئك شياطين البشر في كلّ زمانٍ ومكانٍ يدخلون النّار من بعد موتهم مباشرةً، وعكسهم عباد الله المُقَرَّبون لا يدخلون الجنة بحسابٍ؛ بمعنى أنهم لا يُؤخَّرون إلى يوم القيامة لمحاسبتهم بل يدخلون الجنّة فور موتهم ويَمكُثون في الجنة ما دامت السماوات والأرض، وكذلك شياطين البشر يمكُثون في النّار ما دامت السماوات والأرض، وأما أصحاب اليمين فيُؤخَّر دخولهم الجنّة إلى يوم البعث والحساب؛ بمعنى أنّهم يتأخرون عن دخول الجنّة إلى يوم القيامة فيدخلون الجنة بحساب ويرزقون فيها بغير حساب، وكذلك الضالّون يُؤخَّر دخولهم النّار إلى يوم القيامة فيدخلون النّار بحساب ويأكلون من شجرة الزَقُّوم بغير حساب؛ طعام الأثيم كالمُهل يغلي في البطون كغلي الحَميم. ومعنى القول بحساب أي: يُحاسَبون حتى يتبيّن لهم بأنّ الله ما ظلمهم شيئًا بل أنفسهم كانوا يظلمون، أما شياطين البشر فهم يعلمون وهم في الحياة الدنيا بأنّهم على ضلالٍ مبينٍ أولئك يدخلون النّار مرتين المرة الأولى من بعد موتهم في الحياة البرزخيَّة والأخرى يوم يقوم الناس لله ربّ العالمين.

    ويا معشر المسلمين، تعالوا لأبيّن لكم الفَرْقُ بين أصحاب اليمين والمُقَرَّبين، والفارق هو بين الدرجات، وأن الفرق هو بين عمل الفرض وعمل النافلة تقرُّبًا إلى الله، فإنَّ الفَرق بينهما ستمائة وتُسعون درجة، ولا ينال محبَّة الله أصحاب اليمين بل ينالون رضوانه؛ بمعنى أنّه ليس غاضِبًا عليهم بل راضٍ عنهم، وذلك لأنّهم أدّوا ما فرضه الله عليهم، ولكنّهم لم يقربوا الأعمال التي جعلها الله طوعًا وليس فرضًا؛ بل إن شاءوا أن يتقرّبوا بها إلى ربّهم ولكنهم لم يفعلوها بل أدّوا صدقة فرض الزكاة ولم يقربوا صدقات النافلة.

    ولكنّ الفرق عظيم في الميزان يا معشر المؤمنين، فتعالوا ننظُر الفَرق: فأما المُقَرَّبون فأدّوا صدقة الفرض فكُتبت لهم كحسنات أصحاب اليمين عشرة أمثالها، ومن ثمّ عمدوا إلى صدقات النافلة فأنفقوا في سبيل الله ابتغاء مرضاة الله وقربةً إليه تثبيتًا مِن أنفسهم ولم يكن عليهم فرضُ أمرٍ جبريٍّ كفرض الزكاة بل من أنفسهم، وكان الله أكرم منهم فجعل الفرق بين درجة الفرض ودرجة النافلة ستمائة وتُسعون درجة، وأحبَّهم وقرَّبهم. وقال الله تعالى: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160].

    وتلك هي حسنة الفرض والأمر الجبريّ، ولا تُقْبَل النافلة إلا بعد إتيان العمل الجبريّ ومن ثمّ الأعمال الطوعيّة، وذكر الله الفرق بينهما بنصّ القرآن العظيم بأنّ الحسنة الجبريّة هي في الميزان بعشرة أمثالها وأما الحسنة الطوعيّة قربةً إلى الله فهي بسبعمائة حسنة، وبَيَّن الفرق بينهما أنّه ستمائة وتُسعون درجة، وكذلك يُضاعف الله فوق ذلك لمن يشاء فلم يحصر كرمه سبحانه.

    ولكن توجد هُناك حسنة وسيئة قد جعلهم الله سواءً في الميزان في الأجر أو الوزر وهي قتل نفسٍ بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعًا، وكذلك من أحياها وعفا أو دفع ديّة مُغرية لأولياء الدم حتى عفوا فكأنّما أحيا الناس جميعًا.

    فتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، ولينظر أحدُكم هل هو مِن المُقَرَّبين أو من أصحاب اليمين أو من أصحاب الجحيم؟ فهل يعلم بحقيقة عمل الإنسان ونيّته غير الإنسان وخالق الإنسان؟ فانظروا إلى قلوبكم تعلمون هل أدّيتُم ما أمركم الله به أم لا؟ وإذا أدَّيتُموه انظروا هل عملكم خالصٌ لوجه الله أم لكم غاية أخرى ( رياء الناس أو حاجة دنيوية في أنفسكم )؟ فأنتم تعلمون ما في أنفسكم وكذلك ربّكم، فانظروا إلى نوايا أعمالكم وسوف تعلمون هل أنتم من المُقَرَّبين أم مِن أصحاب اليمين أم مِن أصحاب الشِّمال، وذلك تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الحشر].

    أخو المسلمين خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهَّر؛ اليماني المُنتَظَر الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 5426 من موضوع الرّدود على من يصف نفسه بـ ( حب الله ورسوله ) .. ( لم يفتِه الله لحكمةٍ هي في صالحه ونُصرةً له، وإنّما ابتعثني الله لإثبات مصداقيّة محمّد رسول الله .. )


    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    30 - صفر - 1430 هـ
    25 - 02 - 2009 مـ
    01:42 صباحًا
    ( حسب التوقيت الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــــ



    الرّدود على من يصف نفسه بـ ( حب الله ورسوله ) ..
    لم يفتِه الله لحكمةٍ هي في صالحه ونُصرةً له، وإنّما ابتعثني الله لإثبات مصداقيّة محمّد رسول الله ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد ..

    أخي الكريم يا من تصف نفسك أنّك تُحبّ الله ورسوله. قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    وإنّما يأتي المهديّ المنتظَر يدعو النّاس إلى اتِّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، بمعنى أنّ المهديّ المنتظَر يبتعثه الله ناصرًا لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وفي ذلك تكمن الحكمة من التواطؤ في اسمي للاسم (محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولم يقُل عليه الصلاة والسلام اسمه اسمي واسم أبيه اسمُ أبي؛ بل الحديث الحقّ: [يواطئ اسمه اسمي].

    أخي الكريم إنّ في التواطؤ لَحكمةٌ بالغةٌ بإذن الله، ولذلك لا ينبغي أن يكون اسم المهديّ المنتظَر(محمد) فتذهب الحكمة من التواطؤ؛ بل التواطؤ للاسم (محمد) يأتي في اسم المهديّ (ناصر محمد)، وجعلَ الله التواطؤ للاسم (محمد) في اسمي في اسم أبي (ناصر محمد)، وذلك حتّى يحمل الاسم الخَبَر وراية الأمر (ناصر محمّد)، وذلك لأنّ الله لم يجعلني نبيًّا ولا رسولًا، بل ابتعثني نُصرةً لما جاء به محمدٌ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليجعلني ناصرًا لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبذلك تقتضي الحكمةُ من التواطؤ لاسم محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم المهدي (ناصر محمد) ليكون ناصرًا لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيحمل الاسم الخبر.

    أما بالنسبة لكتمان عِلم أصحاب الكهف عن رسوله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وذلك لتكون معجزةً للتصديق حتى لا يُقال وَجَدَهُم محمدٌ رسول الله في كهفهم، وذلك لأنّهم موجودون في عصره في كهفهم، ولذلك لم يُفتِه الله لحكمةٍ هي في صالحه ونُصرةً له، وإنّما ابتعثني الله لإثبات مصداقيّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأنّه حقًّا تلقّى القرآن من لدُن حكيمٍ عليمٍ، وجعلهم الله من أحد أشراط السّاعة الكُبرى. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ﴿٢١﴾ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    والدّليل أنّ الله لم يُحِط رسوله بعدّتهم وقصّتهم هو قول الله تعالى: {وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم، أي لا يستفتي فيهم من أهل الكتاب أحدًا، وقد جاء بيان سرِّهم والكذب حباله قصيرة، فلماذا لا تُوجَّه رسالةٌ من هيئة كبار العلماء إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح فيقولون له أنّه يوجد رجلٌ يُدعى ناصر محمد اليماني ويدَّعي أنّه الإمام المهديّ، ويخبر بتابوت السكينة وأنّ فيه جسد المسيح عيسى ابن مريم وحوله أصحاب الكهف ثلاثة ورابعهم كلبُهم، وورقِهِم في جيوبهم عملةٌ قديمةٌ، وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد، أجسامهم عمالقةٌ ضخمةٌ كأنّهم أعجاز نخلٍ، مَثَلُ أجسادهم كمثل أجساد قوم عادٍ زادهم الله في الخلق بسطةً؟ وتطلب هيئة كبار العلماء من الحكومة اليمنيّة أن تكشف لهم حقيقة المدعو ناصر محمد اليماني هل جاء بالحقّ أم كان من اللاعبين؟ والكذب حباله قصيرة.. وأنّه يقول: إنّهم في اليمن في محافظة ذمار في قرية الأقمر بكهفٍ بجانب قرية الأقمر على مقربةٍ من البيوت؛ على مقربةٍ من بيت رجل يُدعى محمد سعد، وفتحة الكهف شمال غرب. فليهدموا البناء الذي بتجويف الكهف الخارجي ثمّ يقومون بهدم الجانب الأيسر منه ومن ثمّ تنكشف لهم فجوة أصحاب الكهف فيطّلعون عليهم، ولا داعي للفرار منهم بعد أن وصفنا لكم ضخامة أجسادهم، وذلك لأنّهم من الأمم الأولى كمثل قوم نوحٍ وعادٍ من الذين زادهم الله بسطةً في الخلق على الأمم من بعدهم؛ بل كانوا يتعمّرون أكثر من ألفي سنة، وليس أطول واحدٍ في العالم إلا كطول ساق أحدهم. فإذا لم تجد الحكومة اليمنيّة ما يقوله ناصر محمد اليماني حقًّا على الواقع الحقيقي فعند ذلك تصفني بالكذّاب وبالدجّال وبكل ما تُريد يا من تزعم أنّك تحبّ الله ورسوله وإنّك للحقّ لمن الكارهين، ولو كنتَ من أهل العلم والحكمة لما حكمت علينا بأنّي كذّاب ودجّال من قبل أن تحاورني، بل ردّك الأول علينا بوصفنا بالكذب والدجل وأنت لم تحاورنا بعد حتى يتبيّن لك أمرنا، إذًا أنت لم تستمع القول إلى آخر ما عندي في النقطة التي نتحاور فيها وبعد الاستماع إلى علومي في ذلك الشأن ومن ثمّ تحكم علينا من بعد انتهاء الحوار، إذًا ما دمت حكمت علينا من قبل الحوار فأنا سوف أحكم عليك أنت بالحقّ أنّك لست من أولي الألباب من الّذين قال الله عنهم في محكم الكتاب: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن المُستعجلين دائماً يتسرّعون في الحكم بغير الحقّ، بل من قبل الحوار تجدهم يصدرون فتواهم بالحكم بغير الحقّ من قبل الحوار، فهل لأنّي قلتُ إنّ علم أصحاب الكهف اختصّ الله به الإمام المهديّ ليثبت حقيقة الرسالة التي أتى بها خاتم الأنبياء والمُرسَلين فسوف تحرقون الأرض أنت وأمثالك! فكيف تقول أنّك أعلم من محمدٍ رسول الله؟ قاتلكم الله أنى تؤفكون. إذًا لماذا رضيتُم أن يكون الإمام المهديّ إمامًا لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فهل تُحَقِّرون من شأنه وتبالغون في محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وتفرِّقون بين رسُل الله؟ وأنا أولى منكم بمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بالحُبّ والقُرب والاتّباع والنُصرة لكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ.

    أمّا أنتم، فأقسمُ بربي لو آتيكم بألف دليلٍ من مُحكم القرآن العظيم لعمدتم إلى ما يُخالفه من أحاديث اليهود وقبيله الشيطان الرجيم فتُجادلون بالباطل لتدحضوا به الحقّ، وسوف أقول لك يا هذا إن كنت ترى نفسك كفؤًا للإمام المهديّ فلا تكن جبانًا، فليستمر الحوار نقطةً نقطةً، فإمّا أن تُثبت أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ فتنقذ النّاس من ضلاله ولك أجرٌ عظيم عند الله شرط أن نحتكم إلى كتاب الله أولًا فإذا لم نجد فمن سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله سلّم.

    وأمّا أصحاب الكهف فأنا لم أقُل أنّهم اِثنان وهذا من أوّل افتراءاتك علينا بغير الحقّ، وذلك لأنّك قرأت البيان بتكبّرٍ وغرورٍ فلم تتبيّن ما قال ناصر محمد اليماني في شأنهم، فلم أقُل أنّهم اثنان بل هم ثلاثةٌ ورابعهم كلبهم، وليس هذا القول رجمًا بالغيب بل الرجم بالغيب الأقوال التي قيلت من قبل. وهم من قوم رسول الله إلياس وإخوته الفتية الذين صدّقوا بشأنه؛ إدريس واليسع، فجعلهم الله وزراء رسول الله إلياس.

    ويا أخي، الحمدُ لله أنّ الله سوف يبعثهم في عصري وعصركم ولكن بعد مجيء كوكب العذاب فمن ثمّ يبعث الله الرقيم وأصحاب الكهف، وإنّما أريد أن تعثروا عليهم لعلّكم توقنون، ولن يتمّ استخراجهم من مكانهم إلى أجلهم المسمى قريبًا، وإنّما قلنا تصويرهم عبر القنوات الفضائيّة ونقل صورهم للعالمين حتى حين بعثهم لعلكم توقنون بالحقّ.

    ويا سبحان الله! أتجادلُني في شيءٍ ملموسٍ؟ والكذب حباله قصيرة... ولكن هذا أمر لا يتمّ عن طريق عدّة أشخاص، بل لا بُدّ أن تُكلِّف الحكومة اليمنيّة لجنة لتقصي الحقيقة مؤيّدة بأطقمٍ مُسلَّحةٍ، وأمّا مجموعات من النّاس فلن ينجح الأمر وسوف يجدون قومًا لا يُفرِّقون بين الحمير والبعير ولا بين الحقّ والباطل ولن يرضخوا إلا لأطقمٍ مُسلَّحةٍ ولجنةٍ على مسمع ومرأى، وهكذا يتمّ كشف الحقيقة للناس، وأمّا سبب منعهم هو لأنّهم يظنون أنّ الباحث أو جماعة البحث سوف ينهبون كنوزهم ولذلك يمنعون ولا يصدقون بهذا الأمر شيئًا، إذًا الحلّ هو في يد هيئة كبار العلماء يطلبون ذلك من الحكومة اليمنيّة وهي سوف تُنَفِّذ طلبهم، ويقولون نريد أن نعلم علم اليقين هل الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظر أم كذابٌ أشِرٌ؟ وإن أبيتُم لا هذه ولا هذه فلا صدّقتم ولا اهتمَمْتُم ولا بحثتُم عن الحقّ وأعرضتم واستكبرتم فسوف يُظهرني الله عليكم بكوكب سقر - وهو ذاته الكوكب العاشر لوّاحة للبشر من حينٍ إلى آخر - في ليلةٍ وأنتم صاغرون، فافتح هذا الرابط أخي الكريم.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين.


    اقتباس المشاركة 5434 من موضوع إلى كلّ مؤمنٍ بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ..


    - 3 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    23 - صفر - 1430 هـ
    18 - 02 - 2009 مـ
    10:15 مساءً
    ( حسب التوقيت الرسمي لأم القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=462
    ــــــــــــــــــــــ


    إلى كلِّ مؤمنٍ بالقُرآن العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..

    يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة من الذين فرّقوا دينهم شيعًا وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، ويا معشر أتباعهم من المسلمين، إنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أوجّه إلى جميع المسلمين سؤالًا أريد الإجابة عليه عاجلًا، وهو:

    هل تؤمنون بالقرآن العظيم الذكر المحفوظ من التحريف رسالة من الله خاصةً إلى كلّ إنسانٍ منذ مَبعَث محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى يوم الدّين؟ ومعنى قولي خاصةً إلى كل إنسانٍ هو تصديقٌ لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    ويا أمّة الإسلام لقد ابتعثني الله إليكم فاصطفاني خليفةً لَكُم لأحكم بما أنزل الله على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم يجعلني نبيًّا ولا رسولًا؛ بل ابتعثني ناصرًا لدعوة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك واطأ اسم محمد في اسمي ( ناصر محمد )، وجعل قدر التواطؤ للاسم محمد في اسمي في اسم أبي وذلك لكي يكون في اسمي خبر ما جئتكم به ( ناصر محمد ) أفلا تتّقون؟

    ويا معشر المسلمين لم يجعل الله الحجّة عليكم في تصديق علمائكم بل جعل الله الحجّة عليكم الآيات المحكمات البيِّنات أمّ الكتاب في القرآن العظيم يفقههنّ ويفهمهنّ ويعلمهنّ كلّ ذي لسانٍ عربيٍ مبينٍ، لا يزيغُ عنهن إلا هالكٌ ظالمٌ لنفسه.

    وسوف أقوم بوضع السؤال ثمّ بوضع الجواب من الله مباشرةً بآياتٍ مُحكَماتٍ بيّناتٍ، فمن كذَّب بهنّ فقد كذَّب بكلام الله وأهلك نفسه.

    ســ 1 : هل القرآن رسالةٌ شاملةٌ لكافة قرى البشريّة إلى يوم الدّين؟
    جــ 1 : قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    ســ 2 : وهل يمكن أن يعذِّب الله النّاس من غير إقامة الحجّة ببعث الرسل؟
    جــ 2 : قال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    ســ 3 : وهل إذا كذّبت كافة قرى البشريّة بذكرهم القرآن العظيم رسالة الله الشاملة إليهم أجمعين فهل سوف يعذِّب كافة قرى العالمين؟
    جــ 3 : قال الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ســ 4 : ما دام العذاب قبل يوم القيامة فهل هذا شرطٌ من أشراط السّاعة الكبرى؟ وبمَ سوف يُعذبهم؟
    جــ 4 : قال الله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ﴿٢٧﴾ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ﴿٢٨﴾ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ ﴿٢٩﴾ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴿٣٠﴾ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    ســ 5 : وهل نار الله سقر هي اللوّاحة للبشر من عصرٍ إلى آخر؟ وذلك لأنّ معنى لوّاحة للبشر أي أنّها تظهر لهم من عصرٍ إلى آخر، فهل كوكب العذاب الذي تُنذر النّاس به هو كوكب النّار؟ بمعنى هل سوف يهلك الكفار بالبيان الحقّ للذكر بكوكب النّار سقر؟ بمعنى هل هو العذاب الذي وعد الله به الكُفار قبل يوم القيامة أي قبل أن يدخلوا فيها فسوف يهلكهم الله بها قبل يوم القيامة؟ وهل لديك دليلٌ قطعي لا يحتمل الشكّ لمن كان يؤمن بالقرآن العظيم فتأتينا به من محكم القرآن يفهمه كلّ مؤمن بالقرآن العظيم فيعلمون أنّ كوكب العذاب هو كوكب النّار يمرّ على البشر قبل يوم القيامة؟
    جــ 5 : قال الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم.
    {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم.
    {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام يا حُجّاج بيت الله الحرام من الذين مَنَّ اللهُ عليهم بعلم الإنترنت العالميّة فاستخدموه كما يحبّه الله ويرضاه لنشر دينهم وبلاغِ أمرهم وتعليم أمّتهم، إنّما خاطبناكم مباشرةً من كلام الله ولم آتِ بشيءٍ من عندي حتى إذا كذّبتم فقد كذّبتم بالقرآن العظيم.

    ولربّما يودّ أحد أهل العقول المفكرين أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني يا من تزعم إنّك الإمام المهديّ المنتظَر وتخوّفنا بكوكب النّار وتقول أنّه قادمٌ فيمرّ من جانب الأرض فيهلك الله به قرى ويعذِّب أخرى فيُظهِر الله به المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني على كافة البشر، وبما أنّك تقول أنّك المهديّ المنتظَر موجودٌ معنا وهو أنت في هذا العصر وتخوّفنا بكوكب سقر اللوّاحة للبشر في هذا العصر، فالحمدُ لله أصبح من السهل أن نكشف حقيقة أمرك بتطبيق بيانك للتصديق على الواقع الحقيقي لأنّ هذه الأمّة أمّة علميّة أحاطهم الله بكثيرٍ من العلوم ومن غزو الفضاء وليسوا جُهلاء كالأمم الأولى، بمعنى أنّك لا ولن تستطيع أن تُدَجِّلَ علينا يا ناصر محمد اليماني، وذلك لأنّه من السهل أن نكشف حقيقة ما تقول بالتطبيق لبيانك للقرآن العظيم بالتصديق بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي، فنسأل روّاد الفضاء وعلماء الفلك ونقول لهم: يا روّاد الفضاء بوكالة ناسا الأميركيّة والصين والروس والهند وجميع غزاة الفضاء وعلماء الكون هل تعلمون بقدوم كوكبٍ من نارٍ يقترب من الأرض في عصرنا هذا؟ فإن وجدنا الجواب نعم فعند ذلك حصحص الحقّ وعلمنا أنّ ما تقوله هو الحقّ من ربّك لأنّك لم تخاطبنا من كتيّبات البشر بل بالبيان الحقّ للذكر من ذات الذكر القرآن العظيم. تصديقًا لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:53]".

    ناصر محمد اليماني حاضرٌ وأنا مُنتظرٌ لردِّ الباحثين عن حقيقة البيان الحقّ علميًّا، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

    {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٩﴾ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة : الباحث المنصف
    انت تدعي ان الله علمك مالم يعلم به محمد صلى الله عليه وآله وسلم من قصة اصحاب الكهف
    وبنفس الوقت تدعي انك ناصر لما جاء به محمد عليه وآله الصلاة والسلام
    فمن المنطق ان تكون اقل درجه وعلم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لانك تأتي بما جاء به ولم تأتي بشيء جديد .
    انتهى الاقتباس من الباحث المنصف



    أخي الحبيب أصحاب الكهف الرسل الثلاثة وزراء الإمام المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني هم والرقيم المضاف إليهم المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام وأصحاب الكهف لم يحط النبي عليه الصلاة والسلام بسرهم علما لذلك امره الله ان لا يستفتي احدا من اهل الكتاب :

    (فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا)

    وبيان سرهم إختص الله به عبده وخليفته المهدي المنتظر الحق لأن الله سيبعثهم في زمانه وعصره لأنهم علم للساعة هم والمسيح عيسى عليه السلام الرقيم المضاف اليهم:

    (وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها)

    ( ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ( 57 ) وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ( 58 ) إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ( 59 ) ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ( 60 ) وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم ( 61 )

    فأصحاب الكهف هم الأسباط الثلاثة من الذين لم يقصص الله أسماءهم على نبيه في قصتهم بل جعل قصتهم مجهولة الأسماء وكذلك قومهم وقريتهم مجهولة الأسماء، كون في تلك القصة أصحاب الكهف لو كنتم تعلمون. فأين ذكر أسماءهم في قصتهم واسم قومهم وقريتهم؟

    ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ}
    صدق الله العظيم [غافر:78]






    اقتباس المشاركة 5427 من موضوع الرّدود على من يصف نفسه بـ ( حب الله ورسوله ) .. ( لم يفتِه الله لحكمةٍ هي في صالحه ونُصرةً له، وإنّما ابتعثني الله لإثبات مصداقيّة محمّد رسول الله .. )


    - 2 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    01 - ربيع الأول - 1430 هـ
    26 - 02 - 2009 مـ
    12:13 صباحًا
    ( حسب التوقيت الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــ


    يا من تزعمُ أنّك تُحِبّ الله ورسوله فلكلِّ دعوى برهان، وبرهانُ الحُبِّ الطاعةُ ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصّلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمد وآله والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..

    يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم على مختلف طوائفهم، لو لم تزالوا على الهُدى لما جاء قدري وعصر ظهوري، فهل تعلمون متى عصر بعث الإمام المهديّ؟ إنّه يكون في أمّة آخر الزمان حين يصبح الإسلام ليس إلا جنسيّة ينتسبون إليه ولم يبقَ إلا الاسم فلا يسلم النّاس من شرّ يده ولا من لسانه، والمسلم من سَلِمَ النّاس من شرِّ يده وشرّ لسانه، ويظلم القويّ منهم الضّعيف فلا يبقى من الإسلام إلا اسمٌ لهم ومن القرآن إلا رسمه بين أيديهم ويتّخذونه مهجورًا بحجّة أنّه لا يعلمُ تأويله إلا الله ويُعرِضون عن آياته المُحكمات الواضحات البيِّنات أمّ الكتاب.

    وأمّا السُّنة المحمديّة فيرون الحقّ منها باطلًا والباطل الموضوع المخالف لمُحكم القرآن هو الحقّ، فيضلّ علماؤهم عن الحقّ ثمّ يُضِلُّون أمّتهم فحتى إذا لم يبقَ من الإسلام إلا اسم لهم ولا يتعاملون به ومن القرآن إلا رسمه؛ محفوظٌ بين أيديهم ويتخذونه مهجورًا وإن درسوه فلا يتدبّرونه، فلا يهتمون إلا بدراسة منطق لفظه ومخارج حروفه في حلقاتهم ويذرون الأساس وهو التدبّر في كلمات القرآن العظيم، وحتى إذا خرج علماء المسلمين عن الصّراط المستقيم وأخرجوا أمّتهم فلا يتعاملون بينهم بالدين وأصبح الكفار أعدل منهم في تعاملهم، وحتى إذا نسي المسلمون ما ذُكّروا به وضلَّ علماؤهم وأَضَلُّوا أمّتهم في أمّة آخر الزمان التي تطلع الشّمس من مغربها في عصرهم فمن ثمّ يبعث الله إليهم الإمام المهديّ ليهديهم فيُعيدهم إلى الصّراط المستقيم فيدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم، ومن ثمّ يُعرِض عنه علماؤهم ويأبون الاحتكام إلى محكم القرآن لأنّه سوف يأتي مُخالفًا للباطل الذي هم به مستمسكون من أحاديث وروايات الفتنة الموضوعة المخالفة لمُحكم القرآن العظيم، وتلك الأحاديث والروايات جاءت من عند غير الله فيتّبعونها برغم علمهم أنّها مخالفةٌ لمحكم القرآن، أولئك مُعرِضون عن كتاب الله وكذلك أعرَضوا عن سنّة رسوله الحقّ ويرَوْن الحقّ منها باطلًا والباطل حقًّا، أولئك شرّ العلماء في أمّة محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومثلهم كمثل علماء اليهود والنّصارى استمسكوا بما جاء من عند غير الله ( من عند الطاغوت الشيطان الرجيم )، ومنهم علماء اليوم وأمّتهم في آخر أمّة الإسلام في عصر الدعوة للحوار للمهديّ المنتظَر قُبيل طلوع الشّمس من مغربها، وعلماء هذه الأمّة وأتباعهم هم الذين قال عنهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [سيأتي زمان على أمّتي يحبّون خمساً و ينسون خمساً، يحبون الدّنيا و ينسون الآخرة، و يحبّون المال و ينسون الحساب، و يحبون الخلق و ينسون الخالق، و يحبون الذنوب و ينسون التوبة، و يحبون القصور و ينسون القبور].

    وقال عنهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ولا من الاسلام إلا اسمه يسمَّون به، و هم أبعد النّاس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شرّ فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود].

    وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يأتي على النّاس زمان بطونهم آلهتهم ونساؤهم قبلتهم، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم، لا يبقى من الإيمان إلا اسمه ومن الإسلام إلا رسمه ولا من القرآن إلا درسه، مساجدهم معمورة وقلوبهم خراب من الهدى، علماؤهم أشر خلق الله على وجه الأرض، حينئذ ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان وقحط من الزمان وظلم من الولاة والحكّام، فتعجّب الصحابة وقالوا: يا رسول الله أيعبدون الأصنام؟ قال: نعم، كل درهم عندهم صنم].

    وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [سيأتي على أمتي زمان تخبث فيه سرائرهم، وتحسن فيه علانيّتهم، طمعاً في الدنيا، لا يريدون به ما عند الله عزَّ وجلّ، يكون أمرهم رياءً، لا يخالطه خوف، يعمهم الله منه بعقاب، فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم].

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يأتي على النّاس زمان وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، كأمثال الذئاب الضواري، سفّاكون للدماء، لا يتناهون عن منكر فعلوه، إن تابعتهم ارتابوك، وإن حدثتهم كذّبوك، وإِن تواريت عنهم اغتابوك، السُّنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سُنة، والحليم بينهم غادر، والغادر بينهم حليم، والمؤمن فيما بينهم مستضعف، والفاسق فيما بينهم مشرّف، صبيانهم عارم، ونساؤهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الالتجاء إليهم خزي، والاعتزاز بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه، وينزّله في غير أوانه، يسلط عليهم شرارهم فيسومونهم سوء العذاب ].
    صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ويا معشر علماء الأمّة، أقسمُ بالله الواحد القهّار الذي يُدرِك الأبصار ولا تُدرِكه الأبصار، الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار، إنّي أنا الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم ابتعثني الله إليكم لأهديكم أنتم وعلمائكم إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؛ حقيقٌ لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ وآمركم بما أمركم الله به ورسوله وأنهاكم عمّا نهاكم عنه الله ورسوله، ولم يبتعثني الله بدينٍ جديدٍ؛ بل لأعيدكم إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ كما كانت الأمّة الأولى على منهاج النّبوة الحقّ.

    وبما أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم فلا ينبغي للحقّ أن يتّبع أهواءكم ولا يطلب رضوانكم ولا يخشاكم شيئًا وأقول الحقّ من ربّكم ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فيحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو خير الحاكمين، فيظهرني الله عليه في ليلةٍ ببأسٍ شديدٍ من لدنه وهو من الصاغرين.

    ويا معشر علماء الأمّة، إنّي أنا الإمام المهديّ لكم من بعد ضلالكم، ولو لم تزالوا على الهُدى لما جاء قدر عصري وظهوري.

    ويا معشر علماء الأمّة، وإني على إثبات أنّكم لضالّون مُضِلّون لقديرٌ، وعلى الهيمنة بالحقّ عليكم لجديرٌ، وأتلقّى العلم من لَدُن عليمٍ خبيرٍ، وأبدأ بالبرهان المبين فآتيكم به من محكم القرآن العظيم، وأفتيكم أنّكم تركتُم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، وتستمسكون بما خالف أمر الله في محكم القرآن العظيم، وتتّبعون أمر الشيطان الرجيم في الأحاديث التي جاءت من عند غير الله ورسوله؛ بل من عند الشيطان الرجيم الذي قال لكم:
    [اختلاف أمّتي رحمة]، فأطعتم أمر الشيطان وعصيتم أمر الرحمن في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    وكذلك نهاكم الله يا معشر علماء المسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتفرِّقوا دينكم شيعًا فتجدوا أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
    {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وكذلك أمر الله الصادر في قوله تعالى:
    {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وكذلك في قوله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿١٥٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
    {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].

    ولكنّ علماء المسلمين تفرّقوا ثم فشلوا ثم ذهبت ريحهم كما هو حالكم يا معشر المسلمين، ومن ثم ذهب عزّكم إلى أعدائكم فأصبحوا في عزّةٍ وشقاقٍ لدينكم، فابتعثني الله بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون في الدّين بالحُكم الفصل وما هو بالهزل لجمع شملكم وتوحيد صفّكم ولجبر كسركم، فصدِّقوا بالحقّ من ربّكم وكونوا من الشاكرين يا أمّة المهديّ المنتظَر في عصر الظهور.

    وأُقسم لكم بربّي وربّكم الله الواحد القهّار بأنّي أنا المهديّ المنتظر الحقّ من ربّكم ولم يجعل الله حُجّتي عليكم في القسَم ولا في الاسم؛ بل جعل حُجّتي عليكم في العلم فزادني على جميع علماء الأمّة بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن العظيم لكي يجعلني قادرًا على الحُكم بين علماء المسلمين في جميع ما كانوا فيه يختلفون، فأستنبط لهم الحُكم الحقّ من مُحكم القرآن العظيم حتى لا يجدوا في صدورهم حرجًا مما قضيتُ بينهم بالحقّ من ربّهم فيُسلِّموا تسليمًا، وأوّل شيء أبدأ الحُكم فيه بينهم بالحقّ هو في اختلافهم في السُّنة النبويّة الحقّ، فطائفةٌٌ تركت سنّة محمدٍ رسول الله الحقّ واستمسكت بالقرآن وحده، وأخرى تمسّكت بسنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وتركت القرآن، وأخرى يبحثون عن كتاب فاطمة الزهراء، وأخرى يفترون على الله بالعلم اللدنّي، وأخرى تتّبع البِدَع والمُحدثات بأعياد الميلاد والمُبالغة في عباد الله المُقربين وغلوا في دينهم بغير الحقّ.

    وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهدُ أنّ محمدًا رسول الله، وأشهدُ أنّ القرآن من عند الله، وأشهد أنّ السُّنة النبويّة الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله، وأشهدُ أنّ القرآن محفوظٌ من التحريف ليجعله الله المرجِع لما اختلف فيه علماء الحديث في السُّنة النبويّة، وأشهد أنّ الله لم يَعدَكم بحفظ السُّنة النبويّة من التحريف ولذلك جعل الله مُحكم القرآن هو المرجع فيما اختلفتم فيه من علم الحديث في السُّنة النبويّة، وأشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّه لا يُجادلني عالِمٌ بالقرآن العظيم إلا أخرستُ لسانه بالحقّ فيُسلِّم تسليمًا لأنّه لن يستطيع أن يُنكر سلطان علمي عليه بالحقّ من محكم القرآن العظيم أو يأتي بالبيان للقرآن هو خيرًا من تفسير ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلًا إلى يوم يقوم النّاس لربّ العالمين.. وإنّا لصادقون. ولكل دعوى برهان والكذب حباله قصيرة.

    وبما أنّ الله جعلني حكمًا بين جميع علماء المسلمين بالحقّ؛ حقيقٌ لا أقول على الله ورسوله إلا الحقّ وأُفتي بالحقّ لمن أراد أن يتّبع الحقّ، فليستمسك بمن يستمسك بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فيعتصم بنور القرآن والسُّنة النبويّة الحقّ نورًا وهُدًى للمؤمنين.

    وبما أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم جعلني الله حكمًا بينكم في جميع ما اختلف فيه علماء الدّين فسوف أبدأ الحُكم بينكم بالحقّ مُقدمًا مُعلناً الفتوى بالحقّ بأنّ السُّنة النبويّة الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله، وكذلك أُفتي بالحقّ أنّ السُّنة النبويّة لم يعِدَكم الله بحفظها من التحريف ولكنّه وعدكم بحفظ القرآن العظيم من التحريف ليجعل آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم هُنّ المرجع لما اختلفتم فيه من السُّنة النبويّة، وبما أنّي أفتيتُ بأنّ السُّنة النبويّة جاءت من عند الله كما جاء القرآن العظيم فقد وجب على الإمام ناصر محمد اليماني أن يُلجِم بالبرهان المُبين من مُحكم القرآن العظيم أنّ السُّنة النبويّة الحقّ جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم، وأعلن الفتوى بالحقّ عن الحديث الحقّ الذي جاء من عند الله على لسان رسوله، وقال عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار:
    [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

    ولا حاجة لي بالبحث عن مصدر هذا الحديث ولا عن الثقات الوارد عنهم بل آتيكم بسند هذا الحديث الحقّ مباشرةً من مُحكم القرآن العظيم. قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
    [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه]، وسند هذا الحديث الحقّ تجدونه في مُحكم القرآن العظيم، فإذا تدبّرتم القرآن كما أمركم ربّكم فسوف تجدوا سنده بالضبط في [سورة النساء] الآية رقم (81) و (82) وذلك في قول الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثم نستنبط لكم سند الحديث الحقّ من هذه الآيات فأجده في قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    ويا معشر هيئة كبار العلماء إنّ الذي جاء في
    [سورة النساء] في الآية (81) و (82) قد جعلهنّ الله الأساس لدعوة المهديّ المنتظر لعلماء المسلمين إلى طاولة الحوار العالميّة لجميع علماء الأمّة الإسلاميّة، وكلا ولا ولن تستطيعوا إنكار ما جاء فيهنّ أبدًا إلا مَن كفر بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فيحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

    ويا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وجميع علماء الأمّة الإسلاميّة، أُحذّركم تفسير القرآن بالرأي وبالظنّ الذي لا يُغُني من الحقّ شيئًا وبالاجتهاد من قبل الوصول إلى البُرهان المُبين بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ لأنّ القرآن كلام الله ربّ العالمين، ألا وإنّ تفسير القرآن هو المعنى المُراد في نفس الله من كلامه وما يقصده بالضبط، فإذا قلتم على الله ما لا تعلمون بقول الظنّ والاجتهاد الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا فإن فعلتم ذلك فاعلموا بأنّكم لم تطيعوا أمر الله ورسوله بل أطعتم أمر الشيطان الرجيم الذي يأمر بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأنتم تعلمون بأنّ الله حرّم على المؤمنين أن يقولوا على الله ما لا يعلمون، وذلك في محكم كتاب الله في قوله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]، مع احترامي لعلماء الأمّة الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكن للأسف فإنّ كثيرًا من علماء المسلمين يتّبعون ما ليس لهم به علم دون أن يستخدموا عقولهم، هل ذلك منطقيٌّ؟ وهل أفئدتهم مطمئنة لذلك؟ وعن ذلك سوف يُسألون. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وبسبب اتّباعكم لتفاسير الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من قبلكم أضلّوكم حتى عن بعض مُحكم القرآن العظيم كمثال قول الله تعالى:
    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، وقال الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بأنّ الله يخاطب الكُفار أفلا يتدبرون القرآن وأن لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا! ولكني أُحذّر المفسرين فصل آيةٍ عن أخواتها في نفس الموضوع لكي تكون يتيمةً فيُأَوِّلونها على هواهم كيفما شاءوا، وإذا أردّتم تدبّر القرآن فلا تفصلوا الآية عن أخواتها؛ بل تأخذوا جميع الآيات التترى واحدةً تلو الأخرى اللاتي في نفس الموضوع حتى لا يُحَرَّف كلام الله عن مواضعه بالبيان الباطل حتى يتبيّن لكم الحقّ من الباطل وحِرصًا منكم أن لا تقولوا على الله غير الحقّ، وإذا أخذنا الآيات اللاتي تتكلم عن موضوعٍ مُعينٍ فسوف نفهم المقصود في نفس الله من كلامه حتى لا نقول على الله غير الحقّ، وأضرب لكم على ذلك مثلًا في قول الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    ثم فسّرها وقال إنّ الله يخاطب الكُفار أن يتدبّروا القرآن وأن لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا، ومن قراءة هذا التفسير لن يشك مثقال ذرةٍ أنّه غير صحيح برغم أنّه تمّ تحريف كلام الله عن موضعه المقصود، وذلك لأنّ الله لا يخاطب الكفار في هذا الموضع بل يخاطب علماء المسلمين بأنهم إذا أرادوا أن يكشفوا الأحاديث النبويّة التي من عند غير الله افتراءً على رسوله فإنّ عليهم أن يتدبّروا القرآن ليقوموا بالمُطابقة للأحاديث الواردة مع مُحكم القرآن العظيم، وعلّمهم الله بأنّ ما كان من الأحاديث النبويّة من عند غير الله فسوف يجدون بينهنّ وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافًا كثيرًا، وهذا دليل داحض للجدل بأنّ السُّنة النبويّة من عند الله كما القرآن من عند الله، وإنّما جعل مُحكم القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من الأحاديث النبويّة وذلك لأنّه محفوظٌ من التحريف، وأمّا السنّة فلم يعدكم الله بحفظها من التحريف كما تقول أخي الكريم، فإن كنتم من أولي الألباب تدبّروا الآيتين تجدوا ما جاء في بياني هذا هو الحقّ بلا شكٍّ أو ريبٍ، فتدبّروا يا أولي الألباب قول الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    وفيهما يخبركم الله بأنه توجد طائفةٌ بين المؤمنين جاءوا إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - وقالوا: "نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمد رسول الله".. كَذبًا، وإنّما يريدون أن يكونوا من صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ظاهر الأمر ليكونوا من رواة الحديث فيصدّوا عن سبيل الله بأحاديث لم يقُلها عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى:
    {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثم بيّن الله لكم مكرهم وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    وجاء في هذا الموضع سندٌ للحديث الحقّ في أول البيان، قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
    [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه]، وذلك لأنّ الله يخاطب علماء الأمّة بأنّ الحديث المُفترى يتمّ إرجاعه للقرآن فإذا كان من عند غير الله فسوف يجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافًا كثيرًا.

    ولكنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لا أنكر سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل آخذ بجميع ما ورد عن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وذلك لأنّي أعلم أن السُّنة النبويّة جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده تعالى، وإنما أكفر بما خالف منها لمحكم القرآن العظيم لأنّي أعلم أنّه حديثٌ مُفترًى ما دام جاء مُخالفًا لمُحكم القرآن العظيم، وليس معنى ذلك أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لا يأخذ إلا ما تطابق مع القرآن وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، بل آخذ بجميع الأحاديث النبويّة حتى ولو لم يكُن لها بُرهان في القرآن العظيم فإني آخذ بها، وإنّما أكفر بما جاء مُخالفًا لمحكم القرآن العظيم لأنّي علمت أنّه حديث مُفترًى عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ويا هيئة كبار علماء المسلمين بالمملكة العربيّة السعوديّة وكذلك جميع علماء الأمّة الإسلامية، إنّي أدعوكم إلى الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون من أجل تصحيح أحاديث السُّنة المحمديّة الحقّ وتصحيح عقائدكم ونفي كافة البدع والمُحدثات في الدّين الإسلامي الحنيف، فنوحّد صفّكم من بعد تفرقكم وفشلكم فتقوى شوكتكم من بعد أن ذهبت ريحكم نظرًا لمخالفة أمر الله الصادر في آيات القرآن المُحكمات، وننهاكم ونحذّركم بعدم الاختلاف، والاحتكام إلى محكم القرآن فيما اختلفتم فيه من السُّنّة، فما وجدتموه جاء مُخالفًا لمحكم القرآن العظيم فاعلموا أنّ هذا الحديث النبويّ جاء من عند غير الله ورسوله؛ بل من عند الطاغوت الشيطان الرجيم وأوليائهم من شياطين الإنس يوحون إليهم بالباطل ليخرجوكم عن الحقّ، وأمّا إذا لم يخالف الحديث المرويّ لمحكم القرآن العظيم فارجعوا ذلك لعقولكم والحقّ منها ستطمئن إليه قلوبكم وتقبله عقولكم، ذلك لأنّ الله أمركم باستخدام عقولكم. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وكذلك تجدون بيان ناصر محمد اليماني للقرآن مُطابقًا للبيان الحقّ لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في السُّنة النّبويّة الحقّ، تصديقًا للأحاديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [اعرضوا حديثي على الكتاب فما وافقه فهو مني وأنا قلته].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [وإنها ستفشى عني أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله واعتبروه فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله‏].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ستكون عني رواة يروون الحديث فاعرضوه على القرآن فإن وافق القرآن فخذوها وإلا فدعوها].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [عليكم بكتاب الله وسترجعون إلى قوم يحبون الحديث عني ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النّار فمن حفظ شيئاً فليحدث به].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [عليكم بكتاب الله فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني فمن عقل شيئاً فليحدث به ومن افترى عليّ فليتبوأ مقعدا وبيتا من جهنّم].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا إنها ستكون فتنة قيل ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الردّ ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته حتى قالوا‏: ‏{‏إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به‏}، من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم‏].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يأتي على النّاس زمان لا تطاق المعيشة فيهم إلا بالمعصية حتى يكذب الرجل ويحلف فإذا كان ذلك الزمان فعليكم بالهرب قيل يا رسول الله وإلى أين المهرب قال إلى الله وإلى كتابه وإلى سنة نبيّه الحقّ].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ما بال أقوام يشرّفون المترفين ويستخفّون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض يسعون فيما يدرك بغير سعي من القدر والمقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور‏].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، وذلك أن الله يقول‏: ‏{‏فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى‏}].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلمه واتبع ما فيه].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحد في تركه، فإن لم يكن في كتاب الله فسنة مني ماضية].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ما هذه الكتب التي يبلغني أنكم تكتبونها، أكتاب مع كتاب الله‏؟‏ يوشك أن يغضب الله لكتابه].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا أيها الناس، ماهذا الكتاب الذي تكتبون‏: أكتاب مع كتاب الله‏؟‏ يوشك أن يغضب الله لكتابه قالوا يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ‏؟‏ قال‏: من أراه الله به خيرا أبقى الله في قلبه لا إله إلا الله‏].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تكتبوا عني إلا القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي فليتبوأ مقعده من النّار].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإني أخاف أن يخبروكم بالصدق فتكذبوهم أو يخبروكم بالكذب فتصدقوهم، عليكم بالقرآن فإن فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم‏].

    قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، إما أن تصدقوا بباطل وتكذبوا بحق، وإلا لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني ‏] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ، فهل وجدتم اختلافًا شيئًا بين بيان محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وبين بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن من ذات القرآن؟ فلا حجّة لكم على المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني بعد إذ حاججتكم بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن ثمّ بالبيان الحقّ من عند الرحمن على لسان محمدٍ رسول الله في السنة المُهداة، فلم تجدوها تختلف مع بيان ناصر محمد اليماني للقرآن، ومن حاجني الآن بما خالف لمحكم كتاب الله وبما خالف لمحكم سنة البيان على لسان محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فاشهدوا عليه بالكفر والإعراض عن كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وعصى الله ورسوله والمهديّ المنتظر الحقّ من ربّه وما بعد الحقّ إلا الضلال. وسلامٌ على المُرسَلين والحمدً لله ربّ العالمين.


    ونبدأ بالحوار في عقيدة بعث الإمام المهديّ الذي له تنتظرون، فهل أنتم من يصطفيه ويختاره ويبتعثه أم الله؟

    وجعل الله المهديّ المنتظر خليفة الله في الأرض قائدًا لكم للجهاد في سبيل الله وإمامًا هاديًا إلى الصراط المستقيم، ويزيده الله بسطةً على كافة علمائكم بالحقّ، وأفتيكم بالحقّ والحقّ أقول حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ، وأفتيكم بالحقّ أنّ اصطفاء خليفة الله لا ينبغي للإنس والجنّ والملائكة التّدخّل في شأنه أو المُعارضة فيه، وأمر اصطفاء خليفة الله في الأرض يختصّ به الله مالك الملك الذي يؤتي ملكه من يشاء فيزيد خليفته بسطةً في العلم على كافة من استخلفه عليهم ليجعل الله ذلك برهان الخلافة والإمامة والقيادة لعلكم تتّقون، فَلنَحتَكِم إلى الله في كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ إن كنتم مؤمنين.

    وأنا الإمام المهديّ الحقّ من الرحمن أُجادلكم أولًا من القرآن العظيم، فإذا لم أجد ضالّتي فيه ومن ثمّ أذهب إلى سُنّة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم. فتعال لأعلمك ناموس اصطفاء الخليفة بأنّ شأنه يختصّ به الله وحده لا شريك له ولا يشرك في حُكمه أحدٌ، وما ينبغي لعباده أن يصطفوا خليفة الله من دونه سبحانه وهو أعلمُ حيث يجعل رسالته وهو العزيز الحكيم، فإذا اصطفى الله خليفته من عباده أصدر الأمر إلى عباده أجمعين بطاعته، وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فانظر يا جعفر لردّ الله الواحد القهّار على ملائكته المقربين الذين أبدوا لهم رأيًا آخر في اصطفاء خليفة الرحمن، فانظر إلى ردّ الله عليهم:
    {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، فإذا كان ملائكة الرحمن ينقصهم العلم الواسع في اصطفاء خليفة ربّهم فكيف يصطفي خليفةَ الله الشيعةُ الاثني عشر من دونه؟! فإذا كان لا يحقّ لملائكة الرحمن الرأي في اصطفاء خليفة ربّهم فكيف يحقّ لمن هم دونَهم يا جعفر؟ ومن ثمّ بيّن الله لملائكته برهان الخلافة لمن اصطفاه الله أنّه يزيده بسطةً في العلم عليهم، وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا معشر الشيعة الاثني عشر، هل أنتم أعلم أم الله الواحد القهار؟! أفلا ترون ردّ الله على ملائكته بالتكذيب أنّهم أعلمُ من ربّهم ويرون من اصطفاه سوف يفسد في الأرض ويسفك الدماء وكأنّهم أعلم من الله؟ ولذلك قال الله تعالى لهم:
    {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، لأنهم ليسوا أعلم من ربّهم في اصطفاء الخليفة، ولذلك كان الردّ عليهم قاسيًا من الله: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ أدرك الملائكة أنّهم تجاوزوا حدودهم في شأن اصطفاء خليفة ربّهم وربّهم أعلمُ منهم، ولذلك سبّحوا لربّهم من أن يكونوا أعلم منهُ سبحانه قالوا:
    {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

    فتدبّر المقطع كاملًا تجد أنّ شأن اصطفاء الخليفة يختصّ به من يعلم الغيب في السموات والأرض ويعلمُ ما تُبدون وما كنتم تكتمون، وقال الله تعالى:
    {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم.

    ونستنبط من هذه الآيات أحكامًا عدّة في ناموس الخلافة في الكتاب كالتالي:


    1 - إنّ شأن اصطفاء خليفة الله يختصّ به مالك المُلك الذي يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليمٌ.

    2 -
    إنّ اصطفاء الخليفة لا يحقّ حتى لملائكة الرحمن المُقرّبين التدخل فيه، فليسوا هم أعلم من الله وهو أعلمُ حيث يجعل علم رسالته.

    3 -
    نجد أنّ الله علّم ملائكته بالبرهان لِمَن اصطفاه الله خليفة أنّه يزيده بسطةً في العلم على من استخلفه عليهم ليجعله مُعلِّمًا لهم العلم، ولذلك قال الله تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ}صدق الله العظيم.

    فتبيّن لنا أنّ آدم زاده الله بسطةً في العلم على الملائكة برغم أنّ الملائكة علماء، ولكن الله زاد آدم بسطةً في العلم عليهم ليجعل ذلك برهان الاصطفاء لكي تعلموا خليفة الله الذي اصطفى عليكم بأنّكم تجدون أنّ الله قد زاده بسطةً في العلم عليكم، وشأن الخلافة كذلك لا يتدخل فيه أنبياء الله ورسله، فكذلك لا يحقّ لهم أن يصطفوا خليفة الله من بعدهم من دونه، فانظر لخليفة الله طالوت فهل نبيّهم هو من اصطفى طالوت عليهم قائدًا وإمامًا وملكًا؟ بل الله الذي اصطفاه وزاده بسطةً في العلم عليهم الذي يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليم، وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا معشر الشيعة والسُّنة، أأنتم من يقسِم رحمة الله فتصطفون مَن تشاءون؟! أفلا تتَّقون؟ فأمّا السُّنة فحرّموا على خليفة الله أن يُعرّفهم بنفسه، وقالوا إنّ المهديّ المنتظَر لا يعلمُ أنّه المهديّ المنتظَر، وأنّهم هم من يعلم المهديّ المنتظَر فيُعرّفونه على شأنه في المسلمين أنّه الإمام المهديّ بشرط أن يُنكر أنّه الإمام المهديّ مبعوثٌ من ربّ العالمين، ومن ثمّ يزدادون إصرارًا بل أنت الإمام المهديّ ولكنّك لا تعلم أنّك الإمام المهديّ فيجبرونه على البيعة كرهًا وهو من الصاغرين برغم أنّهم يعلمون أنّ الإمام المهديّ يبتعثه الله إليهم على اختلافٍ بين علماء الأمّة وتفرّقًا ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيوحِّد صفّهم ويلُمّ شملهم ويجبر كسرهم من بعد أن تفرقوا وفشلوا وذهبت ريحهم كما هو حال المسلمين اليوم، وبرغم الأحاديث النّبويّة الحقّ التي تفتي أهل السُّنة أنّ الله هو من يبعث الإمام المهديّ إليهم، وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [أبشّركم بالمهديّ يُبعث في أمّتي على اختلاف من الناس، وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صفاحاً]
    صدق عليه الصلاة والسلام.

    فكيف تعتقدون يا معشر السُّنة أنّ الله يبعث المهديّ في أمّة محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثمّ تُحرّمون عليه أن يقول لكم: "يا أمّة محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إنّي الإمام المهديّ ابتعثني الله إليكم لأحكم بينكم بالعدل."؟ فأطيعوا أمري، وإن عصيتم أظهرني الله عليكم ببأسٍ شديدٍ من لدنه في ليلةٍ وأنتم صاغرون فتقولون ربّنا اكشف عنّا العذاب إنا مؤمنون.

    وأمّا الشيعة وما أدراك ما الشيعة، فقد ابتعثوا الإمام المهديّ قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور وآتوه الحُكم صَبيًّا، ألا والله لا يأتيهم مهديُّهم الذي له ينتظرون لو انتظروا له خمسين مليون سنة حتى يجعلوا الأحجار عنبًا والماء ذهبًا، ذلك لأنّه ما أنزل الله به من سلطانٍ لا في كتاب الله ولا سنّة رسوله الحقّ. ويا معشر الشيعة الاثني عشر، إنّي أنا المهديّ المنتظر الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهّر من ذُريّة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ولم تلدني أمي قبل قدري المقدور في الكتاب المسطور، وكان أمر الله قدرًا مقدورًا وجئت على قَدَرٍ يا موسى.

    ويا معشر الشيعة الاثني عشر، لقد ظهر البدر وصار وسط السماء ولكنّكم لا تُبصرون، فكيف يُبصرُ البدرَ وسط السماء من كان في سردابٍ مُظلمٍ؟! وكلا ولن تبصروا البدر حتى تكفروا بأسطورة سرداب سامراء، أمّا إذا أبيتُم إلا المكوث في ظلمات السرداب فلن تؤمنوا بصاحب علم الكتاب حتى مجيء كوكب العذاب (كوكب سقر) ليلة يسبق الليل النّهار لطلوع الشّمس من مغربها؛ ليلة النّصر والظهور للمهديّ المنتظَر من الله الواحد القهّار الذي ابتعثه بالحقّ، فإن أبيتم أظهرني الله عليكم في ليلةٍ واحدةٍ وأنتم صاغرون ليلة النّصر والظهور للمهديّ المنتظَر على كافة البشر؛ ليلة مرور الكوكب العاشر سقر نار الله الكبرى اللوّاحة للبشر من عصر إلى آخر، وجئتكم أنا وكوكب النّار على قَدَرٍ في الكتاب المسطور، فيأتيكم في موعده المقرر في نهاية عصر الحوار من قبل الظهور، حتى إذا كذّبتم أظهرني الله به على كافة البشر في ليلةٍ يسبق الليل النّهار، وقد أدركت الشّمس القمر نذيرًا للبشر، لمن شاء منكم أن يتقدَّم فيُصَدِّق بالبيان الحقّ للذكر أو يتأخر فيهلكه الله بكوكب النّار سقر سنتها شهر من شهور السَّنة الكونيّة، وطول السَّنة الكونيّة خمسون ألف سنة بحساب أيّامكم وسنينكم وساعاتكم ودقائقكم وثوانيكم؛ بمعنى أنّ اثني عشر دورة فلكية لكوكب سقر تعادل خمسين ألف سنة. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾ مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ ﴿٣﴾ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿٤﴾ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴿٥﴾ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ﴿٦﴾ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴿٧﴾ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ﴿٨﴾ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴿٩﴾ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴿١٠﴾ يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ﴿١١﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ﴿١٢﴾ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ﴿١٣﴾ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ ﴿١٤﴾ كَلَّا ۖ إِنَّهَا لَظَىٰ ﴿١٥﴾ نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ ﴿١٦﴾ تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١٧﴾ وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [المعارج].

    وأنتم تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾}، وتجدون دعوتهم في قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وأمّا لِحْية الإمام المهديّ فأنا أعفو عن لِحْيَتي إلى الحدّ الذي يقتضيه جمال اللحْية، فإذا أطلتُها أكثر من ذلك ذهب جمالها لأنّ شعري جاف، ولو كان شعري غير جافٍ لأطلتُها إلى قبضة يدي، فلا تتجاوز لِحاكُم قبضة أيديكم، ولم يأمركم محمدٌ رسول الله بإطالتها أكثر من ذلك، وأصدر محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لكم ثلاث فتاوى في اللِّحى على حسب ما يقتضيه جمال اللحْية، فأمّا ذو الشعر الجاف فليعفها، واللحية العافية هو ما غطى البشرة التي تنبت فيها اللحية، وإذا أطالها أكثر من ذلك فإنّ شعره يتعكَّف، لأنّ الشعر الجاف الذي يميل إلى التجعّد يتعكّف إذا طال أكثر من قبضة اليد، وكذلك أحفُّ شاربي من على شفتي العُليا حسب ما يقتضيه جمال الشارب، يُخفف قليلًا، فأقصُ الشعيرات الزائدة.

    وأمّا أصحاب اللحى ذات الشعر العادي الذي لا يتعكف فليطيلوها، أهم شيء أن لا تتجاوز اللحية قبضة اليد، وأهم شيء أن لا تحلقوا لِحاكم بالموس صِفرًا فتشوهوا مناظركم وتتشبهوا بنسائكم من غير لحية وتذهب هيبتكم، ولا آمركم بإطالتها أكثر من قبضة اليد كما رأيت لحية جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلم أرَها إلى سُرّته بل إلى قبضة يده، أفلا تتَّقون يا أصحاب اللِّحى إلى السُّرة؟ فهذه من البدع والتشويه بعلماء الأمّة، فكيف بكم في خلوتكم مع نسائكم؟ أفلا تعقلون؟! وأكرر الفتوى أنّ اللحية لا تتجاوز قبضة اليد.

    وكذلك أرى أقوامًا يطيلون شعر رؤوسهم إلى بين أيديهم ويتشبهون بنسائهم ويفترون على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وصحابته الأبرار، وما كانوا يتشبهون بنسائهم فلا تفتروا عليهم بغير الحقّ، وكذلك أرى أقوامًا يتشبّهون باليهود في حلاقة رؤوسهم فيحلقون نصفها من الأدنى، فلا يليق ذلك بمسلمٍ ذي رجولة.

    وكذلك يا من تزعم أنّك تحبّ الله ورسوله، فإن كنت تُحبّ الله ورسوله فاتّبعني يُحبِبْك الله ورسوله، وكذلك رأيتك قد كتبت بيانًا آخر في قسمٍ آخر وأنا لا أزال أردّ عليك، ومن ثمّ قمت بحذفه فورًا دون أن أقرأه! فكيف تفتح معي حوارًا ومن ثمّ تتراجع وتفتح حوارًا آخر؟ بل الأوَّل فالأوَّل حتى نخرج بنتيجة أخي الكريم، عسى وأنت تريد الحقّ.

    وأمّا قولي: "اتّبعوني أهدِكم صراطًا مستقيمًا" فهو ليس صراطًا جديدًا، فلم يجعلني الله مُبتدعًا بل مُتَّبعًا ناصرًا لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأقتفي أثره حتى أفوز بحبّ الله وغفرانه ورضوانه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} صدق الله العظيم [ال عمران:31].

    وأستمسكُ بالقرآن وسُنّة البيان الحقّ، فجميعهم وحيٌّ من الله، وكان محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - مستمسكًا بما أُوحي إليه من القرآن وسُنّة البيان الحقّ كما علّمه الله. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وأمّا بالنسبة كيف تعلّمتُ البيان، فإنّي أتّقي الله فلا أقول عليه ما لم أعلم ومن ثمّ يُعلّمني الله. تصديقًا لوعده الحقّ:
    {وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّـهُ ۗ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:282].

    الإمام المهديّ الداعي إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ الناصر لما جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ الإمام ناصر محمد اليماني
    .
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  9. افتراضي


    اقتباس المشاركة 4165 من موضوع وزراء المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني هم أربعة من الطاقم الأوَّل ..

    الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
    06 - شوّال - 1430 هـ
    25- 09 - 2009 مـ
    01:51 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القُرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=553
    ــــــــــــــــــــــ


    وزراء المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ هم أربعةٌ من الطاقم الأوَّل ..


    اقتباس المشاركة :
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أرجو من الاخ ناصر محمد اليماني أن يجيبني على سؤوالي الاخير والذي فيه ثلاث فروع
    1_كم هو عدد عدة الامام المنتظر ؟
    2_ماهي مأدبة السماء واين تقع؟
    3_ما هي دابة الارض التي تكلم الناس؟
    ولكم فائق احترامي وتقديري
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انتهى الاقتباس
    بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..

    أولًا: يجب عليك أن تتنازل عن التكبّر والغرور، وثانيًا: إن كنت عالمًا كما ترى نفسك فَمِن المفروض أنك تسمع من قبل أن تحكُم ومن بعد الاستماع والتدبّر تحكُم علينا حتى لا تظلم نفسك إن كنت من الذين قال الله عنهم: {
    فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكنّي للأسف لم أرَك منهم يا سلمان وذلك لأنك حكمت من قبل الاستماع والحوار ولذلك أفتيت فينا بغير الحقّ وقلت حُكمَك الشَّهير:
    اقتباس المشاركة :
    عرفت طريق الحقّ منذ البداية انك لست الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ولست حتى اليماني الموعود وانشاء الله يتبين صحة كلامي هذا وعندي الادلة عليه من القران والسنة والمنطق والعقل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ الحقّ من ربّك شئت أم أبيت وأقول لك: إني أُشهِد الأنصار السابقين الأخيار وكافة الزوار عليك أن تُثبت فتواك بالعلم والسلطان من القرآن كما قلت في شأني:
    اقتباس المشاركة :
    انك لست الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ولست حتى اليماني الموعود وانشاء الله يتبين صحة كلامي هذا وعندي الادلة عليه من القران والسنة والمنطق والعقل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انتهى الاقتباس
    ولكنّي اليمانيّ وأنا ذاتي المهديّ، وإن كنت تقصد بِعُدَّتي أي جنودي فوالله الذي لا إله غيره لا يحصيهم إلا الله لأنّ الله سوف يمدُّني بجنوده من البعوضة فما فوقها فيحشرهم لعبده جميعًا في حربه مع المسيح الدجال الذي يُجَهِّز جنده منذ أمدٍ بعيدٍ، وقال الله تعالى: {
    إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ﴿١٥﴾ وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴿١٦﴾ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الطارق].

    وعليك أن تعلم يا سلمان أنّ أكبر معركةٍ في تاريخ خلق الله جميعًا هي بقيادة المهديّ المنتظر قائد جُند الله، وخصمي المسيح الكذّاب إبليس قائد جنود الطاغوت جميعًا؛ بل هي المعركة الفاصلة بين الحقّ والباطل في الكتاب، وإنّا فوقهم قاهرون وعليهم مُنتصرون بإذن الله الواحد القهّار، ألا إنَّ حزب الله لهُم الغالبون.

    وأمّا وزراء المهديّ المنتظر ناصر محمد اليمانيّ فهم أربعةٌ من الطاقم الأول، فهم أصحاب الكهف والرّقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف وجميعهم من الأنبياء وهم:
    1 - رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام
    2 - رسول الله إلياس عليه الصلاة والسلام
    3 - رسول الله إدريس عليه الصلاة والسلام
    4 - رسول الله اليسع عليه الصلاة والسلام

    ودابّة الأرض أول من يبعثه الله ويُكَلِّم النّاس كهلًا بالحقّ هو المسيح عيسى ابن مريم فعلِمتُه بعد أن علَّمني الله بذلك وفصَّل لي شأنه في الكتاب تفصيلًا.

    والمعركة الكُبرى في تاريخ الكون كُلّه ليست كما تزعم بين الإمام المهديّ والسفيانيّ، كلّا وربّي؛ بل هي بين الإمام المهديّ والمسيح الكذاب الذي يريد أن يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنه الله ربّ العالمين، وما كان لابن مريم أن يقول ذلك! بل هو كذّابٌ ولذلك يسمّى المسيح الكذاب، ولذلك قدّر الله عودةً للمسيح الحقّ ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه و آل عمران وسلّم تسليمًا، ولن يأمره الله أن يدعو النّاس إلى اتِّباعه؛ بل يدعو النّاس وهو كهلٌ إلى اتِّباع المهديّ المنتظَر ويكون من الصالحين التّابعين. تصديقًا لقول الله تعالى: {
    وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فأمّا التكليم وهو في المهد صبيًّا فهذه معجزةٌ مَضَت وانقضت، وبقيت معجزة بَعْثِهِ ليكلِّمكم كهلًا ويكون مِن الصالحين التّابعين للمهديّ المنتظَر ووزيرًا كريمًا وشاهدًا بالحقّ على المسلمين والنّصارى واليهود إن لم يتّبعوا الحقّ من ربّهم ( الإمام المُبين الداعي إلى الصراط المستقيم ).

    وإنما الدّابّة إنسانٌ. وقال الله تعالى: {
    وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّـهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} صدق الله العظيم [فاطر:45]، أي ما ترك على ظهرها من إنسانٍ، وخروج الدّابّة هو إنسانٌ يُكلّمهم وليس حيوانًا؛ بل حَكَمٌ بالحقّ في شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيزيدكم عنه علمًا ويفتي المسلمين والنّصارى واليهود في شأني ويكون مِن الصالحين التَّابعين ووزيرًا كريمًا، وإني أعلم بمكانه وسبق وأن فَصَّلنا بيانه تفصيلًا وإنما روحه في السماء وجسده لديكم في الأرض. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:55].

    فأمّا الرّفع فيقصد به رفع الروح إليه سبحانه، وأمّا التطّهير فيقصد تطهير جسده فلن يلمسه الذين كفروا بسوءٍ؛ بل كَفَّ الله أيديهم عنه وأيَّده بروح القدس؛ جبريل عليه الصلاة والسلام ومن معه من الملائكة. تصديقًا لقول الله تعالى: {
    إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿١١٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقام روح القدس ومن معه من الملائكة بحمل جسد المسيح عيسى ابن مريم فوضعوه في تابوت السكينة فأضافوه إلى أصحاب الكهف، وذلك هو الرَّقيم المُضاف إلى عدد أصحاب الكهف الثلاثة غير أنه في تابوت السكينة، ويوجد في التابوت النُّسَخُ الأصليّة للتوراة والإنجيل، وعصا موسى، وبقيةٌ مما ترك آل موسى وآل هارون.

    وإذا أردتم أن تعلموا أين المسيح الحقّ لتُعصَموا من المسيح الباطل فإن المسيح الحقّ توجَد حقيقة سرِّ موقعه في العشر آيات الأولى من سورة الكهف ولا يحيط به المسلمون عِلمًا ظنًّا منهم أنّ الله رفع جسده وروحه، ويا عجبي! فلماذا ذكر الله أنه تَوفّى المسيحَ عيسى ابن مريم؟ ولماذا يتوفّاه وهو سوف يرفعه إليه جسدًا وروحًا كما يزعمون؟! بل التَّوَفِّي والرفع للروح، وأمّا التَطّهير فهو يختصّ بالجسد الذي كفَّ عنه شرّ أيادي الذين كفروا، وما صلبوه وما قتلوه ولكن شُبِّه لهم جسداً آخر بإذن الله.

    وكذلك ليس للنصارى ولا لآبائِهم علمٌ بالمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فهم يعتقدون أنّ اليهود قتَلوه، وما قتَلوه وما لهم به من علمٍ؛ بل ظنّوا أنَّ اليهود قتَلوه؛ بل جسده موجودٌ سليمٌ مُعافىً طاهرٌ مُطَهَرٌ في تابوت السكينة وهو الرّقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف، فَصَدِّقوا بالحقّ المسيح عيسى ابن مريم؛ الرَّقيم المُضاف حتى تُعصَموا من اتِّباع المسيح الكذاب الذي يدَّعي الرُّبوبية.

    وتجدون حقيقة المسيح الحقّ في العشر آياتٍ الأولى من سورة الكهف، تصديقًا للحديث الحقّ لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف عُصِم من الدجال ].

    وذلك لأنّ جسد المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام هو الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف ليكون من آيات الله عَجَبًا، وقال الله تعالى:
    بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ ‎﴿١﴾‏ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ‎﴿٢﴾‏ مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ‎﴿٣﴾‏ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ‎﴿٤﴾مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ‎﴿٥﴾‏ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ‎﴿٦﴾‏ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ‎﴿٧﴾‏ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ‎﴿٨﴾‏ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ‎﴿٩﴾‏ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ‎﴿١٠﴾‏}
    صدق الله العظيم [الكهف].

    وفي هذه الآيات يُنذِر الله النّصارى الذين قالوا إن الله اتخذ المسيح عيسى ابن مريم ولدًا سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا! وكذلك يفتي أنْ ليس لهم به من علمٍ ولا لآبائهم في عصره لأنهم يظنّون أنّ اليهود قتَلوه، وما قتَلوه وما صلَبوه وما قربوا جسده الطاهر بسوءٍ؛ بل هو الرَّقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف ليكونوا من آيات الله عجبًا. تصديقًا لقول الله تعالى:
    بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ ‎﴿١﴾‏ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ‎﴿٢﴾‏ مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ‎﴿٣﴾‏ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ‎﴿٤﴾مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ‎﴿٥﴾‏ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ‎﴿٦﴾‏ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ‎﴿٧﴾‏ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ‎﴿٨﴾‏ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ‎﴿٩﴾‏ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ‎﴿١٠﴾‏} صدق الله العظيم [الكهف].

    وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني..
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 4188 من موضوع ردّ الإمام على الأخت السائلة: فتدبَّري العَشر الآيات الأولى من سورة الكهف تجدين فيهنّ سرّ المسيح عيسى ابن مريم الحقّ مع أصحاب الكهف ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    29 - صفر - 1430 هـ
    24 - 02 - 2009 مـ
    09:17 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=633
    ــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام على الأخت السائلة:
    فتدبَّري العَشر الآيات الأولى من سورة الكهف تجدين فيهنّ سرّ المسيح عيسى ابن مريم الحقّ مع أصحاب الكهف؛

    المسيح عيسى ابن مريم رفع الله روحه وطَهَّر جسده ..



    بِسْمِ الله الرَّحمـنِ الرَّ‌حيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربِّ العالمين، وبعد..

    أختي الكريمة إنّ الله سبحانه ذَكَر الرّفع والتطهير، فأمّا الرّفع فهو لروح ابن مريم رفعه الله إليه، وأمّا التطهير فطَهَّر الملائكة جسده وجعلوه بأمرٍ من الله في تابوت السكينة مع أصحاب الكهف وهو الرّقيم المُضاف إليهم (يكونون من آيات الله عجبًا)، ويظنّ النّصارى أنّ اليهود صَلَبوه وما لهم به من علمٍ ولا لآبائهم، ثم بيَّن الله لكم أنَّه الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف وجعله الله ضمن العَشر الآيات الأولى من سورة الكهف وجاء التوضيح في الآية التاسعة:
    {
    أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف]؛ لِمَن أراد أن يُعصَم مِن فتنة الدجّال فيُصَدِّق أن المسيح عيسى ابن مريم هو الرقم المضاف إلى أصحاب الكهف، وذلك لأنّ المسيح الكذّاب سيأتي فيقول إنّه المسيح عيسى إبن مريم، ويقول إنّه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل هو كذّابٌ وليس المسيح عيسى إبن مريم عليه السلام الحقّ الذي لا يدّعي الربوبيّة، ولذلك يُسمّى المسيح الكذّاب.

    فتدبَّري العَشر آياتٍ الأولى من سورة الكهف تجدي فيهنّ سرّ المسيح عيسى ابن مريم الحقّ مع أصحاب الكهف وأنه الرّقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف، وقال الله تعالى:
    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ
    {الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ﴿١﴾ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ‌ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ‌ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرً‌ا حَسَنًا ﴿٢﴾ مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴿٣﴾ وَيُنذِرَ‌ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ﴿٤﴾ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَ‌تْ كَلِمَةً تَخْرُ‌جُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥﴾ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِ‌هِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦﴾ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْ‌ضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿٧﴾ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُ‌زًا ﴿٨﴾ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّ‌قِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿٩﴾}
    صدق الله العظيم [الكهف].

    وإذا تدبَّرتِ هذه العَشر الآيات الأولى من سورة الكهف تَجدي حقيقة المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، ومن ثمّ تكوني في مأمنٍ من فتنة المسيح الكذّاب الذي يريد أن يفتري أنه هو المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله وذلك حتّى يُصَدِّقه ويتَّبعه الذين قالوا إنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم بغير الحقّ.

    ومن ثمّ يتبيّن لكُم الحِكمة من التدبّر والحفظ للعشر الآيات الأولى من سورة الكهف وذلك لكي تفرّقوا بين المسيح عيسى ابن مريم الحقّ وبين المسيح عيسى ابن مريم الكذّاب.


    وأمّا رفعه فلم يقُل الله أنّه رفع جسده؛ بل أفتاكم الله أنّه توفّاه ورفع روحه إليه، وأمّا جسده فطهّرته الملائكة ولم يمسّه اليهود بسوء، وقال الله تعالى: {
    إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:55].

    فأمّا قوله تعالى:
    {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}، ويقصد نَفْس ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وذلك لأنّ الأنفُس تُرفَع عِند النوم أو عِند التوَفِّي. قال الله تعالى: {
    اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى} صدق الله العظيم [الزمر:42]، وسوف يُرسِل الله نفس ابن مريم إلى الجسد في القَدَر المَقدور ليبعثه الله فيُكَلِّمكم، وأمّا الجسد فطهّرته الملائكة وأُضيفَ إلى أصحاب الكهف وهو الرّقيم وكما قلنا أن قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} إن ذلك يخصّ نَفْسَ المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.

    وأمّا قوله تعالى:
    {وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا}، أي مُطَهِّر الجسد مِن الذين كفروا فلا يمسّونه بسوءٍ، وقامت الملائكة بغسله ووضعه في تابوت السكينة ووضعوه في الكهف؛ وهو ليس في فجوة أهل الكهف؛ بل في قُبَةٍ بداخل الكهف في مكانٍ طاهرٍ، فلا عَجَب من الحقّ أختي الكريمة.

    وبعد وقوع القول سوف يبعثه الله فيكلِّمكم كهلًا كما وعدكم الله بذلك، ولكن أكثر النّاس لا يعلمون،
    وإنّما الدابّة إنسانٌ يكلمهم كهلًا وهو المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وعلى أمّه الصدّيقة القدّيسة وعلى محمدٍ وآله الطيّبين والتَّابعين للحقّ في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  10. افتراضي

    أخي الحبيب سأضع لك بعض الإقتباسات من بيانات الإمام ناصر محمد اليماني عن أصحاب الكهف ولكن عليك التدبر و قراءة البيانات كاملة وستجدها في الروابط التالية التي سأضعها قبل الإقتباس نظرا لأنها طويلة ومفصلة والإقتباس منها جزءا جزءا يأخذ الكثير من الوقت :


    1-
    بيان الإمام الحقّ في الأسباط (أصحاب الكهف) وبني إسرائيل في حوارٍ مفصلٍ مع الأنصاريّة بالقرآن نحيا
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=4312

    2-
    المهدي المُنتظر يفتي في الزمن الذي لبثه أهل الكهف في كهفهم..
    https://mahdialumma.net/showthread.php?1499

    3- الإعلان عن مكان تابوت السكينة وأصحاب الكهف والرقيم ..
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=1290



    اقتباس المشاركة 4464 من موضوع ناصر محمد اليمانيّ يُعلِن عن مكان تابوت السكينة فيه آيةٌ مِن أنفسهم للعالمين ..

    ( الإعلان عن مكان تابوت السكينة وأصحاب الكهف والرقيم )

    - 1 -

    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    03 - جمادي الآخرة - 1427 هـ
    29 - 06 - 2006 مـ
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــــــــ



    ناصر محمد اليمانيّ يُعلِن عن مكان تابوت السكينة فيه آيةٌ مِن أنفسهم للعالمين ..


    بسم الله الرحمن الرحيم
    مِن الناصر لمحمدٍ الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ إلى علماء المسلمين في جميع الأقطار وبالذّات في القُطر العربيّ (الجمهوريّة اليمنيّة)، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملإ الأعلى إلى يوم الدّين، ثم أمّا بعد..

    يا معشر علماء الأمّة، لطالما رجوتكم وتوسلت إليكم أن تخبروني عمّا يدور في أنفسكم تجاه شأني أنا المدعو (ناصر محمد اليمانيّ) فوجدت إجابةً موحدةً منكم مِن الذين اطّلعوا على الخبر من علماء الأمّة في الإنترنت العالميّة ألا وهي الصّمت الرهيب فلا آمنتم بأمري ولم تكفروا به! ذلك لأنّكم في حيرةٍ مِن أمري وتقولون في أنفسكم لربّما ناصر محمد اليمانيّ يدعو إلى الحقّ وإلى صراطٍ مستقيمٍ، غير إنكم غير موقنين بشأني فيكم وغير موقنين بالآيات التي نبأتكم عنها في خسوف القمر النذير والذي حدث في رمضان 1425 هجريًّا، وكذلك لا توقنون بأنه حقًّا قد أدركت الشّمس القمر في هلال رمضان 1426، وكذلك وجدت هذه الحقيقة التي في أنفسكم قد نبّأ عنها القرآن قبل أن تثْكلكم أمهاتكم وأمهات آبائكم وأنكم لن توقنوا بشأني حتى أُبيّن لكم آياتٍ جعلها الله لكم من أنفسكم عجبًا، ألا وهي أصحاب الكهف والرقيم قد جعلهم الله من الأشراط الكبرى للساعة وذلك لتعلموا أنّ وعد الله حقٌّ وأنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها.

    يا معشر علماء الأمّة، وتالله لا أعلم بأحدٍ غيري يعلم بحقائق أصحاب الكهف حتى محمد رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - لا يعلم ما هو شأن أصحاب الكهف غير الظاهر من أمرهم، ولربّما يودّ أحدكم أن يُقاطعني ثم يقول: "اتَّقِ الله، فهل تزعم بأنّك أعلم من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؟" فيزبد ويربد علينا كالبعير الهائج. فأقول: ثكلتك أمّك، أنا أولى بمحمدٍ رسول الله منك بالحُبِّ والقُرب والعلم والتّصديق غير أنّ الله لم يُخبِر محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - بشأن أصحاب الكهف، ذلك بأنّ شأنهم لا يخصّه بل يخصّ شأن المهديّ المُنتظَر ولا غير ذلك. قال الله تعالى:
    {
    وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ‎﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف 22]. أي مِن أهل الكتاب، وذلك لأنّ عِلم محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مُقتصرٌ على عِلم جبريل المُعَلِّم عليه السلام، فإذا كان لا يعلم المُعلِّم فكيف يعلم التلميذ؟! ولربّما يودّ أحدكم أن يُمَزِّقني بأسنانه مُستشيطًا غضبًا: "بل حتى تزعم بأنّك أعلم حتى من جبريل عليه الصلاة والسلام!" فأقول: مهلًا يا قوم إنه لا يعلم حقيقتهم أحدٌ مِن جنود الله في السماوات ولا في الأرض غير المهديّ المنتظَر، وذلك لأنّ الله لم يستعِن في تدمير قوم أصحاب الكهف بأحدٍ من جنوده لا في السماوات ولا في الأرض ليضرِب الله لكم مثلًا بأن من جاهد فإنما يجاهد لنفسه وإنّ الله لغنيٌّ عن العالمين، وأن لو يشاء الله لانتصر من أعدائه ولكن ليبلوَ بعضُكم ببعضٍ.

    يا معشر الأمّة تعالوا لأنبّئكم بحقيقة أصحاب الكهف وأفصّل لكم شأنهم من القرآن تفصيلًا لعلكم تعلمون بأني حقًّا آتاني الله علم الكتاب ولم يؤتِني عِلمًا
    من الكتاب بل علم الكتاب أي العلم كلّه جُملةً وتفصيلًا، فلنُبحِر سويًّا في قصة أصحاب الكهف مُستنبطين حقائق قصّتهم من القرآن العظيم.

    أولًا: قوم أصحاب الكهف ..

    وهُم أهل قريةٍ مِن القرون الأولى مِن قَبْلِ إبراهيمَ ولوطٍ وشُعيبٍ ومِن بعد نوحٍ وثمودَ، بعَث الله رسوله
    إلياسَ عليه الصلاة والسلام لينذر أصحاب الرَّسِّ، ويقصد بالرَّسِّ أي الجبل، والرَّواسي أي الجِبال ومفرد الرَّواسي (الرَّسّ) أي الجبل، وذلك جبلٌ صغيرٌ يقطن عليه قوم أصحاب الكهف وهو بما يسمونه (حمّة ذياب بن غانم) وموقعه في أعلى مكانٍ في الجزيرة العربيّة، وأرفع مكان في الجزيرة العربيّة هضبة صنعاء، وأرفع مِن صنعاء ربوة ذمار، وأرفع مكان في ربوة ذمار؛ وأرفع مكان في محافظة ذمار منطقة حورور، وأرفع من حورور منطقة الأقمر والتي توجد به حمّة ذياب والبعض يسمونها (حمّة كلاب) تعليقًا و(تريقة) على أهالي القرية الجديدة والذين يقطنون فوق (حمّة ذياب بن غانم) كما يسمّيها بعض المؤرخين وأما اسمها الحقيقي المذكور في القرآن (قرية الرسّ) أي قرية الجبَل وهو بما يسمونه أهل الجغرافيا (التل) وأما أهل ذمار فيسمونه (الحمّة)، واسمها الحالي (حمّة كلاب) وتقع إلى الشرق من مدينة ذمار والتي يسمّيها القرآن قرية (أصحاب الرَّسِّ) أي أصحاب قرية الرَّسِّ، والرَّسّ كما ذكرنا مُفرد رواسي.

    ونعود لمواصلة القصة فقد بعَث الله عبده ورسوله
    إلياس عليه الصلاة والسلام إلى قرية أصحاب الرَّسِّ، وشَدَّ الله أزره بفتًى شابٍّ فجعله الله نبيًّا مع إلياس يدعو قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، ثم آمَن لهم فتىً شابٌّ آخر ثم شدّ الله أزرهم به وجعله نبيًّا ثالِثًا، والفِتية الاثنان جعلهما الله أنبياء مثلهم كمثل هارون أخو موسى ألقى الله الرسالة لموسى وشدّ الله أزره بأخيه هارون نبيًّا ووزيرًا وكذلك رسول الله إلياس عليه الصلاة والسلام هو مَن تلَقّى الرسالة مِن ربّه أما الفتية الذين آمنوا بربّهم مُصَدّقين دعوة رسول الله إلياس فقد زادهم الله هُدى وعِلمًا وجعلهم أنبياء مع نبيّ الله إلياس ليدعوا أصحاب الرَّسِّ إلى ترك عبادة الأصنام تلبيةً لدعوة الحقّ وأن يعبدوا الله وحده لا شريك له، ولكنّ أصحاب الرَّسِّ هدّدوهم وتوعّدوهم لئن لم ينتهوا من هذه الدعوة التي تسببت في غضب الآلهة وإمساك قَطْرِ السماء وأنّهم لم يروا خيرًا منذ ظهور هذه الدعوة لذلك: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨} صدق الله العظيم [يس 18]، ثم أرادوا المكر بهم فاختبأوا في كهفهم كما اختبأ محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وصاحبه في الغار من مكر الكُفار، وبعد اختفاء إلياس والفتية الأنبياء الاثنين جاء رجلٌ من أقصى المدينة يسعى وكان يكتم إيمانه؛ بل هو الوحيد الذي آمن وكتم إيمانه؛ بل لا يعلم به حتى إلياس ووزراؤه المُكرّمون، ولكن هذا الرجل المؤمن سِرًّا مثله كمثل مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه حتى إذا سمع بالمكر ضدّ موسى وقَتْلِهِ استشاط غضبًا فلم يستطِع أن يكتم إيمانه ثم وعظ قومه وقال لهم قولًا بليغًا وكذلك هذا الرجل حين سمع بالمكر ضدّ أنبياء الله استشاط غضبًا وجاء يدعو قومه ويعلن إيمانه جَهارًا نهارًا بين يدي قومه وقال مُتحدّيًا: {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [يس 25]. ومن ثم قاموا بقتله ولكن حِفاظًا على سريّة أمر أصحاب الكهف لم يُنزّل الله على قومه من بعدُ من جُندٍ من السماء: {وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [يس 29].

    فقد خسف الله بأصحاب الرَّسِّ فابتلعهم وقصورهم جَبَلُ الحمّة فغاصت قصورهم في بطن جبل الحمّة بكُن فيكون؛ صيحةً واحدةً فإذا هم خامدون مباشرةً بعد قتلهم للداعية الذي أعلن إيمانه بين أيديهم، وأمّا رسول الله
    إلياس والفتية الأنبياء المُكرمين فلا يزالون مُختبئين في كهفهم نظرًا لتهديد الوعيد: {لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨} صدق الله العظيم [يس 18]، وبعد صحوتهم لم يعلموا ماذا حدث لقومهم من بعدهم وأراد رسول الله إلياس أن يبعث أحد الفتية إلى المدينة ليأتي لهم بطعامٍ ويلزم الحذر والمراقبة، وقال: {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠} صدق الله العظيم [الكهف 20]. غير أن الرجل خرج إلى باب الكهف فلم يرَ قرية قومه في أعلى الحمّة وكأنّ الأرض ابتلعتهم فلم يروا لهم أنوارًا أو أيَّ أثرٍ أو ضجيجٍ مع أنّ الوقت من الليل لا يزال مبكرًا، فأدهشهم هذا الصّمت الرهيب فلم يسمعوا حتى نهيق حميرهم أو نُباح كلابهم فأدهشهم الأمر، ومن ثم قرّروا الانتظار إلى الصباح حتى يتبيّن لهم أمر قومهم أين ذهبوا وماذا حدث لهم من بعدهم، فعادوا إلى كهفهم مرةً أخرى فناموا نومةً أخرى؛ النّومة الكُبرى من ذلك الزمن ولا يزالون في سُباتهم إلى هذه الساعة: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿١٨} صدق الله العظيم [الكهف 18].

    فهل تدرون لماذا الرعب يصيب من اطّلع عليهم؟ إنه ليس كما تظنّون بأنه من طول أشعارهم وأظافرهم نظرًا للمدة الطويلة؛ ذلك تأويلٌ بالظنّ والظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا، ولو كان هذا التفسير صحيحًا لما قالوا عِند لبثهم الأول:
    {
    لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} [الكهف:19]؛ لكان تبيّن لهم بأنهم لبثوا كثيرًا نظرًا لطول أشعارهم وأظافرهم، ولكنهم لم يروا من تفسيركم شيئًا لذلك قالوا: {لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}، وكذلك تفسيركم والأسطورة بأنه ذهب بالعملة ومن خلالها اُكْتُشِفَ أمرهم! بالله عليكم هل هذا تفسيرٌ منطقيٌّ؟! ولو كان كذلك لنبّأهم هذا الرجل بشأنهم وقصّتهم كما يقول المثل المصري من طأطأ لسلام عليكم، ولكنّا نجد الذين عثروا عليهم لم يحيطوا بشأنهم شيئًا، على العكس تَجادلوا في شأنهم واختلفت توقعاتهم في شأنهم ومن ثم ردّوا علمهم لخالقهم فقالوا: {ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً ربّهم أعلم بِهِمْ} صدق الله العظيم [21:الكهف].


    فمن أين جئتم بعلمهم وأخبارهم فنحن نَجِد القوم الذين عثروا عليهم لم يحِطهم الله بشأنهم شيئًا غير أنّ أهل العلم رَأَوْا بأنّه لا بُدّ أنّ لهم شأنًا في الكتاب إلى أجلٍ مسمّى وأنّ الله لم يبقِهم عبثًا فقرّروا أنْ يبنوا عليهم مسجدًا وذلك حتى يأتي بيان شأنهم المُقَدَّر في الكتاب.

    وقد جاء الهدَف مِن بقائهم وهو لتعلموا بأنّ وعد الله حقٌّ وأنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها فقد جعلهم الله مِن علامات الساعة الكبرى وكذلك الرَّقيم المُضاف إليهم مِن علامات الساعة إنه عبد الله ورسوله المسيح الحقّ عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام والذي ذكره الله في أوَّل سورة الكهف: {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ‎﴿٤﴾‏ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ‎﴿٥﴾}
    صدق الله العظيم [الكهف].

    وكذلك أنتم يا معشر المُسلمين ليس لكم عِلمٌ بابن مريم وتظنّون بأنّ الله رفعه إليه جسدًا وروحًا؛ بل توفّاه الله رافِعًا روح ابن مريم إليه وأمر الملائكة بتطهير الجَسَد لذلك قال تعالى:
    {وَمُطَهِّرُكَ}. فقد طهّرته الملائكة وجعلته في تابوت السكينة ضِمن آياتٍ أخرى، ويوجد التابوت في نفق أصحاب الكهف في قرية الأقمر التي بجانب حورور في محافظة ذمار، وأُحَذِّر اليهود من دخول تلك المنطقة تحذيرًا كبيرًا وأتحدّاهم أن يحاولوا مسّهم بسوءٍ إن كانوا صادقين فإن كان لهم كيدٌ فليكيدونِ ولا ينظرونِ، والله مُحيطٌ بالكافرين. أولئك قد جعلهم الله وزرائي ولكنّ أكثركم لا يعلمون.

    فانظروا يا أهل اليمن أصَدَقتُ أم كنتُ من الكاذبين، ولربّما تستهزئون بأمري فلا تبحثون عنهم شيئًا حتى يفجّر الله فيكم بركانًا عظيمًا تهتزّ منه أرضكم، فأطيعوا أمري واستخرجوا آيات التَّصديق ليعلم النّاس بأنّ وعد الله حقٌّ وأنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها. وأُحَمِّل المسؤولية بالدرجة الأولى
    الرئيسَ اليمنيّ علي عبد الله صالح فافعلوا ما تؤمرون، وإن أردتم مزيدًا من أخبارهم زدناكم ولكنّكم سوف تُشاهدون الحقّ على الواقع الحقيقيّ فابدَأوا بالتابوت؛ تابوت السكينة من آيات مُلكي عليكم.

    فليحمل أحدُ أهل اليمن خطابَنا هذا حتى يسلّمه إلى قرية حمّة ذياب والتي بين حورور والأقمر ذلك بأن القرية التي خَسَف الله بها قرية أصحاب الرسّ توجد تحت أقدامهم، وأما الكهف فيوجد في قرية الأقمر التي بجانب حمّة ذياب ولربّما استخدمه أحد الرعية فجعل فيه القصب غير أنه لا يعلم ما وراء الجدار القديم وإنه لمن الغافلين، فإن رأيتم أهل اليمن صامتون فاعلموا بأنهم لم يبحثوا عن هذه الحقيقة ولكن مَن فيه خيرٌ لنفسه فسوف يهتمّ بهذا الأمر حتى يُبيِّن للعالَم حقيقة المدعو [ناصر محمد اليمانيّ]
    هل يقول الحقّ أم كان من اللاعبين المهديّين الذين وسوست لهم الشياطين بغير الحقّ فضلّوا وأَضلّوا.

    الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 4465 من موضوع ناصر محمد اليمانيّ يُعلِن عن مكان تابوت السكينة فيه آيةٌ مِن أنفسهم للعالمين ..

    - 2 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    28 - ربيع الأول - 1428 هـ
    16 - 04 - 2007 مـ
    01:05 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ



    اقترب الوَعد الحقّ وأهل اليمن لم يبحثوا عن حقيقة التابوت ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والسلام على مَن اتَّبع الهُدى إلى الصراط المستقيم، ثم أمّا بعد..

    ما خطبكم يا أهل اليمن لا تفعلون ما تُؤمرون؟ أم إنكم مستهزِءُون؟ أم إنكم لا تريدون استخراج الآيات إلّا بعد طلوع الشّمس من مغربها؟! أم إنّكم لا تعلمون ما هي
    {دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ} [النمل:82]؟ أم إنكم لستم مِن الدّواب؟ وقال الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النّاس بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ} صدق الله العظيم [النحل:61]، أي ما ترك عليها من إنسان، وقال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:22]، أي أشَرّ النّاس؛ والنّاس دوابٌّ يَدْأَبُونَ على الأرض. فما خطبكم يا معشر علماء الأمّة جعلتم الدّابة مُجرَّد (*****) له أربعة أرجلٍ رغم أنّكم تؤمنون بأن الدّابة حَكَمٌ بين أهل الحقّ وأهل الباطل ثم تجعلون هذه الدّابة (*****)؟ ما لكم كيف تحكمون؟! بل سرّ الدّابة مجهولٌ ولم يُبيّنهُ محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكنّ المنافقين والذين يقولون على الله ما لا يعلمون ألَّفوا عن الدّابة أساطيرَ ما أنزل الله بها من سلطانٍ.

    أم إنكم لا تؤمنون بأنّ المسيح ابن مريم لا يكلمكم كهلًا؟ وقد يقول قائل: "لكن الله قال تُكلمهم ولم يقل يُكلمهم".

    أقول: ذلك لأن الله يتكلم عن النفس أي عودة نفس ابن مريم إلى جسدها لتكلّم النّاس بالحقّ، وإنّ هذه النفس هو المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام الذي يكلم النّاس في المهد وكهلًا.

    فلا تُجادلوا فيما ليس لكم به علم، ولسوف تبصرون الحقّ على الواقع الحقيقيّ حتى إذا آمنتم بأمري سوف أظهر لكم للمبايعة لأُعلي كلمة التقوى:
    {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} [طه:40].

    فما أحوجكم إلى من يقودكم للدفاع عن أنفسكم، وأنا الإمام ناصر محمد اليمانيّ أُعلِن بأنّ أجبنَ قادةٍ في حُكام العرب في تاريخ ذُريّة إبراهيم هم قادة القرن الواحد والعشرين الذين أصابهم الوهن فرضوا بالحياة الدنيا، وذلك مبلغهم من العلم. ولا أظن بوش هو مالك الملك يؤتي المُلك من يشاء؛ بل الله مالك المُلك يؤتي المُلك من يشاء يا معشر القادة العرب، إذا لم يكن عندكم الوازع الدّيني فأين وازع الحَميّة والغيرة العِرقيّة العربيّة؟ أم تظنّون بأنّها حميّة الجاهليّة؟! بل حَميّة الجاهليّة عندما تحتمي على طائفةٍ وهم ظالمون، وقال تعالى:
    {رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ} صدق الله العظيم [87:التوبة]، ومعنى الخوالف أي النساء، فإذا لا يوجد الوازع الدّينيّ فلن تُغادركم روح الحميّة، ولكن حُبّكم للسلطة قد طغى فوهنتم وتقاعستم عمّا أمركم الله في القرآن العظيم: {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً} صدق الله العظيم [36:التوبة].

    وتأبى الرماح إذا اجتمعن تكسُّرًا فإذا افترَقن تكسرت آحادًا، فكيف تتفَرَّجون والأعداء يكسرون ظهوركم آحادًا دولةً تلو الأخرى وأنتم تنظرون؟! وما حدث في جارك حدث في دارك، أم إنكم لم تسمعوا بوش يقول بأنه يريد تغيير النظام في الشرق الأوسط بأسره ولم يستثنِ أحدًا منكم؟ فلو كان يريد الصلاح كما يقول لقلنا سُحقًا لكم ولكنه يريد الفساد والخراب.
    فهذا هو فساد بني إسرائيل الثاني والأكبر، أم إنكم لا تعلمون بأنّ صُنّاع القرار في البيت الأبيض مِن أصلٍ يهوديّ؟ وذلك معنى قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْ‌ضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقد يظن الجاهل بأن معنى قوله:
    {وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} أي اليهود لا يشعرون بأنهم مفسدون فهذا تأويلٌ خطأٌ؛ بل لا يشعر البشر المُتظاهرون في العالم ضدّ الحرب الأمريكيّة بأن وراء التفجيرات الخفيّة أيادي الموساد اليهوديّة ويسندونها للإرهاب، فأقنَعوا الرأي العالمي لشعوب البشر الذين قالوا لأمريكا لا تفسدوا في الأرض فقال الأمريكان اليهود إنما نحن مصلحون، فقد رأيتم صلاحهم في العراق بعد إخراج السُّفيانيّ، ولا خير في السُّفيانيّ من ذُريّة معاوية بن أبي سفيان.

    فيا أهل اليمن، ويا أيّها الرئيس علي عبد الله صالح، إني أُناشدك بالله العظيم أن ترسل إلى قرية الأقمر للبحث عن التابوت في أحد الكهوف والتي توجد بالقرية في أسفل القرية؛ كهفٌ بابه قِبلة أي شَمال غَرب وهو الكهف الوحيد الذي بابه شمال غرب في هذه القرية، والبناء داخله فليهدّوا البناء ومن ثم سوف يجدون سُلّمًا حجريًّا ينزلون فيه فيسلكون طريقًا كالقناة تؤدّي إلى قُبّةٍ كبيرةٍ والتي يوجد بها تابوت السكينة، ثم ينظرون ما بداخل التابوت ثم ينظرون أصَدَقتُ أم كنت من الكاذبين، فقد اقترب طلوع الشّمس من مغربها وأنتم غافلون.

    فيا أهل اليمن أسرِعوا فإذا أعرض رئيسكم عن هذا الأمر أليس فيكم رجلٌ رشيدٌ يذهب بخطابنا إلى قرية الأقمر حتى يسلّمه لرجلٍ يُدعى عبد الخالق سعد؟ فإن أبيتم فسوف يُخرِج الله الدّابة بعد طلوع الشّمس من مغربها بعد وقوع القول عليكم بسبب عدم يقينكم بآيات ربّكم:
    {أَنَّ النّاس كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل:82].

    وقد علمتُ من خلال هذه الآية أنّكم لم تكذبوا بأمري ولم تصدّقوا؛ بل في أنفسكم احتمالٌ بأني قد أكون صادقًا، ولكن الاحتمال هذا لم يصبح يقينًا بعد فذلك هو سبب صمتكم وعدم الردّ على خطاباتي، أليس ذلك صحيحًا أم إنكم سوف تنكرون حتى ما في أنفسكم؟ فارجعوا إلى أنفسكم تجدوا ذلك لعلكم توقنون.

    وأنا منتظِرٌ لردّ أهل اليمن وكذلك الذين اطّلعوا على هذا الأمر منتظرون لردّ أهل اليمن هل وجدوا ما يقول ناصر محمد اليمانيّ حقًّا على الواقع الحقيقيّ أم كان من الكاذبين؟ فهذا ليس موعد عذابٍ قابلٍ للتبديل أو التأخير بل شيئًا موضوعًا في الكهف لا يؤخِّره إلّا تهاونكم في الأمر.

    وأنا وغيري منتظرون للردّ من أهل اليمن عاجلًا غير آجلٍ، ما لم فسوف يُسلِّط الله عليكم عدوَّكم فيذيق بعضكم بأس بعضٍ فقد جاء إليكم العدوّ إلى عُقر داركم لُيذلَّكم ويغتصب نساءكم وينتهك أعراضكم ويسلب أموالكم وخيراتكم ويفتنكم عن دينكم فوق فتنتكم لأنفسكم فهل أنتم مسلمون أم تقولون ما لا تفعلون؟

    الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ___________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

المواضيع المتشابهه
  1. الحقيقة ؟
    بواسطة ياسر اليمانى في المنتدى القول الفصل في حقيقة إسم المهدي المنتظر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-05-2018, 05:52 AM
  2. البحث عن الحقيقة
    بواسطة مصطفى الفقير الجزائري في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 01-06-2014, 10:03 AM
  3. أريد توضيحاً
    بواسطة رشاد في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 70
    آخر مشاركة: 16-09-2013, 12:44 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •