أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِۖ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمٗاۖ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ (20) سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ (21) } صدق الله العظيم
سبحان الله العزيز الحكيم ،سبحان من في رضوانه النعيم الأعظم من كل نعيم ولكن عزة نفسه لم تفرض على عباده أن يتخذوا رضوانه غاية بل اشتراهم بجنته
فمن تدبر هذه الآيات علم الحكمة من خلق العبيد وهي أن يعبدو رضوانه فتدبروا {ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِۖ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمٗاۖ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ} صدق الله العظيم ..
فهنا ذم نعيم الدنيا الحقير وحذر عباده من أن يلهيهم ويشغلهم عن الهدف من خلقهم ثم بين العقاب الذي ينتظرهم ان الهتهم الحياة الدنيا عن هدفهم وقال{ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ} ثم بين سبحانه الهدف الحق الذي يرضاه لعباده وقال{ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ} فلم يذكر الجنة سبحانه فهي ليست الغايه من عبادة الرب بل الغاية هي ابتغاء رضوانه .
ولكن انظروا الى الآية التي تليها عندما وجه الأمر إلى عباده بالمسابقه والتنافس إليه {سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيم}
فلم يذكر رضوانه هنا لكي نتسابق إليه بل ذكر الجنه بدلا من ذلك وتلك هي عبادة البيع والشراء بسبب عزة نفسه سبحانه
[CENTER]___ ۩ اقتــباس ۩ ___
ولم يخلقهم ليتخذوا رضوان الله النعيم الأعظم وسيلة لتحقيق الوسيلة برغم أنهم لم يشركوا بالله شيئا ولن يحاسبهم الله على ذلك لأنه العزيز المتكبر ولذلك جعل العبادة بالمقابل. وقال الله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ﴿٢١﴾ هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ﴿٢٢﴾ هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ﴿٢٣﴾ هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الحشر].
فانظروا لتعريف اسم (العزيز) والذي قمنا تكبيره في هذه الآيات فأما الأول: {العزيز الجبار المتكبر} وتلك صفة عزة علو سلطانه وقوته وجبروته وكبريائه في الدنيا والآخرة سبحانه. تصديقا لقول الله تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا} [فاطر:10].
ثم نأتي لقوله تعالى في نفس الموضع فكرر الاسم {العزيز} وقال: {وهو العزيز الحكيم} صدق الله العظيم، ويقصد بذلك عزة نفسه سبحانه، ولذلك لم يفرض على عباده فرضا جبريا أن يعبدوه حبا في ذاته وطمعا في رضوانه سبحانه ولكن عزة نفسه تمنعه من أن يفرض عليهم نفسه ليعبدوه طمعا في حبه وقربه ونعيم رضوان نفسه برغم أن نعيم رضوان نفسه لهو أعظم من نعيم جنته ولكن صفة عزة نفسه تأبى أن يفرض عليهم نفسه؛ بل اشتراهم لعبادته بالمادة. تصديقا لقول الله تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} صدق الله العظيم [التوبة:١١١].
ولكن سبحان الله العظيم! ومن أكرم من الله؟ فإن الذي سوف يعبد الله حبا في ذاته وطمعا في حبه وقربه ويأبى جنته حتى يكون ربه راضيا في نفسه فذلك تمنى الفوز بربه فعبده كما ينبغي أن يعبد لا طمعا في ملكوت الدنيا ولا الآخرة ثم كان الله أكرم من عبده الإمام المهدي وسوف يؤتيه الله ملكوت الدنيا والآخرة. تصديقا لقول الله تعالى: {أم للإنسان ما تمنى ﴿٢٤﴾ فلله الآخرة والأولى ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].
___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
21 - 10 - 1430 هـ
10 - 10 - 2009 مـ
01:08 صباحا
ـــــــــــــــــــــ
https://mahdialumma.net/showthread.php?p=110798[/CENTER]