https://mahdialumma.net/showthread.php?p=173525
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 04 - 1436 هـ
21 - 01 - 2015 مـ
05:17 صباحاً
ــــــــــــــــــ
ما بال هؤلاء القوم يتقاتلون على السلطان الزائل ويُعْرِضون عن دعوة الاحتكام إلى القرآن فهل أمِنوا مكر الرحمن ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100) قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ (101) فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ ۚ قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (102)} [يونس].
وقال الله تعالى: {وَ يَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرينَ} [يونس:20].
وقال الله تعالى: {طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)} [الشعراء].
وقال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)} [الدخان].
ونفتي بالحقّ إلى أهل اليمن حكومةً وشعباً وجميع شعوب العالمين أنّه لا مخرج لهم إلا بالاستجابة لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وفرجُ الله بينهم يدعوهم الليل والنهار إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم ولا يزالون عن دعوة الحقّ معرضين، وإنّما علينا البلاغ وعلى الله الحساب.
ولن نقاتل أحداً بهدف الوصول إلى الحكم ولن نسيل قطرة دمٍ من أجل الوصول إلى الحكم كون دم المسلم هو أغلى عند الله من المُلك والسلطان؛ بل أهون عند الله هدم الكعبة من إسالة دم مسلمٍ ظلماً وعدواناً بغير الحقّ، وقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[ لَهَدْمُ الْكَعْبَةِ حَجَرًا حَجَرًا أَهْوَنُ مِنْ قَتْلِ الْمُسْلِمِ ] صدق عليه الصلاة والسلام.
من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار، فنحن قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه لا نريد علوَّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين، فاحذروا الانخراط في فتنة الأحزاب المتشاكسين فذروهم وما يفعلون، واعلموا أنّ العاقبة للمتقين، وأنّ الأرض لله يورثها لعباده الصالحين. وإنّ هذا لبلاغاً لقومٍ عابدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ(107)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
فها هو الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يدعو كافة المسلمين الذين فرّقوا دينهم إلى شيعٍ وأحزابٍ أن يحتكموا إلى كتاب الله القرآن العظيم فليعلموا أنّ الإمامة اصطفاءٌ من الله وليس من جعله الله للناس إماماً أنّه قد وكّلَهم سبحانه باختياره من بين البشر، فتذكروا قول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)} صدق الله العظيم [القصص].
وإذا كان ناصر محمد اليماني حقاً جعله الله للناس إماماً فلن يستطيع كافة علماء المسلمين أن يهيّمنوا عليه من القرآن العظيم كون الله زاده بسطةً عليهم في علم الكتاب، وما يذَّكر إلا أولو الألباب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)} صدق الله العظيم [البقرة].
ويا عبد الملك الحوثي ويا عبد ربه منصور هادي ويا علي عبد الله صالح وكافة قيادات الأحزاب المتشاكسين في اليمن، فإن كنتم تؤمنون بالله وبما أنزل على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لنستنبط لكم دستور حكم الله بالحقّ، ومن أحسن من الله حكماً لقوم يؤمنون؟ فَدَعُوا دستور الباطل وأولياء الباطل إنّي لكم ناصحٌ أمينٌ.
ويا أحبتي في الله، فماذا تريدون بسلطان القيادة على الناس حتى تسفكوا دماء بعضكم بعضاً؟ أفلا تعلمون أنّكم إن مكّنكم الله في الأرض فقد أصبحتم مسؤولين عن رعيّتكم بين يدي الله ربّ العالمين؟ ألا والله الذي لا إله غيره لولا أنّني مجبورٌ على قبول سلطان الخلافة على العالمين للحكم بما أنزل الله لما رضيت بملكوت الدنيا بأسرها. وبالعقل والمنطق فهل الأفضل أن يسألني ربّي فقط عن نفسي أم الأفضل أن يسألني عن العالَم بأسره! أفلا تعقلون؟ لا حول ولا قوة إلا بالله. فوالله إنّه قد أوتي مصيبةٌ كبرى من ولّاه الله على الناس ولم يعدل ولم يحكم بما أنزل الله.
ويا إخواني المؤمنين، أفلا تحسبون مصير حياتكم من بعد موتكم؟ فتلكم هي الحياة. ولستم الآن إلا في غربةٍ لحياةٍ ما بعد الموت، كون الحياة هي من بعد الموت لأنها حياةٌ بلا موت إلى ما لا نهاية. فماذا قدمتم لحياتكم؟ فهل قدمتم الخير أم غيره؟ فتذكروا قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18)وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ(19)} صدق الله العظيم [الحشر].
واسمعوا واعقلوا فتوى الإمام المهدي بالحقّ، وأقول :
أقسم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم قسم المهديّ المنتظَر بالحقّ لا قسم كافرٍ ولا مؤمنٍ فاجرٍ أنّ من وجد في نفسه الطمع لنيل المُلك والسلطان على شعبه وليس إلا حبّاً في المُلك والتسلط وليس من أجل الله فليعلم أنّه ليس من الله في شيءٍ وأنّه لمن الغافلين، كونه لو كان يحسُب حسابه بأنّه ملاقٍ ربّه لعلِم أنّه مسؤولٌ عن رعيته بين يدي الله فيقضُّ ذلك مضجعه ويُذهب همّ المسؤوليّة النوم من عينيه إلا قليلاً. فيا عجبي ممن يقاتلون بعضهم بعضاً من أجل الوصول إلى الحكم والملك، إنّ هذا لشيء عُجاب! وما أكرهَ ذلك إلى نفس الإمام المهديّ أنْ يجعلني ربّي خليفةً في الأرض، فيا ويلتاه يا أحبتي في الله فما أصعبه من بلاءٍ عظيمٍ سوف يبتلي الله به الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيجعله خليفةً في الأرض، فيا لها من مصيبةٍ تحلّ بالإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إن لم أعدل وأحكم بما تنزّل على محمدٍ رسول الله وكافة النبيين صلّى الله عليهم جميعاً وأسلم تسليماً.
ويا له من همٍ عظيمٍ قادمٍ على الرغم أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لن يقاتل أحداً من أجل الخلافة ولكنّ الله بالغٌ أمره ولسوف تعلمون أنّ الله بالغٌ أمره، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون. اللهم إنّك لتعلم أنّ عبدك لمن الصادقين، وكفى بالله شهيداً.
اللهم إنّي أشهدك أنّني لست من الشيعة في شيءٍ، اللهم إنّي أشهدك أني لست من أهل السّنة في شيءٍ، اللهم إنّي أشهدك أنّني لست في شيءٍ من كافة الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون حتى يقيموا ما أُنزل إليهم من ربّهم في محكم القرآن العظيم.
وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ(159 )} صدق الله العظيم [الأنعام].
وأُشهد الله وكفى بالله شهيداً أنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أدعو كافة المسلمين إلى نفي التعدديّة المذهبيّة والحزبيّة في دين الله الإسلام، فكونوا عباد الله إخواناً، ولا ولن تتحقق أُخوّتكم وتذهب عداوتكم وتتطهّر قلوبكم من الحقد والبغضاء لبعضكم بعضاً حتى تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وتنبذوا الفرقة وراء ظهوركم ثمّ تعتصموا بمحكم ما أنزله الله إليكم ثمّ يؤلّف الله بين قلوبكم كما ألّف بين قلوب أقوامٍ قبلكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].
وليس من المسلمين من يسفك دم المسلم أو الكافر ظلماً. فيا معشر الذين يسمّون بعض الطوائف بالإرهابيين المسلمين، قاتلكم الله أنّى تؤفكون! فما ذنب الإسلام والمسلمين؟ فتعالوا لنعلّمكم دين الإسلام الذي جاء به كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليهم وآلهم وجميع المؤمنين، فقد أوصانا الله ببرّ الوالدين وبرّ المؤمنين وبرّ الكافرين الذين لا يحاربوننا في الدين فأمرنا الله أن نبرّهم ونقسط إليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)} صدق الله العظيم [الممتحنة].
فما خطبكم تريدون التشوية بالمسلمين بقولكم "الإرهاب الإسلامي" بحجّة أفعال قومٍ آخرين؟ ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى. وأرى أنكم تعدّون مكراً ضدّ الإسلام والمسلمين، فهل تريدون أن تطفئوا نور الله؟ فها قد بعث الله الإمام المهديّ المنتظَر بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور، وهل تدرون لماذا؟ وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الحقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} صدق الله العظيم [التوبة].
اللهم إنّك أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، اللهم فاهدِ إخواني المسلمين والناس أجمعين إلى صراط العزيز الحميد بالبيان الحقّ للقرآن المجيد حتى يعلموا جميعاً أنّ دين الإسلام إنّما أرسله الله رحمةً للعالمين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________