الموضوع: من هم الأنبياء الذين قُتِلوا ومن هم الذين قتلوهم؟

النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. افتراضي من هم الأنبياء الذين قُتِلوا ومن هم الذين قتلوهم؟

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين من الأولين والآخرين
    والصلاة والسلام على خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأنصاره السابقين الأخيار

    سألني أحد الباحثين عن الأنبياء الذين قُتلوا ومن هم الذين قتلوهم !!
    فهل هم من بني إسرائيل أم أنبياء قتلوا من قبل عصر يعقوب عليه الصلاة والسلام؟!

    وهذه بعض الآيات التي وجدتها ذكر فيها قتل الأنبياء:

    قال الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)} صدق الله العظيم [البقرة]

    وقال تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)} صدق الله العظيم [آل عمران]

    وقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)} صدق الله العظيم [آل عمران]

    وقال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78)} صدق الله العظيم [المائدة]

    فكما نعلم من بيانات الإمام عليه السلام أنه يوجد 28 نبي من بني آدم فقط دون غيرهم من الجن وغيرهم مما لا نعلم عنهم ونقتبس من بيانه والذي هو بعنوان "بيان عدد الأنبياء والرُسل الذين ورد ذكرهم في القرآن.." ما يلي:


    [- 5 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 06 - 1428 هـ
    28 - 06 - 2007 مـ
    02:34 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    بيان عدد الأنبياء والرُّسل الذين ورد ذكرهم في القرآن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين
    وفي الأخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ثمّ أمّا بعد..

    يا معشر عُلماء الأمّة، لقد أمركم الله بالإيمان بجميع الأنبياء والمُرسلين من أوّلهم آدم عليه الصلاة والسلام إلى مسك خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ذكر الله لكم في مُحكم آيات القُرآن العظيم ثمانية وعشرين منهم بالاسم بعدد الأحرف التي يتكون منها القُرآن العظيم ثمانية وعشرين نبيّاً ورسولاً وهم:

    1_ نبيّ الله آدم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {
    إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٣٣﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} صدق الله العظيم [آل عمران:33-34].

    2 _ نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام
    3 _ نبيّ الله إلياس عليه الصلاة والسلام
    4 _ نبيّ الله إدريس عليه الصلاة والسلام
    5 _ نبيّ الله اليسع عليه الصلاة والسلام
    6 _ نبيّ الله هود عليه الصلاة والسلام
    7 _ نبيّ الله صالح عليه الصلاة والسلام
    8 _ نبيّ الله أيوب عليه الصلاة والسلام
    9 _ نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام
    10 _ نبيّ الله لوط عليه الصلاة والسلام
    11 _ نبيّ الله اسماعيل عليه الصلاة والسلام
    12 _ نبيّ الله إسحاق عليه الصلاة والسلام
    13 _ نبيّ الله شُعيب عليه الصلاة والسلام
    14 _ نبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام
    15 _ نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام
    16 _ نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام
    17 _ نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام
    18 _ نبيّ الله هارون عليه الصلاة والسلام
    19 _ نبيّ الله لُقمان عليه الصلاة والسلام
    20 _ نبيّ الله عُزير عليه الصلاة والسلام
    21 _ نبيّ الله ذو القرنين عليه الصلاة والسلام
    22 _ نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام
    23 _ نبيّ الله سُليمان عليه الصلاة والسلام
    24 _ نبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم عليه الصلاة والسلام
    25 _ نبيّ الله زكريا عليه الصلاة والسلام
    26 _ نبيّ الله يحيى عليه الصلاة والسلام
    27 _ نبي الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام
    28 _ خاتم الأنبياء والمُرسلين رسول الله إلى الإنس والجنّ أجمعين مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم
    ] انتهى الاقتباس


    والسؤال الذي يطرح نفسه فمن منهم تم قتله ومن هم الذين قتلوهم فإذا كان هناك بيان فيه جواب للسؤال أعلاه فأرجوا منكم نسخه تكرماً وإن لم فمن أراد المشاركة بتدبره وبحثه الخاص فله ذلك دون أن يفتي ولنتدارس ونتذاكر وفقنا الله وإياكم
    وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
    قال تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿١٧٣﴾ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)
    ال عمران

  2. افتراضي

    أشار الإمام المهدي عليه تلسلتم في أحد البيانات ان نبي الله يحيى عليه السلام مات مقتولا" عند اجابته عن سؤال لاحد الانصار المكرمين وهذا هو
    الإقتباس((وأمّا بالنسبة للبصيرة الذي يقول: "فكيف يقول يا إمامي وسلامٌ عليه يوم يموت؟ ولكنه مات مقتولاً فأين السلام!". ومن ثمّ يردّ على السائل الإمام المهدي ناصر محمد، وأقول: وإنما يتكلم هنا عن السلام من عذاب الله من بعد الموت، ولذلك قال الله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [مريم]. فإنما يقصد سلامُ الله عليه من عذاب الله في حياته ومماته.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    البيان كاملا

    اقتباس المشاركة 53575 من موضوع الاسم { يَحْيَى } من ضمن الأسماء التي علّمها الله لآدم من ضمن أسماء الأنبياء

    [ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=53574

    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 09 - 1433 هـ
    28 - 07 - 2012 مـ
    10:43 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    الاسم {يَحْيَى} من ضمن الاسماء التي علّمها الله لآدم من ضمن أسماء الأنبياء
    الردُّ على البصيرة من البصيرة المنيرة ..


    اقتباس المشاركة : البصيرة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلى على محمد على ال محمد الطيبين الطاهرين وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
    إمامي الغالي ونور عيون المؤمنين دار فى ذهني وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم سؤالان وهما عن نبي الله يحيى عليه السلام، أولهما قوله تعالى { نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا } فكيف لم يكن له نظير ( سمي ) من قبل فهل هو الحكم صبيا؟ { يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا } فهل هذا يعنى أنه كان يفصل فى قضايا بني إسرائيل من التوراة وأنهم رضوا بحكمه على صغر سنه والذي هو ما دون الحلم وبذلك يصدق عليه أن لم يكن مثله من قبل فى البشرية يحكم صغيرا. وأيضا تفكرت فى قول الله { وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا } فما هو السلام الذي ذكر في نبي الله يحيى ونوع السلام الذي ذكر فى رسول الله عيسى عليه السلام { والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا } ولماذا جاء قول الله فى نبي الله يحيى ورسول الله عيسى عليهم السلام بيوم موتهما مع الربط أن كلاهما فى الولادة كان إعجازا من الله وآية من الله ولادتهما فهل خص بالذكر الولادة بالسلام لأنه ولدوا فى ليلة القدر وسيتوفون فى ليلة القدر وإن بعث الناس سيتم فى ليلة القدر. وايضا كيف يكون موت نبي الله يحيى سلام وقد مات مقتولا؟
    آمنا بالله كل من عند ربنا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا. اخوكم صاحب البصير المنير(البصيرة)
    انتهى الاقتباس من البصيرة
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع المؤمنين إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    ويا صاحب البصيرة رضي الله عنك وجميع الأنصار، وأمّا البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:7].

    فإن الاسم {يَحْيَى} من ضمن الاسماء التي علّمها الله لآدم من ضمن أسماء الأنبياء، ولكنّ الاسم {يَحْيَى} جديدٌ على الناس فلم يتسمَّى بهذا الاسم أحدٌ نظراً لعدم علمهم أنه من أسماء البشر، وكان ذلك من قبل نبيّ الله {يَحْيَى}، وأمّا من بعد نبيّ الله {يَحْيَى} فَسُمِّيَ به أناس كثيرٌ، وإنما مِن قبله لم يتسمَّى به أحدٌ نظراً لعدم علمهم بهذا الاسم {يَحْيَى}، وبما أنه تمت تسمية أُناسٍ كثيرين بالاسم {يَحْيَى} من بعده، ولذلك قال الله تعالى: {لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا}، وليس أنه معدوم النظير وإنما يتكلم الله عن الاسم وليس عن بسطة العلم {لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا}، ولكنه سُّمي بالاسم {{يَحْيَى}} من بعد، ولذلك قال: {مِن قَبْلُ}. ويتبيّن لكم أنه يتكلم عن الاسم وليس أنّ ليس مثله شيء يا حبيبي في الله علاء الدين نور الدين.
    وأمّا بالنسبة للبصيرة الذي يقول: "فكيف يقول يا إمامي وسلامٌ عليه يوم يموت؟ ولكنه مات مقتولاً فأين السلام!". ومن ثمّ يردّ على السائل الإمام المهدي ناصر محمد، وأقول: وإنما يتكلم هنا عن السلام من عذاب الله من بعد الموت، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [مريم]. فإنما يقصد سلامُ الله عليه من عذاب الله في حياته ومماته.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عمر بن الخطاب
    أشار الإمام المهدي عليه تلسلتم في أحد البيانات ان نبي الله يحيى عليه السلام مات مقتولا" عند اجابته عن سؤال لاحد الانصار المكرمين وهذا هو
    الإقتباس((وأمّا بالنسبة للبصيرة الذي يقول: "فكيف يقول يا إمامي وسلامٌ عليه يوم يموت؟ ولكنه مات مقتولاً فأين السلام!". ومن ثمّ يردّ على السائل الإمام المهدي ناصر محمد، وأقول: وإنما يتكلم هنا عن السلام من عذاب الله من بعد الموت، ولذلك قال الله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [مريم]. فإنما يقصد سلامُ الله عليه من عذاب الله في حياته ومماته.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    البيان كاملا

    اقتباس المشاركة 53575 من موضوع الاسم { يَحْيَى } من ضمن الأسماء التي علّمها الله لآدم من ضمن أسماء الأنبياء

    [ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=53574

    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 09 - 1433 هـ
    28 - 07 - 2012 مـ
    10:43 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    الاسم {يَحْيَى} من ضمن الاسماء التي علّمها الله لآدم من ضمن أسماء الأنبياء
    الردُّ على البصيرة من البصيرة المنيرة ..


    اقتباس المشاركة : البصيرة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلى على محمد على ال محمد الطيبين الطاهرين وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
    إمامي الغالي ونور عيون المؤمنين دار فى ذهني وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم سؤالان وهما عن نبي الله يحيى عليه السلام، أولهما قوله تعالى { نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا } فكيف لم يكن له نظير ( سمي ) من قبل فهل هو الحكم صبيا؟ { يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا } فهل هذا يعنى أنه كان يفصل فى قضايا بني إسرائيل من التوراة وأنهم رضوا بحكمه على صغر سنه والذي هو ما دون الحلم وبذلك يصدق عليه أن لم يكن مثله من قبل فى البشرية يحكم صغيرا. وأيضا تفكرت فى قول الله { وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا } فما هو السلام الذي ذكر في نبي الله يحيى ونوع السلام الذي ذكر فى رسول الله عيسى عليه السلام { والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا } ولماذا جاء قول الله فى نبي الله يحيى ورسول الله عيسى عليهم السلام بيوم موتهما مع الربط أن كلاهما فى الولادة كان إعجازا من الله وآية من الله ولادتهما فهل خص بالذكر الولادة بالسلام لأنه ولدوا فى ليلة القدر وسيتوفون فى ليلة القدر وإن بعث الناس سيتم فى ليلة القدر. وايضا كيف يكون موت نبي الله يحيى سلام وقد مات مقتولا؟
    آمنا بالله كل من عند ربنا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا. اخوكم صاحب البصير المنير(البصيرة)
    انتهى الاقتباس من البصيرة
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع المؤمنين إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    ويا صاحب البصيرة رضي الله عنك وجميع الأنصار، وأمّا البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:7].

    فإن الاسم {يَحْيَى} من ضمن الاسماء التي علّمها الله لآدم من ضمن أسماء الأنبياء، ولكنّ الاسم {يَحْيَى} جديدٌ على الناس فلم يتسمَّى بهذا الاسم أحدٌ نظراً لعدم علمهم أنه من أسماء البشر، وكان ذلك من قبل نبيّ الله {يَحْيَى}، وأمّا من بعد نبيّ الله {يَحْيَى} فَسُمِّيَ به أناس كثيرٌ، وإنما مِن قبله لم يتسمَّى به أحدٌ نظراً لعدم علمهم بهذا الاسم {يَحْيَى}، وبما أنه تمت تسمية أُناسٍ كثيرين بالاسم {يَحْيَى} من بعده، ولذلك قال الله تعالى: {لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا}، وليس أنه معدوم النظير وإنما يتكلم الله عن الاسم وليس عن بسطة العلم {لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا}، ولكنه سُّمي بالاسم {{يَحْيَى}} من بعد، ولذلك قال: {مِن قَبْلُ}. ويتبيّن لكم أنه يتكلم عن الاسم وليس أنّ ليس مثله شيء يا حبيبي في الله علاء الدين نور الدين.
    وأمّا بالنسبة للبصيرة الذي يقول: "فكيف يقول يا إمامي وسلامٌ عليه يوم يموت؟ ولكنه مات مقتولاً فأين السلام!". ومن ثمّ يردّ على السائل الإمام المهدي ناصر محمد، وأقول: وإنما يتكلم هنا عن السلام من عذاب الله من بعد الموت، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [مريم]. فإنما يقصد سلامُ الله عليه من عذاب الله في حياته ومماته.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    انتهى الاقتباس من عمر بن الخطاب
    نعم صدقت أخي المكرم وقد قرأت هذا البيان من قبل ولكني لم أجد أو لا أعرف مَن غيره مِن الأنبياء الذين تم قتلهم من الـ 28 نبي ورسول ولهذا هم يقولون أن هناك أنبياء لم يذكرهم الله في القرآن ويرجعون إلى كتبهم التي هم فرحون بها ويأتون بالمفتراة منها مع ما يوافق أهواءهم ويستدلون بقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) } صدق الله العظيم [غافر].

    واختلفوا في عددهم وقالوا على الله ما لا يعلمون مستدلين بالأحاديث والروايات واقتبس لكم بعض ما اختلفوا فيه فمثلا مما جاء في تفسير الطبري ويتناقلوه من المسلمين المتفرقين في الدين:

    اقتباس المشاركة :
    القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)
    يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا ) يا محمد ( رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ ) إلى أممها( مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ ) يقول: من أولئك الذين أرسلنا إلى أممهم من قصصنا عليك نبأهم ( وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) نبأهم.
    وذُكر عن أنس أنهم ثمانية آلاف.
    * ذكر الرواية بذلك:
    حدثنا عليّ بن شعيب السمسار, قال: ثنا معن بن عيسى, قال: ثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار, عن محمد بن المنكدر, عن يزيد بن أبان, عن أنس بن مالك, قال: بعث النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعد ثمانية آلاف من الأنبياء, منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل.
    حدثنا أبو كُرَيب قال: ثنا يونس, عن عتبة بن عتيبة البصريّ العبدي, عن أبي سهل عن وهب بن عبد الله بن كعب بن سور الأزديّ, عن سلمان, عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " بعث الله أربعة آلاف نبيّ".
    حدثني أحمد بن الحسين الترمذي, قال: ثنا آدم بن أبي إياس, قال: ثنا إسرائيل, عن جابر, عن ابن عبد الله بن يحيى, عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه, في قوله: ( مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) قال: بعث الله عبدا حبشيا نبيا, فهو الذي لم نقصص عليك.
    وقوله: ( وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّه ) يقول تعالى ذكره: وما جعلنا لرسول ممن أرسلناه من قبلك الذين قصصناهم عليك, والذين لم نقصصهم عليك إلى أممها أن يأتي قومه بآية فاصلة بينه وبينهم, إلا بإذن الله له بذلك, فيأتيهم بها; يقول جلّ ثناؤه لنبيه: فلذلك لم يجعل لك أن تأتي قومك بما يسألونك من الآيات دون إذننا لك بذلك, كما لم نجعل لمن قبلك من رسلنا إلا أن نأذن له به ( فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ ) يعني بالعدل, وهو أن ينجي رسله والذين آمنوا معهم ( وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ ) يقول: وهلك هنالك الذين أبطلوا في قيلهم الكذب, وافترائهم على الله وادعائهم له شريكا.
    انتهى الاقتباس

    فكيف يتناقض محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كلامه؟ مرةً يقول ثمانية آلاف ومرةً يقول أربعة آلاف وحاشاه من أن يفتري على الله ويتناقض في كلامه عليه صلوات ربي وسلامه ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولذلك بُنِيَ السؤال هكذا من قِبَل السائل ولم أستطع الرد لأني ليس لي علم بالأنبياء الذين تم قتلهم غير نبي الله يحيى عليه الصلاة والسلام

    وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
    قال تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿١٧٣﴾ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)
    ال عمران

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فهل الايات المذكورة أعلاه في قتلهم الأنبياء من الآيات المتشابهات كمثل البيان هذا؟

    اقتباس المشاركة 4689 من موضوع البَيانُ الحَقّ لهذه الآية المُتشابِهة في الكتاب في قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ}. ومقارنةٌ بين تفاسير عُلماء المُسلمين وبين تفسير صاحِب عِلْم الكِتاب ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    04 - شوّال - 1430 هـ
    23 - 09 - 2009 مـ
    10:40 مساءً
    (بحسب التّقويم الرَّسمي لأم القُرى)
    ________



    البَيانُ الحَقّ لهذه الآية المُتشابِهة في الكتاب في قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ}.
    ومقارنةٌ بين تفاسير عُلماء المُسلمين وبين تفسير صاحِب عِلْم الكِتاب ..



    اقتباس المشاركة :
    السلام عليكم، بسم الله الرحمن الرحيم، سيدى الإمام ناصر محمد اليمانيّ ماهو البيان الحقّ لقوله تعالى:
    {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَ‌حِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارً‌ا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرً‌ا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء]
    انتهى الاقتباس

    وإليك البيانُ الحَقّ لِهَذه الآية المُتشابِهة في الكتاب في قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:54]، فظننتم أنَّ الذي يُريد أن يتوب مِن بني إسرائيل فعليه بقَتْل نفسه! وإنَّكم لخاطِئون، فكيف تكون التّوبة إلى الله بأنْ ييأس من رحمته فيقوم بقتل نفسه فيرتكب إثمًا من أعظم آثام الكتاب المُحرَّمة في جميع الكُتُب السماويّة (أن يقتل الإنسان نفسه)؟! تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء]، بمعنى أن قتل النفس هو اليأسُ من رحمة الله، فكيف تجعلونه التّوبة إلى الله الذي وعد التائبين برحمته أن يغفر لهم ذنوبهم جميعاً إنّه هو الغفور الرحيم؟!

    ونعود لبيان الآية المُتشابِهة في قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة]، ووَجهُ التشابه فيها هو قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم. فأمّا التَّوبة في هذه الآية فهي مِن المُحكَمات في قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ حرقه ونبذه في اليمّ فنسفه نسفًا، ثمّ علموا أنّهم ظلموا أنفسهم فتابوا إلى بارئهم فتاب الله عليهم وعفا عنهم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ﴿٥١﴾ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ونأتي الآن لبيان المُتشابِه في قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم، وإنَّما يقصد الله أن يقتل بعضهم بعضًا فيَدفع بعضَهم ببعضٍ لِمَنع الفساد في الأرض تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    ولكنَّه غَرّكم يا معشر عُلماء المُسلِمين وَجهُ التشابه في قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ}، وإنَّما يقصد بأنفسهم أيْ بعضهم بعضًا، وقال الله تعالى: {لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فانظُروا لقول الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم، أيْ فَسَلِّموا على أنفسكم أيْ: يُسَلِّم على بعضهم بعضٌ من بني جنسهم. وليس أنه يقول للحمار أو البقرة: "السلام عليكم" لأنها لن تفطن لغته! بل السَّلام على أهل البيت الذين دخلتم إلى بيوتهم من أنفسكم فيردّون (السَّلام عليكم) بأحسن منها، فيقول أهل البيت: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" أو يردّونها فيقولون: "وعليكم السلام" تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وذلك هو البيان لقول الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم، وتبيّن لنا المقصود من قوله تعالى: {فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ}، أي: يُسَلِّم على بعضهم بعضٌ.

    وكذلك قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ}، أي: يقتل بعضهم بعضًا للجهاد في سبيل الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴿٦٤﴾ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٦٥﴾ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فانظروا للنتيجة: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم.

    إذًا أصبح الحقّ واضحًا وجليًّا بالمقصود من قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم}، وهو: الدفاع عن ديارهم وعرضهم وأرضهم من المعتدين عليهم.

    وأمّا قول الله تعالى: {أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم}، وذلك الخروج للجهاد في سبيل الله لقتال المفسدين في الأرض وإعلاء كلمة الله.

    ومن ثمّ انظروا لقول الله تعالى: {مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم.

    ثم انظروا لقاتل نفسه: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    أفلا ترون يا معشر علماء الأُمَّة أنَّكم لا تعلمون البيان الحقّ للمُتشابِه من القرآن فظننتم أن المقصود مِن قول الله تعالى: {فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:54]؛ فظننتم أنّهُ يأمرهم بقتل أنفسهم؟! فكيف يقول: {ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}؟ أفلا تعقلون؟! فكيف تَتَّبِعون المُتشابِه مِن القُرآن والذي لا يزال بحاجةٍ للراسخين في العِلم أن يأتوا لكم بتأويله؟ ولم يأمركم الله بتأويله؛ بل أمركم بالإيمان به حتى يبعث الله لكم إمامًا كريمًا يأتي لكم بتأويله، وأمَركم الله بالاستمساك والاتّباع لآيات الكتاب المُحكمات البيّنات هُنّ أُمّ الكتاب التي بيَّن الله لكم فيهم الحَلال والحرام مثال قول الله تعالى - ومن ثمّ انظروا لقاتل نفسه - : {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    فما لكم وللمُتشابِه من القرآن؟! ولم يأمركم الله إلَِّا بالإيمان به بأنّه كذلك مِن عند الله، ولا يعلم تأويله إلَّا الله فيُعَلِّمه لِمَن يشاء من عباده المُصطَفَيْن أئمةً للمسلمين إن وُجِدوا، وإذا لا يُوجَد فيكم إمامٌ حَكَمٌ عَدلٌ بالقول الفَصل فيما كنتم فيه تختلفون فاتركوا الاختلاف في المتشابه واتَّفِقوا على الإيمان به ثمّ استمسكوا بمُحكَم الكتاب في آياته المُحكَمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب مَن زاغ عَنهن واتَّبع ظاهر المُتشابِه مِن القرآن فقد غَوى وهَوى وكأنّما خَرّ مِن السماء فتخطفه الطَّير أو تهوي به الرِّيح إلى مكانٍ سَحيقٍ في نار جهنَّم الأرض السَّابعة مِن بعد أرضكم، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأن المُتشابِه مِن القرآن سوف تجدون ظاهره يُخالف مُحكَم القرآن تمامًا مثال قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:54]، وقول الله تعالى - ومن ثمّ انظروا لقاتل نفسه - : {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فانظروا في هاتين الآيتين؛ إحداهنّ من الآيات المُتشابِهات وهي قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم، والأخرى من الآيات المُحكمات: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    إذًا لو يَتَّبِعون ظاهر الآية المُتشابِهة لضَلُّوا ضلالًا بَعيدًا وظَنّ الذين لا يعلمون أنَّ التَّوبة للآثمين واليائسين مِن رحمة الله أن يقتلوا أنفسهم وأنَّ ذلك خيرٌ لهم عند بارئهم، ومن ثمّ يأتي بالدليل مِن ظاهر الآية المتشابهة: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم. ولكنه خالف أمر الله المُحكَم وازداد إثمًا بالإثم الأعظم فكان مصيره نار جهنَّم خالِدًا فيها، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    فبالله عليكم لو سألتكم يا معشَر عُلماء الأٌمَّة عن قول الله تعالى؛ هل تعلمون البيان لقول الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} صدق الله العظيم [التوبة:128]؟ لأجبتموني جميعًا وقُلتم: "أيْ جاءكم رسولٌ بَشرٌ مثلكم مِن ذات أنفسكم". ثمّ أردّ عليكم وأقول: إذًا لماذا ضللتم بفتواكم بأنَّ قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم؛ أنه يقصد أن يقتلوا أنفسهم؟ ولم تعلموا أنه يقصد دفع البشر بعضهم ببعض تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فانظروا لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم، فكيف يُهدَى مِن بعد موته بقتل نفسه؟! أفلا تَتَّقون؟ فتدبَّروا وتفكَّروا في قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم.

    ومنذ متى رُسلُ الله يأمرون النَّاس أن يقتلوا أنفسهم؟! حاشا لله، تالله ما أَمَرَ الإنسانَ بقتل نفسه إلَّا الشيطانُ مُخالفةً لأمر الرَّحمن، فهل تريدون أن تَتَّبِعوا أمْر الشيطان وتُعرِضوا عن أمْر الرَّحمن؟ أفلا تتقون يا معشر علماء الأمّة الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويحسبون أنَّهم مهتدون؟ ولم يجعل الله عليكم الحُجَّة في آيات الكِتاب المُتشابِهات، ولم يأمركم الله باتَّباعِها لأن ظاهرها يختلف عن تأويلها؛ بل ظاهرها يختلف عن العقل والمَنطِق ولذلك تجدون ظاهرها يُخالِف للآية المُحكَمة في الكِتاب وضربنا لكم على ذلك مَثلًا؛ قال الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم، وهذه من الآيات المُتشابِهات تجدون ظاهرها يخالف العَقل والمَنطِق لأن بيانها غير ظاهرها، وبما أن ظاهرها يُخالِف العَقل والمَنطِق ولذلك حتمًا تجدون ظاهرها يُخالِف للآية المُحكَمة في الكِتاب في قول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولَكِن الآيات المُحكمات ظاهرها كباطنها يُدرِكها كُلّ إنسانٍ ذي لسانٍ عَربيٍّ مُبينٍ لا يزيغ عمَّا جاء فيها إلَّا هالكٌ فينبذها وراء ظهره ثمّ يَتَّبِع المُتشابِه الذي لا يزال بحاجةٍ للتأويل، ولا يعلمُ بتأويل مُتشابه القرآن إلَّا الله ويُلهِمه لأئمة الكتاب ليجعله بُرهانَ الإمامة والقيادة، ولم يأمركم الله بتأويله بالظَنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا؛ بل أمركم الله بتركه لأهل الذِّكر إذا لم يزالوا فيكم أو للمهديّ المنتظَر إذا بعثه الله في قدره المَقدور في الكتاب المسطور في عَصر الحوار مِن قبل الظهور، وأمَر الله عُلماء المُسلمين وأمَّتهم أن لا يختلفوا في الدّين وأن يستمسكوا بآيات الكِتاب المُحكمات البيّنات لا يزيغ عمَّا جاء فيهنّ فيتَّبِع ظاهر المُتشابِه إلَّا مَن في قلبه زيغٌ عن الحقّ المُحكَم الواضِح والبَيِّن تصديقًا لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولَكِن للأسف إنَّ السُّنّة والشّيعة يُحَرِّفون كلام الله وهم يعلمون ويقولون أنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله حين يأتي سُلطان العِلم من آياته المُحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب ثمّ يُعرضون عنه إذا كان مُخالِفًا لِما هم به مستمسكون، ثمّ يُعرِضون عنه ويحاجّون بقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم.

    ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ: أفلا تتَّقون؟! ولكنكم تعلمون أنّ الله لم يقصد آياته المُحكَمات البيّنات من آيات أمّ الكتاب؛ بل يقصد الآيات المتشابهات فقط التي ظاهرهنّ غير تأويلهنّ ولذلك لا يعلمُ بتأويلهنّ إلَّا الله، أمّا الآيات المُحكمات فقد جعلهنّ الله هُنّ أمّ الكتاب وهي أغلب هذا الكتاب وبنسبة تسعين في المائة ولم يجعل الله الآيات المُتشابهات إلَّا بنسبة عشرةٍ في المائة أو أقلّ مِن عشرةٍ بالمائة، أفلا تتقون؟ فتدبَّروا يا معشر الباحثين عن الحقّ وحَكِّموا عقولكم؛ هل حقًّا يقصد القرآن أنهُ لا يعلم بتأويله إلَّا الله؟ أم إنه يقصد أنّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ يذرون اتّباع آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات التي جعلهن الله هُن أُمّ الكتاب ثمّ يَتَّبِعون المُتشابِه ابتغاء البُرهان لأحاديث الفتنة وابتغاء تأويل المُتشابِه فيزعمون أنَّ حديثَ فتنةٍ موضوعٍ أنّه جاء بيانًا لهذه الآية المُتشابِهة التي لا تزال بحاجةٍ للتأويل فيزعمون أنَّ هذا الحديث جاء بيانًا لها برغم أن الحديث يخالف العقل والمنطق ويخالف لتأويل الآية المُتشابِهة ويُخالِف لآيات الكتاب المُحكَمات غير أنه يتطابق مع ظاهر الآية المُتشابِهة؟
    اقتباس المشاركة :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    [ تفسير الشعراوي ]


    تفسير سورة البقرة - الآية: 54
    (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلي بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم

    والآية الكريمة التي نحن بصددها هي تقريع من موسى عليه السلام لقومه .. الذين نجاهم الله من آل فرعون وأهلك عدوهم فاتخذوا العجل إلها .. ومتى حدث ذلك؟ في الوقت الذي كان موسى فيه قد ذهب لميقات ربّه ليأتي بالمنهج والذي اتخذوا العجل إلها .. هل ظلموا الله سبحانه وتعالى أو ظلموا أنفسهم؟ .. ظلموا أنفسهم لأنهم أوردّوها موردّ التهلكة دون أن يستفيدوا شيئاً .. والظالم على أنواع .. ظالم في شيء أعلى أي في القمة .. وظالم في مطلوب القمة .. الظالم في القمة هو الذي يجعل الله شريكا ولذلك قال الله تعالى:

    (إن الشرك لظلم عظيم)
    (من الآية 13 سورة لقمان)

    وعلاقة الشرك بالظلم أنك جئت بمن لم يخلق ومن لم يرزق شريكا لمن خلق ورزق .. وذلك الذي جعلته إلها كيف يعبد؟ .. العبادة طاعة العابد للمعبود .. فماذا قال لكم هذا العجل الذي عبدتموه من دون الله أن تفعلوا .. لذلك فأنتم ظالمون ظلم القمة .. والظلم الآخر هو الظلم فيما شرعت القمة بأن أخذتم حقوق النّاس واستبحتموها .. في كلتا الحالتين لا يقع الظلم على الله سبحانه وتعالى ولكن على نفسك. لماذا؟ .. لأنك آمنت بالله أو لم تؤمن. سيظل هو الله القوي القادر العزيز. لن ينقص إيمانك أو عدم إيمانك من ملكه شيئا. ثم تأتي يوم القيامة فيعذبك. فكأن الظلم وقع عليك .. وإذا أخذت حقوق النّاس فقد تتمتع بها أياما أو أسابيع أو سنوات ثم تموت وتتركها وتأخذ العذاب. فكأنك ظلمت نفسك ولم تأخذ شيئاً .. لذلك يقول الحقّ جل جلاله:

    (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)
    (من الآية 57 سورة البقرة)

    وظلم النّاس يعود على أنفسهم .. لأنه لا أحد من خلق الله يستطيع أن يظلم الله سبحانه وتعالى .. وقوله سبحانه "فتوبوا إلي بارئكم" .. الحقّ تبارك وتعالى قال في الآية السابقة "عفونا عنكم" ثم يقول هذه الآية "فتوبوا إلي بارئكم" .. لأن التّوبة هي أصل المغفرة. أنت تتوب عن فعلك للذنب وتعتزم ألا تعود لمثله أبدا ويقبل الله توبتك ويعفو عنك ..
    وقد كان من الممكن أن يأخذهم الله بهذا الذنب ويهلكهم كما حدث بالنسبة للأمم السابقة .. أما وقد شرع الله لهم أن يتوبوا فهذا فضل من الله وعفو ثم يقول الحقّ تبارك وتعالى: "فاقتلوا أنفسكم" .. فانظروا إلي دقة التكليف ودقة الحيثية في قوله تعالى:: "فتوبوا إلي بارئكم فاقتلوا أنفسكم" الله سبحانه وتعالى يقول لهم .. أنا لم أغلب عليكم خالقا خلقكم أو آخذكم منه .. ولكن أن الذي خلقتكم. ولكن الخالق شيء والبارئ شيء آخر .. خلق أي أوجد الشيء من عدم .. والبارئ أي سواه على هيئة مستقيمة وعلى أحسن تقويم .. ولذلك يقول الحقّ تبارك وتعالى:

    (الذي خلق فسوى "2" والذي قدر فهدى "3")
    (سورة الأعلى)

    ومن هنا نعرف أن الخلق شيء والتسوية شيء آخر .. بارئكم مأخوذة من برئ السهم .. وبرئ السهم يحتاج إلي دقة وبراعة. وقوله تعالى: "فاقتلوا أنفسكم" لأن الذي خلقك وسواك كفرت به وعبدت سواه. فكأنك في هذه الحالة لابد أن تعيد له الحياة التي وهبها لك .. وعندما نزل حكم الله تبارك وتعالى .. جعل موسى بني إسرائيل يقفون صفوفا. وقال لهم أن الذي لم يعبد العجل يقتل من عبده .. ولكنهم حين وقفوا للتنفيذ .. فرحمهم الله بأن بعث ضبابا يسترهم حتى لا يجدوا مشقة في تنفيذ القتل .. وقيل أنّهم قتلوا من أنفسهم سبعين ألفا. وعندما حدث ذلك أستصرخ موسى وهارون ربّهم .. وقالا البكية البكية. أي أبكوا عسى أن يغفر الله عنهم. ووقفوا يبكون أمام حائط المبكى فرحمهم الله..
    وقوله تعالى: "فاقتلوا أنفسكم" لأن هذه الأنفس بشهوتها وعصيانها .. هي التي جعلتهم يتمردّون على المنهج .. إن التشريع هنا بالقتل هو كفارة الذنب. لأن الذي عبد العجل واتخذ إلها آخر غير الله. كونه يقدم نفسه ليقتل فهذا اعتراف منه بأن العجل الذي كان يعبده باطل .. وهو بذلك يعيد نفسه التي تمردّت على منهج الله إلي العبادة الصحيحة .. وهذا أقسى أنواع الكفارة .. وهو أن يقتل نفسه إثباتا لإيمانه .. بأنه لا آله إلا الله وندما على ما فعل وإعلانا لذلك .. فكأن القتل هنا شهادة صادقة للعودة إلي الإيمان. وقوله تعالى "ذلكم خير لكم عند بارئكم" .. أي أن هذه التّوبة هي أصدق أنواع التّوبة .. وهي خير لأنها تنجيكم من عذاب الآخرة .. وقوله سبحانه "فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم". التّوبة الأولى أنه شرع لكم الكفارة .. والتّوبة الثانية عندما تقبل منكم توبتكم .. وعفا عنكم عفوا أبديا.
    --------------------------------


    بسم الله الرحمن الرحيم
    [ تفسير ابن كثير ]


    وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ

    هَذِهِ صِفَة تَوْبَته تَعَالَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل مِنْ عِبَادَة الْعِجْل قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ رَحِمَهُ اللَّه في قوله تعالى: " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْم إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسكُمْ بِاِتِّخَاذِكُمْ الْعِجْل" فَقَالَ ذَلِكَ حِين وَقَعَ فِي قُلُوبهمْ مِنْ شَأْن عِبَادَتهمْ الْعِجْل مَا وَقَعَ حَتَّى قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهمْ وَرَأَوْا أنّهم قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمنَا رَبُّنَا وَيَغْفِر لَنَا " الْآية . قَالَ : فَذَلِكَ حِين يَقُول مُوسَى " يَا قَوْم إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسكُمْ بِاِتِّخَاذِكُمْ الْعِجْل " قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالرَّبِيع بْن أَنَس " فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ " أَيْ إِلَى خَالِقكُمْ قُلْت وَفِي قَوْله هَاهُنَا " إِلَى بَارِئِكُمْ " تَنْبِيه عَلَى عِظَم جُرْمهمْ أَيْ فَتُوبُوا إِلَى الَّذِي خَلَقَكُمْ وَقَدْ عَبَدْتُمْ مَعَهُ غَيْره. وَقَدْ رَوَى النَّسَائِيّ وَابْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث يَزِيد بْن هَارُون عَنْ الْأَصْبَغ بْن زَيْد الْوَرَّاق عَنْ الْقَاسم بْن أَبِي أَيُّوب عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : فَقَالَ اللَّه تَعَالَى : إِنَّ تَوْبَتهمْ أَنْ يَقْتُل كُلّ وَاحِد مِنْهُمْ مَنْ لَقِيَ مِنْ وَالِد وَوَلَد فَيَقْتُلهُ بِالسَّيْفِ وَلَا يُبَالِي مَنْ قَتَلَ فِي ذَلِكَ الْمَوْطِن فَتَابَ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا خَفِيَ عَلَى مُوسَى وَهَارُون مَا اِطَّلَعَ اللَّه عَلَى ذُنُوبهمْ فَاعْتَرَفُوا بِهَا وَفَعَلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ فَغَفَرَ اللَّه لِلْقَاتِلِ وَالْمَقْتُول وَهَذَا قِطْعَة مِنْ حَدِيث الْفُتُون وَسَيَأْتِي فِي سُورَة طه بِكَمَالِهِ إِنْ شَاءَ اللَّه . وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنِي عَبْد الْكَرِيم بْن الْهَيْثَم حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن بَشَّار حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَة قَالَ : قَالَ أَبُو سَعِيد عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ تُوبُوا إِلَى بَارِئكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ ذَلِكُمْ خَيْر لَكُمْ عِنْد بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّاب الرَّحِيم . قَالَ أمر مُوسَى قَوْمه عَنْ أمر ربّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَقْتُلُوا أَنْفُسهمْ قَالَ : وَأَخْبَرَ الَّذِينَ عَبَدُوا الْعِجْل فَجَلَسُوا وَقَامَ الَّذِينَ لَمْ يَعْكُفُوا عَلَى الْعِجْل فَأَخَذُوا الْخَنَاجِر بِأَيْدِيهِمْ وَأَصَابَتْهُمْ ظُلْمَة شَدِيدَة فَجَعَلَ يَقْتُل بَعْضهمْ بَعْضًا فَانْجَلَتْ الظُّلْمَة عَنْهُمْ وَقَدْ جَلَوْا عَنْ سَبْعِينَ أَلْف قَتِيل كُلّ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ كَانَ لَهُ تَوْبَة وَكُلّ مَنْ بَقِيَ كَانَتْ لَهُ تَوْبَة. وَقَالَ اِبْن جَرِير : أَخْبَرَنِي الْقَاسم بْن أَبِي بَرَّة أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَمُجَاهِدًا يَقُولَانِ في قوله تعالى:" فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ " قَالَا : قَالَ بَعْضهمْ إِلَى بَعْض بِالْخَنَاجِرِ يَقْتُل بَعْضهمْ بَعْض لَا يَحْنُو رَجُل عَلَى قَرِيب وَلَا بَعِيد حَتَّى أَلَوَى مُوسَى بِثَوْبِهِ فَطَرَحُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ فَكُشِفَ عَنْ سَبْعِينَ أَلْف قَتِيل وَأَنَّ اللَّه أَوْحَى إِلَى مُوسَى أَنْ حَسْبِي فَقَدْ اِكْتَفَيْت فَذَلِكَ حِين أَلَوَى مُوسَى بِثَوْبِهِ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ نَحْو ذَلِكَ وَقَالَ قَتَادَة : أمر الْقَوْم بِشَدِيدٍ مِنْ الْأَمْر فَقَامُوا يَتَنَاحَرُونَ بِالشِّفَارِ يَقْتُل بَعْضهمْ بَعْضًا حَتَّى بَلَغَ اللَّه فِيهِمْ نِقْمَته فَسَقَطَتْ الشِّفَار مِنْ أَيْدِيهمْ فَأَمْسَكَ عَنْهُمْ الْقَتْل فَجَعَلَ لِحَيِّهِمْ تَوْبَة وَلِلْمَقْتُولِ شَهَادَة . وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ : أَصَابَتْهُمْ ظُلْمَة حِنْدِس فَقَتَلَ بَعْضهمْ بَعْضًا ثُمَّ اِنْكَشَفَ عَنْهُمْ فَجَعَلَ تَوْبَتهمْ فِي ذَلِكَ وَقَالَ السُّدِّيّ : فِي قَوْله " فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ " قَالَ فَاجْتَلَدَ الَّذِينَ عَبَدُوهُ وَاَلَّذِينَ لَمْ يَعْبُدُوهُ بِالسُّيُوفِ فَكَانَ مَنْ قُتِلَ مِنْ الْفَرِيقَيْنِ شَهِيدًا حَتَّى كَثُرَ الْقَتْل حَتَّى كَادُوا أَنْ يَهْلِكُوا حَتَّى قُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا وَحَتَّى دَعَا مُوسَى وَهَارُون رَبّنَا أَهْلَكْت بَنِي إِسْرَائِيل رَبّنَا الْبَقِيَّة الْبَقِيَّة فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُلْقُوا السِّلَاح وَتَابَ عَلَيْهِمْ فَكَانَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ مِنْ الْفَرِيقَيْنِ شَهِيدًا وَمَنْ بَقِيَ مُكفراً عَنْهُ فَذَلِكَ قَوْله " فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّاب الرَّحِيم " وَقَالَ الزُّهْرِيّ : لَمَّا أُمِرْت بَنُو إِسْرَائِيل بِقَتْلِ أَنْفُسهمْ بَرَزُوا وَمَعَهُمْ مُوسَى فَاضْطَرَبُوا بِالسُّيُوفِ وَتَطَاعَنُوا بِالْخَنَاجِرِ وَمُوسَى رَافِع يَدَيْهِ حَتَّى إِذَا فَتَرَ بَعْضهمْ قَالُوا يَا نَبِيّ اللَّه اُدْعُ اللَّه لَنَا وَأَخَذُوا بِعَضُدَيْهِ يُسْنِدُونَ يَدَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ أَمْرهمْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى إِذَا قَبِلَ اللَّه تَوْبَتهمْ قَبَضَ أَيْدِيهمْ بَعْضهمْ عَنْ بَعْض فَأَلْقَوْا السِّلَاح وَحَزِنَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيل لِلَّذِي كَانَ مِنْ الْقَتْل فِيهِمْ فَأَوْحَى اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِلَى مُوسَى مَا يُحْزِنك أَمَّا مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ فَحَيّ عِنْدِي يُرْزَقُونَ وأمّا مَنْ بَقِيَ فَقَدْ قَبِلْت تَوْبَته فَسرّبِذَلِكَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيل رَوَاهُ اِبْن جَرِير بِإِسْنَادٍ جَيِّد عَنْهُ . وَقَالَ : اِبْن إِسْحَاق لَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمه وَأَحْرَقَ الْعِجْل وَذَرَّاهُ في اليم خَرَجَ إِلَى ربّه بِمَنْ اِخْتَارَ مِنْ قَوْمه فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَة ثُمَّ بُعِثُوا فَسَأَلَ مُوسَى ربّه التّوبة لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنْ عِبَادَة الْعِجْل فَقَالَ : لَا إِلَّا أَنْ يَقْتُلُوا أَنْفُسهمْ قَالَ : فَبَلَغَنِي أنّهم قَالُوا لِمُوسَى نَصْبِر لِأَمْرِ اللَّه فَأَمَرَ مُوسَى مَنْ لَمْ يَكُنْ عَبَدَ الْعِجْل أَنْ يَقْتُل مَنْ عَبَدَهُ فَجَلَسُوا بِالْأَفْنِيَةِ وَأَصْلَت عَلَيْهِمْ الْقَوْم السُّيُوف فَجَعَلُوا يَقْتُلُونَهُمْ فَهَشَّ مُوسَى فَبَكَى إِلَيْهِ النِّسَاء وَالصِّبْيَان يَطْلُبُونَ الْعَفْو عَنْهُمْ فَتَابَ اللَّه عَلَيْهِمْ وَعَفَا عَنْهُمْ وَأَمَرَ مُوسَى أَنْ تُرْفَع عَنْهُمْ السُّيُوف وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ لَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمه وَكَانُوا سَبْعِينَ رَجُلًا قَدْ اِعْتَزَلُوا مَعَ هَارُون الْعِجْل لَمْ يَعْبُدُوهُ فَقَالَ : لَهُمْ مُوسَى اِنْطَلِقُوا إِلَى مَوْعِد ربّكم فَقَالُوا يَا مُوسَى مَا مِنْ تَوْبَة قَالَ بَلَى : اُقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ ذَلِكُمْ خَيْر لَكُمْ عِنْد بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ - الْآية فَاخْتَرَطُوا السُّيُوف وَالْجَزَرَة وَالْخَنَاجِر وَالسَّكَاكِين . قَالَ : وَبَعَثَ عَلَيْهِمْ ضَبَابَة قَالَ فَجَعَلُوا يَتَلَامَسُونَ بِالْأَيْدِي وَيَقْتُل بَعْضهمْ بَعْضًا قَالَ : وَيَلْقَى الرَّجُل أَبَاهُ وَأَخَاهُ فَيَقْتُلهُ وَهُوَ لَا يَدْرِي . قَالَ وَيَتَنَادَوْنَ فِيهَا رَحِمَ اللَّه عَبْدًا صَبَرَ نَفْسه حَتَّى يَبْلُغ اللَّه رِضَاهُ قَالَ فَقَتْلَاهُمْ شُهَدَاء وَتِيبَ عَلَى أَحْيَائِهِمْ ثُمَّ قَرَأَ " فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّاب الرَّحِيم " .
    -----------------------------------


    بسم الله الرحمن الرحيم
    [ تفسيرالقرطبي ]


    الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ

    لَمَّا قَالَ لَهُمْ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ قَالُوا كَيْف ؟ قَالَ " فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ " قَالَ أَرْبَاب الْخَوَاطِر ذَلِّلُوهَا بِالطَّاعَاتِ وَكُفُّوهَا عَنْ الشَّهَوَات وَالصَّحِيح أَنَّهُ قَتْل عَلَى الحقّيقَة هُنَا , وَالْقَتْل إِمَاتَة الْحَرَكَة وَقَتَلْت الْخَمْر كَسَرْت شِدَّتهَا بِالْمَاءِ قَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة التّوبة نِعْمَة مِنْ اللَّه أَنْعَمَ اللَّه بِهَا عَلَى هَذِهِ الأمّة دُون غَيْرهَا مِنْ الْأُمَم وَكَانَتْ تَوْبَة بَنِي إِسْرَائِيل الْقَتْل وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُؤْمَر كُلّ وَاحِد مِنْ عَبَدَة الْعِجْل بِأَنْ يَقْتُل نَفْسه بِيَدِهِ قَالَ الزُّهْرِيّ لَمَّا قِيلَ لَهُمْ " فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ " قَامُوا صَفَّيْنِ وَقَتَلَ بَعْضهمْ بَعْضًا حَتَّى قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا فَكَانَ ذَلِكَ شَهَادَة لِلْمَقْتُولِ وَتَوْبَة لِلْحَيِّ عَلَى مَا تَقَدَّمَ , وَقَالَ بَعْض الْمُفَسِّرِينَ : أَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ ظَلَامًا فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَقِيلَ : وَقَفَ الَّذِينَ عَبَدُوا الْعِجْل صَفًّا وَدَخَلَ الَّذِينَ لَمْ يَعْبُدُوهُ عَلَيْهِمْ بِالسِّلَاحِ فَقَتَلُوهُمْ وَقِيلَ قَامَ السَّبْعُونَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ مُوسَى فَقَتَلُوا - إِذْ لَمْ يَعْبُدُوا الْعِجْل - مَنْ عَبَدَ الْعِجْل وَيُرْوَى أَنَّ يُوشَع بْن نُون خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ مُحْتَبُونَ فَقَالَ مَلْعُون مَنْ حَلَّ حَبْوَته أَوْ مَدَّ طَرَفه إِلَى قَاتِله أَوْ اِتَّقَاهُ بِيَدٍ أَوْ رِجْل فَمَا حَلَّ أَحَد مِنْهُمْ حَبْوَته حَتَّى قُتِلَ مِنْهُمْ يَعْنِي مَنْ قُتِلَ , وَأَقْبَلَ الرَّجُل يَقْتُل مَنْ يَلِيهِ ذِكْره النَّحَّاس وَغَيْره , وَإنّما عُوقِبَ الَّذِينَ لَمْ يَعْبُدُوا الْعِجْل بِقَتْلِ أَنْفُسهمْ عَلَى الْقَوْل الْأَوَّل ; لِأَنَّهُمْ لَمْ يُغَيِّرُوا الْمُنْكَر حِين عَبَدُوهُ , وَإنّما اِعْتَزَلُوا وَكَانَ الْوَاجِب عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَاتِلُوا مَنْ عَبَدَهُ , وَهَذِهِ سُنَّة اللَّه فِي عِبَاده إِذَا فَشَا الْمُنْكَر , وَلَمْ يُغَيَّر عُوقِبَ الْجَمِيع رَوَى جَرِير قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا مِنْ قَوْم يَعْمَل فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزّ مِنْهُمْ وَأَمْنَع لَا يُغَيِّرُونَ إِلَّا عَمَّهُمْ اللَّه بِعِقَابٍ) أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ فِي سُنَنه , وَسَيَأْتِي الْكَلَام فِي هَذَا الْمَعْنَى إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى فَلَمَّا اِسْتَحَرَّ فِيهِمْ الْقَتْل , وَبَلَغَ سَبْعِينَ أَلْفًا عَفَا اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَعَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا , وَإنّما رَفَعَ اللَّه عَنْهُمْ الْقَتْل لِأَنَّهُمْ أَعْطَوْا الْمَجْهُود فِي قَتْل أَنْفُسهمْ فَمَا أَنْعَمَ اللَّه عَلَى هَذِهِ الأمّة نِعْمَة بَعْد الْإِسْلَام هِيَ أَفْضَل مِنْ التّوبة , وَقَرَأَ قَتَادَة فَأَقِيلُوا أَنْفُسكُمْ مِنْ الْإِقَالَة أَيْ اِسْتَقْبِلُوهَا مِنْ الْعَثْرَة بِالْقَتْلِ " بَارِئِكُمْ " الْبَارِئ الْخَالِق وَبَيْنَهُمَا فَرْق , وَذَلِكَ أَنَّ الْبَارِئ هُوَ الْمُبْدِع الْمُحْدِث وَالْخَالِق هُوَ الْمُقَدِّر النَّاقِل مِنْ حَال إِلَى حَال وَالْبَرِيَّة الْخَلْق , وَهِيَ فَعِيلَة بِمَعْنَى مَفْعُولَة غَيْر أَنَّهَا لَا تُهْمَز وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو " بَارِئْكُمْ " بِسُكُونِ الْهَمْزَة وَيُشْعِركُمْ وَيَنْصُركُمْ وَيأمركم وَاختلف النُّحَاة فِي هَذَا فَمِنْهُمْ مَنْ يُسَكِّن الضَّمَّة وَالْكَسْرَة فِي الْوَصْل , وَذَلِكَ فِي الشِّعْر وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْمُبَردّ : لَا يَجُوز التَّسْكِين مَعَ تَوَالِي الْحَرَكَات فِي حَرْف الْإِعْرَاب فِي كَلَام وَلَا شِعْر وَقِرَاءَة أَبِي عَمْرو لَحْن قَالَ النَّحَّاس وَغَيْره : وَقَدْ أَجَازَ ذَلِكَ النَّحْوِيُّونَ الْقُدَمَاء الْأَئِمَّة وَأَنْشَدُوا إِذَا اِعْوَجَجْن قُلْت صَاحِب قَوِّم بِالدَّوِّ أَمْثَال السَّفِين الْعُوَّم وَقَالَ اِمْرُؤُ الْقَيْس فَالْيَوْم أَشْرَبْ غَيْر مُسْتَحْقِب إِثْمًا مِنْ اللَّه وَلَا وَاغِل وَقَالَ آخَر قَالَتْ سُلَيْمَى اِشْتَرِ لَنَا سَوِيقًا وَقَالَ الْآخَر رُحْت وَفِي رِجْلَيْك مَا فِيهِمَا وَقَدْ بَدَا هَنْك مِنْ الْمِئْزَر فَمَنْ أَنْكَرَ التَّسْكِين فِي حَرْف الْإِعْرَاب فَحُجَّته أَنَّ ذَلِكَ لَا يَجُوز مِنْ حَيْثُ كَانَ عِلْمًا لِلْإِعْرَابِ قَالَ أَبُو عَلِيّ وأمّا حَرَكَة الْبِنَاء فَلَمْ يَخْتَلِف النُّحَاة فِي جَوَاز تَسْكِينهَا مَعَ تَوَالِي الْحَرَكَات , وَأَصْل بَرَأَ مِنْ تَبَرِّي الشَّيْء مِنْ الشَّيْء , وَهُوَ اِنْفِصَاله مِنْهُ فَالْخَلْق قَدْ فُصِلُوا مِنْ الْعَدَم إِلَى الْوُجُود وَمِنْهُ بَرَأْت مِنْ الْمَرَض بَرْءًا (بِالْفَتْحِ) كَذَا يَقُول أهل الْحِجَاز وَغَيْرهمْ يَقُول بَرِئْت مِنْ الْمَرَض بُرْءًا (بِالضَّمِّ) وَبَرِئْت مِنْك وَمِنْ الدُّيُون وَالْعُيُوب بَرَاءَة وَمِنْهُ الْمُبَارَأَة لِلْمَرْأَةِ وَقَدْ بَارَأَ شَرِيكه وَامْرَأَته

    بَارِئِكُمْ فَتَابَ

    فِي الْكَلَام حَذْف تَقْدِيره فَفَعَلْتُمْ " فَتَابَ عَلَيْكُمْ " أَيْ فَتَجَاوَزَ عَنْكُمْ أَيْ عَلَى الْبَاقِينَ مِنْكُمْ .

    عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ

    وَصَفَ نَفْسه سُبْحَانه وَتَعَالَى بِأَنَّهُ التَّوَّاب وَتَكَرَّرَ فِي القرآن مُعَرَّفًا وَمُنَكَّرًا وَاسْمًا وَفِعْلًا وَقَدْ يُطْلَق عَلَى الْعَبْد أَيْضًا تَوَّاب قَالَ اللَّه تَعَالَى " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبّ الْمُتَطَهِّرِينَ " [ الْبَقَرَة : 222 ] قَالَ اِبْن الْعَربّي : وَلِعُلَمَائِنَا فِي وَصْف الرَّبّ بِأَنَّهُ تَوَّاب ثَلَاثَة أَقْوَال أَحَدهَا أَنَّهُ يَجُوز فِي حَقّ الرَّبّ سُبْحَانه وَتَعَالَى فَيُدْعَى بِهِ كَمَا فِي الْكِتَاب وَالسُّنة وَلَا يُتَأَوَّل وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ وَصْف حَقِيقِيّ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَتَوْبَة اللَّه عَلَى الْعَبْد رُجُوعُهُ مِنْ حَال الْمَعْصِيَة إِلَى حَال الطَّاعَة , وَقَالَ آخَرُونَ : تَوْبَة اللَّه عَلَى الْعَبْد قَبُوله تَوْبَته , وَذَلِكَ يَحْتَمِل أَنْ يَرْجِع إِلَى قَوْله سُبْحَانه وَتَعَالَى قَبِلْت تَوْبَتك وَأَنْ يَرْجِع إِلَى خَلْقه الْإِنَابَة وَالرُّجُوع فِي قَلْب الْمُسِيء وَإِجْرَاء الطَّاعَات عَلَى جَوَارِحه الظَّاهِرَة .
    -------------------------------------


    بسم الله الرحمن الرحيم
    [ تفسير الزمخشري ]


    وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ

    (فَٱقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ) على الظاهر وهو البخع وقيل: معناه قتل بعضهم بعضاً. وقيل: أمر من لم يعبد العجل أن يقتلوا العبدة. وروى أن الرجل كان يبصر ولده، ووالده وجاره وقريبه، فلم يمكنهم المضي لأمر الله، فأرسل اللَّه ضبابة وسحابة سوداء لا يتباصرون تحتها، وأمروا أن يحْتبوا بأفنية بيوتهم، ويأخذ الذين لم يعبدوا العجل سيوفهم، وقيل لهم: اصبروا، فلعن الله من مدّ طرفه أو حلّ حبوته أو اتقى بيد أو رجل، فيقولون: آمين فقتلوهم إلى المساء حتى دعا موسى وهارون وقالا: يا رب، هلكت بنو إسرائيل، البقية البقية، فكشفت السحابة ونزلت التّوبة. فسقطت الشفار من أيديهم، وكانت القتلى سبعين ألفاً. فإن قلت: ما الفرق بين الفاآت؟ قلت: الأولى للتسبيب لا غير، لأن الظلم سبب التّوبة. والثانية للتعقيب لأن المعنى فاعزموا على التّوبة فاقتلوا أنفسكم، من قِبَلِ أن الله تعالى جعل توبتهم قتل أنفسهم. ويجوز أن يكون القتل تمام توبتهم. فيكون المعنى: فتوبوا، فاتّبعوا التّوبة القتل تتمة لتوبتكم، والثالثة متعلقة بمحذوف، ولا يخلو إما أن ينتظم في قول موسى لهم فتتعلق بشرط محذوف، كأنّه قال: فإن فعلتم فقد تاب عليكم. وأمّا أن يكون خطاباً من الله تعالى لهم على طريقة الالتفات. فيكون التقدير: ففعلتم ما أمركم به موسى فتاب عليكم بارؤكم. فإن قلت: من أين اختص هذا الموضع بذكر البارىء؟ قلت: البارىء هو الذي خلق الخلق بريئاً من التفاوت
    (مَا ترِى فِى خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُتٍ)
    [الملك: 3] ومتميزاً بعضه من بعض بالأشكال المختلفة والصور المتباينة، فكان فيه تقريع بما كان منهم من ترك عبادة العالم الحكيم الذي برأهم بلطف حكمته على الأشكال المختلفة أبرياء من التفاوت والتنافر، إلى عبادة البقرة التي هي مثل في الغباوة والبلادة. ـ في أمثال العرب: أبلد من ثور ـ حتى عرضوا أنفسهم لسخط الله ونزول أمره بأن يفك ما ركبه من خلقهم، وينثر ما نظم من صورهم وأشكالهم، حين لم يشكروا النعمة في ذلك، وغمطوها بعبادة من لا يقدر على شيء منها.
    انتهى الاقتباس
    أخُوكم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    فالله ثم خليفته أعلم بما علّمه سبحانه .. وقل ربي زدني علما
    قال تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿١٧٣﴾ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)
    ال عمران

  5. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الرسل الذين لم يقصهم الله سبحانه على نبيه هم أصحاب الكهف وهم الأسباط الذين نؤمن بهم ولا نعلم حقيقتهم وليس هؤلاء الاسباط هم انبياء بنو اسرائيل كما يفسر بذلك علماء الضن..
    موضوع الاسباط كاملا على هذا الرابط: https://mahdialumma.net/showthread.php?4312
    اقتباس المشاركة :
    ويا أمَة الله المباركة، إني أرى تفسيرك للكتاب كمثل تفاسير العلماء مبنيّة على الظنّ الذي لا يغني من الحقّ من شيءٍ، كونك تأتين بالآية ومن ثم تفسرينها من عند نفسك بغير سلطان بيِّن من ربّ العالمين، كونك تفتين ببعث أحد عشر نبياً ما أنزل الله بهم من سلطان في محكم القرآن، ولكن الإيمان بأنبياء الله من أركان الإيمان فلا تكوني كمثل الذين أفتوا في بعث أنبياء الله أن خاتمهم رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام، ولم يفتِهم بذلك من سلطان من ربهم، وإنما بسبب أنه هلك ولم يصطفِ الله أحداً من إخوته حتى هلك جميع إخوة يوسف من قبله ومن بعده، ومن ثم تأسست عقيدة آل فرعون الأولين على أنّ خاتم الأنبياء والمرسلين هو رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام كونه ( نبيّ ابن نبيّ ابن نبيّ ابن نبيّ ). وبما أنهم لا يعلمون أنّ الله اصطفى من بعده رسولاً من أسباط يعقوب الأحد عشر، ولذلك قال الله تعالى:
    {حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً}
    صدق الله العظيم [غافر:34].

    فلا حرج عليك يا أمَة الله في استمرار الحوار وإنما اِدْمغي حجة الإمام المهديّ بحجةٍ أقوى إن استطعتِ أن تثبتي بعثة أحد عشر نبياً لتتم إضافتهم إلى أحد أركان الإيمان، فما ثبتت نبوّتهم لا في كتاب الله ولا في سنة رسوله الحقّ، وإنما ظنّ ذلك بعض المفسرين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ليس إلا بسبب قول الله تعالى:
    {قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
    صدق الله العظيم [البقرة:136].

    فظنوا أنه يقصد بقوله
    {وَالْأَسْبَاطِ}
    أنه يقصد أسباط نبيّ الله يعقوب، ذلك لأنهم لا يعلمون بالثلاثة الرسل الأسباط، وهم الذين لم يقصص الله أسماءهم على نبيّه في قصتهم؛ بل جعل قصتهم مجهولةَ الأسماء وكذلك قومهم وقريتهم مجهولة الأسماء، كونه في تلك القصة أصحاب الكهف لو كنتم تعلمون، فأين ذكر أسماءهم في قصتهم واسم قومهم وقريتهم؟ ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ}
    صدق الله العظيم [غافر:78].

    وإنما لم يقصص عليه الرسل الأسباط الثلاثة، وإنما أمركم بالإيمان برسالتهم عن ظهر الغيب حتى يبيّن الله لكم سرّهم، ولذلك قال الله تعالى:
    {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَ‌اهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُ‌ونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورً‌ا ﴿١٦٣﴾ وَرُ‌سُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُ‌سُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ﴿١٦٤﴾ رُّ‌سُلًا مُّبَشِّرِ‌ينَ وَمُنذِرِ‌ينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّ‌سُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾}
    صدق الله العظيم [النساء].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}
    صدق الله العظيم، فمن هم الرسل الذين لم يقصّ الله قصتهم بذكر أسمائهم؟ أولئك هم الأسباط الثلاثة كلفوا بتبليغ رسالةٍ واحدةٍ، وبرغم ورود قصتهم في القرآن العظيم ولكن الله لم يقصص فيها أسماءهم بل جعل قصتهم مجهولةً فلم يذكر لكم أسماءهم ولا اسم قريتهم ولا اسم أحدٍ من قومهم ولا اسم الرجل الذي صدَّقهم؛ بل جعل قصتهم مجهولة التسميات حتى لا يعرف شأنهم إلا من جعلهم الله وزراء له؛ المهديّ المنتظَر، لو كنتم توقنون!

    وإن تفكرتم في قصة الرسل الثلاثة فسوف تجدون أنّ الله لم يقصّ عن أحدٍ منهم على رسوله في ذات القصة. وقال الله تعالى:
    {وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾}
    صدق الله العظيم [يس].

    فهل وجدتم أنّ الله قصّ على رسوله أسماء الرسل الثلاثة؟ أو من هم قومهم؟ أو ما اسم قريتهم؟ أو اسم الرجل الذي آمن بهم؟ بل قصة مجهولة من جميع الجوانب، وقد هلك القوم بالصيحة فخسف بهم الأرض من بعد قتل الذي آمن بهم. والسؤال الذي يطرح نفسه: فما مصير الثلاث الرسل من بعد قتل الرجل الذي آمن بهم وهلاك قومهم؟ فأين ذهب الرسل الثلاثة؟ وما سر اختفائهم في كهفهم؟ وسوف تجدون سرّ اختفائهم في كهفهم هو تهديد قومهم؛ إما أن ينتهوا عن الدعوة إلى الله ويعودوا في ملتهم أو يرجموهم؛ لأن قومهم قالوا:
    {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾}
    صدق الله العظيم [يس]، ولذلك كان السبب في اختفاء أصحاب الكهف في كهفهم. ولذلك قال كبيرهم الذي آمن به الفتية الأنبياء وجعلهم من وزرائه وأشركهم في أمر رسالة التبليغ لوزرائه الفتية:
    {فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِ‌قِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ‌ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِ‌زْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَ‌نَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿١٩﴾ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُ‌وا عَلَيْكُمْ يَرْ‌جُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾}
    صدق الله العظيم [الكهف].

    فهم من أسرةٍ واحدةٍ وأهل بيتٍ واحدٍ ويسكنون في بيتٍ واحدٍ، ولذلك قال الله تعالى:
    {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}
    صدق الله العظيم [الكهف:22].

    وهذا القول لم يقال في عصر تنزيل القرآن كونه يخصّ الفتوى من الإمام المهديّ ومن اتبعه، ولذلك لم يعلق عليه الله أنّ ذلك القول رجم بالغيب؛ بل الأقوال التي قيلت في شأنهم بين المتجادلين فيهم من أهل الكتاب. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاء ظَاهِرًا ولا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا}
    صدق الله العظيم [الكهف:22].

    وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    انتهى الاقتباس

    اقتباس المشاركة 54387 من موضوع يا امامي علمني ما لا اعلمه يا من اختاره الله خليفة في ارضه


    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 09 - 1433 هـ
    03 - 08 - 2012 مـ
    11:45 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    فريق الأنبياء الرسل معصومون من القتل، وفريق الأنبياء الذين يؤتيهم الله الحكم لم يعدهم بالعصمة من القتل فمنهم من يقتل ..

    اقتباس المشاركة : من الظلام الى النور
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وأخص خاتمهم محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى أله المطهرين وعليك يا إمامنا المهدي ناصر محمد اليماني يا صاحب علم الكتاب وعلى جميع الانصار الاخيار السابقين منهم واللاحقين وعلى من تبع هدى الله الى يوم الدين
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    يا حبيب قلوب أنصارك، لقد أشكل علي فهم هذه الأيات التالية لأن ظاهرها أن مِن رُسل الله من كُـذّب ومنهم من قـُتل - فهل تبيّن لنا البيان الحق لها:
    قال تعالى:
    { ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون } صدق الله العظيم

    { الذين قالوا ان الله عهد الينا الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تاكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين } صدق الله العظيم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انتهى الاقتباس من من الظلام الى النور



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء الرسل المُنَزَّلُ عليهم الكتاب، والأنبياء الذين يؤتيهم الله الحُكم وعِلْمَ الكتاب لا نفرق بين أنبيائه ورسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    قال الله تعالى:
    {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:155]. فلو تعتقدون أنه يقصد الأنبياء الرسل لجعلتم تناقضاً في كتاب الله بين هذه الفتوى وبين فتوى الله بحماية الأنبياء الرسل في قول الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)} صدق الله العظيم [الجن].

    كون فتوى الله في هذه الآية يفتي بأنّه كلف حرساً ملائكياً بحماية الرسل من القتل كونهم موكلين بتبليغ رسالة أُنزلت عليهم، وجميع الأمم همّوا بقتل رسلهم وحال الله بينهم وبين قتل الرسل المُنَزَّلِ عليهم الكتاب، فمكر بأعداء رسله. وقال الله تعالى:
    {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6)} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ(6)} صدق الله العظيم. فتدبر في قول الله تعالى: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم.

    والهمُّ هو: ليس الفعل المعروف لغةً، وإنما همَّت كل أمّة أن يقتلوا رسول ربهم وحال الله بينهم وبين رسوله فلم يقتلوه.
    مثال رسول الله صالح عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى:
    {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَ‌هْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿٤٨﴾ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّـهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٤٩﴾ وَمَكَرُ‌وا مَكْرً‌ا وَمَكَرْ‌نَا مَكْرً‌ا وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٠﴾ فَانظُرْ‌ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِ‌هِمْ أَنَّا دَمَّرْ‌نَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥١﴾ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥٢﴾ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    كونهم همُّوا بقتل رسول الله صالح وأولاده وزوجته في ظلمات الليل، ومن ثم يقولون لولي دمِّه: ما شهدنا مهلك أهله، وإنا لصادقون، وحال الله بينهم وبين قتل رسوله. وقال الله تعالى:
    {وَمَكَرُ‌وا مَكْرً‌ا وَمَكَرْ‌نَا مَكْرً‌ا وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٠﴾ فَانظُرْ‌ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِ‌هِمْ أَنَّا دَمَّرْ‌نَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥١﴾ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥٢﴾ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم. ونجد أنهم همُّوا برسول ربهم ولكنّ من الأمّة من يصرف اللهُ عن رسوله كيدَهم، وآخرين يَحُولُ بينهم وبينَه صاعقة العذاب. ولذلك قال الله تعالى: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم [غافر].

    وأُلْقيَ السؤال عن الأنبياء المقصودين في قول الله تعالى. ونقول إنَّ الله لا يقصد الأنبياء الرسل الذين يتنزل عليهم الكتاب بل يقصد الأنبياء الذين يؤتيهم الله الحُكم وعلم الكتاب، كمثل نبيّ الله يحيى عليه الصلاة والسلام، فهو ليس من الأنبياء الرسل بل من الأنبياء الذين يؤتيهم الله حكم الكتاب. وقال الله تعالى:
    {يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:12]. ألا وإن نبي الله يحيى من الأنبياء الذين قتله الفاسقون من بني إسرائيل. ولذلك قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا} صدق الله العظيم [النساء:155].

    وتبيّن لكم أنه يقصد الأنبياء الذين يؤتيهم الله حكم الكتاب فمنهم من يقتل، وأما الرسل فلا رسول واحد مات مقتولاً كونهم مكلفين بتبليغ رسالة مُنَزَّلَةٍ عليهم، ولذلك يحول الله بين قومهم ورسله فلا يقتلونهم برغم أن كل أمّة همّت بقتل رسول ربها. وقال الله تعالى:
    {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم [غافر].

    فهل فَهمْتَ يا قرة العين؟ وإنما كنت أريده فخاً لغير الأنصار ليهرع قوم آخرون ليدحضوا فتواي بعدم قتل الرسل، ومن ثم يقولون: بل من الرسل من يقتل. ومن ثم يأتون بالآية التي تفتي بقتل بعض الأنبياء.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=380
    اقتباس المشاركة :
    ويا معشر الشيعة الاثني عشر إنّي أُشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّه لا معصومٌ من الخطأ كافة رسل الله بالكتاب ولا المهديّ المنتظَر الذي آتاه الله علم الكتاب، ولكني أشهدُ لله إنّما العصمة للرسل هي من النّاس؛ أي أنّ رسل الكتابِ معصومون من النّاس ليعلم أنّهم أبلغوا رسالة ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إلا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ ربّهم وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كلّ شَيْءٍ عَدَداً (28)}
    صدق الله العظيم [الجن].

    فانظر للحكمة من تكليف الحرس الملائكي لرسل ربّهم:
    {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ ربّهم وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كلّ شَيْءٍ عَدَداً}
    صدق الله العظيم [الجن].

    ولا ولن تجد في الكتاب أنّ أُمّةً قط قتلوا رسول ربّهم من الذين تتنزل عليهم الرسالات السماوية جميعاً نظراً لأنهم معصومون من ربّهم، وإن همت أُمّةٌ بقتل رسول ربّهم يصرف الله عنه مكرهم أو يأخذهم أخذ عزيز مُقتدرٍ وعَصَمَ رُسلَه منهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كلّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}
    صدق الله العظيم [غافر:5].

    وذلك ما أعلمه من عصمة الرسل أنّهم معصومون من النّاس. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أيّها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ
    وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاس}
    صدق الله العظيم، ولا أقصد الأنبياء الذين يؤتيهم الله حُكم الكتاب بل الذين تتنزّل عليهم رسالات ربّهم فكذلك يعصمهم من الافتراء على ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً(73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شيئاً قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا(75)}
    صدق الله العظيم [الإسراء].


    وذلك ما أعلمه من العصمة للرسل في كتاب الله ولكنّكم يا معشر الشيعة بالغتم في رسل الله بغير الحقّ وأفتيتم أنّهم معصومون من الخطأ، سبحان الله العظيم! فلا يوجد أحدٌ معصوم من الخطأ في كتاب الله غير شيء واحد ليس كمثله شيء؛ الله ربّ العالمين، وجميع النّاس ليسوا بمعصومين من الخطأ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَوْ يُؤَآخِذُ اللَّهُ النّاس بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ}
    صدق الله العظيم [فاطر:45].
    انتهى الاقتباس

  6. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    من خلال تدبري لنقاشكم ومشاركتكم ببينات الامام اقدم تدبري هذا كمشاركه

    ويبدوا ان الانبياء قد قتل بعظهم ولم يموتوا موت عادي
    فنبي الله يحيى عليه الصلاة والسلام قد تواترت الرويات بانه قتل بالفعل
    كذلك نبي الله هارون ابن عمران اخو مريم يبدوا انه قتل
    حتى نبي الله يوسف هناك اشاره في كتاب الله انه قتل وذلك باستخدام كلمت هلك وهي تعني قتل وذلك في قول الله تعالى

    (وَلَقَدۡ جَاۤءَكُمۡ یُوسُفُ مِن قَبۡلُ بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ فَمَا زِلۡتُمۡ فِی شَكࣲّ مِّمَّا جَاۤءَكُم بِهِۦۖ حَتَّىٰۤ إِذَا(( هَلَكَ)) قُلۡتُمۡ لَن یَبۡعَثَ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِهِۦ رَسُولࣰاۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ یُضِلُّ ٱللَّهُ مَنۡ هُوَ مُسۡرِفࣱ مُّرۡتَابٌ)
    [سورة غافر 34]

    وربما هناك رسل اخرين قتلوا فدمر الله بلادهم بسبب قتلهم للانبيا مثل قوم ثمود و عاد وارم فالقران الكريم لم يحكي لنا نهاية كل رسول كذبه قومه

    وما الرويات على ان هناك رسل لم يذكرهم القران فذلك غير صحيح فقد بين الامام اسماء الخلفاء من حين اصطفاهم الله امام الملائكه وعلم ادم أسمائهم وعرفوها الملائكه اجمعين وحتى ابليس عرفهم

    وسلام على المرسلين
    والحمدلله رب العالمين

المواضيع المتشابهه
  1. فلا خير في الأنصار الذين في قلوبهم مرض؛ من الذين بآيات الله لا يوقنون
    بواسطة منار الهدى في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-11-2018, 11:47 PM
  2. بيان الإمام المهدي المنتظر ضد التشويه بخاتم الأنبياء والمرسلين من قبل شيطان من شياطين البشر المجرمين الذين هم للحق كارهون...!
    بواسطة علاءالدين نورالدين في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-01-2015, 01:06 PM
  3. مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 12-03-2014, 12:21 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-08-2012, 11:32 AM
  5. ردّ الإمام المهديّ على السائل الذي يريد أن يحصر علم الغيب على الأنبياء من دون الأئمة الصالحين الذين يؤتيهم الله علم الكتاب ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-08-2012, 01:21 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •