بسم الله الرحمن الرحيم سلام الله على عبدالله وخليفته الإمام المهدي المنتظر ناصِر محمد اليماني وكافة الأنصار السابقين الأخيار وجميع عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أحبتي في الله إن الإمام المهدي ناصِر محمد اليماني متبع وليس مبتدع والإمام المهدي لم يفتي قط أن أول الأشهر الحرم هو شهر رجب؛ بل تلك فتوى علماء المسلمين وجميع المسلمين يؤمنون بذلك؛ وإنما اتبعهم الإمام المهدي بادء الأمر لكن الإمام المهدي لم يأتي ببرهان على ما أفتى به علماء المسلمين فكان يظن أن لهم الحق في تلك المسألة كون الإمام المهدي المنتظر ناصِر محمد متبع وليس مبتدع؛ ومع ذلك وفي بيان قديم ستجدون فتوى من الإمام المهدي لأخونا الأواب بأن أول أشهر الحج هو شهر شوال وتلك هي الفتوى الحق التي توافق البيان الجديد كون أشهر الحج هي نفسها الأشهر الحُرم الأربعة.
على كل حال زاد الله الإمام المهدي علما، فمن ثم جاء وقت التبديل لفتوى علماء المسلمين بفتوى الله رب العالمين بأن الأشهر الحُرم أربعة أشهر متتاليات وهي نفسها أشهر الحج، وتأتي من بعد شهر ركن الصيام الشهر الثامن فتبدأ بشهر شوال وتنتهي بشهر محرم الحرام الشهر الرابع من الأشهر الحُرم والشهر الثاني عشر من نفس العام القمري.
وكذلك سنجد أن الإمام المهدي أتبع علماء المسلمين في فتواهم بشأن شخص النمرود ابن كنعان الذي ما أنزل الله به من سلطان حتى جاء وقت التبديل لفتوى علماء المسلمين تلك بفتوى الله رب العالمين من محكم القرآن العظيم بالحق وأحسن تفسيرا.
ولا حرج على الإمام المهدي ولا على كافة الأنبياء من قبله فكذلك كانوا ولكن الإمام المهدي أقل خلفاء الله خطأ كون الله أعطاه علم الكتاب فيرى في ذلك مما علمه الله ما حدث مع أنبياء الله وأئمة الكتاب من قبله، ومع ذلك فهو لا يفتي إلا بما علمه الله ولا يفتري على الله بفتوى باطلة حاشا لله رب العالمين كونه لا ينطق عن الهوى في الدين.
ألم تجدوا نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام كان يعتقد بعقيدة بني إسرائيل في رؤية الله جهرة ولذلك ذهب إلى ميقات ربه يريد رؤيته من حبه وشوقه ولهفته للقيا الله رب العالمين ومعه سبعين نقيبا من بني إسرائيل، ومع ذلك اطأعطاه الله ثلاثين ليلة ليراجع نفسه ويراجع بني إسرائيل فلم يعلم ثم زاده الله وأتمها بعشر أخر ليراجع نبي الله موسى نفسه بعقيدة رؤية الله ويراجع بني اسرائيل حتى علمه الله بمثل على الواقع الحقيقي فتجلى للجبل بذاته وحجب رؤيته عن كافة مخلوقاته بما فيهم نبي الله موسى حتى أصبح الجبل دكا من عظمة الله فخر موسى صعقا من هو الموقف وعلم بالحق بعد ذلك، والأمثال كثيرة على ذلك سنجدها في طيات البيان.
المهم يا احبتي في الله هذه الاستعجالات في البيانات هي عندي ورب الكعبة كمثل البهارات على الأكل لا يحلى إلا بها كوني أعلم أن الإمام المهدي بشر مثلنا ولا علم له إلا بما علمه ربه وعزة ربي وجلاله لئن لم أكن قد وجدت الإمام المهدي استعجل فأخطأ في مسألة ما متبعا فيها فتوى علماء المسلمين لربما كان لي نظرة أخرى، ولكن حين وجدت الإمام المهدي له استعجالات هنا وهناك وهي بسيطة ونادرة ولكن وعزة الله وجلاله أنها تزيدني يقينا بأن الإمام ناصِر محمد اليماني هو الإمام المهدي المنتظر ناصِر محمد اليماني الذي بشر به رسول الله لأنني من خلالها أجد الإمام المهدي يأتي بفتوى الله رب العالمين فينسف ما استعجل فيه من فتوى علماء المسلمين ثم يفصل تلك المسألة تفصيلا بالحق وأحسن تفسيرا من قبل أن يعلم أحد أنه استعجل في تلك النقطة أصلاً، ولو لم يكن هو الإمام المهدي المنتظر ناصِر محمد الذي بشر به رسول الله وعزة الله وجلاله لما وجدناه يأتي بالتبديل بفتوى الله رب العالمين لتلك النقطة التي استعجل بها ولظل على اتباعه لعلماء المسلمين ولكنه الإمام المهدي ناصِر محمد معلمه الله الواحد القهار لذلك نراه يأتي بالتبديل من محكم التنزيل وقتما يشاء الله فيفصله تفصيلا بالحق وأحسن تفسيرا، وكانت أول مسألة أراها حدث فيها الإستعجال هي قصة نبي الله إدريس فزادني ذلك يقينا وكتبت بشأن هذا آنذاك في العام ٢٠١٢ وكان شاهدا على ذلك أخونا من الظلام إلى النور.
فما أعظم فضل الله علينا بمثل هذه الحالات المستعجلة في البيانات فهي تزيدني إيمانا وتثبيتا وكذلك لتميز الحق من الباطل وتخرج ما في صدورنا فلله الحمد على عظيم فضله وتثبيته لعبده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأشهد أن الإمام المهدي المنتظر ناصِر محمد اليماني هو الإمام المهدي المنتظر ناصِر محمد الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.