- 30 -
الإمام ناصر محمد اليماني
13 - 09 - 1431 هـ
22 - 08 - 2010 مـ
06:02 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
ليست الشفاعة كما تعتقدون، فاتّقوا الله ولا تُشركوا به شيئاً ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، السلام عليكم معشر المسلمين ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
ســ 1: فهل يملك المتّقون الذين يرجون الشفاعة من الرحمن خطاباً فيسألوه الشفاعة أم لا يأذن الله لهم أن يخاطبوه في ذلك؟
والجواب تجدونه في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن ربّك عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ لَا يَمْلِكُونَ منه خِطَابًا ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [النبأ].
ســ 2: وكذلك فهل يملك روح القدس وملائكة الرحمن المقرّبون الخطاب من الله في طلب الشفاعة لعباده؟ والجواب تجدونه في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ} صدق الله العظيم [النبأ:38].
ولكنّ الله استثنى واحداً من عباده فأذِن له بالخطاب، ولذلك قال الله تعالى: {إِلا مَنْ أَذِنَ له الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [النبأ:38].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هو القول الصواب؟ وتجدون الجواب في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شيئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26].
إذاً العبد الذي أَذِن الله له بالخطاب ورضيَ له قولاً لم يسأل الله الشفاعة لأحدٍ من عبيد الله على الإطلاق بل سأل ربّه أن يرضى في نفسه ليتحقّق النّعيم الأعظم من جنته، وذلك لأنّ الله هو أرحم الراحمين، ذلك لأنّ الله حزينٌ ومُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وبما أنّ حسرة الربّ عظيمة على عباده كونه أرحم الراحمين ولذلك تجدون العبد الذي أذِن الله له بالخطاب لم يقل إلا صواباً فسأل ربّه أن يرضى في نفسه كون الله هو أرحم الراحمين ومُتحسر وحزين على عباده الذين ظلموا أنفسهم برغم أنّ الله لم يظلمهم شيئاً بل هم الذين ظلموا أنفسهم وكفروا برسُل ربّهم، ثم ينصر الله رسله عليهم ببأس شديد كما وعدهم حتى إذا أهلكهم ومن ثم تحلّ في نفسه الحسرة عليهم والحُزن والأسف. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].
ومن ثم يتحسّر عليهم من بعد أن انتقم منهم بغير ظُلمٍ. وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} صدق الله العظيم [البقرة:165].
والسؤال الذي يطرح نفسه: لمن كان في قلبه أشدُّ الحُبّ هو لله فيحبّه أكثر من كلّ شيء في الوجود كُلّه في الدُنيا والآخرة وأشدُّ من حبّه لجنّة النّعيم والحور العين، فهل يرى أنّهُ سوف يكون سعيداً في جنّة النّعيم بعد أن علم بمدى حسرة الله في نفسه وحُزن الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ إذاً يا أحباب الله إن كان في قلوبكم أشدّ الحُبِّ هو لله فلا تفرحوا بنصر الله لكم أنْ يُهلك الكافرين! وذلك لأنّ الله حين ينتصر لكم فينتقم منهم فيُهلكهم فيصدقكم بما وعدكم ثم يدخلكم جنته ثم تفرحون أنّ الله انتصر لكم من عدوه وعدوكم وأدخلكم جنته وأدخلهم ناره، ولكنّي لم أجد أن الله كذلك فرحٌ وسعيدٌ مثلكم كونه انتصر لكم فأهلك عدوكم وأورثكم الأرض من بعدهم حتى إذا أماتكم أدخلكم جنته ومن ثم تكونون من أصحاب الجنة: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم [آل عمران:170].
فما خطبكم يا أحباب الله لا تفكرون إلا في أنفسكم وسعادتكم فتتّخذون رضوان الله كوسيلة ليقيَكم من ناره ويدخلكم جنّته فتتحقق سعادتكم؟ فهل تحبّون أنفسكم أم تحبّون الله؟ فإن كنتم تحبّون الله حُبّاً شديداً فكيف يسعد الحبيب وقد علم أنّ حبيبه ليس بسعيدٍ وآسفٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ ولذلك تجدون أنّ الإمام المهديّ عبد النّعيم الأعظم قد حرّم على نفسه جنّة النّعيم وحورها وقصورها مهما كانت ومهما تكون ومهما بلغت من النّعيم فيأبى أن يدخلها حتى يُحقق له الله النّعيم الأعظم منها فيكون ربّي حبيبي سعيداً في نفسه لا آسفاً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وسبب حسرته وأسفه وحُزنه على عباده الذين ظلموا أنفسهم هو بسبب صفة الرحمة في نفسه لأنّه أرحم الراحمين ولا يوجد شيء في الخلق هو أرحم من الله أرحم الراحمين، بل الفرق عظيم وليس أنّه أرحم من الرحماء بشيءٍ بسيط بل الفرق عظيم عظيم عظيم. ومن ثم تتصوّرون مدى الحسرة في نفس الله أرحم الراحمين، ولن تستطيعوا أن تتصوّروا كم عظيم مداها حتى تتخيّلوا أنّ آباءكم وأمهاتكم وأبناءكم وإخوانكم في نار جهنم يصطرخون فيها من عذاب الحريق، فتصوّروا كم مدى الحسرة في أنفسكم على أرحامكم! فما بالكم بحسرة الله أرحم الراحمين؟ فما خطبكم يا أحباب الله لا تتفكّرون في حال ربكم، فهل هو فرح مسرور أم غاضب على قوم لم يهلكهم بعد ومُتحسر على آخرين قد انتقم منهم فأصبحوا نادمين فتحسر عليهم؟ فما خطبكم يا أحباب الله لا تتفكرون إلا في أنفسكم، كيف تُحققون السعادة لأنفسكم والفوز بجنّة النّعيم والحور العين وأن يقيَكم عذاب الجحيم؟ فهل في ذلك الحكمة من خلقكم أن يدخلكم جنته ويقيكم ناره؟ كلا وربي ووالله ما خلقكم الله إلا لتعبدوا رضوان الله وحده لا شريك له ومن ثم تجدوا أنّ رضوان الله هو النّعيم الأعظم من جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّٰتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَٰنٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
وفي ذلك سر الحكمة من خلقكم (أن تعبدوا رضوان الله على عباده). تصديقاً لقول الله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].
وقال الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:59].
وما يريده الخبير بالرحمن في مُحكم القرآن الإمام المهديّ هو أن يخبركم بحال ربِّكم الله أرحم الراحمين أنّهُ ليس بسعيد بل مُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم، فكُلما بعث الله رسولاً ليدعو النّاس إلى الله ليغفر لهم أعرضوا: {وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرض يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].
وقال الله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم، أفلا ترون أنّ الله يتأسف على عباده ويتحسر عليهم؟ وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
فما هو الحل يا أحباب الله؟ فقد تبيّن لكم أنّ الله ليس بسعيدٍ في نفسه؛ بل مُتأسفٌ ومُتحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين أصبحوا نادمين بعد أن أهلكهم الله فيقول أحدهم: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} [الزمر].
فأصبحوا نادمين وغمر قلوبهم الندم من فور موتهم أو حين يهلكهم الله بعذاب من عنده. تصديقاً لقول الله تعالى: {عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴿٤٠﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [المؤمنون:40-41].
حتى إذا أصبحوا نادمين ولم يعودوا مصرِّين على ما كانوا يفعلون، ولكن بعد فوات الأوان! ومن ثم تحلُّ الحسرة في نفس الله على عباده بعد أن أهلكهم فأصبحوا نادمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
وتجدون الإمام المهديّ لطالما يُذكِّركم بآية الحسرة في نفس الله لكي يُحيي قلوبكم بذلك فتدمع أعينكم فتقولوا: "يا حسرتنا على النّعيم الأعظم لو لم يتحقق، فلِمَ خلقتنا يا أرحم الراحمين؟ فلن تُحلّ المُشكلة لو اتّخذنا رضوانك وسيلة لتحقيق الجنّة والنجاة من النار، فما الفائدة ما لم تكن قد رضيت في نفسك لا مُتحسراً ولا حزيناً؟ فإذا لم تُحقق لنا ذلك فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ ونعلم بجوابك في مُحكم كتابك عن الحكمة من خلق عبادك في قولك الحقّ: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56]، ولكنه لن يتحقّق الهدف من رضوان نفسك حتى نتخذ رضوانك غاية وليس وسيلة لتدخلنا جنتك وتقينا نارك، ونعلمُ أنك على كلّ شيء قدير ولن يتحقق النّعيم الأعظم في قلوبنا حتى تُحقق مشيئتك في محكم كتابك: {وَلَوْ شَاء ربّك لآمَنَ مَن فِي الأرض كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].
ويا أرحم الراحمين إنّ عبدك يسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن تهدي أهل الأرض كُلهم جميعاً، فتجعل عبادك أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ رحمة بعبدك الذي يعبد رضوان نفسك غايةً وليست وسيلةً، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين. وقال الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴿١١٨﴾إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾} صدق الله العظيم [هود].
وإنما ستملَؤها من شياطين الجنّ والإنس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [ص].
ولكن الإمام المهديّ يريد منك ربّي أن تهدي من أجله ما دون ذلك من عبادك جميعاً الذين لو علموا أنّي الإمام المهديّ خليفة الله عليهم؛ من اصطفاه الله للناس إماماً كريماً لما وسعهم إلا أن يُسلِّموا لخليفة الله تسليماً، فيكونوا له ساجدين بالطاعة وليس سجود الجبين فنهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.
ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس، ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين، ولكن المُشكلة لديكم أنّكم ستعلمون علم اليقين أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين في عصر الحوار من قبل الظهور بعذابٍ أليم، ومن ثم يشتدّ حزنكم وساءت وجوهكم كونكم علمتم أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فآمنتم به أنّهُ هو المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله ربّ العالمين، ومن ثم يأمركم إيمانكم بالحقّ من ربكم أن تسعوا لتطفئوا نور الله بأفواهكم ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كنتم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم [الملك:27]. ويا عجبي من عُلماء الأمّة الذين يقولون على الله ما لا يعلمون الذين لا يُفرقون بين: {تَدَّعُونَ} وبين {تَدْعُونَ}.
وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كنتم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم، فتعالوا لكي يُعلِّمكم الإمام المهديّ البيان لما لم تحيطوا به علماً. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كنتم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم، ويقصد الله تعالى بهذا الخطاب للكفّار من شياطين الجنّ والإنس أنّهم سيعلمون ببعث الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور فيعلمون أنّ الله قد بعث المهديّ المنتظَر الذين يدّعون شخصيته في كلّ عصر لأنّهم بين الحين والآخر يبعثون عن طريق بعض الأشخاص الذين يتخبّطهم مس من الشيطان فيوحي إليه عن طريق الوسواس في الصدور أنّه هو المهديّ المنتظَر وبين الحين والآخر يبعثون بمهديٍّ منتظرٍ جديدٍ، والحكمة الخبيثة من هذا المكر من قبل الشياطين هو حتى إذا بعث الله المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين فيعرض عنه البشر ويقولون: فهل هو إلا كمثل الذين (يدَّعُونَ) شخصية الإمام المهديّ بين الحين والآخر؟ ومن ثم يعرضون عن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم المبعوث من ربّهم في القدر المقدور في الكتاب المسطور، ونجح الشياطين بهذا المكر عن الصدِّ عن اتّباع المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله على العالمين الإمام ناصر محمد اليماني الذي يُحاور البشر عن طريق الكمبيوتر في عصر الحوار من قبل الظهور، فعلم الذين عثروا على دعوته من شياطين البشر في عصر الحوار من قبل الظهور أنهُ هو المهديّ المنتظَر فسيئت وجوههم لما رأوه زُلفةً وعلموا أن الله سيظهره على العالمين بكوكب العذاب الأليم. ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كنتم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم، أي هذا هو المهديّ المنتظَر الحقّ الذي يدَّعُونَ شخصيته الذين اعترتْهُم مُسوس الشياطين بين الحين والآخر يبعثون للبشر بمهدي منتظر جديد، ولذلك قال الأنصار الحقّ في عصر الحوار من قبل الظهور {هَذَا الَّذِي كنتم بِهِ تَدَّعُونَ} ذلك لأن الأنصار المؤمنين بخليفة الله المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور القول أتى منهم في قول الله تعالى: {وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كنتم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم، أي هذا هو المهديّ المنتظَر الحقّ الذي (تَدّعُونَ) شخصيته يا معشر الممسوسين بمسوس الشياطين بين الحين والآخر أيها الدجالون الكاذبون، ألا والله لو يلقي الإمام المهديّ بهذا السؤال إلى كلّ أُستاذ بكالوريوس في اللغة العربية، ما الفرق بين: {تَدَّعُونَ}وبين {تَدْعُونَ}؟ لقال إذا ذهب التشديد من على حرف الدال أصبح المقصود من الكلمة هو الدُعاء مثال قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} صدق الله العظيم [الأعراف:194].
وأما إذا وجدنا التشديد فوق حرف الدال فأصبح المقصود من الكلمة هو الادِّعاء وليس الدُعاء، مثال قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كنتم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم، ومن ثم يقول لهم الإمام المهديّ فلمَ يا عُلماء الأمة تقولون على الله ما لا تعلمون وأنتم تعلمون أنه يوجد فوق الدال التشديد في هذه الآية، وتعلمون أنّ المقصود هو الادّعاء وليس الدُعاء، أفلا تتّقون الله ثم لا تقولون عليه ما لا تعلمون؟ فهل أنتم موقنون؟ ألا والله ما علمتُ ذلك البيان نظراً لعلمي في اللغة العربية، فأنتم تتقنون النحو أحسن من الإمام المهديّ الذي لديه كثير من الأخطاء الإملائية برغم أنّي درست مادة النحو العربي في كثيرٍ من الصفوف ولكنّي نسيتها ولا أكاد أذكر منها شيئاً والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، ولذلك تجدون لدي شيئاً من الخطأ الإملائي، ولكنّه لا يعيب ذلك فَهْم البيان المقصود، فأنتم تعلمون ما أقصد في أي كلمة أكتبها، والحمدُ لله حتى لا تكون لكم الحجّة بل الحجّة هي لخليفة الله المهديّ إذ كيف يعلم البيان الحقّ لكثير من الآيات الغامض بيانها برغم أنّه لا يجيد النحو والإملاء، ومن ثم أفتيكم بالحقّ وأقول اتّقوا الله ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون، ومن ثم يُعلمكم الله أنّ الله بكل شيء عليم، برغم أن ظهور المهديّ المنتظَر على البشر سيكون بآية العذاب الأليم وذلك المقصود من قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كنتم صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الملك].
ويقصد موعد العذاب الذي وعدهم به محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بإذن الله بحجارة من كوكب العذاب الأليم، ولذلك قالوا: {وَإِذْ قَالُواْ اللهم إِنْ كَانَ هَـذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].
ويقصدون كسف الحجارة من كوكب العذاب الذي وعدهم به محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بأمر الله، ولذلك قالوا: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:92].
ولذلك قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كنتم صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الملك].
ومن ثم نأتي لقول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كنتم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم؛ فهنا يقصد بعث المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل أن يظهره الله بالعذاب الموعود. ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كنتم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم.
ولربّما يودّ أن يقاطعني الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فيقول: "بل يقصد الله رؤية العذاب بساحتهم تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كنتم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنهم سبق أن دعوا الله أن يمطر عليهم حجارة من السماء. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللهم إِنْ كَانَ هَـذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم، وذلك هو المقصود من قول الله تعالى {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كنتم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم".
ومن ثم يزعمُ هذا العالم أنهُ فطحولٌ في العلم وأنّهُ يُأوِّل القرآن بالقرآن؛ بل حرّف الكلم عن مواضعه المقصودة وعجن الآيات عجناً بالمعجنة الكهربائية، وخلط بين هذه وهذه فكل منهم تقصد موضوع وهذه في موضوع برغم أنّ أيّ عالمٍ لَيعلم أن هذه الكلمة في الكتاب تختلف بسبب التشديد فيتحول المعنى إذا وضعنا التشديد على الدال {تَدَّعُونَ} تختلف جملةً وتفصيلاً عن كلمة {تَدْعُونَ}، فأما الكلمة في الكتاب {تَدْعُونَ} فهي تقصد الدُعاء مثال قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِنْ كنتم صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:194].
وأما الكلمة في الكتاب {تَدَّعُونَ} فهي تقصد الادِّعاء وليس الدُعاء، ومن ثم يتبيّن لكم المقصود من قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كنتم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم.
وها هو الإمام المهديّ زُلفةً من الظهور لأنّه لا يزال في عصر الحوار من قبل الظهور يخاطب البشر المُتحضِّر عبر وسيلة الكمبيوتر الإنترنت العالمية ليعلن للبشر أنّهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكُبر، فهل أنتم موقنون؟
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________