حدّثنا عبيد الله بن أيّوب عن أبي قلابة عن قبيصة الهلالي قال: أنّ الشمس كسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلّم فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يجرّ ثوبه و أنا معه يومئذ بالمدينة فصلّى ركعتين أطالهما ثمّ انصرف و تجلّت الشمس فقال: إنّما هذه الآيات يخوّف الله بها فإذا رأيتموها فصلّوا كأحدث صلاة صلّيتموها من المكتوبة. رواه أبو داود و النسائي و الحاكم في المستدرك.
و أيضا عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم صلّى حين انكسفت الشمس مثل صلاتنا يركع و يسجد.أخرجه النسائي في سننه.
و أيضا عن الأشعث عن الحسن عن أبي بكرة: أن ّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم صلّى ركعتين مثل صلاتكم هذه و ذكر صلاة الكسوف. أخرجه النسائي في سننه و ابن حبان.
و عن علي بن معبد عن أبي بكرة قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه و سلّم فكسفت الشمس فقام إلى المسجد يجرّ رداءه من العجلة و ثاب الناس إليه فصلّى كما تصلّون.
يا الله بالله عليكم انظروا لوصف صلاة الكسوف كما رواها أصحاب محمد صلى الله عليه و سلّم كأحدث صلاة صلّيتموها من المكتوبة أي صلّى رسول الله صلى الله عليه و سلّم صلاة مثل ما صلّاها من المكتوبة قبيلها. بل و جاء وصفها أكثر دقّة عندما قال أبا بكرة في وصف صلاة الكسوف: ركعتين مثل صلاتكم هذه، و قال في رواية: فصلى كما تصلّون.
فالكسوف قد يكون ضحى بعد صبح و قد يكون بعد ظهر و قد يكون بعد عصر، ففي كلّ الحالات يصلّى ركعتين كأحدث صلاة صلّيتموها من المكتوبة.
فالصلاة المكتوبة لا تكون إذا إلاّ ركعتين ركعتين لكلّ صلاة.
أمّا الأحاديث التي يستدلّ بها أنّ صلاة الكسوف ركعتين مع كلّ ركعة ركعتان فلا أساس لهما وهي افتراء على رسول الله صلى الله عليه و سلّم.ففي سنن أبي داود عن ابن شهاب قال:كان كثير بن عباّس يحدّث أنّ عبد الله بن عباّس كان يحدّث أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم صلى في كسوف الشمس مثل حديث عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه و سلّم أنّه صلى ركعتين في كلّ ركعة ركعتين. فقال الزهري: فقلت لعروة: فإنّ أخاك عبد الله بن الزبيّر يوم خسفت الشمس صلى بالمدينة لم يزد على ركعتين.فقال عروة: أن ّ أخاه لم يصب السنّة.
و الحقيقة أنّ أخاه أصاب السنّة فقد كان عبد الله صحابيّا و عاش مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلّم و ما كان ليفعل شيء أو يبتدع شيئا لم يكن عليه رسول الله صلى الله عليه و سلّم و صحبه و فعل الصحابيّ دليل أقوى من قول التابعي أو حتّى إجماع العلماء. وفعل عبد الله بن الزبيّر هو قول النّخعي و الثوري و ابن أبي ليلى و الإمام أبا حنيفة النعمان و قد سردت آنفا الأحاديث الصريحة الصحيحة أنّ صلاة الكسوف ركعتين كأحدث صلاة نصلّيها من المكتوبة.
أما و الله و إن كان قول الله كافيا في قوله: وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا، لنعرف أنّ التقصير لا يكون إلاّ في المخافة.
و قد بيّن من آتاه الله علم الكتاب الإمام الناصر اليماني عليه السّلام أنّ الصلاة ركعتين في كلّ صلاة و لكن أبى أكثر النّاس إلاّ كفورا و عنادا حتّى و إن أتيتهم بألف دليل من الكتاب و السنّة.
صلّى الله عليه يا قرّة عيني، يا علم الهدى و مصباح الدجى و يا خليفة ربّ الأرض و السماء.ما أحلمك على النّاس و ما أشدّ عنا دهم و جهلهم.يا ليت قومي يعلمون عن الكرم و الفضل الذي سيضيعونه ثمّ يعضّوا أيديهم على ما فرّطوا في جنب الله. هنيئا لكم البيع يا أنصار الإمام الناصر محمد اليماني هذا هو و الله الفوز العظيم.