بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله حمدا كثيرا واستعينه على امور الدنيا والدين واستعيذه من شياطين الانس والجان اما بعد
فيا اخوتي الكرام نواصل الحوار في موضوع النعيم الاعظم والحسرة المزعومة
ونبدأ اولا بمقتطفات من بعض ايات الكتاب:
_ قال الله تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ)
نلاحظ من هذه الاية ان الله يجازي الشاكرين ويعاقب الكافرين وذلك بشكل اكيد لا يقبل الشك وهو امر حق ان الله يفعل ما يشاء واخبرنا الله مشيئته لمن شكر ومشيئته لمن كفر .
وفي الاية الثانية يؤكد الله على لسان موسى عليه السلام ان الله سبحانه وتعالى ليس محتاجا الى الخلق ولا يحتاج الى ان يعبدوه رغم انه خلقهم لعبادته ولكن لا يحتاج اليهم ولا يضره ان كفروا به ويؤكد تاكيدا قاطعا مما لا يدع مجالا للشك ان الله غني عن عباده ويؤكد ان لو كفر كل من في الارض كلهم جميعا فان الله غني عنهم ولا يؤثر عليه ذلك بشيء.
فلماذا تزعمون ان الله يتاثر بمن كفر منهم فيتحسر ويحزن عليهم ؟ فان حصل ذلك فان الله يخالف نفسه انه هو الغني تعالى الله عز وجل عن ذلك.
_ قال الله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ
وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ)
نلاحظ هنا ان الله يؤكد انه خلق الله السموات والارض بالحق ولِاَمر حق ولو اراد الله ان يفنيهم جميعا لفعل ما اراده سبحانه ولو اراد ان ياتي بخلق اخر غير الانس والجن لفعل ما اراد وما ترك ذلك في نفسه حزنا ولا حسرة بل يؤكد الله ان ذلك ليس على الله بعزيز فهل بعد هذا الوضوح من توضيح اكثر يا شيخ ناصر محمد اليماني ويا انصاره هل بعد هذه الاية ( وما ذلك على الله بعزيز) وركز بكلمة (بعزيز) واستحضروا معناها في قلوبكم هل اذا تحققت معنى كلمة عزيز في نفس الرحمن يكون في نفسه حزن وحسرة ؟ ما لكم كيف تحكمون وتعالى الله عما تصفون
فلماذا تزعمون ان الله يتحسر على من كفر به ؟!!!
فالله يؤكد ان اذهاب الناس كلهم عن بكرة ابيهم جميعا ليس عليه بعزيز . فهل سيناقض الله نفسه تعالى الله عما تصفون؟
_ قال تعالى (وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ
وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ
وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ)
نلاحظ في هذه الاية ان الذين ظلموا يتحسرون ويندمون ويتمنون ان يؤخرهم الله قليلا من اجل ان يتبعوا الرسل ويجيبوا دعوة الله
وهنا نجد ان الكفار جميعا يتحسرون الظالمين منهم والضالين الغافلين الذين يحسبون انهم يحسنون صنعا كلهم يتحسرون عندما ياتيهم اليقين وذلك عندما تغرغر النفس وتبلغ الحلقوم او يحل عليهم العذاب فانهم يندمون على فرطوا في جنب الله ويتحسرون , ولكن ذلك الوقت هو وقت لا ينفع فيه الحسرة والندم والايمان مصداقا لقوله تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ
أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتىٰ عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)
فيجب على المرء ان ينيب الى ربه ويرجع اليه مهما فعل من الذنوب ويجب ان لا يياس من رحمة الله فان الله يغفر الذنوب جميعا ويجب عليه ان لا يقنط من رحمة الله ويجب عليه ان يتوب الى الله متابا قبل ان ينزل عليه العذاب قبل ان ياتيه العذاب قبل ان تبلغ الروح الحلقوم كما هو واضح من الايات ان باب التوبة مفتوح ويجب ان لا يقنط العبد من رحمة الله من قبل ان ياتي العذاب فلا ينفعه التوبة ولا ينفعه الحسرة ولا ينفعه الايمان حيناها
فالتوبة والندم والحسرة والايمان يكون :
(من قبل ان ياتيكم العذاب ) فان حصل واتى العذاب (ثم لا تنصرون)
فالتوبة والندم والحسرة والايمان يكون :
(من قبل ان ياتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون)
فيا اخوة كذب عليكم من قال ان احمد عمرو يدعوا العباد الى القنوط من رحمة الله فوالله هذا افك مفترى علينا فاعلم يا شيخ ناصر محمد اليماني واعلموا يا انصار الشيخ ناصر محمد اليماني ان باب التوبة مفتوح لكم ايضا وليس مغلقا فلا تقنطوا من رحمة الله اما ان بلغت الروح الحلقومَ فلا تلوموا الا انفسكم.
فهل بقولكم ان من تحسر في النار اخرجه الله منها تريدون العباد ان يتحسروا من بعد ان يدخلوا النار !!!!!
انما التوبة والندم والحسرة على فرطت في جنب الله والاستغار منها هو الان في الدنيا فيقبل الله توبتك برحمته سبحانه فلا تقنطوا من رحمة الله وتوبوا اليه الان وليس بعد الموت فوالله لا ينفع بعد الموت ايمان ولا حسرة ولا توبة ولا ندم ان لم تكن النفس امنت وتحسرت وتابت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا , ما لم فاليَتَبَوَأ مقعده من النار . ولا اتقول على ارادة الله فالله فعال لما يريد واخبرنا الله ارادته سبحانه بان نعبده في الدنيا وانه يقبل التوبة في الدنيا وان لم نتب اليه الان فان الله هو من اخبرنا بارادته ان من لم يتب اليه في الدنيا فان مصيره النار فلا تخلطوا الاوراق ببعضها
ونعود الى الاية السابقة
قال تعالى (وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ
وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ
وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ)
وبعد ان علمنا من الله ان جميع الكفار الظالمين منهم والضالين كلهم يندمون بعد الموت ويتحسرون بعد الموت اريد منكم ان تركزا قليلا على الاية
قال تعالى(فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ)
وركز في وقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ) وتلاحظ ان انتقام الله ليس معه حسرة وحزن على من ينتقم منهم لانهم عبيده ولانه ارحم الراحمين فيتحسر عليهم بعد تحسرهم وبعد انتقامه منهم يتحسر عليه هذا ليس صحيحا بل الصحيح ان الله ينتقم وهو عزيز سبحانه وليس حزين بل عزيز .
وايضا اقرؤوا قول الله تعالى في اكثر من اية ( انه هو العزيز الرحيم)
فيبين الله ان رحمة الله ليست كما صورها الشيخ ناصر محمد اليماني انها رحمة مع حسرة وحزن بل هي رحمة مع عزة وكأن الله ذكر هذه الايات من اجل ان ينفي عن نفسه ما سيتهم به اعداءه من الرحمة المصحوبة بالضعف والذل والمهانة فنفاها الله عن نفسه وذكر انه رغم رحمته التي وسعت كل شيء لكنه عزيز سبحانه وتعالى
فلا تنسبوا الى الله صفات ضعف يا شيخ ناصر محمد اليماني
_قال الله تعالى (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا
يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا)
انظروا حسب تقسيم الاخ الكريم الشيخ ناصر محمد اليماني ان الظالمين لانهم لا يتحسرون فالله لا يتحسر عليهم والضالون يتحسرون وثم يتحسر الله عليهم تعالى الله عن ذلك
فانظروا الى هذه الاية التي تبين ان الظالمين يتحسرون ويندمون على فرطوا في جنب الله بل ويعضون على ايديهم من شدة الندم ويتمنون يا ليتهم اتبعوا الرسول ياويلتهم ليتهم لم يتخذوا فلانا خليلا
فهل بعد هذه الاية من امر اخر تقوله يا شيخ ناصر محمد اليماني ان الحسرة هي على فلان وليست على علان؟
وللعلم لمن لم يكونوا متابعين للحوار من ايام البعث الاول :
فانه كان جميع الانصار يناقشون الموضوع من حيث ان الناس كلهم سيدخلون الجنة في نهاية المطاف ولن يبقى احد ابدا فكانوا يعتقدون ذلك .
وبعد ان قمتُ بمناقشة الموضوع في البعث الاول تبين ان الشيخ ناصر محمد اليماني ذكر ان فرعون فعلا مخلد في النار وحينها ذكر ان هناك فئة من الشياطين ومن البشر في النار مخلدين ولا يتحسر الله عليهم لان هذه الفئة هم الظالمون الذين عرفوا الحق وكفروا به فلا يتحسر الله عليهم كما ذكر الشيخ ناصر ذلك
فالان هذه الايات تبين ان الظالمين ايضا يتحسرون ويندمون على فرطوا ويتمنون العودة من اجل ان يعملوا الصالحات
فهذه الايات تناقض كلامك يا شيخ ناصر محمد ان المتحسرين هم الضالون الغافلون فقط !! فما قولك؟
_ قال الله تعالى (الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)
نلاحظ هنا ان الله كما ذكر نصا في الاية ينسى الكافرين في النار يعذبون
وليس المعنى هنا ان الله ينسى تعالى الله عن ذلك قال تعالى (وما كان ربك نسيا )
ولكن المعنى هو ان الله يعذبهم عذابا شديدا ويعذبهم اكثر بنسيانه لهم في النار كنوع من العذاب عليهم اكثر واكثر
فهنا نرى ان الله يعذب الكافرين اكثر بان ينساهم في النار وتقولون ان الله يتحسر عليهم ويحزن عليهم فمن نصدق كلام الله ام كلام ناصر اليماني
قال تعالى ( ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما ياكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم)
قال تعالى (ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم)
فهنا نلاحظ ان الله لا ينظر الى من يتعذب في النار وهذا نوع من عذاب الله عليهم بان لا ينظر اليهم وان لا يكلمهم الله فهذا ايضا عذاب كبير عليهم وهو جزء من عذاب النار بل هو اكبر عذاب عليهم ان يمقتهم الله فلا يكلمهم ولا ينظر اليهم ,
فلماذا تقولون ان الله يتحسر على من يعذب في النار لانه ارحم الراحمين !!
نعم كلام حق ان الله هو ارحم الراحمين ولكن رحمته رحمة فيها عزة وليست رحمة فيها ذل وحسرة وحزن
فالله ارحم الراحمين هذا حق والله لا ينظر الى المعذبين في النار ولا يكلمهم بل وينساهم هذا ايضا حق
فلا تخلطوا الاوراق ببعضها فرحمة الله وسعت كل شيء ولكن عذاب الله شديد ايضا
ولا تقل لي ان النسيان وعدم النظر والكلام من الله على المعذبين في النار هو فقط للظالمين فقط وليس للذي ضل سيعيهم في الحياة وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
وعندها نقول لك من اجل ذلك بينا لك ان الجميع في النار يتحسرون ويتعذبون بانواع العذاب كلهم جميعا فالظالم يتعذب ويتحسر ويتمنى ان يعود كي يعمل صالحا ويتمنى ان يموت وووو وكذلك الضال نفس الشيء يتحسر وكلهم يعذبون في النار ضعفا وضعفا وغضب على غضب ولكل ضعف
فلا تخلطوا الاوراق ببعضها
فها قد علمنا من القران الكريم ان كل من دخل النار فانه متحسر ونادم وحزين على ما فرط في حنب الله ربه وخالقه ويتمنى ان يرجعه الله ليعبده ويعمل الصالحات وذلك حال كل من يدخلون النار العاصي الغير مشرك والظالم والضال الغافل كلهم جميعا علمنا من القران انهم يتحسرون في نار جهنم
وايضا علمنا ان الله هو الغني عنهم
وايضا علمنا ان الله هو العزيز الرحيم فرحمته وسعت كل شيء ولكنها رحمة مع عزة وليست مع ذل وحسرة
وايضا علمنا ان الله هو الصمد الذي لا يحتاج الى احد ابدا
وايضا علمنا ان الله لا يكلمهم بعد ان يوبخهم اولا توبيخا وتقريعا شديدا كما في نهاية سورة المؤمنون ثم لا يكلمهم بعدها
وايضا علمنا ان الله ينساهم في النار كزيادة العذاب عليهم
ومما سبق اجمالا نجد ان الله لا يبالي بمن كفر به ولا يرضى له الكفر ولكن لا يتحسر على احد في النار ابدا لانه عزيز ذو انتقام غني حميد صمد لا يحتاج الى احد له الاسماء الحسنى والصفات العلى واما الحسرة والحزن فهي صفات ذل ومهانة وليست صفات علو وعزة لو كنتم تعقلون
والان ناتي الى موضوع اسئلتي وما تم الاجابة عليه ونواصل الحوار على ضوءه :
فنجد انك يا اخي الكريم الشيخ ناصر محمد اليماني وصفتَ الله بانه متحسر وحزين وعليه فانك تجعل الحسرة صفة لله تعالى , تعالى الله عما تصفون
وكذلك تجعل الحزن صفة لله, تعالى الله عن ذلك
والحمد لله انك نفيت الندم من الله فلله الحمد والمنة
رغم ان الحسرة والحزن لا يوجدان الا مع الندم وانه لا معنى لهما الا مع وجود الندم ولكن نقول الحمد لله انك نفيت الندم عن الله فالحمد لله رب العالمين.
وثم نعود الى الحسرة والحزن ونقول انك قلت يا ناصر انهما صفتان لله ومعلوم لدينا ان صفات الله كلها ازلية
وعليه تريد ان تقول ان صفات الحسرة والحزن في نفس الله ازلية لا تفنى ولا تبيد لان الله لا يفنى ولا يبيد
وثم سيقاطعني الشيخ ناصر محمد اليماني ويقول نعم ولكنها قبل خلق المخلوقات هي صفر فعلى من يتحسر والله هو الاول سبحانه
وثم نقول لك اكمل الجملة وتكلم عن قولك عن زوال الحسرة في نفس الرحمن وذهابها من نفس الله وانك لن ترضى حتى يرضى الله وتزول حسرته وحزنه على المعذبين في النار (المتحسرين منهم فقط) وقد علمنا ان الجميع متحسرون في النار
فبالله عليك الا يناقض زوال الحسرة قولك ان الحسرة صفة ازلية؟
فهل ستزول صفة ازلية في نفس الله ؟ تعالى الله سبحانه
واعرف جوابك وتهربك من هذا السؤال وهو انك ستقول انك لم تقصد زوال الحسرة تماما بل قصدت بها ان ترجع الحسرة الى الصفر مثل ما كانت من قبل الخلق صفرا !!!!!!
تقول تزول ومعنى الزوال شيء ومعنى نقصان الامر الى الصفر شيء اخر !!! عجيب هذا الامر
ولكن نجيب عليك ونقول ان صفة الحسرة اساسا في ذاتها صفة نقص وليست صفة كمال وعليه فانه لا يجوز ان نصف الله بها وهي ايضا صفة ضعف وليست صفة قوة وعليه فانه لا يجوز ان نصف الله بها
فالله هو العزيز ذو القوة المتين وليس الله المتحسر ذو الحزن المرير تعالى الله عما تصفون
وثم ستقول انك لم تصف الله بذلك بل الله هو من وصف نفسه بذلك وتذكر الاية من سورة يس قال الله تعالى (يا حسرة على العباد)
وثم نجيب عليك ونقول شرح هذه الاية سنتركه الى وقت اخر ولكن نحن جميعا مقتنعون ان القران الكريم لا يتعارض وان الله لا يذكر امرا في مكان ثم يناقضه في مكان اخر
وقد ذكرت لكم عدة ايات واضحات بينات محكمات لا يزيع عنها الا هالك فلماذا تُوَلُون عنها مدبرين
الله هو العزيز : فلماذا تولون عن هذه الايات مدبرين وثم تصفون الله بصفة مناقضة لهذه الصفة التي في اسم الله العزيز
الله هو الغني : فلماذا تولون عن هذه الايات مدبرين وثم تصفون الله بصفة مناقضة لهذه الصفة التي هي في اسم الله الغني
الله الصمد : فلماذا تولون عن هذه الايات مدبرين وثم تصفون الله بصفة مناقضة لهذه الصفة التي هي في اسم الله الصمد الذي لا يحتاج الى احد من اجل ان تزول حسرته او يذهب حزنه تعالى الله عن زوال صفة له اساسا وعليه فانها ليست من صفاته اساسا
فلماذا تتبعون المتشابه وان شرحت لكم معنى الاية ستقول انني احرف القران ولكن اقول لكم ان القران لا يتعارض فهل هذه الاية تتعارض مع القران لان تفسيركم لها يعارض القران جملة وتفصيلا
تفسيركم للاية ان هذه الحسرة هي حسرة الله يعارض ايات الكتاب
فتفسيركم لها هو المعارض وليس في القران تعارض
فلم يقل الله يا حسرتي على العباد فلماذا تشرحونها على هذا الاساس!!!!!!!
وساشرح معنى هذه الاية في وقت اخر ولكن اريد ان نستكمل الحوار في النقاط التي طرحتها عليكم اولا ثم نناقش شرح هذه الاية بحيث تكون غير معارضة لبقية ايات الكتاب
ويا ناصر محمد وانصاره من اهتدى فلنفسه ومن عمي فعليها فاتقوا الله ونزهوه سبحانه من اقوالكم
ونعود ونقول لكم بالنسبة للحسرة كان دليكم الاية في سورة يس وبينا لكم انها لا يمكن ان تعارض كتاب الله ولكن تفسيركم لها هو من يعارض القران
والان علمنا انها هي دليكم في موضوع الحسرة فاخبروني ما هو دليلكم عن موضوع الحزن لماذا وصفتم الله بالحزن وما هو دليلكم
وحينها ستذكرون شرحا ان الحسرة معناها الحزن !!!! وثم تذكرون دليلا ان الاسف هو الحزن ولكن اقول نحن نصف الله بما يصف به نفسه وقد اتفقت معي في ذلك فما هو النص الصريح الذي وصف الله به نفسه انه حزين
فنحن نصف الله بما يصف نفسه به نصا صريحا بالكلمة ذاتها وليس ما نظنه او نتوهمه ونحن نتكلم في صفات الله وعليه لا نقول الا بالنص الصريح وليست المسالة قضية اجتهادية فنفتي فيها ونقول ان اصبنا فمن الله وان اخطانا فمن انفسناوالشيطان بل المسالة هنا ليست محل اجتهاد واشتقاق واستنباط بل الكلام هنا يكون بالنص الصريح فما هو دليلكم عن صفة الحزن؟
وبعد ان لا تجدون في النص الصريح يلجأ بعضكم الى المقارنة حيث انه يستنبط صفة الحزن من حديث رسول الله ان الله يفرح بعبده التائب , وتقولون ما دام الله يفرح فانه ايضا يحزن تعالى الله عن هذا الاستنباط الذي يحكمه العقل البشري ومن اجل ذلك كانت العقيدة الصحيحة ان يكون ذكر الله بما ذكر به نفسه نصا صريحا وليس استنباطا .
فيا اخوة الله هو البصير سبحانه وتعالى
فهذه صفة البصر صفة كمال وقوة وصف الله بها نفسه
وعكسها العمى صفة نقص وضعف لم يصف الله بها نفسه وعليه نحن لا نصف الله بها
وكذلك الفرح وصف الرسول المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى وصف الله بها والفرح صفة كمال وقوة
وعكسها الحزن صفة نقص وضعف فلماذا تصفون الله بما لا يليق؟
وستقول مهلا يا احمد عمرو صفة البصر صفة ذاتية وصفة الفرح صفة نفسية وعليه فانه يجوز ان يكون الصفة النفسيه وعكسها في نفس الرحمن
وحينها اقول تعالى الله عن ان يشبهه احد وان يكون له مثيل فتقسيمك لله بذاتية ونفسية هو تشبيه لله بالانام وهذا لا يجوز
ولكن اجيب عليك واقول حسبنا الله ونعم الوكيل
الله هو النور وهذه صفة كمال وقوة وصف الله بها نفسه
وعكسها الظلم وهذه صفة نقص وضعف وعليه فانها لا توجد في نفس الله بل وحرمها الله على نفسه
اما عن موضوع ما سالناكم اياه في النعيم بان يتمكله اهل الجنة وعليه فالنعيم ليس الله بل هو نعيم اوجده الله في نفوس عباده الذين انعم عليهم بهداه وثم ادخلهم الجنة يتنعمون بنعيم رضوان الله في نفسه عليهم يجدون حلاوة ذلك في نفوسهم حيث ان الله اوجدها في نفوسهم وجعلها ملكا لهم
والله ليس بمخلوق في نفوس العباد وليس الله بضاعة يتملكها اهل الجنة؟
فسؤالي واضح جدا وهو يدحض حجة ان النعيم هو الله تماما ولكن تراوغون ولكن هيهات هيهات فكلام الله لكم بالمرصاد دائما والحمد لله رب العالمين
قال تعالى (واذا رايت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا)
فهل الملك الكبير هو امتلاكهم لانهار الجنة والحور العين والازواج المطهرة والمساكن فحسب ؟ هل ترون ان ذلك هو الملك الكبير ؟!!!
عجيب امركم !!! تعلمون بالاية التي توضح ماهية هذا الملك الكبير ثم تنكرون تولون الادبار وتضعون اصابعكم في اذانكم كانكم لا تسمعون
الا تعلمون ما هو الملك الكبير الذي يتنعم به اهل الجنة ؟
اعلموا انه هو الملك الكبير المذكور في قوله تعالى (ورضوان من الله اكبر) فالنعيم برضوان من الله على من في الجنة هو اكبر ملك يتنعمون به اهل الجنة
مصداقا لقوله تعالى (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم)
وقال تعالى ( واذا رايت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا )
فاتقوا الله الذي خلقكم ولا تصفوه بما لا يليق من صفات ضعف لم يصف الله نفسه بها من حسرة وحزن
واتقوا الله ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون فتقولون انه النعيم وتنسون انه هو المنعم سبحانه وبينا لكم ان النعيم يوجده الله في نفوس عباده وعليه فان الله لا يخلق نفسه في عباده الذين في الجنة وايضا يوجد الله هذا النعيم في نفوسهم يملكونه بل هو اكبر مُلكٍ يتنعمون به في الجنة
فاتقوا الله وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
اخوكم احمد عمرو المبشر لكم بان لا تقنطوا من رحمة الله فتوبوا من قبل ان تبلغ الحلقوم
والسلام على من اتبع الهدى