الموضوع: أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 30
  1. افتراضي يا أيّها المهديّ المنتظَر، أنِرْ عقولنا بالبيان الحقّ في قصة العبد الصالح مع نبيّ الله موسى..


    بسم الله الرحمن الرحيم



    اقتباس المشاركة 242033 من موضوع العبد الصالح وموسى وتفسير آية والنّجم اذا هوى..



    - 3 -
    قصة العبد الصالح مع نبيّ الله موسى ..

    بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    لماذا قال الله لكم:
    { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا } [الكهف:65]، ولم يقل فوجدا عبداً من أنبياء الله؛ بل عبدٌ من عباد الله الصالحين وليس بمشهورٍ؟ ولم يسأله نبيّ الله موسى عن اسمه تنفيذاً لأمر الله، لأن العبد لا يريد أن يعلم به النّاس فيدعونه من دون الله فطلب من ربّه أن لا يشهره لأنهم حين يعلمون أنه أعلم من كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام فحتماً سوف يُعظِّمونه فيدعونه من دون الله فيتوسلون به إلى الله، ولكن الرجل الصالح طلب من ربّه أن لا يُشهره لعباده حتى لا يكون سببَ فتنةٍ للقوم الظالمين الذين يُعظِّمون عباد الله المكرمين.

    ولذلك نهى الله نبيه موسى أن يسأله عن اسمه ولا عن قريته ولا من أي البلاد. وقال فكيف أجده ربّي إذا؟ فقال الله له أن يأخذ معه حوت وهو السمك لأن السمك شيء معروف إذا أخرجته من الماء يموت بعد زمن قصيرٍ؛ دقائق معدودة.
    وعلّمه الله أن المكان الذي سوف يبعث فيه الحوت، ففي ذلك المكان نفسه ينتظر الرجل الصالح بقدرٍ مقدورٍ من الله.

    ولذلك تجدون موسى لم ينادي الرجل باسمه لأنه لا يعلم من هو ولا ما اسمه بل علم أنه هو، وذلك لأنه وجده في المكان الذي بعث الله فيه الحوت، وعلم أنه هو.
    وقال له نبيّ الله موسى: السلام عليكم، فرد الرجل عليه السلام ولم يقل وعليكم سلام الله يا موسى بن عمران كما يقولون على الله الذين لا يعلمون، فأين موسى من عمران وبين موسى وآل عمران مئات السنين، وموسى من ذريَّة نبيّ الله يوسف؟
    ولكن ظنهم حين يوجد في الكتاب هارون بن عمران أخو مريم ولذلك قالوا فبما أن هارون هو أخو موسى فكذلك موسى هو ابن عمران! لا قوة إلا بالله العلي العظيم من المفترين على ربّ العالمين أنه:
    اقتباس المشاركة :
    قال الرجل الصالح وعليكم سلام الله يا موسى بن عمران قال موسى: ومن علمك باسمي؟ قال: الذي دلك على مكاني
    انتهى الاقتباس
    والسؤال الذي يطرح نفسه فهل دلّ الله موسى على مكان الرجل؟ بل علّم الله موسى أن يأخذ معه حوتاً وحيث يبعثه الله يجد، فعليه أن ينتظر الرجل في ذلك المكان، وبما أن الله بعث الحوت وهم نائمون فلم يعلم نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام أن الله بعث الحوت ولذلك لم ينتظر في المكان؛ بل سافروا سفراً بعيداً إلى الظهر، ولذلك: { قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا } [الكهف:62].

    إذاً الله لم يدل نبيّ الله موسى على مكان الرجل الصالح، إذاً لوجدوه حين جاؤوا إلى الصخرة المرّة الأولى؛ بل ناموا عند الصخرة ولم يكن موجوداً وإنما سوف يأتي الرجل بقدر من الله.

    المهم أن موسى لا يعلم من ذلك الرجل حتى مات نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام وهو لا يعلم من ذلك الرجل، وذلك تلبية من ربّ العالمين لذلك الرجل الصالح الذي لا يريد من ربّه أن يشهره للناس ابداً حتى يلقاه لأنه يخشى أن يكون فتنةً للقوم الظالمين الذين بمجرد ما يعلمون بعبدٍ قد جعله الله من المُكرمين إلا وأشركوا به وبالغوا فيه بغير الحقّ وعبدوه زلفةً إلى الله، ولذلك الله لم يشهره بناء على طلب عبده، ولذلك قال:
    { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا } صدق الله العظيم [الكهف:65]. ولكنكم جعلتم اسمه الخضر وجعلتموه نبيّاً من أنبياء الله ونسيتم قول الله تعالى: { إِنْ عِندَكُم مِّن سلطان بِهَـٰذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُ‌ونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾ } صدق الله العظيم [يونس]

    ولكني أشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنه كما قال ربّي ليس من عباد الله المرسلين بل عبدٌ من عباد الله الصالحين. والحكمة من ذلك علَّ النّاس يخرجون من دائرة الإشراك بالله من تعظيم الأنبياء وحصر العلم عليهم من دون الصالحين. ويريد الله أن يحطم هذه العقيدة الباطلة، فابتعث كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام ليتعلم العلم من عبدٍ من عباد الله الصالحين أعلمَ من كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام، ولكن أكثر المؤمنين يأبَون إلا أن يكونوا مشركين!

    ويا معشر المسلمين، ما خطبكم لا تفقهون دعوة الأنبياء والمرسلين فتعظمونهم بغير الحق؟ فوالله الذي لا أعبدُ سواه ولا إله غيره إنكم لن تستطيعوا أن تخرجوا من دائرة الشرك حتى تعتقدوا بالحقّ أن لكم الحقّ في الله ما لأنبيائه ورسله وأنهم ليسوا إلا عبيد لله أمثالكم، فلا فرق بينكم وبينهم إلى الله شيئاً، فهم عبيدٌ لله كما أنتم عبيدٌ لله.

    ألا والله الذي لا إله غيره ما جعل الله صاحب الدرجة عبداً مجهولاً إلا لكي يتمّ التنافس من كافة عبيد الله إلى الربّ المعبود أيهم أقرب. فلمَ تحصرون التنافس على الربّ حصرياً للأنبياء والمرسلين من دون الصالحين أفلا تتقون؟

    الإمام ناصر محمد اليماني..
    __________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي إمامي الحبيب وماذا عن قصة نبيّ الله عزير عليه الصلاة والسلام؟



    إمامي الحبيب وماذا عن قصة نبيّ الله عزير عليه الصلاة والسلام ؟


    بانتظار تبيان قصته الحقّ من محكم الكتاب من إمامنا المهدي ناصر محمد اليماني قريباً بإذن الله.
    ____________


  3. افتراضي يا أيّها المهديّ المنتظَر حدثنا عن قصة يوسف عليه الصلاة والسلام..



    يا أيّها المهديّ المنتظَر حدثنا عن قصة يوسف عليه الصلاة والسلام ..


    اقتباس المشاركة 4225 من موضوع لماذا قال نبيّ الله يعقوب سوف أستغفر ولم يدعُ حينها فوراً ؟




    - 2 -

    الإمام ناصرمحمد اليماني
    04 - 04 - 1431 هـ
    19 - 03 - 2010 مـ
    05:09 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــــ



    أوحى الله إلى يوسف وإلى يعقوب بوحي التفهيم إلى القلب مُباشرةً.
    وكذلك يتلقّى الإمام ناصر محمد اليماني وحيَ التَّفهيم للبيان الحقّ للقرآن العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    إنّها الحاجة التي في نفس يعقوب قضاها، وذلك لأنّ الله أوحى إلى يعقوب بوحي التّفهيم أنّ الذي طلب أخ لهم من أبيهم أنّه يوسف، فعَلِم يعقوب أنّ الله أصدق يوسف رؤياه بالحقّ وأنّه ذاته عزيزُ مصر، ويريد يعقوب أن يطمئِن قلبه أنّه يوسف ولعلّه بعث بطلب أخيه بنيامين لكي يرسله إلى أبيه ويخبره بأنّه يوسف، وبسبب هذا الظنّ من يعقوب أراد أن يُهيّئ ليوسف فرصة لكي يستطيع أن يُكلِّم يوسف أخاه على انفرادٍ من إخوته سرّاً بالخبر لكي يخبره عند عودته، ولكن يعقوب أظهر أنّه يخشى عليهم من الحسد لجمالهم ولفت النظر إليهم حين يدخلون جميعاً من بابٍ واحدٍ إلى الرجل الذي طلب منهم أخاً لهم من أبيهم وحتى لا تُصيبهم العين أمَرَهم أن يدخلوا من أبوابٍ متفرِّقةٍ، ولكنّ يعقوب يعلم أنّه لا يُغني عنهم من الله شيئاً إنْ أراد الله أن يُصيبهم بسوءٍ، وإنّما حاجةً في نفس يعقوب قضاها، وهي أنّ يعقوب يريد أن يُهيّئ الفرصة ليوسف ليُكلّم أخاه على انفرادٍ، وانقضت الحكمة بنجاحٍ وفعلاً هيَّأ يعقوب بهذه الحكمة الفرصة ليوسف ليُكلّم أخاه على انفرادٍ. وقال الله تعالى: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٦٧﴾ وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ۚ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وقد عادت الفرحة إلى نفس يعقوب وقلبه مُطمئِنٌ أنَّ الذي أرسل لأخ لهم من أبيهم أنّه يوسف وأنّ الله قد أصدقه الرؤيا بالحقّ وقد صار عزيزَ مصر، وكان يَعُدُّ الأيام والليالي لعودة أبنائِه لكي يخبره بنيامين بالبُشرى، وإذا هم رجعوا ولم يَعُد معهم بنيامين وهو كان منتظراً البُشرى بيوسف وإذا بنيامين لم يَعُد، ولكن كانت الصدمة كبيرة فقد عادت الفرحة إلى نفسه أنّه وجد يوسف ولذلك بعد عودتهم قال: {يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف:84]، برغم أنّ يوسف ضاع قبل زمنٍ طويلٍ ولماذا تأسّف عليه بعد عودتهم من مصر حتى ابيضَّت عيناه من الحزن من عِظَمِ الصدمة؟ وذلك لأنه كان ينتظر البُشرى بوجود يوسف ولكنه تأكد من أصحاب قافلة العِير التي أقبلوا فيها أنّ أولاده صادقون وأنّ بنيامين سَرق وأخذه عزيزُ مصر، ومن ثمّ عاد الله إليه وحي التّفهيم يؤكّد له أنّ الرجل الذي قبض أخيه إنه يوسف وإنما يخشى عليه أن يقتله إخوته أو يُلقوه في غيابت الجبّ كما فعلوا به من قبل، وأخبرهم أنّ ذلك الرجل هو يوسف وأمرهم أن يذهبوا مرّةً أخرى إلى مصر فيتحسَّسوا من يوسف وأخيه عنده وأن لا ييأسوا من رحمة الله، وقال الله تعالى: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    ولكنّهم ذهبوا ولم يتحسّسوا من يوسف ولا أخيه، وكذلك لا يُصدِّقون أباهم أنّ ذلك الرجل عزيز مصر أنّه يوسف! فهذا مستحيلٌ أن يصبح عزيز مصر أخوهم يوسف الذي ألقوه في غيابت الجبّ. وقبل أن نكمل نعود لبيان قوله تعالى: {وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:15].

    وذلك بعد أن ألقوهُ في غيابتِ الجُبِّ أوحى الله إلى يوسف بوحي التّفهيم وليس بوحي التكليم من وراء حجاب ولا بوحي الإرسال عن طريق جبريل؛ بل بوحي التّفهيم إلى القلب مباشرةً إلى قلب يوسف ليُطْمئِنَه أنه لن يتخلى عنه، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم عسى الله أن يصدقه الرؤيا بالحقّ فيعزّه فيلقى إخوته يوماً ما وهو ذو عزٍّ وجاهٍ وسلطانٍ ثمّ لا يعرفونه ولا يشعرون أنّ هذا الرجل يوسف ومن ثمّ يُذكِّرهُم بما صنعوا بيوسف ومن ثمّ يعرفونه أنّه يوسف وذلك هو معنى قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [يوسف:15]، أيّ لتُذكِّرهم بصنيعهم هذا وأنت في موقع عزٍّ كبيرٍ ولذلك لا يشعرون إنّك أنت يوسف وهم في موقع ذُلٍّ وهو أن يطلبوا الصدقة. فانظروا التصديق لوحي التفهيم هذا. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّـهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴿٨٨﴾ قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وكذلك يتلقّى الإمام ناصر محمد اليماني وحيَ التَّفهيم للبيان الحقّ للقرآن العظيم فلا تستطيعون أن تأتوا ببيانٍ أحسنَ من بيان الإمام المهديّ بالحقّ وخيراً تأويلاً لو تعمَّرتم خمسين ألف سنة لأنّه الحقّ، وهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو الصالحين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    يوسف عليه السلام وامرأة العزيز
    ..



    اقتباس المشاركة 9679 من موضوع {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ} ..


    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    ______________



    {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ}
    صدق الله العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسَلين وآلهم الطيّبين والتابعين لهم إلى يوم الدين ولا أُفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين..

    أحبّتي في الله، لقد أُلقِي إلينا سؤالٌ من أحد عباد الله المكرمين يطلب فيه البيان للبرهان الذي رآه يوسف بالحقِّ في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ} صدق الله العظيم [يوسف:24].

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ} صدق الله العظيم، فحتّى نعلمُ البرهان الحقّ لا شكّ ولا ريب فلا بدّ أن نبحر سويّاً في القرآن لنأتي بالبيان الحقّ لهذه الآية ونُفَصِّله تفصيلاً بالحق.

    أولاً: نبحث سوياً عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا}، فهل هو كما يقول بعض المفسّرين أنّ نبيّ الله يوسف قد همَّ بها فبدأ في عناقها؟ ومنهم من يقول أنّه جلس بين شعبتيها! والله المستعان على ما يصفون، ولسوف يترك الإمام المهديّ الردّ لامرأة العزيز مباشرةً من محكم الكتاب: {وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} صدق الله العظيم [يوسف:32]، وكذلك نترك ردّ البراءة من النسوة وامرأة العزيز ليُلقين بشهادتهن بالحقِّ مع بعضهن: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّـهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:51].

    إذاً يا قوم لقد شهدت النسوة بالحقِّ وأنهنّ لم يشهدن عليه من سوءٍ، ومن ثمّ زكّت شهادتهن امرأة العزيز وشهدت امرأة العزيز أنّه لمن الصادقين، ومن ثم تبيَّن لكم بالحقِّ أنّ يوسف ليس أنّه هو من همّ بها فبدأ بالاستجابة لطلبها أو جلس بين شعبتيها! والله المستعان على ما يصفون.

    وتبيَّن لكم أنّ رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام إنّما همَّ بها في نفسه أن يُجيب طلبها ولم يبدِهِ لها بعد لكونه لا يزال يقاوم نفسه ليمنعها عن الهوى حتى وصل برهان الربّ إلى القلب؛ ذلكم نورٌ توجل به القلوب فتثبت على الحقّ؛ يؤيّد الله به من أناب إليه من حزبه فيؤيّدهم بروح منه، تصديقاً لقول الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} صدق الله العظيم [المجادله:22].

    وتلك الروح هي حقيقة اسم الله الأعظم؛ ذلكم رضوان الله على عبيده إذا تنزَّلت في قلوبهم روح الرضوان فلا يستطيع فتنتهم إنسٌ ولا جان؛ ذلكم روح التثبيت لقلوب المؤمنين إذا أيَّدهم الله بروح منه شرح الله بها صدورهم وترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحقّ سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً.

    ويؤيد الله بها المنيبين إليه من حزبه ليثبّت قلوبهم كما أناب إلى ربّه رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام حين همّ في نفسه أن يُجِيب طلبها لولا أنّه أناب إلى ربّه ليثبِّت قلبه فاستجاب له ربّه وصرف قلبه عن السوء والفحشاء، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وتبيَّن لكم إنّما برهان الربّ هو روح الرضوان يُلقيه إلى قلب حزب الله المنيبين المُخلصين، تصديقاً لقول الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} صدق الله العظيم، وذلك هو برهانٌ لحقيقة رضوان الله الربّ يلقي به إلى القلوب المبصرة للحقّ فيشرح الله بنور الرضوان صدورهم فترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحقّ، والحقّ هو الله سبحانه وتعالى علوَّا كبيراً.

    ألا والله الذي لا إله غيره لا يعرف الله فيقدِّره حقّ قدره إلا الذين أيَّدهم الله بروح رضوان الله عليهم فيشعرون بسعادة وسكينة وطمأنينة لا يساويها أي نعيم؛ ذلكم بأنّ رضوان الله هو النّعيم الأعظم؛ ذلكم برهان الربّ يلقيه إلى القلب ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

    وكذلك رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام إنّما أناب إلى الربّ حين شعر أنّه بدأ يضعف وهمَّ بها في نفسه وهو لذلك لمن الكارهين ولا يزال يقاوم نفسه ولم يبدِ ضعفه لامرأة العزيز التي قد صار همّها به ظاهرياً وهو همَّ بها في نفسه فقط ولم يبدِ ذلك لها، وإنّما علَّمنا به الله كما عَلِمَه في نفس عبده يوسف عليه الصلاة والسلام وعلم الحزن في قلب عبده كونه همَّ في نفسه أن يُجيب طلبها باطن الأمر برغم أنّه ظاهر الأمر لا يزال يحاجِج امرأة العزيز ويقول لها: {قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:23].

    حتى إذا شاع الخبر عن امرأة العزيز ويوسف عليه الصلاة والسلام، وبدأت تذمّها نسوةٌ في المدينة: "إذاً كيف تتنازل لمراودة فتاها وهي امرأة العزيز؟!". ومن ثم دعتهنّ امرأة العزيز إلى زيارتها وضيافتها فأجبْنَ طلبها، وآتت كلَّ واحدةٍ منهنّ سكِّينَا وفاكهة ليِّنة، فأمرته أن يخرج عليهنّ ليعلم النسوة والعالمين أنّها ليست من الذين يتَّبعون الشهوات ولكنّها فُتِنَت بجمالٍ عظيمٍ، فلما رأته النسوة شاهدن جمالاً عظيماً لم ترَ أعينهن قطّ مثله في الحياة، فقطَّعن أيديهن من غير شعورٍ لهول ما يُشاهدن من هذا الجمال الذي ما قطُّ شاهدنه في بشرٍ يمشي على وجه الأرض، ومن ثمَّ أنكرن أن يكون يوسف من فصيلة البشر، وقلنّ: {حَاشَ لِلَّـهِ مَا هَـٰذَا بَشَرًا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} صدق الله العظيم [يوسف:31].

    ومن ثم تبسّمت امرأة العزيز ضاحكة لما حدث للنسوة فقد شُغفن بحبّ يوسف جميعاً، ثم قالت امرأة العزيز: {فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:32].

    ولما شاهد يوسف النسوة قد شغفن جميعاً بحبّه ولم تعد امرأة العزيز إلا واحدةً من اللاتي شغفن بحبّ يوسف عليه الصلاة والسلام ومن ثم أناب إلى ربّه وقال: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٣﴾ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    فلا يزال رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام منيباً إلى ربّه ويتذكر أنّه قد همَّ بامرأة العزيز في نفسه، ويخشى لئن طالت المراودة له عن نفسه أن يُجيب طلبهن، ولذلك أناب إلى ربّه وقال: {وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٣﴾ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم.

    وتبيَّن لكم برهان ربّه أنّه نور رضوان نفس ربه يُلقيه إلى قلوب حزبه ليثبَّت به قلوبهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

    ذلكم هو برهان رضوان نفس الرحمن يا معشر الإنس والجان، ألا والله الذي لا إله غيره إنَّ الذين علموا علم اليقين أنّني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم أنَّ الله يؤيدهم بروحٍ منه حتى لا يستطيع فتنتهم شيءٌ عن برهان ربّهم (حقيقة اسم الله الأعظم) وإنّا لصادقون وهم على ذلك لمن الشاهدين، بل ذلك هو البرهان لصدق دعوة المهديّ المنتظَر إلى عبادة رضوان الله غايةً وليس وسيلةً ليدخلهم جنّته، ذلك لأنّ نعيم رضوان الله على عباده هو نعيم أكبر من نعيم الجنة، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة]، ذلكم البرهان الأكبر لحقيقة وجود ربّهم هو برهان رضوان الرحمن يجدونه نعيماً أعظم من نعيم جنة النّعيم التي عرضها كعرض السماوات والأرض، ويدرك ذلك الذين علموا حقيقة هذا البرهان في قلوبهم فأبصرت الحقّ لا شكّ ولا ريب وهم على ذلك لمن الشاهدين، وذلك هو البرهان في محكم حقيقة رضوان الرحمن يلقيه الله إلى قلوب حزبه ليصرف به عنهم السوء والفحشاء، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف]، وتبيَّن لكم أنّ برهان الربّ كان متعلّقاً بالقلب، لذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ـــــــــــــــــــــــــــــــ
    يوسف من المحسنين بسبب تعامله مع صاحبي السجن

    اقتباس المشاركة : حبيبة الرحمن


    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - ربيع الثاني - 1439 هـ
    19 - 12 - 2017 مـ
    09:28 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )


    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=33535
    ______________
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=33538
    ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على رؤيا الأنصاري علي حسن الدعبوش التي أرسلها على الخاص..

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حبيبي في الله علي حسن الدعبوش المكرم والمحترم، إنما الرؤيا موعظةٌ من الله أو تبشيرٌ من الله كونها لا تُبنى عليها أحكامٌ شرعيّةٌ في دين الله حتى لا يجعل الله فرصةً للذين يفترون على الله الكذب فيبدلوا دين الله تبديلاً أو بأضغاث الأحلام التي هي منوعاتٌ ومطولاتٌ وخصوصاً للذين يصحون حين ميقات الصلوات ثم يرجع فينام ولم يقُم يصلي نظراً للرغبة في النوم خصوصاً في الصلاة الوسطى الفجر، فإذا أقامهم الله ليصلّوا الصلاة الوسطى ففضلوا مواصلة النوم وربهم أعلم بعذرهم، ولكنهم قد يروا أضغاث أحلامٍ منوعاتٍ مطولاتٍ فتلك أضغاث أحلامٍ؛ فتلك من الشيطان مغالطةً منه حتى لا يميّزون ما بين الرؤيا الحقّ من الله وما هي من الشيطان، ولو أنهم قاموا ليؤدّوا الصلاة الوسطى الثقيلة عليهم بسبب النوم خصوصاً أصحاب النوم المتأخر فتكون عليهم ثقيلةً كبيرةً إلا على الخاشعين المخلصين لربّ العالمين!

    وأما الرؤيا فهي إمّا قصيرةٌ في موضوعٍ واحدٍ وغالباً ما تكون الرؤيا قصيرة وفي موضوعٍ واحدٍ مترابطٍ ويُعلم وليس شرط أن يقوم النائم في نهايتها فنادراً ما يحدث هذا؛ بل يرى الرؤيا في منامه مقطعاً يعرضه الله عليه فينتهي مقطع الرؤيا والنائم مواصلٌ نومه وليس شرط أن يفيق من منامه حين نهايتها.

    وعلى كل حالٍ فإن الصدق والكذب منها يُعلّمهما الله لمن يشاء من أصحاب تأويل الأحاديث من المحسنين كما أخبر الفتيان الرجل الصالح حسب ما يرونه. وقال الله تعالى:
    {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف]. وهم لا يعلمون أنه نبيّ بل يرونه من الصالحين في الأخلاق والعمل من خلال معايشتهم له في السجن ومن الذاكرين لله والمنفقين كونها كانت تصل له هدايا مالية من النسوة اللاتي شُغفنَ بحبه من نسوة الوزراء، وكانت أغلبها تأتي من مصادر مجهولةٍ وإنما مجرد رسولٌ يأتي فيزور يوسف فيقول: "هذه لك هدية من فاعلة خير"، فيأخذها يوسف عليه الصلاة والسلام كونه علم أنما ذلك تشجيعٌ منها لتقواه ويعلمنَ أنه محبوسٌ ظلماً ولكنهنَّ لم يتجرأنَ أن يخبرنَ أزواجهنَّ بسبب شغفهن بحبه وكذلك من خوفهنّ من امرأة رئيس مجلس الوزراء ورئيس المالية لمملكة مصر، وحين كانوا يروا يوسف من المحسنين المنفقين للمساكين في السجن معه ولذلك اختاروه من بين السجناء بتأويل أحاديث رؤياهم، وبما أنه من المحسنين المنفقين الصالحين ويعلّمه الله من تأويل الأحاديث ما يشاء سواء كان أصحاب الرؤيا من الصادقين أم أضغاث أحلامٍ أم كاذبين برؤيا قصيرة.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    اخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________
    انتهى الاقتباس من حبيبة الرحمن


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يوسف وتأويل رؤية صاحبيه في السجن
    وعقوبة القتل العمد والافساد في الأرض بقطع الراس وتعليقها ..


    وعلى كلّ حالٍ نفتي المسلمين اليمانيين حكومةً وشعباً بالحقّ من بعد التحقق من وراء تلك الجريمة النكراء بأن:

    يقام عليهم حدّ الله بالصلب فتقطع رؤوسهم ويتمّ فصلها عن أجسادهم، فمن ثمّ يتمّ تعليق رؤوسهم في أحد الشوارع العامة للعظة والعبرة، ويتمّ دفن أجسادهم مباشرةً من بعد فصل رؤوسهم عن أجسادهم وإنما يتمّ الصلب بقطع الرأس فمن ثمّ تعليقه في أحد الشوارع العامة للعظة والعبرة. وذلك التشهير نستنبطه لكم من محكم كتاب الله؛ قطع رأس القاتل ظلماً المفسد في الأرض وتعليق رأسه للإشهار بجريمته ودفن جسده. ونستنبط الحكم من البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)} صدق الله العظيم [يوسف].

    فذلك هو حكم الله في القاتل عمداً وظلماً كمثل ذلك السجين الذي أراه الله أنّ فوق رأسه خبزاً تأكل الطير منه، فعلم نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام من خلال رؤيا الرجل أنه قاتل عمداً وأنّ حكم الله الحقّ سوف يصيبه كون التحقيقات كانت لا تزال مستمرةً من بعد حدث الجريمة، وتمّ سجن اثنين كانوا متهمين بالقتل وثبتت براءة أحدهم وعاد لخدمة الملك من بعد حكم البراءة وأما الآخر فتبيّن للمحكمة أنه قاتل عمداً و ظلماً وتمّ تنفيذ حكم الله عليه بالصلب والتشهير، وعلم ذلك نبيّ الله يوسف من خلال رؤيا الرجل. ولذلك قال الله تعالى: {وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)} صدق الله العظيم.

    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني..
    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    التأويل الحقّ لرؤيا يوسف الصديق ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، وبعد..
    لقد بيَّن الله في ذات القرآن التأويل الحقّ لرؤيا يوسف على الواقع الحقيقي وأنّه ليس لها علاقة بالإعجاز العلمي لعدد المجموعة للكواكب الشّمسيّة؛ بل المقصود أبوَيْ يوسف وإخوته الأحدَ عشر، وذلك هو المقصود من رؤيا يوسف وقد صدَّقها الله بالحقّ على الواقع الحقيقي ومضت وانقضت. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا ربّي حَقًّا} صدق الله العظيم [يوسف:١٠٠].

    إذاً هذه رؤيا قد صدقها الله بالحقّ على الواقع الحقيقي ومضت وانقضت ولا علاقة لها بالمجموعة الشّمسيّة ولم تسجد ليوسف الكواكب؛ بل أمّه وأبيه وأحد عشر كوكباً وهم إخوة يوسف.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    قال الله تعالى:
    { يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّ‌قَةٍ }
    صـــدق الله العظيــــم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    إنّها الحاجة التي في نفس يعقوب قضاها، وذلك لأنّ الله أوحى إلى يعقوب بوحي التفهيم أنّ الذي طلب أخ لهم من أبيهم أنّه يوسف، فعَلِم يعقوب أنّ الله أصدق يوسف رؤياه بالحقّ وأنّه ذاته عزيزُ مصر، ويريد يعقوب أن يطمئِن قلبه أنّه يوسف ولعله بعث بطلب أخيه بنيامين لكي يرسله إلى أبيه ويخبره بأنّه يوسف، وبسبب هذا الظنّ من يعقوب أراد أن يُهيئ ليوسف فرصة لكي يستطيع أن يُكلِّم يوسف أخاه على انفرادٍ من إخوته سراً بالخبر لكي يخبره عند عودته، ولكن يعقوب أظهر أنّه يخشى عليهم من الحسد لجمالهم ولفت النظر إليهم حين يدخلون جميعاً من بابٍ واحدٍ إلى الرجل الذي طلب منهم أخاً لهم من أبيهم وحتى لا تُصيبهم العين أمَرَهم أن يدخلوا من أبوابٍ متفرِّقةٍ، ولكنّ يعقوب يعلم أنّه لا يُغني عنهم من الله شيئاً إنْ أراد الله أن يُصيبهم بسوءٍ، وإنّما حاجةً في نفس يعقوب قضاها، وهي أنّ يعقوب يريد أن يُهيئ الفرصة ليوسف ليُكلم أخاه على انفرادٍ، وانقضت الحكمة بنجاحٍ وفعلاً هيَّأ يعقوب بهذه الحكمة الفرصة ليوسف ليُكلم أخاه على انفرادٍ. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (68) وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (69)} صدق الله العظيم [يوسف].

    وقد عادت الفرحة إلى نفس يعقوب وقلبه مُطمئِنٌ أنَّ الذي أرسل لأخ لهم من أبيهم أنّه يوسف وأنّ الله قد أصدقه الرؤيا بالحقّ وقد صار عزيز مصر، وكان يُعدُّ الأيام والليالي لعودة أبنائِه لكي يخبره بنيامين بالبشرى، وإذا هم رجعوا ولم يعُد معهم بنيامين وهو كان منتظراً البشرى بيوسف وإذا بنيامين لم يُعد، ولكن كانت الصدمة كبيرة فقد عادت الفرحة إلى نفسه أنّه وجد يوسف ولذلك بعد عودتهم قال:
    {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}[يوسف:84]، برغم أنّ يوسف ضاع قبل زمنٍ طويلٍ ولماذا تأسّف عليه بعد عودتهم من مصر حتى ابيضَّت عيناه من الحزن من عظمة الصدمة؟ وذلك لأنه كان ينتظر البشرى بوجود يوسف ولكنه تأكد من أصحاب قافلة العِير التي أقبلوا فيها أنّ أولاده صادقون وأنّ بنيامين سَرق وأخذه عزيز مصر، ومن ثم عاد الله إليه وحي التفهيم يؤكد له أنّ الرجل الذي قبض أخيه إنه يوسف وإنما يخشى عليه أن يقتله إخوته أو يلقوه في غيابت الجبّ كما فعلوا به من قبل، وأخبرهم أنّ ذلك الرجل أنّه يوسف وأمرهم أن يذهبوا مرةً أخرى إلى مصر فيتحسَّسوا من يوسف وأخيه عنده وأنهم لا ييأسوا من رحمة الله، وقال الله تعالى: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:87].

    ولكنّهم ذهبوا ولم يتحسّسوا من يوسف ولا أخيه، وكذلك لا يُصدِّقون أباهم أنّ ذلك الرجل عزيزُ مصر أنّه يوسف! فهذا مُستحيلٌ أن يصبح عزيز مصر أخوهم يوسف الذي ألقوه في غيابت الجبّ. وقبل أن نكمل نعود لبيان قوله تعالى:
    {وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف].

    وذلك بعد أن ألقوهُ في غيابتِ الجُبِّ أوحى الله إلى يوسف بوحي التفهيم وليس بوحي التكليم من وراء حجاب ولا بوحي الإرسال عن طريق جبريل؛ بل بوحي التفهيم إلى القلب مُباشرةً إلى قلب يوسف ليُطْمئِنَه أنه لن يتخلى عنه، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم عسى الله أن يصدقه الرؤيا بالحقّ فيعزّه فيلقى إخوته يوماً ما وهو ذو عزٍّ وجاهٍ وسلطانٍ ثم لا يعرفونه ولا يشعرون أنّ هذا الرجل يوسف ومن ثم يُذكِّرهُم بما صنعوا بيوسف ومن ثم يعرفونه أنّه يوسف وذلك هو معنى قوله تعالى:
    {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [يوسف:15]، أي لتُذكِّرهم بصنيعهم هذا وأنت في موقع عزٍّ كبيرٍ ولذلك لا يشعرون إنّك أنت يوسف وهم في موقع ذُلٍّ وهو أن يطلبوا الصدقة. فانظروا التصديق لوحي التفهيم هذا، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ(89) قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [يوسف].

    وكذلك يتلقّى الإمام ناصر مُحمد اليماني وحيَ التَّفهيم للبيان الحقّ للقرآن العظيم فلا تستطيعون أن تأتوا ببيانٍ أحسنَ من بيان الإمام المهديّ بالحقّ وخيراً تأويلاً لو تعمَّرتم خمسين ألف سنة لأنّه الحقّ، وهل بعد الحقّ إلا الضلال؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو الصالحين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

  4. افتراضي يا إمام الهدى، ما حقيقة قصة رسول الله عيسى ابن مريم، عليه وعلى أمِّه الصِّديقة الصلاة والسلام؟



    يا إمام الهدى، ما حقيقة قصة رسول الله عيسى ابن مريم، عليه وعلى أمِّه الصِّديقة الصلاة والسلام ؟


    اقتباس المشاركة 4945 من موضوع فتوى الإمام المهديّ عن حمل الصِّدّيقة مريم عليها السلام..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - رجب - 1431 هـ
    29 - 06 - 2010 مـ
    01:02 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ


    فتوى الإمام المهديّ عن حمل الصِّدّيقة مريم عليها السلام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا عبد الله ناصر المهديّ، فهل أنت حقاً من الأنصار السابقين الأخيار؟ فاتَّبع الحقّ الذي لا شكّ ولا ريب فيه كما يُبيّن لكم الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم، وأما أقوال العلماء وتفسيرهم للقرآن فهي تحمل في طيّاتها الباطلَ وقليلاً من الحقّ ولكنّهم يقولون على الله ما لا يعلمون، ونقتبس من بيانك ما يلي بالخط الأحمر
    اقتباس المشاركة :
    والراجح من أقوال المفسرين أن الحمل بعيسى كان حملا عاديا تسعة أشهر وأنه لا ريب أن اللـه جل وعلا كان قادراً ولا زال سبحانه على أن تحمل مريم بعيسى وتضعه في لحظة واحدة، ولكن أراد اللـه بها أن يختبر مدى صبرها ومدى تحملها على هذا الابتلاء العظيم التي لا تستطيع أن تقدر عليه إلا مريم ابنة عمران العذراء البتول، فهذا من تمام الابتلاء.
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس..

    ويا عبد الله ناصر المهديّ، لِمَ تتّبع الذين يقولون على الله ما لا يعلمون وتذر الحقَّ؟ أفلا تخاف الله ربّ العالمين، فهل بعد الحقّ إلا الضلال المبين؟ ويا رجل سبقت فتوانا عن حمل مريم وفصَّلناه تفصيلاً بأنّها حملت عليها السلام وولدت في يومٍ واحدٍ؛ بل انتفخ بطنها بالجنين فور البُشرى، ومن ثمّ شعرت بأنها سوف تَلِد، ومن ثمّ انتبذت به المكان الشرقي الذي تمَّ الحمل فيه إلى مكان قصيٍّ حتى لا يرى الحملَ أهلُها وقومُها لأنّ بطنها صار منتفخاً ولذلك انتبذت به مكاناً قصياً عن قومها، ومن ثمّ جاءها مخاضُ الولادة، فأسندت ظهرها إلى جذع النخلة، فولدت بعبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وسلّم تسليماً، ومن ثمّ تفكرت في نفس اللحظة فما تقول لقومها، فإن قالت حملت به بقدرة الله كن فيكون فسوف يقولون لها وهل تستخفّين بعقولنا يا مريم؟ بل جئتِ شيئاً فريّاً ومن ثمّ استيأست من براءتِها ولذلك قالت:
    {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا} [مريم:23]، لأنّ الناس لن يصدقوها، فإذا بالطفل يناديها من تحتها ليُطمئِنَها ويَعِدُها أنّه من سوف يُثبت براءتها بإذن الله. وقال الله تعالى: {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴿٢٤﴾ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿٢٥﴾ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا(26)} صدق الله العظيم [مريم].

    والبيان الحقّ لقول الطفل: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّها لا تُكلِّم الناس فتقول لهم عن قصة الطفل الذي تحمله لأنّهم لن يصدّقوها، بل ستصمت وتؤشر عليه هو أن يكلموه، ومن ثمّ علمت مريم أنّ طفلها سوف يبرّئها عند قومها لا شكّ ولا ريب وذلك لأنّه كلمها من تحتها وطمأنها. وقال الله تعالى:
    {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا(33)} صدق الله العظيم [مريم].

    فلِمَ يا عبد الله ناصر المهديّ تتّبع أقوال المفسرين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويحسبونه هيّنا وهو من عمل الشيطان الرجيم أن تقول على الله ما لا تعلم علم اليقين؛ ألم تقتنع ببيانات ناصر محمد اليماني؟ إذاً لماذا تجعل اسمك عبد الله ناصر المهدي، فهل ترى مهديّاً سوانا؟ إذاً لمَ تحت اسمك (من الأنصار السابقين الأخيار)؟ أم إنّك نسخت إلى موقعنا هذا البيان وأنت لا تعلم ما يحتويه من القول؟ ولماذا تفعل ذلك حبيبي في الله؛ ألم يغنِك بيان ناصر محمد اليماني عن بيان الذين يخلطون حقاً وباطلاً؟ ولكنّ بيان المهديّ المنتظَر تطَّهر من الباطل تطهيراً ولن تجد فيه كلمةً على الله بما لا أعلم ولا بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً.

    ويا أخي الكريم، عليك أن تستخدم عقلك، فهل من المعقول أن يخفى حمل مريم عن أهلها طيلة تسعة أشهرٍ وهم لم يشاهدوا بطنها حاملاً منتفخاً بالجنين! وسوف تجد العقل يفتيك ويقول يستحيل أن يستمر حملها تسعة أشهر من غير أن يعلم بذلك أهلها وقومها وكل من شاهد مريم عليها الصلاة والسلام وعلى طفلها الذي حملت به بكلمةٍ من الله كن فيكون فإذا بطنها منتفخاً؛ بل وشعرت في نفس اللحظة أنّها سوف تلد، ولذلك انتبذت به مكاناً قصياً أبعد من المكان الشرقي الذي كانت فيه، ومن ثمّ وضعت به. فلِمَ تتّبع الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أخي الكريم وأنت من الأنصار السابقين الأخيار؟

    واعذرني على بياني هذا فقد سبق وأن قمنا بحذف بيان هو لك شبيه له من بيانات الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكنّك عدت اليوم إلينا ببيانٍ آخر مما أجبرنا أن نكتب لك هذا الردّ على مشهد من الأنصار حتى يعلموا جميعاً أنّه لا ينبغي لهم نسخ ما لم نقله للعالمين، وذلك لأنّ أخطاء الأنصار حتماً سوف يحمِّلوها للإمام ناصر محمد اليماني ويقولون أنّنا من علَّمكم بذلك ولا ذنب لي! فأنا لم أقل أنّ المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حملت به أمّه حملاً طبيعياً في تسعة أشهر؛ بل سبقت فتوانا من قبل هذا أنّها حملت به بكن فيكون، فلِمَ تتّبعون الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟ فتوبوا جميعاً أيها الأنصار وما بعد الحقّ إلا الضلال المبين.

    واحمدوا ربّكم أن ابتعث الإمام المهديّ في أمّتكم ليُبيّن لكم البيان الحقّ للقرآن العظيم، واحمدوا ربّكم أن جعلكم من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور؛ إنّ فضل الله كان عليكم عظيماً وثبّتكم الله على الصراط المُستقيم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    __________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    بسم الله الرحمن الرحيم


    اقتباس المشاركة 112561 من موضوع أسرع تعويضٍ للدم الرطبُ الْجَنِي..

    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=112558

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 10 - 1434 هـ
    17 - 08 - 2013 مـ
    04:57 صبـاحاً
    ـــــــــــــــــــــــ


    أسرع تعويضٍ للدم الرطبُ الْجَنِي ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الأطهار وجميع أنصارهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..

    ويا أيّها الأنصاري السائل عادل المحترم، بالنسبة لتساقط التّمر على مريم لتعويض الدّم من بعد الولادة إنّما كان بمعجزةٍ لكونها كانت مُسندةً ظهرها إلى جذع النّخلة، حتى إذا ولدت المسيحَ عيسى ابن مريم -عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام- فمن ثمّ ناداها وليدُها الطفل المسيح عيسى ابن مريم، وقال الله تعالى:
    {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا(25)} صدق الله العظيم [مريم].

    فمن ثمّ هزّت بيدها الجذع المتين لكونها نظرت بين أرجلِها فرأت طفلها صار في مهدٍ له بقدرةٍ ربّه، وعلمت ما دام قد تكلّم الطفل بقدرة الله فتلك معجزة كما خلقه من قبل بكن فيكون من غير أبٍ، فكذلك أيقنت أنّ الذي أنطق الطفل وهو في المهد صبياً لقادرٌ أن يجعل جذع النّخلة المتين يهتزّ، وكانت مسندةً ظهرها إلى جذع النّخلة وبعد أن نطق الطفل وأفتاها أن تهزّ جذع النّخلة فمن ثمّ جعلت يدها وراءها على جذع النّخلة فحرّكت يدها فحدثت المعجزة فهزّت لترى المعجزة، فإذا بجذع النّخلة يهتزّ واهتزّت النّخلة بكامل سعفها فتناثر عليها من التّمر ما كان ناضجاً رطباً جنياً.

    وأمّا سؤالك الذي تقول فيه مَنْ المُنادي في قول الله تعالى:
    {فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}؟ فالمُنادي هو الطفل المسيح عيسى ابن مريم ولدته أمُّه فجعل الله بقدرته كن فيكون مهداً سرياً له وجعله كمثل مهد الأطفال في ذلك الزمان، ولم يخرج من رحم أمِّة على التراب كونه سوف يمرغه التراب وهو مبللٌ؛ بل جعل الله له بقدرته مهداً فخرج من رحم أمّه إلى المهد مباشرةً، وجاءت به قومَها تحمله في ذلك المهد حتى وضعته بين أيديهم، وقال الله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨} [مريم].

    ولكنّ مريم عليها الصلاة والسلام التزمت بأمر طفلها مسبقاً أن لا تُكلِّم النّاس لإثبات براءتها لكونه مكلّفٌ من الله أن يثبت براءتها فينطق في المهد صبيّاً، ولذلك لم تكلم مريم قومها بل أشارت إلى طفلها أن يسألوه:
    {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿٣٣} صدق الله العظيم [مريم].

    وسبق شرحُ ذلك في بيانٍ من قبل وزدنا في هذا البيان نقاطاً سأل عنها أخونا عادل.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا ولد على؛ إنّما تقول أنت على الله بالظنّ توقعاً منك فذلك هو الظنّ! ألا وإنّ القول على الله بالظن مُحرّمٌ في مُحكم كتاب الله، وقال الله تعالى:
    {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:116].

    وما دمتَ تُفتي أنَ رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام وعلى آل يعقوب المُكرمين وتفتي أنّ حملها بالطفل كان حملاً طبيعاً في تسعة أشهر فذلك تيسير منك للمنافقين أن يقذفوا مريم عليها الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
    {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:156].

    فهل تدري ما هو البُهتان على مريم؟ بل هو قولهم أنّها حملت حملاً طبيعياً، بمعنى أنّها ارتكبت الفاحشة حسب فتواهم بقولهم أنّ حملها كان حملاً طبيعياً، ويا رجل إنّ فتواك أنّ حمل مريم كان حملاً طبيعياً وكأنّها آتت الفاحشة مع رجلٍ ولذلك كان الحمل طبيعياً حسب فتواك! فاتّقِ الله شديد العقاب، فهل كان خلق آدم طبيعياً؟ وقال الله تعالى:
    {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثمّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:59].

    ويا رجل، إنّ الإمام ناصر محمد اليماني لا يقول على الله ما لم يعلم؛ بل أنطق بالحقِّ وأهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ، فتعال لنحتكم إلى كتاب الله للبحث سوياً بالتدبر والتفكر تنفيذاً لأمر الله في مُحكم كتابه:
    {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].

    فتعال لننظر سويّاً في مُحكم كتاب الله، فهل مريم من بعد البُشرى عادت إلى أهلها أم إنّها ابتعدت عنهم من بعد البُشرى إلى مكانٍ أبعدٍ وسوف تجد أنّها من بعد البُشرى مُباشرةً حملت به؟ وقال الله تعالى:
    {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴿١٦﴾ فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿١٧﴾ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ﴿١٨﴾ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴿١٩﴾ قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴿٢٠﴾ قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ﴿٢١﴾ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ﴿٢٢﴾ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا(23)} صدق الله العظيم [مريم].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما دام الحمل كان في زمن تسعة أشهر فلماذا لم تعُد مريم إلى قومها من بعد البُشرى لأنّ الحمل لن يتبيّن لهم إلا بعد مضي أربعة أشهر يبدأ بطنها بالتورم، فلِمَ ابتعدت عنهم أكثر من بعد البُشرى مُباشرةً إلى مكان قصيٍّ؟ وذلك لأنّها حملته بكن فيكون من بعد البُشرى مُباشرةً فنظرت إلى بطنها قد أصبح كبطن الحامل في آخر يومٍ من حملها ولذلك لم ترجع إلى أهلها برغم أنّ أهلها كانوا سوف يصدقونها لأنّهم يعلمون أنّها ذهبت إلى المكان الشرقيّ وهي ليست حاملاً، ولكنّي أقول لك أن مُشكلتها هي ليس في أهلها؛ بل المُشكلة هي لدى قومها، ومريم غير متبرجة حتى يشهد لها الناس أنّها حملت بقدرة الله كن فيكون ثمّ يبرِّئونها من قبل ولادتها؛ بل سوف يطعن الناس في عرضها وعرض أهلها فيؤذونهم بالإفك العظيم، ولذلك تجد مريم حين ولدت بالطفل تذكرت ما تقول للناس لأنّهم لن يصدقوها هي وأهلها حتى ولو شهدوا بعدم حملها من قبل فلن يصدقوهم جميع الناس فيطعنوا في عرضهم طيلة التسعة الأشهر لو كان كلامك صحيحاً، ولكنّ الله رحمهم وابنتهم الطاهرة مريم عليهم الصلاة والسلام فلم يجعل الحمل في تسعة أشهر لأنّ حملها أصلاً لم يكُن طبيعياً فلم يُلقِ ذَكَرٌ في رحمها حيواناً منويّاً ومن ثمّ ينمو شيئاً فشيئاً حتى تضعه في تسعة أشهر، فلم يمسَسْها بشرٌ بالزواج ولم تكُ بغيّاً؛ بل حملت بطفلٍ مُباشرةً بكلمةٍ من الله كُن فيكون فحملته وولدته في يومٍ واحد.

    ويا ولد علي، ألم أقُل لك إنّ الله لن يهدي قلبك وذلك لأنّ قلبي لم يطمئن إليك وعلمت من خلال بيانك أنّك إنّما تُريد التشكيك في بيان ناصر محمد اليماني لأنك لست من الباحثين عن الحقّ، فيا رجل إن كنت تُريد الحقّ فحقيق لا أقول على الله إلا الحقّ والحقُّ أحقَّ أن يُتّبع ولم أفتِكم بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً من رأسي من ذات نفسي، وأعوذُ بالله أن أكون من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، بل آتيكم بسُلطان العلم من محكم كتاب الله، فاتّقِ الله يا رجل وحاور الإمام المهديّ بسُلطان العلم، فذلك هو بُرهان صدق الداعية، ولذلك قال الله تعالى:
    {قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:148].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المُبين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم؛ عبد الله وخليفته ناصر محمد اليماني.
    _______________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    وعليك أن تعلم يا سلمان إن أكبر معركة في تاريخ خلق الله جميعاً هي بقيادة المهدي المنتظر قائد جُند الله وخصمي المسيح الكذاب إبليس قائد جنود الطاغوت جميعاً، بل هي المعركة الفاصلة بين الحقّ والباطل في الكتاب وإنا فوقهم قاهرون وعليهم مُنتصرون بإذن الله الواحد القهار، ألا إن حزب الله لهم الغالبون.

    وأمّا وزراء المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فهم أربعة من الطاقم الأول، فهم أصحاب الكهف والرقيم المضاف إلى أصحاب الكهف وجميعهم من الأنبياء وهم:
    1- رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام
    2- رسول الله إلياس عليه الصلاة والسلام
    3- رسول الله إدريس عليه الصلاة والسلام
    4- رسول الله اليسع عليه الصلاة والسلام

    ودابة الأرض أول من يبعثه الله ويكلم النّاس كهلاً بالحقّ هو المسيح عيسى ابن مريم فعلِمتُه بعد أن علَّمني الله بذلك وفصَّل لي شأنه في الكتاب تفصيلاً.

    والمعركة الكُبرى في تاريخ الكون كُله ليست كما تزعم بين الإمام المهدي والسفياني، كلا وربّي بل هي بين الإمام المهدي والمسيح الكذاب الذي يريد أن يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنه الله ربّ العالمين، وما كان لابن مريم أن يقول ذلك بل هو كذاب ولذلك يسمّى المسيح الكذاب، ولذلك قدّر الله بالعودة للمسيح الحقّ ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه و آل عمران وسلّم تسليماً، ولن يأمره الله أن يدعو النّاس إلى اتباعه بل يدعو النّاس وهو كهلٌ إلى اتِّباع المهدي المنتظر ويكون من الصالحين التابعين. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَيُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ } صدق الله العظيم [آل عمران:46].

    فأمّا التكليم وهو في المهد صبياً فهذه معجزة مضت وانقضت، وبقيت معجزة بَعْثِهِ ليكلمُكم كهلاً ويكون من الصالحين التّابعين للمهدي المنتظر ووزيراً كريماً وشاهداً بالحقّ على المسلمين والنّصارى واليهود إن لم يتبعوا الحقّ من ربّهم الإمام المُبين الداعي إلى الصراط المستقيم .

    وإنما الدّابة إنسانٌ. وقال الله تعالى: { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النّاس بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ } صدق الله العظيم [فاطر:45]

    أي ما ترك على ظهرها من إنسان، وخروج الدّابة هو إنسان يُكلمهم وليس حيوان، بل حكم بالحقّ في شأن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني فيزيدكم عنه علماً ويفتي المسلمين والنّصارى واليهود في شأني ويكون من الصالحين التابعين ووزيراً كريماً، وإني أعلم بمكانه وسبق وأن فَصَّلنا بيانه تفصيلاً وإنما روحه في السماء وجسده لديكم في الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا } صدق الله العظيم [آل عمران:55].



    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال الله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [النمل:82]. فما هي الدابة؟ إنها إنسان، وقال الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} صدق الله العظيم [النحل:61].

    إذاً، الدابة هو إنسان حكم بالحقّ بين المسلمين والنصارى هل يتخذ الله ولداً؟ فكيف تكون حيواناً! بل الدابة التي تكلمكم هي الكلمة التي ألقاها إلى مريم البتول كُن فيكون إنه الإنسان مثلاً لقدرة الرحمن أن يخلق إنساناً بغير أب بكُن فيكون كما ضرب في ذلك مثل من قبل وخلق آدم بغير أبٍ ولا أمٍ ومن ثم خلق حواء بغير أمٍ ثم زادكم مثلاً لقدرته وخلق المسيح عيسى ابن مريم بغير أبٍ لعلكم توقنون أن الله على كُل شيء قدير، وقال الله تعالى:
    {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:59].

    فاعلموا أن الدابة التي سوف تكلمكم بالحقّ إنها كلمة الله التي ألقاها إلى مريم كُن فيكون، وقال الله تعالى:
    {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ}صدق الله العظيم [آل عمران:46].

    فأما المعجزة الأولى فهي أن يكلمكم ابن مريم وهو في المهد صبياً وقد مضت وانقضت يوم ميلاده عليه الصلاة والسلام ولكنها جاءت معجزة البعث والتكليم بإذن الله فيعيد الله نفس ابن مريم إلى جسدها ليكلمكم المسيح عيسى ابن مريم وهو كهلٌ، فإذا لم تُصدقوا؛ إذاً فما هي المعجزة أن يكلمكم المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وسِنَّه كهل، فهل إذا كلمكم أحدكم وهو كهل ترون في ذلك معجزة؟ كلا؛ بل المعجزة أن تكلمكم نفسٌ قد توفاها الله كيف يشاء ثم يعيدها إلى الجسد فتكلمكم، فتلك من معجزات قدرته تعالى.

    ولربَّما يودُّ أحدُكم أن يُقاطعني فيقول: "ولكن الله قال في القرآن تكلمهم وليس يُكلمهم". ومن ثم نرد عليه فنقول: إنما جاء التأنيث نظراً لأنه يتكلم عن عودة الروح والنفس لابن مريم إلى جسدها لذلك جاءت كلمة التأنيث برغم أن الذي سوف يكلمكم هو ذكر، ويأتي التأنيث حين يتكلم القرآن عن النفس، كمثال قول الله تعالى عن النفس التي قُتلت في بني إسرائيل وتَجَادَلوا فيها، وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ}صدق الله العظيم [البقرة:72].

    ولم يقل القرآن (فادَّارَأْتُمْ فِيه) بل قال تعالى:
    {فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} برغم أن المقتول مذكر وليس مؤنث، ولكن سبب التأنيث بادئ القول لأنه يتكلم عن النفس، وكذلك قول الله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [النمل:82]. بمعنى أنه يتكلم عن نفس ابن مريم التي أرسلها الله من عنده إلى الجسد لابن مريم فيقوم حيّاً يمشي لذلك يُسمى دابة وهو إنسان مثله مثلكم فيكلمكم وهو كهلٌ ذو لحية مشموطة بالشعر الأبيض والأسود، والكهل هو ضعف يتلو قوة الشباب ودون الشيبة، وقال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} صدق الله العظيم [الروم:54]. بمعنى أن سن الكهل هو بداية التحول من قوة الشباب إلى الضعف وهو منتصف عمر الإنسان.

    ويا معشر عُلماء الفلك والشريعة، إني أنا المهدي خليفة الله على البشر من آل البيت المُطهر لم يجعلني الله نبياً ولا رسولاً، فلا وحي جديد أكلمكم به؛ بل الإمام الناصر للوحي الذي نزل على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ القرآن العظيم الذي جعله الله حجته المحفوظة من التحريف لأحاجكم بالحجة الحقّ فيجعلني الله المُهيمن عليكم بالعلم والسلطان من القرآن فألجمكم بالحقّ إلجاماً. تصديقاً للرؤيا الحقّ لمحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إذ قال لناصر محمد اليماني في رؤيا:
    [وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته].
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    ويا إمامي الحبيب، هل المسيح عليه السلام رُفع جسداً وروحاً، أم أنه رفع روحاً فقط وحفظ روحاً ؟

    فأمّا الرفع فيقصد به رفع الروح إليه سبحانه وأمّا التطهير فيقصد تطهير جسده فلن يلمسه الذين كفروا بسوءٍ بل كَفَّ الله أيديهم عنه وأيَّده بروح القدس؛ جبريل عليه الصلاة والسلام ومن معه من الملائكة. تصديقاً لقول الله تعالى: { إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿١١٠} صدق الله العظيم [المائدة:110].

    وقام روح القدس ومن معه من الملائكة بحمل جسد المسيح عيسى ابن مريم فوضعوه في تابوت السكينة فأضافوه إلى أصحاب الكهف وذلك هو الرقيم المُضاف إلى عدد أصحاب الكهف الثلاثة غير أنه في تابوت السكينة، ويوجد في التابوت النسخ الأصلية للتوراة والإنجيل وعصا موسى وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون.

    وإذا أردتم أن تعلموا أين المسيح الحقّ لتُعصَموا من المسيح الباطل، فإن المسيح الحقّ يوجد حقيقة سرِّ موقعه في العشر آيات الأولى من سورة الكهف ولا يحيط به المسلمون علماً ظنّاً منهم أن الله رفع جسده وروحه، ويا عجبي! فلماذا ذكر الله أنه توفّى المسيح عيسى ابن مريم؟ ولماذا يتوفاه وهو سوف يرفعه إليه جسداً وروحاً كما يزعمون؟ بل التُّوفّي والرفع للروح، وأمّا التطهير فهو يختص بالجسد الذي كفَّ عنه شر أيادي الذين كفروا، وما صلبوه وما قتلوه ولكن شُبِّه لهم جسداً آخر بإذن الله وكذلك ليس للنصارى ولا لآبائِهم علماً بالمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فهم يعتقدون إن اليهود قتلوه، وما قتلوه وما لهم به من علم بل ظنوا انَّ اليهود قتلوه بل جسده موجود سليماً مُعافىً طاهراً مُطهراً في تابوت السكينة وهو الرقيم المضاف إلى أصحاب الكهف، فَصَدِّقوا بالحقّ المسيح عيسى ابن مريم؛ الرقيم المُضاف حتى تُعصموا من اتِّباع المسيح الكذاب الذي يدَّعي الرُّبوبية.

    وتجدون حقيقة المسيح الحقّ في العشر آيات الأولى من سورة الكهف، تصديقاً للحديث الحقّ لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف عُصِم من الدجال ].

    وذلك لأن جسد المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام هو الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف ليكون من آيات الله عجباً. وقال الله تعالى:
    بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.. { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرض زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أيّهم أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿10﴾ } صدق الله العظيم [الكهف].

    وفي هذه الآيات ينذر الله النّصارى الذين قالوا إن الله اتخذ المسيح عيسى ابن مريم ولداً سبحانه وتعالى علواً كبيراً! وكذلك يفتي أن ليس لهم به من علمٍ ولا لآبائهم في عصره لأنهم يظنّون أنّ اليهود قتلوه، وما قتلوه وما صلبوه وما قرَّبوا جسده الطاهر بسوءٍ بل هو الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف ليكونوا من آيات الله عجباً. تصديقاً لقول الله تعالى: بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.. { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ﴿1﴾ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴿2﴾ مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴿3﴾ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴿4﴾ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿5﴾ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿6﴾ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرض زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أيّهم أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿7﴾ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ﴿8﴾ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿9﴾ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿10﴾ } صدق الله العظيم [الكهف].

    وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]

  5. افتراضي شكر الله لك وغفر لك وزادك حكمةً وخيراً كثيراً..



    شكر الله لك وغفر لك وزادك حكمةً وخيراً كثيراً ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    سلام الله عليكم أحبتي وفلذة كبدي الأنصار السابقين الأخيار قلباً وقالباً وسلام الله على (الرجل المؤمن) الذي آتاه الله الحكمة ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، وأشهد الله أنه تمَّ قصّ القَصص من البيانات بحكمة بالغةٍ دون أن يضيع شيء من البيان يخصّ تلك القصة؛ بل بحكمة بالغة وشكر الله له وغفر له وللإمام المهديّ معه ولجميع الأنصار السابقين الأخيار أحبة قلبي الذي شمروا لينافسوا إمامهم إلى الله، وما قالوا إنه المهديّ المنتظَر خليفة الله فما ينبغي لنا أن ننافس خليفة الله في حُبّ الله وقربه؛ بل قالوا:
    يا أيّها الإمام المهديّ، إن الله ربّك وربّنا وربّ كلِّ شيء وليس لك وحدك بل لنا من الحقّ في الله ما لك.


    فاستجابوا للتنافس في حُبّ الله وقربه، فكم أحبكم في الله يا أحباب الله المُذنبين التائبين المُنيبين، نِعْمَ الرجال أنتم يا أحباب، الله يا من تحابوا في الله من مختلف مناطق الأرض فجمعهم حُبّ الله، وتحابوا في الله، وتنافسوا في حُبّ الله وقربه؛ صفوة البشريّة وخير البريّة، فلا تأسوا ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون؛ وعد الصدق إن الله لا يخلف الميعاد.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم في الله ويحبكم في الله الذليل عليكم العزيز على أعدائكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  6. افتراضي وماذا عن قصة رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام، يا أيّها المهديّ المنتظَر؟

    English فارسى Español Deutsh Italiano Melayu Türk Français




    وماذا عن قصة رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام، يا أيّها المهديّ المنتظَر ؟
    رضاعة موسى عليه الصلاة والسلام


    بسم الله الرحمن الرحيم
    انظر لقول الله تعالى:
    {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿6﴾ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿7﴾ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴿8﴾ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿9﴾ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿10﴾ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿11﴾ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿12﴾ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿13﴾}صدق الله العظيم.

    فتدبّر:
    {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} صدق الله العظيم، فإنهم كانوا يحذرون ما تحذره بالضبط كما علّمهم العرافون بأنه يوجد مولودٌ وُلِد هذا العام وإن لم يقضِ عليه فسوف يؤول مُلكك إليه، وبسبب هذا الاعتقاد قام فرعون بذبح جيلٍ كاملٍ من بني إسرائيل ولم يُنجِ الله غير نبيه موسى عليه الصلاة والسلام. وتستفيد من هذه القصة يا فخامة الرئيس عدة أشياء إن كنت من أولي الألباب من الذين يتدبرون الكتاب وهي:
    1- أنه تبيّن لك أن العرافين أولياء الشياطين، فلا يُحذّرون إلّا من الصالحين، ألم يُحذّروا فرعون من موسى وهو رجُلٌ صالح؟ ثُمّ لا تجدهم يا علي عبد الله صالح يُحذّرون من الكافرين وذلك لأنهم أولياؤهم.
    2- وكذلك تعلم بأنه لا يستطيع أحد أن يُغيّر قدر الله المقدور في الكتاب المسطور فهل استطاع فرعون أن يُغيّر القدر برغم المكر المُضاد لتغيير القدر؟ ووعد النصر والظهور بالمهديّ المنتظَر مثله كوعد ظهور نبي الله موسى فانظر لقول الله تعالى: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿13﴾}صدق الله العظيم، فانظر لقول الله تعالى:
    {وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.
    ________________



    التـــــــابوت ..

    هل تعلم بأن التابوت في حدّ ذاته آيةٌ من الله أحضرته الملائكة إلى اليَمِّ لكي تقذفَ أمُّ موسى بموسى في التابوت؟ولو لم تجد التابوت في اليَمِّ لما نفذّت أمر الله، ولكنّ الله جعل ذلك آية لها لكي يطْمئِن قلبها وليست هي من صنع التابوت بل آيةً من الله يا حلمي لكي يطْمئِن قلب الأمّ على طفلها، إنَّا رادّوه إليكِ وجاعِلوه من المُرسَلين برغم أن الله أمرها أن تلقيه في اليم ولو لم تجد التابوت في اليَم الذي أحضرته الملائكة لما نفّذت أمرَ الله وقال الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص:7].

    وكانت مُتردِّدةً إذ كيف تقذفه في اليَم؟ ولكن ذات مرةٍ أرضعته وفجأةً رأت جنود فرعون يقصدون دارها للتفتيش، وهنا تذكّرت الأمر بأنها إذا خافت عليه أن تقذفه في اليم، فانطلقت به نحو اليَم وهناك وجدت التابوت فاطْمئنَّ قلبها ونفَّذت أمرَ ربِّها، ثم قذفت بموسى في التابوت، ثم قذفت التابوت بيديها نحو الماء الجاري باليَمِّ ذلك لأن التابوت كان راسياً بأطراف الماء يا حلمي، وقال الله تعالى:
    {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ} صدق الله العظيم [طه:39].

    وذلك هو تابوت السكينة، ولكنّ فِرعون أخذ التابوت ومن ثم أخذتْه من فرعون امرأتُه؛ أخذت موسى عليه الصلاة والسلام بتابوتِه وظل التابوت في قصر فرعون حتى أورث الله موسى مُلكَ فرعون بما فيه التابوت وآلَ إلى موسى وهارون ولكنه اختفى بعد موت موسى يا حلمي، وحملته الملائكة كما أحضرته من قبل وكان هارون يخلُف موسى في قومه إذا غاب وكذلك خلَفه من بعد موته ولو كانوا جميعهم قد تُوُفّوا لقال من بعد موسى وهارون ولكنهُ حدد بأن موت موسى قبل هارون وأن هارون هو خليفة موسى من بعده، وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقره:246].
    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    موسى عليه السلام وقتلُه نفْساً ..

    ومن ثم نأتي لرسول الله موسى عليه الصلاة والسلام وكان باحثاً عن الحقّ ولا يريد غير الحقّ وكان ينتمي لطائفة ممن كانوا على دين رسول الله يوسف الذي بعثه الله بالبيّنات إلى آل فرعون ولكنهم فرّقوا دينهم شيعاً واختلفوا في البينات، وكان نبيّ الله موسى ينتمي لأحد الطوائف وأرداه أحدهم فقتل نفساً بغير الحقّ. وقال الله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ} صدق الله العظيم [القصص:15].

    ومن ثم كادت الحادثة أن تتكرر اليوم الآخر. وقال الله تعالى:
    {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ( 18 ) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20)} صدق الله العظيم [القصص].

    ومن ثم فرَّ موسى وهو متألمٌ لما حدث وقال:
    {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص:16]، ومن ثم قرّر أن يفرّ من آل فرعون وكذلك يعتزل شيعته الذين كانوا سبباً في قتله لنفس بغير الحقّ ويرى أنه لمن الضالين ولم يهتدِ إلى الحقّ بعد، وقرر الفرار من آل فرعون ويهاجر إلى ربه ليهديه سبيل الحقّ، واصطفاه الله و استخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً وقال له فرعون. قال الله تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)} صدق الله العظيم [الشعراء:21].

    ومعنى قول موسى:
    {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّه كان من الضالّين عن الطريق الحقّ؛ بمعنى أنه كان يظنّ أنه على الحقّ وتبيَّن له أنه لا يزال ضالاً عن الحقّ وكان يظن أن هذه الطائفة على الحقّ، حتى إذا فرَّ وهاجر في سبيل الله اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً بعد رجوعه من مدين، وبعد أن اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً واعتقد موسى أنّه لا ولن يشك أبداً في الحقّ الذي هداه الله إليه وأيَّده بآيتين من عنده، واعتقد موسى أنّه لا يفتنه شيءٌ عن الحقّ الذي علِمه من ربِّه وأراد الله أن يُعلِّمه درساً في العقيدة في علم الهُدى، فألقى الشيطان في أمنيته شكّاً حين ألقى السحرة عصيهم وحبالَهم فخُيِّل إليه من سحرهم أنّها تسعى وأوجس في نفسه خيفةً موسى، وتزلزلت العقيدة الحقّ في قلب موسى بعد أن هداه الله إليه ومن ثم حكّم الله له آياتِه وأوحى إليه أن أَلق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون، وأعاد الله اليقين إلى قلب موسى وحكم الله له آياته فتبيّن له أنه على الحقّ المُبين. وقال الله تعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)} صدق الله العظيم [طه].

    والشكّ الذي ألقاه الشيطان في أمنية موسى من بعد أن هداه الله إلى الحقّ واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً، ومن بعد الدعوة ألقى الشيطان في أمنيته شكاً ثم حكّم الله له آياته، وذلك قول الله تعالى:
    {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)} صدق الله العظيم [طه].
    _______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    لحظة القاء الشيطان فى أمنية نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام ..

    و من ثمّ ألقى الشيطان في أمنيته الشكّ، وذلك عندما ألقى السّحرة عصيّهم وحبالهم وخُيِّل إلى موسى والناس الحاضرين بأنها ثعابين تسعى فأوجس في نفسه خيفة؛ موسى. ومن ثمّ أوحى الله إليه بوحي التّفهيم واليقين بما أوتي وإنما جاؤوا بالباطل، ومن ثمّ قال:
    {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ موسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحر إِنَّ اللَّـهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمفسدين ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثمّ ألقى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون، وهُنا حكم الله لموسى آياته و بيّن له الحقّ من الباطل بعد أن ألقى الشيطان فى أمنيته الشك.
    ________________



    موسى يَرِدُ ماءَ مَــدين ..

    وَرَدَ موسى عليه الصلاة والسلام إلى ماء مدين ولكنكم تعلمون أنه لم يدخل إلى ماء مدين بل ورد إليه أي وصل إلى ساحة بئر مدين. وقال الله تعالى:
    {وَلَمَّا وَرَ‌دَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النّاس يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَ‌أَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ‌ الرِّ‌عَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ‌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].
    ________________



    موسى وتكليمُ الله له تكليماً من وراء الحجاب – الشجرة - في البقعة المباركة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    وقال الله تعالى:
    {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ ﴿٩﴾ إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النّار هُدًى ﴿١٠﴾ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ ﴿١١﴾ إِنِّي أَنَا ربّك فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴿١٢﴾ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ ﴿١٣﴾ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴿١٤﴾ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ ﴿١٥﴾ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ﴿١٦﴾}
    صدق الله العظيم [طه].

    ومن ثم استرسل بالكلام مع موسى وأمره أن يخلع نعليه من باب التقديس لنور ربّه الجاثم فيه والذي صار الوادي الذي أصابه نورٌ من ذات الله فأصبح وادي طوى مُقدساً بسبب نور الله الساقط على موسى ولا يزال حذاء موسى بقدميه ولذلك أمره الله أن يخلعه من باب التقديس لنور ربّه؛ بل قد صار الوادي مقدّساً بسبب نور الله الواقع عليه، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ ﴿١١﴾ إِنِّي أَنَا ربّك فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ} صدق الله العظيم. وذلك من باب التقديس لنور الله فكيف يقف فيه بحذائه وقد صار الوادي مقدّساً بسبب نور الله! ثم استرسل في الكلام معه وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ ﴿١١﴾ إِنِّي أَنَا ربّك فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴿١٢﴾ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ ﴿١٣﴾ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴿١٤﴾ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ ﴿١٥﴾ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [طه].

    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    وقال: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ}، وذلك لأنّ السدرة أكبر حجماً من الجنّة التي عرضها كعرض السموات والأرض. أم تظنونها شجرةً صغيرةً؟ فكيف تكون الجنّة عندها وأنتم تعلمون بأنّ الجنّة عرضها السموات والأرض أفلا تتفكرون؟

    بل هي من آيات ربّه الكُبرى التي رآها مُحمد رسول الله في مُنتهى موقع المعراج فتلقّى الكلمات من ربّه من ورائها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    وهل تظنّون الله كلّم موسى تكليماً في البقعة المُباركة جهرةً؟ بل من الشجرة المباركة وقرّبه الله نجيّاً وموسى عليه الصلاة والسلام في الأرض، وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ ربّ العالمين ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    ولربّما يستغل الضالّون هذه الآية فيؤولونها بالباطل، فأمّا قوله تعالى في شطر الآية الأوّل فيتكلم عن موقع موسى بأنّ موقعه في البقعة المُباركة من شاطئ الوادي الأيمن، وأمّا موقع الصوت فهو من الشجرة لذلك قال الله تعالى بأنّه كلم موسى من الشجرة. وقال سبحانه:
    {نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبّ العَالمِين ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وأما النّار فالحكمة منها إحضار موسى إلى البقعة المُباركة، وهي في الحقيقة نورٌ وليست ناراً وإنّما بحسب ظنّ موسى أنّها نارٌ، ولكنهُ حين جاءها فلم يجدها ناراً بل نورٌ آتٍ من سدرة المُنتهى، ولكن لم يرى موسى بأنّ هذا الضوء آتٍ من السماء؛ بل كان يراه جاثماً على الأرض، فأدهش ذلك موسى عليه الصلاة والسلام، ومن ثُمّ وضع رجله على ذلك الضوء الجاثم على الأرض فلم يشعر له بحرارةٍ مُستغرباً من هذا الضوء الجاثم على الأرض، فإذا بالصوت يُرحب به من الشجرة؛ سدرة المُنتهى:
    {نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النّار وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ ربّ العالمين ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فأمّا الذي بورك فهو موسى بعد دخوله دائرة النّور التي ظنّها ناراً، ومن ثُمّ رأى بأنّ النّور في الحقيقة مُنبعثٌ من السماء فرفع رأسه ناظراً لنور ربّه المُنبعث من سدرة المُنتهى ومن ثُمّ عرّف الله لموسى بأنّ هذا النّور مُنبعثٌ من نور وجهه سُبحانه لذلك قال الله تعالى:
    {يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [النمل]، وذلك لأنّ الله نور السموات والأرض ومن لم يجعل الله لهُ نورٌ فما لهُ من نورٍ.

    ولا يزال لدينا الكثير من البُرهان لتأويل الحقّ لهذه الآية والذي يُريد أن يستغلّها المسيح الدجال فترون ناراً سحريّة لا أساس لها من الصحة، ثم ترونه إنساناً في وسطها فيكلمكم، وخسِئ عدوّ الله. ولأنه يقول بأنّه أنزل هذا القُرآن سوف يعمُد إلى هذه الآية وقد روّج لها أولياؤه بالتأويل بالباطل للتمهيد له، ولكننا نعلم بأنّ الله ليس كمثله شيء فلا يُشبه الإنسان وليس كمثله شيء من خلقه في السموات ولا في الأرض. وهيهات هيهات لما يمكرون، وليس الله هو النّور بل النّور ينبعث من وجهه تعالى علواً كبيراً. وقال سُبحانه وتعالى:
    {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شرقيّة وَلَا غربيّة يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فلا تفكّروا في ذاته فكيف تتفكرون في شيء ليس كمثله شيء! وتعرّفوا على عظمة الله من خلال آياته بين أيديكم ومن فوقكم ومن تحتكم وتفكّروا في خلق السموات والأرض، ومن ثُمّ لا تجدون في أنفسكم إلّا التعظيم للخالق العظيم وأعينكم تسيلُ من الدمع مما عرفتم من عظمة الحقّ سُبحانه ومن ثم تقولون:
    {
    رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وأجبرني على بيان ذلك بُرهان حقيقة المعراج لمُحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- من الثرى إلى سدرة المنتهى بالجسد والروح لكي يرى من آيات ربّه الكُبرى بعين اليقين، ثم يتلقّى الوحي مُباشرةً
    .

    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    العصـــا والـمعجـــزة..
    فقد حولها الله من عصا إلى ثعبان مبين وليس اسم حية موجود في القاموس
    ..

    ويا رجل، إنّ موسى لم يأتِ إلى النار ليستأنس بها كما يقول "الكحيل"؛ بل ليأتيهم منها بجذوة نارٍ أو قبسٍ لكي يحرق ناراً عند أهل بيته ويصنعوا عليها طعاماً ليأكلوه، أو لعلّه يجد على النار طعاماً فيعطيه أصحابُ تلك النار. ولذلك قال الله تعالى: {إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} صدق الله العظيم [طه:10].

    وأما بالنسبة للعصا فقد ألقى الله بالسؤال إلى موسى عمّ في يمينه وهو يعلم أنّها عصا وإنّما لكي يأتي التعريف من نبيّ الله موسى عمّ في يمينه بأنّها مجرد عصا جمادٍ وليس بها حياةٌ تسعى وتتحرك؛ بل عصا جماد، فانظروا تعريف موسى لعصاه. وقال الله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18)} صدق الله العظيم [طه].


    فهنا التعريف عن عصا موسى بأنّها مجرد عصا جمادٍ لا حياة فيها فمن ثمّ أراد الله أن يُري نبيّ الله موسى قدرته، فقال : {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حيّة تَسْعَى (20)} صدق الله العظيم. فهو يقصد أنّه بقدرته تحولت عصا موسى من عصا جمادٍ فصارت حيّةً تسعى؛ أي العصا صار فيها حياة ولم تعد ميتةً جماداً لا يتحرك؛ بل حيّةٌ.


    فإنما يقصد الله من كلمة حيّة أي بها حياة ولكنكم ظننتم أنّ الاسم حيّة من مرادفات اسم الثعبان؛ بل الله يقصد أنّ العصا صار بها حياةٌ ولذلك تسعى كونها تحوّلت إلى ثعبانٍ مبينٍ وهو نفس الشكل من البداية إلى النهاية فكلما ألقاها ليلقي الله فيها الحياة فيجعلها ثعباناً مبيناً هو نفس وشكل وحجم الثعبان كون ذلك آيةٌ من ربّ العالمين، فكيف يقول صاحبك الكحيل أنّ الحيّة هي الثعبان الصغير ولذلك لم يذكره الله إلا مرةً في القرآن؟ فوالله إنّ الكحيل كغيره من علماء التفسير ممن يقولون على الله ما لا يعلمون.

    وأدركتنا صلاة الفجر ولم يعد لدي وقت وأكتفي بهذا القدر، وأرجو أن تكون وصلت الفكرة لدى السائل.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ______________


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ومن ثم أراد الله أن يسأل موسى عن ما في يمينه وهو يعلم أنها عصا وإنما لكي يأتي لنا بتعريفٍ لها بلسان موسى فنعلم أنها مُجرد عصا عاديّة؛ {أَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ ﴿١٨﴾} [طه]، وهو الضرب بها للدفاع عن نفسه. ومن بعد التعريف أراد الله أن يرينا ويري موسى عجائب قدرته سُبحانه وقال: {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ ﴿١٩﴾ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حيّة تَسْعَىٰ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [طه].


    ولكن موسى ولّى مدبراً ولم يعقّب على حذائه؛ بل فرّ حافي القدمين من ذلك الثعبان المُبين فقد تحولت العصا إلى ثعبانٍ مبينٍ فارتكزت على ذيلها ولكنّ موسى وراء ظهرها فتصوّر موسى لو تلتفت فتراه وراءها لالتهمته برغم أنه كان يُكلّم ربّه ولكنه مُلئ منها رُعباً شديداً ولذلك ولّى مُدبراً ولم يُعقّب حتى على حذائه ليأخذه معه؛ بل هرب حافي القدمين ولكن الله ناداه:
    {يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [النمل:١٠].

    ثم عاد موسى وهو لا يزال خائفاً من ذلك الثعبان المُبين الذي لم يرى مثله قط في حياته في الضخامة والعظمة فعاد إليها حياءً من ربّه وهو لا يزال خائف، ولكن الله أمره أن يأخذها ولا يخف حتى إذا مسكها بذيلها وشعر أنها حيّةٌ تهزّ يده لكي يعلم أنها حيّةٌ حقيقيةٌ وليست سحريّةً في الرؤيا البصريّة ومن ثم أرجعها الله إلى سيرتها الأولى فعادت عصا موسى التي يهشّ بها على غنمه وله فيها مآرب أخرى.

    وأما يده فيضعها على قلبه -والجيب على القلب- فتخرج بيضاء بنورٍ ذي شُعاعٍ ساطعٍ فتضيء في وضح النّهار، والمقصود من قوله تعالى:
    {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ} صدق الله العظيم [طه:٢٢]، أي من غير سحر في الأعين بل نور حقيقي واقعي.
    واحلُل عقدةً من لسانى يفقهوا قولـــي ..

    فما هي العقدة التي جعلوا في بيانها أسطورة ما أنزل الله بها من سلطان؟ بل العقدة تكون عند كثيرٍ من النّاس فلا يستطيع لسانه أن ينطق أحد أحرف اللغة.

    وعلى سبيل المثال أذكر مُدير ناحيةٍ أتى إلينا قبل أكثر من خمسة عشر سنة وكان يضحك منه بعض أهالي القرية لأنّه لا يستطيع أن ينطق أي كلمة يأتي فيها حرف ( الراء). وأتذكر يوم أتانا مبعوثاً من الحكومة وأفادنا أنه (مُدي الناحية) فاستغربنا ما يقصد بقوله: (مدي الناحية)! وقال أحد مرافقيه: "هذا مُدير الناحية"، فعلمنا أنه يقصد بقوله (مدي الناحية) أي: (مدير الناحية)، ومن ثمّ أخبرنا المدير نفسه أنه لا يستطيع أن ينطق حرف الراء؛ بل يجعله ياءً وعلى سبيل المثال إذا أراد أن يقول مركز الناحية فسوف يقول (مَيْكز الناحية) فيحول حرف الراء إلى ياء.

    وإنّما ضربتُ لكم مثلاً لكي تفقهوا المقصود بالعقدة في لسان نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام فإنّها عقدة في أحد الحروف لا يستطيع أن ينطقه بذاته بل يحوّله إلى حرفٍ آخرٍ، ولذلك سوف يكون عائقاً لدى القوم في فهم بعض كلماته بسبب عقدة لسانه، فاستجاب الله له دعوته وحلّ هذه العقدة فنطق بالحرف كما هو، وإنّما كانت في حرفٍ واحدٍ فقط.
    وكذلك تأتي هذه العقدة في كثير من النّاس، ولعل بعضكم يعرف أحداً لديه عُقدةً في لسانه في أحد الأحرف لا ينطقه كما هو؛ بل يحوّله لحرفٍ آخرٍ وتلك هي عقدة اللسان.

    وحقيقة لهذا البيان تجدون من لديه عقدة في لسانه لا يستطيع أن ينطق أحد الأحرف كما هو، ولذلك لن يفهم النّاس الكلمة التي يقولها وفيها الحرف الذي لسانه بها معقود لذلك ينطقها فيحوّلها لكلمةٍ أخرى، ولذلك لن تفقهوا الكلمة التي يوجد بها الحرف ذو العقدة لأنّه سوف يحوّلها إلى كلمة أخرى كما أسلفنا القصة فالمدير يقول (القية)!فهل فهمتم ما يقصد بقوله (القية)؟فهذا يحتاج إلى مُترجم فيقول لنا أنه يقصد بقوله القية أي (القرية)، وبرغم إنه مُتعلمٌ ومُثقفٌ وضابطٌ خريجٌ وذو لسان عربي مبين إذا تكلم بالكلام الذي لا يوجد فيه حرف الراء حتّى إذا جاء حرف الراء فلا نفقه مما يقول شيئاً، وكذلك نبيّ الله موسى كانت لديه مشكلة وهي عقدة في لسانه من أحد الأحرف فدعا ربّه أن يحللها له لكي يفقهوا قوله، فاستجاب الله له إنه هو السميع. ولذلك قال الله تعالى في دُعاء نبيّه موسى:
    { وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ﴿٢٧﴾ يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴿٢٨﴾ } صدق الله العظيم [طه].
    موسى عليه الصلاة والسلام يدعو فرعون لعبادة الله فيعتقد فرعون أنه ساحر ..

    فلنُتابع قصّة موسى وفرعون والسّحرة، وقال موسى عليه الصلاة والسلام لفرعون حين حكم عليه بادئ الأمر بالجنون وتهدَّده وتوعدَّه، وقال موسى:{قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿٣٣﴾ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فانظروا إلى نجاح المكر الشيطاني في صدّ الأُمم عن اتّباع الصِراط المُستقيم، فهُنا نجد فرعون حكم على موسى بادئ الأمر بالجنون حتى إذا جاءه موسى بسُلطانٍ مُّبينٍ فعندها تغيّرت نظرية فرعون تجاه موسى بأنه ليس مجنوناً، فانظروا إلى قول فرعون:
    {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم؛ ويقصد فرعون بأنّ موسى ليس إلّا ساحرٌ وسوف يأتيه بسحرٍ مثله وهو مكر الشياطين الخبيث حتى لا تُصدّق الأُمم بمُعجزات التصديق من الله لرسله الحقّ.

    فلنتابع القصة بتدبرٍ وتمعنٍ:
    {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿٣٥﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    إذاً يا قوم، لولا اختراع سحر التخييل التي تُعلِّمُه الشياطين لبعض الناس إذاً لصدّقت الأُمم رُسُل ربِّهم ولما كذّبوا بآيات التصديق الحقّ وهداهم الله الصِراط المُستقيم، ولكنّ الشيطان أصدقهم ظنّه وقعد لهم بالصِراط المُستقيم فصدّهم عن السبيل باختراع سحر التّخييل والذي ليس له أي حقيقة في الواقع الحقيقي!
    موسى والسّحرة وحبالُـــــهم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    يا مسلم، ما هكذا تورد الإبل يا مسلم، فتعال لأعلِّمك الفرق العظيم بين عصا موسى وعصيّ وحبال السحرة، فأما عصيّ وحبال السّحرة فهي في الحقيقة لا شيء في الحقيقة حتى بنسبة 1 في الترليون أو بنسبة واحد في البليون أو بنسبة واحدة في المليار أو بنسبة واحد في المليون أو بنسبة واحد في الألف أو بنسبة واحد في المائة أو حتى بنسبة واحد في العشر!

    إذاً النتيجة لحقيقة عصيّ وحبال السّحرة هي صفر في المائة؛ أي لا شيء، ومثله كمثل سرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماء ويراه بعينه ماءً لا شك ولا ريب حتى إذا جاءه لم يجد شيئاً في الحقيقة على الواقع ولا حتى جُزء من نقطة ماءٍ أي لا شيء، ثم يموت من الظمأ ولم يُغني عنه من ظمَئه شيئاً، وكذلك حبال وعصيّ السّحرة ليس لها أي حقيقة مما يراه الناظرون، وإنما في خيال الأعين يُخيل إليهم من سحرهم إنها تسعى، ولكن لو ذهب فرعون إلى عصيّ وحبال السّحرة وأمرهم أن يمسكوا حبالهم وعصيّهم التي يراها ثعابين فيأمرهم أن يمسكوها من رؤوسها وذلك حتى يجرؤ على لمسها بيده، ومن ثم يمسك مؤخرتها بيده فسوف يجد الحبل في ملمس اليد هو حبلٌ ولم يتحول إلى شيء آخر وباقٍ كما هو حبلٌ، وكذلك العصيّ يجدها في قبضة يده عصيّاً من العود وملمسها عودٌ ولم تتغير فتتحول إلى شيء آخر وبقية العصيّ كما هي في حقيقتها عصيٌّ من عودٍ، فيدرك ذلك فرعون لو فعل ذلك أن عصيّ وحبال السّحرة لم تتحول إلى ثعابين كما تُرى في خيال الأعين، وإنما كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ولم يجد حتى قطرة واحدة في الحقيقة؛ برغم أنه كان يراه على بُعْدٍ منه ماءً لا شك ولا ريب في بصر الأعين.

    المهم... ومن ثم يتوجه فرعون إلى عصا موسى عليه الصلاة والسلام ويقول له أمسك ثُعبانك برأسه حتى أتأكد من ملمسه وحياته وحركته يا موسى، ومن ثم يفرك ذيل ثُعبان موسى فرعون بيده وسوف يجدها تهزه فتركضه بذيلها الضخم فيوقع من مقامه، ومن ثم يتبيّن له الفرق بين سحر التخييل والحقيقة فوجد سحر التخييل ليس له أي أساسٍ من الحقيقة على الواقع الحقيقي، وأما ثعبان موسى والتي كانت عصا فهي حقاً تحولت بقدرة الله كُن فيكون إلى ثُعبان مُبين؛ بل وأكلت جميع عصيّ وحبال السّحرة وابتلعتها أجمعين في بطنها وكأنها وحشٌ كاسرٌ يبتلع أي شيء فنزل الرُعب الشديد منها لدى السّحرة فخشوا أن تبتلعهم فخروا لله ساجدين تائبين نظراً لخلفيتهم عن السحر، فهم يعلمون أنها آيةٌ حقيقةٌ على الواقع الحقيقي، وليست كمثل عصيّهم التي لم تتحول إلى شيء آخر وإنما يُخيل للناظرين أنها ثعابين تسعى وهي في الحقيقة لم تتحول شيئاً وإنما في خيال الأعين.

    وأما عصا موسى فقد علموا أنها ثعبانٌ مبينٌ وبلغت قلوبهم الحناجر من شدة الفزع من هذا الثعبان العظيم؛ أضخم وأعظم وأكبر ثُعبان على وجه الأرض؛ بل خشي السّحرةُ ان تبتلعهم فوق عصيّهم وحبالهم وفروا من الله إليه فخروا له ساجدين.

    وأما فرعون فيظن عصا موسى ليس إلا مثلهُا كمثل عصيّ وحبال السّحرة وإنما لديه علم أوسع منهم؛ بل قال إنه لكبيركم الذي علّمكم السحر، ولو علم فرعون أنها ثُعبان مبين لولّى مُدبراً ولم يُعقب كما ولّى موسى عليه الصلاة والسلام منها في الوادي المقدس طوى بعد أن خلع نعليه بأمر من ربّه، ومن ثم سأله الله وما تلك بيمينك يا موسى وذلك حتى يأتي التعريف من موسى لعصاه ليعلم الناس إنما هي عصا عادية ولو لم يسأله هذا السؤال لجعلتم لها أعظم أسطورة؛ أنها من ثعابين الجنة أتت من السموات العلى من عند سدرة المُنتهى، ومن ثم يُصدق الذين لا يعقلون فيضيعون التبيان لقدرة الله كن فيكون، ولذلك سأله الله وهو يعلم إنها عصا، وإنما لكي يأتي لها تعريف من موسى لتعلموا أنتم أنها عصا كمثل أي عصا حتى إذا جاء التعريف أمره الله أن يلقيها ليري موسى والمؤمنون عجائب قُدرته سبحانه الذي إذا أراد شيء أن يقول له كُن فيكون، فأمره أن يلقي بالعصا فإذا هي ثعبان مُبين بكن فيكون فولّى موسى مُدبراً ولم يُعقب، ومعنى قول الله تعالى ولم يعقب على المكان ليأخذ حذاءه؛ بل ولى حافي القدمين، وهو الموقف الذي أعلمُ علم اليقين أنه ضحك الله منه وهو دائماً غضبان من ظُلم عباده لأنفسهم، ومن ثم نادى موسى أن يرجع ولا يخاف وإنه لا يخاف لديَّ المُرسلون، وأنزل السكينة على قلبه وعاد فنظر إليها؛ فإذا هي ثُعبان عظيم لم يرَ قطُّ مثله في حياته، ومن ثم أمره الله أن يأخذها وسيعيدها سيرتها الأولى فتعود إلى عصا كما كانت، وأمره أن يذهب إلى فرعون وأنها آية للتصديق، وكذلك يده يجعل فيها نور يكاد أن يختطف الأبصار في وضح النهار، ألا وإن الفرق لعظيمٌ بين السّحر وبين الحقيقة كالفرق بين سراب بقيعة والمحيط الهادي. فأما سراب البقيعة فلن تجد حقيقةً للماء الذي رأيته عن بعد حتى إذا أتيت إليه لم تجده شيئاً، وأما المُحيط الهادي فأنت رأيته بحراً عظيماً عن بعد حتى إذا جئت إليه فإذا هو حقاً بحرٌ عظيمٌ تغور فيه الجبال الشامخات.

    ولكنك أخي الكريم كدت أن تصنع دعاية للباطل وكأن السّحر كالحقيقة! وإنما سحر في لفظ القرآن وكأنه حقيقة وليس إلا القرآن وصفه سحر، وأخطأت بارك الله فيك وغفر لك أخي الكريم، وإنما صنعوا كيد ساحر ولا يُفلح الساحرُ حيث أتى، أعاذك الله من سحرهم ومكرهم، ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون، فتوبوا إلى الله يا معشر الساحرين، وإن لم تتوبوا فإنّا فوقكم قاهرون، ولن تستطيعوا أن تسحروا أعين الناس في عصر المهديّ المنتظَر لأنه بعلمه يكشف حقيقة سحركم أنه لا شيء على الواقع الحقيقي، ولكن المُشكلة لدى الناس في الأمم الأولى هو أنهم لم يستطيعوا أن يُفرقوا بين السّحر والمُعجزة ويُكشف حقيقة سحر التخييل هو ملمس باليد فلا تجد حقيقة لما أراك الساحر.

    وعلى سبيل المثال لو قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لقومه سوف يتنزل عليكم كتابٌ في يوم الجمعة ظهراً من السماء الساعة الثانية عشر فعليكم يا قريش بالحضور جميعاً في المكان المعلوم لا أخلفه لا أنا ولا أنتم في مكان سوى عند المسجد الحرام، ومن ثم قالت قريش: "بل سوف نحضر السّحرة ينزلون كُتباً من السماء كمثل كتابك الذي تُريد أن تُخيل إلينا أنه ينزل من السماء، ومن ثم يأتي السّحرة ويبدَؤون بتنزيل الكتب ومن ثم يتلقف الكتاب أحد كفار قريش ليمسكه بيده فسوف يمسك هواءً لا شيء، وإنما تخييل في النظر، ومن ثم يتنزل القرآن العظيم في كتاب من عند ربّ العالمين، ومن ثم يتلقفه الوليد بن المُغيرة فيمسكه بيده فإذا هو كتاب حقّ على الواقع الحقيقي، ومن ثم يلمسه كُفار قريش بأيديهم أجمعين لقالوا إنما هذا سحر مُبين. ويا سُبحان الله! كيف سحر وقد لمسوه بأيديهم؟ أفلا يعقلون؟ ولكن الكفر بالمعجزة آية التّصديق لا يتلوها إلا العذاب، ولذلك علم الله أنهم لن يؤمنوا ولو علم بإيمانهم بالحقّ لنزّل القرآن عليهم وهم ينظرون وحتى لا يعذبهم الله نزل به جبريل الأمين باللفظ ويتم تسجيله في رقٍّ منشور. وقال الله تعالى:
    { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } صدق الله العظيم [الأنعام:7]

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    موسى يضرب البحر فَـــينفلق ..

    فكيف وأنّ موسى يضرب البحر فانفلق وقال الله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفلق فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} صدق الله العظيم [الشعراء:٦٣]! فبالله عليكم أليس بالعقل والمنطق أن يتوقف فرعون والذين معه حين شاهدوا البحر ينفلق ومن ثم يتوقف فرعون ويقول: "آمنت أنّه لا إله إلا الله وآمنت أنّ موسى رسول الله"؟ وهذا لو كان يعقل! ولكنه كالبهيمة هو والذين معه؛ بل واصلوا الزحف لمُطاردة نبيّ الله موسى -صلّى الله عليه وآله وسلم- والذين آمنوا معه حتى إذا وصلوا المنتصف وموسى ومن معه خرجوا ومن ثم انقضّ البحر على فرعون والذين معه من جانبي البحر المُنفلق أمام أعينهم من قبل أن يدخلوا فيه، وحين وقع العذاب عليهم بالغرق أعلن فرعون إسلامه وشهد لله بالوحدانيّة وأنّه من المُسلمين التّابعين للدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إليه نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام، فانظروا إلى قول فرعون في قول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمنت أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمنت بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:٩٠].

    ثم انظروا إلى الردّ عليه من الله تعالى:
    {الآن وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} صدق الله العظيم [يونس:٩١].

    وما أشبه الليلة بالبارحة فكيف أن الإمام المهدي يدعو النّاس إلى الحقّ من ربّهم ويحذرهم من عذاب الله ويثبت حقيقته بآياتٍ مُحكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ للعالم والجاهل ومن ثمّ وجد كافة الباحثين عن الحقّ أنّهُ حقاً يقترب كوكبُ النّار من الأرض وسوف يظلّ عليها لا شك ولا ريب تصديقَ البيان الحقّ للذكر للمهديّ المنتظَر ومن ثم يستمرون في الاعراض عن الحقّ حتى تصل عليهم نارُ الله الكُبرى! فإذا وقع عليهم بأس الله قالوا:
    {رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢
    } [الدخان]. أفلا تعقلون؟ فمن ذا الذي ينجيكم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ فإنكم لا تكذّبون مُحمداً -صلّى الله عليه وآله وسلم- ولا ناصرَ محمد؛ بل تكذبون بآيات الله فتجحدون بها. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيات اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٣٣].

    برغم أنكم قد رأيتموها حقيقة على الواقع الحقيقي من قبل أن تأتيكم كما رأى فرعون ومن معه أن البحر انفلق إلى نصفين وكان كُلّ فرق كالطود العظيم أي كالجبل العظيم بالارتفاع الشاهق ولم يتوقف فرعون ومن معه عن الصدّ عن الحقّ والاعتراف به ولم يبقوا خارج البحر؛ بل واصلوا الزحف وراء موسى ومن معه ليصدّوا عن الحقّ!! أولئك كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً لأن الأنعام لن تقذف بأنفسها في نار جهنّم.

    إذاً الذين يكذّبون بالبيان الحقّ للذّكر بعد أن وجدوا علماء الغرب وكافة المواقع العالميّة والجرائد الرسميّة تضجّ وتفتي بقدوم كوكب يحمل ناراً قادماً نحو الأرض، وتوقعوا أن تصلّ على الأرض يوم الجمعة/ 21/ ديسمبر/ 2012، فقال الذين لا يعلمون: "إنما ذلك كذب وكالة ناسا الأميركية" . ومن ثم أردّ عليهم بالحقّ وأقول: والله لو استطاعت وكالة ناسا الأميركية أن يخفوا هذا الكوكب عن البشر لفعلوا حتى يهلكوا البشر وهم كافرون ويظنّون أنفسهم سوف ينجون بمكرهم من الهرب منه ولكنّهم علموا أنّها سوف تعلم به وكالات أخرى فيزعمون أنهم اكتشفوه من قبلهم ولذلك اعترفوا بالكوكب المُدمّر مؤخراً، ولا يزال بعض الذين يصدّون عن الحقّ يحاولون إخفاء الحقيقة عن النّاس ويساعدهم الذين يتبعون قولهم بلا تفكّر من علماء الفلك من الذين لا يفرّقون بين العير والحمير، وليس الإمام المهديّ المنتظَر بأسف على وكالة ناسا الأميركية ولا الصينية ولا الروسية ولا البريطانية ولا غيرهم من وكالات الفضاء العالميّة بل آتيكم بسُلطان العلم من كتاب الله بآيات مُحكمات بيّنات لعالمكم وجاهلكم لأخوّف بالقرآن من يخاف وعيد فإن كذبتم فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمى.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم

    ومن ثم يردّ على عمروا المهديّ المنتظَر وأقول: يا عمروا، إنّ الذين يدعون مع الله موسى أن يدعو الله قومٌ لا يعقلون، ولسوف أُثبت لك أنّهم قوم لا يعقلون، فكيف إنّ الله فلق البحر نصفين ليجعل لهم وسط البحر طريقاً يبساً لينقذهم من فرعون وجنوده حتى إذا أنقذهم وخرجوا إلى بَرِّ الأمان وجدوا قوماً يعكفون على عبادة الأصنام، فقالوا لنبيهم موسى عليه من الله الصلاة والسلام: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. فهل تراهم قوماً قدروا ربّهم حقّ قدره؟ وقال الله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:138].

    وهم أنفسهم الذين قالوا:
    {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ} صدق الله العظيم [البقرة:61].

    فهل تراهم قوماً مهتدين يا عمروا؟ اتقِ الله وحده لا شريك له، وتالله لا يجوز أن تدعو مع الله أحداً فتقول: يا فلان ادعُ لنا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النمل:62].

    {فلا تَدْعوا معَ اللهِ أحدًا} صدق الله العظيم [الجن:18].

    وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    ألا والله إنَّ الذين يدعون مع الله عبادَه أن يدعوا لهم ربَّهم فإنَّ دعاءهم في ضلالٍ مبينٍ سواء في الدنيا أو يوم يقوم الناس لربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72].

    فما خطبك يا عمروا تفتي بالدعاء بأنّه يجوز أن تقول: يا فلان ادعو لي الله؟ ويا سبحان الله ومن الذي منعه أن يدعو ربه
    فلم يشترط الله في الدعاء إلا أن يدعونه مخلصين له الدين من غير شركٍ مع الله أحد في الدعاء، فوعدهم بالإجابة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].
    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    نهايةُ فرعون الـــغرقُ ..

    البرهان على دعوة نبيّ الله موسى لفرعون وبني إسرائيل أنه كان يدعوهم إلى الإسلام، والذين اتبعوا نبيّ الله موسى من بَنِيْ إسرائيل الأولين كانوا يُسمّون بالمسلمين، وذلك لأن نبيّ الله موسى كان يدعو إلى الإسلام، ولذلك قال فرعون حين أدركه الغرق قال الله تعالى:
    {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إسرائيل وَأَنَا مِنَ الْمسلمينَ}
    صدق الله العظيم [يونس:90]

    وما أشبه الليلة بالبارحة فكيف أن الإمام المهديّ يدعو النّاس إلى الحقّ من ربّهم ويحذرهم من عذاب الله ويثبت حقيقته بآياتٍ محكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ للعالم والجاهل ومن ثمّ وجد كافة الباحثين عن الحقّ إنّه حقاً يقترب كوكب النَّار من الأرض وسوف يظل عليها لا شك ولا ريب تصديقاً للبيان الحقّ للذكر للمهدي المنتظر، ومن ثمّ يستمرون في الإعراض عن الحقّ حتى تظلّ عليهم نارُ الله الكُبرى، فإذا وقع عليهم بأس الله قالوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون، أفلا تعقلون؟ فمن ذا الذي ينجيكم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ فإنكم لا تكذبون محمداً - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا ناصر محمد بل تكذبون بآيات الله فتجحدون بها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيات اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

    برغم أنكم قد رأيتموها حقيقة على الواقع الحقيقي من قبل أن تأتيكم كما رأى فرعون ومن معه أن البحر انفلق إلى نصفين وكان كلّ فرق كالطود العظيم أي كالجبل العظيم بالإرتفاع الشاهق، ولم يتوقف فرعون ومن معه عن الصدِّ عن الحقّ والاعتراف به، ولم يزالوا خارج البحر بل واصلوا الزحف وراء موسى ومن معه ليصدوا عن الحقّ، أولئك كالأنعام بل هم أضل سبيلاً!! لأن الأنعام لن تقذف بأنفسها في نار جهنم، إذاً الذين يكذبون بالبيان الحقّ للذكر بعد أن وجدوا علماء الغرب وكافة المواقع العالميّة والجرائد الرسمية تضج ويفتون بقدوم كوكب يحمل ناراً قادماً نحو الأرض، وتوقعوا أن تظلّ على الأرض يوم الجمعة/ 21/ ديسمبر-2012 م فقال الذين لا يعلمون إنما ذلك قد كذّبه وكالة ناسا الأميركية ومن ثمّ أرد عليهم بالحقّ وأقول:
    والله لو استطاعت وكالة ناسا الأميركية أن يخفوا هذا الكوكب عن البشر لفعلوا حتى يهلكوا البشر وهم كافرون ويظنون أنفسهم سوف ينجون بمكرهم من الهرب منه، ولكنهم علموا أنها سوف تعلم به وكالاتٌ أخرى فيزعمون أنهم اكتشفوه من قبلهم ولذلك اعترفوا بالكوكب المُدمر مؤخراً، ولا يزال بعض الذين يصدون عن الحقّ يحاولون إخفاء الحقيقة عن النّاس ويساعدهم الذين يتبعون قولهم بلا تفكر من علماء الفلك من الذين لا يفرقون بين العير والحمير، وليس الإمام المهديّ المنتظَر بأسف وكالة ناسا الأميركية ولا الصينية ولا الروسية ولا البريطانية ولا غيرهم من وكالات الفضاء العالميّة بل آتيكم بسلطان العلم من كتاب الله بآياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ لعالمكم وجاهلكم لأخوّف بالقرآن من يخاف وعيد، فإن كذبتم فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمى.
    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    السامري والعجـــــل ..

    وأما سؤالك عن العجل الذي فَتن به السامريُّ بني إسرائيل فهو مصنوع من الحُليّ الزُجاجيّة اللمّاعة صنعه السامري بعد تجارب كثيرة من حُليّهم فصنعه من معدن الألماس الجميل، ولأوّل مرة يُشاهد بني إسرائيل ذلك المعدن الزجاجي الغريب الجميل؛ بل في غاية الجمال، فلما رأى دهشتهم فقال لهم السامريّ: "هذا إلهكم وإله موسى"، فظلّوا عليه عاكفين حتى عاد موسى وقام بحرقه بالنّار حتى صار ساخناً ومن ثم ألقاه بالماء، ومعروف علميّاً أنك إذا عرّضت الزجاج للحرارة ومن ثم تجعله في الماء فإنه فوراً يُنسف نسفاً بسبب الحرارة ثم البرودة فجأة فينسف نسفاً، وكذلك عجل السامري بعد أن سخّنه موسى ثم ألقاه في اليم بالماء فنسفه اليم نسفاً.

    ولكن أصاب السامري مرضٌ جلديٌّ بسبب اختراعه الذي توصّل إليه بعد تجارب كثيرة ثم توصل إلى استخراج معدنٍ من حليهم الغير معروف لدى بني إسرائيل، ولذلك قال له موسى:
    {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ ﴿٩٥﴾ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا} صدق الله العظيم [طه:95-96]

    فيتبيّن أنهُ مرّ بتجارب شتى حتى توصل إلى الاختراع المُدهش في نظر بني إسرائيل، ولكن أصابه الله بمرضٍ جلديٍّ وذلك المرض لا يُشفى منه طيلة حياته حتى الموت ويحذّر النّاس أن يلمسوه فإنه لا يحتمل أن يلمسه أحد فجلده أليم طيلة حياته حتى يأتيه موعد الموت الذي ليس بوسعه أن يخلفه فيؤخّره ساعةً واحدةً ثم يُلقى في جهنّم وساءت مصيراً، وذلك جزاء السامريّ عذابٌ في الدُنيا وفي الآخرة، ولذلك قال له موسى:
    {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} صدق الله العظيم [طه:٩٧].

    فأما قوله:
    {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ} [طه:97]، وهي العلّة التي أصاب الله بها السامريّ وهو مرضٌ جلديٌّ مؤلمٌ لن يحتمل أن يلمسه أحدٌ طيلة حياته حتى يتوفّاه موعد الموت الذي لا يستطيع أن يخلفه ثم يُلقى في جهنّم وساءت مصيراً، وذلك جزاء السامريّ بسبب فتنة بني إسرائيل عن الحقّ. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    فغيّر معلوماتك حبيب قلبي ابن عُمر فلا تنطق إلا بما نطق به إمامك فليس السامريّ هو المسيح الدجال وإنما ذلك اجتهادٌ منك، ولكن السامريّ قد مات بسبب علّته التي عذّبته طيلة حياته ثمّ كانت سبب موته بعد زمنٍ ويقول:
    {لَا مِسَاسَ}، ولا يختلط بالنّاس. ولكن الإجتهاد يظلّ ظنّاً والظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..


    أخو الحُسين بن عُمر وكافة الأنصار السابقين الأخيار؛ المهديّ المُنتظَر ناصر محمد اليماني.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    موسى وطلب رؤيــــة الله جهرة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وربّما يودّ أحد علماء الشيعة الاثني عشر أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، إنّ الشيعة الاثني عشر كافةً ينفون رؤية الله جهرةً في الدنيا والآخرة، وأمّا أهل السُّنة وفِرقهم فيؤمنون برؤية الله جهرةً في الآخرة، فما حكم الله بيننا تستنبطه من محكم القرآن العظيم إن كنت من الصادقين". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين وأقول: إنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أفتيكم بالحقّ أنّ الله قد أفتاكم في محكم القرآن العظيم أنّه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله إلا شيءٌ يساوي عظمة ذات الله سبحانه حتى ولو كان جبلاً عظيماً أعظم من خلقكم، فبما أنّه لا يساوي عظمة ذات الله فلو تجلّى له الله لما تحمل رؤية ذات الله وهو جبلٌ عظيمٌ، ولذلك جعل الله شرطاً لرؤية ذاته لنبيّ الله موسى والسبعين نقباءَ بني إسرائيل وهو أنّه سوف يتجلّى الله سبحانه لجبل الطور العظيم فإن استقرّ مكانه متحمِّلاً رؤية عظمةِ ذات الله فسوف يرى الناس ربّهم في الدنيا والآخرة، كون الله قادرٌ على أن يجعل عظمة خلقهم كعظمة جبل الطور الصلب العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل استقرّ الجبل مكانه صامداً أمام رؤية عظمة ذات الله أم جعل الجبل العظيم رماداً تذروه الرياح؛ تراباً دكّاً فتساوى بتراب الأرض؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)} صدق الله العظيم [الأعراف]، فانظروا هل تحقق شرط الرؤية لعظمة ذات الله؟ وقال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)} صدق الله العظيم.


    وأما السبعون نقيباً من تمّ اصطفاؤهم ليكونوا شهداء رؤية ذات الله سبحانه ماتوا جميعاً؛ كون رؤية ذات الله كانت بطلبٍ من بني إسرائيل فواعدهم الله وموسى للفتوى في رؤية عظمة ذات الله، واختار موسى لميقات الرؤية سبعين نقيباً من بني إسرائيل، فأخذتهم الصيحة حين تجلّى الله سبحانه للجبل وجعل الله الجبل دكاً ومات السبعون وخرّ نبيّ الله موسى صعقاً كونه أذعن لهم في طلب رؤية الله جهرةً وألحّ على ربّه كي يُوقن قومُه، فواعدهم الله ثلاثين ليلة لعلهم يتفكّروا ويتذكّروا وجاء الميعاد وهم لا يزالون مصرّين على طلبهم، وأتمّهنّ الله بعشرٍ أُخر لعلهم يرجعون عن طلبهم برؤية الله جهرةً، وجاءوا ونبيُّ الله موسى عليه الصلاة والسلام في نهاية ميقات الأربعين ليلة لرؤية الله جهرةً. وقال الله تعالى:
    {وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فحين أفاق نبيّ الله موسى من بعد صعقهِ نظر إلى جبل الطور الشامخ فإذا هو قد أصبح رماداً تساوى بالأرض تذروه الرياح، فمن ثمّ نظر وراءه إلى السبعين فوجدهم جميعاً قد ماتوا؛ جميعاً! وعلِم نبيُّ الله موسى أنّ ما أصابه وأصابهم كان نظراً لإصرار بني إسرائيل لرؤية الله جهرةً ولم ينهَهُم نبيّ الله موسى عن ذلك ولم يعظْهم؛ بل كان يريد كذلك رؤية الله جهرةً وليس كفراً من نبيّ الله موسى كمثل بني إسرائيل بل شوقاً وحباً، ولكن نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام علم أنّه أخطأ بالإذعان لطلبهم لرؤية الله جهرةً، ولذلك حين وجد السبعين هلكوا جميعاً قال نبيّ الله موسى: ربّ لو شئت لأهلكتهم من قبل وإيّاي. وقال الله تعالى:
    {وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فدعا نبيّ الله موسى ربّه طالباً العفو والغفران له وللسبعين الذين أهلكهم الله من ورائه، وطلب من ربّه أن يعيدهم إلى الحياة ليكونوا شهداء بالحقّ بأنّه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله حتى الجبل العظيم وأنّه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله إلا شيءٌ مثله، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فمن ثمّ أجاب الله طلب نبيّه موسى عليه الصلاة والسلام وبعث الله السبعين، فمن ثمّ بعث جبل الطور الرماد ورفعه فوق رؤوس السبعين وموسى عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)} صدق الله العظيم [الأعراف].


    فخرّوا لربّهم باكين ساجدين تائبين السبعين وموسى عليهم الصلاة والسلام، فمن ثمّ أعاد الله جبل الطور إلى ما كان عليه من قبل التجلّي بعد أن وعدوا ربّهم السبعينَ نقباءَ بني إسرائيل أن يأخذوا التوراة بقوةٍ ويتّبعوه وكانوا ينظرون إلى الجبل معلقاً كالظلّة فوق رؤوسهم كأنّه واقعٌ بهم، وغفر لهم وأعاد جبل الطور العظيم من أعلى رؤوسهم إلى مكانه كما كان من قبل أن يكون رماداً، فأعاده الله شامخاً مكانه كما كان، وغفر الله لهم طلب رؤية الله جهرةً وهو الغفور الرحيم لعلهم يشكرون، وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:55].

    وقال الله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُبِينًا} صدق الله العظيم [النساء:153].
    ___________________


    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا علم الجهاد، إذا لم تتحمل الأوتاد رؤية ربّ العباد جهرةً فهل الأوتاد أعظم أم العباد؟ وقال موسى عليه الصلاة والسلام كما جاء الخبر في مُحكم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    ويا علم الجهاد، إنّما يُريد الله أن يُبيِّن لموسى والأمّة لماذا لن يرى ذاتَ الله، وأراد الله أن يُبيّن له بالبرهان بالبيان الحقّ بالتطبيق للتصديق على الواقع الحقيقي ليعلم لماذا أجاب الله عليه بقوله تعالى
    {لَن تَرَانِي}، وذلك لأنّه لا يتحمل عظمة رؤية ذات الله أحدٌ من خلقه حتى الجبل العظيم الذي هو أكبر وأعظم وأقوى من خلق الإنسان؛ إلا إذا تحمّل الجبل رؤية عظمة ذات الله فإنه موسى سوف يرى ربه، وجعل الله رؤية موسى لربه متوقفة على تحمل رؤية الجبل لعظمة ذات الله. ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}

    فانظر يا علم الجهاد ما حدث لموسى وهو لم يرَ ربّه ولكنه صُعِق مما حدث للجبل، ومن ثم أدرك موسى بأنَّ رؤية الله جهرةً لا تنبغي لأحدٍ من عباد الله أجمعين، ولا ينبغي أن يُنافس عظمة ذات الله أحدٌ من خلقه، وأدرك ذلك موسى من بعد البيان الفعلي لسبب نفي الرؤية من الله بقوله لموسى: {لَن تَرَانِي}، ولكن الله بيّن لموسى لماذا لن يرى الله جهرةً بالبيان الحقّ على الواقع الحقيقي، ومن ثم أدرك موسى سبب نفي الرؤية لله جهرة بأنها العظمة لذات الله لا يتحمل رؤية ذات الله جهرةً حتى الجبل العظيم، وعلِم موسى سبب نفي الرؤية لله جهرةً بأنّه لا ينبغي لأحدٍ من عباد الله أجمعين، ولذلك قال موسى بعد أن أفاق ورأى الجبل قد صار دكاً فأدرك مدى عظمة ذات الله وأنّه لا ينبغي حتى التفكر في كيفية ذات الله، وأدرك موسى خطأه، ولذلك قال: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِين}.

    ويا علم الجهاد، ليس حجب الرؤية قصراً على الإنسان فحسب بل على جميع عباد الله في السموات والأرض. وقال الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    موسى والعبد الصالــح ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وقد ضرب الله لك مثلاً يا عدو الله في كليمه موسى فأحسن تأديبه حين ظنّ إنّه أعلمُ عبدٍ نظراً لأنّ الله كلَّمه تكليماً بينما الآخرين يرسل إليهم جبريل عليه الصلاة والسلام ومن ثم ابتعثه الله لكي يتعلم المزيد من العلم: {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} صدق الله العظيم [الكهف:65].

    ومعنى قول الله تعالى:
    {عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً}؛ أي عبد من عباد الله الصالحين ليتعلّم منه العلم كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام ليعلم لكي لا يتمّ حصر العلم على الأنبياء والمُرسلين من دون عباد الله الصالحين ويريد الله أن يعلم موسى وكافة المُسلمين أنه يوجد في الصالحين من هو أعلم من كليم الله موسى وهو عبدٌ من عباد الله الصالحين. وقال الله تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} صدق الله العظيم [الكهف:66].

    وبما أنّ الرجل الصالح أعلمُ من موسى قال له:
    {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾} [الكهف]، فانظروا لقول كليم الله موسى ونبيّه ورسوله بما أنه يعلمُ أنّ فوق كُلّ ذي علم ٍعليماً هو أعلمُ منه فالذين أوتوا العلم درجات فلا يستوون في علمهم بل درجات والأكثر علماً وجب على الأقل منه علماً أن ينقاد لأمره ويأتمّ به كمثل المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام والمهديّ المُنتظر، فبما أنّ المهديّ المنتظَر هو أعلمُ من رسول الله المسيح عيسى ابن مريم، ولذلك جعل الله عبده المهديّ المنتظر إماماً للمسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك موسى عليه الصلاة والسلام بما أنّه يعلم أنّ الإمامة والقيادة حسب درجات العلم وواجب على العالم أن ينقاد لمن هو أعلمُ منه فلا يعصي لهُ أمرا ولذلك قال رسول الله وكليمه موسى صلى الله عليه وآله وسلم: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف:69]، وهو كليم الله موسى ينقاد للرجل الصالح فلا يعصي له أمراً يا (علم الجهاد) الذي يريد أن يصدّ العباد عن التنافس على ربِّهم فيعبدونه كما ينبغي أن يُعبد، ألا والله لو وجدنا إنّ كليم الله موسى صبر ولو على واحدةٍ لأصبح كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام هو أعلمُ من الرجل الصالح ولكن الرجل الصالح كان يُذكِّره بالحكم في نتيجة الرحلة من قبل أن يتّبعه وقال له: {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} ولكن موسى أكّد له وقال: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} ولذلك كان العبد الصالح يُذكّر موسى أثناء الرحلة بهذه النتيجة التي أعلنها لموسى مقدماً فانطلقا بعد الاتفاق أن لا يسأله عن أيّ فعلٍ يراه يفعله حتى يحدث له ذكراً فيخبره عن السبب، وكان هذا شرطاً بينهم وأول حدثٍ لم يصبر عليه كليم الله موسى حين خرق الرجل الصالح سفينة المساكين الذين اركبوهم لوجه الله فخرقها الرجل الصالح بعد الوصول إلى الشاطئ والمساكين لا يعلمون ولو علموا لثأروا لسفينتهم من الرجل الصالح ولَما صبروا كما لم يصبر موسى عليه الصلاة والسلام:
    {قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴿٧١﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٢﴾ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ﴿٧٣﴾ فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴿٧٦﴾ فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴿٧٧﴾ قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿٧٨﴾ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ﴿٧٩﴾ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فانظروا لقول الرجل الصالح كيف يُذكِّر موسى ويقول: "يا موسى لست أنت أعلمُ مني، ألم أقل إنّك لن تستطيع معي صبراً فأبيت وقلت بل سوف تجدني إن شاء الله صابراً فلا أعصي لك أمراً؟". وها نحن لم نجد موسى يصبر ولو على واحدةٍ ولذلك كان الرجل الصالح يُذكِّر موسى بنتيجة الرحلة التي أعلنها من قبل أن يرحلوا سوياً، ولذلك كان يقول له:
    {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} ومن ثم ردّ عليه موسى وقال: {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرا} ومن ثم {فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴿٧٦﴾} ولكن موسى قد حكم على نفسه وقال: {إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا.

    فقد رأيتم أنّ موسى قد حكم على نفسه لئن سأله بعدها فلا يصاحبه فقد بلغت من لدني عذراً إن فارقتني:
    { فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فلم نجد موسى صبر حتى ولو على واحدةٍ فقط، وتبيَّن لنا أنّ حُكم الرجل الصالح على موسى من قبل أن يبدأوا الرحلة هو الحق حين قال له الرجل الصالح من قبل أن يرحلوا سويا:
    {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾}صدق الله العظيم [الكهف].

    وبلغ أنّ موسى عليه الصلاة والسلام قال إنْ شاء الله ولكن الله لم يشأ:
    {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} صدق الله العظيم، ولكن الله لم يشأ أن يحصر العلم على الأنبياء من دون الصالحين يا (علم الجهاد) الذي يُريد أن يصدّ العباد عن الدعوة الحقّ.

    وأما فتواك في شأن المسخ أنّهُ قد مضى وانقضى فإنّك لمن الكاذبين، ولم ينقضِ إلا المسخ إلى قردةٍ وبقي المسخ إلى خنازير، وأما حُجّتك بقوله تعالى:
    {وجَعَلَ مِنْهم القِردةَ والخَنازيرَ}، وقلت إنَّ {جَعَلَ} فعل ماضي، ومن ثم أردّ عليك بالحقّ:
    أي أنّه {جَعَلَ} ذلك في الكتاب، فيصدق الحدث بالفعل في قدره المقدور في الكتاب المسطور ويُصدق الحدث في قدره المقدور في الكتاب المسطور.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    قصة النَّبيّ الذى من بعد موسى؛ قصة هارون عليه الصلاة والسلام ..


    اقتباس المشاركة 46629 من موضوع المهدي المُنتظر يُبيّن للمُسلمين سرّ الأحرف في القُرآن العظيم..




    - 7 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 06 - 1428 هـ
    30 - 06 - 2007 مـ
    12:27 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ


    سؤالٌ منطقيٌّ، ولك علينا الجواب من الكتاب بإذن الله يا ابن عُمر المُكرّم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ثُمّ أمّا بعد..

    يا معشر عُلماء المُسلمين، إنّ من آتاه الله علم الكتاب لم يجد في القُرآن العظيم نبيّاً يُدعى يوشع بن نون، ولم يُنزّل الله به من سُلطانٍ في القُرآن العظيم، فهلّموا يا معشر عُلماء الأُمّة لأعلّمكم من هو النبيّ الذي كان في بني إسرائيل من بعد موسى عليه الصلاة والسلام في قول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأُحيط ابن عُمر المُكرّم والصدّيق وولياً حميماً بأنّ ذلك النبيّ الذي كان في بني إسرائيل من بعد موسى أنّهُ نبيّ الله هارون أخو موسى عليه الصلاة والسلام، وقد تعمّر هارون من بعد موسى أربعين عاماً ومن ثُمّ اكتمل زمن تحريم الله على بني إسرائيل دخول القرية التي كتب الله لهم وجاء قدر دخولهم من بعد انقضاء الأربعين عاماً وقد كُتِب عليهم القتال في زمن موسى. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ ﴿٢٠﴾ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿٢١﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿٢٢﴾ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴿٢٤﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٥﴾ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فهل تساءلتم يا معشر عُلماء الأُمّة لماذا هذا النبي لم يقُد بني إسرائيل هو؟ وكذلك لماذا بني إسرائيل لم يطلبوا من هذا النبيّ أن يقودهم برغم اعترافهم بأنّه نبيٌّ لهم؟ فلماذا لم يطلبوا من نبيّهم أن يقودهم؟ بل قالوا: "ابعث لنا ملكاً نُقاتل في سبيل الله" فلماذا لم يقولوا لنبيّهم أن يقودهم ليقاتلوا في سبيل الله؟ إذاً هذا النبيّ قد صار شيخاً كبيراً ووصل إلى أرذل العُمر من بعد قوةٍ ضُعفٌ وشيبةٌ، فهو لا يستطيع أن يقودهم نظراً لأنه أصبح شيبةً عاجزاً، وكذلك بنو إسرائيل يعلمون بأنه لم يعد يستطيع لأنهم يرونه شيبةً عاجزاً ولذلك لم يطلبوا منهُ أن يقودهم؛ بل قالوا اختَر لنا منا من بني إسرائيل من يقودنا لنقاتل في سبيل الله.

    فهل تعلمون يا معشر عُلماء الأُمّة من ذلك النبيّ عليه الصلاة والسلام؟
    إنّه نبيّ الله هارون أخو موسى، وانقضت سنين التّحريم على بني إسرائيل دخولهم المسجد الأقصى في الكتاب وجاء الزمن المُقدّر لدخول بني إسرائيل الأرض المُقدّسة التي بها بيت المقدس ولم يعد رسول الله موسى موجوداً فقد توفّاه الله خلال الأربعين سنة، ولكنّ أخاه هارون لا يزال موجوداً ولكنّه قد أصبح شيخاً كبيراً لا يستطيع حمل السلاح ولا القتال نظراً لأنّه قد أصبح من بعد قوةٍ ضعفاً وشيبةً قد وهن العظم منهُ، ولكنهُ قال: "إنّ الله اصطفى عليكم طالوت ملكاً"، ولكن طالوت لم يكن من بني إسرائيل ولذلك قالوا: "أيكون له الملك علينا ونحن أحقّ بالمُلك منه؟".

    فتعالوا لأُعلّمكم من هو طالوت الرجُل الصالح والذي زاده الله بسطةً في العلم، ولسوف نعود إلى قصة موسى وعبد من عباد الله الصالحين ولم يكُن نبيّاً ولا رسولاً، وكان يعلم بأنّ هناك رجُلٌ وامرأةٌ صالحون وقد تبنّوا لهم غُلاماً لم يكُن من ذُريّتهم وإنّما لأنّهم لم يأتِهم أطفالٌ، ولكنّ هذا الغُلام من ذُريّة شيطانٍ من البشر ولا خير فيه وإنّما تبنّاه هذان الأبوان الصالحان لوجه الله واتخذوه ولداً لهم ولا يعلمون من أبويه وأراد الله أن يُبدلهم خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً.

    ومعنى قوله:
    {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} أي من ذُريّتهم، والآية واضحةٌ وجليّةٌ بأنّ هذا الغُلام ليس ابنهم من ظهورهم وإنّما تبنّوه لوجه الله. وقال تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ولذلك قتل الرجل الصالح ذلك الغلام وأبدلهم الله خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً، وذلك العوض من الله خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً الذي أعطاه الله للأبوين الصالحين
    إنّهُ طالوت عليه السلام الرجُل الصالح الذي آتاهُ الله المُلك وزادهُ بسطةً في العلم، وبلغ أربعين سنةً يوم استلام القيادة من بعد نبيّ الله هارون الذي بلغ من الكِبَر عتيّاً، ومن ثم قُتل طالوت في المعركة واستلم القيادة من بعده نبيّ الله داوود عليه السلام.

    ثُمّ انظروا يا عُلماء الأُمّة ماذا قال لهم نبيّهم هارون حين طلبوا منه القيادة فذكّرهم بأنّه قد كُتب عليهم القتال من قبل في عهد أخيه موسى فلم يقاتلوا! وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذاً يا معشر عُلماء الأُمّة لم نجد نبيّاً غير هارون عليه السلام، وأعلمُ بأنّ هارون أكبر من موسى ولكن موسى توفّاه الله قبل هارون، ولذلك قال تعالى:
    {مِن بَعْدِ مُوسَىٰ} وهل يخلف موسى غير هارون؟ ولكنّه قد أصبح كبيراً في السن بعد أن انتهت الأربعين السنة التي حرّم الله عليهم الدخول إلى الأرض المُقدسة قبل أن تنقضي يتيهون في الأرض كالبدو الرُحّل يتتبّعون الماء والمرعى ولا يدخلون الأرض المُباركة التي كتب الله لهم لو أعدّوا جيوش الأرض كُلّها ما كان لهم أن ينتصروا حتى تنقضي الأربعون سنة، حتى إذا جاء القدر لدخولهم المسجد الأقصى قاد الجيش طالوت عليه السلام وقُتل واستلم القيادة منهُ نبيّ الله داوود، وقَتل داوودُ جالوتَ وآتاهُ الله المُلك من بعد طالوت.

    وأما الرُجل الذي تسمونه
    الخضر إنّهُ عبد من عباد الله الصالحين كما أخبركم الله بذلك في القُرآن في قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ﴿٦٥﴾ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿٦٦﴾ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    والحكمة من ذلك حتى يعلم موسى وجميع المُسلمين بأنّهم لا ينبغي لهم أن يُقسّمون رحمة ربهم فيحصرون العلم على الأنبياء والمُرسلين، ويُريدُ الله أن يعلّم موسى وجميع المُسلمين بأنّهُ يوجد هُناك من عباد الله الصالحين من هو أعلم من الذي كلمهُ الله تكليماً، وكان يظنّ موسى بأنهُ أعلم الناس نظراً لأنّ الله كرّمه وكلّمهُ تكليماً، وأراد موسى أن يتلقّى المزيد من العلم من هذا الرجُل الصالح. وقال الله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ﴿٦٥﴾ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿٦٦﴾ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وقال الرجُل الصالح لكليم الله موسى:
    {
    إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}، فقد حكم على موسى قبل بدْءِ الرحلة أنه لن يستطيع معهُ صبراً، ولكن موسى قال: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾}، فهل وجدتم موسى صبر حتى في واحدة؟ بل تحقّق ما حكم به الرجل الصالح: {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾}. ولذلك لم نجد موسى صبر حتى على واحدةٍ من الأمور التي شاهدها! فذلك الجواب الحقّ على سؤالك يا ابن عُمر المُكرّم، ولسوف أزيدك علماً عن الرجُلين من أتباع موسى من الذين أنعم الله عليهما والذي جاء ذكرهم في قوله تعالى: {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وذلك الرجُلان
    إنّهما نبيّ الله هارون و مؤمن آلِ فرعون الذي قال الله عنهُ: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [غافر]. وقد علمنا بأنّ الله وقاه سيئات ما مكروا به آل فرعون وأبقاه مع موسى وحاق بآل فرعون سوء العذاب، وقُضي الأمر الذي فيه تستفتي يا من صدّقني وكان عند الله صدّيقاً وجزاك الله عنّي بخير الجزاء بخير ما جزى به عباده المُكرمون.

    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
    أخوكم؛ الإمام ناصر مُحمد اليماني.
    __________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    الرجلان من أتباع موسى مِنَ الذي أنعم الله عليهما ..

    و لسوف أزيدك علماً عن الرَجلين من أتباع موسى من الذي أنعم الله عليهما والذي جاء ذكرهم في قوله تعالى: {قَالَ رَ‌جُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّـهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وذلكما الرجلان هما نبيّ الله هارون ومؤمن آل فرعون الذي قال الله عنهُ: {وَقَالَ رجل مؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ ربّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن ربّكم وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم [غافر:28].

    وقد علمنا بأن الله وقاه سيئات ما مكر به آل فرعون وأبقاه مع موسى وحاق بآل فرعون سوء العذاب.
    وقُضي الأمر الذي فيه تستفتي يا من صدقني وكان عند الله صديقاً وجزاك الله عني بخير الجزاء بخير ما أجزى به عباده المكرمين، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    ________________


    قصة إحياء الرجل المقتول من بني إسرائيل عندما ضربه موسى بقطعة من لحم البقرة الصفراء ..

    أم إنّك لا تعلم أنّ النفس التي قُتلت في بني إسرائيل بأنّه قد تقطّع له أخوه في السبيل على مقربة من منازل قومٍ بينهم وبين أخيه شيء من الخلاف التجاري، فقتله برغم أنّه أخوه! وإنّما أراد قتل أخيه كونه وريثه الوحيد ويريد أن يرث أخاه الغني، فعجّل بقتله من قبل أن يأتي له ولدٌ فيرث أباه. ولكنّ الرجل ألقى بتهمة القتل على طائفةٍ من تجار بني إسرائيل بأنهم هم من قتلوا أخاه بسبب خلافاتٍ تجاريّةٍ فيما بينهم، ولكنهم جادلوا عن أنفسهم وأنكر جميعهم أنّ يكون أحدٌ منهم قتل ذلك الرجل، ثم لجأوا إلى نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام فطلبوا منه أن يبيّن لهم من قتل الرجل فساداً وظلماً، ثمّ أمرهم الله أن يذبحوا بقرةً؛ أيَّ بقرةٍ، ولكنّ بني إسرائيل شدّدوا في وصف البقرة من عند أنفسهم هل هي ذلولٌ تثير الحرث! أم بقرةٌ حاملٌ بعجلٍ! أم لا شية فيها! وما لونها؟ وعلى كل حالٍ فبسبب تعنّتهم في أوصافها أنزل الله أوصاف بقرةٍ هي لأحد بني إسرائيل فلم يبِعها لهم إلا بأضعافٍ مضاعفةٍ لثمنها، فذبحوها وما كادوا يفعلون.

    وأمر الله نبيّه موسى أن يأخذ قطعةً من لحم البقرة من بعد أن جزروها فيضرب بقطعةٍ منها المقتولَ من بني إسرائيل؛ فأحياه الله، ثم سأله نبيّ الله موسى من قتله؟ قال قتلني أخي لكي يرث مالي من قبل أن يأتي لي ولدٌ فيرثني. ثمّ أقام نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام حدّ القتل على القاتل أنّ النفس بالنفس كونه من المفسدين في الأرض وقتل نفساً بغير الحقّ. ولذلك قال الله تعالى:
    {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)} صدق الله العظيم [المائدة].


    أخوكم الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]


  7. افتراضي يا إمامنا الغالي حدثنا عن حمل الصِّديقة مريم ابنة عمران بكلمة الله كن فيكون..


    يا إمامنا الغالي حدثنا عن حمل الصِّديقة مريم ابنة عمران بكلمة الله كن فيكون
    عليها وعلى ابنها وعلى أبويها الصلاة والسلام ..



    قال الله تعالى:
    {إِذْ قَالَتِ امْرَ‌أَتُ عِمْرَ‌انَ ربّ إِنِّي نَذَرْ‌تُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي محَرَّ‌رً‌ا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٥﴾ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ ربّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ‌ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْ‌يَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّ‌يَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّ‌جِيمِ ﴿٣٦﴾ فَتَقَبَّلَهَا ربّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِ‌يَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِ‌يَّا الْمِحْرَ‌ابَ وَجَدَ عِندَهَا رِ‌زْقًا قَالَ يَا مَرْ‌يَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَرْ‌زُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ‌ حِسَابٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    قال الله تعالى:
    {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ ربّها وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} صدق الله العظيم [التحريم:12].
    _______________



    من بيانات الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني
    رداً على زعم بعض المُعرضين بأنّ الصيام كصيام مريم ..


    وتعال لأعلَّمك من الذي أمر مريم بإذن الله أن تصوم عن الكلام وتكفل بإجابة السائلين لمريم لكي يثبت براءتها من الزنى، فهي حملت بالمسيح عيسى ابن مريم بكن فيكون، فحملته فولدته في خلال يومٍ واحد.

    وإليك القصة بالحق: فذات يوم ذهبت مريم لتذكر الله في مكان خالٍ لأنها لا تحب أن تدمع أعينها وأحدٌ يسمعُها من الناس من شدة إخلاصها لله، وتلك علامة الإخلاص يعلمها المُخلصون لربهم، فانتبذت من أهلها مكان شرقياً على مقربة منهم فاتخذت من دونهم حجاباً لتذكر الله في مكان على مقربة من أهلها، فأرسل الله إليها الروح جبريل ومعه الملائكة، فتمثل لها جبريل المُتكلم فكلمها تكليماً فبشروها بغلام زكياً، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنْ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [ال عمران].

    فالتبشير هو: الخبر من الله عن طريق ملائكته لمريم عليها الصلاة والسلام، وقد أفزعها جبريل لأنه تمثل لها فجأة أمامها بشراً سويا: {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:18].

    أي إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تتقي الله وتخافه:
    {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21)} صدق الله العظيم [مريم].

    وبمُجرد ما قال جبريل عليه الصلاة والسلام :
    {قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، فانتفخ بطنها فجأة، وذلك بعد أن أفتاها جبريل عليه الصلاة والسلام أنها سوف تحمل بكُن فيكون بكلمة من الله سُبحانه يلقيها إلى مريم: {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23)} صدق الله العظيم [مريم].

    وذلك بعد أن حملته فانتبذت به مكان قصيّا؛ وهو مكان أبعد من المكان الذي كانت فيه حين التبشير، ومن ثم وضعته، فتفكرت ماذا ستقول لقومها؟ فإن قالت حملت بقدرة الله بكن فيكون فحتماً سوف يكون جواب قومها: "فهل تعتبرينا سُذَّجاً يا مريم فنصدقك! بل جئتِ شيئاً فرياً"، فاستيأست مريم من براءتها وأن قومها حتماً سيقذفونها بتهمة الزنى، فما يدريهم أنها حملت بكلمة من الله كن فيكون؟ ومن ثم حزنت حُزناً شديداً وقالت:
    {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:23].

    وفجأة فإذا ولدها يُناديها من تحتها ويقول لها:
    {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا(26)} صدق الله العظيم [مريم].

    فنظرت إليه وإذا هي ولدته في سرير كمثل سرير الأطفال الذي يستخدموه مهداً للأطفال في ذلك الزمان، وقد أفتاها ولدها أن تُسبّح لله فلا تُكلم الناس بل تؤشر لهم عليه أن يكلموه هو، وأفتاها أنهُ من سوف يتكلم ليثبت براءتها بالتكليم فيخبرهم عن شأنه:
    {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا(33)} صدق الله العظيم [مريم].

    وقال الله تعالى:
    {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحقّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَربّكم فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (36)} صدق الله العظيم [مريم].

    ويا أخي بلال، أما الصيام الذي جعله الله ركناً من أركان الإسلام فقد بيّنه الله في مُحكم كتابه أنه الصيام عن النساء وعن الطُعام والشراب في قول الله تعالى:
    {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [البقرة:187].

    فكن يا بلال من الشاكرين واتقِ الله ولا تأخذك العزة بالإثم، واتّبع الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّه الذي لا يقول على الله ما لا يعلم، وكُن بلال الناصر للمهديّ المنتظَر بالحقّ.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوك الإمام ناصر محمد اليماني.
    _______________


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 388466 من موضوع مُعجزاتٌ خارِقَةٌ لمريم العذراء ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    30 - ذو القعدة - 1443 هـ
    29 - 06 - 2022 مـ
    08:24 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القرى)


    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=388179
    ______________


    مُعجزاتٌ خارِقَةٌ لمريم العذراء ..


    بِسم الله الرّحمن الرحيم والصلاة والسّلام على الأنبياء والصِّدّيقين والشّهداء والصّالحين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين؛ ثُمَّ أمّا بعد ..

    مِن باب التّمهيد لخلق الله عبده المسيح عيسى بن مريم بكلمةٍ ألقاها إلى مريم (كُن فيَكون) فَمِن باب التّمهيد مِن ربّ العالَمين لتُصَدِّق بأمر ربّها في مُعجزة حَملها مِن غير أن يمسَسها بشر، ولذلك أيّد مريم ابنة عمران بمُعجزاتٍ خارقةٍ حقيقيّةٍ على الواقع الحقيقيّ، فبعد أن اختصَم أعمامها عند القضاء أيُّهم يَكفُل مريم ابنة أخيهم (عمران بن يعقوب) فتمّ تحكيم الله باختيار مَن يَكفُلها عن طريق القُرعة تصديقًا لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ‎﴿٤٤﴾‏} [آل عمران].

    واختار الله أن يتكفّلها عمُّها (زكريا بن يعقوب) عليهم الصّلاة والسّلام تصديقًا لقول الله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ‎﴿٣٧﴾‏} [آل عمران].

    ولكني لا أجد أنّ نبيّ الله زكريا سألها في كل مرةٍ حين يَجلِب لها طعامًا فيجدُ عندها رزقًا - أنواعًا مِن الأطعمة - رغم أنّه كان يُلاحظ ذلك كلما دخل عليها المحراب يجلبُ لها الطعام، فكان يظنّ أنّ أحدَ أعمامها جلب إليها ذلك الطعام قبل مجيئه، فعلِمت مريم أنّ عمها كان يظنّ ذلك - أنّ مِن أعمامها مَن يجلب لها طعامًا - ولذلك تراه لم يسألها مَن جلَبَ لها طعامًا كونه لم يستغرب منه شيئًا، كون ذلك الطعام موجودًا في السّوق، ولذلك لم يسألها رغم أنّه يجد لديها طعامًا كلما دخل زكريا عليها المحراب، فعلِمت مريم أنّ سبب عدم سؤال عمّها كونه يظنّ أنّ ذلك الطعام أحضره لها أحدُ أعمامها؛ برغم أنّه ليس مِن عند أحدٍ مِن أعمامها.

    وكان يُحضِر زكريا الطعام فيأكل مع مريم، فأرادت مريم ذات يوم أن تعمل مفاجأةً لعمّها زكريا - عليهم الصّلاة والسّلام - فأعدّت مَأدبة على مُختلَف أنواع فواكه الأعناب الأسود والأبيض - مُحبّبٌ وغير ذي حبوبٍ - وبرتقال ورمانٌ وبطّيخٌ والتّين وكافّة أنواع الفواكه التي يعلم عمّها زكريا أنّه ليس مَوسِمها ولا وجود لها إطلاقًا في السّوق، فأحضر عمّها طعامها بميقاتِ الغداء فتفاجَأ بمأدبةٍ في مِحرابها ضيافةً لعمّها زكريا فيها على مُختَلف أنواع المأكولات اللذيذة، وكذلك على مُختَلف أنواع الفواكه بكافّة أنواعها خصوصًا التي تعلم أنّ عمّها زكريا يعلمُ أنّه ليس موسِمها إطلاقًا ولا وجود لها في السّوق، فأصابته الدّهشة ممّا شاهده مِن مُختَلف أنواع الفواكه التي ليس مَوسِمها إطلاقًا؛ فهنا سألها مُندهشًا كيف فواكه طازجة لدى مريم ليس مَوسمها بل على مُختَلف أنواعها طازجةً طريّةً فقال: "يا مريم أنّى لكِ هذا ولسنا في موسم هذه الفواكه؟!"، فقالت: "أنه مِن عند الله إنّ الله يرزق مَن يشاء بغير حسابٍ"، فقال لها زكريا: "وكيف رزقِكِ الله فهل أحضر هذه الفواكهَ الملائكةُ مِن الجنة؟" فقالت مريم: "كلّا يا أبتي بل أنا مَن أصنع هذه الفواكه وكل ما تجده لديّ مِن طعامٍ فلم يُحضِره أحدٌ مِن أعمامي كما ظننتَ في نفسك، كونك تجد لديّ طعامًا كل يوم ولم تسألني مَن جلب إلَيّ الطعام فأردتُ أن أعمل لك مفاجأة"، فقال: "وكيف تَصنعين ذلك؟"، فقالت: "يا أبتي سَل ما في نفسك"، فطلبَ شيئًا كذلك لم يأتِ بعدُ مَوسِمه فأحضَرت ترابًا وماءً، وصنَعت مِن التّراب على هيئة ما طلبَه عمّها زكريا - تمرًا رُطَبًا جَنيًّا - فقالت: "اللهم اجعله رُطَبًا جَنيًّا"، فأجابها الله؛ فإذا ببراعم التّراب صاروا رُطَبًا جَنيًّا!، فقالت: "تفضّل يا عمِّي الحبيب" فتناول زكريا ما شاهده بأمّ عينه أنها صنعَته مِن ترابٍ مِن غير شجر نخيلٍ، فأكَل منه فوجده حقًّا رُطَبًا جَنيًّا حُلوَ المذاق كمثل الرُّطَب الجَنيّ المعروف حين ينضجُ، فشاهد قُدرة الله كيف أجاب الله دعاء مريم بفواكه مِن غير شجرٍ ورُطَبٍ بغير نخيلٍ، هنالك دعا زكريا ربّه بيقينٍ تامٍّ، وقال الله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ‎﴿٣٨﴾‏ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٣٩﴾‏ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ‎﴿٤٠﴾‏ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ‎﴿٤١﴾‏} [آل عمران].

    فكان يُعيقُ يقينَ دعاء زكريا أنّ امرأته عاقرٌ أي: قاعِدٌ لم تَعد تحيض، ولكنّه أيقنَ أنّه حتى ولو كانت امرأته عاقرًا فسوف يُجيبه الذي أجاب مريم؛ فكيف أجابها الله بفواكه مِن غير شجرٍ ورُطَبٍ جَنيٍّ مِن غير نخيلٍ! إنّ ربّي على كل شيءٍ قدير، فدعا ربّه أن يهبَ له ذريّةً طيّبةً حتى ولو كانت امرأته عاقرًا فإنّ ربّي سميعُ الدّعاء على كل شيءٍ قدير، كونه وجدَ معجزات خارقة لدى مريم - عليهم الصّلاة والسّلام - ولذلك دعا ربّه في تلك اللحظة وهو مُوقِنٌ بالإجابة رغم أنّه يدعو مِن قبلُ ولكن كان يُعيقُ يقينَ الإجابة أنّ امرأته صارت عاقرًا قاعِدًا لا تحيض.

    غير أنّ زكريا بسبب ما شاهدَ أمامه مِن مُعجزات إجابةً مِن الله لدعاء مريم، ولكننا لم نجد زكريا يتوسّط بالدعاء لربّه عن طريق مريم أن تدعو الله له أن يهَب له ذريّةً طيّبةً فهو يعلم أنّ ذلك شركٌ بالله بل دعا الله مباشرةً؛ هنالِكَ دعا زكريا ربّه بيقينٍ أنّه سيُجيبه لا شكّ ولا ريب كما أجاب مريم برغم عدم توفّر الأسباب الفيزيائيّة الطبيعيّة، وقال الله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ‎﴿٣٨﴾‏ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٣٩﴾‏ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ‎﴿٤٠﴾‏ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ‎﴿٤١﴾‏ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ‎﴿٤٢﴾‏ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ‎﴿٤٣﴾‏ ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ‎﴿٤٤﴾‏ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ‎﴿٤٥﴾ ‏وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٤٦﴾‏ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٤٧﴾‏ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ‎﴿٤٨﴾‏ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿٤٩﴾‏ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿٥٠﴾‏ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ‎﴿٥١﴾‏} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وأمّا بالنسبة لنبيّ الله زكريا ففي مساء يوم الدّعاء؛ مساءَ ذلك اليوم طلبَ مِن زوجته الرَّفثَ فقال لها: "ليَهبَ لنا الله مِن لدُنه وليًّا"، فتبسّمت ضاحكةً فقالت: "لا يأسَ مِن رَوْحِ الله"، فلبَّت الطّلب - زوجة نبيّ الله زكريا - فكتبَ الله لهما يحيى، ومرّت ثلاثة شهورٍ وفي ذات يومٍ وهو قائمٌ يُصَلّي في المِحراب فبعدَ أن أنهى صلاته بدعاء القنوت لصلاة الفجر؛ فإذا بالملائكة يدخلون عليه المِحرابَ فتمثَّل جبريل رجلًا سويًّا، ثم أكمل صلاته - الفَجْر - فقال جبريل: "السّلام عليكم ورحمة الله"، قال: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"، قال: "يا زكريا إنّا نُبشِّرك بغلامٍ اسمه يحيى لم نجعل له مِن قبلُ سَميًّا"، فأخذَته الدّهشة كونه حينها قد نسيَ أنّه دعى ربه وهو مُوقنٌ بالإجابة حتى ولو كانت امرأته عاقرًا قاعدًا لا تحيض، ولكننا نجده عندما جاءته الملائكة بالبشرى لم يَعُد اليقين كما كان حين الدعاء في لحظة الدعاء يوم شاهَد المُعجِزات ولذلك أخذته الدّهشة! كيف يكون له غلامٌ وكانت امرأته عاقرًا وقد بلغَ مِن الكِبَر عِتيًّا؟! ولكن الرّد على تَعجُّبه قد تنزَّل مع جبريل والملائكة - عليهم الصّلاة والسّلام - في عِلم الغيب أنّ زكريا سوف تأخذه الدّهشة مِن ذلك وقال الله تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا ‎﴿٧﴾‏ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ‎﴿٨﴾‏ قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ‎﴿٩﴾‏ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۚ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا ‎﴿١٠﴾‏ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ‎﴿١١﴾‏} [مريم].

    وذلك تمهيدًا للمُعجزة الكبرى لمريم - عليها الصلاة والسّلام - أن تحمل بغير زوجٍ يمسَسها ولم تكُ بغيًّا بل بكلمةٍ مِن الله (كُن فيكون) في نفس السّاعة حملًا وولادةً في نفس اليوم، ولم يكن بطلبٍ مِن مريم عليها الصّلاة والسّلام، ولكنه طلب أمّها فأجاب الله دعاء أمّ مريم كونها كانت تريد ذكَرًا فوضعَتها أنثى، ولكنّ الله ابتلى يَقينها وظنّها في الله فكأنّه لم يُجب دعائها حين وضعَتها أنثى وليس الذّكرُ كالأنثى، ولكن ظنّها في الله أنه أجاب طلبها ولكن كما يشاء هو سبحانه، ولذلك قالت: "والله أعلم بما وضعتُ فعسى أن يجعل الله فيها خيرًا لدينه"، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ‎﴿٣٥﴾‏ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ‎﴿٣٦﴾‏} [آل عمران] صدق الله العظيم.

    إذًا الذَّكَر (المسيح ابن مريم) إجابةً لدعاء أم مريم التي كانت تتمنى لو أنّها وضعَت ذكَرًا لتنفع به دين الله، وليس الذَّكرُ كالأنثى كون زوجها عمران بن يعقوب مات وهي حامل؛ رغم أن الله أجابها ولكن بطريقته المُعجِزة اللّاحقة نظرًا لقناعتها أنّ الله أجابها كون امرأة عمران وهبت لله ما في بطنها مُحرَّرًا فتقبّل منها إنّه هو السّميع العليم، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ‎﴿٤٢﴾‏ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ‎﴿٤٣﴾‏ ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ‎﴿٤٤﴾‏ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ‎﴿٤٥﴾ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٤٦﴾‏ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٤٧﴾‏ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ‎﴿٤٨﴾‏ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿٤٩﴾‏ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿٥٠﴾‏ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ‎﴿٥١﴾‏ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ‎﴿٥٢﴾‏} [آل عمران] صدق الله العظيم.

    وأبَشِّر كافّة البَشَر بحفيد آدم - عيسى ابن مريم - عليهم الصّلاة والسّلام.

    وربّما يَودّ أحد السّائلين أن يقول: "فكيف يكون المسيح عيسى ابن مريم حفيد آدم وهو ليس مِن ذريّته تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٥٩﴾‏ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ ‎﴿٦٠﴾‏} صدق الله العظيم [آل عمران]؟".

    فمِن ثمّ يَردّ على السّائلين خليفة الله المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إن الحفيد هو ابن بنتك وليس ابن ابنك، وأما البنين فهم الذُّكور الذين يَحمِلون ذريّتك تصديقًا لقول الله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ‎﴿٧٢﴾‏} صدق الله العظيم [النحل]، كون الابن يَحملُ ذريّة النَّسَب لأبيه، وأمّا البنت فتحمِل ذُريّة الصِّهر، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ‎﴿٥٤﴾‏} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وسَلامٌ على المُرسَلين والحمد لله ربّ العالَمين..
    صاحبُ عِلم الكتاب وفصلَ الخِطاب والقول الصّواب؛ خليفة الله على العالم بأسره الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  8. افتراضي خاتم الأنبياء وأعلمهم جميعاً؛ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.


    خاتم الأنبياء وأعلمهم جميعاً؛ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.
    أحبّ خلق الله إلى نفسي وأحبّ إليّ مِن نفسي ومن أمّي وأبي ومن النّاس جميعاً
    خاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة الله للعالمين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ..
    ________________



    عام الفيل و محاولة هدم الكعبة بيت الله الحرام، وحجارةٌ من سجيل ..

    ويا أخي الكريم، وإن من الأحاديث المدسوسة هدم الكعبة ونسوا أنّ للكعبة ربّاً يحميها وأنّ الذي حماها من أبرهة الحبشي سيحميها ممّن سواه. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:٢٥].

    كما فعل بأبرهة الحبشي الذي كان يريد هدم بيت الله المعظم الكعبة بمكة المُكرمة، وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿١﴾ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴿٢﴾ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴿٣﴾ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴿٤﴾ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الفيل].

    ولكن للأسف إنّ المسلمين مُنتظرون لهدم بيت الله المُعظم، أفلا تتقون؟ لو تدبروا مُحكم كتاب الله لوجدوا الحقّ أنّ الكعبة لها رباً يحميها ولكنّ أكثر المُسلمين أضلتهم الروايات عن الحقّ فهم لتحقيقها منتظرون حتى ولو كانت ضدّ الدين والمُسلمين، ولا يريدون أن يصدِّقوا بالمهديّ المنتظَر حتى يُهدم بيت الله المُعظَّم، أفلا يتقون؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخو المُسلمين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    بسم الله الرحمن الرحيم {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ} [الأنعام:7]، وإلى البيان:

    وعلى سبيل المثال لو قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لقومه سوف يتنزل عليكم كتابٌ في يوم الجمعة ظهراً من السماء الساعة الثانية عشر فعليكم يا قريش بالحضور جميعاً في المكان المعلوم لا أخلفه لا أنا ولا أنتم في مكان سوى عند المسجد الحرام، ومن ثم قالت قريش: "بل سوف نحضر السّحرة ينزلون كُتباً من السماء كمثل كتابك الذي تُريد أن تُخيل إلينا أنه ينزل من السماء، ومن ثم يأتي السّحرة ويبدَؤون بتنزيل الكتب ومن ثم يتلقف الكتاب أحد كفار قريش ليمسكه بيده فسوف يمسك هواءً لا شيء، وإنما تخييل في النظر، ومن ثم يتنزل القرآن العظيم في كتاب من عند ربّ العالمين، ومن ثم يتلقفه الوليد بن المُغيرة فيمسكه بيده فإذا هو كتاب حقّ على الواقع الحقيقي، ومن ثم يلمسه كُفار قريش بأيديهم أجمعين لقالوا إنما هذا سحر مُبين. ويا سُبحان الله! كيف سحر وقد لمسوه بأيديهم؟ أفلا يعقلون؟ ولكن الكفر بالمعجزة آية التّصديق لا يتلوها إلا العذاب، ولذلك علم الله أنهم لن يؤمنوا ولو علم بإيمانهم بالحقّ لنزّل القرآن عليهم وهم ينظرون وحتى لا يعذبهم الله نزل به جبريل الأمين باللفظ ويتم تسجيله في رقٍّ منشور. وقال الله تعالى: { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } صدق الله العظيم [الأنعام:7]

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    غار حراء والبحث عن الحقيقــــة ..

    وكان مُحمدٌ رسول الله -صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم مُجتهداً يتمنى معرفة الحقّ وكان يخلو بنفسه في غار حراء بحيث لا يشغل تفكيره أحدٌ فيتفكر في خلق السماوات والأرض فعلم بأن الله لم يخلُقهما عبثاً وأن الأمر عظيم ولكنه في حيرة من الأمر؛ أيُّ الطُرقِ تؤدي إلى الحق؟ فهل هي طريقة قومه بعبادة الأصنام؟ أم إنَّ الحقّ في طريق النّصارى؟ أم إن الحقّ في طريق اليهود؛ أم إن الحقّ في طريق المجوس الذين يعبدون النار؟ فأصبح مُحمدٌ رسول الله -صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم مُحتاراً لا يدري أي الطرق تؤدي إلى الحقّ فيتبعها فأصبح ضالاً أمام أربع طرق؛ طريق قومه وطريق المجوس وطريق النّصارى وطريق اليهود، فوجده الله ضالاً أمام مُفترق أربع طرق لا يعلم أيُّهم تؤدي إلى الحقّ فتألم محمد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم تألماً نفسيّاً لأنه يريد الحقّ ولا يعلم طريق الحقّ مع من حتى يسلكها! ومن ثم هداه الحقّ إليه تصديقاً للوعد الحقّ في اللوح المحفوظ: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين} صدق الله العظيم [العنكبوت:69]، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى} صدق الله العظيم [الضُحى:7]، وحقق الله له أمنيته فاصطفاه وعلمه وأرشده إلى صراط العزيز الحميد.

    إذاً مُحمد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم كان مُجتهداً ولكن ليس باجتهاد البحث بالقراءة لأنه أمّيُّ؛ بل اجتهاداً فكرياً ولذك كان يخلو بنفسه في غار حراء. وكذلك خليل الله إبراهيم كان مُجتهداً باحثاً عن الحقّ وكان يتفكر في ملكوت السماء والأرض نظراً لأنه لم يقتنع بعبادة الأوثان وأراد أن يعبد ما هو أسمى من الأوثان، فلما جنَّ عليه الليل نظر إلى كوكبٍ قال هذا رَبِّي فلما أفل قال لا أحب الآفلين، ومن ثم رأى القمر بازغاً قال هذا ربي، فلما أفل قال:
    {لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77]، وذلك لأنه يُريد الحقّ ويتمنى معرفة الطريق التي تؤدي إليه ولكنه ضالٌ لا يعلم أي الطريق تؤدي إلى الحقّ، ومن ثم تألم نفسيّاً فكيف يهتدي إلى الطريق الحقّ ولكنه ضالٌ عنها! فتألم تألماً نفسيّاً وقال إني سقيم بعد نظرة التفكر في النجوم؛ كواكب السماء المُضيئة والمُنيرة ولم يقتنع بعبادتها ولذلك تألم تألماً نفسيّاً مُنيباً إلى ربِّه وقال: {لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}، ومن ثم جاء تصديق الوعد من ربّ العالمين للباحثين عن الحق: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    فهداه الله إلى الحقّ واصطفاه ومن ثم دعا قومه على بصيرةٍ من ربه، وهذا هو التعريف الحقّ للاجتهاد:
    هو أن يجتهد الباحث عن الحقّ حتى يهديه الله إليه على بصيرةٍ من ربِّه ومن ثم يدعو إلى سبيل ربِّه على بصيرةٍ.

    ومن خلال ذلك نظهر بنتيجة حقٍ وهي إن الأنبياء كانوا مُجتهدين يبحثون عن الحقّ بحثاً فكرياً فيتمنون أن يعلمونه فيتبعونه. تصديقاً لقول الله تعالى :
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الحج:52].

    فما هو التمني: إنه البحث عن الحقّ حتى يهديه الله إليه فيصطفيه ويختاره، ومن بعد الاصطفاء يحدث شيءٌ آخر وهي العقيدة لدى الباحثين عن الحقّ فيما هداهم إليه وأيقنوا أنه الحقّ بلا شكٍ أو ريبٍ فاعتقدوا أنهم لن يشكّوا فيما علِموا من الحقّ شيئاً ولن يضلوا عنه أبداً، ومن ثم يُريد الله أن يعلموا علم اليقين أن الله يحول بين المرء وقلبه وأن عقيدتهم التي في أنفسهم أنهم لن يضلوا عن الحقّ أبداً بعد أن هداهم الله إليه، وهذا يحدث بعد الوصول إلى الحقيقة لجميع الباحثين عن الحقّ كمثل الأنبياء لم يحدث لهم إلا من بعد اصطفائهم وبعثهم لقومهم ومن ثم يحدث في النفس شكٌ في شأنهم من بعد اصطفائهم وإرسالهم، ومن ثم يُحْكِمُ الله لهم آياته لتطمئِن قلوبهم أنهم على صراطٍ مُستقيم
    ________________


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    أُحذركم حجارة من سجيلٍ تُمطركم من كوكب سقر ..

    وأُحذركم كوكب العذاب سجيل، والذي أهلك الله بحجارةٍ منه أصحاب الفيل عن طريق طيرٍ أبابيل، فأين تذهبون؟ فلا خيار لكم إلا أن تستجيبوا فتعترفوا بالحقّ ولا تخشوا أحداً إلا الله فإنّا فوقهم قاهرون بإذن الله ربّ العالمين.
    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    بسم الله الرحمن الرحيم
    بل المهديّ المنتظَر الداعي إلى الذكر في عصر الحوار من قبل الظهور وقد جاء القدر المقدور في الكتاب المسطور لمرور كوكب النَّار سقر أحد أشراط الساعة الكُبر وآية التّصديق للمهدي المنتظَر وقد أدركت الشمس القمر قبل أن يسبق الليل النهار نذيراً للبشر وآية التّصديق للبيان الحقّ للذكر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر، فلله الحجّة البالغة قد أعذر من أنذر، واقترب يوم عَسِرٍ على كافة المُعرضين من البشر عن الذكر ببأس شديد من الله الواحد القهّار يمطر عليكم بأحجارٍ من سجيلٍ كما فعل بأصحاب الفيل فجعل كيدهم في تضليلٍ؛ حارقة خارقة من الكوكب العاشر، إذا أصابت الرأس خرجت من الدُّبر فتجعله كعصف مأكول، ولن تأتي بالأحجار طيراً أبابيل؛ بل كوكب سجيل سقر سوف يمرّ عليكم بذاته فيمطر عليكم بمطر السَوْءِ يا معشر الكُفار، وذلك من كوكب النَّار بأسفل الأقطار من الأراضين السبع، من اغتصب من الأرض هذه شبراً ليس له طُوِّق به من الأراضين السبع بسبعة أشبار، وكثر في الأرض الفساد وطغى كثيرٌ من العباد، وظلم فيها القوي الضعيف، وتعاونتم على الإثم والعدوان وتركتم سبيل الحقّ والرضوان للرحمن يا معشر الإنس والجان، وأدعوكم إلى مُحكم القرآن وسنة البيان الحقّ عن محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلا ما خالف منها لمُحكم القرآن فذلك افتراء ما أنزل الله به من سلطان وجاء من عند غير الرحمن من عند عدوه الشيطان على لسان شياطين الإنس والجانّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ ليُجادلوكم بالباطل، فإن اتبعتموهم إنكم لمشركون، فأين تذهبون من الرحمن إن تركتم مُحكم القرآن رسالة الله الشاملة للإنس والجانّ.

    ونكتفي الآن من البيان من مُحكم القرآن على لسان الإمام ناصر محمد اليمانيّ بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ وننتقل الآن من القرآن إلى سنة البيان التي جاءت من عند الله على لسان رسوله إلى الإنس والجانّ أحبّ خلق الله إلى نفسي وأحبّ إلي من نفسي ومن أمي وأبي ومن الناس جميعاً خاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة الله للعالمين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وإن كذبت ببيان القرآن على لسان محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحقّ التي لا تُخالف لمُحكم القرآن فقد كذبتم بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ ثم أتبرأ منكم وأقول سُحقاً لكم كما سوف يقوله لكم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لئن أبيتم اتباع الحقّ من ربّكم وإلى سُنة البيان من بعد القرآن إلى كافة الإنس والجانّ فإن كفرتم بها كما كفرتم بمُحكم القرآن فالحُكم لله وهو أسرعُ الحاسبين.
    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا حِمْيَر، اعلم بأنّ كوكب سجيل قد ترك نيازك كبرى حول الأرض انسلخت من كوكب سجيل، وكذلك حجارةً صغيرةً من كوكب سجيل تركها يوم مروره على الأرض يوم دمّر قوم لوطٍ وإبراهيم، ولا يزال منها ما يدور حول الأرض ما بين صغيرٍ وكَمِثْلِ جبلٍ كبيرٍ وجميعهُنَّ من كوكب سجيل، ومنها التي قذف الله بها أصحاب الفيل فجعلتهم كعصفٍ مأكول.

    وأقسم بربّ محمدٍ وعيسى وربِّ مريم البتول ليعذّب الله من كذّب بأمري عذاباً نكراً، قد أعذر من أنذر.

    وأما كوكب سجيل فهو الأرض السفلى أي أسفل الأراضين السبع التي توجد من بعد الأرض الأمّ التي انفتقت منها السماوات والأرض أرضَ الماء والشجر والبشر التي نعيش عليها الآن، فهي بين السماوات السبع والأرضين السبع كما علّمكم القرآن بذلك بآيةٍ فصيحةٍ وصريحةٍ وواضحةٍ ومُحكمةٍ بينةٍ. وقال الله تعالى:
    { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12) }
    صدق الله العظيم [الطلاق]

    ولسوف تجدون بأنّ { الْأَمْر } هو القرآن العظيم يتنزّل على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في الأرض الرتق الجامع للسماوات السبع بنجومها والأرضين السبع بأقمارها، ولأن أرضكم هي مركز الانفجار لذلك سوف تجدون الأراضين السبع هي من تحت هذه الأرض التي نعيش عليها والذي يتنزل فيها القرآن إلى محمد رسول الله في أم القرى؛ مركز المركز؛ محلّ بيت الله المعمور بالذكر الليلَ والنّهار في كل لحظةٍ وحينٍ لا يخلو من الذاكرين، وذلك هو بيت الله المعمور بالذكر؛ ذلك هو المسجد الحرام بيت الله المعظّم؛ قبلة العالم؛ بيت الله جعل مكانه في مركز المركز أي في مركز الكون يا حِمْيَر.

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.

    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    الكسف هو قِطَعٌ من الحجارة ساقطةٌ من كوكب العذاب على الكافرين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أولاً
    عليك أن تعلم يا بوش الأصغر وجميع الكفار بالقرآن العظيم الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد حذّر الكفار قبل أكثر من 1428 عام بأنهم إذا استمر التكذيب بالقرآن العظيم رسالة الله إلى الناس كافة فإنّ الله سوف يبعث على الكفار من العالمين بعذابٍ أليمٍ من كوكب العذاب فيمطر عليهم حجارةً من سجيلٍ منضودٍ مسومةً عند ربّك وما هي من الظالمين ببعيد! وكان ردّ الكفار أن دعوا الله وأخبرنا الله بردهم في القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    وكذلك تحدّونه أن يسقط عليهم كسف الحجارة من السماء وأخبرنا الله بردهم هذا في القرآن العظيم، وقال الله تعالى:
    {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا}صدق الله العظيم [الإسراء:92]، ومن ثمّ ردّ الله عليهم وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} صدق الله العظيم [سبأ:9].

    ومن ثم أكدَّ الله في القرآن العظيم بأنه سوف يسقط علي الكافرين كسف الحجارة مع الدخان المبين، وقال الله تعالى:
    {وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} صدق الله العظيم [الطور:44].

    وقد بيّن الله لنا بدعاء الكافرين على أنفسهم بأنّ الكسف هو قطع من الحجارة كما بينا ذلك من قبل في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    سـ 11- بوش الأصغر: وهل حدّد النّبيّ الأُميّ موعد العذاب الذي حذّر الناس مِنه كافة لئن كفروا بهذا القُرآن؟
    جـ 11- المهديّ المنتظَر: كلا لم يُحدّد مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعد العذاب كما أمره الله أن لا يُحدّد لهم متى سوف يأتي هذا العذاب الموعود للكافرين، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الجن].
    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولأن القرآن العظيم رسالة الله الشاملة لكافة العالمين وليس إلى قريةٍ واحدةٍ؛ بل إلى كافة قُرى أهل الأرض جميعاً ولذلك جعل الله له أمداً بعيداً، وأوشك أن ينتهي ذلك الأمد البعيد أفهم الغالبون؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ‌ أَفَلَا يَرَ‌وْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْ‌ضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَ‌افِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُ‌كُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُ‌ونَ ﴿٤٥﴾ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَ‌بِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأنتم لَهُ مُنكِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:50].

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].

    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    الله يخلق مايشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الله هو من يصطفي خليفته فلا يحق لعباده أن يصطفوا خليفته من دونه فليس هم من يقسِمون رحمة ربك. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا القرآن عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم [الزخرف:31-32].

    فانظر لرد الله على المحتقرين لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كونه كان راعي الأغنام وفقيراً فلا يملك المال فكيف يختاره الله؟ فلماذا لم يختَر رجلاً من القريتين عظيم في نظرهم كالوليد ابن المُغيرة أو الثقفي صاحب الطائف؟ فانظر لرد الله عليهم: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم.
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    لمّا قام عبد الله يدعو الله كافراً بعبادة الاصنام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين وبعد..
    أخي المُستشار، حين لا تفهم المعنى لكلمةٍ ما في القرآن العظيم فعليك أن تبحث عن معناها في مواضع أخرى في القرآن العظيم فتجعل بحثك شاملاً، ولو كانت في موضع آخر فليس ذلك قياساً لاستنباط حكم؛ بل لمعرفة المعنى الحقيقي للكلمة التي تجهل معناها، وعلى سبيل المثال قال الله تعالى:
    {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴿18﴾ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّـهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴿19﴾} صدق الله العظيم [ الجن ].

    والبيان الحقّ لهذه الآية؛ بأن كُفار قريش حين قام مُحمد رسول الله في المسجد الحرام يدعو الله وحده وكافراً بعبادة الأوثان التي نصبوها داخل البيت العتيق فيعبدونها من دون الله وحين رأوا مُحمداً -رسول الله صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم كافراً بعبادتها وقام في المسجد الحرام يدعو الله وحده أغضب ذلك كُفار قريش الحاضرين حين قام يدعو الله وحده فكادوا أن يكونوا عليه جميعاً فينقضّون عليه جميعاً ناهينه عن عبادة الله وحده فيقولون أجعل الآلهة إلهاً واحداً! المُهم أننا عرفنا أن معنى
    {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} أي كادوا أن يكونوا عليه جميعاً. فتبين لنا المعنى الحقّ لكلمة لُبداً أنه يقصد (جميعاً) وبقي السُلطان الواضح من القرآن لبُرهان المعنى الحقّ لكلمة {لِبَدًا} أنها جميعاً فآتيكم به من قصة الكفار الذين يُنفقون أموالهم جميعاً ضد الله ورسوله ثم تكون عليه حسرة عند ربّهم فيُغلبون، وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}صدق الله العظيم [الأنفال:36].

    كمثال الوليد ابن المغيرة الذي أنفق ماله كُله ليصدَّ عن سبيل الله فأنفق ماله جميعاً ثم غُلب وقتل ثم كان ماله الذي أنفقه جميعاً حسرة عليه عند ربه، وقال الله تعالى:
    {أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً (6)} صدق الله العظيم [البلد].

    بمعنى أنه أهلك ماله جميعاً لتجهيز جيش جرار ضد الله ورُسوله فيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ ثم يُغلب ثم يكون عليه مالُه حسرةً عند ربِّه الذي أنفقه جميعاً للصدِّ عن الحقّ.
    ومن خلال البحث فهمنا المعنى الحقّ لكلمة
    (لبَداً) التي وردت في القرآن مرتين في قول الله تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} أي أنفق ماله جميعاً لتجهيز الجيش ضد الله وأوليائه ثم يغلبه الله ثم يكون ماله عليه حسرةً عند ربه، وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} صدق الله العظيم، وكذلك وردت كلمة ( لبَداً ) في موضعٍ آخر في القرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴿18﴾ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّـهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴿19﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وها نحن خرجنا بنتيجةٍ بيِّنةٍ مؤكدة أن المعنى لقول الله تعالى:
    {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} أي أهلك ماله جميعاً، وكذلك نجدها هي نفس المعنى في قول الله تعالى {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} صدق الله العظيم، أي كادوا أن يكونوا عليه جميعاً.
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    دعوة محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لأهل الكتاب الى كتاب الله ليحكم بينهم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ذلك لأني أستنبط الحكم الحقّ بينهم من مُحكم كتاب الله القرآن العظيم الذي جعله الله المرجع الحقّ لكافة الذين فرّقوا دينهم شِيعاً من المُسلمين كما جعل الله القرآن العظيم هو المرجع الحق لكافة الذين فرّقوا دينهم شيعاً من أهل الكتاب من قبلهم تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

    ولذلك أمر الله نبيّه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يدعو الذين فرّقوا دينهم شيعاً من أهل الكتاب أن يدعوهم إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكمُ بينهم فيما كانوا فيه يختلفون من مُحكم القرآن العظيم فيكون ذلك برهان نبوّته بالحقّ وحقيقة هذا القرآن العظيم أنهُ حقاً تلقّاه من لدُن حكيمٍ عليمٍ ولكن فرق أهل النار المُعرضين عن الحقّ من ربهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمرآن:23].
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    صحابة رسول الله ..

    {وَبَشِّرِ‌ المخبِتِينَ ﴿٣٤﴾} [الحج]، وهم صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد:16]، وهم قوم في آخر الزمان وليسوا صحابة رسول الله.
    ___________________



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا معشر عُلماء الأمَّة، وتالله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتصدقوني بأني أنا المهديّ المنتظَر ما لم آتِكم بسلطانٍ مبينٍ وقد جعل الله سلطاني البيان الحقّ للقرآن وآية سلطاني للمسلمين كافة إن رأوني ألجمت عُلماء المسلمين على مختلف فرقهم ومذاهبهم عن بكرة أبيهم إلجاماً فذلك نصرٌ من الله عظيمٌ وإقامةُ الحجّة على كُلِّ مسلمٍ لم يتبعني ويعترف بشأني بعد أن أظهره الله على أمري في الإنترنت العالميّة أو سُلمت له نسخةٌ ورقيةّ ثم لا يبحث عن الحقيقة ويتولى ويقول: "إن آمن به علماءُ الأمَّة آمنّا وإن كفروا بأمره فهم الصادقون". فسوف يعلمون من الكذاب الأشر!

    وإني أنا المهديّ المنتظَر ولا أقول على الله غير الحقّ ولم أقل لكم بأني رسولٌ جئتكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل بالبيان الحقّ للقرآن المجيد من نفس القرآن ولا وحيٌ جديدٌ ولا كتابٌ جديدٌ؛ بل القرآن الذي أنتم به مؤمنون، ولكني أرى إيمانكم يأمركم أن تكفروا بالحقّ! فلبئس ما يأمركم به إيمانكم يا معشر المسلمين.
    وأذكركم بما يقوله الله لكم أنتم يا معشر المؤمنين في عصر الظهور في قوله تعالى:
    { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [الحديد:16].

    ويا قوم ما خطبكم قتلتم القرآن شر قتلة بأسباب النزول؟ والتي معظمها كذبٌ وافتراءٌ على المؤمنين الحقّ في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي قال الله عنهم المُخبتين وأمر رسوله أن يبشرهم، وقال تعالى:
    { وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (35)} صدق الله العظيم [الحج].

    وقال الله عنهم:
    { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } صدق الله العظيم [الأنفال:2].

    فهل هم صحابة رسول الله الحقّ الذين معه قلباً وقالباً؟ فنقول بلى، وقال الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [الفتح:29].

    فكيف تفترون عليهم يا معشر المفسرين؟ يا إمعات يا من تتبعون الأقاويل بغير تدبرٍ ولا تفكرٍ فأضللتم المسلمين عن الصراط المستقيم وحصرتم القرآن بأسباب النزول لجماعة ما وهو مطلق للأمم والناس أجمعين، وتتهمون صحابة رسول الله الحقّ بأن قلوبهم لم تخشع لذكر الله وما نزل من الحقّ وإنكم لكاذبون يا معشر المفترين يا من تقولون على الله ورسوله ما لا تعلمون فأطعتم أمر الشيطان أن تقولوا على الله ما لا تعلمون وعصيتم أمر الله الذي نهاكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون! فكيف تظنون بأن هذه الآية التالية نزلت في صحابة رسول الله الحق:
    { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [الحديد:16].

    بل والله العلي العظيم أنه يخاطبكم أنتم يا معشر المسلمين في عهد الظهور؛ أما آن لكم التصديق؟ ألم أعلن لكم عن نهاية الحياة الدنيا من قبل أن تدرك الشمس القمر فيتلوها الهلال ثم أدركته فتلاها الهلال ثم اجتمعت به هو هلال كراراً ومراراً ولم يحدث لكم ذكرى؟
    ويا معشر المسلمون هل تعلمون كم الأمد؟ إنه زمن أكثر من ألف عام وليس في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فطال عليكم الأمد فقست قلوبكم.

    ويا قوم إنها لتوجد في القرآن آياتُ مُخاطبةٍ ولا يقصد بها المؤمنين ولا الكافرين في عهد رسول الله على الإطلاق؛ بل يخاطب الله بها قوم في آخر الزمان، كمثال قوله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

    فبالله عليكم ما يدري رعاة الإبل بذلك بأن السماوات والأرض كانتا رتقاً كوكباً نيترونياً واحداً فتكونت نتيجة الانفجار الأعظم ثم استوى إلى السماء وهي دخان من بعد الانفجار الأعظم فقضاهن سبع سماوات، فكيف يخاطب قوماً كافرين لا يرون ذلك حقاً على الواقع الحقيقي؟ بل يخاطب كفار اليوم الذين يرون ذلك حقّ على الواقع الحقيقي ولأنهم يرون ذلك يقول الله لهم في آخر الآية:
    {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} فمن ذا الذي يقول أنه يخاطب كفار قريش بل يخاطبهم على قدر فهمهم وأكثر خبرتهم في الإبل، لذلك قال: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} صدق الله العظيم [الغاشية:17].

    فدعاهم إلى التفكر في الإبل وذكرها قبل أن يذكر السماوات والجبال والأرض وذلك لأن أكثر خبرتهم وعلمهم في الإبل ويخاطب القرآن الناس في كل زمانٍ ومكانٍ على قدر فهمهم وعلمهم وقد أحاط الله هذه الأمَّة من بين الأمم بالعلم في شتى المجالات، ولذلك المهديّ المنتظَر يخاطبهم بالعلم والمنطق ويبين لهم ماهي الساعة فلو جاء بيان الساعة لكفار قريش لما فهموا الخبر، وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} صدق الله العظيم [الجاثية:32].
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]


    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    اقتباس المشاركة : حبيبة الرحمن


    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - ربيع الثاني - 1439 هـ
    19 - 12 - 2017 مـ
    09:28 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )


    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=33535
    ______________


    زواجه من السيدة زينب بنت جحش بعد ان قضى زيد منها وطرا لتنفيذ امر الله له في الرؤية الحق


    وعلى كل حال ليست الرؤيا تأتي غالباً كما رآها النائم في نومه فمنها ما هي رؤى محكمةٌ ومنها ما هي تحتاج إلى تأويلٍ، وأما الرؤيا المحكمة التي لا تحتاج إلى تأويلٍ فهي تأتي متكررة في منامه بنفس مضمون الرؤيا، كمثل رؤيا محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان يرى أنه يتزوج زينب امرأة زيدٍ فعلم أنه إذا طلقها زيدٌ وانقضت عدتها فعليه أن ينفذ أمر الله الخصوصي له، فكان كلما شاهد رؤيا أن يتزوج زينب امرأة زيدٍ بن حارثة ففي صباح تلك الليلة يأتيه زيدٌ بن حارثة فيقول: "يا رسول الله إني أريد أن أطلق زوجتي"، ثم يقول له محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴿٣٦﴾وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧﴾مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].


    فكلما تكررت الرؤيا فيأتي زيدٌ إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وقال: "يا رسول الله إني أريد أن أطلق زوجتي"، ثم يكرر له القول عليه الصلاة والسلام: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ} صدق الله العظيم. وليست تلك موعظةً لزيدٍ كون الزواج بالتراضي وليس لنبيّ الله الحقّ أن يرغمه على بقائها في ذمّة زوجٍ، ولكن جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم أنه إذا طلق زيدٌ زوجته فهي أصبحت عليه أمر من الله مفروضٌ.


    فجاء زيدٌ ذات يومٍ وهو قد طلق زوجته ولم يطلب الإذن من النبيّ كما في كلّ مرةٍ فهنا وضع الله نبيّه أمام الأمر الواقع فقال له النبيّ: "فزوجتك لا تزال زوجتك فلا يجوز لك أن تخرجها من بيتك خروجاً نهائياً إلى بيت أهلها ولا يجوز لها أن تخرج خروجاً نهائيّاً إلى بيت أهلها كون تطبيق الطلاق بالفراق ليس من لحظة لفظ الطلاق؛ بل لا تزال زوجتك تروح وترجع إلى بيته كما كان من قبل لفظ الطلاق، فلا تزال زوجتك حتى انقضاء العدّة من يوم لفظ الطلاق، وأحصوا العدّة، فإن اتفقتما قبل انقضاء العدّة بطلت عدّة الطلاق ولا يحسب ذلك طلاقاً، وأما إذا انقضت عدّة الطلاق ولم تتراجعا فيتمّ تطبيق الطلاق شرعاً بالفراق فلا تعود للزوجٍ إلا بعقدٍ جديدٍ".


    ولكن النبيّ قد علم أن ذلك أمرٌ مقضيٌ فلا مفرّ من الزواج بها من بعد انقضاء عدّتها بالخروج النهائي إلى بيت أهلها، وكان النبيّ يخشى ألسنة المنافقين الحداد والذين في قلوبهم مرضٌ والمرجفون أن يقولوا: "شُغفَ بها حباً"، وحتى ولو قال: "بل أمرٌ من الله في رؤيا المنام"؛ بل سيقولون: "شُغفَ بها حباً وهي في ذمّة زوجٍ"، كذباً وافتراء على نبيّ الله، ولذلك كان يريد من الله أن لا يحقق هذه الرؤيا فكان يقول لزيدٍ في كل مرةٍ: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ} ولكن الله أولاً أراد أن يُكرم زينب بنت جحش أكرم نساء رسول الله من بعد خديجةٍ كون الله أمر رسوله بادئ الأمر أن يخطبها لزيدٍ ورفض أبوها وأمها كونها بنت شيخ بني مخزومٍ وقالوا: "لو خطبها محمدٌ رسول الله له لكانت بشرى لدينا سارة وأمّا أن يخطبها لزيدٍ وهو يعلم أنه من الموالي فلا". وكانت زينب تتسمع لما يدور بين أبيها وأمها ورسول رسولِ الله الذي بعثه لخطبتها، حتى إذا سمعت ردّ أبويها لرسول رسول الله فلما أراد أن ينصرف فتحجبت وخرجت فقالت لرسول رسول الله: "ارجع" بصوتٍ عالٍ، فرجع. فمن ثم التفتت إلى أبويها فقالت بصوتٍ غاضبٍ: "أتقولون لرسول رسول الله لا؟ فبعزّة ربي وجلاله..." وكررت في قسمها أنها لن تتزوج إلا زيداً حتى ولو كان رقيقاً؛ بل تقديراً لطلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكرمها الله وزوّجها للنبيّ بعد إذ قضى زيدٌ منها وطرًا، ومن تواضعَ لله رفعه. وكذلك حتى ينفي دعاءهم لزيدٍ ( ابن محمد )، وكذلك حتى لا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم، وتنزّل بيان الرؤيا التي كان يخفيها النبيّ في نفسه وأنه ليس قد شغف بها حباً بل أمرٌ من الله في رؤيا المنام. وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴿٣٦﴾وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧﴾مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].


    وبالنسبة لرؤياك فلكم غيرك شاهد إعلان وتسليم القيادة من علي عبد الله صالح من رؤيا المبشرات بتصديق المهديّ المنتظَر وهي تخصّ أصحابها وبالذات الذين هم في حيرةٍ من الأمر لئن أراد الله أن يعظ من يشاء منهم في منامه، فاتقِ الله حبيبي في الله علي حسن الدعبوش، فكما تبيّن لي في رؤياك أنك كنت موقناً في نفسك أنّ الزعيم علي عبد الله صالح حتماً سوف يُسلّم القيادة للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولم تشكّ في ذلك مثقال ذرةٍ، وأراد الله أن يزلزل يقينك والأنصار ثم يُحْكم الله آياته كيفما يشاء وإلى الله ترجع الأمور.


    وهذا بيانٌ لك موعظة وبيانٌ من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ذكرى للذاكرين كوني كنت أريد أن أردّ عليك بردٍ قصيرٍ جداً في الرسالة على الخاص ولم أدرِ إلا وقد صار بياناً طويلاً ومُفصّلاً رغم أنفي ولم أكن أنوي كتابة بيانٍ! ولله الأمر من قبل ومن بعد. فهل استطاع أن يغيّر قدر رؤيا أمر الله إلى نبيّه برغم أنّ النبيّ حاول أن يغيّر قدر الرؤيا علّها لا تتحقق؟ ومحاولة تغييرها وإنما ذلك خشية من كلام الناس ولكن الله أحقّ أن يخشاه ولا يبالي بكلام المرجفين والمنافقين من بعد تصديق رؤيا الأمر إليه من ربه، وتعلمون ذلك من خلال رد النبيّ على زيد بن حارثة الذي اتخذه النبي له ولداً، ولذلك كان النبي يقول لزيد:
    {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧﴾مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم، خشية من كلام الناس أن يسلقوه بألسنةٍ حدادٍ خصوصاً المرجفون.


    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    اخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=33538
    _______________
    انتهى الاقتباس من حبيبة الرحمن
    ــــــــــــــــــــــــ
    كل ابن آدم خطّاء ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ومن ثم نأتي لخطأ محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حين اتخذ قراراً من ذات نفسه أن يكون كمثل الملوك الذين يكون لهم أسرى في الحروب ولم ينتظر الفتوى من ربّه، فجاء جبريل عليه الصلاة والسلام بالفتوى الحقّ من ربّه، ويعلم نبيّه أنّه أخطأ خطأً كبيراً. وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ له أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدنيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( 67 ) لَوْلا كتابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(68)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    سبحان الله! ويقول الله تعالى بأنّ لولا رحمته التي كتب على نفسه لما جاء جبريل عليه السلام بالردّ بل لكان مسّهم من ربّهم عذاباً عظيماً، وقال:
    {لَوْلا كتابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} صدق الله العظيم، وهنا قد تبيّن لكم خطأ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اتخاذ القرار الخاطئ وحدث منه ذلك من بعد تكليفه بالرسالة فتاب وأناب وغفر الله له خطأ ظلمه وظلم صحابته لأنفسهم إنّه هو الغفور الرحيم.

    وعليه فقد أصبحت الآية التي يحاجُّني بها الصافي من المتشابهات ونقطة التشابه في كلمةٍ واحدةٍ في قول الله تعالى:
    {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، والتشابه حدث في كلمة وهي: {الظَّالِمِينَ}، فظنّ الشيعة أنه يقصد ظُلم الخطيئة، ولكنّ الله يقصد ظُلم الإشراك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}صدق الله العظيم [النساء:48].

    وأعلى درجات ظلم الإنسان لنفسه هو الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:13].

    وظُلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة، وذلك لأنّ المؤمن معرض للابتلاء فيخطئ ويظلم نفسه بظلم الخطيئة وليس بظلم الشرك لأنّه سوف يكون داعيةً للناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له فلا ينبغي أن يكون الداعية مشركاً لأنه سوف يدعو النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وظلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة لأنّ ظلم الخطيئة قد تحدث حتى بعد تكليف الرسول برسالة ربّه، أفلا ترون أنكم اتّبعتم المتشابه والذي يتناقض مع الآيات المحكمات هُنّ أمّ الكتاب؟ ولم يأمركم الله أن تتبعوا المتشابه الذي لا يعلم بتأويله إلا الله وحده ويُعَلِّم به من يشاء من عباده بل أمركم الله اتباع الآيات المحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب فتهتدون إلى صراط مستقيم، وذلك لأنّكم إذا اتّبعتم المتشابه فإنكم سوف تجدون ظاهره مخالفاً لآيات الكتاب المحكمات ثم تزيغون عن الحقّ فيضلكم المتشابه ضلالاً بعيداً. وقال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيات مُحْكَمَاتٌ هُنّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ متشابهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قلوبهم زيغٌ فَيتّبعون مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كلّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ}صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ويا أيّها الصافي، إنّي الإمام المهديّ بعهد الله وافٍ لا أشرك به شيئاً ولكنّني كنتُ كثير الخطايا والذنوب فأنبتُ إلى ربّي فوجدتُ ربّي غفوراً رحيماً، فاجتباني وهداني وعلّمني البيان للقرآن مُحكمه ومتشابهه، إلا والله الذي لا إله غيره لو اجتمع الأولون والآخرون الأحياء منهم والأموات أجمعون ليحاجُّوا الإمام المهديّ بالقرآن العظيم لجعلني الله المُهيّمن عليهم جميعاً بسُلطان العلم ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون، فهل أنتم مُهتدون؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو الشيعة وأهل السُّنة والجماعة؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    النبيّ الأميّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا أخي الضارب إنك تُحاجّني بالأخطاء اللغويّة وذلك من مُعجزات التصديق، وأضرب لك على ذلك مثلاً في محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول الله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:٤٨].

    فأصبحت الأميّة بُرهاناً للنبيّ الأميّ لدى عُلماء اليهود فعرفوا أنّه رسولٌ من ربّ العالمين؛ إذ كيف يأتي بهذا القرآن العظيم الذي يُعْلِمهم بحقائق ما في التّوراة والإنجيل ويُبيّن لهم الحقّ فيما كانوا فيه يختلفون برغم أنّه أمّيٌّ لا يقرأ قبله من كتابٍ؛ لا كتاب التّوراة ولا الإنجيل، ومن ثم يُبيّن كثيراً مما كانوا فيه يختلفون. فتبيّن لهم أنّه حقاً تلقّى القرآن من لدن حكيمٍ عليمٍ، فعرفوا أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم هو حقاً رسولٌ من ربّ العالمين كما يعرفون أبناءهم، ثم أنكر المُبطلون منهم فأنكروا الحقّ من بعد ما تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربِّهم فأعرضوا عن الحقّ كفاراً حسداً من عند أنفسهم، ولذلك قال:
    {إِذاً لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}[العنكبوت:48].

    وذلك لأنهم يشكّون بأنّ محمداً رسول الله هو الحقّ من ربِّهم لأنّه أمّيٌّ لم يقرأ في التّوراة ولا الإنجيل، فكيف يستطيع أن يأتي بهذا القرآن الذي يصُدّقُ ما بين أيديهم من التّوراة والإنجيل ويُبيّن لهم كثيراً مما كانوا فيه يختلفون! ولأنه أمّيٌ علموا أنه لا ينبغي لأميٍّ أن يأتي بهذا القرآن العظيم وعلموا أنّ القرآن حقًا تلقّاه من لدُنٍ حكيمٍ عليمٍ في أول الدّعوة المحمديّة؛ بل كان يقينهم بأنّه رسولٌ من ربّ العالمين أشدّ من يقين محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بادئ الأمر، وقال الله تعالى:
    {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚلَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وكذلك المهديّ المنتظَر الذي يوحي إليه الله بالبيان الحقّ من القرآن فيأتي بسلطان البيان من نفس القرآن فيُلجم علماء الأمّة بالحقّ مع أنّ جميع عُلماء المُسلمين لا يُخطئون في الإملاء والنحو والتجويد والغُنّة والقلقة؛ إذاً فكيف استطاع ناصر محمد اليماني أن يأتي بالبيان الحقّ للقرآن فيُلجِم جميع من حاوره من القرآن من عُلماء الأمّة! فلا يحاوره أحدٌ من علماء الأمّة إلا غلبه ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن مع أن جميع علماء الأمّة أعلم من ناصر محمد اليماني بالنحو والإملاء والتجويد والغنّة والقلقة ثم يغلبهم ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن، فكيف استطاع ناصر محمد اليماني أن يعلم البيان الحقّ للقرآن؟ ومن ثمّ تعلمون بأنّ ناصر محمد اليماني حقًا تلقّى البيان الحقّ للقرآن بوحي التّفهيم من ربّ العالمين،
    فأصبح جهلي في النحو والإملاء هو مُعجزة للتصديق وحُجّة لي وليست عليَّ أيها الضارب المُحترم.
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    تنزيل القرآن من الرحمن على قلب محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فمُعَلِمُه جبريل القوي الأمين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ولا أفرق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين، ثمّ أمّا بعد..

    إلى (مُحبِّ المهديّ) الباحث عن الحقيقة وإلى جميع المُسلمين، هل تعلمون بأنّ الله وعدكم بالبيان الحقّ للقرآن ونزّل القرآن على خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى:
    {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} صدق الله العظيم [القيامة:١٨].

    والقارئ هو جبريل عليه الصلاة والسلام إلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿٧﴾ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿٨﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    ومعنى قوله:
    {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ} أي وما يتكلم إلا بما كلمه به معلِّمُه جبريل عليه الصلاة والسلام لذلك قال: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾}، وشديد القوى هو جبريل، وهو من أعظم الملائكة في الحجم وبسطةً في العلم، وذلك لأنّ الملائكة ليسوا سواءً في الأحجام، وذلك لأنّهم ليسوا بالتناسل فيأتي الابنُ مثل أبيه؛ بل يخلقهم الله بكن فيكون كيف يشاء. وقال الله تعالى: {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِمَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم [فاطر:١].

    وإنّ جبريل عليه الصلاة والسلام من الملائكة العظام في الخليقة حتى إذا تنزَّل إلى محمدٍ رسول -الله صلّى الله عليه وآله وسلّم- يستوي بإذن الله إلى بشرٍ كما استوى حين ابتعثه الله إلى مريم ليُبشِّرَها بأنّها سوف تلد غلاماً بكن فيكون، فصدّقت بكلمات ربّها، وكذلك تمثل لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بشراً سوياً، ثم دنى من محمدٍ رسول الله صلّى عليه وآله وسلّم
    فكان قاب قوسين وهي: المسافة لحبل القوس الرابط بين القوسين المُتقابلين والمُنحنيَيْن، وذلك لأنّه يشدّ محمداً رسول الله إليه أثناء الوحي بادئ الرأي ولكن المسافة غير ثابتة بينهما أثناء الوحي كما يبدو لي في القرآن العظيم في دقة الخطاب. لذلك قال الله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ} وليس ذلك قولاً بالظنّ منه تعالى بقوله: {أَوْ أَدْنَىٰ}؛ بل من دقة القول الصدق منه تعالى يقول بأنَّ المسافة لم تكن ثابتة وذلك لأنّ جبريل كان يشدّه إليه ثم يلين له، وذلك لكي يركّز محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما سوف يقوله لهُ المرسل إليه وليعلم عظمة الأمر وأنّه القول الفصل وما هو بالهزل من ربّ العالمين. لذلك قال تعالى: {فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ}؛ أي أوحى الله سبحانه إلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما أوحاه جبريل إلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. ولكنَّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رأى جبريل نزلةً أخرى ولكن على هيئته ملكاً عظيماً وذلك عند سدرة المُنتهى ليلة الإسراء والمعراج، ورأى في تلك الليلة من آيات ربّه الكُبرى.

    إذاً المُعلم الشديد القوى هو (جبريل) عليه الصلاة والسلام الذي كان يُعلّم محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم القرآن، ولكنَّ المهديّ المنتظَر يُعلِّمُه البيان (اللهُ الذي خلقه) مُباشرةً بوحيّ التفهيم. لذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    فأمّا القرآن فعلّمه الله لجبريل ليُعلمه محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأمّا البيان فكان الله هو المُعلِّم به مُباشرة إلى المهديّ المنتظَر، وذلك هو التأويل الحقّ لقوله تعالى:
    {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}. وقال الله تعالى: {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

    والرحمن علم القرآن لجبريل ليُعلّمه لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك هو التأويل لقوله
    {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾}، وأما المهديّ المنتظَر صاحب علم الكتاب فهو الإنسان الذي علّمهُ اللهُ البيان الشامل للقرآن وأنّ الشمس والقمر بحسبان، فقد علّمناكم بالسَنّة الشّمسيّة في ذات الشمس وكذلك السَّنة القمريّة لذات القمر وفصّلنا ذلك من القرآن تفصيلاً.

    ومعنى قوله خلق الإنسان فذلك هو المهديّ المنتظَر حتى إذا جاء العمر المناسب له علّمه البيان الحقّ للقرآن ولم يخبِّئْه في سرداب السامري ثم أخرجه وعلّمه! وربّما يقول الجاهلون إنه يقصد بقوله: {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾} أي آدم عليه السلام، ونسي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿٦﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿٧﴾ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الإنفطار].

    ومن ثم نقول له إنّ الإنسان الذي خلقه الله وعلّمه البيان لم يكن قبل نزول القرآن بل بعد تنزيل القرآن، والقرآن لم يتنزّل على آدم بل على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويخصه قوله تعالى:
    {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾}، أي علمه لجبريل ليُعلمه لمحمدٍ رسول الله عليهما الصلاة والسلام، ثم من بعد ذلك وفي الوقت المناسب خلق الإنسان الذي يُعلمه الله البيان الحقّ للقرآن وذلك هو المقصود في قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} صدق الله العظيم، وذلك بعد أن يحيطكم الله ما شاء من علمه لترون آيات ربّكم على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقوله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٠٥].

    إذاً يا محب المهديّ، من كفر بالمهديّ المنتظَر الحقّ الذي يدعو النّاس لاتّباع الحقّ فقد كفر بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وهل تراني أخاطبكم بغير حديث الله في القرآن العظيم؟ إذاً من كفر بما أقول فقد كفر بالبيان الحقّ والذي لا آتيكم به بقول الظنّ والاجتهاد بل أستنبط البيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن فمن كذّبني كذّب بالقرآن ومن صدّقني صدّق القرآن، ولستّ أنت وحدك لا تكذِّب ولا تُصدِّق بل كثيرٌ من الذين اطّلعوا على أمري في أنفسهم ما في نفسك، فلستَ مُكذباً بشأني ولستَ مُصدقاً لأنّك لا توقن بآيات الله في أنّ الشمس أدركت القمر، وكذلك بالكوكب السابع من بعد الأرض والذي هو نفسه الكوكب العاشر بالنسبة للمجموعة الشّمسيّة والذي هو نفسه الثاني عشر بإضافة الشمس والقمر من الكواكب ذات الأهمية، وكذلك لا توقن بالأرض المفروشة باطن الأرض الأميّة جنّة الفتنة برغم أنّكم رأيتم بوّابات الأرض بالصورة تصديقاً للبيان الحقّ ثم لا توقنون! وبأيِّ حديثٍ بعده توقنون يا محب المهديّ؟ وكذلك لا تصدِّقون بجسد المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام أنّه في الأرض حتى إذا وقع القول أخرجه لكم حيّاً يمشي ويدعو النّاس لاتّباع الحقّ المهديّ المنتظَر ويكون من التابعين، وأما وقوع القول فهو بسبب عدم اليقين في قلوب النّاس بحقيقة ما نبيِّن لهم من حقائق آيات ربّهم على الواقع الحقيقي.

    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    حجم سدرة المنتهى حجاب الربّ هي أكبر من جنّة المأوى ..


    اقتباس المشاركة 96513 من موضوع ردّ الإمام على محب المهديّ: جبريل عليه الصلاة والسلام من الملائكة العظام في الخليقة..

    - 6 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 10 -1430 هـ
    01 - 10 - 2009 مـ
    03:29 صباحاً
    ــــــــــــــــــ


    { لَقَدْ رَ‌أَىٰ مِنْ آيَاتِ رَ‌بِّهِ الْكُبْرَ‌ىٰ }..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    وبالنسبة لحجم سدرة المُنتهى (حجاب الربّ)، فهي أكبر من جَنّة المأوى بإشارة قول الله تعالى: {وَلَقَدْ رَ‌آهُ نَزْلَةً أُخْرَ‌ىٰ ﴿١٣﴾ عِندَ سِدْرَ‌ةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    ونعلمُ ضخامة حجم السدرة من إشارة قول الله تعالى:
    {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه: فكم حجم جنة المأوى؟ وقال الله تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} صدق الله العظيم [الحديد:21].

    إذاً كيف تكون الجنة عند الشجرة ما لم تكن الشجرة هي أكبر من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض؟ ومن ثم تصوّر حجم الثمانية الملائكة الذين يحملون هذه الشجرة الكُبرى فهي أكبر ما خلق الله في الكتاب! فهل تذكر حديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حجم جبريل يوم رآه بالأفق المبين؟ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [رأيت جبريل عليه السلام في صورته التي خلق لها له ستمائة جناح قد سدّ الأفق] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    وكذلك تمّ الإذن لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُحدِّثكم عن حجم مَلَك واحد فقط من حملة العرش الثمانية لأنّ السّبعة الباقين بنفس وذات الحجم سوياً، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [أُذن لي أن أحدث عن ملك من الملائكة ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    فانظر قدر المسافة ما بين فقط شحمة أُذنه إلى كتفه
    [مسيرة سبعمائة سنة]! إذاً كم المسافة من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه؟ وقال الله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَ‌ةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾ مَا زَاغَ الْبَصَرُ‌ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾ لَقَدْ رَ‌أَىٰ مِنْ آيَاتِ رَ‌بِّهِ الْكُبْرَ‌ىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    دعوته - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الى كسرى عظيم فارس ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وأما حُسين باراك أوباما فربما أنه خيرٌ منك وعسى أن يهتدي إلى الحقّ إذا شاء الله، وأما بالنسبة لحُجتك علينا لمَّ نقول له فخامة الرئيس باراك أوباما؟ فأرد عليك برسالة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال عليه الصلاة والسلام: [مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسَ].

    فلم يحقّره محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال له:
    ((عَظِيمِ فَارِس)) تنفيذاً لأمر ربه في محكم كتابه: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} صدق الله العظيم [النحل:125]. أفلا ترى أنك لمن الجاهلين؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    أهل الطائف يؤذون محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، والرسول لايريد غير رضوان الله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل عمران:162].
    أفلا تعلم يا محمود المصري كيف تعبد الله؟
    وأفتيك بالحقّ إن عبادة الله هو أن تتّبع رضوانه وتُقلِع عمّا يسخطه، فانظر إلى أمر الله لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} صدق الله العظيم [طه:١٤].

    ثم انظر إلى هدف عبادة موسى في نفس ربِّه. وقال الله تعالى:
    {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ ﴿٨٣﴾ قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وقال الله تعالى:
    {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أحقّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:٦٢].

    وذلك لأنّ رضوان محمد رسول الله مُتعلق برضوان ربّه لأنه يدعو إلى رضوان الله ولذلك لم يقل والله ورسوله أحقّ أن يرضوهما بل قال يرضوه. وقال الله تعالى:
    {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أحقّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:٦٢].

    وذلك لأنّ هدف محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو رضوان ربّه، فانظر لدعاء رسول الله يوم رجمه بالحجارة الصبيان بالطائف. وقال عليه الصلاة والسلام:
    [اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على النّاس أنت ربّ المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحلّ علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

    وناجى ربّه وقال:
    [إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي]، وذلك لأنّ هدفه رضوان ربّه عليه ولذلك ناجى ربّه وقال: [أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى]، فانظر لهدف محمد رسول الله من عبادته لربّه وقال: [لك العتبى حتى ترضى].

    إذاً محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يدعو النّاس إلى اتّباع رضوان الله. وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٣١].

    حتى إذا اتّبعوا محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فبايعوه على نصرة الله تحقّق الهدف. وقال الله تعالى:
    {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} صدق الله العظيم [الفتح:١٨].
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    فاصبر لحكم ربّك ولا تكن كصاحب الحوت ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وأما التفضيل فقد قبلنا بيعتك محاولةً لتثبيتك على أن يكون المهديّ المنتظَر في عقيدتك أدنى درجة من نبيّ الله يونس وذلك لأنّ أرفع درجة في الأنبياء هو محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأدنى درجة في الأنبياء هو الذي نهى الله محمد عبده ورسوله أن يكون مثله. وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ ربّك وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ} صدق الله العظيم [القلم:٤٨].
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    التثبيت برحلة الإسراء والمعراج ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فمرّ على النار وشاهدها وشاهد من فيها ليلة الإسراء، وكذلك شاهد جنة ربِّه عند سدرة المُنتهى، وهُناك شاهد جبريل نزلةً أخرى بصورته الملائكيّة كما خلقه ربه لأنّه دائماً يشاهده بصورة إنسان؛ بشراً سوياً.. إلا ليلة أنْ وصلا إلى سِدرة المُنتهى تحوّل بقدرة ربه إلى صورته الملائكيّة، فشاهد محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّ الملك جبريل مخلوقٌ عظيمٌ، ثم خرّ جبريل ساجداً لربّه الله ربّ العالمين، فكان مُحمدٌ رسول الله ينظر إلى حجاب ربهِّ العظيم فإذا هو يرى نورَ وجه ربِّه يُشرق مُخترقاً الحجاب، فإذا ربّه يُرحب به من وراء الحجاب فكلّمه تكليماً ولم يشاهد ذاتَه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً.

    ألا والله لو تقدِّروا ربَّكم حق قدره فتكفروا برؤية الله جهرة لما استطاع المسيح الكذاب أن يفتنكم شيئاً، لأنه سوف يكلِّمكم مواجهة وأنتم ترونه، أفلا تتقون؟ ألم يضرب الله لكم على ذلك مثلاً (لعلكم تعقلون) أنّه لا يتحمل رؤية الله أي شيءٍ مهما كان عظيماً فهو ليس أعظم من ذات ربه، ولذلك لن يتحمل رؤيته أي شيءٍ من خلقه جميعاً إلا شيء مثله، وليس كمثله شيء من خلقه جميعاً. ولذلك قال الله تعالى لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام:
    {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    بسم الله الرحمن الرحيم
    ومن ثم نأتي إلى خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعد أن وجده الله ضالاً باحثاً عن الحقّ لا يعلم أيُّهُم على الحقّ فيتبعه، هل قومه أم النصارى أم اليهود؟ وكان يعتزل الناس في الغار يتفكر ويريد من الله أن يهديه إلى الحقّ ولم يكن على ضلالٍ لأنه لم يعبد الأصنام ولم يعتنق النصرانية ولا اليهودية ولكنه كان ضالاً عن الطريق الحقّ وهو لا يريد غير الحقّ ثم هداه الله إلى الحق. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى}[الضحى:7]، واصطفاه الله وهداه إلى الحقّ وأوحى إليه بالحقِّ عن طريق جبريل عليه الصلاة والسلام وبعثه الله إلى الناس رسولاً وكان يدعوهم إلى الحقّ ولكنه كان يعتقد أنّه لا يمكن أن يشكّ في الحقّ بعد إذ هداه الله إليه وأراد الله أن يُعلِّمه درساً في العقيدة في علم الهُدى.

    وقال له قومه: "إنما اعتراك أحد آلهتنا بسوء بمسّ شيطانٍ وهو الذي يوحي إليك ذلك"، فشكَّ محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إنّ الذي يُكلمه لعله يكون من الشياطين ولم يُبدِ ذلك الشكّ لأحدٍ وهو أمّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، وذلك لأن قومه قالوا له: "إن الذي يُكلمك شيطانٌ وليس ملكاً" بسبب إعراضه عن آلهتهم ولذلك رد الله عليهم مع التحذير لنبيه بقوله تعالى:
    {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ولكن محمداً رسول الله أصبح مثله كمثل إبراهيم يُريد أن يطمئن قلبه، وقال تعالى:
    {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحقّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [يونس:94].

    ولكن محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لم يسأل الذين أوتوا الكتاب بل أناب إلى الله ويريد أن يعلم علم اليقين أنّه على الحقّ المُبين، ومن ثم أرسل الله له جبريل عليه الصلاة والسلام بدعوة له من ربِّه ليريه بعين اليقين النار ومن فيها من الذين كذبوا بالحقِّ من ربهم من الأمم الأولى ويريه الجنة ومن فيها من المُتقين وأراه الله من آياته الكُبرى ليطمئن قلبه أنه على الحقّ المبين، وقال الله تعالى:
    {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} صدق الله العظيم [النجم:18].

    إذاً حكَّم الله آياته لنبيِّه وأراه من آيات ربّه الكُبرى ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المُنتهى فطهَّر الله قلبه من الشكِّ تطهيراً، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نبيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}صدق الله العظيم [الحج:52].
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    الإسراء والمعراج وفرض الصلاة ..

    وإليكم الجواب على السؤال الأول وأهم الأسئلة أجمعين حول مواقيت الصلاة الخمس عمود الدين :

    عليك أن تعلم أيّها السائل بأنّ أمر الصلاة تلقّاهُ مُحمد رسول الله مُباشرةً بالتكليم من وراء الحجاب ليلة الإسراء إلى المسجد الأقصى والمعراج إلى سدرة المُنتهى ليُريه الله من آياته الكُبرى بعين اليقين بالعلم لا بالحُلم، وكذلك مرَّ بأصحاب النار الذين يدخلونها بغير حساب قبل يوم الحساب من شياطين الجنّ والإنس، وكذلك الذين تأخذهم العزّة بالإثم بعد ما استيقن الحقّ أنفسهم فأعرضوا عنه وهم يعلمون إنّه الحقّ من ربِّهم، أولئك يدخلون النار بغير حساب قبل يوم الحساب ويوم الحساب يُدخلون أشدَّ العذاب.

    وقد مرّ مُحمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأصحاب النار في طريقه ليلة الإسراء بجسده وروحه فشاهد أصحاب النار بعين اليقين عِلماً وليس حُلماً؛ بل أُسري به بقدرة الله الواحد القهار. تصديقاً لقول الله تعالى في كتابه القُرآن العظيم:
    {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿95﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وكان ذلك برغم المسافة العُظمى بين الثرى وسدرة المُنتهى والتي جعلها الله مُنتهى المعراج للمخلوق وما بعدها الخالق، وتلك الشجرة المُباركة لا شرقيّة ولا غربيّة نظراً لأنّها تُحيط بعرش الملكوت كُلّه شرقاً وغرباً، ولو كانت شرقيّة لعلمنا أنّها صغيرةُ الحجم، نظراً لتواجدها في مكان بناحية الشرق، ولو كانت غربيّة لرأينا الأمر كذلك، وبرغم جهة المشارق وجهة المغارب فلو كانت صغيرة لكانت إمّا شرقيّة وإما غربيّة، ولكنّنا وجدناها في القُرآن بأنّها ليست شرقيّةً وليست غربيّةً، ومن ثم بحثنا عن هذا الشجرة المُباركة وعن سرّها وموقعها فوجدناها هي العرش الأعظم والمُحيط بالسماوات والأرض؛ بل وتحيط بالجنة التي عرضها كعرض السموات والأرض.

    وقد يودّ سائلٌ أن يقول: "إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فكم الطول؟". ومن ثُمّ نقول ليس للكرة طول بل عرض، والكون كرة وتحيط به أربعة عشر كرة وهُنّ السماوات السبع والجنة التي عرضها السموات والأرض، وكُلّ سماءٍ أوسع حجماً من التي قبلها؛ بمعنى أنّ السماء الدُنيا هي أصغر السماوات السبع، وهي الطبق الأول فتأتي من بعدها طبق السماء الثانية وهي الدور الثاني، فتكون أكبر حجماً من الأولى، وكُلّ بناء سماءٍ يحيط بالرقم الأدنى منه إلى أكبر السماوات وهي الرقم سبعة أوسعهن حجماً، وتُحيط السماء السابعة بالسماوات الست جميعاً وهي أوسعهن حجماً، وذلك معنى قوله تعالى:
    {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴿47﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    بمعنى أنّ كُلّ سماء تُحيط بالأدنى منها، فالسماء الأولى تُحيط بها السماء الثانية لأنها أوسع منها حجماً، وكلما ارتفعت في السماوات تجد بنائهنّ أوسع فأوسع إلى السماء السابعة، ومن ثُمّ يأتي من بعد ذلك كُرة الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض إلى الأرض الأُمّ مركز الانفجار الكوني، ومن ثُمّ يأتي من بعد ذلك الشجرة المُباركة والتي تُحيط بما خلق الله أجمعين ومنتهى ما خلقه الله ومنتهى حدود الملكوت الشامل فتحيط بما قد خلق وهي تُحيط بالخلائق، وأعلى منها الخالق يغشى السدرة ما يغشى من نور وجهه تعالى؛ بل هي علم كبير يُعرف بها موقع الجنة التي هي أقرب شيء إليها.

    وبما أنّنا نعلم بأنّ الجنة عرضها كعرض السماء والأرض ولكنّنا نجد بأنّ سدرة المُنتهى أعظمُ حجماً من الجنة التي تُحيط بالسماوات والأرض. وقد وصف الله لكم حجمها في القُرآن العظيم لمن يتدبّر ويتفكّر. وقال الله تعالى:
    {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    فإن سألني أحدكم عن بيت فلانٍ فقلت لهُ: الجبل الفُلاني عند بيت فُلان الذي تسأل عنه لقاطعني قائلاً: كيف تجعل الجبل وهو الأكبر علامة للبيت وهو الأصغر!! بل قُل: بيتُ فُلان عند الجبل الفُلاني. فأقول له: صدقت وصدق الله العظيم وقال:
    {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ} وذلك لأنّ السدرة أكبر حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض، أم تظنونها شجرةً صغيرةً؟ فكيف تكون الجنة عندها وأنتم تعلمون بأنّ الجنة عرضها السموات والأرض أفلا تتفكرون؟ بل هي من آيات ربه الكُبرى التي رآها مُحمدٌ رسول الله في مُنتهى موقع المعراج فتلقّى الكلمات من ربه من ورائها. تصديقاً لقول الله تعالى:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    وهل تظنون الله كلّم موسى تكليماً في البقعة المُباركة جهرةً؟ بل من الشجرة المباركة وقرّبه الله نجيّاً وموسى عليه الصلاة والسلام في الأرض. وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    ولربما يستغل الضالون هذه الآية فيُأَوِّلونها بالباطل، فأما قوله تعالى في شطر الآية الأول فيتكلم عن موقع موسى بأنّ موقعه في البقعة المُباركة من شاطئ الوادي الأيمن، وأما موقع الصوت فهو من الشجرة لذلك قال الله تعالى بأنّه كلم موسى من الشجرة، وقال سبحانه:
    {نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وأما النار فالحكمة منها إحضار موسى إلى البقعة المُباركة، وهي في الحقيقة نور وليست نار وإنّما حسب ظنّ موسى بأنّها ناراً ولكنّهُ حين جاءها فلم يجدها ناراً بل نورٌ آتٍ من سدرة المُنتهى، ولكن لم يرَ موسى بأنّ هذا الضوء آتٍ من السماء؛ بل كان يراه جاثماً على الأرض، فأدهش ذلك موسى عليه الصلاة والسلام ومن ثُمّ وضع رجله على ذلك الضوء الجاثم على الأرض فلم يشعر له بحرارة مُستغرباً من هذا الضوء الجاثم على الأرض، فإذا بالصوت يُرحب به من الشجرة؛ سدرة المُنتهى:
    {نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿8﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فأما الذي بورك فهو موسى بعد دخوله دائرة النور التي ظنّها ناراً، ومن ثُمّ رأى بأنّ النور في الحقيقة مُبعث من السماء فرفع رأسه ناظراً لنور ربه المُنبعث من سدرة المُنتهى ومن ثُمّ عرّف الله لموسى بأنّ هذا النور مُنبعث من نور وجهه سُبحانه لذلك، قال الله تعالى:
    {يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿9﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وذلك لأنّ الله نور السماوات والأرض ومن لم يجعل الله لهُ نوراً فما لهُ من نور، ولا يزال لدينا الكثير من البُرهان لتأويل الحقّ لهذه الآية والذي يُريد أن يستغلها المسيح الدجال
    فترون ناراً سحرية لا أساس لها من الصحة، ثم ترونه إنساناً في وسطها فيكلمكم، وخسِئ عدو الله ولأنّه يقول بأنّه أنزل هذا القُرآن سوف يعمُد إلى هذه الآية وقد روّج لها أوليائِه تأويلاً بالباطل للتمهيد له ولكنّنا نعلم بأنّ الله ليس كمثله شيء، فلا يُشبه الإنسان وليس كمثله شيء من خلقه في السماوات ولا في الأرض. وهيهات هيهات لما يمكرون.

    وليس الله هو النور بل النور ينبعث من وجهه تعالى علواً كبيراً. وقال سُبحانه وتعالى:
    {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فلا تفكّروا في ذاته! فكيف تتفكرون في شيء ليس كمثله شيء؟ وتعرّفوا على عظمة الله من خلال آياته بين أيديكم ومن فوقكم ومن تحتكم وتفكّروا في خلق السماوات والأرض، ومن ثُمّ لا تجدون في أنفسكم إلّا التعظيم للخالق العظيم وأعينكم تسيلُ من الدمع مما عرفتم من عظمة الحقّ سُبحانه ومن ثم تقولون:
    {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ} صدق الله العظيم [آل عمران:191].

    وأجبرني على بيان ذلك بُرهان حقيقة المعراج لمُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من الثرى إلى سدرة المنتهى بالجسد والروح لكي يرى من آيات ربه الكُبرى بعين اليقين ثم يتلقى الوحي مُباشرةً من ربّ العالمين في فرض الصلوات الخمس التي جعلهُنّ الله الصلة بين العبد والمعبود، من أقامهُنّ أقام الدين ومن هدمهُنّ هدم الدين، فانظروا لجواب أهل النار على المؤمنين السائلين عن سبب دخولهم النار:
    {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿42﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿43﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    وقد يقول أحد المُسلمين من الذين لا يُصلّون: "إنما تخص هذه الآية الكفار" ومن ثُمّ نقول لهُ: إذا لم تُصلِّ فأنت منهم، والعهد الذي بيننا وبينهم ترك الصلاة فإذا لم يسجد جبينك لربك فأنت مُتكبر بغير الحقّ وعصيت أمر ربك وأطعت أمر الشيطان في عدم السجود لله ربّ العالمين يوم يُدعَون وأولياءهم إلى السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يدعون للسجود لله في الدنيا وهم سالمون.


    وأما مواقيت الصلوات الخمس فقد جاء ذلك في القُرآن العظيم بأنّ ثلاث من الصلوات الخمس جعل الله ميقاتهُنّ في زُلفة من الليل، في أوله وآخره. ومعنى الزُلفة أي: ميقاتٌ قريبٌ من أول النهار وآخره. وأما اثنتين فجعلهُنّ الله في النهار فتكونا في طرفي نهار العشي. ونهار العشي من الظُهر وينتهي بغروب الشمس، وقال الله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [ص].

    فمن خلال هذه الآية نفهم بأن نهار العشي طرفه الأول حين تكون الشمس بمنتصف السماء وطرفه الآخر عند الغروب. فينتهي وقت صلاة العصر بتواري الشمس وراء الحجاب، فيدخل ميقات صلاة المغرب فيستمر إلى غسق الليل فيدخل ميقات صلاة العشاء. وقال الله تعالى:
    {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].

    فأما طرفي النهار فهو يتكلم عن نهار العشي، وطرفيه هم الظهر في طرف نهار العشي الأول فيكون عند وقت صلاة الظُهر والطرف الآخر في وقت صلاة العصر إلى الغروب وتواري الشمس بالحجاب. وأما زُلفاً من الليل فقد بيّنا بأنّ الزُلفة أي الوقت القريب من النهار، سواء في قطع من أول الليل وهو وقت صلاة المغرب والعشاء، أو قطعاً من آخر الليل وهو وقت صلاة الفجر ويمتد ميقاتها إلى لحظة طلوع الشمس.

    ولربما يودّ ابن عُمر أو غيره أن يقول: "مهلاً، إنّما يقصد طرفي النهار أي الفجر والمغرب فكيف تجعل طرف النهار وسطه؟". ومن ثُمّ نقول له: اعلم بأنّ النهار يتكون من نهار الغدو وهو من طلوع الشمس إلى المُنتصف والانكسار فيدخل نهار العشي، وأطراف نهار الغدو والعشي تحتويهما بالضبط صلاة الظهر، وقال الله تعالى:
    {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿130﴾} صدق الله العظيم [طه].

    فأما قوله تعالى:
    {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة الفجر وينتهي ميقاتها بطلوع الشمس، وميقاتها من الدلوك إلى الشروق بطلوع الشمس.

    وأما قوله تعالى:
    {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة العصر، وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب.

    وأما قوله تعالى:
    {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} صدق الله العظيم، وهو أوانه الأول ويبتدأ من الشفق بعد الغروب إلى الغسق؛ وذلك ميقات صلاة المغرب والعشاء وهُنّ قريبات من بعض، فصلاة المغرب منذ أن تتوارى الشمس في الحجاب إلى إقبال الغسق فيدخل ميقات صلاة العشاء، وذلك هو آناء الليل ويقصد أوانه الأول من الشفق إلى الغسق.

    وأما قوله تعالى:
    {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} صدق الله العظيم، وهو مُلتقى أطراف نهار الغدو ونهار العشي، ومجمعهما في ميقات صلاة الظهر، ولا أظن أحداً الآن سوف يقاطعني ليقول: "بل معنى قوله وأطراف النهار أي طرفه من الفجر وطرفه الآخر هو العصر"، فنقول: ولكنّك كررت صلوات وأضعت أُخر! فتدبر الآية جيداً تجد بأنه ذكر ميقات صلاة الفجر وكذلك ميقات صلاة العصر، فكيف تظن قوله: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} بأنّه يقصد صلاة الفجر والعصر وهو قد ذكرهم بقوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}، إذاً ليس لك الآن إلّا أن تتيقّن بأنه حقّاً ميقات صلاة الظهر تكون في مجمع أطراف النهار، ومجمع أطراف نهار الغدوة ونهار الروحة يحتويهما وقت صلاة الظهر.

    ومن ثم نأتيكم بآية من القرآن العظيم تؤكد ما سلف ذكره بأنّ الصلوات خمس وليست ثلاث. وقال الله تعالى:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وإلى التأويل المُطابق بالحقّ مع الآيات التي ذكرناها من قبل:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وإنّما الحين هو الوقت المُحدد للتسبيح في الصلوات. لذلك يقول: {حِينَ}، وأما التسبيح المُطلق فهو في النوافل والذكر، وهي في أي وقت من الأوقات، كمثال قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿7﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

    وأما إذا تم التحديد بقوله:
    {حِينَ} فذلك تحديد الوقت، وذلك الوقت قد أصبح معلوم للتسبيح لله في الفرض، تصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} صدق الله العظيم [النساء:103].

    يكون وقت صلاة مفروضة بلا شكّ أو ريب نظراً لتحديد وقت التسبيح، ويقصد بذلك التسبيح لله في صلاة مفروضة؛ ألستم إذا ركعتم تُسبحون وتحمدون وإذا سجدتم تُسبحون وتحمدون؟ وقال الله تعالى:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وإلى التأويل:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} وذلك تحديد الوقت للتسبيح من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق؛ وذلك هو حين تمسون وهو أول الليل، ويقصد بذلك وقت صلاة المغرب من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق وهو دخول ميقات صلاة العشاء؛ فذلك هو المعنى لقول حين تمسون، وهو زُلفاً من أول الليل وذلك الذكر والتسبيح في صلاة المغرب والعشاء.

    وأما قوله تعالى:
    {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} وذلك الوقت المعلوم للذكر والتسبيح في صلاة الفجر.

    وأما قوله تعالى:
    {وَعَشِيًّا} وذلك الوقت المعلوم لصلاة العصر، وجاء مُطابقاً لما سبق ذكره وبيانه وبرهانه في أول الخطاب هذا بأن العشي هو العصر.

    وأما قوله تعالى:
    {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} وذلك هو الوقت المعلوم لصلاة الظُهر.

    وجادلهم يا (حلمي 333) ولسوف نزيدك من العلوم ما تلجم به الممترين إلجاماً، ولو إنّي أراك تقول: "لست مُكذباً ولست مُصدقاً" ولكنّي أراك مُصدقاً وأرجو من الله أن يزيدك نوراً ويشرح صدرك ويريك الحقّ حقاً ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه.


    ونأتي الآن لذكر الصلاة الوسطى؛
    ويقصد بأنّها وسطى من ناحية وقتيّة ولا يقصد وسطى من ناحية عددية، وقال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهذا أمر إلهي بالحفاظ على الخمس الصلوات وهُنّ: الفجر و الظُهر و العصر و المغرب و العشاء. ومن ثُمّ كرر التنويه بالحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لميقاتها الصعب، ومن ثُمّ أمرنا أن نقوم فيها بدعاء القنوت لله ولا ندعو سواه ولا ندعو مع الله أحداً، وكذلك هذه الصلاة مشهودة من قبل المعقبات والدوريات الملائكية وتلك هي صلاة الفجر.

    وصلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، ودخول ميقاتها هو الوحيد المعلوم في القُرآن بمنتهى الدقّة للجاهل والعالم وذلك في قوله تعالى:
    {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} صدق الله العظيم [البقرة:187]؛ فميقاتها بالوسط بين الليل والنهار، وتلك لحظة الإمساك، والأذان للفجر والإمساك معاً ومن ثم يتمّون الصيام إلى الليل وهو ميقات صلاة المغرب.


    ومن ثم يأتي ذكر الصلوات الخمس مع التنويه والتوضيح أيّهنّ الصلاة الوسطى وذلك في قوله تعالى:
    {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وهذه الآية تحتوي على الصلوات الخمس مع تكرار التنويه للحفاظ على الصلاة الوسطى مع التوضيح أيهنّ من الصلوات، وقال الله تعالى:
    {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فقد بيّن لنا أيهنّ بإشارة دعاء القنوت فيها وتلك هي الصلاة الوسطى، ومن ثم تأتي آية أُخرى لتوضيح أكثر للصلاة الوسطى بعد أن ذكر الوقت الشامل لصلوات الخمس في قوله تعالى:
    {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فهذه الآية ذكرت جميع الصلوات الخمس بدءًا من دلوك الشمس بالأرض من ناحية المشرق فتبين لنا الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر فهل كان ذلك إلّا بسبب دلوك الشمس من المشرق، وذلك ميقات صلاة الفجر أول ما يقوم النائم المصلي لأدائها فيستمر في أداء الصلوات الخمس من أولهُنّ عند دلوك الشمس فيبيّن لنا دلوك الشمس ظهور الخيط الأبيض بالمشرق إلى غسق الليل وهي آخر الصلوات وتلك هي صلاة العشاء، ومن ثُمّ يأتي التنويه للقيام والحفاظ على الصلاة الوسطى، وذلك قوله تعالى:
    {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم. إذاً صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ﴿1﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿2﴾} صدق الله العظيم [الليل].

    وذلك الليل يغشى النهار من جهة الفجر فيكور الليل على النهار من ميقات صلاة الفجر يولج الليل في النهار يطلبه حثيثاً. إذاً أقسم الله بوقتٍ واحدٍ وهو ميقات صلاة الفجر، وكذلك قول الله تعالى:
    {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وكذلك أقسم بوقت صلاة الفجر، فمعنى قوله:
    {عَسْعَسَ} أي: أدبر وانجلى وتنفس الصُبح.

    ولربما يُريد أحدكم أن يُجادلني فيقول: "بل أقسم بوقتين وهما المغرب بقوله عسعس، والفجر بقوله تنفس"، ومن ثُمّ أرد عليه فأقول: ولكني لا أفسّر القرآن بالظنّ مثلك؛ بل أقول إنّهُ أقسم في هذه الآية بوقتٍ واحدٍ وهو وقت صلاة الفجر. وتعال لأعلمك بالبُرهان الأوضح لهذه الآية، وقال الله تعالى:
    {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿33﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿34﴾} صدق الله العظيم [المدثر]. فهل ترى البيان واضحاً وجليّاً بأنّهُ وقت واحد وليس وقتين؟ والليل إذا أدبر أي ولّى، والصٌبح إذا أسفر أي ظهر. وجاء هذا القسم ليُبين قسم آخر وهو: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وقد علمناكم بأنّ معنى عسعس أي: أدبر، والصبح إذا تنفس أي: ظهر، وتلك هي الصلاة الوسطى لو كُنتم تعلمون وهي صلاة الفجر، ولكنّكم حسبتموها من ناحية عدديّة بأنّها العصر، والقرآن حسبها من ناحية وقتية بأنّها الفجر، وذلك لأنّ ميقاته يكون في الخيط الأبيض؛ والخيط الأبيض هو خطٌ وسطٌ بين الليل والنهار، وذلك لأنّ ظهوره عند تنفس النهار وإدبار الليل فهو في الوسط لذلك يسميه القُرآن الصلاة الوسطى. ولو كنتم تخشون أن تقولوا على الله ما لا تعلمون لرجعتم إلى القرآن ولن يترك الله لكم الحُجة، فسوف تجدون القرآن يوضّحها لكم في موقع آخر في نفس الموضوع، فقد ذكر الصلاة الوسطى في آيةٍ مُبهمةٍ فيها الصلاة الوسطى، ولكنهُ جعل لها إشارةً بأنّها تلك الصلاة التي علّمكم رسول الله أن تقنتوا فيها نظراً لأنها في أول النهار وقبل بدء النشور في الأعمال وإنّ عليكم أن تقوموا فيها لله قانتين بالدعاء بعد الركوع الأخير. وقال الله تعالى:
    {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثُمّ بيّنها الله لكم في آية أُخرى وإنّها التي يُجهر فيها بالقرآن، وقال الله تعالى:
    {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فتلقيتم نفس الأمر في قوله تعالى:
    {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    بمعنى أن تحافظوا على الصلوات الخمس، ثُمّ نوّه على الحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لأنها في ميقاتٍ صعبٍ؛ طرف السُبات الأخير عند بزوغ الفجر يؤذن المؤذن وعندها تمسكون عن الطعام وعن الشراب في شهر رمضان. ولكن للأسف جعلوا الدلوك هو الاختفاء وكأنّ صلاة المغرب هي الأولى! بل الدلوك هو اقتراب النهار ويتبيّن لك ظهوره بخيطه الأبيض إلى جانب الأرض من الشرق. فهل أنتم مؤمنون ومتّبِعون الهادي إلى الصراط ـــــــــــــــ المستقيم؟

    إمام الأُمّة من يكشفُ به الله الغمّة ويوحد به الأُمّة، والناصر لمُحمد رسول الله والقرآن العظيم، والذي جعل الله اسمه مواطئاً لاسم مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك حتى يوافق الاسم الخبر وعنوان الأمر للمهديّ المُنتظَر الإمام؛ ناصر مُحمد اليماني.

    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    ونأتي الآن لنفي عذاب القبر في حفرة السوءة، فهلمُّوا يا معشر علماء السُّنة أشدَّ النّاس عقيدةً بأن العذاب من بعد الموت يكون في القبر وبهذه العقيدة أنكروا حقيقة الإسراء والمعراج وذلك لأن محمد رسول الله وجد الكفار المجرمين في نار جهنم يتعذبون جميعاً وليس أشتاتاً في قبورهم، وكذلك جعلتم للكفار عليكم سلطاناً بهذه العقيدة التي ما أنزل الله بها من سلطان بأن العذاب من بعد الموت في القبر حفرة السوءة فهلمُّوا لننظر الفتوى الحقّ من القرآن العظيم..
    ____________________


    إلى الضارب وإلى جميع علماء المُسلمين..
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السلام علينا وعلى جميع المُسلمين التابعين للحقِّ إلى يوم الدين ولا أفرق بين أحد من رسُل الله وأنا من المُسلمين، وبعد..

    ويا معشر علماء المُسلمين، إنّي أدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ حقيقٌ لا أقول على الله بالبيان للقرآن غير الحقّ وأصدّقُ بالحقّ وأكذِّب الباطل المُخالف للحقّ، وأشهد لله شهادة الحقّ اليقين بأنّ عقيدتكم في عذاب القبر غير الحُكم في كتاب الله وتُخالف له؛ عقيدتكم الموضوعة بمكرٍ من الطاغوت وأوليائه وذلك حتى يصدّوا عن الإيمان بالعذاب من بعد الموت! ولكنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم أشهد بالعذاب لمن يشاء الله من الكفار من بعد الموت مُباشرةً فيُدخله الله نار جهنم وساءت مصيراً، ولكن بالروح فقط والروح من أمر ربّي ولا تحيطون بها علماً. وقد أخبركم مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأنّه مرّ على أهل النار بطريق معراجه فشهدهم في النار يتعذبون في كوكب النار دون السماء وفوق الأرض ومن ثمّ واصل المعراج هو وأخيه جبريل عليهما الصلاة والسلام حتى وصلا سدرة المُنتهى للمعراج فوجد عندها جنة المأوى والسابقون فيها.

    إذاً يا معشر علماء الأمّة لقد أصدق الله نبيَّه بالحق على أن يُريّه النار التي وعد بها الكفار بعين اليقين، وكذلك يُريَّة الجنّة التي وعد بها الأبرار بعين اليقين من قبل مماته عليه الصلاة والسلام، وعده الله أن يُريَه من آيات ربه الكُبرى ومنها النار التي وعد بها الفُجّار والجنّة التي وعد بها الأبرار.

    وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أشهد بأنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أُسري به بالروح والجسد من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم إلى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى عند مليك مُقتدر وذلك الحدث الجلل العظيم جاء تصديقاً لوعد الله لنبيه عليه الصلاة والسلام في قول الله تعالى:
    {وَإِنَّا عَلَىٰ أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:٩٥].
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    وأنذر عشيرتك الأقـــــربين ..

    وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

    [يا فاطمة بنت محمد اعملي فان محمداً لا يغني عنك من الله شيئاً، يا عباس عم محمد اعمل فان محمداً لا يغني عنك من الله شيئاً، يا بني هاشم لا يأتي النّاس يوم القيامة بأعمالهم، وتأتوني أنتم بأنسابكم وأحسابكم، فاعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً]


    وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

    [يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئاً]


    وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

    [يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئاً يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئاً يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً يا فاطمة بنت رسول الله سليني بما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً]


    صدق محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فليس له من الأمر شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى:

    {لِيَقْطَعَ طَرَ‌فًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ ﴿١٢٧﴾ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ‌ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يعذبهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٢٨﴾ وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرض يَغْفِرُ‌ لِمَن يَشَاءُ وَيعذب مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿١٢٩﴾}

    صدق الله العظيم [آل عمران]

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    ________________



    إنا أعطيناك الكوثر؛ فاطمة الــــزهراء ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا أيها المدكر السائل عن الكوثر، فصدِّقْ الشيعة الاثني عشر في فتوى الكوثر، فإن الكوثر ليس بنهرٍ ولا بحرٍ في يوم الحشر. وإليك بيان المهديّ المنتظَر بالبيان المختصر لسورة الكوثر:
    فقد ذمّ أحدُ شياطين البشر المنافقين الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر وهم للحقّ كارهون محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّه أبتر الذُّريّة فلم يرزقه الله بولدٍ ليحمل ذريته، فردَّ الله على شياطين البشر بقول الله الواحد القهار:
    {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِربّك وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3)} صدق الله العظيم [الكوثر].

    فانظر لردِّ الله على عدوه وعدو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} صدق الله العظيم. إذاً الكوثر هي حاملة ذُريَّة الأئمة من آل البيت، ولكن الشيعة الاثني عشر قد بالغوا فيها وفي ذريتها بغير الحقّ فتجدهم يدعون فاطمة الزهراء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون إلا من رحم ربّي، وبرغم أن الحقّ معهم في هذه المسألة ولكنهم يردونها على عائشة، ولكن أهل السُّنة والجماعة أقل شركاً منهم وبرغم أنّ الإمام المهدي هو الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهّر ولكن الشيعة الاثني عشر يريدون مهدياً منتظراً يأتي مُتبعاً لأهوائهم جميعاً فلا يقول إنهم على ضلال في شيء بل يريدونه أن يقول إن الحقّ هو معهم وإن على المهديّ المنتظَر الذي له ينتظرون أن يحفظهم ويمنعهم، ويعلمُ ما تُخفيه صدورهم وكأنهُ ربّ العالمين يعلم السر وأخفى سُبحانه عما يشركون وتعالى علواً كبيراً!
    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    غار ثور والهجرة والـهروب بدين الله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والسؤال الذي يطرح نفسه للمُتدبر هو: لماذا لم يذكر الله أسماء الرسل الثلاثة في القصة؟ ومن هم القوم الذين أرسلهم الله إليهم فكفروا بهم فتوعدونهم إن لم ينتهوا عما يدعون إليه ويعودون في ملتهم ليرجمونهم ويمسونهم بعذاب عظيم؟
    { قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) }

    صدق الله العظيم

    وهؤلاء تلقَّوا تهديداً ووعيداً من قومهم الذين أرادوا أن يمكروا بهم مما أجبرهم أن يختفوا في غارٍ كما اختفى فيه محمد رسول الله وصاحبه أبا بكر الصديق - عليهم الصلاة والسلام - في الغار يوم أراد الكفار قتله أو تثبيطه عن دعوته، وكذلك الرُسل الثلاثة حين قرر قومهم رجمهم أو يعودوا في ملتهم ومن ثمّ قرروا أن يختفوا في الكهف حتى ينظر الله في أمرهم وهم لا يعلمون ماذا حدث لقومهم من بعدهم، بل نحن من سوف يخبرهم بالحقّ أنه آمن بهم رجل واحد فقط وكان يكتم إيمانه حتى إذا علم بمكر الكفار أن سيرجمون رسل ربّهم أو يعيدونهم في ملتهم وعلم باختفاء الرسل الثلاثة الفارين بدينهم ومن ثمّ استشاط غضباً من قومه وجاء إلى بين أيديهم فوعظهم وشهد بالحقّ بين أيديهم وقال:
    { إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسمعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الجنّة قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي ربّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ } صدق الله العظيم.
    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    المنافقون اتّخذوا أّيمانهم جُنَّـــة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا معشر علماء الأمَّة لقد أخبركم الله بأنّ هُناك طائفة من المُسلمين ظاهر الأمر من عُلماء اليهود من صحابة محمد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- ظاهر الأمر وهم يبطنون المكر ضدّ الله ورسوله اتخذوا أيمانهم جُنّة ليصدوا عن سبيل الله فيكونوا من رواة الحديث وأنزل الله سورةً باسمهم (المنافقون) وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٣﴾ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ويا معشر علماء الأمَّة تدبروا قوله تعالى:
    {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، ولسوف أبرهن لكم بأنّ تلك الطائفة قد افترت بأحاديث غير التي يقولها محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وقال الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وإلى البيان الحقّ:
    {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} صدق الله العظيم، وذلك أمرٌ من الله إلى المُسلمين أن يطيعوا محمداً رسول الله فيتبعوا ما أمرهم به ويجتنبوا ما نهاهم عنه. تصديقاً لقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} صدق الله العظيم [الحشر:٧].

    وأما البيان لقوله:
    {وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}، وذلكم الذين تولوا وكفروا بمحمدٍ رسول الله فأنكروا أنّه مرسلٌ من الله أولئك هم الكفار ظاهر الأمر وباطنه. وأما البيان لقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ}، وهم المُسلمون الذين قالوا نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أنّ محمداً رسول الله فيحضرون مجلسه للاستماع إلى الأحاديث النَّبويّة التي جاءت لتزيد القرآن توضيحاً وبياناً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [النحل:٤٤].

    وأما البيان الحقّ لقوله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وهذا القول موجَّهٌ للمسلمين وليس للكافرين؛ بل للمسلمين الذين يقولون طاعةٌ. أي أنهم شهدوا لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة لذلك يقولون طاعة أي أنهم يريدون أن يطيعوا الله بطاعة رسوله، ولكن طائفة من المسلمين وهم من علماء اليهود إذا خرجوا من مجلس الحديث بيَّتوا أحاديث عن رسول الله لم يقلها هو صلَّى الله عليه وسلَّم، وذلك ليصدّوا عن سبيل الله. وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ}، وبرغم أنّ الله أخبر رسوله بمكرهم ولكن الله أمر رسوله أن يعرض عنهم فلا يطردهم وذلك ليتبيَّن مَنْ الذين سوف يستمسكون بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ومَنْ الذين يستمسكون بما خالف كتاب الله وسنة رسوله الحقّ من المسلمين، لذلك لم يأمر الله رسوله بطردهم لذلك استمر مكرهم. وقال الله تعالى:{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا}، ومن ثمّ صدر أمر الله إلى علماء الأمَّة فعلّمهم بالطريقة التي يستطيعون أن يكشفوا الأحاديث التي لم يقُلها محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ على اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    ثم أردف الإمام الحبيب في بيان آخر قائلاً:

    وكذلك بيّن بأن الله لم يأمر رسوله بطرد هؤلاء المنافقين، وأمره أن يعرض عنهم، وتجدون ذلك في قول الله تعالى:
    {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً} صدق الله العظيم.

    وماهي الحكمة من عدم طردهم؟ وسوف تجدون الحكمة في عدم طردهم لكي يتبيّن مَن الذين سوف يستمسكون بأمّ الكتاب آيات الله المحكمات في القرآن العظيم ممن ينبذون أحكام الله وراء ظهورهم ويستمسكون بما خالف حكم الله المُحكم في القرآن العظيم، وذلك لأن الله سوف يُعلّمكم القاعدة التي من خلالها تعلمون الحديث الحقّ من الحديث الباطل بأن ترجعوا إلى الذكر المحفوظ من التحريف فتتدبرون آياته المحكمات هل تخالف إحداها هذا الحديث المروي في السنة الواردة، فإذا وجدتم بأن هذا الحديث اختلف مع إحدى آيات أمّ الكتاب فهنا تعلمون علم اليقين بأن هذا الحديث من عند غير الله، وذلك لأن أحاديث السُّنة المحمديّة الحقّ جميعها من عند الله كما القرآن من عند الله، وما ينطق بالأحاديث عليه الصلاة والسلام عن الهوى من ذات نفسه، بل يُعلمه جبريل عليه الصلاة والسلام، ومنها مايكون بوحي التّفهيم إلى القلب من ربّ العالمين ليُبين للناس ما نُزّل إليهم.

    وأنا المهدي المنتظر أفتي بالحقّ بأن السُّنة المحمديّة الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله، وذلك لأن السُّنة المُهداة إنما جاءت بياناً لأحكام في القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [النحل:44].

    ولكن لا ينبغي لمحمدٍ رسول الله أن يحرك بلسانه البيان للقرآن من ذات نفسه قبل أن يؤتيه الله البيان. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثمّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} صدق الله العظيم [القيامة].

    إذاً أحاديث السنة إنما جاءت لتزيد القرآن بياناً، وهي كذلك من عند الله، ولكن قد علّمكم الله بأنه ما جاء منها مخالفاً لآياته المحكمات في القرآن العظيم فإن ذلك الحديث من عند غير الله، وتجدون ذلك في قول الله تعالى:

    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا}
    صدق الله العظيم [النساء].
    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    الصدقات بين يدى نجوى رسول الله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كمثال قوله تعالى:
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً } [المجادلة:12]

    وكان من أتى إلى رسول الله ليناجيه في أمر الدين فيقدم صدقة إلى بيت مال المُسلمين، وفي ذلك حكمة من الله للذين يضيعون وقت رسول الله بالهدرة الفاضية، وكان محمد رسول الله من تأدبه أن لا يقاطع حديث المُتكلم حتى ينتهي من حديثه، ولكن لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمْر بصدقة، ولكن أهل الدنيا والمنافقين سوف يصمتون فلا يتكلمون حتى لا يقدموا بين يدي نجواهم صدقة، وأما أهل الآخرة فلا يزيدهم ذلك إلا إيماناً وتثبيتاً ولكنه يعزّ عليهم إذا لم يجدوا ما يقدموا فيصمتوا ولو تكلموا لقالوا خيراً، ومن ثم جاء حُكم آخر لهذه الآية مع بقاء حكمها السابق ومن شاء أخذ بالأول ومن شاء أخذ بالآخر، ونجد بأن الآية صار لها حكمان مع عدم التبديل لحكمها السابق بل حكم مثله. وقال الله تعالى:
    { أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿13﴾ }صدق الله العظيم[المجادلة]

    وهنا تلاحظون بأن الحكم الأول لم يتم تبديله بل جاء حكم مثله ويجوز الأخذ بأحدهما ولأحدهما أجر كبير وهو الأول، فإذا لم يفعلوا ما أمرهم الله به من تقديم الصدقة تاب عليهم، فلا نجد الحكم الأخير قد نفى الحكم الأول بل أصبح للآية حكمان ويأخذ بأي منهما مع اختلاف الأجر للذين سوف يدفعون صدقة عند النّجوى. وذلك هو معنى قوله تعالى
    {أَوْ مِثْلِهَا} أي جعل لها حكمان ولم يغير حكمها السابق.

    وعجيب أمركم يا أهل اللغة فأنتم تعلمون بأن النّسخ صورة شيء طبق الأصل عن شيء آخر وهذا ما أعلمه في اللغة العربية ولكنكم جعلتم النّسخ هو التبديل، ولكن التبديل واضح في القرآن ولم يقل أنه النّسخ بل قال الله تعالى:
    { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿101﴾ } صدق الله العظيم [النّحل]

    وهنا التبديل لحكم الآية بحكم آخر مع بقاء حكمها السابق في الكتاب، ولا يجوز الأخذ به على الإطلاق بل الأخذ بحكمها الجديد، وذلك معنى قوله تعالى
    { نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا }، وحكم التبديل دائم يأتي من أخف إلى أثقل في نظر المؤلفة قلوبهم، ولكن هذا الحكم خيرٌ للأمّة من الحكم السابق برغم أنه يأتي من أخف إلى أثقل، وأما الأحكام التي تأتي للإضافة للحكم السابق وليس للتبديل بل يصبح للآية حكمان ويأخذ بأي منهما مع اختلافهما في الأجر فدائما تأتي من أثقل إلى أخف فيكون حكمان للآية أحدهما ثقيل وهو الأول والآخر تخفيف مع بقاء حكمها الثقيل الأول لمن أراد الأخذ به. كمثال قوله تعالى:
    { إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا } [الأنفال:65]

    ولكن هذا الحكم ثقيل على الذين في قلوبهم ضعف باليقين بأن العشرين سوف يغلبوا مائتين وهذا يتطلب يقين من هؤلاء العشرين المقاتلين وحتماً سوف يغلبوا مائتين، ومن ثم جاء لآية القتال حكم إضافي إلى الحكم الأول تخفيفاً من الله مع عدم حذف الحكم الأول والذي يستطيع أن يأخذ به أصحاب اليقين ولم يتم تبديله ويأخذ بأي منهما مع اختلاف الأجر والصبر، والثقيل وزنه ثقيل في الميزان، والحكم الأخف فإن وزنه أخف من الأول في ميزان الحسنات، فأما الحكم الثاني للآية والذي لم يأتي تبديلاً للأول بل حكم مثله وذلك في قوله تعالى:
    { الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين } صدق الله العظيم [الأنفال:66]

    ولكنه لم يحرم على العشرين أن يقاتلوا مائتين وإنما جاء التخفيف بسبب ضعف اليقين مع بقاء الحكم السابق لمن أراد الأخذ به، وذلك هو معنى قوله تعالى
    {أَوْ مِثْلِهَا}: أي يجعل للآية حكمين فيأتي الحكم مثل الحكم الأول في الأخذ به ولم يلغيه شيئاً فيأخذ بأيّ من الحكمين، ولكن هل أجر العشرون الصابرون الذين يغلبون مائتين كأجر مائة تغلب مائتين؟ كلا بل يستويان في الحكم بالأخذ بأي منهما ولكنهما يختلفان في الثقل في الميزان لو كنتم تعلمون.

    وكذلك مكر اليهود من خلال هذه الآية: { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } وقالوا: إن السُّنة تنسخ القرآن، وإنه كانت توجد آية الرجم في القرآن ثم نسختها السُّنة، وذلك لأنهم علموا أنهم لا يستطيعون أن يدخلوا عليكم من القرآن لتحريفه نظراً لحفظه من التحريف ليكون حجّة على المؤمنين، ومن ثم أرادوا أن ينسخوا القرآن بالسُّنة، قاتلهم الله أنّا يؤفكون. فكيف ينسخ حديث رسول الله حديث ربه! ما لكم كيف تحكمون؟
    وقالوا بأن معنى قوله ننسها أي ننُسيها من ذاكرة النّاس فيضعون أحاديث تتشابه مع ظاهر بعض آيات القرآن والتي لا تزال بحاجة للتأويل لمن يبينها بأن النّسيء هنا يقصد به التأخير وليس النّسيان، وللأسف إن الذين في قلوبهم زيغ يتّبعون الأحاديث المتشابهة مع مثل هذه الآيات في ظاهرها لكي يثبتوا حديث الفتنة من اليهود وهم لا يعلمون أنه من اليهود بل يظنونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك هذه الآيات التي تشابهت مع هذا الحديث في ظاهرها والتي لا تزال بحاجة للتأويل فهم يبتغون تأويلها بهذا الحديث، وهؤلاء في قلوبهم زيغ عن القرآن الواضح والمحكم فتركوه وعمدوا للمتشابه من القرآن مع أحاديث الفتنة وهم لا يعلمون أنها فتنة موضوعة من قبل اليهود لذلك برأهم القرآن بأنهم لا يريدون الافتراء على الله ورسوله بل ابتغاء البرهان لهذا الحديث وكذلك ابتغاء تأويل هذه الآيات والتي لا تزال بحاجة إلى تفسير، ولكن في قلوبهم زيغ وذلك لأنهم مصرين بأن هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغض النّظر هل يوافق القرآن أم لا بل وقالوا: "إذاً السنة تنسخ القرآن" !! وذلك هو الزيغ بعينه، فكيف ينسخ حديث العبد حديث الرب؟! بل كل الحديث من عند الله وتأتي الأحاديث في السنة لبيان حديثه في القرآن فتزيده بياناً وتوضيحاً، ثم إني لا أجد في اللغة بأن النّسخ معناه المحو والتبديل بل النّسخ من اللوح المحفوظ فتنزل نسخة لنفس الآية التي نزلت هي نفسها في اللوح المحفوظ والآية المُنزلة نسخة منها. لذلك قال الله تعالى:
    { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } صدق الله العظيم

    ولم أجد بأن النّسخ يقصد به التبديل أبدا على الإطلاق، وكلمة التبديل واضحة في القرآن العظيم في قوله تعالى:
    {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿101﴾ } صدق الله العظيم [النّحل]

    فكيف تجعلون النّسخ هو التبديل برغم أنكم تعلمون المعنى الحقّ للنسخ في اللغة أنه : صورة طبق الأصل، وحتى القرآن يقول بأن النّسخ صورة طبق الأصل، كمثال قوله تعالى:
    { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿29﴾ } ‏صدق الله العظيم [الجاثية]

    أي يقصد أعمالهم نسخة طبق الأصل لما يعملون دون زيادة أو نُقصان بالحقّ كما يفعلون يجدون ذلك في كُتبهم..
    { اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴿14
    ﴾ }
    صدق الله العظيم [الإسراء]

    ثم وجد كل منهم كتابه نسخة طبق الأصل لعمله فلم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا. فكيف تجعلون النّسخ هو المحي مالكم كيف تحكمون؟! فقد بينا لكم من القرآن بأن النّسخ صورة لشيء طبق الأصل تماماً، وكذلك أنتم تعلمون ذلك في اللغة فكيف يضلونكم اليهود حتى عن فهم لغتكم الذي تعلمونها علم اليقين؟ ومن كان له أي اعتراض على خطابنا هذا فليتفضل للحوار مشكوراً..

    أخو المُسلمين الحقّير الصغير بين يدي الله والذليل على المؤمنين تواضعاً لله الإمام ناصر محمد اليماني المهدي المنتظر، والنّاصر لمحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فقد جعل الله في اسمي خبري وعنوان أمري لقوم يعقلون ، فواطأ الاسم الخبر ليكون صفة للمهدي المنتظر يحمل صفته اسمه لو كنتم تعلمون؟

    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    غــــــزوة بدر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا أخي مُشبب، أمّا الآن فقد أعجبتني كثيراً لأنك تُحاجني من الكتاب المحفوظ من التحريف القرآن العظيم وأراك تُحاجني بالرمز {قَلِيلٌ}، ومن ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب إن كُنت من أولي الألباب، والحقّ أقول والحقّ أحقّ أن يُتبع أنّ الرمز {قَلِيلٌ} في الكتاب وجدناه إمّا أن يكون رمزاً للرقم ثلاثة وإما أن يكون رمزاً للثلث. وقال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وهُنا يذكر الله الصحابة المُكرمين الذين حضروا معركة بدر يوم نصرهم الله على أعدائهم برغم أنهم قليل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ} صدق الله العظيم. وأفتي بالحقّ أنّ الله يقصد في هذا الموضع بكلمة {قَلِيلٌ} أي أنهم ثُلثيُقاتلون ثُلثين بمعنى أن عدوهم مثليهم، وإنا لصادقون وما ينبغي لي أن أفتيكم بغير علم من الله وأنهُ حقاً يقصد ثُلثاً.

    ومن ثم آتيك بالبُرهان المُبين من مُحكم القرآن العظيم وقال الله تعالى:
    {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ (13)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فتبيّن لك يا مُشبب من مُحكم الكتاب أنّ المقصود من قول الله تعالى:
    {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ} أي أنّ الفئتين ثُلث وثلثين، فأمّا (ثُلث) فهم فئة المؤمنين وأمّا (ثُلثين)فهم أعداؤهم الكُفار في غزوة بدر، بمعنى أنهم مثليهم، فالتقت الفئتان وهم (ثُلث) و (ثُلثان)، فأما (ثُلث) فهم الذين جعل الله رمزاً لعددهم كلمة {قَلِيلٌ}. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ} صدق الله العظيم [الأنفال:26].

    وأما فئة الكُفار فهم مثليهم أي ثُلثين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ (13)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.

    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    معلمه جبريـــل شديد القوى ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اقتباس المشاركة :
    أسأل الإمام ناصر محمد اليماني وكل الأنصار: من أفضل؟ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أم جبريل عليه السلام؟ ومن أعلى درجة وقدراً؟ وما دليلكم على ذلك؟ وبما يكون الفضل والدرجة والقدر؟
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم، ويا محمود المصري، قال الله تعالى: {وَفَوْقَ كلّ ذي علمٍ عليمٌ} صدق الله العظيم [يوسف:٧٦].


    وقال الله تعالى:
    {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} صدق الله العظيم [المجادلة:١١].

    ولم يقل محمد رسول الله أنّه أعلم من جبريل، وحين جاء يسأله جبريل عليه الصلاة السلام عن الساعة:
    [قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل].

    وإني أراك تتدخّل في شؤون الله ولا تزداد إلا فتنةً يوماً بعد يوم والله هو مُقسِّم الدرجات، فآمِن بالله وملائكته وكتبه ورسله والمهديّ المنتظَر وذرِ أمر تقسيم الدرجات لله وحده فلست أنت من يقسِم رحمة الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم [الزخرف:٣٢]، حسبي الله ونعم الوكيل..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    بسم الله الرحمن الرحيم

    اقتباس المشاركة 150851 من موضوع بيان البرهان لبراءة محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من أنّه كان يهوى امرأة زيد بن الحارثة..

    - 2 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيـــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=150848

    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - رمضان - 1435 هـ
    12 - 07 - 2014 مـ
    11:14 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ


    مزيدٌ من سلطان العلم من محكم القرآن العظيم على براءة الَّنبيّ أنّه كان يهوى زينب وهي لا تزال زوجة زيد بن حارثة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيّبين وجميع المؤمنين، أمّا بعد..
    أيا عبد الله الحسيني المحترم والمكرم، لقد أفتينا بالحقّ لكوننا علمنا بطرق الوحي إلى النّبيّ ومنها الرؤيا المناميّة أمراً من الله على الأنبياء مفروضاً جبريّاً وليس لهم الخيرة في الرؤيا. ألم ترَ حين رأى النَّبيّ عليه الصلاة والسلام أنّه يعتمر بالمسجد الحرام فعلم أنّه أمرٌ إليه من الله؟ ولذلك شدّ رحله ليعتمروا بالمسجد الحرام، وكذلك صحابته خرجوا مع نبيّهم قاصدين العمرة بالمسجد الحرام، وكذلك جعل الله تأخير تصديق هذه الرؤيا فتنةً للناس.

    وكذلك رؤيا النّبيّ عليه الصلاة والسلام أن يتزوَّج زينب، ونفَّذَ النّبيّ الرؤيا بالحقّ فتزوَّج بزينب عليهما الصلاة والسلام، فمن ثمّ نزل في زواجهما ذكراً ليبرّئ النّبيّ عليه الصلاة والسلام مما يوسوس في صدور النّاس، وبيَّن الله أنَّ ذلك أمرٌ من عنده في الرؤيا الحقّ، ولذلك قال الله تعالى:
    {
    وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} [الأحزاب:37]. أي في تنفيذ أمر ربّه في الرؤيا الحقّ.

    ثمّ بيّن الله الحكمة من بعد تنفيذ الرؤيا بأنّ ذلك أمرٌ من الله بأنّه يحقُّ للأنبياء الزواج من طليقات أدعيائهم غير أنّه لا يحقّ للمؤمنين أن يتزوجوا من طليقات أنبيائهم لكونهنّ أمهاتهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:6].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54)} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    وكذلك نزيدكم علماً بالحقّ من حكمةٍ ربانيّةٍ أخرى من زواج محمدٍ رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- بزينب بنت جحش، فأبوها من كبراء بني مخزوم ولقد رأى محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- رؤيا أنّه يخطب لزيدٍ زينبَ بنت جحش، فمن ثمّ بعث النّبيُّ عليه الصلاة والسلام رسولاً إلى جحش أحد مشايخ بني مخزوم ليسترضيهم بأنّه سوف يتقدم لخطبة ابنته زينب لزيد بن الحارثة، ولكن جحش المخزومي أراد هو وزوجته أن يرفضوا طلب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعلى كل حالٍ قال المخزومي لرسول الرسول: " لو أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبها له لكان على الرحب والسعة وذلك ما نتمناه، وأما أن يخطبها لزيدٍ وهو من العبيد ومن الرقيق فالمعذرة فهي بنت شيخٍ وسوف يغضب مني قومي بنو مخزوم". ووافقته زوجته الرأي فلو أنّ النّبيّ خطبها لنفسه لكان ذلك ما يتمنونه، وأمّا أن يخطبها لزيدٍ فلا، حتى إذا أراد رسولُ النّبيِّ أن ينصرف فصرخت زينب في وجه أبيها وأمِّها من وراء الحجاب فقالت: "هيهات هيهات أتريدون أن تردوا رسولَ رسولِ الله؟ فوالله الذي لا إله غيره لا أتزوج إلا زيداً تكريماً لطلب نبيّه، والله المستعان. فقل يا هذا للنبيّ عليه الصلاة والسلام أنّ زينب بنت جحش موافقةٌ على طلبه عليه الصلاة والسلام". فنظر رسولُ رسولِ الله إلى وجه أبيها وأمِّها فإذا هما لا يزالان رافضان حتى من بعد سماع قسم ابنتهما، إذ كانت قويّة الشخصيّة ذات قرارٍ حاسمٍ وهم يعرفون قرارها وقوة شخصيّتها فلن تتزوج إلا زيداً، ورغم ذلك استمروا في الإصرار والرفض إلا أنْ يخطبها النّبيّ لنفسه، وهيهات هيهات. وما إنْ جاء الرسول إلى النّبيّ بجواب الأبوين وجواب زينب إلا وقد تنَزَّل رسول الله جبريل إلى رسوله عليهم الصلاة والسلام بقوله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:36].

    فمن ثم عاد الرسول وهو يحمل هذه الآية القرآنيّة رسالةً من الله:
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} صدق الله العظيم. وهنا اقتنع الأب والأمّ من خالص قلوبهم وحمدوا الله على قرار ابنتهم حتى لا يكونوا ممن عصوا الله ورسوله، ومن بعد الزواج جاءت الرؤيا الأخرى وهو أن يتزوّجها النّبيّ من بعد أن يطلقها زيد بن حارثة والآيات متصلات، وقال الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}
    صدق الله العظيم [الأحزاب].

    ونزيدكم علماً أنّ الحكمة الربانيّة كذلك من أنَّ الله زوَّج زينب لنبيّه لكونها وافقت على الزواج من عبدٍ رقيقٍ قربةً إلى ربّها لكونه خطبها نبيُّه لزيدٍ، حتى ولو كان رقيقاً، ولذلك جاء الجزاء الحسن لها من الله ورفع مقامها وزوّجها لنبيّه عليه الصلاة والسلام.
    ألا وإنّ زينب من أكرم زوجات النّبيِّ في الكتاب من بعد خديجة بنت خويلد صلوات الله على محمدٍ وأزواجه أجمعين وآل بيته الطيبين الطاهرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    بيعـــة الـــرضوان ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إذاً محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يدعو النّاس إلى اتّباع رضوان الله. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٣١].

    حتى إذا اتّبعوا محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فبايعوه على نصرة الله تحقّق الهدف. وقال الله تعالى:
    {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} صدق الله العظيم [الفتح:١٨]

    ولكن محمود المصري يقول إنّه لا يعبد رضوان الله بل يعبد الله، فيا عجبي الشديد من هذا الرجل الذي ينتقد المهديّ المنتظَر لأنه يدعو النّاس إلى رضوان الله ويصفه لهم أنهم سوف يجدون رضوان الله عليهم نعيماً أعظم وأكبر من جنّة النّعيم! تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    فتح مــــــــكة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فلا كتابٌ جديدٌ من بعد القرآن العظيم، فهل تريدني أُصدِّقك وأكذِّب كلام ربي؟ ومن أصدق من الله قيلاً؟ فلا أعترف بكتابٍ جديدٍ يأتي من بعد القرآن رسالةً من ربّ العالمين، سواء تلقّيتُه في العلم أو في الحُلم فأنّي أُشهد الله وملائكته والصالحين من عباده بأني أكفر بكتابك جملةً وتفصيلاً وأنّه لم يوحَ إليك من الله؛ بل وسوسة شيطان رجيم يُريد أن يضلّك عن القرآن العظيم فيُضل عن طريقك الأمّة إلى غير الصراط المُستقيم، وما تشعر به يا علم الجهاد ليس إلا وَسواساً خنّاساً، وتالله لولا أنّ الله أيّدني بُسلطان العلم من القرآن تصديقاً لوحي التفهيم لأصبح مثلي مثلك يا علم الجهاد ومثل جميع المهديّين الذين توسوس لهم الشيطان في صدورهم فتوحي لبعضهم بأنّه المهدي وأنّ الذي يُكلمه في صدره أنّه روح محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تنزّلت إلى جسده ومن ثم يقول وأنّ ذلك تصديق لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَ‌ضَ عَلَيْكَ الْقُرْ‌آنَ لَرَ‌ادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ قُل رَّ‌بِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٨٥﴾}‏‏ صدق الله العظيم [القصص].

    ولكن ليس كما يزعمون؛ بل قد مضى وانقضى وعاد محمد رسول الله إلى مكة يوم الفتح المُبين من بعد خروجه من مكة وذلك هو المَعًاد إلى مكة بالنصر المُبين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ﴿١﴾ لِّيَغْفِرَ‌ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ‌ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٢﴾ وَيَنصُرَ‌كَ اللَّـهُ نَصْرً‌ا عَزِيزًا ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الفتح]؛ وذلك هو المَعَاد إلى مكة منتصراً بعد أن خرج منها خائفاً يترقب، فأصدَقَه الله بميعاد النصر المُبين في يوم فتح مكة.
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    ناصر اليماني يدعو العلماء إلى الحوار عبر الإنترنت العالمية ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النّار ﴿64﴾} إلى قوله {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿67﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿68﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [ص].

    فهل تبيّن لكم يا معشر علماء الأمّة بأنّ النّار فوق الأرض ودون السماء؟ وتستنبطون ذلك من قصة تخاصمهم في قوله تعالى:
    {إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النّار ﴿64﴾} إلى قوله.. {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [ص].

    إذاً أهل النّار بالنسبة لأهل الأرض ملأٌ أعلى، وبالنسبة لأهل الجّنة فأهل النّار ملأٌ أدنى، ذلك لأن النّار توجد دون السماء وفوق الأرض، أم إنكم لا تصدقون بقصة خاتم الأنبياء والمُرسلين بأنه أُسري به إلى المسجد الأقصى ثمّ إلى سدرة المنتهى بالأفق الأعلى، وإنه مرّ بأهل النّار في طريق المعراج وشهد عذابهم البرزخيّ؟ ألا ترون كيف أنّ القرآن قد وافق مؤكداً قصة الإسراء والمعراج وأنّ النّار كانت على طريق رسول الله صلّى الله عليه وسلم في ليلة المعراج فمرّ بهم وشهد عذابهم تصديقاً لوعد الله لرسوله في القرآن العظيم في قوله تعالى:
    {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿95﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ولكن بعقيدتكم بأنّ العذاب البرزخيّ في القبر وكلّاً يتعذب على حده في قبره قد نفيتم قصة معراج الرسول، ذلك بأن رسول الله قال بأنه وجدهم في النّار جميعاً وليسوا أشتاتاً في قبورهم. وهل جعل الله القبر إلّا سُنّة غرابٍ إلّا لكي يكون ذلك بعيداً عن العقائد، فعلمنا الغراب كيف نواري سوءة أمواتنا وذلك ستراً للعورة وحفظاً لرائحة الجثة النتنة للإنسان؛ بل هي أعظم نتانةً من رائحة جسد الحيوان، وذلك تكريماً لجسد الإنسان فلا تأكله الكلاب والذئاب. ولكن اليهود جعلوا من ذلك أسطورة كأسطورة فتنة المسيح الدجال يقول يا سماء أمطري فتمطر! ويا أرض أنبتي فتنبت! ويعيد الروح إلى جسدها! إلى غير ذلك من الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سُلطانٍ، ولا يوجد لخزعبلاتهم بُرهانٌ واحدٌ فقط في القُرآن، ولكننا نثبت بأنّ أرواح أهل النّار في النّار من بعد موتهم وقال تعالى:
    {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿28﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جهنّم خَالدّين فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وكذلك يوم القيامة يُردّون إلى أشدِّ العذاب بالروح والجسم معاً. وقال تعالى في قصة مؤمن آل فرعون قال:
    {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿45﴾ النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿46﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    يا معشر علماء الأمّة، قد تبيّن عالَمٌ دون السماء وفوق الأرض، وقال تعالى: {لَهُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿6﴾} صدق الله العظيم [طه].

    فعليكم أن تعلموا بأنّ هذه الآية تتكلم عن عوالمٍ ولا تتكلم عن ذات السماء والأرض والكواكب والنجوم، فقال:
    {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} وتعلمون بأنّ السموات السبع مليئةٌ بالملائكة. وأما قوله: {وَمَا بَيْنَهُمَا} فتلك عوالم أهل النّار في النّار دون السماء وفوق الأرض. وأما قوله: {وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ} فذلك هو المسيح الدجال وجيوشه يوجدون في باطن الأرض تحت الثرى في الأرض المفروشة.

    يا معشر علماء الأمّة، ربّما الجاهلون منكم يقولون: "ما بال هذا اليماني يريدُ أن يشككنا في عقيدتنا في عذاب القبر؟" . فأقول: تالله بأنّ ما يجلب للكفار الشك في الإسلام غير عقيدتكم في عذاب القبر الذي ما أنزل الله به من سُلطانٍ، ومن كان عنده سُلطاناً على عذاب القبر من القرآن فليأتنا به إن كان من الصادقين! ذلك بأنّ القرآن يقول غير ذلك بأنّ العذاب على النّفس فقط من دون الجسم، واستنبطنا لكم ذلك من القُرآن، وكذلك استنبطنا لكم بأنّها تصعد إلى السماء ثمّ لا تفتح لها السماء أبوابها، ثمّ يلقون بها في النّار دون السماء وفوق الأرض، وأثبتنا لكم ذلك من القرآن حتى تأكد لنا حقيقة مرور الرسول على أصحاب النّار في معراجه.

    ومن كان له أيّ اعتراض على خطابنا فيلجمني من القرآن فليتفضل مشكوراً فيبرهن للناس بأني على ضلالٍ مبينٍ إن كان من الصادقين.. وسلامُ الله على جميع علماء المُسلمين وأمّة الإسلام أجمعين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.

    ومن كان له أيّ اعتراضٍ على خطابنا فيلجمني من القرآن فليتفضل مشكوراً فيبرهن للناس بأنّني على ضلالٍ مبينٍ إن كان يراني كذلك، وأما أن تأخذهُ العزة بالإثم فيقول: هههه. ويقصد بذلك ضحكة الاستهزاء فيُنكر ثم يولّي مدبراً فأقول: عفى الله عنك وأرجو من الله أن يهديني وإياك إلى صراطٍ مستقيمٍ وإلى الله قصد السبيل فلا تجادل في الله بغير علم ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ، فهذا غلطٌ ولا أقبله وأتحدى بعلمٍ وكتابٍ منيرٍ، والسلام على من اتّبع الهُدى من النّاس أجمعين.
    أخو المسلمين في الله ويحبهم في الله ناصر محمد اليماني..

    __________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]

  9. افتراضي إمامي الكريم، فما البيان الحقّ في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام؟


    إمامي الكريم، فما البيان الحقّ في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام؟

    يوسف عليه السلام وامرأة العزيز ..


    اقتباس المشاركة 9679 من موضوع {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ} ..


    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    ______________



    {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ}
    صدق الله العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسَلين وآلهم الطيّبين والتابعين لهم إلى يوم الدين ولا أُفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين..

    أحبّتي في الله، لقد أُلقِي إلينا سؤالٌ من أحد عباد الله المكرمين يطلب فيه البيان للبرهان الذي رآه يوسف بالحقِّ في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ} صدق الله العظيم [يوسف:24].

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ} صدق الله العظيم، فحتّى نعلمُ البرهان الحقّ لا شكّ ولا ريب فلا بدّ أن نبحر سويّاً في القرآن لنأتي بالبيان الحقّ لهذه الآية ونُفَصِّله تفصيلاً بالحق.

    أولاً: نبحث سوياً عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا}، فهل هو كما يقول بعض المفسّرين أنّ نبيّ الله يوسف قد همَّ بها فبدأ في عناقها؟ ومنهم من يقول أنّه جلس بين شعبتيها! والله المستعان على ما يصفون، ولسوف يترك الإمام المهديّ الردّ لامرأة العزيز مباشرةً من محكم الكتاب: {وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} صدق الله العظيم [يوسف:32]، وكذلك نترك ردّ البراءة من النسوة وامرأة العزيز ليُلقين بشهادتهن بالحقِّ مع بعضهن: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّـهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:51].

    إذاً يا قوم لقد شهدت النسوة بالحقِّ وأنهنّ لم يشهدن عليه من سوءٍ، ومن ثمّ زكّت شهادتهن امرأة العزيز وشهدت امرأة العزيز أنّه لمن الصادقين، ومن ثم تبيَّن لكم بالحقِّ أنّ يوسف ليس أنّه هو من همّ بها فبدأ بالاستجابة لطلبها أو جلس بين شعبتيها! والله المستعان على ما يصفون.

    وتبيَّن لكم أنّ رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام إنّما همَّ بها في نفسه أن يُجيب طلبها ولم يبدِهِ لها بعد لكونه لا يزال يقاوم نفسه ليمنعها عن الهوى حتى وصل برهان الربّ إلى القلب؛ ذلكم نورٌ توجل به القلوب فتثبت على الحقّ؛ يؤيّد الله به من أناب إليه من حزبه فيؤيّدهم بروح منه، تصديقاً لقول الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} صدق الله العظيم [المجادله:22].

    وتلك الروح هي حقيقة اسم الله الأعظم؛ ذلكم رضوان الله على عبيده إذا تنزَّلت في قلوبهم روح الرضوان فلا يستطيع فتنتهم إنسٌ ولا جان؛ ذلكم روح التثبيت لقلوب المؤمنين إذا أيَّدهم الله بروح منه شرح الله بها صدورهم وترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحقّ سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً.

    ويؤيد الله بها المنيبين إليه من حزبه ليثبّت قلوبهم كما أناب إلى ربّه رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام حين همّ في نفسه أن يُجِيب طلبها لولا أنّه أناب إلى ربّه ليثبِّت قلبه فاستجاب له ربّه وصرف قلبه عن السوء والفحشاء، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وتبيَّن لكم إنّما برهان الربّ هو روح الرضوان يُلقيه إلى قلب حزب الله المنيبين المُخلصين، تصديقاً لقول الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} صدق الله العظيم، وذلك هو برهانٌ لحقيقة رضوان الله الربّ يلقي به إلى القلوب المبصرة للحقّ فيشرح الله بنور الرضوان صدورهم فترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحقّ، والحقّ هو الله سبحانه وتعالى علوَّا كبيراً.

    ألا والله الذي لا إله غيره لا يعرف الله فيقدِّره حقّ قدره إلا الذين أيَّدهم الله بروح رضوان الله عليهم فيشعرون بسعادة وسكينة وطمأنينة لا يساويها أي نعيم؛ ذلكم بأنّ رضوان الله هو النّعيم الأعظم؛ ذلكم برهان الربّ يلقيه إلى القلب ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

    وكذلك رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام إنّما أناب إلى الربّ حين شعر أنّه بدأ يضعف وهمَّ بها في نفسه وهو لذلك لمن الكارهين ولا يزال يقاوم نفسه ولم يبدِ ضعفه لامرأة العزيز التي قد صار همّها به ظاهرياً وهو همَّ بها في نفسه فقط ولم يبدِ ذلك لها، وإنّما علَّمنا به الله كما عَلِمَه في نفس عبده يوسف عليه الصلاة والسلام وعلم الحزن في قلب عبده كونه همَّ في نفسه أن يُجيب طلبها باطن الأمر برغم أنّه ظاهر الأمر لا يزال يحاجِج امرأة العزيز ويقول لها: {قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:23].

    حتى إذا شاع الخبر عن امرأة العزيز ويوسف عليه الصلاة والسلام، وبدأت تذمّها نسوةٌ في المدينة: "إذاً كيف تتنازل لمراودة فتاها وهي امرأة العزيز؟!". ومن ثم دعتهنّ امرأة العزيز إلى زيارتها وضيافتها فأجبْنَ طلبها، وآتت كلَّ واحدةٍ منهنّ سكِّينَا وفاكهة ليِّنة، فأمرته أن يخرج عليهنّ ليعلم النسوة والعالمين أنّها ليست من الذين يتَّبعون الشهوات ولكنّها فُتِنَت بجمالٍ عظيمٍ، فلما رأته النسوة شاهدن جمالاً عظيماً لم ترَ أعينهن قطّ مثله في الحياة، فقطَّعن أيديهن من غير شعورٍ لهول ما يُشاهدن من هذا الجمال الذي ما قطُّ شاهدنه في بشرٍ يمشي على وجه الأرض، ومن ثمَّ أنكرن أن يكون يوسف من فصيلة البشر، وقلنّ: {حَاشَ لِلَّـهِ مَا هَـٰذَا بَشَرًا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} صدق الله العظيم [يوسف:31].

    ومن ثم تبسّمت امرأة العزيز ضاحكة لما حدث للنسوة فقد شُغفن بحبّ يوسف جميعاً، ثم قالت امرأة العزيز: {فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:32].

    ولما شاهد يوسف النسوة قد شغفن جميعاً بحبّه ولم تعد امرأة العزيز إلا واحدةً من اللاتي شغفن بحبّ يوسف عليه الصلاة والسلام ومن ثم أناب إلى ربّه وقال: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٣﴾ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    فلا يزال رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام منيباً إلى ربّه ويتذكر أنّه قد همَّ بامرأة العزيز في نفسه، ويخشى لئن طالت المراودة له عن نفسه أن يُجيب طلبهن، ولذلك أناب إلى ربّه وقال: {وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٣﴾ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم.

    وتبيَّن لكم برهان ربّه أنّه نور رضوان نفس ربه يُلقيه إلى قلوب حزبه ليثبَّت به قلوبهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

    ذلكم هو برهان رضوان نفس الرحمن يا معشر الإنس والجان، ألا والله الذي لا إله غيره إنَّ الذين علموا علم اليقين أنّني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم أنَّ الله يؤيدهم بروحٍ منه حتى لا يستطيع فتنتهم شيءٌ عن برهان ربّهم (حقيقة اسم الله الأعظم) وإنّا لصادقون وهم على ذلك لمن الشاهدين، بل ذلك هو البرهان لصدق دعوة المهديّ المنتظَر إلى عبادة رضوان الله غايةً وليس وسيلةً ليدخلهم جنّته، ذلك لأنّ نعيم رضوان الله على عباده هو نعيم أكبر من نعيم الجنة، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة]، ذلكم البرهان الأكبر لحقيقة وجود ربّهم هو برهان رضوان الرحمن يجدونه نعيماً أعظم من نعيم جنة النّعيم التي عرضها كعرض السماوات والأرض، ويدرك ذلك الذين علموا حقيقة هذا البرهان في قلوبهم فأبصرت الحقّ لا شكّ ولا ريب وهم على ذلك لمن الشاهدين، وذلك هو البرهان في محكم حقيقة رضوان الرحمن يلقيه الله إلى قلوب حزبه ليصرف به عنهم السوء والفحشاء، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف]، وتبيَّن لكم أنّ برهان الربّ كان متعلّقاً بالقلب، لذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    التأويل الحقّ لرؤيا يوسف على الواقع الحقيقيّ ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، وبعد..
    لقد بيَّن الله في ذات القرآن التأويل الحقّ لرؤيا يوسف على الواقع الحقيقي وأنّه ليس لها علاقة بالإعجاز العلمي لعدد المجموعة للكواكب الشّمسيّة؛ بل المقصود أبوَيْ يوسف وإخوته الأحدَ عشر، وذلك هو المقصود من رؤيا يوسف وقد صدَّقها الله بالحقّ على الواقع الحقيقي ومضت وانقضت. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا ربّي حَقًّا} صدق الله العظيم [يوسف:١٠٠].

    إذاً هذه رؤيا قد صدقها الله بالحقّ على الواقع الحقيقي ومضت وانقضت ولا علاقة لها بالمجموعة الشّمسيّة ولم تسجد ليوسف الكواكب؛ بل أمّه وأبيه وأحد عشر كوكباً وهم إخوة يوسف.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    ________________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم

    اقتباس المشاركة 93425 من موضوع لماذا قال نبيّ الله يعقوب سوف أستغفر ولم يدعُ حينها فوراً ؟




    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    ـــــــــــــــــــــ



    فتوى الإمام المهديّ بقوله تعالى: {كِدْنَا لِيُوسُفَ}، وقوله: {إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ}، وقوله: {وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾}
    صدق الله العظــيم ..


    اقتباس المشاركة :
    لقد تحدثت لشخص عن دعوتكم وهو الان فى مرحلة التدبر والتساؤلات
    أرجو ان يسع صدركم لبعض تساؤلاته
    س / لماذا قال الله فى سورة يوسف
    { فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴿70﴾ قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ ﴿71﴾ قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ ﴿72﴾ قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ﴿73﴾ قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ ﴿74﴾ قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴿75﴾ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴿76﴾ قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ﴿77﴾ } صدق الله العظيم
    وموضع السؤال { كدنا ليوسف } رغم ان يوسف عليه الصلاة والسلام هو من جعل السقاية فى رحل أخيه فى قوله تعالى { فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ }
    وماهو حقيقة القول { قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ } أهو عندما كان صغيرا أُتهم بالسرقة مثلما اُتهم أخيه الان؟
    س2/ ما المقصود من العصر فى قوله تعالى { والعصر إن الانسان لفى خسر } صدق الله العظيم
    وجزاكم الله خيرا
    الاسئلة كما على لسان صاحبى فقط أنا الذى سطرتها بهذه الطريقة وإنما هو باحث وأرجو من الله أن يكون من الانصار السابقين الاخيار كما ارجو من الله هداية جميع الخلائق
    وسلاما على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد وآله الأطهار وجميع الأنصار للحقّ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، سلامُ الله عليكم أحبّتي في الله (السائل والمسؤول) وإليكم الفتوى بالحقّ:

    وموضع السؤال {كِدْنَا لِيُوسُفَ} [يوسف:76]، رغم أنّ يوسف عليه الصلاة والسلام هو من جعل السِّقاية فى رحل أخيه فى قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} صدق الله العظيم [يوسف:٧٠].

    والجواب هو: إنَّ اللهَ علّمه بإلهام وحي التفهيم عن كيفية الطريقة التي يستطيع أن يأخذ من إخوته أخاه حتى لا يكيدوا له كما كادوا لأخيه يوسف من قبل، فحين دخل إخوته من أبوابٍ متفرِّقة هيّأَ الله له الفرصة بالإنفراد بأخيه لكي يعرِّفه يوسفُ على نفسه. وقال الله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    ومن ثمّ علَّمه يوسفُ عن كيفيّة الطّريقة التي يستطيع أن يأخذه منهم بطريقةٍ قانونيّةٍ فأخبره أنه سوف يجعل السِّقاية في رحلِهِ حتى يلقي القبض عليه متلبّساً، وعلّمه أنّه سوف يقوم بتفتيش أوعية إخوته حتى لا يشكّوا في الأمر، فذلك هو المكر الذي علَّمه الله لعبده يوسف حتى يأخذ أخاه منهم بحجّة أنّه سرق، وليس في ذلك إثمٌ على نبيّ الله يوسف كونها خطّة متفقٌ عليها مسبقاً من قبل التنفيذ، وقد قبِل أخوه تلك الخطّة ونجحت بإذن الله.

    وأما السؤال الآخر الذي تقول فيه:
    اقتباس المشاركة :
    وما هو حقيقة القول: {قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ} أهو عندما كان صغيراً أُتُّهِم بالسَّرقة مثلما اُتُّهِم أخيه الآن؟
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ تجد الردّ في نفس يوسف عليه الصلاة والسلام أنّه قال إنّهم أشرٌّ مكاناً كونهم مُفترون بالزور والبهتان وقال: الله أعلمُ بما تصفوني به أنّه زورٌ وبهتانٌ، فذلك البيان الحقّ لقول الله تعالى: {قَالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ ۚ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ۚ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا ۖ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    فانظروا لردِّ نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام على افترائِهم عليه بالسرقة، وقال: {قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا ۖ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ} صدق الله العظيم، أيّ الله أعلمُ بما تصفوني به أنّه افتراءٌ وزورٌ وبهتانٌ. وبرغم هذا فللأسف إنّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون يؤكِّدون أنّ يوسف سارق، قاتلهم الله أنَّى يؤفكون.

    وأما سؤالك الآخر الذي تقول فيه:
    اقتباس المشاركة :
    س2/ ما المقصود من العصر فى قوله تعالى { والعصر إن الانسان لفي خسر } صدق الله العظيم؟
    انتهى الاقتباس
    والجواب هو: أنّ الله أقسم بعصر الحياة الدُنيا؛ أنّ الإنسان لفي خسر في هذه الحياة كون تجارتهم خاسرة؛ الذين لم يعملوا لدار الآخرة من هنا، ولذلك استثنى من الخسارة الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فأولئك يريدون الله والدار الآخرة وتجارتهم تجارة لن تبور.

    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    أوحى الله إلى يوسف وإلى يعقوب بوحي التفهيم إلى القلب مُباشرةً
    وكذلك يتلقّى الإمام ناصر مُحمد اليماني وحيَ التَّفهيم للبيان الحقّ للقرآن العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    إنّها الحاجة التي في نفس يعقوب قضاها، وذلك لأنّ الله أوحى إلى يعقوب بوحي التفهيم أنّ الذي طلب أخ لهم من أبيهم أنّه يوسف، فعَلِم يعقوب أنّ الله أصدق يوسف رؤياه بالحقّ وأنّه ذاته عزيزُ مصر، ويريد يعقوب أن يطمئِن قلبه أنّه يوسف ولعله بعث بطلب أخيه بنيامين لكي يرسله إلى أبيه ويخبره بأنّه يوسف، وبسبب هذا الظنّ من يعقوب أراد أن يُهيئ ليوسف فرصة لكي يستطيع أن يُكلِّم يوسف أخاه على انفرادٍ من إخوته سراً بالخبر لكي يخبره عند عودته، ولكن يعقوب أظهر أنّه يخشى عليهم من الحسد لجمالهم ولفت النظر إليهم حين يدخلون جميعاً من بابٍ واحدٍ إلى الرجل الذي طلب منهم أخاً لهم من أبيهم وحتى لا تُصيبهم العين أمَرَهم أن يدخلوا من أبوابٍ متفرِّقةٍ، ولكنّ يعقوب يعلم أنّه لا يُغني عنهم من الله شيئاً إنْ أراد الله أن يُصيبهم بسوءٍ، وإنّما حاجةً في نفس يعقوب قضاها، وهي أنّ يعقوب يريد أن يُهيئ الفرصة ليوسف ليُكلم أخاه على انفرادٍ، وانقضت الحكمة بنجاحٍ وفعلاً هيَّأ يعقوب بهذه الحكمة الفرصة ليوسف ليُكلم أخاه على انفرادٍ. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (68) وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (69)} صدق الله العظيم [يوسف].

    وقد عادت الفرحة إلى نفس يعقوب وقلبه مُطمئِنٌ أنَّ الذي أرسل لأخ لهم من أبيهم أنّه يوسف وأنّ الله قد أصدقه الرؤيا بالحقّ وقد صار عزيز مصر، وكان يُعدُّ الأيام والليالي لعودة أبنائِه لكي يخبره بنيامين بالبشرى، وإذا هم رجعوا ولم يعُد معهم بنيامين وهو كان منتظراً البشرى بيوسف وإذا بنيامين لم يُعد، ولكن كانت الصدمة كبيرة فقد عادت الفرحة إلى نفسه أنّه وجد يوسف ولذلك بعد عودتهم قال:
    {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف:84]، برغم أنّ يوسف ضاع قبل زمنٍ طويلٍ ولماذا تأسّف عليه بعد عودتهم من مصر حتى ابيضَّت عيناه من الحزن من عظمة الصدمة؟ وذلك لأنه كان ينتظر البشرى بوجود يوسف ولكنه تأكد من أصحاب قافلة العِير التي أقبلوا فيها أنّ أولاده صادقون وأنّ بنيامين سَرق وأخذه عزيز مصر، ومن ثم عاد الله إليه وحي التفهيم يؤكد له أنّ الرجل الذي قبض أخيه إنه يوسف وإنما يخشى عليه أن يقتله إخوته أو يلقوه في غيابت الجبّ كما فعلوا به من قبل، وأخبرهم أنّ ذلك الرجل أنّه يوسف وأمرهم أن يذهبوا مرةً أخرى إلى مصر فيتحسَّسوا من يوسف وأخيه عنده وأنهم لا ييأسوا من رحمة الله، وقال الله تعالى: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:87].

    ولكنّهم ذهبوا ولم يتحسّسوا من يوسف ولا أخيه، وكذلك لا يُصدِّقون أباهم أنّ ذلك الرجل عزيزُ مصر أنّه يوسف! فهذا مُستحيلٌ أن يصبح عزيز مصر أخوهم يوسف الذي ألقوه في غيابت الجبّ. وقبل أن نكمل نعود لبيان قوله تعالى:
    {وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}صدق الله العظيم [يوسف].

    وذلك بعد أن ألقوهُ في غيابتِ الجُبِّ أوحى الله إلى يوسف بوحي التفهيم وليس بوحي التكليم من وراء حجاب ولا بوحي الإرسال عن طريق جبريل؛ بل بوحي التفهيم إلى القلب مُباشرةً إلى قلب يوسف ليُطْمئِنَه أنه لن يتخلى عنه، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم عسى الله أن يصدقه الرؤيا بالحقّ فيعزّه فيلقى إخوته يوماً ما وهو ذو عزٍّ وجاهٍ وسلطانٍ ثم لا يعرفونه ولا يشعرون أنّ هذا الرجل يوسف ومن ثم يُذكِّرهُم بما صنعوا بيوسف ومن ثم يعرفونه أنّه يوسف وذلك هو معنى قوله تعالى:
    {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [يوسف:15]، أي لتُذكِّرهم بصنيعهم هذا وأنت في موقع عزٍّ كبيرٍ ولذلك لا يشعرون إنّك أنت يوسف وهم في موقع ذُلٍّ وهو أن يطلبوا الصدقة. فانظروا التصديق لوحي التفهيم هذا، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ(89) قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [يوسف].

    وكذلك يتلقّى الإمام ناصر مُحمد اليماني وحيَ التَّفهيم للبيان الحقّ للقرآن العظيم فلا تستطيعون أن تأتوا ببيانٍ أحسنَ من بيان الإمام المهديّ بالحقّ وخيراً تأويلاً لو تعمَّرتم خمسين ألف سنة لأنّه الحقّ، وهل بعد الحقّ إلا الضلال؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو الصالحين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    ________________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]



    لماذا قال نبيّ الله يعقوب سوف أستغفر ولم يدعُ حينها فوراً ؟

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخي الكريم، إنّما يقصدون أنّهم ظلموا أباهم وأخاهم يوسف فيطلبون منه المسامحة وأنْ يستغفر لهم فوعدهم أن يستغفر لهم، ولكنه يريد أن يطمئِنَّ قلبه على سلامة ولديه يوسف وأخيه فيتأكّد كذلك من توبتهم لأنّ المُصِرَّ على الإثم لا فائدةَ من الاستغفار له. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80 )} صدق الله العظيم [التوبة:80].

    واعلم أنّ هذه الآية في المنافقين، ونستنبط منها عدد الاستغفار للمُخطئِين وأموات المُسلمين، وإنما لم يتقبَّل الله استغفار رسوله للمنافقين لأنه يعلم سبحانه بعدم توبتهم وندمهم على ما يفترون، فكيف يغفر الله لهم؟ وأما بالنسبة لأولاد يعقوب فإنّما طلبوا منه الاستغفار لأنهم ظلموا أباهم وظلموا أخاهم فقد آذوا أباهم اذًى كبيراً ولذلك يطلبون منه الاستغفار لهم ومُسامحتهم ليغفر الله لهم إثمهم في حقّ أبيهم وأخويهم يوسف وأخيه، ويريد أن يجتمع بأولاده فيطلب منهم أن يغفروا لإخوانهم حتى يغفر الله لهم وهو خيرُ الغافرين فهو لم يلتقِ بيوسف وأخيه بعد، ولذلك وعدهم بالاستغفار.

    وأما بالنسبة للدعاء، فهو في أيِّ وقتٍ تدعو ربَّك تجده فهو حيٌّ قيّومٌ لا تأخذه سنة ولا نوم يغفر لمسيء النهار والليل حين التوبة والإنابة فلا يؤخرها إلى وقت معين، سبحان الله! تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿133)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويجيب دعوة الداعِ المُخلص حين يدعوه في أي وقتٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴿186﴾} صدق الله العظيم[البقرة:186].

    وإنّما الدعاء في أي وقتٍ ولا يجوز الاعتقاد أنّه لن يجيب الله إلا في وقتٍ معلومٍ ولذلك ينتظر لذلك الوقت! بل الدعاء مثله كمثل النافلة في أي وقتٍ، فاذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.

    ________________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

  10. افتراضي قصة خاتم الخلفاء الإمام المهدى المنتظر ناصر محمد صلى الله عليه وآله وسلم..


    إمامنا الحبيب، يغلبنا الشوق للقاء بك والسلام عليك وسماع بيانك الحقّ
    فهلّا قصصت علينا سيرتك في الحياة؟ راجين أن تروي قلوبنا وعقولنا من معين الحقّ ..


    مقدمـــــــــــــــــة ..


    بيان قول الله تعالى { الرَّحْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢﴾}..
    ذلك الإنسان الذي علمه الله البيان للقرآن هو الإمام المهدي..


    بسم الله الرحمن الرحيم ، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
    قال الله تعالى:
    {الرَّحْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ(4)} صدق الله العظيم [الرحمن].

    فأما البيان لقول الله تعالى:
    {الرَّحْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ(2)} صدق الله العظيم، أي علّمه لمُحمد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلّم- عن طريق جبريل الأمين. وأما قول الله تعالى: {خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ(4)} صدق الله العظيم، وذلك الإنسان هو الإمام المهدي خلقه الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور حتى إذا بلغ أشده علّمه البيان للقرآن وأن الشمس والقمر بحسبان وعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون لا أنتم ولا آباؤكم الأقدمون ولكل دعوى برهان. ذلك لأن مُعلّم الإمام المهدي هو الرحمن بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ ليكون البيان الحقّ للقرآن هو برهان الإمامة والقيادة على الأمّة ليبيّن الله لهم البيان الحقّ للقرآن بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي كمثل الأرض ذات المشرقين وذات المغربين فيعلّمكم بها ومن ثم تجدون البيان الحقّ حقاً على الواقع الحقيقي، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَ‌بِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٦﴾ رَ‌بُّ الْمَشْرِ‌قَيْنِ وَرَ‌بُّ الْمَغْرِ‌بَيْنِ(17)} صدق الله العظيم [الرحمن].

    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    هجرة جده الى اليمن فاراً من بطش مضطهدي آل بيت رسول الله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا حبيبي في الله أبو هادي، فالحق أقول إنّ نسب آبائي كان مجهولاً لديهم لكونهم يعلمون أنّ أباهم وخادمه قد أتيا من أرضٍ مجهولةٍ وجعل لهُ اسماً مُستعاراً (شندق) واسم خادمه (شدلق)، ولكن ليست هذه هي أسماءهم الحقيقية، وكان ذلك في العصر القديم وليس أن خادمه ينتمي لأهل البيت وإنما جعل له ولخادمه أسماءً مُستعارة، وجدُّنا جعل له الاسم (شندق) وأما خادمه (شدلق). وأما سبب أن جدُّنا جعل له اسماً مستعاراً يوم قدم إلى القبيلة التي ننتمي إليها اليوم وذلك لكي يحافظ على نفسه وذريته من بطش الجبارين في عصر كانوا يلعنون الإمام علي بن أبي طالب على المنابر وكانت الحرب على ذرية الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام حتى لا يأخذوا بثأر أبيهم في عصر قوم مُسرفين ضرب الله عنهم البيان الحقّ للذكر صفحاً كونهم كانوا يقتلون أئمتهم بغير الحقّ وخالفوا أمر الله إليهم في قول الله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} صدق الله العظيم [الشورى:23].

    وما كان من القوم المُسرفين إلا أن اضطهدونا بعد موت جدِّنا مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بزمن، ونُبرئ أبا بكر وعمر وعُثمان ونُصلي عليهم ونُسلمُ تسليماً؛ بل اضطهدونا وظلمونا وقتلونا من بعد ذلك؛ حتى ضرب الله عن أولئك القوم المسرفين البيان الحقّ للذكر صفحاً من الدهر كونهم لم يحتكموا إلى كتاب الذكر فينظروا الأعلم به فيهم فيتبين لهم أنهُ من أولي الأمر منهم قد جعله الله لهم إماماً كريماً يهديهم بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.

    وأما كيف يعلمون أن الله جعله للناس إماماً؟ وذلك لأنهم سيجدون أنّ الله زاده بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن فيستنبط لهم حكم الله بينهم من محكم كتاب الله فيما كانوا فيه يختلفون، فإن تبيَّن لهم ذلك فقد علموا أنه من أولي الأمر منهم من الذين أمرهم الله بطاعته من بعد طاعة الله ورسوله؛ كونهم سيُبيِّنون لهم الحقّ من الباطل في السُّنة النّبويّة فيستنبطون لهم الحكم الحقّ من محكم كتاب الله ويحكمون بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ بين المختلفين لكونهم يعلمون بالتأويل الحقّ لكتاب الله فيعلّمونهم بيانه كما كان يفعل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يعلّم الناس بيانه في السُّنة النّبويّة وكذلك يعلّم الله من اصطفاه للناس إماماً التأويل للقرآن حتى يجد أولى الأمر منهم هم أحسنُ تأويلاً لكتاب الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:59].

    ولكن القوم المختلفين أعرضوا عن هذا الناموس في اصطفاء الأئمة للناس وقد بيّن الله لهم برهان الذي اصطفاه الله للناس إماماً بأنّه يزيده بسطةً في العلم عليهم حتى يكون هو أعلمهم بكتاب الله كمثل الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقره:247].
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    قبيلته ونسبه عليه الصلاة والسلام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إنّ قبيلةً من الأشراف من أهل البيت قد أفتونا إنّنا نحن من آل البيت وأفتوا بأنّ لديهم ما يثبت ذلك، ولكنّنا لم نكترث لقولهم وأجابهم من أجابهم منا بقولٍ كريمٍ وقال لهم: "نحن مُعتزّون بأنفسِنا وبحسبِنا وبنسبنا ولا داعي أن نُعلن للقبائل اليوم أنّنا من أهل البيت فلن يرفع ذلك من درجاتنا وتقديرنا واحترامنا بين القبائل". حتى صرف نظر الأشراف بإقناعنا أنّنا من أهل البيت، ولكنّي صدّقتُ الفتوى الحقّ المُباشرة من محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- كما فصّلتُ لكم من قبل في الرؤيا الحقّ وكما أخبرتكم أنّ الرؤيا فتواها تخصّني وحدي من الله وما يخصّكم أنتم في الرؤيا هو قول واحد فقط:
    [[ وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته بالحقّ ]].
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولكنّها مرت سنين كثيرة ولم أرَ محمداً رسول الله في المنام إلى عام 2003 ليلة اختفائي عن أهلي وعن جميع الذين يعرفوني لأنّها ضاقت بي الأرض بما رحبت بسبب خسارتي في تجارة السيارات تحملت ديوناً كبيرة وكان أحد الديّانة يريد أن يُحضر الشرطة ليلقوا القبض عليّ فيجعلوني في السجن حتى يدفع أهلي حقه الذي عليّ وهو خمسة وثمانون ألف ريال سعودي، فعلمت بمكرهِ لأنّه جعل اثنين من رجاله يرافقوني حتى الصباح فإذا لم آتيه بحقّه فسوف يُسلّمني للشرطة ليلقوا بي في السجن حتى يدفع الحقّ أهلي، وقد أبلغني أحد أصدقائي بمكره، ومن ثمّ قررت الهرب فجاءتني فرصة للهرب وكنا في هوتيل بأحد الفنادق في العاصمة اليمنية صنعاء، ومن ثمّ هربت وخرجت من الفندق وأنا خائف أترقّب وركبت تاكسي وهربت إلى هوتيل آخر، ولكنّي تفاجأت بأن صاحب التاكسي أحد أصدقائي القُدامى، ومن ثمّ أخذني إلى هوتيل وسجّل الغُرفة باسمه هو، ومن ثمّ صعدت الغرفة بعد أن ودّعته، ومن ثمّ صليت الشفع والوتر، ومن ثمّ نمت فإذا أنا بوسط دائرة العشر رجال كما أخبرتكم في أول هذا البيان، فعلمت من خلال الرؤيا عِلم اليقين بأن أئمة آل البيت هم اثنا عشر إماماً، وذلك لأن عشرةً منهم كانوا حولي وكذلك الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام أول أئمة آل البيت وأنا الإمام الثاني عشر، وعلمت أنّي من آل البيت المُطهّر برغم أنّه كان أُناسٌ من الأشراف يقولون لنا بأننا من آل البيت ويخبرونا بقصة جدنا بأنّه من آل بيت محمد رسول الله أخفى نفسه في زمن كانوا يقتلون ذُرّيات الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام، ولكنّي لم أكن أصدقهم! فما يدريهم؟ برغم إنّي أعلم بأن جدّنا الأوّل ليس من القبيلة التي ننتمي إليها الآن وهي قبيلة أزليّة قديمة توجد من قبل أن يبعث الله محمد عبده ورسوله إلى النّاس كافة، ولها باب باسمها في الحرم المكي، والمهم إننا نعلم أنا وآبائي من قبلي وأسرتي أجمعين بأننا لسنا من أصيلة هذه القبيلة الكُبرى، وأن جدّنا جاء إليها منذ زمنٍ بعيد وكان رجلاً شجاعاً فرض نفسه حتى احتل مركزاً كبيراً فيها، وكان من أحد ربوعها وشيخ شمل فيها، ولكنّي لم أكن أصدق بأننا من آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وتالله ما صدقت غير جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بعد أن عانقته فجعلت وجهي في عنقه فارتويت بقبلات في عنقه.. مجموعة قبلات...ومن ثمّ أخبرني بشأني قائلاً:
    [ كان مني حرثك، وعلياً بذرك، أهدى الرايات رايتك، وأعظم الغايات غايتك، وما جادلك أحدٌ من القُرآن إلّا غلبته ]

    وقد رأيت جدّي في رؤى كثيرة من عام 2003 وفصّل لي شأني تفصيلاً، والرؤيا تخص صاحبها ولا يُبنى عليها حُكمٌ شرعي، ولكن يا معشر علماء الأمّة لقد جعل محمد رسول الله هُناك آية ليصدق الله الرؤيا بالحقّ وذلك قوله:
    [[ وما جادلك أحدٌ من القُرآن إلّا غلبته ]]

    فإن جادلتموني من القُرآن فوجدتم أن الله جعلني المُهيمن عليكم بسُلطان القرآن العظيم فقد صدق الله الرؤيا لعبده بالحقّ، وإن ألجمتموني فلست المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهّر.

    ويا أيّها السائل أبا النّور، إنّي أنا المهديّ المنتظَر أصدق بأن أئمة آل البيت اثني عشر إماماً كما أراني ربّي في منامي ولكنّي لا أعلم بأسماء كثيرٍ منهم، ولا يهم أسماؤهم في شأني وهدي النّاس إلى الحقّ ليس مشروط بأن يُعلّمني الله بأسمائهم و لكن الله يرى أنه لا داعي لذلك؛ بل العقيدة والتّصديق بأنّهم اثني عشر إماماً أولهم الإمام علي بن أبي طالب وخاتمهم الإمام الثاني عشر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.

    وأُسمي نفسي باليماني لأني من اليمن وليس ذلك لقبي الأُسري، وأنا من أُسرة عريقة مشهورة في اليمن، وأنا الآن في صنعاء العاصمة اليمنية.

    وبالنسبة لطلبك أن آتيك بالبُرهان عن شأني من روايات أئمة آل البيت فأنا لا أُجادلكم بروايات آل البيت ولا بجميع الأحاديث الواردة؛ بل أدعوكم إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون في شأن الأحاديث المدسوسة فأحقّ الحقّ وأبطل الباطل بنصوص القرآن العظيم وأشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأشهد بأن أولي الأمر منكم الذين أمركم الله بطاعتهم هم الذين يأتيهم عِلم القرآن العظيم فيزيدهم عليكم بسطةً في العلم ليحكموا بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ } صدق الله العظيم [النساء:83]

    وأولئك هم الذين أمركم الله بطاعتهم من بعد الله ورسوله في قول الله تعالى:
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿٥٩﴾ } صدق الله العظيم [النساء].
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    ميلاد الإمام ناصر محمد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وكذلك يفتيكم الله في محكم القرآن العظيم عن المهدي الإنسان الذي يُعلّمه الله البيان الحقّ للقرآن، وأن الشمس والقمر بحسبان، فبدأ عمره بحساب الشهر القمري لذات القمر من لحظة تميّزه عن الأنثى ببدء خلق الجهاز التناسلي من بداية الشهر الرابع حتى فطامه عن الرضاعة، فجعل ذلك بحساب الشهر القمري لذات القمر شهراً قمرياً واحداً، ويعدل بحسب أيام الحساب في الأرض ثلاثين شهراً. وذلك الإنسان الذي جعله الله كسائر النّاس ليس معصوماً من الخطيئة، وعلّمكم أنّه يكون براً بوالديه، وعلّمكم الله بأنه يصلحه الصلاح التام في سنّ الأربعين ويهب له ذُريّة طيبة، وعلّمكم أن أمّه تحمل به كرهاً وهي لا تُريد أن تحمل نظراً لأن أخاه المولود من قبله لا يزال سنة وستة أشهر ومن ثمّ حملت بالإمام المهدي كرهاً وهي لا تريد أن تحمل فتفاجأت بحمله.

    ويريد الله أن يظهره في قدره المقدور في الكتاب المسطور وعمره أربعون سنة فيصلحه ويتوب عليه ويهب لهُ ذُريّة طيبة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمسلمين} صدق الله العظيم [الأحقاف:15].
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    الفترة ما بين أول خليفة آدم عليه الصلاة والسلام وبين خاتم الخلفاء الإمام ناصر محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم..


    قال الله تعالى:
    {يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثمّ يَعْرُجُ إِلَيْه فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم [السجدة:5].

    وتلك ألف سنة من سنين الأرض المفروشة ويومها سنة مما نعده نحن، وبين الأمر الذي تنزل بطاعة أول خليفة من البشر إلى آخر أمر تنزَّل بطاعة المهديّ المتظَر بينهم بالضبط 360000 سنة (ثلاثة مائة وستون ألف) سنة من سنينكم ولكنه ليس إلا ألف سنة من سنين الأرض التي كان فيها خليفة الله آدم.

    وتلك ألف سنة من سنين الأرض المفروشة ويومها سنة مما نعده نحن، وبين الأمر الذي تنزل بطاعة أول خليفة من البشر إلى آخر أمر تنزل بطاعة المهدي المنُتظر بينهم بالضبط (360000 سنة) ثلاث مائة وستون ألف سنة من سنينكم، ولكنه ليس إلا ألف سنة من سنين الأرض التي كان فيها خليفة الله آدم وسبق وأن علمناكم بحقيقة الأرض المفروشة ذات المشرقين .
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    الفتره ما بين الإمام الحادى عشر وبين خاتم الخلفاء الإمام ناصر محمد اليمانى المهدي المنتظر الإمام الثانى عشر من آل البيت المطهر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولسوف أُعلّمكم بالإمام الحادي عشر من قبلي ولا يهم ذكر اسمه، ولكنّي أجد بأنّه مات أو قتل من قبل ألف عامٍ قبل ظهوري بمعنى أن بيني وبينه ألف عام بالضبط والتمام، وكأنّي أرآه مقتولاً ولكنّي أخشى أن أقول على الله غير الحقّ لذلك سوف أقول: مات أو قتل من قبل ألف عام، بمعنى أن بين مبعثي ومبعثه ألف عام يا محمدي، فإنّي لا أقول لكم غير الحقّ، وذلك لأنّي أجد بأن الله ضرب عن المسلمين الذكر فرفع البيان للقرآن قبل ألف عامٍ، وذلك لأنّهم قومٌ مسرفون أبوا أن يعتصموا بحبل الله جميعاً وتفرقوا إلى أحزابٍ وشيعٍ، وقتلوا أئمتهم وأولي الأمر منهم أهل الذكر الذين يلجؤون إليهم في مسائلهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ‌ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    ولأن الذكر هو القرآن وهو الحجّة والمرجعية لذلك حفظه الله من التحريف حتى لا تكون لكم الحجّة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].

    ولكني أرى المسلمين قد قتلوهم ومنهم من توفاه الله ولم يطيعوا أمرهم كما أمرهم الله، وعلّمهم كيف لهم أن يعرفوا أئمتهم الذين اصطفاهم الله عليهم وهم الذين يستنبطون لهم العلم الحقّ من القرآن فيما اختلف العلماء في الأحاديث والروايات ثمّ يبينوا لهم الحقّ من الباطل المخالف لما أنزل الله في القرآن العظيم.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]


    صفة أجساد الأئمــــة ..
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ألا والله يا عُثمان إن ربّي لم يعلمني إلا بعددهم وأراني صورهم ولم يعلمني بأسمائهم لحكمة من ربّي لعلكم لا تنبشون قبورهم ؛ لأن الأرض لم تأكلهم فلا تزال أجسادهم كما هي يوم موتهم ؛ ذلك لأن الله زادهم بسطةً في العلم والجسم فلا تكون أجسامُهم من بعد موتهم جيفةً قذرةً ولا عظاماً نخرةً، فلله حكمةٌ بالغةٌ من أن لم يحط عبده بأسماء أئمة آل البيت جميعاً بل أحاطه بصورهم وعددهم

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    يا أبو النور، إن المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر الذي خلقهُ الله من نطفةٍ حقيرةٍ وليس آخره جيفةً قذرةً.
    ________________



    بسم الله الرحمن الرحيم
    وها هم المُسلمون فرَّقوا دينهم شيعاً كما فعل أهل الكتاب من قبلهم، وها هو المهديّ المنتظَر قد ابتعثه الله ليدعوهم إلى كتاب الله ليحكمُ بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيجعل الله ذلك بُرهان الخلافة بالحقّ من ربه وآية الاصطفاء عليهم فيجدون أنّهُ حقاً زاد الله خليفته المُصطفى عليهم بسطةً في العلم والجسم، فلا يكون جسمي من بعد موتي جيفةً قذرةً ولا عظاماً نخرةً ولكن أكثركم لا يعلمون كيف يعلمون المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم إذا حضر في عصره المُقدر، وتجاوزوا الحدود في حقّ ربهم وقالوا إنّ الإمام المهديّ لا يقول إنّه الإمام المهديّ المنتظَر؛ بل البشر هم الذين يعلمون أيّهم المهديّ المنتظَر من بينهم فيصطفوه في وقته المُقدر ويقولون له أنت المهديّ المنتظَر شرط أن ينكر إنّه المهديّ المنتظَر ثم يُصرّون إنّه هو المهديّ المنتظَر! فأصبحوا حسب فتواهم الباطل إنّهم أعلمُ من المهديّ المنتظَر ومن ربّ المهديّ المنتظَر، سُبحان الله ربّ المهديّ المنتظَر وتعالى علواً كبيراً! وكأنّهم هم من يٌقسِمون رحمة ربِّهم سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! برغم إنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أفتاهم بالحق إنّ الله هو من يبعث المهديّ المنتظَر على اختلافٍ في أمته ليحكم بينهم بالحقّ، وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [أبشركم بالمهديّ يبعث في أمتي على اختلاف من الناس، فيملأ الارض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صفاحاً]. صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    إذاً يا معشر السنّة والشيعة لقد أصبح رضاكم غاية لا تدرك، ولا يهمني شيئاً أن ترضوا عني حتى اتّبع أهواءكم بغير الحقّ، وحقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، وكان آخر إمام من قبلي صعدت روحه لبارئها قبل ألف عام عليه الصلاة والسلام، وذلك لأن المسلمين استحبوا الضلالة على الهدى ومن ثمّ تركهم الله من قبل ألف عام في ظُلمات يعمهون، فازدادت فرقهم وطوائفهم إلى أحزابٍ وشيعٍ، ورفع الله بيان الذكر عنهم لأنّهم قوم مسرفون ويريدون إماماً مُسيّراً لهم حسب ما يريدون فيتبع أهواءهم أو يحاولون قتله وإنكار إمامته للمسلمين. وقال الله تعالى:
    {أَفَنَضرب عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ}
    صدق الله العظيم [الزخرف:5]

    ومعنى قوله تعالى:
    {أَفَنَضرب عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا}، والإضراب هو من الله برفع أرواح أهل الذكر فلا يجدون من يسألون عن بيان الذكر الحكيم من علماء الأمّة الأئمة، وذلك لأنّهم قوم مسرفون استحبوا الضلالة على الهدى وقام من قام منهم بقتل الأئمة أو محاولة قتلهم، ويريدونها حكماً جبرياً مملكة وراثيّة رافضين اختيار الله واصطفاءه لأولي الأمر منهم والذين أمرهم الله بطاعتهم بعد طاعة الله ورسوله، ومن أطاعهم فقد أطاع الله ورسوله ومن عصاهم فقد عصى الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلم.

    وأمّا المقصود من قوله تعالى:
    {صَفْحًا} فتلك هي مدة الإضراب وهي ألف عام، وذلك لأن الصفح هي أصابع اليدين اليمني واليسرى إذا اجتمعت لأخذ صفحة من تراب أو من قمح أو من دقيق أو من غير ذلك فجعل الله العشرة الأصابع رمزاً لعشرة مائة سنّة أي ألف عام مما نعده نحن. وقال الله تعالى: {يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سنّة مّمّا تَعُدّونَ} صدق الله العظيم [السجدة:5].

    فأمّا الأمر هو البيان الحقّ للقرآن يُدبره بوحي التفهيم إلى قلوب الأئمة في الأرض، ومن ثمّ يعرج إليه وهي روح الإمام الحادي عشر يعرج إلى بارئه في يوم كان مقداره ألف سنّة مما تعدون، وتلك هي الفترة الزمنيّة لرفع العلم وانقطاعه من يوم رفعه إلى يوم تنزيل العلم مرةً أخرى بعد ألف سنّة مما تعدون وذلك بحساب أيامنا 24 ساعة هي ألف عام من يوم الرفع لروح الإمام الحادي عشر إلى بعث الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر، ويعدل سنّة واحدة بحساب سنين الشّمس الفلكية وألف عام بحساب أيامنا 24 ساعة.
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    ناصر محمد هو اسمي الذي سمّاني به أبي منذ أن ولدتني أمّــي ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبرهان اصطفائه ملكاً عليكم حديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ]، وكذلك أخبركم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ الله لم يجعل الإمام المهدي نبياً ولا رسولاً بل ناصراً لما جاءكم به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك سوف يأتي اسم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يواطئ في اسم المهدي في اسم أبيه (ناصر محمد)، وفي التواطؤ حكمة بالغة أن يواطئ الاسم (محمد) في اسمي في اسم أبي (ناصر محمد) لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر ليجعلني الله ناصراً لمحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لما جاءكم به، وعليه فإني أدعوكم يا معشر المسلمين إلى الاستمساك بما ترك فيكم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من كتاب الله وسنَّة نبيّه الحقّ، تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي فإنهما لن يفترقا ]، بمعنى أنهما لا يختلفان في شيء وما خالفهم فهو باطل موضوع ومكر مُفترًى من قبل أعدائكم ليضلوكم عن الحقّ.

    ويا معشر المسلمين، إن شرَّ عُلمائكم الذين يُؤمنون بالأحاديث الحقّ والباطل والمُدرج ثمّ يذرون الحقّ الذي هم به مؤمنون وراء ظهورهم، ثمّ يُجادلونني بالباطل الذي يُخالفه فهم به مُستمسكون، كمثل جدالهم للإمام المهدي ناصر محمد اليماني فيقولون له: "إن الله لا يبعث إلينا الإمام المهدي، ولذلك لا يعلم الإمام المهدي الحقّ إنه الإمام المهدي بل علماء المسلمين هم من يعرفونه، فيعرّفونه على شأنه فيهم إنه الإمام المهدي، ثمّ يعرض عنهم فيتبرأ إنه الإمام المهدي، ثمّ يُبايعونه على الخلافة مُبايعة جبرية وهو كاره لها ومُنكر إنه الإمام المهدي" . فأضلتهم عن الحقّ هذه الرواية الباطلة التي جاءت مُخالفة لجميع الأحاديث الحقّ بالفتوى الحق:

    إن الله هو من يبعث المهدي إليكم ولستم أنتم من يبعثكم الله إليه لتعرّفوه بشأنه أنه المهدي. فهذا باطل مُخالف لما أفتاكم به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بشأن بعث المهدي من الله.
    وقال عليه الصلاة والسلام:
    [ أُبَشِّرُكُمْ ‏ ‏بِالْمَهْدِيّ ‏ ‏يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلافٍ مِنْ النّاس وَزَلازِلَ فَيَمْلأ الأرْضَ ‏‏ قسطاً وعدلاً كَمَا مُلِئَتْ ‏جوراً وظلماً ‏يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الأرْضِ يَقْسِمُ الْمَالَ صِحاحًا ].

    وكذلك تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ لتملأن الأرض جوراً وظلماً فإذا ملئت جوراً وظلماً يبعث الله عز وجل رجلاً من أهل بيتي يوطئ اسمه اسمي باسم أبيه فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ].

    ثمّ أكّد لكم حقيقة بعث الإمام المهدي من ربّه، وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل من أفضل بيتى يواطئ اسمه اسمى باسم أبيه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ].
    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    إن اسمي ناصر محمد، وليس محمد ناصر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولكنك أخطأت في الاسم وجعلت محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يأتي من بعد المهديّ المنتظَر ليكون ناصراً لما جاء به المهديّ المنتظَر ناصر اليمانيّ بسبب عكس الاسم حسب قولك (محمد ناصر اليماني) فجعلت خاتم الأنبياء والمرسلين يأتي ناصراً لناصر اليماني! ولكن الاسم الحقّ هو (ناصر محمد اليماني) فهنا تتبيّن الحكمة من التواطؤ للاسم محمد في اسم المهديّ المنتظَر ( ناصر محمد)، وجعل الله التواطؤ في اسمي للاسم محمد في اسم أبي (ناصر محمد)وهو اسمي الذي سماني به أبي منذ أن ولدتني أمي هو ( ناصر محمد)، وذلك هو اسم المهديّ المنتظَر الحقّ جعل الله في اسمه خبره وراية أمره وذلك لأن الله لم يجعله نبياً ولا رسولاً بل يأتي ناصراً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك جاء قدر اسمي بقدرٍ مقدور منذ أن ولدتني أمي والناس ينادوني (ناصر محمد) فلا تعكس اسمي أخي الكريم بقولك (محمد ناصر اليماني) بل اسمي (ناصر محمد اليماني) بارك الله فيك وهداك إلى الصراط المستقيم، وأراك الحقّ حقاً ورزقك اتباعه، وأراك الباطل باطلاً ورزقك اجتنابه، وجعل الله لك بصراً حديداً، وهداك بالقرآن المجيد إن ربّي غفورٌ ودودٌ فعالٌ لما يريد.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوك الإمام ناصر محمد اليماني.

    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    الله يحفظه ويمنعه من الكـــــافرين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ماعدا الإمام المهديّ فلا ينبغي له أن يكون اسمه مُستعاراً ولا اسم أبيه؛ بل اسمه الحقّ منذ أن كان في المهدِ صبياً (ناصر محمد)، فقد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري، ولن يستطيع قتلي كافة الجنّ والإنس حتى يتم بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره فإن استطاعوا قتلي فلستُ المهديّ المنتظر، وإن مسخهم الله إلى خنازير فيعلمون أن الله على كلّ شيء قدير وكان حقاً على الله أن يدافع عن خليفته حتى يظهره الله في ليلةٍ على كافة البشر وهم صاغرون، وبما أني أعلم أني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين أقول لأعداء الله المشركين كما قال رسل الله في محكم الكتاب:
    {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (55)إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ربّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ ربّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)} صدق الله العظيم [هود].

    {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:70].
    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    إلى أي بلد ينتمي الإمام المهديّ ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فسوف يجيبك عليه الحديث الحقّ لمحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في قوله عليه الصلاة والسلام: [ إني أرى نَفَس الله يأتي من اليمن ]

    والنَفَس هو فرج الله على المُسلمين والمظلومين في العالمين
    ، وهو المهديّ المنتظر يأتي إلى الركن اليماني من اليمن ولا يذهب إلى سوريا أو يخرج من سوريا؛ بل هو يماني ويأتي من اليمن، وذلك بعد ثورة اليماني المُمهد للظهور لدولة المهديّ فيقوم بثورة الوحدة اليمنية حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على شاته.

    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    كيف علم الإمام ناصر محمد بأنه المهديّ المنتظَر ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بما أن الله أتاني العلم وأعلم أنهُ قد خاب من افترى على الله كذباً فلا أنطق لكم إلا بالحقّ وأقسم بالله العظيم البَرُّ الرحيم إنّ الله جمعني بمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والإمام علي بن أبي طالب وعشرة من أئمة آل البيت كانوا من حولي بشكل دائري ونظرت إلى وجوههم المُنيرة فلم أعرف منهم أحداً غير أني أرى النّور يشرق من وجوههم المنيرة، ثم سألتهم فقلت لهم دلوني على الإمام علي بن أبي طالب، ومن ثم استأخر رجلٌ وهو الذي أمام وجهي تماماً وأظنّه أبتي الإمام الحسين بن علي كما كنت أشعر بذلك في نفسي، ثم استأخر خطوة إلى الوراء وخطوة إلى الجنب فأشار إلى رجلٍ واقف خارج دائرة العشرة من حولي وقال لي ذلك الإمام على بن أبي طالب، ومن ثم انطلقت نحوه وأمسكت يده بيداي الاثنتين وقلت له دلني على محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو بدوره أخذني إلى جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن ثم جثمت بين يديه عليه الصلاة والسلام وجعل وجهي في عنقه فقبلته ما شاء الله وهو من أفتاني في شأني وقال:

    [ لي كان مني حرثك وعلياً بذرك وأهدى الرآيات رايتك وأعظم الغآيات غايتك وما جادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته] .

    وفي رؤيا أخرى زادني بشأني تعريفاً ولم يكن معه في الرؤيا الأخرى إلا الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ولم يتكلم شيئاً الإمام علي إنما كان مرافق مع النَّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم افتاني جدّي بشأني أكثر فعلّمني أني الإمام المهدي المنتظر ولو لم يقُل لي المنتظر لما تجرأت أن أقول على الله ورسوله بغير الحقّ بل حتى أضاف إلى قوله الإمام المهدي المنتظر.
    وتوالت الرؤيا تلو الأخرى في فترات متفرقة ومواضيع شتى، ولا ولن أحاجكم بالرؤيا فهي فتوى لي وتخصّني ولم يجعلها الله حجّتي عليكم حتى تجادلوني بالقرآن فأهيمن عليكم بسلطان العلم من القرآن العظيم على كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود فإذا صدقني الله الرؤيا بالحقّ فلا تجادلوني من القرآن إلا غلبتكم بسلطان العلم حتى يُسلم علماء الأمّة للحقّ تسليماً وحين ذلك تعلمون أن الله أصدقني الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي وتبين لكم الحقّ إن كنتم تريدون الحقّ.
    ________________


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    مؤهلاته الدراسيـّــة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الإمام المهدي ضابط بجيش اليماني الممهد بكالوريوس في العلوم العسكرية ولكنكم اصطفيتم المهدي المنتظر قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور
    وصدق محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بقوله:
    [ولكنكم تستعجلون] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    فمن ذا الذي يقول أنه قط علَّم الإمام المهديّ ببيان آيةٍ في كتاب الله ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا معشر عُلماء أمّة الإسلام اتّقوا الله، وما كان للإمام المهدي الحقّ أنْ يتّبع أهواءكم فإنكم تؤمنون ببعض الكتاب وتعرضون عن بعضٍ وتحسبون أنّكم مهتدون! فكم في عقائدكم من تناقضٍ كبيرٍ؛ بل جعلتم كلام الله متناقضاً بسبب اتّباعكم المتشابه الذي لا تحيطون بتأويله علماً ولكنكم تذرون محكم كتاب الله وراء ظهوركم وكأنّكم لا تعلمون بوجود آياتٍ أخرى بيّناتٍ محكماتٍ تخالف معتقداتكم الباطلة. ولكنّني الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم من الراسخين في علم الكتاب أعلمُ بمحكمه ومؤمن بمتشابهه وأعلم بتأويله مما علمني ربّي، فمن ذا الذي يقول أنّه قط علَّم الإمام المهدي ببيان آيةٍ في كتاب الله؟ ألا والله الذي لا إله غيره إنّي أتذكر وأنا في الصف الخامس الابتدائي كان لدينا مدرس التربيّة الإسلاميّة وحين يأتي الامتحان في الأوراق فيأتي بأسئلةٍ عن المعنى لكلمات في سورة في مادة التربيّة الإسلاميّة ويريد منا أن نأتيه بالجواب كما هو في كتاب التربيّة الإسلاميّة، ولكنّي كنت آتيه بالبيان حتى صار أصبح مذهولاً ذلك المدرس ويسمّى (سعيد جبريل) من جمهورية السودان؛ ألا والله ما كان ذلك تحدياً منّي ولكني لم أستطع أن أحفظ معاني كلمات القرآن التي يكتبونها بجانب السورة برغم أنّي أحاول حفظها ثم تطير من فكري وذاكرتي؛ حتى إذا جاء الامتحان لمادة التربيّة الإسلاميّة فكنت آخر من يخرج من الطلاب في الامتحان ومن ثمّ أقدم للأستاذ بياناً طويلاً عريضاً مفصلاً تفصيلاً ومن كتاب الله، حتى ذُهل الرجل وقال: "فمن علَّمك بهذا يا بني؟ فهذا التفسير مخالف لمعاني الكلمات التي بجانب السورة في مادة التربيّة الإسلاميّة، فقد حيَّرتني والله كون تفسيرك هو الأقرب للعقل ولكنّك لا تزال صغير السن! فأين تعلّمت هذا التفسير؟". فلم استطع أن أردّ له الجواب كوني والله العظيم لم أكن أعلم كيف تعلّمتُه ومن الذي علمني؛ ألا والله لو كنت أستطيع حفظ التفسير لتلك السورة كما هو في مادة التربيّة الإسلاميّة لما تأخرتُ في كتابته لكي أكون الطالب الناجح في الامتحان، ولكنّي لم أستطع حفظ معاني الكلمات التي تأتي بجانب السورة برغم أنّهم لا يأتون إلا بمعاني لكلماتٍ من السورة فتكون في مربع بجانب السورة، ولكنهم كذلك يأمروننا بحفظ تلك السورة لأن ليس في مادة التربيّة الإسلاميّة إلا سورة أو اثنتين على مدار العام، ولذلك كنت أحفظهم بيسر وكنت أحصل على الدرجة الأولى في الحفظ إلا بحفظ الكلمات! فوالله لم أكن أستطِع برغم أنّي أحفظهم جيداً (حفظ صمٍّ )، حتى إذا وصلنا لقاعة الامتحان فيطِرن من رأسي ويذهبن من ذاكرتي حفظ تلك المعاني، فألجأ إلى التفكير عن المعنى لكلام الله في تلك السورة ومن ثمّ أسرد له بياناً طويلاً عريضاً حتى يصير المُعلم (سعيد جبريل السوداني) في دهشةٍ! فإذا كان حياً يرزق فسوف يكون على ذلك من الشاهدين وكان ذلك قبل سبعة وعشرين عاماً ولم تكن تحدث لي تلك التفسيرات إلا حين يأتي الاختبار لنصف العام أو النهائي آخر العام وإنما أتذكر الأستاذ (سعيد جبريل السوداني) وكنت والله العظيم أتذكر كلماته كونه كان يقول لي: "لقد حيّرتني أيها الصبي فإن قلت أن تفسيرك الذي كتبت خطأ فأسجل عليه علامة خطأ خشيت من الإثم كون تفسيرك للسورة هو الأقرب إلى العقل ويطمئن إليه القلب! ولكن من علمك؟". فلم يجد مني غير الصمت حين يسألني بهذا السؤال فقط أصمت ثم يضحك الأستاذ وقال: "والله سوف أعطيك عشرة على عشرة فأمرك غريب وعجيب وكلامك منطقي كونه مؤيد بآيات أخرى لم تكن من ذات السورة برغم انك تكتبها خطأ في الإملاء، ولكني أفهم أيّ آية تقصد".
    انتهى.
    _________________


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    الإمام ناصر محمد ليس معصومـــــاً ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ثمّ أفتاكم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إن الله جعل الإمام المهدي إماماً لكم وللمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وقال: [ ‏كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ‏ ‏ابْنُ مَرْيَمَ ‏ ‏فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ ] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    ثمّ أفتاكم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن المهدي ليس معصوماً فيصلحه الله في ليلة، تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ المهدي من آل البيت يصلحه الله في ليلة ].
    ثمّ علّمكم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن الإمام المهدي يظهره الله وعمره أربعون سنة، تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ إن الإمام المهدي يظهر وعمره أربعون سنة ] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وكذلك يفتيكم الله في محكم القرآن العظيم عن المهدي الإنسان الذي يُعلّمه الله البيان الحقّ للقرآن، وأن الشمس والقمر بحسبان، فبدأ عمره بحساب الشهر القمري لذات القمر من لحظة تميّزه عن الأنثى ببدء خلق الجهاز التناسلي من بداية الشهر الرابع حتى فطامه عن الرضاعة، فجعل ذلك بحساب الشهر القمري لذات القمر شهراً قمرياً واحداً، ويعدل بحسب أيام الحساب في الأرض ثلاثين شهراً. وذلك الإنسان الذي جعله الله كسائر النّاس ليس معصوماً من الخطيئة، وعلّمكم أنّه يكون براً بوالديه، وعلّمكم الله بأنه يصلحه الصلاح التام في سنّ الأربعين ويهب له ذُريّة طيبة، وعلّمكم أن أمّه تحمل به كرهاً وهي لا تُريد أن تحمل نظراً لأن أخاه المولود من قبله لا يزال سنة وستة أشهر ومن ثمّ حملت بالإمام المهدي كرهاً وهي لا تريد أن تحمل فتفاجأت بحمله، ويريد الله أن يظهره في قدره المقدور في الكتاب المسطور وعمره أربعون سنة فيصلحه ويتوب عليه ويهب لهُ ذُريّة طيبة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمسلمين } صدق الله العظيم [الأحقاف:15].

    وإن كان الإمام المهدي وقع في بعض الأخطاء التي يقع بها النّاس في زمن مليء بالفتنة إلا أن خطأه أدنى من خطأ نبي الله موسى والذي قتل نفساً بغير الحقّ فتاب إلى الله فتاب الله عليه وغفر له ذلك واصطفاه وكلمه الله تكليماً، وقال الله تعالى:
    { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمحسنين ﴿١٤﴾ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ } صدق الله العظيم [القصص]، وغفر الله لنبيّه موسى برغم أنّ قَتْلَ النّفسِ بغير الحقّ فكأنما قتل النّاس جميعاً، ولكن أخطاء المهدي أهون بكثير من خطأ موسى، وعليه فإني أفتي بالحقّ أنّه لا معصوم من الخطإ كافة النّاس صالحهم وكافرهم، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النّاس بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ } صدق الله العظيم [فاطر:45]، وهذه آيةٌ مُحكمة في القرآن العظيم يفتيكم الله فيها أنه لا يوجد إنسانٌ واحدٌ معصومٌ من الخطأ في حياته.

    ولكنّ أخطاء كثيرٍ من الصالحين الذين أصلحهم الله واصطفاهم وعلّمهم وتاب عليهم لا يعلم بها كثيرٌ من النّاس ولم يخبروا النّاس بأخطائهم في حياتهم، ولولا أن أجبرني البيان الحقّ لهذه الآية لما أخبرتكم أني قد أخطأت في حياتي، ولكن لا ينبغي لي أن أكتم الحقّ في شأني في كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمسلمين } صدق الله العظيم [الأحقاف:15]، و تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ولكني مرجوٌ في النّاس منذ الصبا ومحبوبٌ لدى الذين عرفوني ولا يحسدونني ويتمنون لي الخير ويدعون لي كلما جاء ذكري لديهم، فلا يكرهني أحدٌ إلا من كان عند النّاس مكروهاً، ولا خير فيمن يكره المهدي المنتظر.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    وقد سافر إلينا الشيخ علي الكوراني العاملي إلى اليمن مهاجراً لنصرة الإمام ناصر محمد اليمانيّ على أساس أنّه اليمانيّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وقد سافر إلينا الشيخ علي الكوراني العاملي إلى اليمن مهاجراً لنصرة الإمام ناصر محمد اليماني على أساس أنهُ اليماني وكانوا يريدون نصرتي بملايين الدولارات من الحكومة الإيرانية، ولكن الله يعلم أني رفضتها برغم حاجتي إلى شيء منها وهم على ذلك لمن الشاهدين، فقلت لهم: "بل أنا المهديّ المنتظَر" . وقد كانوا يستعجلونني للسفر إلى إيران فتماديت وكان يتصل بي القنصل في اليوم عدة مرات فيقول: " يا شيخ ناصر عجل فالجماعة ينتظرونك في إيران". ولكني في تلك الأيام لستُ بعالمٍ ولكني قد تلقيت الفتوى أني المهديّ المنتظَر، وفكرت ليلة كاملة: "فهل أجيبهم؟" ولكن محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أفتاني إنني أنا المهديّ المنتظَر وأفتاني إن ربّي سوف يعلمني البيان الحقّ للقرآن وإنهُ لن يجادلني أحدٌ إلا غلبته، فكيف!؟ ولكني كنت أفكر.. وكيف سوف يعلمني ربّي البيان الحقّ للقرآن؟ فمكثتُ أسبوعاً كاملاً وهم يتصلون بي والقنصل يتصل بي يومياً: "يا شيخ ناصر عجل فالجماعة ينتظرونك في إيران". فأُحرجت منهم ومن ثم كتبت لهم الحقيقة في رسالة وتمّ تسليمها إلى القنصل ليبلغها لآية الله العظمى مفتي إيران برغم حاجتي الماسة لما كانوا يريدون أن ينصروني به من الدولارات فهم يعلمون أني لم أفترِ عليهم وأني رفضت نُصرتهم حتى يعترفوا أن اليماني هو المهديّ المنتظَر.

    ولكني كنت أحدث نفسي وأقول: وكيف سوف يعلّمني الله علم البيان للقرآن كما وعدني! حتى أراني أن أكتب علمي في الأنترنت وكل شيء يأتي من فوره كما يشاء الله، ومن ثم فتح الله عليّ من علمه ولا يزال، فوعدني ربّي إنه لا يحاجني أحد من القرآن إلا غلبته بالحقّ إلا أن تجدوا ولو عالماً واحداً فقط هيمن بعلمٍ وسلطانٍ على الإمام ناصر محمد اليماني فقد أصبح ناصر محمد اليماني كذاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر، وطاولة الحوار هي الحكم بسلطان العلم وإنا لصادقون.

    وكذلك لا ينبغي للمهديّ المنتظَر أن يتبع أهواء أهل السُّنة والجماعة أبداً فلا أدعوا إليهم ولا لأيٍ من الفرق الإسلامية، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأني لستُ منهم جميعاً في شيء لا أنا ولا جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:159]
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    من هو اليمانى المُمَهِد للمــهدي ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وأعترف أنه يوجد هناك يماني غيري ولكنه ليس بإمامٍ ولا عالمٍ وإنّما مهمته بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور أن يقوم بحركة ثوريّة تمهيديّة لوحدة اليمَنَين شمالاً وجنوباً فيجعله يمناً واحداً، وذلك لأن اليمن سوف يكون بإذن الله عاصمة الخلافة الإسلاميّة العالميّة وقد أدى مهمته بنجاح ولا يزال إلى حد الساعة لصدور هذا البيان يُناضل للدفاع عن الوحدة اليمانيّة بين صنعاء وحضرموت وما جاور حضرموت، ولكن اليماني المُمهد فاشل في سياسة الحكم ولم ينجح إلا في مهمته وهي الوحدة بين اليمنين تمهيداً من الله بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور لظهور الإمام المهدي بغير قصدٍ منه، وهو ذاته اليماني علي عبد الله صالح هو من سوف يُسلّمني راية اليمن والتي سوف تكون عاصمة الخلافة الإسلاميّة والله على ما أقول وكيلٌ وشهيدٌ، ولكنه للأسف لا يزال من الضالين من الذين لا يعلمون أني الإمام المهدي الحقّ من ربّه وعمّا قريبٍ سوف يتبين له أني الإمام المهدي الحقّ من ربّه فيُسلم راية الخلافة الإسلاميّة اليمانية بكلّ اقتناع من ذاته قلباً وقالباً كونه عَلِمَ عِلْمَ اليقين أني الإمام المهدي المنتظر الحقّ من ربّه وليس له علينا فضلٌ إلا بالوحدة اليمانيّة، بل هو يعرفني ولم ينصرني شيئاً ولستُ بآسفه شيئاً ولكني سوف أحسن إليه فأكون له أحسن من ولده كما أُمرت بذلك حتى ولو أساء إلينا بالتقصير ولكنه كان يحسن إلى من أساء إليه ولكن عيبه أنه لا يحسن إلى من أحسن إليه ولستُ بآسفه، ويطغى طاقم دولته من الذين لا شعبية لهم ولا يحبونهم النّاس وذلك الذي أردى سياسته وهي الآن مشلولة..

    وأما الحوثي وأنصاره فأقسم بالله العظيم أنهم على ضلالٍ مبينٍ وأنهم لن ينتصروا على اليماني المُمهد علي عبد الله صالح لو حشدوا ضده قوات العالم بأسره لنصره الله عليهم وأمدّ في عمره حتى يُسلم الراية للإمام المهدي ناصر محمد اليماني من غير حربٍ ولا انقلابٍ بل بكل اقتناع أني الإمام المهدي المنتظر الحقّ من ربّه، وذلك لأنه اليماني المُمهد ومهمته طرد عناصر الماركسية المُلحدة من جنوب اليمن فيجعل اليمنين يمناً واحداً وقد نجح في مهمته بقدر مقدور في الكتاب المسطور وإشارة ثورة الوحدة اليمانيّة تجدوها في قول محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [والذي نفسي بيده! ليتمَّنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون]
    صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

    بل الأمر سوف يظهره الله على العالمين فيوحد العالم بأسره وإنما وحدة صنعاء وحضرموت إشارة لوجود الإمام المهدي في الشعب اليماني، بل الإمام المهدي ضابط بجيش اليماني الممهد بكالوريوس في العلوم العسكرية ولكنكم اصطفيتم المهدي المنتظر قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور
    وصدق محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بقوله:
    [ولكنكم تستعجلون] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    الإمام ناصر يفتي الرئيس على عبد الله صالح فى أمر الـــعرّافين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولكنّي المهديّ المنتظر الحقّ الرجُل الصالح ناصر محمد اليماني أفتي الرئيس علي عبد الله صالح فأقول: يا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح اليماني، إنّما العرّافون الأفّاكون يحذّرونك من الصالحين، ألم يحذّروا فرعون من موسى وهو رجُلٌ صالح؟ ولا تجدنّهم يحذّرون من الكافرين وذلك لأنهم أولياؤهم وقد جربت، فها هم لم يحذِّرونك مما أنت فيه الآن من حركة الحوثي الخراساني، ويُسمّى الخراساني نسبة لأوليائه خراسان إيران، والحوثي على ضلال مُبين ويسفك دماء المسلمين اليمانيين بغير الحقّ، ولن يرث الجنّة هو وأولياؤه بسفك دماء المسلمين، حاشا لله ربّ العالمين ولم يعدكم بأنّ من سفك دماء مسلمٍ أنه في الجنّة، فكيف تقتلون العسكر اليمانيين الضعفاء المساكين الذين أجبرتهم قسوة الحياة المعيشية والبطالة على العسكرة بالراتب الزهيد؟ ومن ثمّ تقتلونهم يا معشر آل الحوثي وأولياءهم!

    وأقسم بالله العليّ العظيم إنّكم لعلى ضلالٍ مُبينٍ، والراية اليمانية أقسم بالله العلي العظيم أنها لن ولن ولن يُسلمها اليماني علي عبد الله صالح إليكم أبداً حتى ولو استمرت حركة فسادكم في البلاد وسفك دماء العباد مائة عام لما سلّم إليكم الرئيس علي عبدالله صالح اليماني راية القيادة أبداً، وإنّه لن ولن ولن يُسلمها إلا للمهدي المنتظر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، والأيام بيننا ولسوف تذكرون بأني لا أنطق إلا بالحقّ.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    الرئيس اليمني يمنع قبيلة الإمام ناصر محمد اليمانيّ حقوقها ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولكن هذا اليماني المُمهِّد ليس بعالمٍ ولا يعلم بأنّه المُمهد وذلك هو الرئيس علي عبد الله صالح اليماني، وأما الحوثي فهو الخُراساني، وكلا ولن ولا ينبغي أن يُسلّم الراية اليمانية علي عبد الله صالح اليماني إلى الحوثي الخراساني، ويسمى الخراساني نسبة لأوليائه خراسان إيران؛ بل سوف يُسلّم الراية اليمانية علي عبد الله صالح اليماني إلى ناصر محمد اليماني فيقول: (سلمتك القيادة) والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ.

    ولكنّ المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني ليس راضياً الآن على الرئيس علي عبد الله صالح اليماني وذلك لأنّه صدّق العرّافين المشعوذين؛ كُلِّ أفّاك أثيم من الذين تتنزل عليهم الشياطين فيُلقون إليهم السمع وأكثرهم كاذبون، فيحذّرون علي عبد الله صالح من أسرة عريقة في اليمن بأن لا يؤتِهم حقوقهم شيئاً، ويحارب مصالحهم حتى لا يسْتَقْوُون، وإن لم يفعل فإنهم سوف يُزيحونه من مكانه من على العرش اليماني، وللأسف الشديد فإنّ الرئيس اليماني علي عبد الله صالح صدّقهم فحرّم هذه الأسرة العريقة اليمانية من جميع حقوقها الماديّة حتى لا يزيحونه من على عرشه كما خوّفه بذلك العرّافون كمثل (محمد العوبلي) بمدينة رداع وأمثاله من الأفّاكين أولياء الشياطين.

    ولكنّي المهديّ المنتظر الحقّ الرجُل الصالح ناصر محمد اليماني أفتي الرئيس علي عبد الله صالح فأقول: يا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح اليماني، إنّما العرّافون الأفّاكون يحذّرونك من الصالحين.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    وأنا اليمانيّ والذي هو بذاته المهديّ الذي فيه تمترون ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ألا وإن اليماني المُنتظر هو ذاته المهدي المنتظر، وأمّا اليماني صاحب ثورة الوحدة اليمنيّة فهو ليس عالمُ دينٍ وإنّما قائد ثورة الوحدة بين اليمنيين، وهوالذي تحاربونه الآن، وهوعليّ عبد الله صالح والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، وهو الذي قام بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور بثورة الوحدة بين اليمنيين حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت آمناً من بعد حروب اليمنيين.وإنما ذلك هي من علامات ظهور المهدي المنتظر فتحدث في جيل المهدي المنتظر وعصره من قبل الظهور، ولم أقل ذلك مُجاملة مع علي عبد الله صالح أو لأكسب رضوانه، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، ولكني أشهدُ الله أني لم أنطق إلا بالحقّ وأعلم علم اليقين أن علي عبد الله صالح هو من سوف يُسلّمني راية الحُكم لأن اليمن سوف يصبح عاصمة الخلافة العالميّة ومكة العاصمة المُقدسة مركز اجتماع عُلماء الدّين للتشاور في أمر الدين، وأمّا عاصمة الخلافة العالميّة فهي اليمن مقر اجتماع وزراء المهدي المنتظر ولاتنا على العالمين للتشاور في أمور البشر، والمهدي المنتظر قد جعله الله حُراً في دولته الكُبرى أفعل ما أريد وليس لكم من الأمر شيء، وأمّا السُفياني فقد مضى وانقضى وهو صدام حُسين المجيد ويسمى بالسفياني لأنه من ذريّة معاوية بن أبي سُفيان، ونرجو من الله أن يتغمده برحمته وأن يقبل توبته.

    وأمّا الخراساني فهوالذي تقومون بدعمه ضد اليماني المُمهد قائد ثورة الوحدة التمهيديّة بين اليمنيين فجعل اليمن دولةً واحدةً، والخراساني واليماني تقوم الحرب بينهما في اليمن، ألا وإن الخراساني هوالحوثي وهو خراسانيٌّ يتلو خراساني، ويُسمى الخراساني نسبة لأوليائه خراسان إيران، وإنه على ضلالٍ مبينٍ بسبب أنّ ثورته ليست من أجل الدين؛ بل من أجل الدُنيا ويرى أنّهم أولّى بالحكم من غيرهم بزعمهم أنّ الحكم ليس إلا لآل البيت، ولكنّي المهدي المنتظر لا أعلم في كتاب الله أنّ الحكم حصرياً لآل البيت؛ بل الملك لله يؤتيه من يشاء سواء يكون من آل البيت أومن غيرهم من المُسلمين فأهم شيء أن يحكم بما أنزل الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة لأصحابها ولا يظلم رعيته ويعلم أنه مسؤول بين يدي الله عن رعيته هل كان حاكماً عادلاً لا يُظلم عنده أحد وقد خاب من حمل ظُلماً، وكذلك وجبت الطاعة للحاكم الذي يحكم بما أنزل الله فيقيم الصلاة ويؤتي الزكاة في مصارفها ويأمر بالمعروف وينهى عن المُنكر فقد وجبت عليكم طاعته ما أطاع الله فيكم، ولم يجعله الله شرطاً من آل البيت. وقال الله تعالى:

    {الذينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}

    صدق الله العظيم [الحج:41].
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]


    بسم الله الرحمن الرحيم
    فتظنون بأنه لن يخرج الإمام المزعوم محمد الحسن العسكري من سرداب سامراء مالم تنتصر ثورة اليماني, ومن ثم سوف يظهر المهدي حتى يُسلِّمه اليماني الراية، وتريدون أن تُقتِّلوا في الشعب اليماني حتى تنجح ثورة اليماني! ولكني أنا اليماني يا معشر الشيعة وأعلم باسم الذي سوف يُسلمني راية اليمن وأعلم باسم أبيه وجده وهو المُمهِّد لي نظراً لأنهُ وحَّد اليمن من صنعاء إلى حضرموت إلى أقصى المهره بثورة حربيّة قتاليّة فانتصر في ثورته برغم الدعم الذي تلقاه خصمهُ من دول الجوار عن جهالة منهم وها هو الراكب يسير من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على شاته.

    وأُقسم بالله العلي العظيم بأني أعلم بأن اليماني الذي سوف يُسلمني الراية اليمنية أنهُ قائد ثورة الوحدة السيد المُشير علي عبد الله صالح الذين تقاتلوه الآن وذلك هو اليماني المُمهِّد ولم يكن إماماً ولا داعيةً وإنما قام بقدر من الله للتمهيد بثورة الوحدة بين اليمنين، وقد ميزه الله بصفة العفو ما لم يُميز بهذه الصفة أحد من قادة البشر في هذا العصر وأنتم تعلمون، ولكن للأسف سياسته فاشلة باختيار شلة السوء السراق في مناصب اليمن وخيراته وأذلوا شعب اليمن وأكثروا في الأرض الفساد ونهبوا خيرات البلاد، فاختيار الرئيس اليمني لطاقم الحكومة لم يكن حكيماً وكذلك تصديقه للعرّافين والذين يحذِّرونه من المهدي المنتظر كما حذر العرافين فرعون من موسى وهو من الصالحين! ولو كان كافراً لم يحذِّروه شيئاً فكيف يحذرون من أوليائِهم؟ إنما يُحذر العرافون من الصالحين .

    يا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وذلك الشخص الذي يحذرك منه العرافين أو يحذروك من قبيلته بل وأسرته، إنه المهدي المنتظر فلا تكن من الجاهلين واعلم علم اليقين بأن الضالّين سوف يستمرون ثورة بعد ثورة كأمثال الحوثي والذي من ورائه حوثي والذي لا تزال تُحاربه هذه الساعة أثناء صدور هذا الخطاب ولن يستطيع أن يعلم من هو المهدي المنتظر غير اليماني قائد ثورة الوحدة الرئيس علي عبد الله صالح وذلك من خلال مكر العرافين ضد المهدي المنتظر والأسرة التي حذروه بأن ملكه سوف يزول إليها، فإن المهدي المنتظر من تلك الأسرة يا أيّها الرئيس علي عبد الله صالح، فلن أخبرك من أي أسرة الآن بل عليك أن تعرف أنت من أي أسرة المهدي المنتظر حتى تُسلمه الراية، وأما كيف تعلم من أي أسرة فأنت تعلم من أي أسرة حذَّروك العرافين أولياء الشياطين يلقون إليهم السمع وأكثرهم كاذبون فمن تلك الأسرة يكون ناصر محمد اليماني .
    _________________


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم

    ولسوف يذكر العرّافون بأن مكرهم كان ضدهم وما مكروا إلا بأنفسهم ويمكرون وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون، وذلك لأن الرئيس اليماني علي عبد الله صالح سوف يتبيّن له الحقّ إنّكم لا تحذرون إلا من الصالحين، ألم تحذّروا فرعون من موسى وهو رجُل صالح؟ وكذلك يتبيّن له إنّكم لا تحذّرون من الكافرين والمُضلين لأنّكم أولياؤهم، وسوف يتبيّن لعلي عبد الله صالح بأن ما يقوله ناصر محمد اليماني في شأن العرّافين هو الحقّ بأنّهم لا يحذرون إلا من الصالحين، فيتذكر بأنّهم حذروا فرعون من موسى وهو رجل صالح، وكذلك يتذكر بأنّه لم يجدّهم قط حذَّروه من الكافرين ولا الضالين المضلين لأنهم أولياؤهم، فيهديه الله إلى الصراط المُستقيم إن شاء الله ربّ العالمين، فلا يزيده التّصديق لأمر المهديّ المنتظر إلا عزاً إلى عزه وملكاً أكبر، وإن أبى واستكبر فسوف يظهرني الله عليه وعلى قادة العالمين أجمعين بالكوكب العاشر في ليلةٍ واحدةٍ وهم من الصاغرين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    وأرجو من الله أن تكون يا علي عبد الله صالح من السابقين فتشفع لك عند ربّك صفة العفو والحُلم إن ربّي غفور رحيم.
    _________________


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    وكم كان بودي أن يُصدقني الرئيس اليماني علي عبد الله صالح ولكن للأسف قد أضله العرافون أولياء الشياطين عن الإيمان بشأن المهديّ المنتظَر وذلك لأنهم يحذروه من أسرة في أحد القبائل اليمنية وقالوا لن يخلفه في قيادة اليمن إلا من هذه الأسرة وعليه أن يأخذ حذره منهم.
    وللأسف بأن الرئيس اليماني علي عبد الله صالح قد صدَّقهم إلا أنه لم يمد بيد السوء إلى هذه الأسرة ولكنه يحرمهم من جميع حقوقهم الثورية والمادية؛ بل لدرجة أنه إذا تكلم عن تاريخ الثوار لا يريد أن يذكر الثوار من هذه الأسرة ولا يريد أن تقوم لهم قائمة نظراً لأنه يخشى أن تستقوي شوكة هذه الأسرة فتطيح بملكه فيخلفه أحدهم، والله على ما أقول شهيد ووكيل وعلي عبد الله صالح يعلم بأني لم أفترِ عليه شيئاً ولم أقل عليه غير الحق.

    وأنا المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أوجّه نصيحة للرئيس اليماني علي عبد الله صالح فأقول له: يا فخامة الرئيس اليماني علي عبد الله صالح عليك أن تعلم علم اليقين بأن العرافين أولياء الشياطين ولا يحذِّرون إلا من الصالحين، ألم يحذروا فرعون من موسى وهو رجُل صالح؟ ولا تجدنَّهم يحذرون من الكافرين لأنهم أولياؤهم. وأنا من تلك الأسرة التي يحذرك منها العرافون أولياء الشياطين، ولئن صدقتني فسوف يزيدك الله عزاً إلى عزك، وأن أبيت فلن تستطيع أن تغير قدر الله المقدور في الكتاب المسطور فقد حاول فرعون الذي استمع إلى العرافين أن يغير قدر الله المقدور حين أخبروه بأنه قد ولد هذا العام ولد في بني إسرائيل وسوف يزول ملكه على يده إذا لم يعمل احتياطاته الأمنية، ومن ثم قام فرعون بذبح جيل كامل من بني إسرائيل وهم الأطفال الذين ولدوا في ذلك العام ولم ينجِ الله منهم غير واحد فقط وهو موسى فجعل فرعون يربيه بنفسه ومن ثم يعطي أجراً لأمه كي ترضعه! ليعلم علي عبد الله صالح والناس أجمعين بأن الله بالغ أمره، ومن مكر فلن يمكر إلا بنفسه ومن صدق فلن يزيده الله إلا عزاً إلى عزه. فإن صدقتني فأقسم بالله العلي العظيم عهداً بالله لأزيدنك عزاً إلى عزك ولئن كذبتني وصدقت العرافين أولياء الشياطين فلا تلومنَّ إلا نفسك وسوف يحكم الله بيني وبينك بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    الإمام ناصر يحدد مكان أصحاب الكهف والرقيم بدقةٍ متناهيّةٍ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وعليك أن تعلم يا أيها الرئيس اليماني علي عبد الله صالح بأن المسيح عيسى ابن مريم ضيفٌ وأصحاب الكهف ضيوفنا في اليمن السعيد قريباً بإذن الله، وعليك أن تعلم علم اليقين بأنهم يوجدون في كهف في قرية الأقمر بجانب قرية أصحاب الكهف المخسوفة، وتوجد في باطن حمة ذياب وقد عثر الأهالي على هذه القرية تحت أرجلهم بسبب حفرهم في سطح الحمة، وتلك القرية هي قرية أصحاب الكهف فأرسل إلى قرية الأقمر بمحافظة ذمار شرقي حورور واستفتهم هل وجدوا قرية مخسوفاً بها أزلية في حمة ذئاب؟ فتلك القرية هي قرية أصحاب الكهف .

    وأما الكهف الذي يوجد فيه أصحابه الكهف والرقيم الرقم المضاف إليهم ابن مريم فيوجد هذا الكهف في القرية المجاورة وتدعى قرية الأقمر وتبعد عن قرية أصحاب الكهف بكيلو واحد تقريباً أو يزيد قليلاً، وأما الكهف فهو مفتوح وفتحته مُقابلة لقرية حمة ذئاب ولكنهم يسمونها الآن حمة كلاب، وسوف تجد الكهف غربياً مائلاً إلى الشمال لذلك إذا غربت الشمس تقرضهم ذات الشمال بمعنى أنه غربيٌّ يميل إلى الشمال، ومن ثم قم بهدم البناء القديم من الجهة اليسرى إذا دخلت باب الكهف على يسارك، فابدأ بهدم البناء من تلك الناحية إلى اليمين لكي تجد آيات للبشر من أنفسهم عجباً في الخليقة سبق وأن أحطناكم بزمن لبثهم وعددهم ليعلم الناس أي الحزبين أحصى لعددهم ولبثهم وقصتهم لما لبثوا أمداً، وذلك هو الحزب الحقّ ومعه الحقّ ويدعو هو وأولياؤه إلى الحق؛ ذلك حزب المهديّ المنتظَر الحقّ الناصر للحق الإمام ناصر محمد اليماني.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    مخاطبته لأهـــل اليمن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والسلام على من اتّبع الهُدى إلى الصراط المُستقيم، ثم أمّا بعد..
    ما خطبكم يا أهل اليمن لا تفعلون ما تُؤمرون أم إنكم مُستهزؤون؟ أم إنكم لا تريدون استخراج الآيات إلا بعد طلوع الشّمس من مغربها؟ أم إنّكم لا تعلمون ما هي
    { دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ } [النمل:82]؟ أم إنكم لستم من الدّواب وقال الله تعالى: { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النّاس بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ } صدق الله العظيم [النحل:61]، أي ما ترك عليها من إنسان. وقال الله تعالى: { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } صدق الله العظيم [الأنفال:22]. أي أشر النّاس؛ والنّاس دوابٌ يدأبون على الأرض. فما خطبكم يا معشر علماء الأمّة جعلتم الدّابة مُجرد (*****) لهُ أربعة أرجلٍ رغم أنّكم تؤمنون بأن الدّابة حَكَمٌ بين أهل الحقّ وأهل الباطل ثم تجعلون هذه الدّابة (*****)! مالكم كيف تحكمون؟ بل سرّ الدّابة مجهولٌ ولم يُبيّنهُ محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكنّ المنافقين والذين يقولون على الله ما لا يعلمون ألَّفوا عن الدّابة أساطيرَ ما أنزل الله بها من سُلطان.
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرُسلين وآله وجميع المُسلمين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدّين، ثم أمّا بعد..

    يا معشر المسلمين، ما خطبكم بآيات ربّكم لا توقنون؟ فكيف أنبئكم بمكان تابوت السكينة فيه آياتٌ للعالمين فإذا أنتم يا معشر الشعب اليماني عن الحقّ لم تبحثوا على الواقع الحقيقي فتنظروا هل صدَقْتُ أم كُنت من الكاذبين؟ ألم نُخبركم بأن تابوت السكينة يوجد في كهف في قرية تُسمى حالياً قرية الأقمر، وتوجد في محافظة ذمار إلى الشرق من مدينة ذمار إلى جانب قرية حورور، وقرية حورور هي قرية المقادشة من مشايخ عنس، وقرية الأقمر تابعة إلى مشايخ الضمان المقادشة؟ فأوصلوا إليهم خطابي، وأحمّلهم المسؤولية بين يدي الله أن يفتوا النّاس بالحقّ هل حقاً وجدوا تابوت السكينة في أحد كهوف الأقمر ووجدوا فيه آيات للعالمين ورجُل ذو جسد عظيم مرقده بأعلى التابوت.

    ولسوف أبيّن لهم مرة أخرى موقع الكهف في قرية الأقمر إنهُ في قرية الأقمر، وقرية الأقمر هي بعض بيوتٍ توجد في عرض سلسلة جبل إسبيل، فبعض منها في عرض الجبل وتمتد القرية إلى التبة التي في أسفل الجبل، ويوجد الكهف إلى جانب البيوت التي في التبة وليست التي في الجبل، ويوجد بالكهف بناء قديم فليهدموا البناء وليدخلوا إلى الآيات وسوف يعثرون على آيات لهم من أنفسهم عجباً.


    وأرجو من الأخ الكريم هاني محمد الهتار أن يذهب بخطابنا هذا إلى مشايخ عنس ويدعو المقادشة حتى يبحثوا في حقيقة ما نقول هل ناصر محمد اليماني صادقٌ وينطق بالحقّ؟ فلا يؤخِّر هذا الأمر إلا تهاونكم تجاهه، وإن أبيتم أظهرني الله عليكم في ليلةٍ واحدةٍ بعذابٍ شديدٍ على العالمين، فإنّي لكم نذيرٌ مُبينٌ، ولم يجعلني الله نبياً ولا رسولاً؛ بل إماماً عدلاً وذا قولٍ فصلٍ وما هو بالهزل، ولم يجعلني الله مُبتدعاً بل مُتّبعاً لكتاب الله وسُنّة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم. فما خطبكم لا تفعلون ما آمركم به يا معشر الشعب اليماني حكومة وشعباً! أليس فيكم رُجل رشيد؟

    واليماني المنتظر منتظر الردّ الحقّ من الشعب اليماني لعل النّاس بآيات ربّهم يوقنون ويعلمون بأن وعد الله حقّ وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وكذلك أنقذهم من حركة الضلال الذين يأخذونهم ويقتلوهم تقتيلاً بقيادة الضال عبد الملك بدر الدّين الحوثي السفّاك لدماء المُسلمين اليمانيين والذين هم ليسوا أمريكيين ولا يهود إسرائيل من الذين يعتدون على المُسلمين.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    ابن مريم عليه الصلاة والسلام رُفع فى سن الأربعين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ، وبعد..
    أختي في دين الله، سبق وأن أجبنا عن بعض ما سألتيه كمثال قول الله تعالى:
    {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦} صدق الله العظيم [آل عمران].

    والكهل هو سنُّه الذي رفع اللهُ روحه إليه، وهو في ذلك السّن ولم يتغير شيئاً، وليس معنى كهل أنه شَيْبَة كلا بل الكهل هو السّن الوسط بين سنّ الشباب وقبل دخول سنّ المشيب، بمعنى حين اختلطت لحيته بقليل من الشعر الأبيض كما لحية الإمام ناصر محمد اليماني برغم أني لم أبلغ الأربعين بعد وأوشكت أن أبلغها ولكن لحيتي مخلوطة بالشعر الأسود والأبيض غير أني رأيت أن سبب بياض الشعر هو (الكولونيا)، ومن يرش لحيته (بالكولونيا) فحتماً سيؤثر هذا عليها فتبيّض قبل حلّها، وحتى لا نخرج عن الموضوع كما بيّنت لك بأنّ الكهل ليس شَيْبَة بل بلوغ الرجل منتصف عمره تماماً يسمى كهل بمعنى أنه ليس شباب وليس شَيْبَة لأن الشَيْبَة هي مرحلة الضعف الشديد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثمّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثمّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً} صدق الله العظيم [الروم:54].

    بمعنى أن الكهل هو سنّ بين الشباب والمشيب، وسوف يعود في نفس السّن الذي كان فيه يوم رفع الله إليه روح المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى أمّه أزكى الصلاة وأزكى التسليم وعلى الحواريين الذين قالوا نحن أنصار الله وأشهد بأنا مسلمون.

    وأمّا بالنسبة لكوكب سجيل فهو كوكب جهنّمي كما أراني الله إيّاه في المنام عدداً من المرات، ولكن أحجاره زجاجيّة تُشبه الثلج فهو كوكب ناري.

    وأمّا أبواب جهنّم فلن يدخلها أمّة محمد التابعين للحقّ والتائبين والمستغفرين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني..

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    وتعالوا لأنبئكم بحقيقة تاريخ اليوم الذي توفاه الله إليه روح ابن مريم عليه الصلاة والسلام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا معشر النّصارى والمُسلمين، إني خليفة الله عليكم أجمعين والإمام الشامل للأمّة، وقد جاء تاريخ اليوم الذي يظُن اليهود بأنهم صلبوا فيه عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وما صلبوه وما قتلوه؛ بل أنقذه الله منهم وتوفى إليه روحه كما توفى أصحاب الكهف، وأمر الله ملائكته بتطهير جسده ثم رفعوه بتابوت المَلِكِ طالوت في مكانٍ عليٍّ في أرضكم هذه، ذلك هو الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف؛ كانوا من آيات الله عجباً؛ آيات لكم من أنفسكم لتعلموا بأنّ وعد الله حقّ وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها.

    يا أيّها النّاس إنكم لمخطئون في أرقام التاريخ الميلادي، وتعالوا لأنبئكم بحقيقة تاريخ اليوم الذي توفّى الله إليه روح ابن مريم عليه الصلاة والسلام يوم حاول اليهود قتله في يوم الجُمعة؛ في ليلة ميلاد هلال رمضان؛ في ليلة القدر في الشهر القمري قبل بضع سنين بالسُّنة الشمسيّة؛ في كسوف الجُمعة ثمانية إبريل؛ والذي تلاه كسوف الشّمس في رمضان 1426؛ والذي أدركت فيه الشّمس القمر فاجتمعت به في أول الشهر وقد هو هلال؛ ذلك بأنّ السُّنة الشمسيّة في الكتاب 360 يوماً شمسيّاً، واليوم الشمسي كما قُلنا ليله ستة أشهرٍ ونهاره ستة أشهرٍ؛ بمعنى أنّ السُّنة الشمسيّة 360 سنة حسب أيامنا، وفي ذلك التاريخ كانت المحاولة اليهوديّة لاغتيال عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام يوم رفع الله إليه روح ابن مريم ومن ذلك التاريخ من يوم الرفع 2160 ميلادية إلى يوم كسوف الجُمعة القادم لرمضان 1427 والذي لا يُشاهد في المنطقة العربية وذلك حقيقة التاريخ الميلادي ولكن أكثركم يمترون! هو ألفان ومائة وستون سنة من يوم توفاه الله إليه، أما من يوم ميلاد ابن مريم عليه الصلاة والسلام تُضاف أربعين سنة فنحن الآن في عام 2200 م منذ ميلاد عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم.

    وأما بالنسبة للتاريخ الهجري بتاريخ نزول القرآن فهو
    1440 عاماً من تاريخ نزول القرآن قبل أربع سنوات شمسيّة، وبين توفي ابن مريم ونزول القرآن سنتين فقط شمسيّتين أي بما يُعادل سبعمائة وعشرون عاماً بالدقة المُتناهية.
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    فتوى بقتل العرافين إن لم يتوبوا ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وأفتي بقتل المشعوذين لئن قدرتم عليهم من قبل توبتهم ومنهم العوبلي في اليمن في مدينة رداع أشهر المشعوذين في اليمن من الذين يحذّرون علي عبد الله صالح من المهديّ المنتظَر الحقّ، غير إنّه لا يقول له أنّني المهديّ المنتظَر؛ بل يحذِّره من أسرتي فيقول: "احذر من تلك الأسرة حتى لا يزيحونك من مكانك". ولو اطّلع الرئيس اليماني علي عبد الله صالح على بياني هذا لعلم إنّي لا أنطق إلا بالحقّ بإذن الله، وللأسف فإنّ الرئيس اليماني علي عبد الله صالح صدَّق العرافين الأفّاكين في هذا الشأن، ولكنّي لست شراً له كما يزعم المشعوذون، وأقسم بالله العلي العظيم أنّني خيرٌ لعلي عبد الله صالح من ولده والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ. فلا يتّبع العرافين فإنما يحذرونه من الصالحين! ألم يحذِّروا فرعون من موسى وهو رجلٌ صالحٌ؟ ولا تجدهم يا علي عبد الله صالح قط حذَّروك من الكافرين وذلك لأنّهم أولياؤهم، فهل فهمت الخبر في بيان المهديّ المنتظَر الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم الإمام ناصر محمد اليماني؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    ولكنكم تجهلون قدره ولا تحيطون بسرِّه ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا أخي الكريم إن شأن المهدي المنتظر عظيم ولكنكم تجهلون قدره ولا تحيطون بسره, وقد جعله الله خليفته بالحقّ على كافة الأمم من جنود الله من البعوضة وما فوقها فيحشر الله للمهدي المنتظر جنوده، لأن المسيح الدجال يحشر جنوده منذ أمدٍ بعيد وهو يعدهم على مُختلف الأجناس, ولذلك يحشر الله لعبده جنوده من البعوضة فما فوقها من كافة الأمم ذلك خليفة الله المهدي الذي يهدي به الله كثيراً ويضل به كثيراً ولن يضل به إلا شياطين الجنّ والإنس من كلّ جنس، ذلك شأن المهدي المنتظر الذي أنتم فيه مختلفون وتجدون سره في قول الله تعالى:
    { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحقّ مِن ربّهم وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) } صدق الله العظيم [البقرة]

    ولربما يود أخي الكريم أن يُقاطعني فيقول: " ما دام هذه الخلافة سيؤتيك الله إياها, فلماذا لا يؤتيك الله إياها الآن وسوف يصدقك حتماً جميع المسلمين والنّاس أجمعين؟" ومن ثم أرد عليه وأقول: نعم سوف يصدقني النّاس ولكن المسلمين سوف يكونون أول من يكفر بالحقّ من ربّهم لو يحشر الله لعبده جنوده من كافة الأمم من البعوضة فما فوقها كلّ شيء قبلاً وهم ينظرون لقالوا إنما أنت المسيح الدجال الذي يؤتيه الله ملكوت كلّ شيء، وقال الله تعالى:

    { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كلّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }
    صدق الله العظيم [الأنعام:111].
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحقّ مِن ربّهم ۖ وأمّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿26﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿27﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وفي هذه الآية تجد سرّ الخلافة الشاملة للمهدي المنتظر من البعوضة فما فوقها لجميع الأمم من جنود الله فيحشرهم للمهدي المنتظر فهم يوزعون، وذلك تأييد من الله بجنوده للمهدي المنتظر ضد المسيح الدجال وجيوشه من شياطين الجنّ والإنس ويأجوج ومأجوج في يوم البعث الأول لطائفة من الكفار، ولكن للأسف قد تغير ناموس المعجزات في عقيدة المسلمين فجعلوها للمسيح الدجال بدلاً أن تكون للمهدي المنتظر وقد جاء نصر الله الشامل وإتمام نوره ليظهره على العالمين وجاء يوم النّصر والظهور وجاء نهاية أعداء الله الذين لا يزالون كافرين بهذا القرآن العظيم رسالة الله الشاملة إلى الجنّ والإنس، ويريد الله أن ينصر الحقّ ويظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون، وذلك ليلة النّصر والظهور للمهدي المنتظر في ليلةٍ واحدةٍ على العالمين بآية العذاب الأليم حتى يؤمنوا بالحقّ ويسلموا تسليماً، وجعل الله آية التصديق للمهدي المنتظر آية العذاب الأليم ولم يؤيّده الله بالمعجزات الخارقة عن المألوف لأنه لا فائدة مهما أيَّده الله فلن يؤمن حتى المسلمون ولن تزيدهم المعجزات الكبرى للمهدي المنتظر من ربّه إلا كفراً وإنكاراً لشأنه، وذلك لأن المهدي المنتظر خليفة الله الشامل على كلّ ما يَدأبُ أو يطيرُ من البعوضةِ وما فوقها، ولو أوحى الله إلى الأمم من البعوضة فما فوقها أن يُطيعوا أمر خليفته المهدي المنتظر فيكونون من جنودِه ضدّ المسيح الدجال؛ الشيطان الرجيم، ومن ثم يحشر الله للمهدي المنتظر جنودَه من البعوضةِ فما فوقها فلن يؤمنوا بالحقّ وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كلّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:111].
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]


    الغيبتان الكبرى والصغرى ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 02 - 1430 هـ
    23 - 02 - 2009 مـ
    10:40 مساءً
    ________


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النَّبي الأميّ الأمين وآله والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    ويا جعفر ويا معشر الشيعة الاثني عشر، إن للمهديّ المنتظَر غيبتين عن أهله وربعه لا يعلمون أين صاحبهم، وحدث ذلك نتيجة أسباب شخصية سبق شرحها، المهم أن عقيدة الشيعة إنّ للإمام المهدي غيبتين هي حقٌّ حدثت بقدر من الله وليس تطبيق الغيبتين بتعمدٍ مني كلا وربّ الكعبة، ولم أكن أعلم أنّ للمهدي المنتظر غيبتين، ولم أكن أعلم أني المهدي, وليس لدي من العلم تلك الأيام إلا قليل كمثل أي مسلمٍ يعلمُ الضروري من أمور دينه، المهم أن الغيبتين حقاً حدثتا والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، والغيبة الكُبرى حدثت قبل الغيبة الصغرى.

    فأما الغيبة الكُبرى فكانت في اليمن ولا يعلمُ بمكاني أيٍ من أهلي وربعي، وسبب اختفائي هي ظروف لا أحبّ أن أذكرها وسبق أن ذكرتها في أحد البيانات، المهم أنها أجبرتني على الاختفاء عن أهلي وربعي وجميع من يعرفوني إلا من أعتمد عليهم في قضاء حوائجي وليس هم منن أهلي وربعي؛ وربَّ أخٍ لك لم تلده أمك، ومن ثم سافرت إلى خارج اليمن، ومن ثم تفاجأ أهلي وجميع من يعرفني برؤيتي في القناة الفضائيّة العراقيّة وكان وقوفي إلى جانب السُفياني صدام حسين بدافع أُخوة الدين والأرض والعرض العربي، ولكني علمت هناك بما لم أكن أعلم من قبل أنه كان ظالماً، ومن ثم علمت أنه لن ينتصر وإنما يبعث الله له من هو أظلم منه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا} صدق الله العظيم [الأنعام:129]

    وكذلك تلقيت فتوى من الله عن طريق محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن :
    [السفياني هو صدام حسين ولا خير في صدام] انتهت الرؤيا بالحق.

    وكذلك يسمّى السفياني لأن نسبه من قريش من ذُرية معاوية بن أبي سُفيان، وعلمت أنه لن ينتصر على أميركا وأميركا أظلم من صدام ومن والاهم أظلم من صدام، وإنما ولّاه الله أظلم منه يذيقونه سوء العذاب كما كان يعذب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا} صدق الله العظيم.

    وانهزم صدام ومن ثم انقطعت أخباري عن أهلي وربعي وجميع من يعرفوني من بعد أن رأوني بالقناة الفضائيّة، ومن ثم اعتقدوا بلا شك أو ريب أني قُتلت في حرب العراق، ومن ثم تفاجأوا أني لم أزل على قيد الحياة وبشرى كبرى لأهلي وربعي وجميع من يعرفني من بعد أن استيأسوا من نجاتي لأني ظهرت في القناة العراقيّة مرتين ومن ثم انقطعت أخباري إلى ما بعد الحرب الأمريكيّة بالعدوان على العراق، ومن ثم خرجت من العراق إلى سوريا دمشق لكي أتصل بوالدتي أطمئنها على سلامتي لأن أهلي وربعي قد علموا أني في العراق يوم شاهدوني على أحد القنوات الفضائيّة أتكلم من العراق، وحاولت العودة إلى العراق بكل حيلة ووسيلة ولكن منعنا السوريون في حدودها مع العراق، وقالوا ممنوع الدخول العراق إلا من كان عراقي، وحاولت معهم ليلةً كاملةً فأبوا، ومن ثم رجعت إلى دمشق ومكثت فيها إلى ما شاء الله، ومن ثم سافرت اليمن واختفيت كذلك عن أهلي وربعي، والمهم لدي أني اتصلت بوالدتي من سوريا وطمأنتها أني بخير، ومن ثم انقطعت أخباري عنهم وسافرت اليمن واستمرت الغيبة الأخرى واختفيت في صنعاء ولم أظهر لأهلي الذين يسكنون في صنعاء ولا لأحد من ربعي ولا يعلم بعودتي أحد إلا ثلاثة ممن أعتمد عليهم لقضاء حوائجي، ولا أمشي في الأسواق حتى لا يعرفني أحد، وقررت الاختفاء إلى أجل مسمى حتى تُحَلَّ مشكلتي فأنا كنت مُطالباً تلك الأيام باثني عشر مليون ريالاً يمني بسبب خسارتي في تجارة السيارات، وذلك سبب غيبتي الكبرى والصغرى، ومررت بظروف في الغيبتين.. والحمد لله.

    المهم تلك غيبتان قد مضت وانقضت وأنتم الآن في عصر الحوار من قبل الظهور يا معشر الشيعة الاثني عشر، فاتق الله يا جعفر وكن من الأنصار السابقين الأخيار، فأقسمُ لك بمن خلقني وخلقك أنك تستهزئ بالإمام المهدي الحقّ من ربّك.
    أخي في الله هداك الله وعفى الله عنك فإنك لا تعلم أني الإمام المهدي الحقّ من ربّك ولو كنت تعلم أني الإمام المهدي الحقّ من ربّك لكنت من الأخيار السابقين الأنصار ونعم الرجل لو صدق بالحقّ.

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوك الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــــ




    أزمة ماليّة كانت سبب غيبتي..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    واختفيت في صنعاء ولم أظهر لأهلي الذين يسكنون في صنعاء ولا لأحد من ربعي ولا يعلم بعودتي أحد إلا ثلاثة ممن أعتمد عليهم لقضاء حوائجي، ولا أمشي في الأسواق حتى لا يعرفني أحد، وقررت الاختفاء إلى أجل مسمى حتى تُحَلَّ مشكلتي فأنا كنت مُطالباً تلك الأيام باثني عشر مليون ريالاً يمني بسبب خسارتي في تجارة السيارات، وذلك سبب غيبتي الكبرى والصغرى، ومررت بظروف في الغيبتين.. والحمد لله.

    المهم تلك غيبتان قد مضت وانقضت وأنتم الآن في عصر الحوار من قبل الظهور يا معشر الشيعة الاثني عشر.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا جعفر لقد سألتني عن الغيبتين وأفتيتك بالحقّ وبيّنت لك سبب الاختفاء وهو أن أحد أهل الدَّيْن كان يريد أن يلقي بي في السجن، ومن أين أدفع له حقه وأنا في السجن؟ فاختفيت حتى دبرت أمري وظهرت وأرجعت إليه حقه, ولا دخل لك بما علينا من الدَّين, ولم نلجأ إليك لقضائها ,وأنا أوفى منك, وما كنت سارقاً كما تصفني والله المستعان على ما تصف به الإمام المهدي الحقّ من ربّك، وتفتري علينا زوراً وبهتاناً ولا تخاف الله يوم يسألك على افترائك علينا بغير الحقّ وعفى الله عنك وإنما أريد لك النجاة وأنت تهلك نفسك وتفتري علينا زوراً وبهتاناً عظيماً، والله المستعان.
    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    فلما رأوه زُلفة فى عصر الحوار من قبل الظهور سيئت وجوههم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الإمام ناصر محمد اليماني الذي يُحاور البشر عن طريق الكمبيوتر في عصر الحوار من قبل الظهور، فعلم الذين عثروا على دعوته من شياطين البشر في عصر الحوار من قبل الظهور أنهُ هو المهديّ المنتظَر فسيئت وجوههم لَمَّا رأوه زُلفةً وعلموا أن الله سيظهره على العالمين بكوكب العذاب الأليم، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم؛ أي هذا هو المهديّ المنتظَر الحقّ الذي يدَّعي شخصيته الذين اعترتهم مُسوس الشياطين بين الحين والآخر فيبعثون للبشر بمهديّ منتظرٍ جديدٍ، ولذلك قال الأنصار الحقّ في عصر الحوار من قبل الظهور: {هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} ذلك لأنّ الأنصار المؤمنين بخليفة الله المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور القول أتى منهم في قول الله تعالى: {وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم؛ أي هذا هو المهديّ المنتظَر الحقّ الذي {تَدّعُونَ} شخصيّته يا معشر الممسوسين بمسوس الشياطين بين الحين والآخر أيّها الدجَّالين الكاذبين.

    ألا والله لو يلقي الإمام المهديّ بهذا السؤال إلى كُل أُستاذ بكالوريوس في اللغة العربية ما الفرق بين:
    {تَدَّعُونَ} وبين {تَدْعُونَ}؟ لقال: "إذا ذهب التشديد من على حرف الدال أصبح المقصود من الكلمة هو الدُعاء. مثال قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} صدق الله العظيم [الأعراف:194]. وأما إذا وجدنا التشديد فوق حرف الدال فأصبح المقصود من الكلمة هو الادِّعاء وليس الدُعاء، مثال قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم". ومن ثم يقول لهم الإمام المهديّ: فلمَ يا علماء الأمّة تقولون على الله ما لا تعلمون وأنتم تعلمون أنه يوجد فوق الدال التشديد في هذه الآية، وتعلمون أن المقصود هو الادّعاء وليس الدُعاء، أفلا تتّقون الله ثم لا تقولوا عليه ما لا تعلمون؟ فهل أنتم موقنون؟


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    هـــــدف الإمام المهديّ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا أرحم الراحمين إن عبدك يسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن تهدي أهل الأرض كُلهم جميعاً، فتجعل عبادك أمةً واحدةً على صراط مُستقيم رحمةً بعبدك الذي يعبد رضوان نفسك غايةً وليس وسيلةً، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين. وقال الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَ‌بُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّ‌حِمَ رَ‌بُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَ‌بِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وإنما ستملؤها من شياطين الجنّ والإنس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ولكن الإمام المهديّ يريد منك ربي أن تهدي من أجله ما دون ذلك من عبادك جميعاً الذين لو علموا أنّي الإمام المهديّ خليفة الله عليهم من اصطفاه الله للناس إماماً كريماً لما وسعهم إلا أن يُسلموا لخليفة الله تسليماً، فيكونوا لهُ ساجدين بالطاعة وليس سجود الجبين فنهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    نُصحــــه لإبليس..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس، ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين، ولكن المُشكلة لديكم أنكم ستعلمون علم اليقين أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين في عصر الحوار من قبل الظهور بعذابٍ أليم، ومن ثمّ يشتدّ حزنكم وساءت وجوهكم كونكم علمتم أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فآمنتم به أنهُ هو المهديّ المنتظَر الحق خليفة الله ربّ العالمين، ومن ثم يأمركم إيمانكم بالحقّ من ربّكم أن تسعوا لتطفئوا نور الله بأفواهكم ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} صدق الله العظيم [الملك:27].
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    الإمام ناصر محمد يُنذر من عذاب يومٍ عقيمٍ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وأقسم بالواحد القهّار الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار الذي يدرك الأبصار ولا تدركهُ الأبصار الله الواحدُ القهّار أني أنا الإمام المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهّر خليفة الله على البشر، وجعل الله برهان الاصطفاء هو البيان الحقّ للذكر فلا أتغنى لكم بالشعر ولا أساجعكم بالنثر، وها هي أدركت الشمس القمر فاجتمعت به وقد هو هلال في أول الشهر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر وآية التصديق للمهديّ المنتظَر نذيراً للبشر من قبل أن يسبق الليل النّهار بسبب مرور الكوكب العاشر سقر يوم يسبق الليل النّهار ليلة النّصر والظهور للمهديّ المنتظَر على كافة البشر في ليلة وهم صاغرون لئن أعرضوا عن البيان الحقّ للذكر إلى قدره المقدور في الكتاب المسطور في عصر الحوار من قبل الظهور، وأما إذا أعلنوا بالتصديق من قبل فسوف أظهر لهم عند البيت العتيق.

    ويا أخي جعفر، إن شئت أن تحاور الإمام المهديّ المنتظَر فشرط لنا من قبل الحوار وهو الاحتكام إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10]. وما علينا إلا أن نستنبط حكم الله من مُحكم كتابه القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّه حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:50].
    _________________


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]


    أتى أمــــر الله..

    وقال الله تعالى:
    {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} صدق الله العظيم [النحل:1]
    فلا يستعجلوا العذاب الأليم حتى يكونوا من المصدقين. وقال الله تعالى:

    {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِ‌يكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿37﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿38﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّار وَلَا عَن ظُهُورِ‌هِمْ وَلَا هم يُنصَرُ‌ونَ ﴿39﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَ‌دَّهَا وَلَا هم يُنظَرُ‌ونَ ﴿40﴾}

    صدق الله العظيم [الأنبياء]

    ولكن الحدث ليس في عصر محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيعذبهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ معَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون} صدق الله العظيم [الأنفال:33]

    ولكن آية العذاب في الكتاب تأتي بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور في عصر الحوار من قبل الظهور حتى إذا أعرضوا عن دعوة الحقّ من ربّهم أمرهم الله بآية من السماء فتظل أعناقهم لخليفته خاضعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿4﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]

    حتى إذا جاءهم العذاب آمنوا جميعاً فاتبعوا الحقّ وأطاعوا أمر خليفة ربّهم وهم صاغرون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مبين ﴿10﴾ يَغْشَى النّاس هَـٰذَا عَذَابٌ اليمّ ﴿11﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مؤْمِنُونَ ﴿12﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَ‌ىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَ‌سُولٌ مبين ﴿13﴾ ثمّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا معَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿14﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قليلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿15﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَ‌ىٰ إِنَّا منتَقِمُونَ﴿16﴾} صدق الله العظيم [الدخان]
    ........................

    ويا قوم إن الأمر عظيم وأوشكت التسع الساعات المُتبقية من يوم الجمعة ثمانية إبريل 2005 أن تنفد ثمّ لا تجدون لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً، فلماذا أنتم معرضون عن الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم؟ ولماذا تضيعون الوقت والوقت صار قصيراً جداً بسبب مماطلتكم للحوار؟
    .........................

    وأسفل الأراضين السبع أوشكت أن تكون عالي الأرض الأمّ فتمطر عليها حجارة من سجيلٍ منضودٍ مسومةٍ عند ربّك تخترق حجارته الغلاف الجوي، فإن كذبوا فسوف يكون لزاماً في أجله المسمى، وصار وشيكاً والمسلمين والناس أجمعين لم يعترفوا بأمري بعد! فمن سينقذهم من عذاب الله إن كذبوا المهديّ المنتظَر؟
    ____________________

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. أحسن القصص
    بواسطة الذى آمن في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 05-12-2014, 09:36 PM
  2. سؤال استخلصته من أحسن القصص
    بواسطة مجتهد للحق في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 968
    آخر مشاركة: 21-04-2014, 12:40 AM
  3. أحسن القصص.. Sebaik-baik kisah (Nabi Nuh AS)
    بواسطة أبو عزرا في المنتدى Melayu
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-11-2013, 12:59 AM
  4. أحسن القصص.. Sebaik-baik kisah.. (Nabi Adam AS)
    بواسطة أبو عزرا في المنتدى Melayu
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16-11-2013, 02:43 AM
  5. [فيديو] أحسن القصص حقيقة أصحاب الكهف.. 1
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-02-2013, 09:14 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •