هذا خطاب المهدي المنتظر الحق لجميع اليهود والنصارى و الشيعة والسنة
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
======== اقتباس =========
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
09 - ذو القعدة - 1428 هـ
19 - 11 - 2007 مـ
11:12 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://mahdialumma.net/showthread.php?p=246
ــــــــــــــــــــــــ
أنا المهديّ المنتظر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسَلين ومن تبِعهم بإحسانٍ وكل شاهدٍ بالحقّ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الأولين وفي الآخرين ولا يُفرّق بين أحدٍ من رُسله ودعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين، أمّا بعد..
يا معشر علماء الأمّة، إني أنا المهديّ المنتظر خليفة الله على البشر من أهل البيت المُطهّر الإمام ناصر محمد اليماني، أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنّ نوحاً رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ إلياسَ رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ هوداً رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ صالحاً رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ إبراهيمَ رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ يونسَ رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ شُعيباً رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ يوسفَ رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ موسى رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ داوودَ رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله وخاتم النبيين إلى النّاس كافة، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسُل الله وأنا من المسلمين.
ويا معشر علماء أمّة الإسلام من الذين قالوا إنّ الله فضّل محمداً رسول الله بقولهم فأضاف اسمَه إلى اسمِه بقولهم أنّه لا ينطق أحدٌ بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" إلا ونطق باسم رسول الله فيقول: "وأنّ محمداً رسولَ الله"، أفلا ترون بأنّكم قد فرّقتم بين رسُل الله فحذفتم الشهادة لهم بالرسالة فلا تُضاف الشهادة إلى شهادة كلمة التوحيد إلا الشهادة لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليهم وسلّم أجمعين؟ فإذاً جعلتم هذه الشهادة حصرياً لاسم محمدٍ رسول الله بقولكم أنه لا يُذكر اسم الله بكلمة التوحيد إلا وأضيف اسم محمد رسول الله ((لا إله إلا الله محمد رسول الله))، فإذا كان حسب زعمكم أنّ ذلك ليس إلا لمحمدٍ رسول الله إذاً كفرتم بالشهادة بالحقّ لجميع رُسل الله وفرّقتم بين رُسله وأنتم لا تعلمون أنكم أخطأتم خطأً كبيراً، فوقعتم في الكُفر برُسل الله بسبب المُبالغة والتعظيم لمحمدٍ رسول الله، وقد نهاكم أن تعظّموه بغير الحقّ؛ بل وأشركتم بالله كونكم ترجون من محمدٍ رسول الله الشفاعة لكم بين يدي الله، فهل ترون محمداً رسول الله أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟ فضللتم عن صراط العزيز الحميد كما ضلّ النّصارى من قبلكم وبالغوا في المسيح عيسى وأمّه بغير الحقّ.
ويا معشر المسلمين، إنّه لا يؤمن أكثرُكم بالله إلا وهم مشركون بربّهم عبادَه المُقربين، فتعبدونهم ليقرّبوكم إلى الله زُلفى فيشفعوا لكم بين يديه إلا من رحم ربّي منكم، وأصبح مثلكم كمثل الذين يعبدون الأصنام فيدعونها من دون الله، وهل تعلمون ما هو سرّ عبادة الأصنام؟ إنّها أساس بادئ الرأي تماثيلٌ لعباد الله المُقربين فيضلّ سرّ عبادتها بين الأجيال فيقولون إنّا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون، فيردّون علم ذلك لآبائهم الأولين وأنهم الأدرى بسرّ عبادة هذه الأصنام، وقد أفتاكم الله في القرآن أنها تماثيل لعباد الله المقرّبين والمُكرّمين في أجيال الأمم، وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
بمعنى أنّها تماثيل صوّروها لعباده المكرمين من بعد موتهم وكُلٌّ منهم لا يعلم بأنّهم قد صنعوا له تمثالاً من بعد موته ويدعونه من دون الله وإلا لنهوهم عن ذلك، ولكن المبالغة بغير الحقّ في أحد عباده المكرّمين تكون من بعد موتهم وهم لا يعلمون، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].
ولكن الذين كانوا يعبدون عباد الله المقربين ليقربوهم إلى الله زلفى كذلك يوم القيامة يرجون منهم الشفاعة، وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
ولكنهم لا يرونهم بينهم لأنهم ليسوا مثلهم كافرين ولا مشركين بل عباداً مكرّمين، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٩٤﴾} [الأنعام].
ومن ثم يزيّل الله بينهم فيريهم شركاءهم لكي يسمعوا ردّهم فإذا هم يكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدّاً، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾}صدق الله العظيم [يونس].
ويا معشر البشر إني أنا المهديّ المنتظر خليفة الله على البشر أدعوكم أن تعبدوا الله ربّي وربّكم وحده لا شريك له فلا تشركوا به شيئاً، واعلموا بأنّ الله لا يغفر أن يُشرك به، واعلموا أنّه لا يؤمن أكثركم إلا وهم مشركون بربهم عباده المقربين، فقد بيّنا لكم ذلك وفصّلناه تفصيلاً من الكتاب لأولي الألباب، وهل يتذكّر غير أولي الألباب أهل العقول المفكرة والمستنيرة؟
وإني أحذّركم يا معشر اليهود والمسلمين والنّصارى والنّاس أجمعين أن تشركوا بالله شيئاً، وأنذركم ببأسٍ شديدٍ من لدُنه ولا أدري ما يصنع الله بكم بعد ألف ساعةٍ قمريّةٍ من ليلة السبت ليلة ميلاد هلال شوال 1428 فيهلك من يشاء منكم أو يؤخّره إلى أجلٍ مُسمّى إن شاء.
وسوف أقول لكم شيئاً يا معشر المسلمين، لماذا تنكرون أمري فلا كذّبتم ولا صدّقتم ولا تزالون في ريبكم تتردّدون؟ فيخشى أحدُكم أن يشهد بأنّي المهديّ المنتظَر ومن ثم لا يتبيّن للناس أنّي المهديّ المنتظر فيخزى! بل الخزي عليّ وحدي وليس عليه من الخزي شيئاً وإن كنت كاذباً فعليّ كذبي، ولكن إذا كنتُ صادقاً فأين المفرّ يا من تكذّبون بشأن المهديّ المنتظر خليفة الله على البشر من أهل البيت المُطهّر؟ أدعوكم أن تعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبَد، فمنكم من يلعن المهديّ المنتظَر ومنكم من يصفني بالجنون، وأي صاحب منتدى يترك في منتداه ردَّ من يلعن المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني فهو ملعون لأنّ الراضي كالفاعل إلا إذا لم يكن يعلم بأنّ أحداً لعنني أو شتمني فلا ذنب على الذي لو علم بذلك لحذفه من منتداه، وأعلم أنّ بعض من أصحاب المنتديات يترك الذين يلعنون المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني لأنه يخشى غير الله ويقول في نفسه: "سوف أترك من يشتمه ليكون ذلك حجّة لي ليعلموا بأنّي لست مُقتنعاً به كوني تركت خطابه في منتداي، وأن لو كنت مقتنعاً بأنّه المهديّ المنتظَر لما تركت ردّ الذين يلعنونه ويشتمونه، وإن تبيّن أنّه المهديّ المنتظر فسوف يكون لي فخر أن أكون من الذين شاركوا بنشر الخبر من قبل الظهور". فأقول له: اسمع يا هذا وتالله ما تركت خطابي إلا لأنك تخشى أن أكون المهديّ المنتظَر، وما دمت تركت ردود الذين يلعنوني ويشتموني فليس لك من الأجر شيئاً، والراضي كالفاعل ولا حاجة لنا بأمثالك، فلو كنتَ لا تخاف في الله لومة لائمٍ لنشرت الخبر والبشرى بالظهور، ولا تترك من يلعن أو يشتم ناصر محمد اليماني، وأعلم بأنّ أكثركم في حيرةٍ من أمري ويخشون أن أكون المهديّ المنتظَر وهم عن أمري معرضون حتى الشيعة الذين أكثر اللاعنين منهم يخشون بأن أكون المهديّ المنتظَر ويتمنون أن لا أكون المهديّ المنتظَر، فهل تدرون لماذا؟ لأنّ عقيدتهم بدأت تتزعزع في شأن الإمام محمد الحسن العسكري من الذين اطّلعوا على أمري، فأقول لهم: وتالله لا يهدي الله للحقّ الذين لا يريدون أن يكون ناصر اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر ويبغونها عوجاً حسب ما يشاءون هم وليس حسب ما يشاء الله ويختار، وهم يعلمون بأنّ الخلافة ليست بالشورى بل اصطفاء من الله، فيزيد من اصطفاه بسطةً في العلم فلم يغني عنهم علمهم شيئاً، فهاهم خالفوا أمر الله فاصطفوا طفلاً حسب زعمهم بغير علمٍ ولا هدًى ولا سلطانٍ منيرٍ بل لم ينزّل الله به من سلطانٍ، فهل يظنون بأنه لا بدّ أن يلد الإمام الأول الإمام الذي يليه؟ فهل الأمر وراثةٌ ولا بُدّ للولد أن يرث الأب؟ فأقول: إن كان الولد أهلاً لذلك كمثل سليمان فهو كذلك، أو يؤخّر الله ذلك إلى أجل مُسمى، وكان أمر الله قدراً مقدوراً في الكتاب المسطور.
فاتّقوا الله يا معشر الشيعة الاثني عشر، وإني لأتحدّاكم أجمعين بعلم وهُدًى وكتابٍ منيرٍ بحديث الله في القرآن العظيم فإن ألجمتكم فقد تبيّن لكم الحقّ إن كنتم تريدون الحقّ، وإن ألجمتموني من القرآن العظيم فقد أثبتُّم أنّ المدعو ناصر محمد اليماني ما نزّل الله به من سلطان إن كنتم صادقين، وإن ألجمتكم بالحقّ وأخرست ألسنتكم بالحقّ فقد علمتم أني المهديّ المنتظر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهّر، فإن أخذتكم العزّة بالإثم من بعد أن يتبيّن لكم أنه الحقّ فأخشى أن يمسخ الله من يشاء منكم إلى ما يشاء كما قد يمسخ من يشاء من اليهود إلى خنازير، فاحذروا الله واعلموا بأنّ من تبيّن له الحقّ وأعرض عنه لأنه قد خالف هواه فقد باء بغضبٍ على غضب.
وأحذركم يا معشر الشيعة الذين يدعون المهديّ المنتظر وأهل بيته من دون الله فقد أشركتم بالله ولن يغني عنكم المهديّ المنتظر ولا أهل بيته من الله شيئاً فيعذّبكم الله عذاباً نكراً، ولا يغفر الله أن يشرك به إني لكم منه نذيرٌ مُبينٌ، ولا تفسّروا القرآن حسب هواكم فتقولون على الله ما لا تعلمون إنّي لكم منه نذيرٌ مُبينٌ.
ويا معشر أهل السُّنة يا من اتّبعتم كثيراً من الأحاديث اليهوديّة وهي مخالفة للقرآن جملةً وتفصيلاً، ألم يُعلمكم الله بأنّ القرآن العظيم هو المرجع لأحاديث رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأنّ ما كان منها من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً؟ أم إنكم يا معشر السُّنة ترون أني قد فسّرت هذه الآية بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟ فإن استطعتم أن تأتوا بتفسيرٍ لها خيراً من تفسيري وأحسن تأويلاً فقد استطعتم أن تلجموا ناصر اليماني إلجاماً وأنّ القرآن لم يجعله الله مرجعاً لأحاديث السُّنة، فإن استطعتم فقد أذهبتم سلاح المدعو ناصر محمد اليماني وذلك لأنّ سلاحه الوحيد هو أن يكون القرآن مرجعاً لصحة الأحاديث المُفتراة حتى يُدافع عن سنّة رسول الله الحقّ الذي لا ينطق عن الهوى، ولسوف أكتب بيان هذه الآية مرةً أخرى، وأُشهد الله وابن عمر وفارس الصحراء وابن حمير والهتار وجميع الذين صدّقوني والله أعلم بصدقهم، وكذلك أُشهد جميع الأمّة الإسلاميّة لئن ألجمني أهل السُّنة أو الشيعة أو جميع علماء المذاهب الإسلاميّة فأتَوا بتأويلٍ لهذه الآية خيراً من تأويلي وأحسن تفسيراً فقد أثبتوا للأمّة الإسلاميّة أنّي لست المهديّ المنتظر، ولسوف أجعل هذه الآية حصرياً لمن أراد أن يلجمني، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّه إذا استطعتُ أن ألجمكم بها فأخرس ألسنتكم فقد أثبتنا أنّ القرآن حفظه الله من التحريف ليكون مرجعاً للأمّة الإسلاميّة فيما اختلفوا فيه من أحاديث السُّنة حتى إذا اقتنعوا بأنّ القرآن حقاً هو المرجع لعلماء الحديث فعندها يستطيع ناصر اليماني أن يُغربل الأحاديث والروايات الواردة فيحقّ الحقّ ويبطل الباطل فيحكم بين علماء المسلمين فيما كانوا فيه يختلفون، فتعالوا لنجعل جميع المسلمين المثقفين شُهداءً بيننا بالحقّ، فإن رأيتم علماء الأمّة لم يستطيعوا أن ينكروا البيان الحقّ فقد علمتم يا معشر الباحثين أنّي أنا المهديّ المنتظَر لمن أراد أن يتّبع الحقّ، وإن ألجموني فقد كفوا المسلمين أن أضلّهم بغير علمٍ.
وإليكم الآية البرهان بأنّ القرآن قد جعله الله المرجع لما اختلفوا فيه من أحاديث السُّنة، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ويا معشر علماء الأمّة إنّي لا أفسّر القرآن بالرأي فأقول على الله ما لا أعلم، فتعالوا لنستنبط لكم تأويل هذه الآية؛ حديث الله من نفس حديث الله، فبأي حديثٍ بعده يؤمنون؟! فإنّهم هؤلاء الذين إذا خرجوا بعد انتهاء محاضرة النبي - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثم يُبيّتون أحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام وآله، وإنّهم طائفةٌ من اليهود جاءوا إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقالوا بين يديه: "نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً رسول الله"؛ كَذِباً ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر وليكونوا من رواة الحديث فهم لا يستطيعون أن يخدعوا المسلمين إلا أن يُسْلِموا ولو لم يُسْلِموا لما أخذ المسلمون منهم شيئاً لذلك اتّخذوا أيمانهم جنّة (ستاراً) ليمكروا ضدّ رسول الله في الوقت المناسب بأحاديث تخالف لكتاب الله وسنّة رسوله جُملة وتفصيلاً، وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٣﴾ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].
إذاً يا قوم لقد تمّ اختيار شخصيّاتٍ مرموقةٍ من قِبَل اليهود؛ بل من علمائهم الذين يحرّفون كلام الله من بعد ما عقلوه، فهم يعرفون محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كما يعرفون أبناءهم، وإن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً لأنّهم يعلمون أنّه الحقّ من ربهم، وإن يروا سبيل الغيّ يتخذونه سبيلاً لأنّهم يعلمون أنّه سبيل الضلال، فجاء فريقٌ منهم إلى محمدٍ رسول الله فأعلنوا إسلامهم ولكنّ الله أخبر رسوله إنهم لكاذبون وإنما اتّخذوا أيمانهم جُنَّة ليصدّوا عن سبيل الله، ولكن اللهَ نهى محمداً عبده ورسوله أن يطرد هؤلاء اليهود وإنما لِيَحْذَرْهُمْ فلا يفتنونه عمّا أوحى إليه، والدليل على أنّ الله لم يأمر رسوله بطردهم هو قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].
فهل تدرون لماذا لم يأمر الله رسوله بطردهم؟ وذلك لينظر من يستمسك بما قاله الله في القرآن العظيم ورسوله بأحاديث البيان الحقّ التي لا تزيد هذا القرآن إلا توضيحاً، أمّا ما اختلف من الأحاديث في السُّنة عن حديث الله في القرآن العظيم ووجدنا بين حديث الله وهذا الحديث الذي قيل عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فحتماً سوف نجده كما أخبرنا الله أنّنا سوف نجد بين الحديث المُفترى وبين حديث الله في القرآن اختلافاً كثيراً، وتلك قاعدةٌ لغربلة الأحاديث المُفتراة لو كنتم تعلمون! فقد أضلّوكم عن الصراط المستقيم.
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ} فإذا جاءكم أمر من الأمن وذلك من عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فمن أطاع الرسول وقد أطاع الله وله الأمن في الحياة الدنيا ويأتي يوم القيامة آمناً.
وأما قوله: {أَوِ الْخَوْفِ} وذلك من عند الذين يقولون أحاديث عن رسول الله غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام، ومن ثم يذيع الخلاف بين علماء الأمّة فمنهم من يقول إنّهُ عن رسول الله ومنهم من يطعن فيه ويأتي بحديث آخر مُتناقضٍ مع هذا الحديث المُفترى، ولو ردّوه إلى الرسول وذلك إن لم يزَل فيهم وإن قد مات فيرجعوا إلى أولي الأمر منهم وهم أئمتهم من بعد رسول الله فيورثهم الله التأويل الحقّ للقرآن، لَعَلِمَهُ الذين يستنبطونه منهم؛ أي أنهم سوف يقومون بالحكم بين المختلفين فيحكمون بينهم في شأن الحديث المفترى فيستنبطون آياتٍ من القرآن من حديث الله تختلف مع هذا الحديث الباطل اختلافاً كثيراً، ودائماً بين الحقّ والباطل اختلاف كثير بل هما طريقان متعاكسان تماماً.
وقد أخرجوكم عن الصراط المستقيم ولولا فضل الله عليكم يا معشر المسلمين ورحمته لكم بالمهديّ المنتظَر لاتّبعتم الشيطان المسيح الدجال إلا قليلاً، ولكن الله ابتعثني لإنقاذكم والنّاس أجمعين ما عدا أولياءه الذين يعلمون أنّه ليس المسيح عيسى ابن مريم وأنّه كذاب وأنه الشيطان الرجيم بذاته فيتّبعون الشيطان وهم يعلمون، فغضب الله عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة في أولهم والخنازير في آخرهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً إلا من تاب منهم فسوف يجد الله غفوراً رحيماً وجاء معترفاً بما نقوله من الحقّ إذاً لآتاه الله من لدنه أجراً عظيماً ولهداه صراطاً مستقيماً.
ولسوف يحذّركم المسيح عيسى ابن مريم من اتّباع المسيح الكذّاب الشيطان الرجيم والذي يريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم وأنّه الله؛ بل هو كذّاب لذلك يُسمّى المسيح الكذاب، ويقول لكم المسيح الحقّ: "اتّبعوا المهديّ المنتظر هذا صراطٌ مُستقيمٌ"، ويكون من التابعين. فكيف لكم أن تنتخبوا من جعله الله إماماً للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام؟ يا معشر المسلمين فهل جعلتموها ديمقراطية بوش الأصغر حتى في شأن المهديّ المنتظر فحرّمتم عليه أن يُعرِّفكم بنفسه فيقول بأنّ الله اصطفاه عليكم خليفة وإماماً، فتقولون نحن من نُقرِّر ذلك ونقول حين نشاء لمن نشاء إنّك أنت المهديّ المنتظر؟ فكم تدخّلتم في شؤون الله وكأنّكم من يُقسّم رحمة الله! قاتلكم الله أنّى تؤفكون يا من تزعمون ذلك فألجموني من القرآن إن كنتم صادقين.
ربِّ اغفر وارحم واحكم بيننا بالحقّ وأنت أسرع الحاسبين، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم، اللهم إن كنتَ تعلم أنّي أنا المهديّ المنتظر الحقّ فاجعلْ لي السلطان عليهم بالبيان الحقّ للقرآن، وإن كنتَ تعلم بأنّي لستُ المهديّ المنتظر فاجعلْ لهم السلطان عليّ بالبيان الحقّ من القُرآن، واحكم بيننا بالحقّ وأنت خير الحاكمين، ومن أحسن من الله حُكماً لقوم يؤمنون؟ وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
إمام الأمّة وكاشف الغُمَّة بإذن الله المهديّ المنتظَر الناصر لمحمدٍ رسول الله؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
________________
اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
- - - تم التحديث - - -
======== اقتباس =========
- 1 -
الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
04 - صَفر- 1431 هـ
19 - 01 - 2010 مـ
11:59 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القُرى )
ـــــــــــــــــــــ
مِن الإمام المهديّ خليفة الله في الأرض ناصر محمّد اليمانيّ إلى كافة أُمّة النّصارى المسيحيّين في العالمين مِن العرب والعجم، والسّلام على مَن اتَّبع الهُدى مِن العالمين ..
ويا معشر النّصارى إنّي المهديّ ناصر محمد اليماني أدعوكم والنّاس أجمعين إلى الدّين الإسلامي الذي بعث الله به رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وأدعوكم والنّاس أجمعين إلى ما دعاكم إليه رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
وكذلك الإمام المهديّ المُنتظَر يدعو كافة البشر إلى ما دعاهم إليه رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام:
{اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [المائدة]. وكذلك المهديّ المُنتظَر يدعو كافة البشر إلى ما دعاهم إليه محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام وأقول ما أمره الله أن يقوله للبشر: {اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم. وأدعوكم كافة البشر إلى ما دعاهم إليه رسول الله موسى وهارون عليهم الصلاة والسلام: {اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم.
وأنا المهديّ المُنتظر أدعو كافة البشر إلى ما دعاهم إليه كافة الرسل من أوَّلهم إلى خاتمهم جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأقول ذات قول رُسل الله أجمعين: {اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم.
ولم يجعل الله المهديّ المُنتظر نبيًّا جديدًا ولم آتِكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل أدعوكم بذات دعوة كافة الأنبياء والمُرسَلين أن تعبدوا الله ربّي وربّكم ومَن أشرك بالله فقد حَبط عمله وهو في الآخرة لَمِن الخاسرين، ولن تجدوا المهديّ المُنتظر يَحيد قيد شعرةٍ عن دعوة كافة الأنبياء والمُرسَلين إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وأنا الإمام المهديّ أفتي بالحقّ أنّ جميع النّصارى واليهود والمُسلمين قد أشركوا بالله أنبياءه ورسله فعظّموهم بغير الحقّ إلّا مَن رَحِم ربّي، ولربما يزأر على المهديّ المنتظر أحد علماء المسلمين وكأنّه ليثٌ غَضَنفَر فيقول: "يا أيّها المهديّ المُنتظَر كيف تحكم علينا بالإشراك بالله فتجعلنا كمثل النّصارى الذين قالوا المسيح ابن الله سبحانه وكذلك اليهود قالوا عُزير ابن الله؟ فأمّا نحن المسلمون فلم نُعظِّم رسول الله محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ونشهد أنّ محمدًا هو عبد الله ورسوله، ونشهد أنّ المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله، ونشهد أنّ عُزيرًا وموسى وهارون وداوود وسليمان جميعهم أنبياء الله وعبيده ورُسله، فكيف تحكُم علينا بالإشراك بالله معهم، فهل نستوي معهم مثلًا؟!".
ومن ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: يا أيّها العالِم المُسلِم الفطحول أجبني بالحقّ، فهل ترى أنّه يجوز لك أن تُنافس محمدًا رسول الله في حُبّ الله وقربه أم إنّك ترى أنّه لا يجوز لك ذلك؟ فأجبني بالحقّ إن كنت من الصادقين.
ومن ثمّ يزأر علينا هذا العالم المُسلِم سواء من الشيعة أو من السُّنة أو من أيٍّ من المذاهب الإسلاميّة فيقول: "اتَّقِ الله يا ناصر محمد اليماني فإنّك كذّابٌ أشِرٌ ولست المهديّ المنتظَر، فكيف تريدني أن أُشمّر لمنافسة محمدٍ رسول الله في حُبّ الله وقربه وهو محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - سيد الأنبياء والمُرسَلين وخاتم النبيّين ورسول ربّ العالمين بالقرآن العظيم إلى الإنس والجنّ أجمعين؟! أفلا ترى أنّ الله قد أضاف اسمه إليه فيقول النّاس (لا إله إلا الله محمد رسول الله)؟ فهذا تعظيم لقدره عند ربّه أن أضاف إلى اسمه (الله) محمدًا صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك يقول المسلمون (لا إله إلا الله محمد رسول الله)".
ومن ثم يردّ عليهم المهديّ المُنتظر وأقول: فهل جعلتم الشهادة بالحقّ حصريًّا لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وفَرَّقتم بين رسل الله؟ فإذا جعلتم شهادة الحقّ حصريًّا لمحمد رسول الله بزعمكم أنّ الله أضاف اسمه إلى اسمه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) إذًا ماذا كان يقول المسلمون الذين اتّبعوا رسول الله نوحًا صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ كانوا يقولون مَن أسلم منهم (أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن نوحًا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وكذلك الذين شَهِدوا بالحقّ من كافة المسلمين الذين اتّبعوا دعوة الأنبياء إلى دين الله الإسلام وشهدوا لله بالوحدانيّة فعبدوا الله وحده لا شريك له.
ويا معشر المسلمين الأمّيّين أتباع جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أنّي ما ظلمتُكم وأنّكم إذا حصرتم التنافس على الربّ أيّهم أحبّ وأقرب حصريًّا لأنبيائِه ورسله من دون الصالحين فإنَّكم قد أشركتم بالله ولا فرق بينكم وبين المشركين مِن النّصارى واليهود ما دمتم أبيتُم أن تُنافسوا محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حُبّ الله وقربه، ولكنّي المهديّ المنتظر أعلن لكافة البشر الكُفرَ المُطلَق بتعظيم الأنبياء والمُرسَلين والمهديّ المنتظَر بغير الحقّ، بل كافة الأنبياء والمُرسَلين والمهديّ المُنتظر لسنا نحنُ إلا مجرَّد عبيد يتنافسون إلى الربّ المعبود لا نشرك بالله شيئًا ولا نُعظّم بعضنا بعضًا مِن دون الله؛ بل نتنافس إلى الربّ المعبود أيّنا أحبّ وأقرب، ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه ما كان لي كمُسلِمٍ لله أن أذَر التنافس إلى ربّي حصريًّا لجدي محمد رسول الله وكافة الأنبياء في الكتاب صلّى الله عليهم وآلهم وسلم أجمعين، وما كان للمهديّ المُنتظر الحقّ من ربّكم أن يَذَر التنافس إلى الربّ المعبود لجبريل وملائكة الرحمن المقرّبين، بل أنا المهديّ المنتظَر أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين إنّما محمدٌ رسول الله والمسيح عيسى ابن مريم وكافة الأنبياء والمُرسَلين وملائكة الرحمن المُقرَّبين ليسوا إلّا عبيدًا يتنافسون إلى الربّ المعبود كما أفتاكم الله كيفية عبادتهم لربهم الحقّ في مُحكَم كتابه القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
ولكنّكم يا معشر عُلماء المسلمين وأمّتهم تعظّمون أنبياء الله بغير الحقّ، فما دمتم تعتقدون أنّه لا يجوز للصالحين أن ينافسوا الأنبياء والمُرسَلين إلى أقرب درجةٍ إلى الله ربّ العالمين فقد أشركتُم بالله ولا فرق بينكم وبين أهل الكتاب ما دمتم أشركتم بالله فعظَّمتم أنبياء الله بغير الحقّ، ولكنّي المهديّ المنتظَر أكفُر بحَصر التنافس إلى الربّ المعبود للأنبياء والمُرسَلين كفرًا مُطلقًا حتى ألقى الله بقلبٍ سليم لا يشرك بالله شيئًا، وإنّما هم عباد لله أمثالكم لا يَفرِقون عنكم إلا بالتقوى في عبادتهم لربهم و لا يشركون بالله شيئًا لأنهم يبتغون إلى ربّهم الوسيلة ويجاهدون في سبيله أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه، فإن كنتم استجبتم لدعوة كافة الأنبياء والمُرسَلين إلى عبادة الربّ المعبود والتنافس مع العبيد جميعًا إلى الربّ المعبود أيّكم أقرب، فإن استجبتم فقد اهتديتم واتّقيتُم اللهَ ربّ العالمين وابتغيتم إليه الوسيلة وجاهدتم في سبيله بالدعوة إليه أيّكم أحبّ وأقرب. تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].
بمعنى أنّ الله يأمركم أن تكونوا ضمن العبيد المُتنافسين إلى الربّ المعبود أيّهم أقرب فتعبدون الله كما يعبده الأنبياء والمرسلون المتنافسون إلى ربّهم أيّهم أقرب. تصديقًا لقول الله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
فهل تعلمون ما يقصد الله تعالى بقوله: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ}؟ وذلك لأنّكم ترجون شفاعتهم لكم بين يدي الله وتركتم التنافس إلى الله لهم حصريًّا مِن دون الصالحين فأنتم تدعونهم من دون الله ما دمتم تريدون أن يشفعوا لكم بين يدي الله، ولذلك قال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57]، وقال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ له إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].
فانظروا لقول الله تعالى: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّه لا يعلم الأنبياءُ المُكرمون أنّكم جعلتم الله حصريًّا لهم وحدهم مِن دون الصالحين وترجون شفاعتهم بين يدي الله الذي هو أرحَم بِكم مِن عباده سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا، فتعالوا لننظر ردّ الأنبياء والمُرسَلين والأئمة المُكرمين للذين عظَّموهم بغير الحقّ فبالَغوا فيهم بغير الحقّ من بعد موتهم فهم لا يعلمون ماذا فعل المسلمون من بعدهم، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كلّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].
وأما آخرون فيعبدون الملائكة الذين كَذَبوا عليهم أنّهم من عباد الله المُكرمين وما كانوا ملائكة الرحمن؛ بل من طغاة الجنّ المَرَدة الشياطين وما كانوا مِن ملائكة الرحمن المُقرَّبين، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
وأما أصحاب الأصنام فقد علموا أنهم لم يكونوا يعبدون شيئًا إلا صَنَمًا صَنَعوه بأيديهم، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ ﴿٦٩﴾ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿٧٠﴾ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ﴿٧١﴾ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ﴿٧٢﴾ ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ ﴿٧٣﴾ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ ﴿٧٤﴾ ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ ﴿٧٥﴾ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٦﴾ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴿٧٧﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [غافر].
وأما طائفة مِن البَشَر فهم يعبدون الشيطان وهم يعلمون، فهم ليسوا ضالين بغير قصدٍ منهم؛ بل يعلمون أنّهم على ضلالٍ مُبين، أولئك عبدة الطاغوت وهم يعلمون أنّه المَلَك هاروت وقبيله ماروت وذريَّتهم يأجوج ومأجوج، فأولئك المغضوب عليهم في الكتاب يتمّ حشرهم هم وما يعبدون من دون الله وأزواجهم من إناث الشياطين إلى نار جهنم جميعًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات]، وقال الله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴿٦٨﴾ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَـٰنِ عِتِيًّا ﴿٦٩﴾ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [مريم].
أولئك هم أولى بنار جهنم صِليًّا لأنّهم يعبدون الطاغوت فاتّخذوه من دون الله وليًّا وهم يعلمون أنّه الشيطان الرجيم عَدُوّ الله ورسله ويعبدون إناث الشياطين ويجامعوهُنّ فأنجبن فصيلةً مِن مأجوج وآبائهم مِن البَشَر وأمهاتهم من إناث الشياطين أولئك شياطين البشر بينكم فهم يعلمون ما يفعلون وإنّي لم أظلمهم شيئًا، وقال الله تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا ﴿١١٧﴾ لَّعَنَهُ اللَّـهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨﴾ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ﴿١١٩﴾ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿١٢٠﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴿١٢١﴾} صدق الله العظيم [النساء].
يا أيّها النّاس اتَّقوا ربّكم الذي خَلَقَكم ولا تشركوا بالله شيئًا إنّي لكُم مِنه نذيرٌ مبينٌ، وأُشهدُ الله ربّ العالمين أنّ كلّ ما في السماوات والأرض ليسوا إلا عبيدًا فذَروا عبادتهم جميعًا واعبدوا الله وحده لا شريك له، فقد ضلَّت كثيرٌ مِن الأُمم وما آمن بالله إلا قليلٌ من عباده، وللأسف إنّ أكثر هؤلاء المؤمنين مشركون بالله إلا قليلًا مِن عباد الله المُكرّمين وسبب شِرك المؤمنين بالله هو تعظيمهم لأنبياء الله ورسله حتى جعلوا الله حصريًّا للأنبياء والمُرسَلين مِن دون الصالحين فتركوا التنافس مع العبيد إلى الربّ المعبود، وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف: 106].
ويا أيّها النّاس إنّي الإمام المهديّ المنتظَر ولعنة الله على الكاذبين، اصطفاني الله ربّ العالمين وحده لا شريك له ولا يشرك في حُكمِه أحدًا وما كان لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه لو كنتم تعلمون، وأُشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أنّي الإمام المهديّ المُستجيب لكافة دعوة الأنبياء والمُرسَلين وناصر دعوتهم أجمعين، وأنا الإمام المهديّ من شيعة رسول الله موسى وعيسى ومحمد رسول الله عليهم جميعًا أفضل الصلاة والتسليم، وأنا الإمام المهديّ مِن شيعة كافة الأنبياء والمُرسَلين أجمعين ولو لم أكُن في عصرهم وذلك لأنّي ناصر دعوتهم فأدعو إلى ما يدعون إليه؛ إلى عبادة الله وحده لا شريك له، لا أُشرِك بالله شيئًا بل أعبدُ ما يعبدون كما كان رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام مِن شيعة رسول الله نوح وهو ليس في عصره، وقال الله تعالى: {سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٠﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨١﴾ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴿٨٢﴾ وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ﴿٨٣﴾ إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٤﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ ﴿٨٥﴾ أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّـهِ تُرِيدُونَ ﴿٨٦﴾ فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات].
فنحن نعبد إلهًا واحدًا لا إله غيره ولا معبود سواه؛ الله ربّ العالمين ربّ السماوات والأرض إن كنتم موقنين، فاسمعوا وأطيعوا واعبدوا الله وحده وتنافسوا على حُبّه وقربه إن كنتم تحبون الله فتنافسوا إلى الله أيّكم أقرب وكونوا ضمن عبيده المُتنافسين من الأنبياء والصالحين المُكرمين والمهديّ المنتظَر الإمام المُبين الذي آتاه الله علم الكتاب ليعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون، فإن صدّقتم بشأني وأطعتم أمري ومن ثم تعظّمون المهديّ المُنتظر فتعتقدون أنّه لا يجوز لكم أن تنافسوا خليفة الله في حُبّ الله وقربه، فقد تركتم الله لي وحدي أعبده وأشركتم بالله ولن أغني عنكم من الله شيئًا ثم يُعذّبكم الله عذابًا نُكرًا فتصلون سعيرًا ولن تجدوا لكم من دون الله وليًّا ولا نصيرًا.
فما خطبكم يا معشر المؤمنين؟ أفكُلَّما بَعَث الله لكم رسولًا فإمّا أن تُكَذِّبوا دعوته إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإما تُصَدِّقوهم فتعظّموهم من بعد موتهم فتبالغوا فيهم بغير الحقّ فترجون شفاعتهم بين يدي الله؟ وكفرتم أنّ الله هو أرحم الرحمين! فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله حتى ترجون شفاعتهم بين يدي من هو أرحم بعباده من عبيده أجمعين؛ الله أرحم الراحمين، أفلا تتَّقون؟!
ويا معشر النّصارى إن تولّى المسلمون عن دعوة المهديّ المُنتظر فكونوا من الذين قال الله عنهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
وأُبَشِّركم بعبد الله ورسوله المُكرم المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلّم تسليمًا كثيرًا، فإنّه لدينا في اليمن في تابوت السكينة وما قتله اليهود وما صلبوه ولكنكم لا تعلمون؛ بل توفى الله روحه ورفعه إليه وطهر جسده من الذين كفروا وأيَّده بروح القدس والملائكة وجعلوا جسمه في تابوت السكينة وإنّا لصادقون، وقد تمت إضافته إلى أصحاب الكهف وذلك الرَّقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف ليكونوا من آيات الله عَجَبًا، وإنّما الرَّقيم هو رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلم تسليمًا كثيرًا، وحقيقة جَسَد المسيح عيسى ابن مريم توجد في حقائق الآيات العَشْر الأولى من سورة الكهف في القرآن الكريم، وما لكم به من عِلمٍ يا معشر النّصارى فما قتلوه اليهود وما صَلَبوه، وقال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ ﴿١﴾ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴿٢﴾ مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴿٣﴾ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴿٤﴾ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥﴾ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦﴾ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿٧﴾ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ﴿٨﴾ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
ويا معشر النّصارى إني أنذركم ببأسٍ من الله شديدٍ فلا تقولوا اتّخذ الله ولدًا وما لكم به مِن عِلمٍ ولا لآبائكم فما قتلته اليهود وما صلبوه بل توفاه الله ورفع إليه روحه وطهر جسده من الذين كفروا ولم يمسوه بسوء فذلك هو الرقيم المُضاف لأصحاب الكهف ليكون معهم من آيات الله عَجَبًا لكم من أنفسكم وسوف يبعثه الله فَصَدّقوه يا معشر النّصارى والمُسلمين يعصمكم الله من المسيح الكذّاب الذي يريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ويقول أنّه الله ربّ العالمين وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول ما ليس له بحقٍّ وكما كَلَّم النّاس في المَهد يكلم النّاس كهلًا بالحقّ ويدعوهم إلى ما دعاهم إليه المهديّ المُنتظر فنحن ننطق بمنطقٍ واحدٍ موحّدٍ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود سواه؛ كلمة سواء بين جميع الأنبياء والمُرسَلين والمهدي المُنتظر والمسيح عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام، وسوف يقول لكم ما قاله للذين من قبلكم: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الجنّة وَمَأْوَاهُ النّار ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
فمَن كذَّب بدعوة المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فقد كذَّب بدعوة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن كذَّب بدعوة المهديّ المُنتظر فقد كذَّب بدعوة محمد رسول الله والمسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليهم وعلى من تَبِعهم مَن جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ مِن الشرك بالله ربّ العالمين.
وإنّما المسيح عيسى ابن مريم ومحمد رسول الله والمهدي المنتظَر جميعنا عبيد لله مثلكم فلا تبالغوا في دينكم بغير الحقّ ومَن يشرك بالله فقد ضَلّ ضلالًا بعيدًا، والله على ما أقول وكيلٌ وشهيدٌ.
وأما البأس الشديد الذي أنذرُ منه الذين قالوا اتّخذ الله ولدًا فقد جاء أمَده البعيد واقترب كوكب العذاب سَقَر لواحةً للبشر مِن عَصرٍ إلى آخر.
ويا مَعشر النّصارى أقسمُ بالله الواحدُ القهار الذي خلق الجان مِن مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان مِن صلصالٍ كالفخار الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار الذي أعدّ النّار للكفار والجنّة للأبرار إنّ ما يسمونه الكوكب العاشر نيبيرو فإنّه حقّ على الواقع الحقيقي لا شكّ ولا ريب فيه شيئًا، يأتي للأرض من أطرافها فينقصها مِن البشر بعد كلّ أمَدٍ بعيدٍ من عصرٍ إلى آخر، ولكنه هذه المرّة سيقترب أكثر من ذي قبل لكي يحدث معه شرط من أشراط السّاعة الكُبَر فيسبق الليل النّهار بسبب مرور كوكب النّار، فاحذروا بأس الله الشديد يا معشر الذين قالوا اتّخذ الله ولدًا، وإنّي المهديّ المُنتظر المؤمن بكتاب التّوراة وكتاب الإنجيل والقرآن العظيم وإنّما أدعوكم إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم لكونه محفوظًا مِن التحريف والتزييف، أفلا ترون أنّه نسخةٌ واحدةٌ في العالمين؟ تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا له لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر: 9].
ولذلك يجده النّاس نسخةً واحدةً في العالمين لم تتغير فيه كلمةٌ واحدةٌ، أليست هذه آية التّصديق على الواقع الحقيقي لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا له لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم؟ فما كان يدري محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنّ البشر لن يغيِّروا في كتاب الله القرآن العظيم شيئًا لولا أنّه مُنزّل من ربّ العالمين علّام الغيوب الذي وعد بحفظه من التحريف والتزييف إلى يوم الدّين؟ ومَرَّت عليه أكثر من ألف وأربعمائة سنة ولم تتغير فيه كلمةٌ واحدةٌ وتلك معجزة للقرآن العظيم أن محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - تلقّاه من لدُن حكيمٍ عليمٍ، وجعل الله القرآن رسالةً شاملةً للإنس والجنّ أجمعين وموسوعة كُتب الأنبياء والمُرسَلين والمَرجِع للتوراة والإنجيل والسُّنة النبويّة، فما خالَف لِمُحكَم القرآن العظيم في التّوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة فاعلموا أنّه من عند غير الله من تحريف وتزييف الشياطين من البشر تنفيذًا لأمر الطاغوت الأكبر الشيطان الرجيم المَلَك هاروت وكان من الجنّ ففَسَق عن أمر ربّه وقبيله ماروت الذي كان من الملائكة وصار بشرًا سويًّا وجعله الله خليفةً مِن بعد آدم وآتاه الآيات وانسلخ منها واتَّبع هواه فأتبعه إليه الشيطان، فلا يفتنكم الشيطان وقبيله فإنّهم يرونكم من حيث لا ترونهم، فهم في أرض الأنام حيث كان أبواكم حواء وآدم، فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحَبُّ ذو العصف والريحان؛ مِن تحت أقدامكم باطن أرضكم في نفق الأرض؛ فيها آياتٌ بَيِّناتٌ وجنّات وريحان وأعنابٌ ورُمان؛ فيها خيراتٌ حِسان؛ قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب، وهي جنّة لله باطِن أرضكم، وربّها الله وليس المسيح الكذّاب، وهي أرض بابِل في الكتاب ولا تحيطون بها علمًا، وهي أرض الأنام التي خلق الله فيها حواء وآدم التي قال الله عنها في مُحكَم الكتاب: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].
وهي جنّة لله وليست جنّة الله التي في السماء؛ بل جنّة لله من تحت الثَّرى تُشبِع الإنسان حبّةٌ واحدةٌ مِن عناقيد أعنابها لكِبَر حجمها وطيب مذاقها؛ فيها آيات عجبًا ولذلك قال الله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣﴾ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٤﴾ وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٥﴾ ۞ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٣٦﴾ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وهل تعلمون لماذا قال الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ} صدق الله العظيم [الأنعام]؟ وذلك لأنّ لله جنّةً في الأرض وجنًّة في السماء عند سدرة المُنتهى، ولم يجعل الله خليفته آدم خليفة عليه الصلاة والسلام في جنّة المأوى عند سدرة المُنتهى؛ بل خليفة الله في أرض الأنام وهي جنّة لله من تحت الثَّرى ولها مشرقين من جهتين مُتقابلتين، وأبعد مسافة في الأرض هي بين المشرقين وذلك لأنّ الشمس تشرق عليها من البوابتين وذلك لأنّ الأرض مفتوحة من الأطراف ومُجَوَّفة، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} صدق الله العظيم، وذلك لكي يأتيهم بآياتٍ منها؛ مِن أعنابها ونخلها ورمانها فيرونها آيات عجبًا لم يروها قط في حياتهم.
والشمس تشرق عليها من البوابتين وليس في آنٍ واحدٍ؛ بل تشرق عليها من البوابة الجنوبيّة فتخترق أشعة الشمس باطنها حتى تنفذ أشعتها من البوابة الشماليّة، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ الله مَهَّدها تمهيدًا وفرشها بالخضرة. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالأرض فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} صدق الله العظيم [الذاريات:48].
فإذا وقف أحدكم في البوابة الشماليّة فسوف يرى الشمس في مشرقها الأقصى بالبوابة الجنوبيّة نظرًا لاستوائها فلا يحجب الشمس عنه عِوجٌ فيها ولا أمْتًا، فهي مُستويةٌ مِن المشرق الجنوبي إلى المشرق الشماليّ، وأبعَد مسافة في هذه الأرض هي بين البوابتين، ولذلك تمنّى الإنسان أن بينه وبين قرينه الشيطان بُعد المشرقين، وقال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].
وذلك لأنّ الشمس تشرق على أرض الأنام مِن جهتين متقابلتين فإذا غابت عنها عن البوابة الجنوبيّة فإنّها تشرق عليها في نفس اللحظة من البوابة التي تقابلها، والقوم الذين فيها لم يجعل الله لهم من دونها سِترًا لأنّها إذا غربت عليهم من البوابة الجنوبيّة أشرقت عليهم في نفس اللحظة من البوابة التي تقابلها في النّفق الأرضي، ألا وإنّ الأرض ذات نفق عظيم فيها من آيات الله عجبًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:35].
ولم يكلم الله رسوله إلّا بالحقّ أنّ لله جنّة في السماء وجنّة في النّفق الأرضي مِن تحت الثَّرى وجميعهنّ لله وحده. تصديقًا لقول الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ} صدق الله العظيم [طه:6].
ولذلك قال الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ أرضكم ذات تجويفٍ نفقيّ يخترق الأرض مُمتدًا في باطنها ونافذًا إلى أطرافها شمالًا وجنوبًا، وتشرق الشمس عليها من البوابة الجنوبيّة فتغرب عن البوابة الجنوبيّة ومن ثم تشرق عليها في نفس اللحظة من البوابة الشماليّة، وبما أنّها أرضٌ نفقيّةٌ ممهَّدةٌ مستويّةٌ ولذلك تجدون أشعة الشمس تخترق باطن أرضكم حتى تنفذ من البوابة التي تقابلها كما تشاهدون هذه الصورة الحقّ على الواقع الحقيقي. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} صدق الله العظيم، كما ترون الحقّ بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي تصديقًا لآيات الكتاب ذكرى لأولي الألباب:
وأنا الإمام المهديّ أدعو علماء النّصارى للحوار بموقع المهديّ المُنتظر (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) ضيوفًا مُكرمين في طاولة الحوار العالميّة (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) للاحتكام إلى التّوراة والإنجيل والقرآن إلا ما خالَف لمُحكَم القرآن في التّوراة أو في الإنجيل، فإنّي أُشهِد الله وكفى بالله شهيدًا أنّي أكفر به مُقدَّمًا لأنّ ما خالَف لمُحكَم القرآن العظيم سواء يكون في التّوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة لدى المسلمين فإنّه مِن تحريف وتزييف الشيطان الرجيم عن طريق أوليائه مِن شياطين البَشَر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر وذلك لتعلموا أنّ المهديّ المنتظر لا يكفر بالتّوراة والإنجيل ولا بسُنّة محمدٍ رسول الله الحقّ وإنّما أكفر بما خالَف لمُحكَم القرآن العظيم سواءً يكون في التّوراة أو في الإنجيل أو في السُّنّة النبويّة، وَسلامٌ عَلَى المُرسَلين، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ الْعَالَمِينَ.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار مِن مختلف المذاهب الإسلاميّة الذين أعلنوا انضمامهم تحت أهدى الرايات على الإطلاق راية الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إنّي آمركم جميعًا أن تُرسِلوا بياني هذا إلى كافّة مواقع المسيحيّين النّصارى وبشِّروهم بقدوم رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلّم تسليمًا كثيرًا، ألا وإنّ المسيح عيسى ابن مريم ضيفٌ كريمٌ عليكم يا مَعشَر الشعب اليماني فإنّه لديكم في تابوت السكينة ولسوف تعلمون إنّا لصادقون..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني..
______________
اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..