الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 12 - 1430 هـ
14 - 12 - 2009 مـ
12:1 مساءً
ــــــــــــــــــــ
سبحان الله العظيم عمّا يفترون وتعالى علواً كبيراً..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين، وما يلي اقتباس من الخُطبة التي أوردتها إلينا يا العامري بما يلي:
فانظروا يا مُسلمين إلى هذا الحديث المُفترى عن النّبيّ صلى الله عليه واله وسلم أنّهُ قال: [البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام]! وكأنّه النفس بالنفس والعين بالعين والسنّ بالسنّ والجروح قصاص! ويا أمّة الإسلام والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إنّكم لن تتّبعوا هذا القرآن العظيم حتى تعقِلوا لأنّكم أصلاً لا تتّبعون عقولكم ولا تتفكّرون وكأنّكم من أشرِّ الدواب. وقال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:22].
فتعالوا لنُجرِّب العقل فنتفكر في هذا الحديث المُفترى غير الذي يقوله عليه الصلاة والسلام أنهُ قال: [البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام]، ومن ثم استخدموا عقولكم أولاً وسوف نستخدم العقل لننظُر فتواه في هذه المسألة، فبالنسبة لعقل المهديّ المنتظَر وكذلك عقل العامري وجميع عقول البشر سوف تنطق بمنطقٍ واحدٍ موحدٍ فتقول العقول: "وكيف تُغرَّب المرأة بعيداً عن أهلها! فهل هذا عقابٌ لها بسبب افترائها فاحشة الزنى بأن نزيدها حُريّةً أكثرَ فنجعلها حُرةً طليقةً بعيدة عن أهلها فتفعل ما يحلو لها؟ فهل يقبل هذا العقل والمنطق؟". تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [الحج:46].
فتعالوا لننظر ما يحكم به العقل البشري؟ وسوف يقول ليس من المنطق أن تُغرَّب المرأة عن أهلها لأنها سوف تأخذ حُريّتها أكثر فأكثر فتزداد ارتكاباً للفحشاء والمُنكر نظراً لأنها أصبحت حُرةً طليقةً بعيداً عن أهلها فتفعل ما يحلو لها. إذاً يا أيها العقل البشري، فماذا يرى منطقك؟ وسوف تأتينا عقولنا بالردّ فتقول: "إن المنطق هو العكس تماماً عن التغريب؛ وهو أن تُمسكوهنَّ في البيوت". ومن ثم ننتقل إلى مُحكم كتاب الله، فهل نجد فيه ما يوافق لمنطق العقل وسوف نجد أنَّ حُكمَ الله هو ذات حُكم العقول التي أنعم بها الله على عباده. وقال الله تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:15].
الله أُكبر؛ الله أُكبر؛ الله أكبر؛ فمن أصدق من الله قيلاً حين نجده دائماً يأمُرنا أن نستخدم العقل لأنه لا يعمى عن الحقّ أبداً، فكيف أننا أرجعنا المسألة أولاً إلى عقولنا، فإذا عقل المهديّ المنتظَر وكذلك عقل العامري وكذلك عقل كُل مُسلمٍ عاقلٍ ردّ عليه عقلُه وقال لصاحبهِ ليس المنطق أن تُغرَّب المرأة عن أهلها بسبب ارتكابها لفاحشة الزنى؛ بل التغريب يجعلها بدل أنها زنت مع واحدٍ فلن تعود إلا وقد زنت مع (360) واحدٍ عِداد أيام سنة التغريب، وكُلّ يوم تسهر في أحضان واحدٍ! نظراً لأنها أخذت حُريتها الكاملة. فهذا ما يُفتي به عقل المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وعقل العامري وعقل الحُسين بن عمر وكافة الأنصار السابقين الأخيار وكافة عقول الدواب من البشر الذين يعقلون وليس أشر الدواب التي لا تتفكر: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:22].
أفلا ترون أنّ العقل هو الذي يُميِّز بين الحقّ والباطل إذا استخدمه صاحبه وتفكر فسوف يُفتي صاحبه بالحقّ إلا أنَّ الله لم يجعل للعقل على الإنسان سلطاناً وما عليه إلا أن يقول له هذا قولٌ حقٌ لأنه يوافق العقل والمنطق وهذا قولٌ باطلٌ لأنه يُخالف للعقل والمنطق. ألا وإنَّ عدم استخدام العقل هو سبب دخول الكفار النار، ولذلك قالوا: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].
إذاً يا قوم إنّ شرط الاتَّباع للحقّ هو استخدام العقل، ولذلك قال الله تعالى: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الحديد:17].
{قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:118].
وقال الله تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:15].
ألا وإنّ السبيل هو نزول الحدّ الجديد وهو الجلد لزُناة الأحرار بشكل عام سواء ذكر أم أنثى وذلك لأنّ الذكر الذي زنى بالمرأة قد أمر الله أن تؤذوه بالكلام الجارح وعدم الأكل معه فجعلوا طعامه لوحده ولا يجالسوه حتى يتوب عن اقتراب الزنى، وأما النساء فأمر الله بأن تُمسكوهن في البيوت إذا ثبتت فاحشتها. وقال الله تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥﴾ وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].
فهل تعلمون ما يُقصد بقول الله تعالى: {وَالَّلاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ}؟ ويقصُد المرأة العزباء والمرأة المُتزوجة فتُحبس في بيت أهلها لأن المرأة المتزوجة إذا زنت فسوف تخرج من بيت زوجها لتُحبس في بيت أهلها. وقال الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّـهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ} صدق الله العظيم [الطلاق:1]، ويتمّ إخراجها لتُحبس في بيت أهلها، وأما الذَّكَران الأعزب والمُتزوج الذين يأتون الفاحشة فكان حدّهم الأذى بالحديث الجارح المُهين وعدم الأكل معهم وعدم مُجالستهم حتى يتوبوا من الزنى إنهُ كان فاحشةً وساء سبيلاً، فإذا علِمنا بتوبتهم فقد أمر الله بالإعراض عنهم فإن ربي غفور رحيم. وقال الله تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥﴾ وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ولكنه نزل فيما بعد الحدّ بالجلد لهم جميعاً، للزانيات من النساء والزناة من الرجال سواء عُزاباً أو متزوجين. وقال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جلدة ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [النور].
ولكنّكم تقولون إنّها كانت آيةً في الكتاب فنُسخ لفظها وبقي حُكمها، ويا سُبحان الله العظيم! أليست كُل الآيات حتى ولو تمّ تبديلها فإنكم تجدون لفظها باقٍ في الكتاب محفوظ من التحريف؟ فلماذا آية الرجم يقوم بتنزيلها ثم لا نجد إلا حُكمها في السُنة، فأين ذهبت فهل أكلتها القطة، أفلا تعقلون، أفلا تتقون؟ فهل عندكم سُلطانٌ بهذا من عِند الله أم تقولون على الله ما لا تعلمون؟
ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، والله الذي لا إله غيره إنكم لم تتّبعوا كتاب الله ولم تحكموا بما أنزل الله في كثيرٍ من الأمور، وقد جاءكم المهديّ المنتظَر بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور ليُخرجكم من الظُلمات إلى النور، وأنتم الأن في عصر الحوار من قبل الظهور ولن يستطيع المهديّ المنتظَر أن يُخرجَكم من الظُلمات إلى النور ما لم تتّبعوا كتاب الله القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} صدق الله العظيم [ابراهيم:1].
{كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ} صدق الله العلي العظيم [الرعد:37].
فكيف تُريدونني أن أتّبع ما يُخالف لمُحكم كتاب الله أيها الجاهلون؟ والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه لو اجتمعت على رواية حديث كافة الإنس والجنّ فيروونه جميعاً عن مُحمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومن ثم أجده يُخالف لمُحكم كتاب الله فإنّي لن أتّبع هذا الحديث وسوف أفركهُ بِنعل قدمي فركاً لأنه من عِند غيرِ الله ما دام جاء مُخالفاً لمُحكم كتاب الله القرآن العظيم؛ برغم أنه قد أنكره عقلي قبل أن أجده مُخالفاً لكتاب الله ربي وليس عقل المهديّ المنتظَر أنكر هذا الحديث أنها تُغرَّب المرأة عن أهلها عاماً كاملاً إذا ارتكبت الفاحشة؛ بل والله الذي لا إله غيره أنه حتى عقل العامري إذا حكّم عقله أنه سوف يرفض هذا الحديث العقل والمنطق ثم وجدتم الحُكم في كتاب الله هو الذي حكم به العقل.
فما هو الحل معكم يا قوم؟ فوالله لو كان لدي عقول لكُنت أعطيتها لكم هدية ما من وراءها جزيّة ولكن للأسف ليس لدي عقول أصرفها لكم والحمدُ لله الذي ميَّز الإنسان عن الحيوان بالعقل، ولكن والله إنه إذا لم يستخدم عقله فإنه كالأنعام التي لا تتفكر. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [الفرقان:44]، إي وربي وصدق الله ربي فما أكثر البقر التي لا تتفكر، ولذلك لن يتّبعوا الذكر ولن يتّبعوا المهديّ المنتظَر حتى يسبقُ الليل النهار وإنا لله وإنا إليه لراجعون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الداعي إلى العقل والمنطق وإلى كتاب الله الحقّ؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ