الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين
سلامي الى كل أحبابي الأنصار والى امامي الغالي ناصر محمد اليماني
شهادتي بالحق أقولها لكل الأحباب الكرام وكما قال الحق بالحق في كتابه الحق ( الا من شهد بالحق وهم يعلمون ) الآية ،
فما لاحظت عمقه يا أحبابي أن خطاب الله يتضمن تمحيصا عجيبا لنفوس خلقها بعلمه وارادته وحكمته تجعل المؤمن يتفاعل بالحق مع كلام الله النفسي الأزلي لذا فالمؤمن الحق يعنيه حقا ما يرضي الله وما لا يرضيه سبحانه ودون ذلك لن تنشأ محبة خالصة شديدة لله
فهذا العبد متوجه بقلبه وروحه قلبه رحيم برحمة الله حليم بحلم الله متخلق بأخلاق الله تخللته محبة الله بصدقه في محبته لله بحب الله ، وهذه أهم ميزة نجدها في دعوة الامام حقا تحيا بها قلوبا بالتجائها الى الله بصدق محبة وبحبها الشديد لله ابتغاء رضوانه وما يسعد أرواحها بقربها ومحبتها لله وكأنه خطاب محبة ورحمة يقرب قلوبا وأرواحا اليه سبحانه وذلك بخطاب الحق تجعل العبد يتفاعل بصدقه ومحبته الشديدة لله وغيرته على الحق لأن الحق بتمحيصه يريد أن يعرف الصادقين اليه من عباده فحقا المؤمن يعنيه ما يرضي المولى وما لا يرضيه ويجاهد من أجل صدق محبته جهادا كبيرا وهذه سمة قوم يحبهم ويحبونه حتى أن العبد الصادق يحب أن يستشهد من أجل هذه المحبة الصادقة الشديدة ولا يبالي ولا يخاف في الله لومة لائم ولجهاد النفس وترويضها على طاعة الله وما يجلب رضوانه لهو أعظم وأكبر جهاد ومن مات على هذه الغاية كان شهيدا في درب إرضاء محبوبه وهذا من سعة رحمة الله ، فالله تعالى لا يخلف وعده للمؤمنين ويدخلهم جناته فاتح أبواب القرب لمقربيه بمحبتهم عليم بصدق الصادقين ويرفعهم درجات بمنافستهم بالحق بقربهم ومحبتهم اليه وهو سبحانه ذو فضل عظيم على عباده فسبحان من ألهم عبده فنطق صدقا وعدلا وحقا فخطاب الله لعباده هو في حقيقته خطاب الرحمة الرحمن علم القرآن فلما أسمع خطاب الرحمن فهو خطاب بالحق هو خطاب نفسي أزلي للعلي الكبير تتفاعل معه الأنفس وكأن المولى العلي الكبير يخاطبنا بما غشانا وألهمنا وخطابه يشحذ نفوسنا بفهم اذا تدبرناه خشعنا لله ووجلت قلوبنا وازددنا رهبة واتعظنا ومادام يعظنا فهو يبعد عنا ما لا يرضاه لنا حتى نستجلي خطاب الرحمة في كتابه فنفهم الغاية أن الخير كله بيد الله ان هذه الغاية الحكيمة أنه يقربنا اليه فتنشأ بذلك محبة صادقة شديدة معرفة بقدره حتى اذا سئل العبد ماذا أنزل ربك قال خيرا فهو سبحانه علي كبير لما يذكر الرحمة والمغفرة ينسبها لنفسه وهنا تكمن حكمة الخلق لما خلق الخلق كتب في كتاب عنده فوق العرش ان رحمتي سبقت غضبي وتأملوا يرحمكم الله أنه سبحانه في كتابه لا ينسب لنفسه أنه المعذب أو ما شابه بل يخبر (فلما آسفونا انتقمنا منهم) الآية فهو سبحانه ليس ظلاما
للعبيد الذين خلقهم ليعبدون ولا يرضى لعباده الكفر ويرضى لهم الشكر وهذا يعمق معرفتنا الخبيرة بالرحمن .
فاذا سأله عباده رضا نفسه فتلك مكرمة عظيمة وأرى تجلياتها في خطاب الرحمن ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ) الآية ، فتأملوا خطاب المولى في تلك الآيات التي تشهد بالحق وكيف بدأ الحوار بين الله تعالى وعيسى عليه السلام وهو حقا حوار مشهود وتأملوا القول الحق بالصواب لعيسى عليه السلام ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ) الآية ، ففي برهة من الزمن تحول الخطاب الى فيوضات من الرضوان ولعل القارئ لآيات الذكر سيستجلي هذه الحقيقة ونلمس تجلياتها بالحق من قول الحق في كتابه ( الملك يومئذ
الحق للرحمن ) الآية ، فالله الله ما أزكاه من علم علمه الحق لنبيه عيسى وما ألهمه من قول حق وصواب وبتذلل وخشوع ورهبة وانه حقا لمن المقربين عنده سبحانه ، ويعلمنا الله كيفى نتزكى بأصدق القول في حضرته وذكر في كتابه من قال صوابا ومن رضي الله له قولا ويرضى ، فهو ينزل عباده منازلهم بدرجاتهم وقربهم ومحبتهم فيأذن لمن يشاء منهم ولا يظلمون فتيلا فأعمال العباد شتى وكل آت الرحمن عبدا والوزن يومئذ الحق للرحمن ، فهو كتاب أنزله الله بالحق تفقهه مدارك البشر بما غشى مكنونات الصدور وما ألهم وما وهب الواهب فالملك يومئذ الحق للرحمن .