السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ونعيم رضوانه ... الحمدلله الذي هدانا الله إلى الحق والصراط المستقيم.. بعد أن اضلنا علماء الامه بمختلف مذاهبهم وهذا فضل من الله يمنه على من يشاء من عباده الصالحين ..ونسأله برحمته ان يثبتنا ولا يزيغ قلوبنا فهي بيده ، والصلاه والسلام على خليفة الله المصطفى الإمام المهدي صاحب علم الكتاب والناطق بالحق بإذن الرحمن الناصر لمحمد رسول الله صلوات ربي وسلامه عليهم جميعا . وعلى من اتبعهم بإحسان الى يوم يقوم الناس لرب العالمين..
ما أروع بيانك للقرآن الكريم ياخليفه الله ، فعندما نقرأها نعيش مع الاحداث وكأنها تمر امام أعيننا. واضحة كونها مستنبطه من القرآن يتقبلها العقل والمنطق ولله الحمد
اريد ان اطرح تدبري هذا لامامنا الحبيب ولجميع الأنصار للأحداث فربما اكون مصيبا او مخطئا، بشأن ال عمران وقومهم من أبناء عمومتهم (اباء الحواريين ) الذين كانوا عايشين في عزلتهم بعيدا عن قرى الاسباط العشره الذين كانوا يؤذونهم.
فمن المعلوم عندما أتت مريم بنت عمران إلى قومها حاملة للاطفل وهو في المهد فكان ردهم لها بأسلوب لين واحترام
قال تعالى { فَأَتَتۡ بِهِۦ قَوۡمَهَا تَحۡمِلُهُۥۖ قَالُوا۟ یَـٰمَرۡیَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَیۡـࣰٔا فَرِیࣰّا (٢٧) یَـٰۤأُخۡتَ هَـٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءࣲ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِیࣰّا (٢٨) }
[سُورَةُ مَرۡيَمَ: ٢٧-٢٨]
فمن ثم اشاره إلى عيسى بن مريم لكي يثبت برائتها كما أخبرها مسبقا .. فمن ثم استغرب قومها منها فكيف يكلمون طفل صبيا ؟؟
قال تعالى
{ فَأَشَارَتۡ إِلَیۡهِۖ قَالُوا۟ كَیۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِی ٱلۡمَهۡدِ صَبِیࣰّا }
[سُورَةُ مَرۡيَمَ: ٢٩]
ومن ثم اثبت عيسى بن مريم براءه امه الصديقه مريم بنت عمران واخبرهم انه عبدالله اتاه الله الكتاب وجعله نبيا
قال تعالى
{ قَالَ إِنِّی عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِیَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَجَعَلَنِی نَبِیࣰّا (٣٠) وَجَعَلَنِی مُبَارَكًا أَیۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَـٰنِی بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَیࣰّا (٣١) وَبَرَّۢا بِوَ ٰلِدَتِی وَلَمۡ یَجۡعَلۡنِی جَبَّارࣰا شَقِیࣰّا (٣٢) وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَیَّ یَوۡمَ وُلِدتُّ وَیَوۡمَ أَمُوتُ وَیَوۡمَ أُبۡعَثُ حَیࣰّا (٣٣) }
[سُورَةُ مَرۡيَمَ: ٣٠-٣٣]
فهنا علم ال عمران وأبناء عمومتهم اباء الحواريين بنبوه عيسى بن مريم وتم التكتيم بشأن أمره.. حتى لا يتم قتله من قبائل الاسباط العشره كما قتلى نبي الله يحيى .
ومن المعلوم عندما كبر عيسى بن مريم وبعث بالرساله وبداء بالتنقل بين القرى ( الاسباط العشره ) تم تكذيبه والقول على مريم قولا بهتانا فهم لا يعلمون بأنه نطق بالمهد وأخبرهم بأن الله اتاه الكتاب وجعله نبيا، لذا ايده الله بالمعجزات تصديقا لدعوته ولكنهم كذبوا وحاولوا قتله قال تعالى
{ فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّیثَـٰقَهُمۡ وَكُفۡرِهِم بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ وَقَتۡلِهِمُ ٱلۡأَنۢبِیَاۤءَ بِغَیۡرِ حَقࣲّ وَقَوۡلِهِمۡ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَلۡ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَیۡهَا بِكُفۡرِهِمۡ فَلَا یُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِیلࣰا (١٥٥) وَبِكُفۡرِهِمۡ وَقَوۡلِهِمۡ عَلَىٰ مَرۡیَمَ بُهۡتَـٰنًا عَظِیمࣰا (١٥٦) وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِیحَ عِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِینَ ٱخۡتَلَفُوا۟ فِیهِ لَفِی شَكࣲّ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ یَقِینَۢا (١٥٧) }
[سُورَةُ النِّسَاءِ: ١٥٥-١٥٧]
بخلاف قوم ال عمران والحواريين الاولين فهم آمنوا به كونهم سمعوا من ابائهم بحادثه تكلمه بالمهد هذا اذا لم يكن هناك من مازال عايش وشاهد الموقف.. واضف إلى ذلك المعجزات التي ايدها الله لعيسى بن مريم كاحياء الموتى بإذن الله ويأخذ من الطين كهيئه الطير فيكون طيرا بإذن الله ويبرء الكمه والابرص ويخبرهم ما يدخرون.. لذا آمنوا به وكانوا انصاره إلى الله قال تعالى
{ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ أَنِّی قَدۡ جِئۡتُكُم بِـَٔایَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ أَنِّیۤ أَخۡلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّینِ كَهَیۡـَٔةِ ٱلطَّیۡرِ فَأَنفُخُ فِیهِ فَیَكُونُ طَیۡرَۢا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۖ وَأُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ وَأُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأۡكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِی بُیُوتِكُمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَةࣰ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ (٤٩) وَمُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِی حُرِّمَ عَلَیۡكُمۡۚ وَجِئۡتُكُم بِـَٔایَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ (٥٠) إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّی وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ هَـٰذَا صِرَ ٰطࣱ مُّسۡتَقِیمࣱ (٥١) ۞ فَلَمَّاۤ أَحَسَّ عِیسَىٰ مِنۡهُمُ ٱلۡكُفۡرَ قَالَ مَنۡ أَنصَارِیۤ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِیُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ (٥٢) }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٤٩-٥٢]
حاول بني إسرائيل من ذريه الاسباط العشره الاشرار قتل نبي الله عيسى ولكن شبه لهم ومكرو ومكرا الله فرفع روحه اليه وطهرت الملائكه جسده وضعته في التابوت وضعته في الكهف الموجود فيها فتيه أهل الكهف فهو الرقم المضاف إلى فتيه أهل الكهف ، فجعل الله الحواريون الاولين فوق الذين كفروا إلى يوم القيامه .
قال تعالى
{ وَمَكَرُوا۟ وَمَكَرَ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِینَ (٥٤) إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ یَـٰعِیسَىٰۤ إِنِّی مُتَوَفِّیكَ وَرَافِعُكَ إِلَیَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَجَاعِلُ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوكَ فَوۡقَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِۖ ثُمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأَحۡكُمُ بَیۡنَكُمۡ فِیمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ (٥٥) فَأَمَّا ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَأُعَذِّبُهُمۡ عَذَابࣰا شَدِیدࣰا فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِینَ (٥٦) وَأَمَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَیُوَفِّیهِمۡ أُجُورَهُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِینَ (٥٧) ذَ ٰلِكَ نَتۡلُوهُ عَلَیۡكَ مِنَ ٱلۡـَٔایَـٰتِ وَٱلذِّكۡرِ ٱلۡحَكِیمِ (٥٨) }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٥٤-٥٨]
جعل الله الحواريين الاولين الذين آمنوا بعيسى بن مريم فوق الذين كفروا ، وبمرور السنين ضل الحواريين عن الصراط المستقيم بسبب شياطين الجن والإنس وبدلوا لهم دينهم وجعلوهم يشركون بالله وجعلوا لله صاحبه وولد ..
فعندما يبعث الله عيسى بن مريم وبقيه الرسل فتعود روحه إلى جسده الموجود في تابوت السكينه في كهف أهل الكهف ، فذرية الحواريين في عصرنا سوف يطلبوا منه أن يطلب من الله مائده من السماء ليأكلوا منها وتطمئن قلوبهم قال تعالى
{ إِذۡ قَالَ ٱلۡحَوَارِیُّونَ یَـٰعِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ هَلۡ یَسۡتَطِیعُ رَبُّكَ أَن یُنَزِّلَ عَلَیۡنَا مَاۤىِٕدَةࣰ مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِۖ قَالَ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ (١١٢) قَالُوا۟ نُرِیدُ أَن نَّأۡكُلَ مِنۡهَا وَتَطۡمَىِٕنَّ قُلُوبُنَا وَنَعۡلَمَ أَن قَدۡ صَدَقۡتَنَا وَنَكُونَ عَلَیۡهَا مِنَ ٱلشَّـٰهِدِینَ (١١٣) }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ١١٢-١١٣]
فيدعو الله عيسى بن مريم أن ينزل لهم مائده من السماء تكون عيدا لاولهم واخرهم
قال تعالى
{ قَالَ عِیسَى ٱبۡنُ مَرۡیَمَ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَاۤ أَنزِلۡ عَلَیۡنَا مَاۤىِٕدَةࣰ مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ تَكُونُ لَنَا عِیدࣰا لِّأَوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَایَةࣰ مِّنكَۖ وَٱرۡزُقۡنَا وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلرَّ ٰزِقِینَ (١١٤) قَالَ ٱللَّهُ إِنِّی مُنَزِّلُهَا عَلَیۡكُمۡۖ فَمَن یَكۡفُرۡ بَعۡدُ مِنكُمۡ فَإِنِّیۤ أُعَذِّبُهُۥ عَذَابࣰا لَّاۤ أُعَذِّبُهُۥۤ أَحَدࣰا مِّنَ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (١١٥) }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ١١٤-١١٥]
الخلاصه : أن الحواريين الذين طلبوا من عيسى بن مريم ان ينزل الله لهم مائده من السماء لياكلوا منهم هم من ذرية الحواريين الاولين..
وليسوا ذاتهم الحواريين الاولين الذين آمنوا بعيسى بن مريم عندما اخبرهم من انصاري إلى الله عندما احس الكفر من بني إسرائيل ذريه الاسباط العشره .. كون بالعقل والمنطق أن اباء الحواريين شاهدو عيسى بن مريم عندما تكلم بالمهد وبكل تاكيد نقلوا لابنائهم ذلك المشهد العظيم وكذلك ايد الله عيسى بن مريم بالمعجزات فكانت ايضا من الاسباب بايمانهم .
فهل من المنطق أن يعودو و يطلبوا من عيسى ابن مريم أن يدعو الله ان ينزل لهم مائده ياكلون منها لتطمئن قلوبهم ويكونوا شاهدين عليها و تثبت صدق دعوته ؟؟؟؟
والجواب طبعا لا وإنما أصحاب المائده هم قوم اخرين من ذرية الحوارين الاولين .. وهذا تدبر مني وليست فتوى حتى يبينها الامام ويفصلها وقت ما يشاء وسلاما على المرسلين والحمدلله رب العالمين .
قال تعالى
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
[سورة آل عمران 8]
وقال تعالى
(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
[سورة الحشر 10]
وقال تعالى
((فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
[سورة يونس 85]