بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر
السلام على خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك الذي تنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فإننا نرفع تهنئتنا للإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ولجميع إخوتي الأنصار وجميع المسلمين في كافة الأقطار ومبارك عليكم شهر رمضان وكافة الشهور ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم سائر الأعمال والطاعات أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.
وفي ضل الوضع الخطير والفتنة العمياء الصماء التي تعصف بالمسلمين فحصدت أرواحهم وهتكت أعراضهم وسلبت حقوقهم وتركتهم أذلة صاغرين من أتاه الله منهم قوة ومال خرج على الناس يستضعفهم ولا يبالي قهروا العباد ظلما وصار ظلم المسلمين لبعضهم أشد من ظلم اليهود عليهم فأخذهم الله بالعذاب الأدنى لعلهم يرجعون فألبسهم شيعا وأذاق بعضهم بأس بعض فلم يستيئسوا ويرجعوا إلى ربهم فبعث الله لهم خاتم الخلفاء في إختلافهم الأكبر وفي فساد بني صهيون الأخير على قدر في الكتاب المسطر لمن شاء منهم أن يتقدم باتباع الحق أو يتأخر وجعل له آية في إدراك الشمس للقمر في الإجتماع وفي السبق وآية في كوكب العذاب سقر، فدعى علماء المسلمين والكفار للحوار والإحتكام للقرآن ليعلموا حجته عليهم وهي البسطة في العلم فيحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون، ثم من بعد التصديق من علماء الحرم المكي يظهر لهم المهدي المنتظر عند البيت العتيق للبيعة معززا مكرما، فأعرض عنه الكفار بحجة عدم تصديقه من المسلمين الذين تنزل القرآن بلسانهم وكذلك المسلمين جعلوا تصديقهم مربوط بعلماءهم فلا علماءهم صدقوا ولا كذبوا ولا ذادوا عن حياض الدين ولا أتباعهم تفكروا وتدبروا وقالوا الحجة في عقولنا وليست كبرائنا وسادتنا فإن رأو الحق في أيات الله التي تتلى عليهم صدقوا فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون.
اللهم إننا نجأر إليك متوسلين برحمتك التي كتبتها على نفسك ونجادلك كما جادلك نبيك إبراهيم في قوم لوط ونسألك وأنت الذي إذا دعيت أجبت بحق لا إله إلا أنت وبحق نعيم رضوان نفسك وبحق أسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن ترفع العذاب فتؤخره عن العباد وتعطينا المزيد من الوقت للبلاغ، فليس ذلك منا رحمة بعبادك يا حبيبنا بل حسرتنا هي في ذهاب النعيم من نفسك بسبب حسرتك على الضالين النادمين المتحسرين من عبادك كونك أرحم الراحمين.
اللهم يا حبيبنا يا الله إهدي أهل الأرض كلهم جميعا واجعل الناس أمة واحدة على صراط مستقيم، اللهم لا تميتنا حتى تحقق لنا ما وعدتنا ثم لا تجعلنا من بعد ذلك في القوم الظالمين إنك الحق وقولك الحق ووعدك الحق وأنت على كل شيء قدير.
فصبر جميل يا خليفة الله فأنت المكلوم من صمم علماء المسلمين الذين جعلوا أذن من طين وأذن من عجين وكأن الأمر لا يخصهم إذا فلماذا جعلوا أنفسهم أئمة على الناس أليأكلوا أموالهم بالباطل من خلال فتاوى ضالة مضلة، فاصبر يا خليفة الله فإننا معك صابرون مرابطون فلا ولن نكل ولن نمل ولن نهون ولن نستكين بإذن الله رب العالمين، بل سنضل نجاهد الناس ببيان القرآن المجيد فنبشر وننذر ونذكر بالقرآن من يخاف وعيد، ومن رأى الله في قلبه الخير هداه واصطفاه فجعله من المستقدمين السابقين الأخيار خير البرية وصفوة البشرية قوم يحبهم الله ويحبونه ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأن المهدي المنتظر ناصر محمد سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، اللهم إننا نقسم بعزتك وجلالك وكبريائك وعظمتك أننا لن نرضى بشيء مهما كان ومهما يكون حتى لوضاعفته مداد كلماتك ثم زدته بأمر الكاف والنون حتى ترضى يا حبيبنا في نفسك غير متحسر ولا حزين ولذلك خلقتنا وإصرانا لا حدود له ولو فجرت قلوبنا لتجعل إصرانا شيئا ماديا مرئيا لما وسعه هذا الكون العظيم شيئا؛ بل صدق خليفة ربنا فإن إصرارنا يتساوي بميزان القدرة الإلهية وربنا على ما في قلوبنا من الشاهدين وكفى به شهيدا، فثبتنا يا حبيبنا على عهدنا برضوان نفسك فلا نرضى حتى ترضى.
وأريد أن أذكر إخوتي الأنصار جميعا في حال لم يفتينا الإمام المهدي في غرة الصيام لشهر رمضان هذا الذي أوشكنا دخوله ليوم أو يومين أو ثلاثة، لأمر أراده الله فلا تستعجلوه بالسؤال وصوموا كما علمنا خليفة الله في بيانات النور طوال عشر سنوات ونيف، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، فإن أعلنت دولكم رؤية الهلال فصوموا على ذلك، وإن تأخرت دولكم بالإعلان ثم علمتم وسمعتم بإعلان المملكة العربية السعودية برؤية الهلال من قبل أن تعلن دولكم فصوموا على إعلان المملكة توقيت بيت الله المعظم لإيلاف قريش، فالهلال واحد والصوم ليس كمثل الإفطار في العيد فسيصوم كل منا بهدوء دون أن يشعر به أحد المهم أن نلتزم بما معنا من البيان الحق للقرآن فهو كاف وأكثر، وأما العيد فلا يفطرن أحدكم حتى لو رأى هلال شوال بأم عينيه بل يواصل صومه مع قومه ومن ثم يفطر معهم لوحدة الصف ، فلا يصح أن يعلن أحدنا العيد وكل من حوله صيام, ومن ثم ينوي صيام ذلك اليوم قضاء له أو يصومه نافلة، وهذا تذكير في حال لم يعلن خليفة الله لنا عن غرة الصيام.
فاجتهدوا يا أحباب الله في البلاغ بالنشر ولا تقولوا سنتفرغ لقراءة القرآن بظن أن القرآن لا يقراء إلا في رمضان، بل القرآن يقراء في كل يوم ما تيسر منه فاقرؤوا ما تيسر من القرآن، وليس القرآن حصريا على شهر رمضان، وجاهدوا الناس بالبيان لعل الله يهدي بكم من يشاء وعليكم البلاغ وعلى الله الحساب ونحبكم في الله يا أحباب ومبارك عليكم شهر رمضان وجميع الشهور.
وقل ربي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين اللهم لا حول لنا ولا قوة إلا بك يا حبيبنا يا الله فاهدي أهل الأرض كلهم جميعا ولا ندري ما تفعل بنا ولا بهم وأنت على كل شيء قدير وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون، وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.