الموضوع: أسئلة ابتسام

النتائج 1 إلى 10 من 93
  1. افتراضي أسئلة ابتسام

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الصلاه على رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين

    اما بعد:
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    بالبدايه انا لست بعالم ولا باحث ولاحتى بحافظ ولكني قرأت عن الامام ناصر محمد اليماني كون قوله بأنه المهدي المنتظر
    واعجبت كثير بتحليله وتفسيره وقرأت لأيام متواصله بعض من بياناته وسطوره وبحثت عن اسمه وفصله وشكله.... واستمر الفضول فيني للوصول إلى اليقين به


    ولكن في يومٍ من الايام استوقفني كلامه عن معجزه سيدنا موسى عليه السلام ( عصا موسى)

    قال الامام ناصر بالحرررف والكلمه التالي:


    [ موسى والسحره


    فتعال لأعلمك الفرق العظيم بين عصا موسى وعصي وحبال السّحرة، فأما عصي وحبال السّحرة فهي في الحقيقة لا شيء في الحقيقة حتى بنسبة 1 في التلريون أو بنسبة واحد في البليون أو بنسبة واحد في المليار أو بنسبة واحد في العشر! إذاً النتيجة لحقيقة عصي وحبال السّحرة هي صفر في المائة أي لا شيء. ومثله كمثل سراب بقيعة يحسبه الظمأن ماءً ويراه بعينه ماءً لا شك ولا ريب حتى إذا جاءه لم يجد شيئاً في الحقيقة على الواقع ولا حتى جُزء من نُطفة ماء أي لا شيء ثمّ يموت من الظمأ ولم يُغني عنه من ظمَئه شيئاً.

    وكذلك حبال وعصي السّحرة ليس لها أي حقيقة مما يراه الناظرون وإنما في خيال الأعين يُخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى، ولكن لو ذهب فرعون إلى عصي وحبال السّحرة وأمرهم أن يمسكوا حبالهم وعصيّهم التي يراها ثعابين فيأمرهم أن يمسكوها من رؤوسها وذلك حتى يجرؤُ على لمسها بيده. ومن ثمّ يمسك مؤخرتها بيده فسوف يجد الحبل في ملمس اليد هو حبل ولم يتحول إلى شيء آخر وباقي كما هو حبل.
    وكذلك العصي يجدها في قبضة يده عصيٌ من العود وملمسها عودٌ ولم تتغير فتتحول إلى شيء آخر وباقية عصي كما هي في حقيقتها عصيٌ من عود فيدرك ذلك فرعون لو فعل ذلك أن عصي وحبال السّحرة لم تتحول إلى ثعابين كما تُرى في خيال الأعين وإنما كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ولم يجد حتى قطرة واحدة في الحقيقة برغم أنه كان يراه على بعد منه ماء لا شك ولا ريب في بصر الأعين.

    المهم، ومن ثمّ يتوجّه فرعون إلى عصا موسى عليه الصلاة والسلام ويقول له أمسك ثُعبانك برأسه حتى أتأكد من ملمسه وحياته وحركته يا موسى، ومن ثمّ يفرك فرعون ذيل ثعبان موسى بيده وسوف يجدها تهزه فتركضه بذيلها الضخم فيقع من مقامه.
    ومن ثمّ يتبين له الفرق بين سحر التخييل والحقيقة فوجد سحر التخييل ليس له أي أساس من الحقيقة على الواقع الحقيقي وأما ثعبان موسى والتي كانت عصا فهي حقاً تحولت بقدرة الله كُن فيكون إلى ثعبان مبين؛ بل وأكلت جميع عصي وحبال السّحرة وابتلعتها أجمعين في بطنها وكأنها وحشٌ كاسرٌ يبتلع أي شيء فنزل رعبٌ شديدٌ منها على السّحرة فخشوا أن تبتلعهم فخروا لله ساجدين تائبين نظراً لخلفيتهم عن السحر.

    فهم يعلمون أنها آية حقيقة على الواقع الحقيقي وليست كمثل عصيّهم التي لم تتحول إلى شيء آخر وإنما يُخيل للناظرين أنها ثعابين تسعى وهي في الحقيقة لم تتحول شيئاً وإنما في خيال الأعين.

    وأما عصا موسى فقد أيقنوا أنها ثعبان مبين وبلغت قلوبهم الحناجر من شدة الفزع من هذا الثُعبان العظيم، أضخم وأعظم وأكبر ثعبان على وجه الأرض؛ بل خشي السّحرة أن تبتلعهم فوق عصيّهم وحبالهم وفروا من الله إليه فخروا له ساجدين .

    وأما فرعون فيظن عصا موسى ليس إلا مثلهُا كمثل عصي وحبال السّحرة وإنما لديه علم أوسع منهم؛ بل قال إنه لكبيركم الذي علمكم السحر! ولو علم فرعون أنها ثعبانٌ مبينٌ لولى مدبراً ولم يُعقب كما ولى موسى عليه الصلاة والسلام منها في الوادي المقدس طوى بعد أن خلع نعليه بأمر من ربّه ومن ثمّ سأله الله وما تلك بيمينك يا موسى وذلك حتى يأتي التعريف من موسى لعصاه ليعلم النّاس إنما هي عصا عادية ولو لم يسأله هذا السؤال لجعلتم لها أعظم أسطورة أنها من ثعابين الجنّة أتت من السموات العُلا من عند سدرة المُنتهى، ومن ثمّ يُصدق الذين لا يعقلون فيضيعون التبيان لقدرة الله كن فيكون، ولذلك سأله الله وهو يعلم أنها عصا وإنما لكي يأتي لها تعريف من موسى لتعلموا أنتم أنها عصا كمثل أي عصا، حتى إذا جاء التعريف أمره الله أن يلقيها ليري موسى والمؤمنين عجائب قُدرته سبحانه الذي إذا أراد شيئاً أن يقول له كُن فيكون. فأمره أن يلقي بالعصا فإذا هي ثعبان مبين بكن فيكون، فولى موسى مدبراً ولم يُعقب.

    ومعنى قول الله تعالى ولم يعقب على المكان ليأخذ حذاءه بل ولى حافي القدمين، وهو الموقف الذي أعلمُ علم اليقين أنه أضحك الله منه وهو دائم غضبان من ظُلم عباده لأنفسهم.
    ومن ثمّ نادى موسى أن يرجع ولا يخاف وإنه لا يخاف لدي المرسلون، وأنزل السّكينة على قلبه.

    وعاد فنظر إليها فإذا هي ثعبان عظيم لم يرى قط مثله في حياته ومن ثمّ أمره الله أن يأخذها وسيعيدها سيرتها الأولى فتعود إلى عصى كما كانت وأمره أن يذهب إلى فرعون وأنها آية للتصديق، وكذلك يده يجعل فيها نور يكاد أن يختطف الأبصار في وضح النّهار.

    ألا وإن الفرق لعظيم بين السِّحر وبين الحقيقة كالفرق بين سراب بقيعة والمحيط الهادي! فأما سراب البقيعة فلن تجد حقيقة للماء الذي رأيته عن بعد حتى إذا أتيت إليه لم تجده شيئاً وأما المحيط الهادي فأنت رأيته بحراً عظيماً عن بعد حتى إذا جئت إليه فإذا هو حقاً بحرٌ عظيمٌ تغور فيه الجبال الشامخات.]


    انتهى .....


    استوقفت عند السطر:

    [ وعاد فنظر إليها فإذا هي ثعبان عظيم لم يرى قط مثله في حياته ومن ثمّ أمره الله أن يأخذها وسيعيدها سيرتها الأولى ]

    هذا الموقف عندما ذهب موسى إلى الوادي المقدس وامره الله ان يلقي عصيته لتتحول إلى إحدى معجزاته

    وقبل بضع سنين قرأت عن تفسير دقيق جداً جداً عن عصا موسى للأستاذ الفاضل عبد الدائم الكحيل

    وهنا جاءت المقارنة بتفسير الامام ناصر والأستاذ عبد الدائم

    وجاء وقت تحكيم العقل وليتفكر ذو الالباب عن ايهما الأصح ....


    ولن افرص رأيي بس سأضع التفسيرين وأضع بعض الأسئلة وللأمام وأنصاره حريتهم في التبرير او اقناعي !


    النص كما هو بقلم عبد الدائم الكحيل
    عام ٢٠٠٥م

    [
    الحية والثعبان ... إعجاز بياني في قصة موسى عليه السلام

    لفت انتباهي إلى هذا الموضوع أحد الإخوة القراء من خلال سؤال عن سر مجيء كلمة (ثعبان) تارة وكلمة (حية) تارة أخرى وذلك في سياق قصة سيدنا موسى عليه السلام. وقد يظن بعض القراء أن المعنى واحد، وأن هذا الأمر من باب التنويع وشد انتباه القارئ فقط....


    ولكن وبعد بحث في هذا الموضوع ظهرت لي حكمة بيانية رائعة تثبت أن كل كلمة في القرآن إنما تأتي في الموضع المناسب، ولا يمكن أبداً إبدالها بكلمة أخرى، وهذا من الإعجاز البياني في القرآن الكريم.

    ولكي نوضح الحكمة من تعدد الكلمات عندما نبحث عن قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون لنجد أنها تكررت في مناسبات كثيرة، ولكن العصا ذُكرت في ثلاث مراحل من هذه القصة:

    1- عندما كان موسى سائراً بأهله ليلاً فأبصر ناراً وجاء ليستأنس بها فناداه الله أن يلقي عصاه.

    2- عندما ذهب موسى إلى فرعون فطلب منه فرعون الدليل على صدق رسالته من الله تعالى فألقى موسى عصاه.

    3- عندما اجتمع السَّحَرة وألقوا حبالهم وعصيّهم وسحروا أعين الناس، فألقى موسى عصاه.

    هذه هي المواطن الثلاثة حيث يلقي فيها موسى العصا في قصته مع فرعون. ولكن كيف تناول البيان الإلهي هذه القصة وكيف عبّر عنها، وهل هنالك أي تناقض أو اختلاف أو عشوائية في استخدام الكلمات القرآنية؟

    الموقف الأول

    في الموقف الأول نجد عودة سيدنا موسى إلى مصر بعد أن خرج منها، وفي طريق العودة ليلاً أبصر ناراً فأراد أن يقترب منها ليستأنس فناداه الله تعالى، وأمره أن يلقي عصاه، فإذاها تتحول إلى حيّة حقيقية تهتز وتتحرك وتسعى، فخاف منها، فأمره الله ألا يخاف وأن هذه المعجزة هي وسيلة لإثبات صدق رسالته أمام فرعون.

    ولو بحثنا عن الآيات التي تحدثت عن هذا الموقف، نجد العديد من الآيات وفي آية واحدة منها ذكرت الحيّة، يقول تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى *قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى) [طه: 17-21].

    الموقف الثاني

    أما الموقف فيتمثل بقدوم موسى عليه السلام إلى فرعون ومحاولة إقناعه بوجود الله تعالى، وعندما طلب فرعون الدليل المادي على صدق موسى، ألقى عصاه فإذا بها تتحول إلى ثعبان مبين. ولو بحثنا عن الآيات التي تناولت هذا الموقف نجد عدة آيات، ولكن الثعبان ذُكر مرتين فقط في قوله تعالى:

    1- (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ* قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الأعراف: 104-109].

    2- (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ* قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ* قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ* قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ* وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الشعراء: 23-34].

    الموقف الثالث

    بعدما جمع فرعون السحرة وألقوا الحبال والعصيّ وسحروا أعين الناس وخُيّل للناس ولموسى أن هذه الحبال تتحرك وتهتز وتسعى، ألقى موسى عصاه فابتلعت كل الحبال والعصي، وعندها أيقن السحرة أن ما جاء به موسى حق وليس بسحر، فسجدوا لله أمام هذه المعجزة.

    وقد تحدث القرآن عن هذا الموقف في العديد من سوره، ولكننا لا نجد أي حديث في هذا الموقف عن ثعبان أو حية، بل إننا نجد قول الحق تبارك وتعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) [الأعراف: 117].

    التحليل البياني للمواقف الثلاثة

    لو تأملنا جيداً المواقف الثلاثة نجد أن الموقف الأول عندما أمر الله موسى أن يلقي عصاه وهو في الوادي المقدس، تحولت العصا إلى (حيَّة) صغيرة، وهذا مناسب لسيدنا موسى لأن المطلوب أن يرى معجزة،/ وليس المطلوب أن يخاف منها، لذلك تحولت العصا إلى حية.

    أما في الموقف الثاني أمام فرعون فالمطلوب إخافة فرعون لعله يؤمن ويستيقن بصدق موسى عليه السلام، ولذلك فقد تحولت العصا إلى ثعبان، والثعبان في اللغة هو الحية الكبيرة[1]. وهكذا نجد أن الآيات التي ذُكرت فيها كلمة (ثعبان) تختص بهذا الموقف أمام فرعون.

    ولكن في الموقف الثالث أمام السّحَرَة نجد أن القرآن لا يتحدث أبداً عن عملية تحول العصا إلى ثعبان أو حية، بل نجد أن العصا تبتلع ما يأفكون، فلماذا؟

    إذا تأملنا الآيات بدقة نجد أن السحرة أوهموا الناس بأن الحبال تتحرك وتسعى، كما قال تعالى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) [طه: 66]. وهنا ليس المطلوب أن يخاف الناس بالثعبان، وليس المطلوب أن تتحول العصا إلى حية، بل المطلوب أن تتحرك العصا وتلتهم جميع الحبال والعصِيَ بشكل حقيقي، لإقناع السحرة والناس بأن حبالهم تمثل السحر والباطل، وعصا موسى تمثل الحق والصدق، ولذلك يقول تعالى (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) [الأعراف: 115-122].

    إحصائيات قرآنية

    إن كلمة (حيَّة) لم تُذكر في القرآن إلا مرة واحدة عندما أمر الله موسى أن يلقي العصا وهو في الوادي المقدس، فتحولت إلى حية تسعى. وجاءت هذه الكلمة مناسبة للموقف. أما كلمة (ثعبان) فقد تكررت في القرآن كله مرتين فقط، وفي كلتا المرتين كان الحديث عندما ألقى موسى عصاه أمام فرعون، وكانت هذه الكلمة هي المناسبة في هذا الموقف لأن الثعبان أكبر من الحية وأكثر إخافة لفرعون.

    ونستطيع أن نستنتج أن الله تعالى دقيق جداً في كلماته وأن الكلمة القرآنية تأتي في مكانها المناسب، ولا يمكن إبدال كلمة مكان أخرى لأن ذلك سيخل بالجانب البلاغي والبياني للقرآن الكريم الذي قال الله عنه: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42].


    بقلم عبد الدائم الكحيل
    ..............]


    انتهى


    أذا


    - بالتحول الاول هل تحولت العصا بالمرة الاولى إلى ( حيه تسعى )
    كما قال عبد الدائم .... ام إلى ( ثعبان مبين لم يرى موسى مثله قـــــط لدرجه انه خاف أن يأكله ) ؟!؟
    - وما الفرق باللغه وبعلم الحيوانات بين كلمه ( حية تسعى ) و ( ثعبان مبين )؟!

    - وهل تحولت إلى ثعبان حقيقي وأكلت أفاعي السحره ؟! اما انها تلقف ما يأفكون ؟!

    - ولماذا لم يذكر ماهيته بالتحول الثالث ( حيه او ثعبان ) كما ذكرها بالتحول الاول والثاني وقال تلقف ما يأفكون ؟!



    اترك لكم الموضوع وانتظر الردود .........

  2. افتراضي أهدى الرّايات رايتك وأعظم الغايات غايتك يا إمامنا الغالي المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني صلّى الله عليك وآلك وأنصارك و سلم

    العصـــا والـمعجـــزة..

    ومن ثمّ أراد الله أن يسأل موسى عن ما في يمينه وهو يعلم أنها عصا، وإنما لكي يأتي لنا بتعريف لها بلسان موسى فنعلم أنها مجرد عصا عادية يهش بها على غنمه وله فيها مآرب أخرى وهو الضرب بها للدفاع عن نفسه.
    ومن بعد التعريف أراد الله أن يرينا ويري موسى عجائب قدرته سبحانه وقال:

    {قَالَ أَلْقِهَا يَا موسَىٰ ﴿١٩﴾ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ﴿٢٠﴾}

    صدق الله العظيم [طه]

    لكن موسى ولى مدبراً ولم يعقب على حذائه بل فرّ حافي القدمين من ذلك الثعبان المبين فقد تحولت العصا إلى ثعبانٍ مبينٍ فارتكزت على ذيلها ولكن موسى وراء ظهرها فتصور موسى لو تلتفت فتراه وراءها لالتهمته برغم أنه كان يكلم ربّه ولكنه مُلِئ منها رُعباً شديداً، ولذلك ولى مدبراً ولم يُعقب حتى على حذائه ليأخذه معه؛ بل هرب حافي القدمين ولكن الله ناداه:
    {يَا موسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ}
    [النمل:10]

    ثم عاد موسى وهو لا يزال خائفاً من ذلك الثعبان المبين التي لم يرى مثلها قط في حياته في الضخامة والعظمة فعاد إليها حياءً من ربّه وهو لا يزال خائفاً، ولكن الله أمره أن يأخذها ولا يخف، حتى إذا أمسك بذيلها وشعر أنها حيّة تهز يده لكي يعلم أنها حيّة حقيقية وليست سحريّة في الرؤيا البصرية، ومن ثمّ أرجعها الله إلى سيرتها الأولى، فعادت عصا موسى التي يهشّ بها عل غنمه وله فيها مآرب أخرى.

    وأمّا يده فيضعها على قلبه والجيب على القلب فتخرج بيضاء بنورٍ ذات شُعاعٍ ساطعٍ فتضيء في وضح النّهار.
    والمقصود من قوله تعالى
    {مِنْ غَيْرِ‌ سُوءٍ} [طه:22] أي من غير سحرٍ في الأعين بل نورٌ حقيقيٌّ واقعيٌّ.
    .......................................

    موسى والسّحرة وحبالُـــــهم..

    فتعال لأعلمك الفرق العظيم بين عصا موسى وعصي وحبال السّحرة، فأما عصي وحبال السّحرة فهي في الحقيقة لا شيء في الحقيقة حتى بنسبة 1 في التلريون أو بنسبة واحد في البليون أو بنسبة واحد في المليار أو بنسبة واحد في العشر! إذاً النتيجة لحقيقة عصي وحبال السّحرة هي صفر في المائة أي لا شيء. ومثله كمثل سراب بقيعة يحسبه الظمأن ماءً ويراه بعينه ماءً لا شك ولا ريب حتى إذا جاءه لم يجد شيئاً في الحقيقة على الواقع ولا حتى جُزء من نُطفة ماء أي لا شيء ثمّ يموت من الظمأ ولم يُغني عنه من ظمَئه شيئاً.

    وكذلك حبال وعصي السّحرة ليس لها أي حقيقة مما يراه الناظرون وإنما في خيال الأعين يُخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى، ولكن لو ذهب فرعون إلى عصي وحبال السّحرة وأمرهم أن يمسكوا حبالهم وعصيّهم التي يراها ثعابين فيأمرهم أن يمسكوها من رؤوسها وذلك حتى يجرؤُ على لمسها بيده. ومن ثمّ يمسك مؤخرتها بيده فسوف يجد الحبل في ملمس اليد هو حبل ولم يتحول إلى شيء آخر وباقي كما هو حبل.
    وكذلك العصي يجدها في قبضة يده عصيٌ من العود وملمسها عودٌ ولم تتغير فتتحول إلى شيء آخر وباقية عصي كما هي في حقيقتها عصيٌ من عود فيدرك ذلك فرعون لو فعل ذلك أن عصي وحبال السّحرة لم تتحول إلى ثعابين كما تُرى في خيال الأعين وإنما كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ولم يجد حتى قطرة واحدة في الحقيقة برغم أنه كان يراه على بعد منه ماء لا شك ولا ريب في بصر الأعين.

    المهم، ومن ثمّ يتوجّه فرعون إلى عصا موسى عليه الصلاة والسلام ويقول له أمسك ثُعبانك برأسه حتى أتأكد من ملمسه وحياته وحركته يا موسى، ومن ثمّ يفرك فرعون ذيل ثعبان موسى بيده وسوف يجدها تهزه فتركضه بذيلها الضخم فيقع من مقامه.
    ومن ثمّ يتبين له الفرق بين سحر التخييل والحقيقة فوجد سحر التخييل ليس له أي أساس من الحقيقة على الواقع الحقيقي وأما ثعبان موسى والتي كانت عصا فهي حقاً تحولت بقدرة الله كُن فيكون إلى ثعبان مبين؛ بل وأكلت جميع عصي وحبال السّحرة وابتلعتها أجمعين في بطنها وكأنها وحشٌ كاسرٌ يبتلع أي شيء فنزل رعبٌ شديدٌ منها على السّحرة فخشوا أن تبتلعهم فخروا لله ساجدين تائبين نظراً لخلفيتهم عن السحر.

    فهم يعلمون أنها آية حقيقة على الواقع الحقيقي وليست كمثل عصيّهم التي لم تتحول إلى شيء آخر وإنما يُخيل للناظرين أنها ثعابين تسعى وهي في الحقيقة لم تتحول شيئاً وإنما في خيال الأعين.

    وأما عصا موسى فقد أيقنوا أنها ثعبان مبين وبلغت قلوبهم الحناجر من شدة الفزع من هذا الثُعبان العظيم، أضخم وأعظم وأكبر ثعبان على وجه الأرض؛ بل خشي السّحرة أن تبتلعهم فوق عصيّهم وحبالهم وفروا من الله إليه فخروا له ساجدين .

    وأما فرعون فيظن عصا موسى ليس إلا مثلهُا كمثل عصي وحبال السّحرة وإنما لديه علم أوسع منهم؛ بل قال إنه لكبيركم الذي علمكم السحر! ولو علم فرعون أنها ثعبانٌ مبينٌ لولى مدبراً ولم يُعقب كما ولى موسى عليه الصلاة والسلام منها في الوادي المقدس طوى بعد أن خلع نعليه بأمر من ربّه ومن ثمّ سأله الله وما تلك بيمينك يا موسى وذلك حتى يأتي التعريف من موسى لعصاه ليعلم النّاس إنما هي عصا عادية ولو لم يسأله هذا السؤال لجعلتم لها أعظم أسطورة أنها من ثعابين الجنّة أتت من السموات العُلا من عند سدرة المُنتهى، ومن ثمّ يُصدق الذين لا يعقلون فيضيعون التبيان لقدرة الله كن فيكون، ولذلك سأله الله وهو يعلم أنها عصا وإنما لكي يأتي لها تعريف من موسى لتعلموا أنتم أنها عصا كمثل أي عصا، حتى إذا جاء التعريف أمره الله أن يلقيها ليري موسى والمؤمنين عجائب قُدرته سبحانه الذي إذا أراد شيئاً أن يقول له كُن فيكون. فأمره أن يلقي بالعصا فإذا هي ثعبان مبين بكن فيكون، فولى موسى مدبراً ولم يُعقب.

    ومعنى قول الله تعالى ولم يعقب على المكان ليأخذ حذاءه بل ولى حافي القدمين، وهو الموقف الذي أعلمُ علم اليقين أنه أضحك الله منه وهو دائم غضبان من ظُلم عباده لأنفسهم.
    ومن ثمّ نادى موسى أن يرجع ولا يخاف وإنه لا يخاف لدي المرسلون، وأنزل السّكينة على قلبه.

    وعاد فنظر إليها فإذا هي ثعبان عظيم لم يرى قط مثله في حياته ومن ثمّ أمره الله أن يأخذها وسيعيدها سيرتها الأولى فتعود إلى عصى كما كانت وأمره أن يذهب إلى فرعون وأنها آية للتصديق، وكذلك يده يجعل فيها نور يكاد أن يختطف الأبصار في وضح النّهار.

    ألا وإن الفرق لعظيم بين السِّحر وبين الحقيقة كالفرق بين سراب بقيعة والمحيط الهادي! فأما سراب البقيعة فلن تجد حقيقة للماء الذي رأيته عن بعد حتى إذا أتيت إليه لم تجده شيئاً وأما المحيط الهادي فأنت رأيته بحراً عظيماً عن بعد حتى إذا جئت إليه فإذا هو حقاً بحرٌ عظيمٌ تغور فيه الجبال الشامخات.

    ولكنك أخي الكريم كدت أن تصنع دعاية للباطل وكأن السِّحر كالحقيقة، وإنما سحر في لفظ القرآن وكأنه حقيقة وليس إلا القرآن وصفه سحر، وأخطأت بارك الله فيك وغفر لك أخي الكريم، وإنما صنعوا كيد ساحر ولا يُفلح الساحرُ حيث أتى، أعاذك الله من سحرهم ومكرهم، ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون.

    فتوبوا إلى الله يا معشر الساحرين وإن لم تتوبوا فإنا فوقكم قاهرون ولن تستطيعوا أن تسحروا أعين النّاس في عصر المهديّ المنتظَر لأنه بعلمه يكشف حقيقة سحركم أنه لاشيء على الواقع الحقيقي.

    ولكن المشكلة لدى النّاس في الأمم الأولى هو أنهم لم يستطيعوا أن يُفرّقوا بين السِّحر والمُعجزة، ويكشف حقيقة سحر التخييل هو ملمس باليد فلا تجد حقيقة لما أراك الساحر.

    وعلى سبيل المثال لو قال محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لقومه سوف يتنزل عليكم كتاب في يوم الجمعة ظهراً من السماء السّاعة الثانية عشر فعليكم ياقريش بالحضور جميعاً في المكان المعلوم لا أخلفه لا أنا ولا أنتم في مكان سوياً عند المسجد الحرام، ومن ثمّ قال قريش بل سوف نحضر السّحرة ينزلون كُتباً من السماء كمثل كتابك الذي تريد أن تُخيل إلينا أنه ينزل من السماء، ومن ثمّ يأتي السّحرة ويبدأون بتنزيل الكتب، ومن ثمّ يتلقف الكتاب أحد كفار قريش ليمسكه بيده فسوف يمسك هواء لا شيء، وإنما تخيّلٌ في النظر، ومن ثمّ يتنزل القرآن العظيم في كتاب من عند ربّ العالمين، ومن ثمّ يتلقفه الوليد بن المُغيرة فيمسكه بيده فإذا هو كتاب حقٌّ على الواقع الحقيقي، ومن ثمّ يلمسه كُفار قريش بأيديهم أجمعين لقالوا إنما هذا سحر مبين ويا سُبحان الله كيف سحر وقد لمسوه بأيديهم أفلا يعقلون؟

    ولكن الكفر بالمعجزة آية التّصديق لا يتلوها إلا العذاب، ولذلك علم الله أنهم لم يؤمنوا ولو علم بإيمانهم بالحقّ لنزل القرآن عليهم وهم ينظرون وحتى لا يعذبهم الله نزل به جبريل الأمين باللفظ ويتم تسجيله برق منشور وقال الله تعالى:

    {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْ‌طَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ‌ مبين ﴿٧﴾}

    صدق الله العظيم [الأنعام]
    ...............................................

    فاعتبروا يا أولي الأبصار وتدبروا البيان الحقّ للذكر ألا وإن النّور هو في التدبر والتفكر في آيات الكتاب، ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ..
    Read more: https://mahdialumma.net/showthread.php?t=1308


    قال الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
    وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

    صدق الله العظيم [التوبة:72]

  3. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أفهم من كلامك والتفسير الظني الذي جئت به أن في الحالات أن هنالك ثلاث تحولات مختلفة لعصا سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام
    (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) والبرهان الذي الذي استند إليه صاحب التفسير الظني ضعيف جدا ومردود عليه، فهل لو قلت لك أني رأيت حية، فهل أكون كاذبا لو كانت حية كبيرة أو ثعبان عظيم؟!

    وأنا ورد عندي تساؤل كذلك: فهل خاف موسى ولم يعقب عندما رأى العصا تتحول إلى حية صغيرة عادية، وكذلك وأوجس في نفسه - عليه الصلاة والسلام - عندما رأى حبال وعصي السحرة كأنها تسعى،
    ولم يخف من الثعبان العظيم الذي يراه أول مرة أمام فرعون والسحرة؟!!
    ى
    لابد أن المعجزة في المواقف الثلاثة واحدة، لأن القرآن لم يفرق بين التحولات الثلاث للعصا، والذي يدل على أن الحية التي في قوله تعالى: ( فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ) أنها ثعبان عظيم، تجد الجواب في قوله تعالى في سورة النمل : ( وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ )
    وفي قوله تعالى في سورة القصص: ( وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ )

    فهل يخاف ويولي مدبرا من رأى حية عادية؟!! كلا لابد أنها حية عظيمة خافها موسى -عليه الصلاة والسلام وآله - حتى ولى مدبرا ولم يعقب!! وهو لم يخافها عندما رءاها أمام فرعون وعندما كانت تلقف ما يأفك السحرة لأنه قد رآها من قبل في الوادي المقدس طوى

    وجواب سؤالك الثالث: أن القرآن يفسر بعضه بعضا، فلم يذكر أن العصا تحولت إلى ثعبان أو حية لأنه قد ذكر ذلك من قبل وهي من معجزاته -عليه الصلاة والسلام وآله - فالمعجزة واحدة في المواطن الثلاث.

  4. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله
    اولا اشكركي على تدكيري بهدا البيان فكان سعيكي مشكورا
    تانيا اختي ارجو ان تحكمي عقلكي قليلا فالفرق عظيم بين بيان الامام ناصر محمد اليماني وبين نص الاخ عبد الدائم
    فبالنسبة لسؤالك الاول
    اقتباس المشاركة :
    أذا


    - بالتحول الاول هل تحولت العصا بالمرة الاولى إلى ( حيه تسعى )
    كما قال عبد الدائم .... ام إلى ( ثعبان مبين لم يرى موسى مثله قـــــط لدرجه انه خاف أن يأكله ) ؟!؟

    انتهى الاقتباس
    بل تحولة العصى بعد اهتزازها الى حية تسعى اى ثعبان مبين فانضري لقول الله تعالى هل تجدين رسول الله خاف ام لم يخف
    يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9 )
    وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10 )
    إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11 النمل)
    صدق الله العظيم
    و السلام عليكم و رحمة الله

  5. افتراضي ليس اسم "حيّة" من مرادفات اسم الثعبان كما يزعم الناس منذ نزول القرآن..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 - 04 - 1436 هـ
    23 - 01 - 2015 مـ
    05:46 صباحاً
    ـــــــــــــــــ



    ليس اسم "حيّة" من مرادفات اسم الثعبان كما يزعم الناس منذ نزول القرآن ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..
    سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أيها المقارن بين الحقّ والباطل إلا قليلاً، ويا رجل إنّني الإمام المهديّ أفتيك بالحقّ أنّه لا يطلق على الثعبان حيّة في اللغة العربيّة ولا يوجد في قاموس اللغة اسم الحيّة من مرادفات اسم الثعبان، وإنما ظنّ الناس أنّ الاسم حيّة من مرادفات اسم الثعبان بسبب الاسم الذي أطلقه الله على عصا موسى من بعد تحولها من جمادٍ إلى شيء حيٍّ يسعى.

    ويا رجل تعال لنعلّمك بالحقّ عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حيّة تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)} صدق الله العظيم [طه].

    ويا رجل، إنّ موسى لم يأتِ إلى النار ليستأنس بها كما يقول "الكحيل"؛ بل ليأتيهم منها بجذوة نارٍ أو قبسٍ لكي يحرق ناراً عند أهل بيته ويصنعوا عليها طعاماً ليأكلوه، أو لعلّه يجد على النار طعاماً فيعطيه أصحابُ تلك النار. ولذلك قال الله تعالى: {إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} صدق الله العظيم [طه:10].

    وأما بالنسبة للعصا فقد ألقى الله بالسؤال إلى موسى عمّ في يمينه وهو يعلم أنّها عصا وإنّما لكي يأتي التعريف من نبيّ الله موسى عمّ في يمينه بأنّها مجرد عصا جمادٍ وليس بها حياةٌ تسعى وتتحرك؛ بل عصا جماد، فانظروا تعريف موسى لعصاه. وقال الله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18)} صدق الله العظيم [طه].

    فهنا التعريف عن عصا موسى بأنّها مجرد عصا جمادٍ لا حياة فيها فمن ثمّ أراد الله أن يُري نبيّ الله موسى قدرته، فقال : {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حيّة تَسْعَى (20)} صدق الله العظيم. فهو يقصد أنّه بقدرته تحولت عصا موسى من عصا جمادٍ فصارت حيّةً تسعى؛ أي العصا صار فيها حياة ولم تعد ميتةً جماداً لا يتحرك؛ بل حيّةٌ.

    فإنما يقصد الله من كلمة حيّة أي بها حياة ولكنكم ظننتم أنّ الاسم حيّة من مرادفات اسم الثعبان؛ بل الله يقصد أنّ العصا صار بها حياةٌ ولذلك تسعى كونها تحوّلت إلى ثعبانٍ مبينٍ وهو نفس الشكل من البداية إلى النهاية فكلما ألقاها ليلقي الله فيها الحياة فيجعلها ثعباناً مبيناً هو نفس وشكل وحجم الثعبان كون ذلك آيةٌ من ربّ العالمين، فكيف يقول صاحبك الكحيل أنّ الحيّة هي الثعبان الصغير ولذلك لم يذكره الله إلا مرةً في القرآن؟ فوالله إنّ الكحيل كغيره من علماء التفسير ممن يقولون على الله ما لا يعلمون.

    وأدركتنا صلاة الفجر ولم يعد لدي وقت وأكتفي بهذا القدر، وأرجو أن تكون وصلت الفكرة لدى السائل.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ___________


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  6. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم , والله ياإمامي الكريم أراك بأنك تقول البيان بشكل عادي , ولا تلقي بالا فهو أمر هين لديك, كونك ياحبيبي في الله ( عالم عليم بالكتاب ) وأما كيف ينزل علينا البيان , أقسم بالله النعيم الأعظم ( صاااااااااااااااااااااعقة ) وأحبك في الله . وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

  7. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والتابعين للحق إلى يوم الدين، وبعد.. جزاك الله عنا خير الجزاء يا إمامنا الحبيب والغالي وصاحب السؤال ليس رجلا بل هو اخت (إبتسام) من اليمن باحثة عن الحق ومتابعة لبيانات النور منذ مدة وكانت سألتني عن هذه النقطة مند مدة فطلبت منها أن أسجلها في المنتدى وتطرح اسئلتها خاصة سؤالها هذا وأسئلة أخرى ستضعها لاحقا عن عذاب القبر ونسأل الله ان يزيدها نورعا وعلما وحكمة ويتم لها نورها ويلحقها بركب الأنصار السابقين الأخيار صفوة البشرية وخير البرية وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين


    اقتباس المشاركة 21577 من موضوع بيانٌ من الإمام المهدي المنتظر عن قدرات وصفات الجنِّ والملائكة، وعن فتنة المسيح الدجّال..

    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    12 - شوال - 1432 هـ
    10 - 09 - 2011 مـ
    10:58 صباحًا

    [ لمتابعة رابط مشاركة البيان الأصليّة ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=21559
    ــــــــــــــــــــ



    بيانٌ من الإمام المهدي المنتظر عن قدرات وصفات الجنّ والملائكة، وعن فتنة المسيح الدجّال ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي النبيّ الخاتم ورحمة الله وبركاته وعليه وعلى آله الأطهار وجميع أنصار الله في خلقه إلى يوم الدين..
    ويا حبيبي في الله أبو روان، لقد أفتاكم الرحمن في محكم القرآن أنّه خلق الجانّ من نار السَّموم، وقال سبحانه في محكم القرآن:
    {وَالْجَآنَّ خَلَقْناهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ} صدق الله العظيم [الحجر:27]. والسَّموم هي نار جهنم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ﴿٤١﴾ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    والجانّ الذي خلق الله أباهم من نارٍ وأكرم لمن يشاء منهم بصفاتٍ ملائكيّةٍ بقدرة التحوّل في خلقهم بالتشبّه بخلقٍ آخر فتنةً لهم أيشكرون أم يكفرون ويستكبرون ويغترّون بخلقهم؟ كمثل إبليس وذريّته يحملون صفاتاً من صفات الملائكة؛ أي يحمل من صفات الملائكة بقدرة التحوّل من خَلْقِ الجنّ إلى التمثّل بخَلْقٍ آخر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ﴿٣١} صدق الله العظيم [القصص].

    ويقصد الله تعالى بقوله:
    {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ} أي أنّها تحوّلت من عصا إلى ثعبانٍ، ونستنبط من ذلك صفة تَميَّز بها الجنّ بقدرة التحوّل من خلقهم فيتشبّهون بخلقٍ آخر، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ}صدق الله العظيم، ونستنبط من ذلك قدرة الجنّ على التحوّل بإذن الله من خلقهم فيتمثّلون بخلقٍ آخر، وكذلك الملائكة من النور ميّزهم الله كذلك بهذه الصفة وهي قدرة التمثّل، ولذلك قال الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:17].

    وبعد أن خلق الله آدم وأمر الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا كلهم أجمعون، تصديقاً لقول لله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ‌ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ قَالَ فَاخْرُ‌جْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَ‌جِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ ربّ فَأَنظِرْ‌نِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِ‌ينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    وهنا سؤالٌ يطرح نفسه: فبما أنَّ إبليس استثناه الله من الملائكة أنّه لم يكن من الساجدين بدليل قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴿٦١﴾ قَالَ أَرَ‌أَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّ‌مْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْ‌تَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّ‌يَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورً‌ا ﴿٦٣﴾ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَ‌جِلِكَ وَشَارِ‌كْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُ‌ورً‌ا ﴿٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَ‌بِّكَ وَكِيلًا ﴿٦٥﴾} [الإسراء].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ‌ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل إبليس من الملائكة الذين خلقهم الله من نور أم من ملائكة الجان من نارٍ؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} صدق الله العظيم [الكهف:50].

    وكذلك الجنّ ينقسمون إلى صنفين اثنين بسبب التحوّل في خلقهم بالتشبه إلى خلق آخر بقدرة الله في التحوّل في الخلق بالتشبّه بخلقٍ آخر بدليل قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا} صدق الله العظيم، وليس أنّ الجنّ ثعابين، وإنّما يقصد الله أنّ موسى رآها تحولت من عصا إلى ثعبانٍ مبينٍ؛ بمعنى فلما رأى العصا تحولت من عصا إلى خلق آخر ثعبان حيّ مبين كأنّها جانّ تملك قدرة التحوّل بالتشبّه بخلقٍ آخر، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَ‌آهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرً‌ا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ومن خلال ذلك نستنبط فتوى الله من صفات الجنّ في الخلق: أنّه منحهم قدرة التحوّل إلى خلقٍ آخر بمجرّد إرادتهم في أنفسهم أن يتمثّلوا بخلقٍ آخر فيتمثّلون بقدرةٍ من الله وليس من عند أنفسهم، ولكن ذلك يحدث فقط إن يشأ الله.

    والصفات الملائكيّة لقدرة التحوّل أكرم الله بها طرائق من عالم الجنّ وكذلك عالم الملائكة من نور، فأيّ ملَك يريد أن يظهر للناس فإنّه حتماً سوف يتمثّل لهم إلى رجلٍ من البشر، والله هو الذي جعل لهم قدرة الاستواء والتمثّل إلى خلقٍ آخر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَ‌جُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]، كمثل جبريل عليه الصلاة والسلام حين أرسله إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مِرَّ‌ةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وإنّما الاستواء هو التمثل إلى رجل سويٍّ من البشر، فكذلك حين أرسل الله الرسول جبريل ومن معه من الملائكة إلى مريم ومن ثم تمثّل لها جبريل إلى رجل لكي تراه كونه من سوف يخاطبها، وقال الله تعالى:
    {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} صدق الله العظيم [مريم:17].

    إذاً فالصفة الملائكيّة لقدرة التمثّل جعلها للملائكة الجنّ من النار وللملائكة من النور بشكل عام، والجنّ ينقسمون إلى صنفين بسبب قدرة التحوّل في خلقهم من الله الذي خلقهم.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أحبّتي الأنصار فيقول: "يا إمامي وهل من ذريّة آدم من سوف يمنحهم الله صفة التحوّل من باب التكريم إلى ملائكةٍ من النور من الذين يجعلهم الله خلفاء لخليفة ربّهم على شعوب العالمين؟". ومن ثم نترك الرد عليه من الله مباشرة:
    {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴿٦٠} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ومن ثم ننصحكم أحبّتي في الله أن تدعوا الله أن لا يجعلكم ملائكة من البشر، حتى لا تكونوا سبب عودة الناس إلى الكفر بالمغالاة فيكم من بعد موتكم فيدعونكم من دون الله، فتنازلوا عن هذا التكريم العظيم لكم من ربّكم من أجل تحقيق النعيم الأعظم من ذلك التكريم حتى لا تكونوا سبباً آخر في عودة الناس إلى الشرك بعد إذ هداهم الله جميعاً كونهم سوف يبالغون فيكم من بعد موتكم حتى يدعونكم من دون الله.

    أفلا تعلمون أنّ أبويكم آدم وحواء لَيعلما بحدث التحوّل المنتظر من بشرٍ إلى ملائكةٍ ولذلك أوهمهما إبليس أنّه قد أكل هو وزوجته من الشجرة حتى صارا ملَكين؟ وأنّه إذا أراد أن يملك هو وزوجته قدرة التحوّل من بشر إلى ملكين فيكونا خالدين لا يموتان ما دامت الحياة الدنيا فعليهما أن يأكلا من هذه الشجرة؟ وأوهمهما أنّ الجنّ الملائكة إنّما أكلوا من هذه الشجرة فصار لديهم قدرة التحوّل من جنٍّ إلى ملائكة، ولذلك قال إبليس لآدم وزوجته:
    {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:20].

    فظنّ آدم وحواء أنّه سيكون السبب في الحدث المنتظر أن يجعل الله ملائكةً من البشر في الأرض يخلفون؛ ظنّوا أنّ السرّ هو في تلك الشجرة ولذلك نهاهم الله أن يأكلوا، وظنّوا أن سرّ التحويل إلى ملائكة هو في تلك الشجرة وأنّهما لو أكلا منها لصار لديهما قدرة التحوّل إلى ملائكة فيكونا كمثل إبليس وزوجته ملكَين. ويا سبحان الله العظيم! ولكن آدم وحواء عليهما الصلاة والسلام يجهلان حقيقة اسم الله الأعظم ولذلك أكلا من الشجرة حتى يكونا ملكين ويكونا من الخالدين في تلك الجنة ما دامت الحياة الدنيا فخسِرا النعيم الأعظم والنعيم الأصغر، وقال الله تعالى:
    {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَ‌بَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِ‌يَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَ‌بُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُ‌ورٍ‌ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَ‌ةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَ‌قِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَ‌بُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَ‌ةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٢﴾ قَالَا رَ‌بَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ‌ لَنَا وَتَرْ‌حَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَ‌جُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني حبيبي في الله إبراهيم فيقول: "فما يقصد الله بقوله:
    {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَ‌جُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم، فهل يمكن أن يكون الهبوط من الأرض إلى الأرض؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ونفتيه بالحقّ ونقول: إنّما الهبوط هو من الأرض إلى الأرض كمثل هبوط بني إسرائيل من الأرض إلى الأرض كونهم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:61].

    إذاً فالهبوط إنّما يقصد الله به الخروج من الذي هو خير إلى الذي هو أدنى، كمثل خروج آدم من جنّة الله في جوف الأرض إلى أرض الشقاء والتعب في طلب الرزق على سطح الأرض وقد كان في أرضٍ لا يجوع فيها ولا يظمأ ولا يعرى، وإنّما الهبوط هو الخروج من الذي هو خير إلى الذي هو أدنى، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿١١٥﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِ‌جَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَ‌ىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَ‌ةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَ‌قِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ رَ‌بَّهُ فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾ ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَ‌بُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ﴿١٢٢﴾ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ﴿١٢٣﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وتبيّن إنّما الهبوط مَجاز؛ وهو الخروج من الذي هو خير إلى الذي هو أدنى، فأخرج الله آدم وزوجته وذريّتهم في ظهره، وإنّما فتنهم الشيطان بالجنّة التي كانوا فيها وأوهمهم إنّما نهاهم الله عن تلكما الشجرة كون فيها سرّ البقاء في المُلك والخلد في الحياة فيما هم فيه إلى يوم القيامة، فلا يفتنكم الشيطان بتلك الجنة فتحرصون عليها كما حرص على البقاء فيها آدم وحواء، وإنّما تلك الجنة هي فتنة المسيح الكذاب كون قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب وفيها زخرف كبير، فلا يكذب عليكم! وتالله إنّ ملائكة الرحمن سوف يخرجونه منها مذءوماً مدحوراً، وأنّه لن يُصْدِقكم بما وعدكم بها كونه سوف يتمّ إخراجه منها مذءوماً مدحوراً بجنود الله من الملائكة الذين أمرهم بطرد المسيح الكذاب من الجنة التي وعد الله بها قوماً يحبهم ويحبونه أن يستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، فيورثهم أرضاً ودياراً لم تطأها قدم أحدٍ من المسلمين قط، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا}
    صدق الله العظيم [الأحزاب:27].

    فأمّا المقصود بقوله تعالى
    {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ} صدق الله العظيم، فيقصد بذلك محمداً رسول الله والمسلمين الذين معه أنّه أورثهم أرض شياطين البشر من اليهود الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض، وأما قول الله تعالى: {وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا} صدق الله العظيم؛ فيقصد بذلك الوعد قوماً آخرين من المسلمين وهو الإمام المهدي ومن صدّق دعوته واتّبعه من المسلمين، فوعدهم الله أن يورثهم أرضاً ودياراً وأموالَ عالمِ الشياطين من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ بأرض لم تطؤوها، وتسمى في الكتاب جنة بابل استولى عليها الشيطان الملك هاروت وقبيله ماروت وذريّتهم يأجوج ومأجوج بجنة بابل، وقد عمّروا قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب ليعطوها ويصرفوا لمن يكفر بالله ويتّبع الشيطان (المسيح الكذاب) ويصدّق أنّه الرب فيعطيه قصراً من الفضة وأبوابه من الذهب وزخرفاً ومعارج في القصور عليها يظهرون إلى أعلى القصر وزخرفاً كبيراً.

    وتلك هي فتنة المسيح الكذاب جنة بابل بالأرض ذات المشرقين، فلا يفتنكم الشيطان بتلك الجنة كما فتن أبويكم آدم وحواء بها، كونه أوهمهم أن لو يأكلون من الشجرة فسوف يكونون من الخالدين فيها، ولذلك أكلوا من الشجرة حرصاً منهم على البقاء فيها.

    فلا يفتنكم الشيطان بها أنّه سوف يورثكم إيّاها فإنّه لمن الكاذبين، فسوف يهزمه الجيش الملائكي من النور بقيادة وزير المهدي المنتظَر المَلَك جبريل عليه الصلاة والسلام، كون الله أمر الملك جبريل أن يتنزّل هو وجميع جند الله من الملائكة في السموات السبع ليكونوا ضمن جيش المهدي المنتظر، وأمرهم أن يطيعوا خليفة الله وعبده الإمام المهدي عبد النعيم الأعظم، ولسوف يقومون بمهمّتهم بطرد المسيح الكذاب الملك هاروت وقبيله ماروت وذريّتهم يأجوج ومأجوج من أرض بابل جنة الله في الأرض التي وضعها للأنام والراحة للجنّ والإنس، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالْأَرْ‌ضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّ‌يْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَ‌بِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

    وبما أنّ الله وضعها للثّقلين من الجنّ والإنس ولذلك يخاطبهم بالمثنى:
    {وَالْأَرْ‌ضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّ‌يْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَ‌بِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم. وتلك هي جنة الفتنة، ولذلك قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَ‌جَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِ‌يَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَ‌اكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَ‌وْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وسؤالٌ يطرح نفسه: فبماذا سوف يفتنهم الشيطان حتى يكفروا بالله الحق فيصدِّقوا أنّه الله؟ والجواب عن فتنة المسيح الكذاب أنّها مُلكٌ ماديٌّ بجنة الفتنة وليس أنّ الله يمده بالمعجزات كما تزعمون، وقد أفتاكم الله في محكم الكتاب عن فتنة المسيح الكذاب في قول الله تعالى:
    {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أمّةً واحدةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ويا أيّها السائل عن زوجة إبليس فإنّها خُلقت بكن فيكون، وذريّتهم والمَردَة جميعهم ذريّة إبليس أعداء لله ولكم، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ‌ رَ‌بِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّ‌يَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وجعلهم ملَكين، ولذلك أوهم الشيطان آدم وزوجته أنّهما إذا أرادا أن يكونا ملَكين مثلهم خالدين طيلة الحياة الدنيا فعليهم أن يأكلا من هذه الشجرة فيكونا ملَكين خالدين في هذا الملك الذي مكّنهم الله فيه، ولذلك قال لهم:
    {مَا نَهَاكُمَا رَ‌بُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فظنَّ آدم وزوجته أنّ الذين يحملون الصفات الملائكيّة من الجنّ أنّ سر تقلّبهم في الخلق إلى صفات ملائكيّة في خلقهم هو أكلهم من تلك الشجرة، ولذلك سمّاها الشيطان شجرة الخلد بمعنى أنّ من أكل منها صار ملَكاً كريماً مُخلّداً؛ بل هي الشجرة الملعونة في القرآن وتم اجتثاثها وزرعها في أصل الجحيم لتكون طعام الأثيم.

    ولا يزال لدينا الكثير من بسطة العلم ونعلم من الله ما لا تعلمون، ولكنّ الأمر سوف يكون غريباً على الذين لا يوقنون، ولذلك لا نزال نرفق بهم ونبيّن الكتاب شيئاً فشيئاً لنثبِّت به أفئدة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه، ونزيدهم إيماناً بالبيان الحقّ للكتاب وذكرى لأولي الألباب لعلهم يتّقون.

    وختام بياني هذا، فلماذا لن يستطيع المسيح الكذاب أن يعطيَكم قصور الفضة ذات الأبواب من الذهب؟ وذلك لأنّ الله سوف يخرجه منها إليكم مذءوماً مدحوراً، كون الله يعلم أنّه لو يتركه فيها فسوف يفتن بها الناس فيجعلهم أمّةً واحدةً على الكفر، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أمّةً واحدةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولكنّ الله سوف يورثها للإمام المهدي المنتظر الذي يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الإيمان يعبدون الله لا يشركون به شيئاً، حتى إذا أَزِفَ الرحيل إليها والوصول إلى أبوابها سوف نجد بشراً من الملائكة ينتظرون لطاعة خليفة الله وعبده الإمام المهدي كما أمرهم الله بطاعته بقيادة الملك جبريل عليه وعليهم الصلاة والسلام، وكذلك الصالحين من الجنّ ومعنا الصالحون من الإنس، وإلى الله تُرجع الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

    ويا أحباب الله لربما نُعْرِضُ عن بيان بعض الآيات كون في بيانها كشفُ أسرارٍ للأعداء من شياطين الجنّ والإنس، ولكنّكم تجبروني على ذلك بسبب إلحاحكم على إمامكم. فما أعرضنا عن بيانه من القرآن حين نُسألُ عنها فاعلموا أنّ ذلك ليس عجزاَ منّي عن بيانها، ولكنّي أرى في تأخير بيانها حكمةً فلا تغضبوا، وإن أجبرتموني أنتم والسائلون فسوف نبيّنها بالحقّ إن يشأ الله، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولكن أخشى من بيانها أن يسيئكم فيعظم بيانها ويكبر في نظركم وعلى عقولكم، فيقول الذين لا يعلمون: فكيف يكون جبريل وكافّة جند الله بالسموات العُلى فكيف يكونون من جنود المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فيطيعون أمره؟ ومن ثمّ نردّ عليهم بالحقّ ونقول: ألم يأمرهم الله بسجود الطاعة من قبل لخليفته آدم عليه الصلاة والسلام، فلماذا ترَون ذلك كبيراً في حق الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني الذي يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الهدى والإيمان؟ وخصمي المسيح الكذاب الشيطان هدفه عكس هدف المهدي المنتظر، كون الشيطان المسيح الكذاب يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الكفر بالله، فذلك هدف الشيطان، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أمّةً واحدةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    كونه يريد أن يُغضِب الله لأنّ الله لا يرضى لعباده الكفر، وقال الله تعالى:
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    ولذلك يريد الشيطان أن يُذهب رضوان الله في نفسه بتحقيق هدفه أن يجعل عباده أمّةً واحدةً على الكفر بالله، ولكنّ الإمام المهدي سَعيُهُ بعكس سعيّ الشيطان، ويريد أن يحقّق هداية الأمة جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراط مستقيم يعبدون الله وحده لا شريك له فيرضى، ولن يتحقّق رضوان الله في نفسه إلا أن يشكره عباده فيؤمنون به ويعبدوه وحده لا شريك له، تصديقاً لقول الله تعالى :
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    فكم تجهلون قدر المهدي المنتظر الذي لا تحيطون بسرّه وتعرضون عن أمره! وهل دعاكم إلى الكفر بالله؟ بل يدعوكم الليل والنهار إلى الشكر لله فتعبدون الله وحده لا شريك له حتى يرضى، ولذلك خلقكم لتتّبعوا رضوانه إن كنتم إيّاه تعبدون ولذلك خلقكم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ونهديكم بالبيان الحق للقرآن المجيد إلى اتَّباع رضوان الله إن كنتم إيّاه تعبدون، فاتَّبعوني أهدِكم بالقرآن المجيد إلى رضوان العزيز الحميد، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَدْ جَاءَكُمْ رَ‌سُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرً‌ا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ‌ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ‌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِ‌ضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِ‌جُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخو المؤمنين الذليل عليهم، العزيز على الكافرين الذين يريدون أن يطفِئوا نور الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  8. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ورضوانه
    اقتباس الرد 2 للإمام المهدي على هذا الموضوع من الصفحة 2


    اقتباس المشاركة 174036 من موضوع أسئلة ابتسام




    مزيدٌ من البيان للسائلين ..


    اقتباس المشاركة :
    بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحتى نستفيد اكثر ماراي الامام في هده الاحاديت: حديث ابن عمر قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: "اقتلوا الحيات، واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر، فإنهما تسقطان الحبل وتطمسان البصر"، قال ابن عمر: فرآني أبو لبابة أو زيد بن الخطاب وأنا أطارد حية فنهاني، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلهن، فقال: إنه قد نهى بعد ذلك عن قتل ذوات البيوت. متفق عليه. وجاء عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخبروه فيه أن شاباً ضرب حية فاضطربت فخر ميتاً فما يدرى أيهما أسرع موتاً: الفتى أم الحية؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن بالمدينة جنَّا قد أسلموا ، فإذا رأيتم منهم شيئاً فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه، فإنما هو شيطان"، أخرجه مالك في الموطأ. ولمادا لم تستعمل هنا كلمة ثعبان بدل كلمة حية؟ فيبدو لي ان العرب كانو يصنفون الانواع من الحيات وما شابهها !؟ وهل هده الاحاديت يؤيدها الامام ام لا؟
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته..

    وقال الله تعالى:
    {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}[الإسراء:44].

    قال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} [النور:41].

    وقال الله تعالى:
    {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحديد:1].

    قال الله تعالى:
    {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الجمعة:1].
    صــــدق الله العظيــــــــــم

    وما ينطق محمدٌ رسول الله عن الهوى في دين الله؛ بل يوحي الله إليه بالحقّ
    فهل من العقل والمنطق أن يخلق الله شيئاً ليعبده ويسبح له سبحانه فمن ثمّ يأمر الله بقتله عدواناً وظلماً وهو لا يُؤكل؟ سبحانه فأيّ ظلمٍ هذا؟ كون الحديث المفترى جاء بحكمٍ عامٍ بقتل الثعابين ومثل هذا الحديث كمثل حديث الأمر بقتل بما يسمونهن بالفواسق كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    [عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ، يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ : الْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ ].
    انتهى الاقتباس
    وهيهات هيهات فما ذنب طائر الغراب والحدأة والفأر فلا تجدونهن إلا وتعدّيتم عليهن بغير الحقّ، وإنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أُمرت برفع ظلم الإنسان وظلم الحيوان والطير وأفتي بالحقّ أنه لا يجوز قتل أيّ شيء حيٍّ لم يعتدِ على حقوق الإنسان إلا ما أحلّ الله لكم ذبحه أو صيده لتأكلوه مع تحريم الإسراف، وأمّا الحيوانات والطيور الأخرى فلا يجوز قتلها إلا بالحقّ من غير ظلمٍ، وأمّا في حالة الاعتداء فحتى الإنسان المعتدي يقاتَل ويُقتَل. فاتّقوا الله ولا تتّبعوا الأحاديث والروايات الاتّباع الأعمى؛ بل ردّوا الرواية إلى عقولكم.

    غير أنّنا لا ننهى عن قتل الأفاعي التي تدخل بيوت الناس كونها تعدّت على الحقوق، وبالنسبة للفئران التي تزعمون أنّ الرسول أمركم بقتلها أينما وجدتموها فمن ثمّ نقيم عليكم الحجّة بالحقّ ونقول فلا تزر وازرةٌ وزر أخرى فهل تريد أن تحاسبَ كافة الفئران بسبب ذنب فأرٍ مكث في مخزن المواد الغذائية لديك وفقع الأكياس بأسنانه، فهل تأخذ بثأرك منه ومن كافة الفئران في البرّ والبحر؟ والله لا يحب المعتدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:190].

    وذلك نظام العدل بشكلٍ عامٍ؛
    حفظَ الله الحقوق وحرّمَ الله الاعتداء على الإنسان والحيوان وهو لم يعتدِ عليك ولم يؤذِك.

    وبالنسبة للفئران فمن ثمّ نفتيك بالحقّ ونقول: فلتقتل ذلك الفأر الذي اقتحم دارك. وأمّا أن يأمركم النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بقتل كافة الفئران أينما وجدتموها وهي لم تضركم ولم تعتدِ عليك فهذا هو الظلم بعينه. وكذلك الغراب فما ذنبه حتى تعلنوا الحرب عليه فتجعلوه من الفاسقين؟ واللهِ ليحاجّكم الغراب بظلمه بين يدي الله ربّ العالمين!

    وبالنسبة للثعابين فما تعدّى منها فدخل البيوت فلا نحرّم قتلها كون قتلها يعتبر دفاعاً عن النفس، وأما التي لا تعتدي على أحدٍ وتعشعش في أعشاشها بعيداً عن الناس وتُجَنِّبُ الناس شرّها فلا يجوز الاعتداء عليها بغير الحقّ إلا من اضطر دفاعاً عن نفسه فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه، ولكنّ الله لا يحبّ المعتدين على حقوق الغير ظلماً وعدواناً. فلا تجبرنا للخوض في رفع الظلم عن الحيوان من قبل الإنسان كوننا لا نزال نسعى بدعوة رفع الظلم عن الإنسان، وكلّ شيءٍ في قدره المقدور، وإلى الله ترجع الأمور.

    ويا رجل، ألا تنظر إلى برهان الافتراء كونه ظنّ أنّ الحيّة هو اسمٌ للأفعى بسبب وصف عصا موسى عليه الصلاة والسلام أنها صارت حيّةً تتحرك بعد إذ كانت جماداً ميتاً؟ وغرّ المفترين ذكرُ حياة العصا في محكم القرآن فظنّوا أنّ ذلك هو اسمٌ للأفعى، ولكن الله يقصد أنّه نفخ روح الحياة في عصا موسى فصارت حيّةً تسعى، أي العصا صارت حيّةً أي تحمل روح الحياة. ولكن ماذا أصبحت بعدَ أن صارت حيّةً تسعى؟ والجواب: ثعبانٌ مبينٌ. فلا يجوز تحريف كلام الله عن مواضعه المقصودة.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ___________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  9. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سبحان من علمك يا امام علم بيان القران و علم اللغة العربية

    ملاحظة :
    لايهم من يكون السائل و ان كان ذكر او انثي فكم من رجال يسجلون باسم امراة و من ثم ينكشف امرهم
    فلماذا الجدال اخي عبدالله و نحن لا نستطيع ان نجزم ان السائل امراة او رجل و حتي وان كانت امراة فهل يغيير ذلك شيئا في برهان البيان الحق


  10. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والله انك حق ياقرة عيني وفيت واوفيت والله انا لنشتاق ان يجمعنا الله بك وننهال مما علمك الله ونقف جندا اوفياء لله وطاعته
    نحبك في الله ياامام ونحب اخوتنا الانصار ونشتاق للجميع
    قال تعالى﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)﴾
    سورة إبراهيم

المواضيع المتشابهه
  1. أسئلة ensrnabeak
    بواسطة ensrnabeak في المنتدى قسم القرآن العظيم
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 13-09-2017, 02:15 AM
  2. أسئلة hossam
    بواسطة hosam في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 93
    آخر مشاركة: 01-06-2015, 03:32 AM
  3. [ سؤال ] أسئلة minddose
    بواسطة ensogyne في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 65
    آخر مشاركة: 06-02-2015, 10:02 PM
  4. أسئلة فوازعامرمسعود
    بواسطة فوازعامرمسعود في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 26-10-2014, 12:09 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •