أخي الكريم عرفت طريقي إن رجال المرحلة وزمن التمايز الذي نعيشه والذين يجب أن يكونوا نصب العين وجوهر الجهد هم كل أشعث أغبر لا يعرفه الناس ولا يقيمون له قدرا" بسبب انقلاب معاييرهم لكنه لو أقسم على الله لأبره, لصدق إيمانه وصفاء فطرته ونقاء معتقده, هذا الصنف هو الذي سيخوض قفار الأرض وجبالها ووديانها وسهولها بحثا" عما يرضي ربه تحت قيادة الخلافة الراشدة بقيادة المهدي المنتظر ,وقد كان هذا الصنف هو الصف الأول لمواجهة كل أوغاد الكفر والضلال في بداية الرسالة , وهذا الصنف لا تهمه الدنيا ولا المناصب ولا الألقاب إذا وجد الطريق الصحيح إلى رضى ربه, ويعرف هذا الصنف بقوة فطرته التي تصرفه عن الزيغ والضلال, وسلامة منظره ومخبره , حين تقابله تشعر أنك أمام الإنسان الذي أكرمه الله ببشريته عن جميع المخلوقات, وإذا حدثك لا يكذب ولا تتلون كلماته, مجاورته منبع للأمان ومرافقته بهجة الزمان والمكان, إذا سمع آيات الله تتلى عليه تساقطت الدموع في مآقيه فرحا" بها, مغروسة في عقله وقلبه أدوات استشعار للحق تلتقطه بدقة.
فكيف بنا أشغلنا أنفسنا بمن ليس أهلا لذلك؟ وحرمنا من هو أهلا" لذلك من مجهودنا . وقد أديت ما عليك فدعهم انهم من المنعمين والمرفهين بألقاب المشيخة والعلم المزيف فمن أبى فقد ظلم نفسه, ولا تجهد نفسك فالله غني عن خلقه والعاقبة للمتقين.