الإمام ناصر محمد اليماني
28 - 07 - 1433 هـ
18 - 06 - 2012 مـ
04:51 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشـاركـــة الأصليَّة للبيــــان ]
https://mahdialumma.net/showthread.php?p=47941
ــــــــــــــــــــ
بيان الإمام المهديّ إلى قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار في كل دهر ما تعاقب الليل والنهار إلى اليوم الآخر..
ويا حبيبي في الله أحمد السوداني، لماذا لم يؤلف الله بين قلبك وقلوب الأنصار؟ فإنّهم والله ليحبّون بعضهم بعضاً حبّاً شديداً أكثر من حبّهم لآلهم وذويهم إلا من كان من أهلهم على نهجهم، وإنّما اجتمعوا على حبّ الله، وأراك تتعدّى عليهم بغير الحقّ وتصف بعضهم بأصحاب الأنفس المريضة! فهل هذه هي المحبة في الله في نظرك؟ ويا رجل فما هي مشكلتك؟ فإمّا إنّك لم تبلغ بعد إلى مستوى اليقين بحقيقة اسم الله الأعظم وإنّما تظنّ أنّ ناصر محمد اليماني قد يكون هو المهديّ المنتظَر ونعم الظنّ لو يتلوه اليقين، ألا والله الذي لا إله غيره إنك لن توقن أنّ الإمام المهديّ هو حقاً ناصر محمد اليماني حتى توقن بحقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده.
ألا والله الذي لا إله غيره إنّ أعظم آيةٍ أمدها الله لعبدٍ في الوجود إنّها الآية التي أيّد الله بها المهديّ المنتظَر أن يدعو البشر إلى النعيم الأعظم من ملكوت آيات الله أجمعين في الدنيا والآخرة.
ومن ثمّ وعدناكم أنّ من أدرك هذه الحقيقة بأنّه ومن الآن وهو لا يزال في الحياة الدنيا سوف يجد حلاوة النعيم الأعظم حقيقة رضوان الربّ في القلب، ومن ثمّ يتخذ عند الرحمن عهداً أنه لن يرضى حتى يتحقق رضوان الله في نفسه، أولئك قدروا ربهم حقّ قدره في العبوديّة فأحبّهم ورضي الله عنهم وقربهم وأمدّهم بروحٍ من رضوانه إلى أنفسهم، ومن ثمّ يشعرون أنّهم لن يرضوا في أنفسهم حتى يتحقق لهم النعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة فيرضى الله في نفسه، وإنما سبب إصرارهم حتى تحقيق رضوان الله في نفسه هو من شدّة حبّهم لربهم فيقولون: "وكيف لنا أن نستمتع بالنعيم المادي وحور العين وأحب شيء إلى أنفسنا متحسرٌ وحزينٌ على عباده الضالين النادمين المعذّبين!؟". وسبب الحسرة في نفس الله هو لأنه هو أرحم الراحمين، فلا ينبغي أن يوجد في العبيد في ملكوت الله من هو أرحم من الله أرحم الراحمين، ويا عباد الله وتالله لو أنّ أمّاً عصاها ولدها وضربها في الحياة الدنيا ومن ثمّ رأته يصرخ من عذاب الحريق في نار جهنم وعلمت بشديد ندم ولدها على عصيانها وضربها فتصوروا كم مدى حسرتها في نفسها على وليدها، فما ظنّكم بحسرة من هو أرحم من الأمّ بولدها الله أرحم الراحمين؟
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد السائلين من المسلمين فيقول: "يا ناصر محمد، وهل الله يتحسر في نفسه على عباده الضالين المعذَّبين النادمين على ما فرطوا في جنب ربهم؟". ومن ثمّ يردُّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي في الله، فهل تؤمن أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين لا شك ولا ريب؟ ومعلوم الجواب علينا فسوف يقول: "عجب أمرك يا ناصر! فمن لا يؤمن أنّ الله هو أرحم الراحمين فقد كفر برحمة الله؛ بل جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها متّفقون على عقيدة صفة الرحمة في نفس الله أنّه هو أرحم الراحمين، فلا يوجد بين عباده الرحماء من هو أرحم من الله بعباده، فهذا شيء لا جدال فيه بين المسلمين أجمعين". ومن ثمّ يردُّ الإمام المهديّ وأقول: صدقت يا حبيبي في الله وصدق جميع المسلمين في عقيدتهم أنّ الله هو أرحم الراحمين، فتعالوا لنجرب العقل والمنطق، فبما أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين فحتماً لا شك ولا ريب أنّه متحسرٌ على عباده الذين أهلكهم الله بغير ظلمٍ منه؛ بل كذبوا برسل ربهم فدعوا عليهم الله فاستجاب لهم ربهم ولن يخلف وعده لرسله، ومن بعد أن أخذتهم الصيحة فصاروا من المعذَّبين النادمين على ما فرّطوا في جنب ربهم، فما هو جواب العقل والمنطق؟ ولسوف تجدون عقولكم تفتيكم بالحق فتقول لكم: فبما أنّ الله هو أرحم الراحمين فلا بد أنّه متحسر وحزين على عباده الضالين المعذَّبين النادمين على ما فرطوا في جنب ربهم، وسبب تحسر الله وحزنه هو بسبب صفة عظيم الرحمة في نفس الله فهو أرحم الراحمين. وهذا هو جواب العقل والمنطق، فتعالوا لننظر جواب العقل والمنطق هل يصدقه الله في محكم الكتاب؟ ونترك الجواب من الربّ مباشرة يفتيكم في محكم كتابه أنّه متحسرٌ وحزين على عباده الضالين المعذَّبين النادمين على ما فرطوا في جنب ربهم. وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
وهنا يتوقف أولو الألباب للتفكر مع أنفسهم ومن ثمّ يقولون: لقد تبيّن لنا أنّ أرحم الراحمين متحسرٌ وحزينٌ على عباده الضالين النادمين من بعد أن أخذتهم الصيحة بالحقّ ومن ثمّ ندموا على ما فرطوا في جنب ربهم ويعضّون على أيديهم من شدة الندم. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾} [الفرقان].
وصاروا متحسرين ونادمين على ما فرّطوا في جنب ربهم فيقول كلٌ منهم: {يَا حَسْرَتَي علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56].
وبما أنّهم صاروا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم فحتماً الله أرحم الراحمين متحسر عليهم وحزين، وإنما الحسرة في نفس الله تأتي من بعد أن جاءت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم، ومن ثمّ يخرج أولو الألباب بنتيجة حتمية فيقول كلٌ منهم: "إذاً فماذا نبغي من جنات النعيم والحور العين وأحبّ شيء إلى أنفسنا الله أرحم الراحمين متحسر وحزين؟ فكيف نستمتع بالنعيم والحور العين وحبيبنا متحسر وحزين؟ هيهات هيهات". ومن ثمّ يبكون، ومن ثمّ يأتي العهد والميثاق إلى أنفسهم فيقول كلٌ منهم: "أقسم بالله العظيم لن أرضى بجنات النعيم والحور العين حتى يحقق الله لي النعيم الأعظم فيرضى في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً". وإذا لم يحقق الله لعبده وأمَته ذلك فسوف يجدون في أنفسهم سؤالاً آخر فيقولون: "فإذا لم يحقِّق الله لنا نعيم رضوان نفسه فلماذا خلقنا كوننا لن نرضى بجنات النعيم والحور العين وحبيبنا متحسر وحزين، فما الفائدة؟ فهل خلقنا الله من أجل أن نأكل ونشرب ونستمتع بنعيم الجنة وحورها وقصورها!". ومن ثمّ نترك الجواب بالحقّ عن الحكمة من خلقهم من ربهم مباشرة: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].
ويا أحبتي في الله، إنّ جميع الذين يعبدون رضوان الله لا يشركون به شيئاً، ولكنّ منهم من يتخذ رضوان الله وسيلةً لكي ينقذه من ناره ويدخله جنته، ومنهم من يتخذ رضوان الله غايةً أولئك لن يرضيهم الله بملكوت الدنيا والآخرة حتى يرضى، وكيف يرضى الله؟ فلن يتحقق ذلك حتى يدخل عباده في رحمته فيرضى.
ويا عباد الله فمن كان يتخذ رضوان الله غاية فاعلموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، فاحرصوا على هدى الأمّة كلها، فاسعوا لتجعلوا الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ ليتحقق رضوان الله في نفسه، واعلموا أنّ الشياطين من الجنّ والإنس كرهوا رضوان الله ولذلك تجدونهم يسعون الليل والنهار ليجعلوا الناس أمّةً واحدةً على الكفر حتى يكونوا معهم سواء في نار جهنم. وقال الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:89].
ويا أحبتي الأنصار لا تتمنّوا العذاب للناس لكي ينصركم على المكذبين منهم الضالّين، فما الفائدة؟ فإن نصركم الله وأهلك المكذبين الضالّين فسوف يندمون لو أنّهم استجابوا لدعوة الاحتكام إلى الله ومن ثمّ يتحسر عليهم ربهم من بعد أن يهلكهم ويكونوا من المعذَّبين، إذاً فما الفائدة يا أحبتي في الله؟ فإن كنتم تعبدون رضوان الله غايةً فاسعوا لإنقاذ الأمّة كلها واصبروا على أذاهم مهما كان إلا أن يمدوا أيديهم لقتالكم فهنا وجب عليكم الدفاع عن أنفسكم، ولكن لا تتمنوا لقاء الكفار لتسفكوا دماءهم ويسفكوا دماءكم لكي تنالوا بالشهادة، وإنما تلك غاية الذين يتخذون رضوان الله عليهم وسيلة لتحقيق الجنة ولهم ذلك إنّ الله لا يخلف الميعاد، ولكن عبادتهم هي تجارةٌ بينهم وبين ربهم وقد اشترى منهم أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة، ولكن قوماً يحبّهم الله ويحبّونه سوف يتخذون رضوان الله غاية ولذلك لا يتمنون الشهادة في سبيله بلقاء الكافرين إلا أن يُجْبَروا على ذلك للدفاع عن أنفسهم؛ بل هدف قوم يحبّهم الله ويحبّونه قد تطهرت عبادتهم لربّهم من المادة تطهيراً ولذلك لن يرضيهم ربهم بملكوت الدنيا والآخرة حتى يرضى في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، ألا وإن تحقيق رضوان نفس ربهم هو النعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة أولئك رفضوا أن تسوقهم الملائكة إلى جنات النعيم وقالوا: "بل نريد تحقيق النعيم الأعظم منها". ومن ثمّ أمر الله ملائكته أن يحشروهم على منابر من نور ليرفعهم إلى ذات الله فيرتقوا إلى درجات متفاوتة من حجاب وجهه تعالى. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} صدق الله العظيم [مريم:85].
ثم يخاطبهم ربُّهم من وراء الحجاب على مسمع من عبيد الله بالملكوت من الجنّ والإنس والملائكة ثم يقول لهم: لقد كتب ربكم على نفسه عهداً لذاته أنّ من رضيت عنه كان حقاً على ربه أن يرضيه تصديقاً لوعد ربكم في محكم كتابه: {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} صدق الله العظيم [المائدة:119]. أفلا يرضيكم أن أدخلكم جنتي وأقيَكم ناري؟ أفلا ترون أنّ جنتي ذات نعيمٍ عظيمٍ؟ وما كان جوابهم على ربهم إلا أن قالوا: "هيهات.. هيهات أن نرضى بذلك قبل أن تحقق لنا النعيم الأعظم من ذلك فترضى". وصار بينهم وبين ربهم تبادل حديثٍ طويلٍ على مسمع من الخلائق حتى تحدث أكبر مفاجأة في الكتاب فسمع النادمون المفاجأة الكبرى بصوت الله سبحانه من وراء الحجاب ومن ثمّ قالوا لوفد الرحمن المكرمين: {قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].
ويا عباد الله، أُشهِد الله على فتواي إليكم من فوق عرشه العظيم أنه لا ينبغي لكافة الأنبياء والمرسلين وأتباعهم ولا للإمام المهديّ وأتباعه الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود بل لله الشفاعة جميعاً، فتشفع لعباده رحمته في نفسه من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:44].
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الذين لا يفقهون قولاً فيقول: "يا ناصر محمد اليماني، فهل تحرّم الشفاعة على الأنبياء والرسل وتحلّها لك ولأنصارك؟". ومن ثمّ يردُّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: أعوذ بالله أن يتجرأ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليشفع حتى لأمّه أو أبيه، إذاً فلن أجد لي من دون الله ولياً ولا نصيراً، فلست بأرحم بأمي وأبي من الله أرحم الراحمين. فما خطبكم يا قوم لا تكادون أن تفقهون حديثاً! وإنما الوفد المكرمون الذين يتمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً على منابر من نور لن يسألوا من الله الشفاعة لأحدٍ من عبيد الله وما ينبغي لهم؛ بل يحاجّون ربهم في تحقيق النعيم الأعظم فيرضى كون رضوان نفس ربهم هو النعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة مهما بلغ النعيم المادي فلا يساوي لديهم شيئاً ما لم يتحقق رضوان نفس ربهم ويأذن الله لهم بالخطاب بينهم وبين ربهم من وراء الحجاب ويرضى، ثم تتحقق الشفاعة بتحقيق رضوان نفس الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26].
إذا سرّ الشفاعة هو في تحقيق رضوان نفس الله تعالى. ولذلك قال الله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم. وبسبب عدم فهم سرّ الشفاعة في نفس الله كانت عقيدة الشفاعة هي السبب الرئيسي لشرك كثير من الأمم. وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].
وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].
وأشهد الله عليكم أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربكم أفتيتُكم بالحقّ أنّ الذين يعتقدون بشفاعة العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود أنّهم قد أشركوا بالله ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً بسبب عقيدة الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود، وأنذرهم من تلك العقيدة الباطلة كما أَنْذَرَهُم بالكتاب كافةُ الأنبياء والمرسلين أن لا يرجون من ربهم أن يشفع لهم عبدٌ بين يديه وهو أرحم بهم من عبيده أجمعين. وقال الله تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].
فانظروا لفتوى الله في محكم كتابه عن الشفاعة: {لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم، ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون به عبادَه المقربين كفروا بفتوى ربهم واعتقدوا بغير فتوى الله في نفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود؛ بل يعتقدون بين يدي الله بوَليٍّ أو نبيٍّ يشفع لهم بين يدي الله! ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً.
ويا عباد الله قد بيّنا لكم رحمة الله في نفسه فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله حتى ترجون شفاعته بين يدي الله أرحم الراحمين! أفلا تعقلون؟
ولربّما يودّ أحد الأنصار أن يقول: "يا إمامي ادْعُ الله أن يجعلني من الذين لا يعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود". ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهديّ وأقول: قد أشركت بالله بطلبك الدعاء من عبد مثلك، فلا تجعل بينك وبين الله وسيط، وإنما يجيب الله دعوة المؤمن لأخيه المؤمن حين تكون عن ظهر الغيب ومن غير طلب الدعاء من عبد مثله. وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].
فانظروا لقول الله تعالى: {قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم. أي فادعوا الله هو أرحم بكم منا وما دعاء الكافرين عباده من دونه إلا في ضلال. ويا سبحان الله العظيم فكيف أنهم لا يزالون مشركين بربهم وحتى وهم يتعذبون في نار جهنم! وسبب شركهم هو أنهم ظنوا إنما الشرك فقط عبادة الأصنام وإنهم قد كفروا بها في الآخرة حين تبيّن لهم أنهم كانوا على ضلالٍ مبينٍ، فهم لا يعلمون إن استخدام الوساطة في دعاء الله شرك بالله. إذاً فهم لا يزالون مشركين بربهم وهم لا يعلمون أنهم لا يزالون عميان عن الحقّ. وقال الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72].
ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون سوف يقولون: "احذروا اتّباع ناصر محمد اليماني فإنه ضالٌ مضلٌ". ومن ثمّ يردُّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: فإذا كان من يدعو إلى الله وحده لا شريك له قد صار ضالاً مضلاً فالحكم لله، ولسوف تعلمون أيُّنا على الصراط السوي وأيُّنا أشرك بالله فغوى وهوى وكأنّما خرَّ من السماء فتخطّفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
ويا معشر الأنصار، ما لي أرى وكأنه أصاب بعضكم الوهن وخبا نوره، فاتقوا الله وقد كتبنا لكم هذا البيان ليتمّ الله به نوركم ويهدي به كثيراً من المسلمين، ومن لم يهدِه الله بهذا البيان فلن يهتدي إذاً أبداً ما دام لا يستخدم عقله شيئاً. وهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ اللهم قد بلغت اللهم فاشهد..
اللهم لا تجعل أحمد السوداني فتنةً للمؤمنين، اللهم فاجعل أحمد السوداني سبب الخير للإسلام والمسلمين، ولا تفتنه بعد إذ هديته وأنت أرحم به من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين. فاحرصوا على إنقاذ أخيكم أحبتي في الله واصبروا عليه وقولوا له قولاً كريماً، ربِّ اغفر له وارحمه ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ