الموضوع: {وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ‎﴿٧٨﴾‏}

النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. Lightbulb {وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ‎﴿٧٨﴾‏}

    سَلام الله على خليفة الله على العالم بأسره وعلى جميع الأنصار السّابقين الأخيار ورحمته وبركاته وحبه وقربه ورضوانه

    يقول عز وجل في كتابه الكريم بعد بسم الله الرحمن الرحيم: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ‎﴿٧٨﴾‏} صدق الله العظيم [القصص]
    فما هو المقصود بقوله تعالى: {وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ‎﴿٧٨﴾‏}

    كون الله عز وجل يقول في سورة الأنبياء بعد بسم الله الرحمن الرحيم: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ‎﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم.
    وكذلك في قوله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم ‎[سورة: الزخرف]

    ويوجد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه:
    عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله ﷺ: [ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة].

    أم أنها تدخل ضمن تكليم الله للعباد يوم القيامة كما هو موجود بقوله تعالى في سورة البقرة: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿١٧٤﴾‏} صدق الله العظيم.

    وكذلك قوله تعالى في سورة آل عمران: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿٧٧﴾‏} صدق الله العظيم.


    وأيضا ما المقصود بالتّزكية في هاتين الآيتين وكيف تكون يوم القيامة؟:

    {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿١٧٤﴾‏}.

    {وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿٧٧﴾‏} صدق الله العظيم.


    كل عام وأنتم جميعا بألف خير وإلى الله أحب وأقرب
    ونسأل الله العظيم أن يُعجِّل بالنّصر التّمكين لخليفته بما شاء وكيف شاء إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وسلامٌ على المُرسَلين والحمد لله رب العالمين.
    مَا قِيمَةُ الحَسَنَاتِ حِينَ ألُمُّهــــا
    إن كان حُبُّكَ يا إلهي سَبَـــــانِي
    مَا قِيمَةُ الجَنّہ ومَا مِقْدارهَــــــا
    إن كُنتُ مِن شَوقِي إليگ أُعَـانِي
    ياحَسْرةً بــــاتَتْ تُؤَرِّقُ مَضجَعِي
    لااا، لَن تزُولَ بِغَيرِ ما رِضــــوَانِ
    آهٍ مِنَ الآهَـــــــاتِ حِينَ تَـزُورُنِي
    ويَذُوبُ قَلبِي في هَوى الرَّحمَـانِ
    تَشتَــاقُ رُوحِي للنَّعِيـــمِ الأعظَمِ
    فَتَـــزُورُنِي العَبرَاتُ كالطُّوفــــانِ
    گيفَ السَّبِيلُ إلى نَعِيــــمِگ دُلَّـني
    يَا مَن بِهِ القلبُ اكتَفَى فَكَفَــــانِـي

  2. افتراضي

    عليكم سلام الله و رحمته و بركاته و نعيم رضوانه و خواتيم مباركه و كل عام و انتم طيبون و على العهد ثابتون


    اقتباس
    هل هذا تعارض حقيقي؟ مثال(2): قوله تعالى: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} .
    ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أنه يوم القيامة لا يسأل إنسا ولا جانا عن ذنبه، وبين هذا المعنى في قوله تعالى في القصص: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} وقد ذكر جل وعلا في آيات أخر أنه يسأل جميع الناس يوم القيامة الرسل والمرسل إليهم، وذلك في قوله تعالى: {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين} وقوله: {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} هل هذا تعارض حقيقي؟

    اقتباس المشاركة 5124 من موضوع ردود الإمام على الشيخ أحمد الهواري..

    - 9 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 06 - 1431 هـ
    15 - 05 - 2010 مـ
    12: 06 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=2381
    ــــــــــــــــ



    ن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين. وقال الله تعالى:
    {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بالحقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:33].

    ونقتبس من بيان الشيخ أحمد هواري ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    نماذج من تعارض الآيات مع بعضها تعارضا ظاهريا:
    مثال(1): في القرآن الكريم نقرأ قوله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) ونحوه وفي المقابل نقرأ قوله تعالى: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحقِّ من الذين أوتوا الكتاب) هل هذا تعارض حقيقي؟
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني، وأقول: فلا تخلط بين آيات الكتاب يا فضيلة الشيخ، وَضَعْ كُلّ آيةٍ في موضعها المقصود بالحقِّ، وأشهِدُ لله شهادة الحقِّ اليقين أنّ من الآيات المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس:99].

    {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:256].

    {وَقُلْ الحقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف: 29].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [المزمل:19].

    وهذه من الآيات المُحكمات من ربّ العالمين تفتي أنّ الله لم يأمرنا أن نقاتل الناس حتى يشهدوا لله بالوحدانية فيعبدوه وحده لا شريك له كرهاً، وذلك لأننا لو نُكرِهُهم على ذلك لما تقبّل الله منهم عبادتهم حتى لو عبدوا الله مليون سنة لما تقبل الله عبادتهم حتى تكون عبادتهم خالصةً لوجه الله، فيؤدّون صلاتهم وزكاتهم من أجل الله وليس خوفاً من أحدٍ ولم يخشوا أحداً إلا الله أولئك يتقبل الله منهم عبادتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ‌ مَسَاجِدَ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّـهَ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وذلك لأنّنا لو نُكرِه الكفار حتى يكونوا مؤمنين بربّهم فيعبدونه وهم صاغرون فلن يتقبّل الله عبادتهم. ولذلك قال الله تعالى:
    {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [يونس:99].

    {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
    } صدق الله العظيم [البقرة:256].

    وأما الأحاديث في السُّنّة النّبويّة في هذا الشأن فما كان باطلاً منها فسوف تجده مُخالفاً لهذه الآيات البينات، ومنها هذا الحديث المُفترى عن النّبيّ كذباً:
    [أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله].

    ولكنّي الإمام المهديّ أعلن الكُفر بهذا الحديث المُفترى، فلم يأمرنا الله أن نُقاتِل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، كلا.. تنفيذاً لأمر الله في مُحكم كتابه:
    {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}
    و
    {{{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}}}
    صدق الله العظيم.

    لأنّ ذلك من حقّ الله على عبيده، فلم يأمرنا الله بالتدخّل بينه وبين عباده فيما يخصّه من عبادتهم، ولم يأمرنا إلا بالبلاغ لهم والتبيان ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر؛ بل علينا البلاغ وعلى الله الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} صدق الله العظيم [الرعد:40].

    ولكنّ الله أمرنا بالتدخّل بين عباده لرفع الظُلم عن المظلوم، وأيضاً نأمر بالمعروف وننهى عن المُنكر ونقيم حدود الله جميعاً على الظالمين حتى نمنع ظُلم الإنسان عن أخيه الإنسان، فمن قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض أقمنا عليه حدَّ القتل بالحقِّ في كتاب الله إلا أن يشاء أولياء المقتول ظُلماً أن يعفوَ مُقابل الديّة أو العفو الكامل. وكذلك من اعتدى على عرض أخيه الإنسان بفاحشة الزنا أقمنا عليه حدّ الله في مُحكم كتابه بمائة جلدة، وكذلك الذي يسرق أموال الناس نُقيم عليه حدّ السرقة، وذلك لأنّ حدود الله التي نزل في محكم كتابه لا مساومة فيها لدينا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:47].

    ألا وإنّ حدود الله دستورٌ يقيمه المهديّ المنتظَر من بعد التمكين على كافة البشر، وذلك لكي نمنع ظُلم الإنسان عن أخيه الإنسان من غير مُجاملة لمسلم على كافر، ومن يتعدّى حدود الله فقد ظلم نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:110].

    ونأخذ الزكاة من أغنياء المُسلمين والجزية من أغنياء الكُفار ونُنفقها على فُقراء المًسلمين والكُفار، وإن رفض أهل الكتاب دفع الجزية فلا خيار لهم وسوف نُقاتلهم نظراً لأنّهم أعلنوا الخروج عن الحُكم والتمرد على الحاكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الحقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:29].

    فأين التناقض بين قول الله تعالى:
    {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم، وقول الله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الحقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} صدق الله العظيم؟

    ويا حبيبي في الله، إنّ عدم فِهمك الحقِّ في هاتين الآيتين فبدت لك وكأنّ فيهما تناقضٌ، ولذلك قلتم لا يعلمُ تأويله إلا الله! ولا قوة إلا بالله. برغم أنّ هاتين الآيتين هُنّ من آيات الكتاب المُحكمات البيّنات وكلاً منهما يخصُّ موضوعاً، فأمّا قول الله تعالى:
    {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم، فهنا أمرنا الله بعدم التدخّل بينه وبين عباده فيما يخصّ الله لأنّه لن يتقبل منهم إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، وذلك لأنّنا لو أكرهناهم على عبادة ربّهم لما تقبل الله منهم لو يعبدون الله خشية منا. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ‌ مَسَاجِدَ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّـهَ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وأما الآية الأخرى فهي في موضوع الجزية مُقابل حمايتهم ورفع الظُلم عنهم، وتُضاف إلى بيت مال المُسلمين فتختلط بالزكاة من أغنياء المُسلمين ومن ثم توزّع على فقراء الكفار والمُسلمين بالسّويّة من غير تفضيل الفقير المُسلم على الفقير الكافر؛ بل حقوقهم سواسِية لدينا في الحقوق ونحكم بينهم بالعدل من غير ظلمٍ للكافر، ومن حكم بين مُسلمٍ وكافرٍ وظلم الكافر بحجّة كُفره فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وليس أهلاً للحكم، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون. فكم أكرر القَسَمَ وأقول: أقسمُ بالله العظيم لو أنّ أخي ابن أمّي وأبي اعتدى على كافرٍ لأنصفتُ الكافر وأخذت حقّه من أخي وأخي من الصاغرين. وإذا لم أفعل من يجيرني من عذاب الله؟ وقد خاب من حمل ظُلماً وخالف أمر الله في قول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:58].

    والبيان الحقِّ لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} ويقصد الناس بشكل عام بغض النظر هل كان مُسلماً أم كافراً فلا فرق لدينا بين المُسلم والكافر في الحقوق، فلا تَمُنُّوا عليَّ إسلامكم. ولا يزال لدينا التفصيل الكثير في دستور دولة الخلافة الإسلاميّة العالميّة.

    وكذلك نقتبس من بيان أبو بلال ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    هل هذا تعارض حقيقي؟ مثال(2): قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ} .
    ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أنه يوم القيامة لا يسأل إنسا ولا جانا عن ذنبه، وبين هذا المعنى في قوله تعالى في القصص: {وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} وقد ذكر جل وعلا في آيات أخر أنه يسأل جميع الناس يوم القيامة الرسل والمرسل إليهم، وذلك في قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} وقوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} هل هذا تعارض حقيقي؟
    انتهى الاقتباس
    ومن ثم نأتيك بالحقِّ وأحسن تفسيراً بإذن الله العزيز العليم، وإلى البيان الحقّ:
    {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ} صدق الله العظيم [الرحمن:39].
    {وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} صدق الله العظيم [القصص: 78].

    والبيان الحقّ: فذلك يخصُّ الملائكة ولا يخصُّ الربّ، بمعنى أنّ الملائكة في يوم الحشر لا يسألون الناس هل أنت كافر أم مؤمن، كلا وربي.. ولو سألوا الكفار لأنكروا أنّهم كانوا كافرين، ولكنّ ملائكة الرحمن تعرف المؤمنين الصالحين من الظالمين من الناس بسيماهم في وجوههم، فما سيما الظالمين؟ فتجدونها في قول الله تعالى: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} صدق الله العظيم [الرحمن:41].

    ألا وإنّ سيماهم في وجوههم وكأنّما أُغشيت وجوههم قطعاً من الليل مُظلماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [يونس:27].

    ولذلك تعرفهم الملائكة فيميّزون بين المُتّقين والغافلين، فينظرون إلى وجوه الظالمين فإذا وجوههم كأنّما أغشيت قطعاً من الليل مُظلماً، فيعطونهم كتبهم بشمائلهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} صدق الله العظيم [الإسراء:14].

    حتى إذا أنكروا عملهم السيء الذي كتبه الملك عتيد ومن ثم يشهد الشاهد رقيب أنه لم يظلم الإنسان شيئاً، وأنه لم يسجل عليه إلا أعمال السوء، ثم يطعن في شهادة الملك رقيب ويقولون:
    {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:28].

    ومن ثم يحتكم الملك عتيد وشاهده رقيب وخصمهم إلى الله، وهُنا يأتي البيان لقول الله تعالى:
    {فَوَرَ‌بِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٩٢﴾ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    ومن ثم يسألهم فيقول: ألم تفعلوا عمل السوء هذا الذي في كُتبكم أمْ أن الملك عتيد وشاهده رقيب افتروا عليكم؟ ومن ثم يحلفون لله بالله ما فعلوا ذلك. وذلك بيان لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} صدق الله العظيم [المجادلة:18].

    ومن ثم يسأل الله أطرافه فهل ظلمتهم ملائكتي أم إنّهم كاذبون؟ فيختم الله على أفواههم ومن ثم تنطق الأطراف فتُخاطب ربها بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} صدق الله العظيم [يس:65].

    ومن ثم يطلق الله ألسنتهم ليُحاجّوا أطرافهم التي شهدت عليهم بما كانوا يعلمون:
    {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم [فصلت: 21].

    ومن ثم ينطق المارد الشيطان قرين الإنسان على لسان الإنسان:
    {قَالَ قَرِ‌ينُهُ رَ‌بَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ق].

    ومن ثم يقول الإنسان لقرينه الشيطان:
    {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} صدق الله العظيم [الزخرف: 38].

    ومن ثم نعود نقتبس من بيان حبيبي في الله أبو بلال فضيلة الشيخ أحمد هواري ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    مثال(2): قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ}. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أنه يوم القيامة لا يسأل إنسا ولا جانا عن ذنبه، وبين هذا المعنى في قوله تعالى في القصص: {وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} وقد ذكر جل وعلا في آيات أخر أنه يسأل جميع الناس يوم القيامة الرسل والمرسل إليهم، وذلك في قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} وقوله: {فَوَرَ‌بِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٩٢﴾ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾} هل هذا تعارض حقيقي؟
    انتهى الاقتباس
    وأعلمُ أنّ حبيبي في الله أبو بلال يريد أن يجعل الإمام المهديّ عاجزاً عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله بحجّة أنّه لا يعلم تأويله إلا الله وليس له إلا السُّنّة، ولكن هيهات هيهات يا حبيبي في الله، أفلا تعلم أنّك تُجادل الإمام المهديّ الذي يُعلِّمكم تفصيل القرآن من ذات القُرآن فأستنبط لكم حُكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ وإنّما أدعوكم للاحتكام إلى الله فأستنبط لكم حكمه الحقِّ من محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    ولذلك تراني آتيكم بالتفصيل من ذات كتاب الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} صدق الله العظيم [هود:1].

    وإنّما كان محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يبيّنه للعالمين كما يبيّنه المهديّ المنتظَر حتى نعيدكم إلى منهاج النّبوة الأولى لعلكم تتقون.

    ويا أيها الشيخ الكريم، أرجو من الله أن لا يكون جدالك عقيماً بعدما تبيّن لك أنّ ناصرَ محمد يدعو إلى الحقِّ ويهدي إلى صراط مُستقيم؛ ألا والله الذي لا إله غيره لا تستطيع أن تغلبني من كتاب الله حتى ولو اجتمع كافة عُلماء الإنس والجنّ في هذه الطاولة لوجدوا الأنصار السابقين الأخيار أنّ الإمام ناصر محمد اليماني قد هيّمن عليهم أجمعين بمُحكم كتاب الله وفصّلهُ تفصيلاً، وتبيّن لكم يا فضيلة الشيخ أنّ بيان الإمام ناصر محمد اليماني للقرآن العظيم ليس مُجرد تفسير كمثل تفاسيركم الظنيّة التي لا تُغني من الحقِّ شيئاً بل بيان اليماني هو تأويلٌ للقُرآن من لدن حكيمٍ عليمٍ يأتيكم به من ذات القرآن ومن ثم يُهيمن عليكم بالحقِّ أجمعين بإذن الله الذي يُعلّم عبده بالتفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، وذلك لأنّي آتيكم بالبُرهان المبين من ذات القُرآن.
    إذاً ليس وسوسة شيطان يا عبد الرحمن، فاتقِ الله وكُن من الشاكرين أن بعث الله الإمام المهديّ في عصرك وفي أُمّتك، فكم تمنّى المؤمنون بعث الإمام المهديّ في أمّتهم ليكونوا من أنصاره السابقين فيكونوا من المُكرّمين.

    ويا حبيبي في الله، إنّي وجدتك تقول:
    اقتباس المشاركة :
    لو أعلم يا ناصر محمد اليماني أنك المهديّ المنتظَر لغسلت رجليك وشربت مرقتها
    انتهى الاقتباس
    ومن ثم أردّ عليك وأقول: أستغفر الله لي ولك حبيبي في الله؛ بل الإمام المهديّ ذليلٌ على المؤمنين وبهم رؤوفٌ رحيمٌ، ونرجو من الله أن يهديك إلى الصراط المُستقيم، وكذلك أريد أن أقول لك لا حرجَ عليك، فما دام تبيّن لي أنّك من علماء الأمَّة الباحثين عن الحقِّ فلا حرجَ عليك مهما طال الحوار فسوف نصبر عليك حتى نهديَك ونُفصِّل لك الحقِّ تفصيلاً بإذن الله، فلا يزال في جعبتنا العلم الكثير ولم نقل بعد إلا شيئاً قليلاً، وإنّي الإمام المهديّ أدعوك وكافة علماء الأمَّة من المُسلمين والنّصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم، وما ينبغي للمهديّ المنتظَر أن يدعو المُسلمين والنّصارى واليهود وكافة البشر إلى الاحتكام إلى بحار الأنوار من كُتب الشيعة ولا إلى كتاب البُخاري ومُسلم كما هو موجود لدى أهل السنة؛ بل أدعو كافة عُلماء المُسلمين والنّصارى واليهود جميعاً إلى الاحتكام إلى كتاب الله المحفوظ من التحريف ذلكم القُرآن العظيم المُهيمن على كتاب التّوراة والإنجيل والسنة النّبويّة وعلى جميع كُتب البشر، فما خالف لمُحكمِه فهو باطلٌ ولا أعترف به مهما اجتمعتم عليه فلن أطيعكم ولن أتّبعكم لأنّ الاتّباع ليس بحسب الأكثرية؛ بل يعتمد على سُلطان العلم من الله الذي يحمله الداعية، ولعل الأكثريّة يتّبعون الظنّ، والظنّ لا يُغني من الحقِّ شيئاً. وقال الله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:116].

    ولا نزال نُكرِّر الترحيب بفضيلة الشيخ أحمد هواري الذي يُعتبر أوّل عالمٍ من بين عُلماء المُسلمين والنّصارى واليهود تجرَّأ لحوار المهديّ المنتظَر باسمه الحقِّ ولذلك نقيم لهُ وزناً ونكنُّ لهُ احتراماً كبيراً ونُحرّم على كافة الأنصار القدح في شخصية هذا الرجل الذي لا يخاف في الله لومة لائم وعسى الله أن يهديه إلى الصراط المُستقيم فيشدَّ الله به أزرنا ويشركه في أمرنا، فلا يستوون مثلاً الذين شدّوا أزر المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور بالفتح المبين ممن آمنوا من بعد ذلك بعذابٍ أليم؛ بل الفرق جداً عظيم، فما أعظمها من فُرصة لا يُلقّاها إلا ذو حظٍ عظيمٍ.

    ويا حبيبي في الله أبا بلال، أقسم بالله ربّي وربّك وربّ العالمين أنّني لمن الصادقين وأنّ الله اصطفاني عليكم ولكم إماماً كريماً، وعرّفني بشأني فيكم أنّي المهديّ المنتظَر، ألا والله الذي لا إله غيره إنّ التعريف لم يأتِ فقط المهديّ؛ بل إنّني المهديّ المنتظَر ولو لم يفتِني إلا بكلمة المهديّ فقط ولم يقل المنتظر لما تجرأت أن أقول المنتظر.
    ويا حبيبي في الله، إنّما حُجتي عليكم هي الآيات البيّنات من ربكم، وأما تعريفي بشأني فيكم أنّي المهديّ المنتظَر فإن كنت كاذباً فعليّ كذبي، ولكن المصيبة على من كذبني أنّي لمن الصادقين ولم يجعلني الله من الجاهلين، فإنّي أعلمُ أنّه لا يوجد من هو أظلم ممن افترى على الله كذباً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۗ وَلَوْ تَرَ‌ىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَ‌اتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِ‌جُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ‌ الحقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُ‌ونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [يونس:69].

    أفلا تقتبس من حكمة مؤمن آل فرعون الذي أفتى بالحقِّ وقال:
    {وَقَالَ رَ‌جُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْ‌عَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَ‌جُلًا أَن يَقُولَ رَ‌بِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّ‌بِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِ‌ينَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَمَن يَنصُرُ‌نَا مِن بَأْسِ اللَّـهِ إِن جَاءَنَا ۚ قَالَ فِرْ‌عَوْنُ مَا أُرِ‌يكُمْ إِلَّا مَا أَرَ‌ىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّ‌شَادِ ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ ﴿٣٠﴾ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ وَمَا اللَّـهُ يُرِ‌يدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ ﴿٣١﴾ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴿٣٢﴾ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِ‌ينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّـهِ مِنْ عَاصِمٍ ۗ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٣﴾وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَ‌سُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ مُّرْ‌تَابٌ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ‌ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ‌ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ‌ جَبَّارٍ‌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وكذلك نقتبس من بيان أبو بلال ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    وأما فكيف يقول الشيخ المقصود بالذين أذاعوا به هم أهل الحديث أو العلماء عموماً، والله يقول ردوه لهؤلاء العلماء وصدقوني لقد صرح بهذا الشيخ أكثر من مرة للاسف كيف يستقيم هذا مع قوله تعالى "وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ" أي العلماء ؟
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: يا رجل هذه من آيات الكتاب المُحكمات تُخاطب عُلماء الأمَّة. وقال الله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [النساء:83]؛ أي يستنبط الأحكام الحقِّ التي تثبت الحديث المُختلفين فيه أو تنفيه فهذا لن يدركه إلا الراسخون في علم الكتاب، كما يجد أولو الألباب أنّ الإمام ناصر محمد اليماني حقاً لمن الراسخين في علم الكتاب ولذلك يفصّله تفصيلاً بإذن الله. وجعلني الله حكماً بينكم فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر عُلماء الأمَّة، ولكنّك تريد المختلفين قوماً عامّيّين وأولي الأمر هم العلماء! فاتقِ الله، فمن يحكم بين العُلماء؟ أم لا تجدون أنفسكم مُختلفين في كثير من الدين؟ بل ويُكَفِّر بعضكم بعضاً، فلا تقُلْ على الله ما لم تعلم فإنّي لك ناصحٌ أمينٌ، وسبق تفصيل هذه الآيات [81] و [82] من سورة النساء في كثير من بيانات الإمام ناصر محمد اليماني.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    وإليك الجواب من الكتاب يا طالب العلم، فلا أريد إحراجك ولا بيان خبرك؛ بل أريد أن أعلمك إن كنت طالب علم بحق فأعلمك كيف يضع الشياطين الأحاديث بمكر خطير، فأما الآية الأولى في قوله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} صدق الله العظيم [آل عمران:77].


    اقتباس المشاركة 49786 من موضوع ردود الإمام على المكنّى طالب العلم: إلى طالب العلم هَلُمّ إلى الحوار..


    - 8 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 02 - 1429 هـ
    14 - 02 - 2008 مـ
    11:54 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ



    ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيراً ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطيبين الطاهرين وعلى التابعين لهم بالحقّ من جميع المؤمنين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وبعد..

    إلى طالب العلم وإلى جميع علماء الأمّة الإسلاميّة على جميع مذاهبهم وفرقهم، لقد طلبني أحدكم للمُباهلة..
    (( وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام الناصر لمُحمد رسول الله والقرآن العظيم ناصر مُحمد اليماني إلى الله أبتهل بحقّ أسمائه الحُسنى وصفاته العُلى وبحقّ لا إله إلا هو وحده لا شريك له إن لم أكن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم فإنّ عليَّ لعنة الله ولعنة ملائكته والناس أجمعين كما لُعِنَ إبليس إلى يوم الدين، وإنْ كنتُ المهديّ المنتظَر الحقّ وطالب العلم يُكذب بالحقّ من ربّه فأقول :
    اللهم أسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن تغفر له ولجميع عُلماء المسلمين ولجميع المُسلمين فأنهم لا يعلمون أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم ولو علموا بأني الحقّ من ربهم لاتَّبعوا الحقّ أجمعين، وأناديك ربي بما ناداك به من قبل خليلك إبراهيم فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفورٌ رحيمٌ فلا تمسسه بسوء من أجلي حتى تهديه إلى صراطك المُستقيم، إنك أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين)).

    ويا أخي الكريم المُحترم طالب العلم إنك جُزء من تحقيق غايتي ولن أفرّط فيك أبداً وأريد أن تنال رضوان الله لا سخطه يا أخي في الله، وذلك لأني أعلم إنّما لعنة الله تغشى الذين لو يعلمون علم اليقين أني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم ومن ثم يكذبون الحقّ لأنهم يعلمون أنه الحقّ من ربهم وهم للحقّ كارهون، ولستَ منهم يا طالب العلم ولكنك من الذين لا يعلمون، ولو علمتَ أنّي الحقّ من ربّ العالمين لكنتَ من السابقين الأخيار بالتصديق.

    ولكن يا أخي الكريم إليك خطابي أمانةً في عنقك وفي عنق جميع الذين اطَّلعوا عليه من عالم الإنترنت المُسلمين ذكرهم والأنثى أن يُبلّغوه إلى جميع مواقع المُفتين في جميع الأقطار الإسلاميّة ليتدبّروا هذا البيان المُفصّل من الإمام ناصر محمد اليماني فإن يروني على الحقّ وأهدي إلى صراطٍ ـــــــــ مُستقيمٍ فليعترفوا بشأني حتى أظهر لهم للمُبايعة عند الركن اليماني ولا ينبغي لي الظهور للمُبايعة من قبل التصديق، وكيف تُصدقوا من قبل الحوار؟ بل الحوار ثم التصديق ثم الظهور عند البيت العتيق إن كنتم تعقلون، فإني أخاطبكم بمنطق العقل وأحاجكم من الكتاب وليتذكّر أولي الألباب.

    ويا معشر عُلماء المُسلمين، إنّ المسلمين لفي أعناقكم فإن صدّقتم صدّقوا وإن كذّبتم كذّبوا إلا قليلاً. ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة؛ لقد سبقني وفي عهدي مهديّون اعترتهم مسوس الشياطين، وبين الحين والآخر يظهر لكم من يدّعي المهديّة بسبب وسوسة شيطانٍ رجيمٍ فيجعله يظنّ أنه هو المهديّ المُنتظَر وهو مريضٌ يوسوس له شيطانٌ رجيمٌ، وما كان وحياً من الرحمن بل وسوسة شيطانٍ فيوسوس لبعضهم أنه روح مُحمدٍ رسول الله أنزلها الله في جسد المُدّعي للمهديّة وأنّ ذلك من علم الانتقال للأرواح! وأنّ روح مُحمدٍ رسول الله أعادها الله إلى جسده، وأنّ ذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ} صدق الله العظيم [القصص:85]، ويأمرهم الشيطان عن طريق الوسوسة أن يقولوا على الله ما لا يعلمون فيتّبعون الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً ليرى الآخرون أنهم يجادلون من القرآن، ولكن إذا تدبّروا ما يقولون فسوف يجدون جميع أقوالهم باطلة ما أنزل الله بها من سُلطان.

    وقد ملَّ المُسلمون هذا المكر الخبيث من الشياطين عن طريق الممسوسين، وتعوَّد المُسلمون على هذه الدعوة بالمهديّة بغير الحقّ منذ أكثر من ألف سنة وذلك مكرٌ من الشياطين حتى إذا جاءكم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم لا تعيرون له أيّ اهتمامٍ فتقولون: "قد سمعنا كثيرين يدّعون المهديّة وهذا المدّعي الجديد مثله مثلهم"، وأقسم بالله العلي العظيم أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ وأن ليس مثلي مثلهم وبيني وبينهم كالفرق بين الحقّ والباطل وسُلطان العلم هو الحكم بيني وبينهم؛ ذلك لأنهم مرضى ولا يعلمون ويقولون على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً.

    ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إنّي أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم وأستحلفكم بالله العلي العظيم أن تذودوا عن حياض الدين إن كنتم تروني على ضلالٍ مبين، فإذا كان المدعو ناصر مُحمد اليماني على ضلالٍ مُبينٍ كما يرى طالب العلم فإن أمري خطير جداً جداً على الإسلام والمُسلمين، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأني أنكر بعض العقائد في الدين الإسلامي الحنيف فأكذبها وأكفر بها كفراً شديد، وأفتي المُسلمين بأنّ هذه العقائد التي أنكرتها أنه لم يُنزّل الله بها من سُلطان لا في كتاب الله ولا سنّة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأنها دُسّت في سنّة مُحمدٍ رسول الله من قبل شياطين اليهود المُسلمين ظاهر الأمر.

    ولكن يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة عليكم أن تعلموا علم اليقين بأني لا أنتمي إلى أيِّ مذهبٍ أو فرقةٍ منكم فأنكر على جميع المُسلمين تفرّقهم إلى فرقٍ وأحزابٍ؛ حتى تسبّبوا في فشل المُسلمين فذهبتْ ريحهم وذهب عزّهم إلى أعدائهم.
    وأكرر لكم التعريف بشأني؛ إنّي أنا المهديّ المنتظَر ابتعثني الله لأهديكم إلى الصراط المُستقيم والناس أجمعين، وكذلك لتوحيد شمل المُسلمين وأحكم بين عُلماء المُسلمين في جميع ما كانوا فيه يختلفون بعد أن خالفوا أمر ربهم الصادر إليهم في محكم القرآن العظيم في قوله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّ‌قُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    وكذلك نهاكم الله يا معشر علماء المُسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتفرّقوا دينكم شيعاً، فتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
    {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)} صدق الله العظيم [الروم].

    وكذلك أمر الله الصادر في قوله تعالى:
    {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وكذلك في قوله تعالى:
    {انَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّ‌قُوا وَاذْكُرُ‌وا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَ‌ةٍ مِّنَ النَّارِ‌ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
    {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِ‌يحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].

    ولكنكم يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم خالفتم جميع أوامر ربكم المكررة في هذه الآيات المحكمات فتنازعتم وفشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن مستضعفين فذهب عزّكم إلى أعدائكم نظراً لمخالفتكم لأمر ربكم وقد وعدكم الله بأنه إذا خالفتم أمره بأنكم سوف تفشلون وتذهب ريحكم كما هو حالكم الآن، فلا تستطيعون أن تنكروا بأنكم تنازعتم فتفرقتم وفشلتم فذهبت ريحكم.

    وابتعثني الله فضلاً من لدنه ورحمةً لكم لأنقذكم من فتنة المسيح الدجال وأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون لجمع شملكم ولتوحيد صفّكم، فيتمّ بعبده نوره على العالمين لتكون كلمةُ الله هي العليا، فيعزّكم الله بعبده، والعزّة لله جميعاً، فأيَّدني بتصريح الاصطفاء للخلافة والقيادة عليكم فأيّدني بالتصريح فزادني عليكم بسطةً في العلم لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأهديكم إلى صراطٍ ــــــــ مُستقيم، مُعتصماً بكتاب الله وسنة رسوله وكافراً بما خالف من السّنة لأمّ الكتاب في آياته المُحكمات والتي جعلهنَّ الله الأساس للعقيدة الإسلاميّة الحنيفيّة ملّة إبراهيم ومن قبله ومن بعده لجميع الأنبياء والمُرسلين.

    وأما سبب كفري لما خالف من السُّنة للقرآن المحكم وذلك لأنّي أعلم أنها سنةٌ مدسوسةٌ من الشيطان الرجيم ليردوكم هو وأولياؤه من شيطان البشر فيفتنوكم فيردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بآيات الله المُحكمات في القرآن العظيم والتي جعلهنَّ الله أمّ الكتاب فصدّكم صحابةُ رسول الله ظاهر الأمر عن القرآن العظيم كما نبأكم الله بذلك بأنها جاءت طائفةٌ من اليهود فأعلنوا إسلامهم ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر فيكونوا من رواة الحديث ليصدّوكم عن سبيل الله عن طريق السُّنة المحمديّة بأحاديثَ غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام؛ بل مخالفة لكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم جملةً وتفصيلاً بل اختلافاً كثيراً، وقد بيَّن الله لكم هذا المكر اليهودي في القرآن العظيم في قوله تعالى:
    {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)} صدق الله العظيم [المنافقون:2].

    ومن ثم بيَّن الله لكم كيفية صدّهم عن سبيل الله بأنه ليس بالسيف بل بأحاديث لم يقلها عليه الصلاة والسلام فبيَّن الله ذلك المكر لكم في القرآن العظيم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فتجدون قول الله الموجَّه إلى علماء الأمّة خاصة:
    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً} صدق الله العظيم [النساء].

    وهذه الآية جاءت تأكيدَ الأمر لقول الله تعالى:
    {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10]؛ بمعنى أنّه ما اختلفتم فيه من شيء في السُّنة بأن تردّوا حكمه إلى الله في القرآن العظيم يستنبطه أولي الأمر منكم من القرآن العظيم فتجدون بين قول الله في القرآن العظيم وبين هذا القول في سنة محمدٍ رسول الله اختلافاً كثيراً ومن ثم تعلمون بأنّ هذا الحديث السُني من عند غير الله ورسوله، وذلك لأنّ السنة هي كذلك جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده سبحانه، وهذه الآية كذلك جعلها الله برهان للحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا و اني أوتيت القرآن و مثله معه]. صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؛ بل سُنَّة محمد رسول الله جاءت للبيان فتزيد القرآن توضيحاً للمسلمين؛ ألا وإنّ البيان من عند الله سبحانه وتعالى. تصديقاً لقول الله الحق في محكم كتابه: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامة].

    وأنا المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر؛ مُستمسكٌ بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وكافرٌ بالسُّنّة اليهوديّة المدسوسة في سنّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم آتِكم للدفاع عن القرآن فهو محفوظٌ من التحريف إلى يوم الدين؛ بل جئتكم للدفاع عن سنّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأُبيّن لكم السُّنّة اليهوديّة المدسوسة فيها فأكذِّبها بقول الله مُباشرةً من القرآن العظيم وذلك لأنّ الله أيّدني بالبيان للقرآن وذلك لكي أسند الحديث الحقّ مباشرةً إلى القرآن العظيم غير إنّي لا أشتم الذين قيل عنهم إنّهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ المفترين قد يسندوه إلى الصحابة الحقّ وهم بَراء من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف، وذلك مكر من المنافقين. فإن بيّنتُ لكم حديثاً كان مفترًى على محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فاستنبطتُ لكم برهان تكذيبه من قول الله برغم أنّ ذلك الحديث مرويٌّ عن بعض الصحابة الأبرار، فأحذِّركم أن تسبّوهم شيئاً فمن سبَّهم فهو آثمٌ قلبه، فهل سمعه منهم حتى يعلم علم اليقين فيشتمهم؟ فما يدريكم بأنّ المنافقين هم المفترون على الله ورسوله؟ وذلك لأنّ الحديث لو جاء مرويّاً عن الصحابي اليهوديّ فلان وعن الصحابي اليهوديّ فلان عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لما استطاعوا أن يُضِلّوا الأمّة عن الصراط المستقيم؛ بل كانوا يسندوه إليهم كذباً، غير إنّ في الصحابة سمَّاعون لهم ويظنّونهم لا يكذّبون! وكذلك يأخذ عنهم السمّاعون لهم من بعض المسلمين. فوردت إليكم يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة أحاديث تخالف حديث الله في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، ولا أقول بأنّها تخالف الآيات المتشابهات في اللغة معهن بل تخالف الآيات المحكمات التي جعلهنَّ الله أمّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ في قلبه زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيِّن ابتغاء تأويل الآيات المتشابهات من القرآن مع ذلك الحديث المُفترى بمكرٍ خبيثٍ فجعلوه يتشابه مع ظاهرهن ليزعم الذين في قلوبهم زيغٌ عن المحكم بأنّ هذا الحديث جاء بياناً لتلك الآية والتي لا تزال بحاجة إلى التأويل! وقد اتّبعتم المُتشابه يا معشر علماء الأمّة وتركتم المُحكم الواضح والبيّن وهُن أمّ الكتاب، أفلا تتقون؟

    وقد وجدتُ طالب العلم يقول بأنّه سوف يدعونني للمُباهلة إنْ لم أتّبع الملّة اليهوديّة المُفتراة في سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وردّي عليه هو: يا طالب العلم ويا معشر جميع علماء الأمّة على مختلف فرقهم ومذاهبهم، إن كنتم تؤمنون بالقرآن العظيم فلمَ المبُاهلة ما دمتم تؤمنون بالقرآن العظيم؟ فتعالوا إلى حكم الله في القرآن فيما خالفه من السُّنة المحمديّة. ولربّما يودّ أحدكم أن يقول: "إنه لا يعلم تأويل القرآن إلا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح من قبلنا"، ومن ثم يردّ عليه ناصراليماني فأقول: لقد قلتَ إن القرآن لا يعلم تأويله إلا الله وجعلتَ القرآن كُله غير مفهومٍ ولا يعلم تأويله إلا الله! فهل عندك سُلطان بهذا أم تقول على الله ما لا تعلم؟ ولكنّ الله يقول إن القرآن تنقسم آياته إلى قرآنٍ محكمٍ واضحٍ بيِّن للعالِم والجاهل لا يزوغ عنهنّ إلا هالكٌ فيتّبع آياتٍ أخرى في القرآن العظيم لا يعلم تأويلهنّ إلا الله، ولأنهنّ لا يزلن بحاجة إلى التأويل وتوضيح المقصود فيهن فاستغلّ اليهود تلك الآيات المتشابهات لغوياً فدسّوا أحاديث تتشابه مع تشابهن اللغوي في ظاهرهن، وكذلك استغلوا الحديث الحقّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ما تشابه مع القرآن فهو مني]. صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

    فهذا الحديث سنده من القرآن هو قوله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:81]؛ بمعنى إنّه إذا كان هذا الحديث النّبويّ من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين حديث الله في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ بمعنى أنّه ما اختلف مع القرآن فهو ليس منهُ عليه الصلاة والسلام، ولكن للأسف حتى هذا الحديث الواضح والبيّن لم يفهمه علماء الأمّة ومنهم من يطعن فيه إنّه ليس عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام؛ بل يوحى إليه القرآن العظيم والسّنة المُهداة.

    ولسوف أبيّن لكم يا معشر علماء الأمّة المقصود من حديث محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله عليه الصلاة والسلام وآله:
    [ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ فهو لا يقصد أن تقوموا بتطبيقه مع ظاهر الآيات المتشابهة؛ بل يقصد أن تقوموا بتطبيق المقارنة بين هذا الحديث النّبويّ وبين الآيات المحكمات الواضحات البيّنات، فإذا لم يخالف العقائد التي جاءت فيهنّ فهو عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وعلى سبيل المثال الحديث المُفترى عنه عليه الصلاة والسلام وعن أبي هريرة؛ وأظنّهُ بريئاً من روايته إنّه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
    اقتباس المشاركة :
    [إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون البدر جليا لا تضامون في رؤيته]
    انتهى الاقتباس
    فإذا قمتم يا معشر علماء الأمّة بتطبيقه على المتشابه في القرآن فسوف تجدون وكأنّ هذا الحديث جاء تأكيداً بلا شكّ أو ريب إذ ترونه مطابقاً لقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    ولكنّ الله يقصد منتظرة إلى رحمته تعالى التي كتب على نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ قُل لِّلَّـهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّ‌حْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَ‌يْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُ‌وا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:12].

    ولكن يا معشر علماء الأمّة إذا رجعتم لتطبيق هذا الحديث مع المحكم من القرآن فسوف تجدون بأنّ بينه وبين هذا الحديث اختلافاً كثيراً؛ بل سوف تجدون النفي الذي لا يحتمل الشكّ، ومن ثم تعلمون بأنّ هذا الحديث موضوعٌ ليتشابه مع هذه الآية المتشابهة لغويّاً وأنّه ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال:
    [ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ فكيف إنّه يتشابه مع آيةٍ لا تزال بحاجة إلى تأويل ومن ثم يكون مخالفاً للمحكم والواضح والبيّن في هذا الشأن؛ في شأن عقيدة المسلم؟! ومن ثم تخرجون بنتيجةٍ أنّ هذا الحديث لم يكن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نظراً لأنّه خالف الآيات المُحكمات في هذا الشأن، ولا ينبغي لأحاديث البيان للمُتشابه من القرآن أن تأتي مخالفةً للقرآن المحكم الواضح والبيّن واللاتي جعلهنّ الله هنّ أم الكتاب.

    ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إنّما أدافع عن سنّة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الحقّ، فهي لم تختفِ بل موجودةٌ بين أيديكم كما القرآن بين أيديكم ولكن المفترين من اليهود دسّوا لكم أحاديثَ تخالف لأحاديث السُّنة الحقّ في هذا الشأن وكذلك تخالف للآيات المحكمات البيان أمّ الكتاب في القرآن العظيم وأصل العقيدة للمسلم.

    وبعد أن بيّنا لكم حكم القرآن في هذا الشأن تعالوا لنطبق الأحاديث في السُّنة المحمديّة عليه الصلاة والسلام شرط أن يتمّ التطبيق لهذه الأحاديث مع الآيات المحكمات الواضحات البيّنات والتي جعلهنّ الله أمّ الكتاب في هذا الشأن، ولئن أبيتُم إلا تطبيقه مع المتشابهة واللاتي لا تزال بحاجة إلى تأويل فقد هلكتم لئن فعلتم وذلك لأنّكم تركتم الآيات المحكمات في هذا الشأن واتّبعتم المُتشابه، وإنّ في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ لئن اتّبعتم الآيات المتشابهات في القرآن العظيم وتركتم الآيات المُحكمات الواضحات البينات.

    فتعالوا لننظر سويا في سُنّة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لكي ننظر هل السُّنّة الحقّ تخالف لحكم الإمام ناصر اليماني من القرآن في شأن الرؤية لله سبحانه؟ وحتماً بلا شكٍّ أو ريبٍ سوف نجد أنّ بين الأحاديث الواردة في هذا الشأن اختلافاً كثيراً فيما بينها، وذلك لأنّ الحقّ منها سوف تجدونه ينطبق مع المحكم تماماً، ولكنّكم سوف تجدون هذا الحديث الحقّ متخالفٌ مع الآيات المتشابهة مع أحاديث أخرى وهي الموضوعة في هذا الشأن، بمعنى أنّنا سوف نجد الحديث الحقّ يتطابق مع المحكم ومُخالف للمتشابه في ظاهرها، وأمّا الحديث المفترى فسوف نجده مخالفاً للمُحكم (أمّ الكتاب) في هذا الشأن ولكنه يتّفق مع الآيات المتشابهات في ظاهرهنّ في هذا الشأن.

    فلنذهب إلى السّنة للنظر في الأحاديث في هذا الشأن حتى يتبيّن لنا الحديث النّبويّ الحقّ الذي من عند الله ورسوله مِنَ الذي مِنْ عند غير الله ورسوله، فلنبدأ للتطبيق للتصديق للسُّنّة المحمّدية الحقّ، قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مصدقاً للآيات المحكمات في شأن الرؤية قال:
    [لن يرى الله أحد في الدنيا ولا في الآخرة]. صدق محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    وهذا الحديث الحقّ قد اتفق مع القرآن المحكم الواضح والبيّن في قول الله تعالى:
    {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَ‌بُّهُ قَالَ رَ‌بِّ أَرِ‌نِي أَنظُرْ‌ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَ‌انِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ‌ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ‌ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَ‌انِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَ‌بُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ‌ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}صدق الله العلي العظيم [الأعراف:143]. {لن تراني}؛ وصدق رسوله الكريم في قوله: [لن يرى الله أحد في الدنيا ولا في الآخرة]، ولكننا نشاهد نوره سُبحانه يشعُّ من وراء حجاب الغمام فتشرق الأرض بنور ربها. تصديقاً لقول الله تعالى في محكم كتابه: {وَأَشْرَ‌قَتِ الْأَرْ‌ضُ بِنُورِ‌ رَ‌بِّهَا} صدق الله العظيم [الزمر:69].

    وتصديقاً لقوله عزوجل:
    {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)} صدق الله العظيم[البقرة]، فيأتي الحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في شأن الرؤية، وقال عليه الصلاة والسلام: [يهبط وبينه وبين خلقه حجاب]، صدق محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام. وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا} صدق الله العظيم[الفرقان:25].

    وتصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في نفي رؤيته لربِّه ليلة الإسراء والمعراج. وقال عليه الصلاة والسلام:
    [نورٌ أراه]. صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. ويتّفق هذا الحديث مع الآيات المحكمة في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)} صدق الله العظيم[الشورى].

    ولكن بالله عليكم يا معشر أولي الألباب تعالوا لنتدبّر حديث الإفك والافتراء والبهتان عن الله ورسوله، غير إني لا أشتم راويهِ فتدبّروا هذا الحديث الذي يرفضه القرآن والسّنة والعقل والنقل جملةً وتفصيلاً، وقالوا إنّه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    اقتباس المشاركة :
    [قال أناس: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه، ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس لأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد -أن يخرج ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله- أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له: ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل..]
    انتهى الاقتباس
    الحديث.

    فانظروا إلى شر البلية وشر البلية ما يُضحك:
    اقتباس المشاركة :
    [فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس،ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة في منافقوها إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه ]
    انتهى الاقتباس
    فبالله عليكم كيف يتّبعون الله؟ لعبادة من وإلى أين يتبعونه؟ فهل جعلتم الله فاطر السماوات والأرض إنساناً يمشي وأتباعه يمشون وراءه؟ أفلا تعقلون! وتالله لا يتّبعون إلا المسيح الدجال في الدُنيا؛ يقول: "اتّبعوني لأدخلكم جنتي". بل كيف قولهم أنّهم يرون الله يوم القيامة، ثم يقول المفتري إنّ الله يجمع الناس ثم يقول:
    اقتباس المشاركة :
    [من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها..إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون]
    انتهى الاقتباس
    وهل يعرفون الله من قبل حتى إذا شاهدوا صورته فيعرفونه؟ أفلا تعقلون! فهل إلى هذا الحدّ لا تستخدمون عقولكم يا معشر المُصدِّقين لهذا الافتراء الذي يخالف كتاب الله وسنّة رسوله جملةً وتفصيلاً؟

    فهل تريد أن تباهلني يا طالب العلم على هذا الحديث المفترى فتنال لعنة الله بحقّ وحقيقة؟ ولكني والله العلي العظيم لا أريد ربي الله أن يلعنك، فلا تفعل، ولاتجبر المهديّ المنتظَر أن يجيبك إلى المباهلة، وأقسم بالله العلي العظيم إنّك يا رجل تطلب المباهلة من المهديّ المنتظَر الحق، والعجيب في أمرك إنّك تقول أنّك تتّبع كتاب الله وسنّة رسوله، وها أنا ذا آتيك بالآيات المحكمات من كتاب الله، فلا تتّبعهن وتصفني بأنّي على ضلالٍ وإنّك على الحقّ، فهل أنت رجُلٌ رشيد؟ فإني أخوِّفك بالقرآن، فهل تخاف وعيد؟
    ولن تفلت مني يا طالب العلم..

    ويا معشر جميع علماء الأمّة فسوف نحكتم في خلافاتكم نقطةً نقطةً، وأعدكم أني لن أستنبط حُكمي إلا من الآيات المُحكمات الواضحات البيِّنات لا يزيغ عنهنّ إلا الذين في قلوبهم زيغٌ فسوف ترونهم ينبذون هذه الآيات وراء ظهورهم وكأنّ ناصر اليماني لم يحاجِج بهنّ شيئاً؛ بل لا تجدوه حتى يُعلق عليهنّ شيئاً فيحاجِج ناصر اليماني لماذا أوردهن فما علاقتهن بالموضوع، أو يأتي بتأويل لهنّ فهو لا يستطيع لأنهنّ واضحاتٍ ولسنَ بحاجة إلى التأويل نظراً لوضوحهنّ من ربهنّ الذي أنزلهن في مُحكم كتابه. ومن هذه الآيات المُحكمات أستنبط لكم الحكم الحقّ ذلك وعد علينا غير مكذوب، فهل تروني حاجَجْتكم في عدم رؤية الله جهرةً بالآيات المُتشابهة؟ حاشا لله ربّ العالمين ما أتيتكم إلا بالآيات المحكمات التي تنفي الرؤية
    {{لَن تَرَانِي}}.

    وأثبتنا بأنّ الله لن يُرى جهرةً سبحانه ولكنه يُكلّم الناس من وراء حجابٍ ومن ثم بيّنا لكم حجاب الغمام بين العبيد والمعبود، وفصَّلنا الحكم في رؤية الله من الآيات المُحكمات ولم أقرب آيةً واحدةً من المُتشابهات، ولكن يا طالب العلم إنّك لا تميِّز بين المُحكم والمُتشابه.

    وإليك سؤالي ولجميع علماء الأمّة:
    قال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

    وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:128].

    فأمّا في الآية الأولى فنجد نفي التكليم من الله للكافرين. وقال تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

    ولكن الآية الأخرى المُحكمة سوف تجد بأنّ الله يكلمهم. وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:128].

    والسؤال الموجّه هو في نقطةٍ واحدةٍ في الآيتين وهو في تكليم الله للكفار فالآية الأولى تنفي التكليم من الله للكفار يوم القيامة ومن ثم تجد الآية الأخرى تفيد بأنّ الله يُكلمهم، وقال لهم:
    {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:128].

    وإليك الجواب من الكتاب يا طالب العلم، فلا أريد إحراجك ولا بيان خبرك؛ بل أريد أن أعلّمك إن كنت طالب علمٍ بحقٍّ فأعلمك كيف يضع الشياطين الأحاديث بمكرٍ خطيرٍ، فأما الآية الأولى في قوله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

    وفيها توجد آيةٌ من المُتشابهات، وهو قوله تعالى:
    {{وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}} صدق الله العظيم [آل عمران:77]. ولكن الجاهل عن القرآن سوف يظنّ بأنّ الله لا يخاطبهم ولا ينظر إليهم ليراهم وكأنه معرض عنهم سبحانه! وعلى سبيل المثال إن أراد أحد الصحابة من اليهود أن يفتري حديث فيقول: "[إن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر ببصره إليهم] وانظروا لقوله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}"، وعُلماء الحديث الذين لا يتّبعون غير الحديث وحسبهم ذلك حتماً سوف يظنون أنّ الله يوكل بحساب الكفار أحداً من خلقه، وأما هو فلا يكلمهم ولا ينظر إليهم تصديقاً لهذا الحديث الحقّ في نظرهم، وأعوذ بالله أن أكون من المفترين [أن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر ببصرة إليهم].

    وإنما ضربت لكم على ذلك مثلاً كيف أنّ أعداء الله يضعون الحديث بمكرٍ خطيرٍ لدرجة أنّ الجاهل عن القرآن لن يشكّ فيه شيئاً وكيف يشكّ فيه ودليله واضحٌ وجليٌّ في القرآن كما يظنّ، وسوف يأتي بالدليل من القرآن وهو قوله تعالى:
    {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وهو يظنّ أنّ هذه الآية مُحكمةٌ واضحةٌ ولا تحتاج إلى تأويلٍ فهي واضحةٌ في نظره أنّ الله لا يكلّم الكفار يوم القيامة ولا ينظر إليهم أي ببصره لأنه غضبان.

    وهذا على سبيل المثال لو انتبه لذلك المُفترون وقالوا: "إنّما المسيح عيسى ابن مريم ابن الله هو من سوف يحاسب الناس لأنه ابن الله وذلك لأنّ الله المتكبر سبحانه لا يكلّم الكفار يوم القيامة ولا ينظر إليهم ببصره ولن يحضر يوم الحساب، بل يوكّل عنه ابنه المسيح عيسى ابن مريم ليحاسب الكفار أم لم تقرأوا قول الله تعالى:
    {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}! إذاً الله لا يحضر يوم القيامة ليحاسب الكفار وكيف يحاسبهم وهو لم يكلّمهم ولا ينظر إليهم كما نبأكم في القرآن {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إذاً يوكل للحساب ابنه المسيح عيسى ابن مريم".

    فأصبحت الآية موافقة لما يعتقده النصارى، سبحان الله وتعالى علواً كبيراً! وتالله لو أفتري على الله وآتي بهذا الحديث ثم الآية المتشابهة التي توافقه إذاً لاتّخذني النصارى واليهود خليلاً، فأمّا النصارى فعجبهم بذلك لأنّه وافق عقيدتهم وأما اليهود فهم سوف يعلمون علم اليقين أنهُ افتراءٌ على الله ورسوله، ولذلك سوف يتخذونني خليلاً لو كنت من المُفترين على الله ورسوله.

    ويا طالب العلم ويا معشر جميع علماء الأمّة الإسلاميّة، لقد بيّنت لكم كيف هي الطريقة التي توضع بها الأحاديث المُفتراة وأنهم يجعلونها تتشابه مع آيات في القرآن تشابهاً لفظيّاً لتظنون أنّ هذا الحديث جاء بياناً لهذه الآية، وأقسم بالله العلي العظيم أنهم قد أخرجوكم من آيات الله المُحكمات في القرآن العظيم التي لا يزيغ عنهن إلا هالكٌ، وتعالوا لأعلِّمكم تأويل هذه الآية المُتشابهة ما دمتُ قد ذكرتها لكم لكي أريكم طريقة مكر أعدائكم، وأعوذ بالله أن أكون من المُفترين على الله ورسوله، فأمّا التأويل الحقّ لقول الله تعالى:
    {{وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}} صدق الله العظيم [آل عمران:77]، فهو لا يقصد سبحانه أنه لا يكلّمهم تكليماً بل يقصد سبحانه أنه لا يكلّمهم بتكليم التفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه برحمته التي كتب على نفسه فيقولون: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23]، وكذلك لا ينظر إليهم برحمته فيدخلهم جنته ويقيهم من ناره وليس النظر نظر الأعين!

    يا قوم اتّقوا المُتشابه من القرآن وذروا تأويله لأهلّه إني لكم من الله نذيرٌ مُبينٌ بالمُحكم من القرآن العظيم. فانظروا لهذا الحديث المُفترى:
    اقتباس المشاركة :
    وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال: سأل بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ألا تبت علي فتاب عليه". (كنز العمال - سورة البقرة).
    انتهى الاقتباس
    وكذلك:
    اقتباس المشاركة :
    وأخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند واه عن علي قال "سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} فقال: إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس ببيسان، والحية بأصبهان. وكان للحية قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال: بلى. قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن! قال: فعليك بهؤلاء الكلمات. فإن الله قابل توبتك، وغافر ذنبك. قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم. فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم". (كنز العمال - سورة البقرة).
    انتهى الاقتباس
    فتعالوا لننظر تفسيرها الحقّ في القرآن. قال الله تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

    وذلك هو التكليم بالتفهيم إلى القلب يا أولي الألباب، فأوحى الله إلى قلب آدم وزوجته حين أراد أن يرحمهم فكلَّمهم بوحي التفهيم إلى القلب وهذه الكلمات التي أوحاها الله إلى قلوبهم هي قولهم:
    {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23]، وهذا النوع من التكليم إلى القلوب هو المقصود من قول الله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

    أي لا يوحي إلى قلوبهم كما أوحى إلى قلب أدم وحواء:
    {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    وكذلك لا ينظر إليهم برحمته من ذات نفسه سبحانه فيرحمهم، وهو التأويل لقوله تعالى:
    {وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم، أي لا ينظر إليهم برحمته وليس أعينه سبحانه.

    ويا معشر علماء الأمّة، أقسم بالله العظيم أنّ اليهود الشياطين قد أضلّوكم عن سواء السبيل فهلمّوا إلى الحوار من قبل الظهور إلى (موقع الإمام ناصر مُحمد اليماني). فإن كان ناصر اليماني على ضلالٍ مُبينٍ فأنقذوا المُسلمين من علمه الباطل في نظر المُبطلين حتى لا يفتن المُسلمين وإن رأيتم أنّ ناصر مُحمد هو حقاً الناصر لمُحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم فقد علمتم حقيقة اسم المهديّ المنتظَر بأنّ التواطؤ لكي ( يحمل الاسم الخبر)، فهلمّوا للحوار عاجلاً غير آجل قبل فوات الأوان وذلك لأنه ما جادلني عالِمٌ إلا وغلبته، وأما الجاهل فوالله لو أتيته بترليون ترليون دليل من القرآن العظيم فأستنبطه من الآيات المُحكمات البيِّنات بأنه لن يقتنع ولن يرى الحقّ ومن ثم يحاجني بكل ما خالف الكتاب والسُّنة ومن ثم يزعم أنه مؤمنٌ بالكتاب والسّنة وأنه مستمسكٌ بكتاب الله وسنّة رسوله وهو ليس على كتاب الله ولا سنّة رسوله؛ بل مستمسك بما خالف كتاب الله وسنّة رسوله فيظنّ أنه يدعو إلى الحقّ وإلى صرطٍ مُستقيمٍ وهو يدعو إلى صراط الشيطان الرجيم وليس بقصدٍ منه ولكنه من الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً.

    وإليكم أحكام المهديّ المنتظَر الحقّ بالحقّ حقيق لا أقول على الله غير الحقّ تجدونها على هذا الرابط، وكذلك أرجو إرسالها أجمعين مع هذا الخطاب:
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=237

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي


    اقتباس المشاركة :
    عليكم سلام الله و رحمته و بركاته و نعيم رضوانه و خواتيم مباركه و كل عام و انتم طيبون و على العهد ثابتون


    اقتباس
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://mahdialumma.net/showthread.php?p=413569



    جزاك الله الجزاء الأوفى أخي المكرم أبو محمد وبارك فيك


    اقتباس المشاركة :
    ومن ثم نأتيك بالحقِّ وأحسن تفسيراً بإذن الله العزيز العليم، وإلى البيان الحقّ:
    {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ} صدق الله العظيم [الرحمن:39].
    {وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} صدق الله العظيم [القصص: 78].

    والبيان الحقّ: فذلك يخصُّ الملائكة ولا يخصُّ الربّ، بمعنى أنّ الملائكة في يوم الحشر لا يسألون الناس هل أنت كافر أم مؤمن، كلا وربي.. ولو سألوا الكفار لأنكروا أنّهم كانوا كافرين، ولكنّ ملائكة الرحمن تعرف المؤمنين الصالحين من الظالمين من الناس بسيماهم في وجوههم، فما سيما الظالمين؟ فتجدونها في قول الله تعالى: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} صدق الله العظيم [الرحمن:41].

    ألا وإنّ سيماهم في وجوههم وكأنّما أُغشيت وجوههم قطعاً من الليل مُظلماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [يونس:27].

    ولذلك تعرفهم الملائكة فيميّزون بين المُتّقين والغافلين، فينظرون إلى وجوه الظالمين فإذا وجوههم كأنّما أغشيت قطعاً من الليل مُظلماً، فيعطونهم كتبهم بشمائلهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} صدق الله العظيم [الإسراء:14].

    حتى إذا أنكروا عملهم السيء الذي كتبه الملك عتيد ومن ثم يشهد الشاهد رقيب أنه لم يظلم الإنسان شيئاً، وأنه لم يسجل عليه إلا أعمال السوء، ثم يطعن في شهادة الملك رقيب ويقولون: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:28].

    ومن ثم يحتكم الملك عتيد وشاهده رقيب وخصمهم إلى الله، وهُنا يأتي البيان لقول الله تعالى: {فَوَرَ‌بِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٩٢﴾ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    ومن ثم يسألهم فيقول: ألم تفعلوا عمل السوء هذا الذي في كُتبكم أمْ أن الملك عتيد وشاهده رقيب افتروا عليكم؟ ومن ثم يحلفون لله بالله ما فعلوا ذلك. وذلك بيان لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} صدق الله العظيم [المجادلة:18].
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://mahdialumma.net/showthread.php?p=5124

    مَا قِيمَةُ الحَسَنَاتِ حِينَ ألُمُّهــــا
    إن كان حُبُّكَ يا إلهي سَبَـــــانِي
    مَا قِيمَةُ الجَنّہ ومَا مِقْدارهَــــــا
    إن كُنتُ مِن شَوقِي إليگ أُعَـانِي
    ياحَسْرةً بــــاتَتْ تُؤَرِّقُ مَضجَعِي
    لااا، لَن تزُولَ بِغَيرِ ما رِضــــوَانِ
    آهٍ مِنَ الآهَـــــــاتِ حِينَ تَـزُورُنِي
    ويَذُوبُ قَلبِي في هَوى الرَّحمَـانِ
    تَشتَــاقُ رُوحِي للنَّعِيـــمِ الأعظَمِ
    فَتَـــزُورُنِي العَبرَاتُ كالطُّوفــــانِ
    گيفَ السَّبِيلُ إلى نَعِيــــمِگ دُلَّـني
    يَا مَن بِهِ القلبُ اكتَفَى فَكَفَــــانِـي

  5. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه.. اختي المكرمه لقد سبق للاخوه الانصار ان جاوبك على السؤال الأول.. بالنسبه لسؤالك الاخر ما هو المقصود بالتزكيه في قوله تعالى

    {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿١٧٤﴾‏}.
    وقوله تعالى

    {وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿٧٧﴾‏} صدق الله العظيم.

    لا يخفاكم ان الإمام قد بين لنا معنى النظر والتكليم يوم القيامه في هذه الايات وهي من الآيات المتشابهات والمقصود ان الله لا يكلمهم بوحي التفهيم إلى قلوبهم ان يسألوه برحمته ، وكذلك لا ينظر إليهم برحمته فيدخلهم جنته وليس النظر نظر العين ..
    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    فهو لا يقصد أنّه سبحانه أنه لا يُكلِّمهم تكليماً؛ بل يقصد سبحانه أنه لا يُكلِّمهم بتكليم التفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه برحمته التي كتب على نفسه فيُكلِّمهم كما كلَّم آدم بوحي التفهيم فيقولوا: "ربّنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين".

    وكذلك لا ينظر إليهم برحمته فيُدخلهم جنّته ويقيهم من ناره وليس النظر نظر الأعين! يا قوم اتقوا المُتشابه من القرآن وذروا تأويله لأهله إنّي لكم من الله نذيرٌ مُبينٌ بالمُحكم من القُرآن العظيم

    _____ ۩ عنوان البيــــان ۩ _____
    ( ردّ الإمام المهديّ إلى السلطان متعب ) حقيقٌ لا أقول على الله بالبيان للقرآن غير الحقّ من ذات القرآن ..

    ___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    02 - 10 - 1429 هـ
    03 - 10 - 2008 مـ
    11:16 مســاءً

    ____ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ____
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=5132


    كما أن الإمام المهدي قد سبق وأن بين لنا التزكيه المحرمه .. الموضحه بهذا الاقتباس


    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:


    وبالنسبة للتزكيّة المحرَّمة فهي: الشهادة للغير أنّه على الحقّ بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ أو يزكّي بعضهم بعضاً كالمشركين الذين يزكّون بعضهم بعضاً، كمثل المشركين من أهل الكتاب يزكّون المشركين الذين لا يعبدون الله وحده لا شريك له ويفتون الناس أنّ هؤلاء هم أهدى من الذين آمنوا، فتلك هي التزكية المحرمة. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا (50) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51)} صدق الله العظيم [النساء].


    والبيان الحقّ لقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم}؛ ويقصد المشركين يزكّي بعضهم بعضاً أنّهم على الحقّ افتراءً على الله وكذباً من عند أنفسهم بما لم ينزِّل الله به سلطاناً. ولذلك قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51)} صدق الله العظيم



    _____ ۩ عنوان البيــــان ۩ _____
    الردّ الثالث من الإمام المهدي إلى جندي الدولة الداعشيّة المحترم..

    ___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    10 - 03 - 1436 هـ
    01 - 01 - 2015 مـ
    05:35 صباحاً

    ____ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ____
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=171607



    اما المقصود ولا يزكيهم في الآيات المذكوره في قوله تعالى

    {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿١٧٤﴾‏}.
    وقوله تعالى

    {وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿٧٧﴾‏} صدق الله العظيم.


    لم يبينها الامام بعد ولكن من باب التدبر وليس الفتوى .. اظنها كذلك من الآيات المتشابهات مثل ولا ينظر إليهم وكذلك ولا يكلمهم .. والمقصود ولا يزكيهم اي لا يهديهم قال تعالى { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا یُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَیۡءࣱ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۤۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِینَ یَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَیۡبِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا یَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِیرُ }
    [سُورَةُ فَاطِرٍ: ١٨]

    انظر لقول الله ( ومن تزكي فإنما يتزكى لنفسه )
    اي من اهتدى إنما اهتدى لنفسه قال تعالى

    { مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا یَهۡتَدِی لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا یَضِلُّ عَلَیۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِینَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولࣰا }
    [سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ١٥]

    وكذلك لا يزكيهم الله اي لا يهديهم الله ولهم عذاب اليم

    قال تعالى { إِنَّ ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ لَا یَهۡدِیهِمُ ٱللَّهُ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ }
    [سُورَةُ النَّحۡلِ: ١٠٤]

    هذا من باب التدبر وليست فتوى ولا الزم احد عليها حتى يبينها امامنا الحبيب بشكل مفصل من محكم القرآن وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
    قال تعالى
    (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
    [سورة آل عمران 8]
    وقال تعالى
    (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
    [سورة الحشر 10]
    وقال تعالى
    ((فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
    [سورة يونس 85]

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    اما المقصود ولا يزكيهم في الآيات المذكوره في قوله تعالى

    {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿١٧٤﴾‏}.
    وقوله تعالى

    {وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿٧٧﴾‏} صدق الله العظيم
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://mahdialumma.net/showthread.php?p=413602

    بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله ورضوان نفسه
    اليك اختي في الله فضيله المكرمة هذا البيان هو طويل شويه ولكن توجد اجابه ان شاء الله وفي اخر البيان تقربيا وبيان اخر كذلك يوجد به اجابه ان شاء الله

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5132 من موضوع ( ردّ الإمام المهديّ إلى السلطان متعب ) حقيقٌ لا أقول على الله بالبيان للقرآن غير الحقّ من ذات القرآن ..

    - 1 -
    الإمام ناصر مُحمد اليماني
    02 - 10 - 1429 هـ
    03 - 10 - 2008 مـ
    11:16 مســاءً
    ________

    {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ} ..


    ( ردّ الإمام المهديّ إلى السلطان متعب )
    حقيقٌ لا أقول على الله بالبيان للقرآن غير الحقّ من ذات القرآن ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    ويا أيُّها السائل، ألم تسأل نفسك لماذا سوف يأتي الدّجال فيدّعي الربوبيّة وأنّ لديه جنّةً وناراً؟ وذلك لأنّه استغلّ يوم البعث الأوّل للرجعة لمن يشاء الله من الكافرين، والذي لطالما أكَّدناه حصريّاً من القرآن العظيم بأنّه يوجد هناك بعثان وهما:

    البعث الأوّل لرجعة الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين، ويحدث في يوم الآزفة، وهو يومٌ قدريٌّ في الكتاب ويبدأ فيه الرحيل إلى الأرض المفروشة تصديقاً لوعد الله بالخلافة فيها إلى ما يشاء الله. ومن بعد ذلك بزمنٍ يأتي البعث الشامل وهو يوم التلاق لجميع الأوّلين والآخرين. وقال الله تعالى: {فَادْعُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿١٤﴾ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴿١٥﴾ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فأمّا البعث الشامل للنّاس أجمعين فهو البعث الشامل يوم يقوم النّاس لربّ العالمين بعد أن يُهلِك الله كُلّ شيءٍ ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام، وهذا هو البعث الشامل يحدث يوم التلاق للأوّلين والآخرين للنّاس أجمعين تصديقاً لشَطرٍ من الآيات أعلاه في قول الله تعالى: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴿١٥﴾ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم.

    ولكنْ يوجد هُناك بعثٌ جُزئيٌّ لمن يشاء الله من الذين أهلكهُم الله وكانوا كافرين ويحدث في يوم الآزفة يوم البعث الأوّل وهو المقصود من قول الله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم. وهذا البعث الأوّل يبعث الله فيه الكافرين لكي يهديهم الله بالمهديّ المُنتظَر إلى صِراط العزيز الحميد فيجعل الله النّاس أمّةً واحدةً بعد أن أخذوا نصيبهم الأوّل من العذاب في نار جهنّم ويُريد الله أن يرحمهم وإن عُدْتُم عُدنا فيُدخلهم الله مرةً أُخرى في نار جهنّم تصديقاً لقول الله تعالى: {عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴿٨﴾ إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    والهالكون من اليهود من الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون لهم بعثان وحياتان وموتان تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ويقصد الله بأنّ نبيّه لو اتّبع اليهود وافترى على الله كما يفترون لأذاقه الله كما سوف يُذيقهم ضِعف الحياة وضِعف الممات، وذلك لأنّ المجرمين لهم حياتان وموتان. وللأسف بأنّ منهم من سوف يعود إلى الكفر بالحقّ كما كانوا يفعلون من قبل في حياتهم الأولى تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢٧﴾ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وفعلاً سوف يعودون من بعد الرجعة لِما نُهوا عنه وإنّهم لكاذبون، وإن الهُدى هُدى الله وما يدريهم أنّهم إذا رجعوا بأنّهم لن يعودوا لما نُهوا عنه والهُدى هُدى الله يصرف قلوبهم كيف يشاء، ولكنّهم يجهلون! ونظراً لجهلهم عن معرفة ربّهم بأنّه يحول بين المرء وقلبه ولذلك سوف يعودون لما نُهوا عنه وإنّهم لكاذبون، ولا يقصد الله بأنّهم نَوَوا الكذب بعد أن وقفوا على نار جهنّم، وإنّما يقصد الله بقوله: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} أي: كاذبون بقولهم: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. فما يُدريهم بأنّهم سوف يكونون من المؤمنين والله يحول بين المرء وقلبه والهُدى هُدى الله؟ ولكنّهم لم يعلموا بأنّ الله يحول بين المرء وقلبه فيصرف القلوب كيف يشاء، ونظراً لجهلهم بهذه القُدرة حتماً لا بد أن يُبيِّن الله لهم ذلك فيُرجِعهم في يوم الرجعة ومن بعد ذلك يعودون لما نُهوا عنه ولم يصدقوا الله ما وعدوه في قولهم: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.

    وفي يوم التلاق يوم البعث الشامل بعد أن قضوا حياتين وموتين وبعثين فيقول الله لهم: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وتجدون جوابهم في موضعٍ آخر قال الله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    إذاً يا قوم إنّ الكُّفار المفترين على الله الكذب لهم حياتان وموتان وبعثان تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]. ولكن جدّي محمد رسول الله ثبّته الله ولم يفترِ على الله بغير الحقّ، وإنّما لو اتَّبعهم وافترى على الله مِثلهم لجعل الله له كما لهم بعثين وحياتين وموتين وذلك لأنهم يُعذَّبون بعد الموت الأوّل في النّار ومن ثمّ يُخرجِهم لقضاء حياتهم الثانية ومن ثمّ يعودون لما نُهوا عنه ومن ثمّ يُدخِلهم النّار مرةً أُخرى، ولكن أكثركم يجهلون البعث الأوّل في هذه الحياة والذي سوف يستغلّه المسيح الدّجال والذي هو ذاته الشيطان الرجيم الذي طلب من الله أن يُنظِره إلى يوم البعث وهو البعث الأوّل قال إنّك لمن المُنظرين، ويريد الشيطان أن يستغلّ البعث الأوّل فيقول: "إنّه المسيح عيسى ابن مريم، وإنّه الله ربّ العالمين". وإنه كذّابٌ وليس المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ما كان له أن يقول ذلك؛ بل ذلك المسيح الكذّاب وليس المسيح عيسى ابن مريم ولذلك يُسمّى المسيح الكذّاب، فأين التناقض يا من وصفت بأنّ في بيان المهديّ المُنتظر تناقض؟ بل لم تفهم الخبر جيداً هداك الله للحقّ وشرح صدرك ونوَّر قلبك إن ربّي غفورٌ رحيمٌ.

    وأنا أُصدِّق عقيدة الشيعة الاثني عشر في الرجعة وأخالفهم في بعث أبي بكرٍ وعمرَ كما يزعمون بغير الحقّ! ولربّما يزعم الجاهلون بأنّي من الشيعة الاثني عشر ما دمتُ صدَّقتُ بالرجعة والبعث الأوّل، ولستُ من الشيعة في شيءٍ غير إنّي أُصدِّق العقائد الحقّ لديهم وأُخالفهم فيما كان باطلاً مُفترًى على مُحمدٍ رسول الله والأئمة الأحد عشر من قبلي، وأتحدّى الشيعة بالحقّ حصريّاً من القُرآن العظيم.

    وكذلك لم يجعلني الله من أهل السنّة في شيءٍ من الذين يُصدِّقون بأحاديثَ تُخالف لِمُحكم القُرآن العظيم وهي موضوعةٌ وهم لا يعلمون أنها أحاديثُ مُفتراة! غير إنّي أُصدِّق العقائد الحقّ لدى أهل السنّة وأُخالف ما كان باطلاً مُفترًى مدسوساً في السُنّة المُحمديّة، وأتحدّى أهل السنّة حصريًّا من القُرآن العظيم.


    وبرغم أن أهل السنّة لديهم أحاديثُ مُفتراةٌ أكثر ممّا لدى الشيعة الاثني عشر ولكنّي أعتبر أهل السنّة أقرب إلى الحقّ من الشيعة وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ كثيراً من الشيعة يدْعون آل بيت محمدٍ رسول الله من دون الله وذلك هو الشرك بالله، وبرغم أنّ الشيعة من أكثر المذاهب الإسلاميّة إحاطةً بشأن المهديّ المُنتظر ولكنّه أضلَّ كثيراً منهم سردابُ سامرّاء! فكم أُكرِّر وأقول: يا معشر الشيعة الاثني عشر لقد ظهر البدر، وأُقسم بالله العظيم إنّكم لن تشاهدوا البدر ما لم تخرجوا من سرداب سامرّاء المُظلم، فلا أظنّ من كان في سردابٍ مُظلمٍ أن يُشاهد البدر ولو صار وسط السماء!

    وكذلك لا أنتمي إلى أيٍّ من المذاهب الإسلاميّة، وأَكفُر بتفرُّق المسلمين في دينهم إلى فرقٍ وشيعٍ وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، ولستُ منهم في شيء، وكذلك محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليس منهم في شيء، فكيف يستمسكون بحديثٍ مُفترى: [ اختلاف أُمتي رحمة ] وهو يُخالف جميع آيات القرآن العظيم المُحكمة في هذا الشأن؟ وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:159]. أم لم ينهَكم الله عن التفرّق يا معشر علماء المُسلمين؟ وكذلك نهاكم الله يا معشر علماء المسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتُفرِّقوا دينكم شيعاً، فتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وكذلك أمر الله الصادر في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وكذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿١٥٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].

    ولكنكم يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم خالفتم جميع أوامر ربكم المكررة في هذه الآيات المحكمات فتنازعتم وفشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن مُستضعَفين فذهب عزّكم إلى أعدائكم نظراً لمخالفتكم لأمر ربكم، وقد وعدكم الله بأنه إذا خالفتم أمره بأنكم سوف تفشلون وتذهب ريحكم كما هو حالكم الآن؛ فلا تستطيعون أن تنكروا بأنكم تنازعتم فتفرقتم وفشلتم فذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن.

    وابتعثني الله بقدرٍ مقدور في الكتاب المسطور رحمةً بِكم لأجمع شملكم وأجبر كسركم وأوحّد صفّكم، وابتعثني الله فضلاً من لدنه ورحمةً لكم لأنقذكم من فتنة المسيح الدّجال وأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون لجمع شملكم ولتوحيد صفّكم فيُتِمّ بعبده نورَه ولو كره المجرمون ظُهوره لتكون كلمة الله هي العليا فيعزّكم الله بعبده والعزّة لله جميعاً، فأيّدني بتصريح الاصطفاء للخلافة والقيادة عليكم، فأيّدني بالتصريح فزادني عليكم بسطةً في العلم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم المرجع المحفوظ من التحريف لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأهديكم بالقرآن إلى صِراطٍ ــــــــــــــــــ مستقيمٍ معتصماً بكتاب الله وسُنّة رسوله وكافراً بما خالف من السُنّة لأُمّ الكتاب في آياته المُحكمات والتي جعلهُنّ الله الأساس للعقيدة الإسلاميّة الحنيفيّة مِلّة إبراهيم ومن قبله ومن بعده لجميع الأنبياء والمرسلين.

    وأما سبب كُفري لما خالف من السُنّة للقرآن المُحكم وذلك لأني أعلم أنها سنّةٌ مدسوسةٌ من الشيطان الرجيم ليردُّكم هو وأولياؤه من شياطين البشر فيفتنوكم فيردُّوكم من بعد إيمانكم كافرين بآيات الله المُحكمات في القُرآن العظيم والتي جعلهُنّ الله أُمّ الكتاب، فصدَّكم صحابة رسول الله ظاهر الأمر عن القرآن العظيم كما نبأكم الله بذلك بأنّها قد جاءت طائفةٌ من اليهود فأعلنوا إسلامهم ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر فيكونوا من رواة الحديث ليصدّوكم عن سبيل الله عن طريق السُنّة المُحمديّة بأحاديثَ غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام؛ بل مخالفة لكتاب الله وسُنّة رسوله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - جُملةً وتفصيلاً؛ بل اختلافاً كثيراً، وقد بيّن الله لكم هذا المكر اليهوديّ في القرآن العظيم في قوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثمّ بيَّن الله لكم كيفية صدِّهم عن سبيل الله بأنّه ليس بالسيف؛ بل بأحاديثَ لم يقُلها عليه الصلاة والسلام، فبيّن الله ذلك المكر لكم في القرآن العظيم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فتجدون قول الله الموجَّه إلى علماء الأمّة خاصّةً: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، وهذه الآية جاءت تأكيداً للأمر لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ} صدق الله العظيم [الشورى:10].

    بمعنى: أنّه ما اختلفتم فيه من شيءٍ في السُنّة بأن تردّوا حُكمه إلى الله في القرآن العظيم يستنبطه أولو الأمر مِنكم من القرآن العظيم فتجدوا بين قول الله في القُرآن العظيم وبين هذا القول في سُنّة مُحمدٍ رسول الله اختلافاً كثيراً، وذلك لأنّ السُنّة جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم، ولكن الله لم يعدكم بحفظ السُنة من التحريف؛ بل وعدكم بحفظ القرآن من التحريف ليكون المرجع لما اختلفتم فيه من السُنّة بأن تردّوه إلى القُرآن، فتدبّروا آياته المُحكمات في ذلك الشأن وسوف تجدون إذا كان الحديث السُنّي مُفترًى فحتماً سوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، ومن ثمّ تعلمون بأن هذا الحديث السُنّي من عند غير الله ورسوله وذلك لأن السُّنة هي كذلك جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده سبحانه، وهذه الآية كذلك جعلها الله برهاناً للحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [ألا و إنّي أوتيت القرآنَ ومثلَه معه] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    بل سُنّة محمدٍ رسول الله جاءت للبيان فتزيد القرآن توضيحاً للمسلمين، ألا وإنّ البيان من عند الله سبحانه وتعالى تصديقاً لقول الله الحقّ في مُحكم كتابه: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    وأنا المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهّر ولم أكن من الشيعة الاثني عشر ولا من السُنّة ولا أنتمي لأي فرقةٍ منكم أبداً؛ بل جعلني الله حَكَمَاً عدلاً وذا قولٍ فصلٍ بينكم، ولربّما تجدون حُكماً في مسألةٍ ما تتفق مع ما يقوله أحد المذاهب الأُخَر فيظنّ الجاهلون لأمري منكم بأنّي أنتمي إلى هذه الطائفة! ولكن لو تدبَّر بياناتي الأُخرى لوجد أنّي أُخالفها في أحكامٍ أُخرى كثيرة، فيخرج بنتيجةٍ: إذاً ناصر محمد اليمانيّ ليس من هذه الطائفة التي ظنّ بأني أنتمي إليها.

    ويا معشر علماء الأمّة إنّما أنا حَكَمٌ بينكم بالعدل وأقول قولاً فصلاً مُستنبِطاً الحكم الحقّ من القول الفصل وما هو بالهزل، ولم أرُدّ الحُكم إلى عقلي؛ بل أستنبط لكم حُكم ربّي في هذه المسألة من القرآن العظيم، ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يتّقون؟ مستمسكٌ بكتاب الله وسُنّة رسوله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وكافرٌ بالسُنّة اليهوديّة المدسوسة في سُنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم آتِكم للدفاع عن القرآن فهو محفوظٌ من التحريف إلى يوم الدين؛ بل جئتكم للدفاع عن سُنّة مُحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فأُبيِّن لكم السُنّة اليهوديّة المدسوسة فيها فأُكذِّبها بقول الله مباشرةً من القرآن العظيم، وذلك لأن الله أيّدني بالبيان للقرآن لكي أُسنِد الحديثَ الحقّ مباشرةً إلى القرآن العظيم، غير إنّي لا أشتم الذين قيل عنهم أنّهم من صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأن المُفترين قد يُسندونه إلى صحابته الحقّ وهم بُرآءُ من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف وذلك مكرٌ من المنافقين، فإن بيَّنت لكم حديثاً كان مُفترًى على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فاستنبطتُ لكم برهانَ تكذيبه من قول الله برغم أن ذلك الحديث مرويٌّ عن بعض الصحابة الأبرار فأُحذِّركم أن تسبُّوهم شيئاً فمن سبَّهم فهو آثمٌ قلبُه، فهل سمعه منهم حتى يعلم عِلم اليقين فيشتمهم! فما يُدريكم؟ بل المنافقون هم المُفترون على الله ورسوله وعن صحابته الأخيار، وذلك لأن الحديث لو جاء مَرويّاً عن الصحابي اليهودي فلان وعن الصحابي اليهودي فلان عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لما استطاعوا أن يُضِلّوا الأمّة عن الصِّراط المستقيم؛ بل كانوا يسندونه إليهم كذباً غير أن في الصحابة سمّاعون لهم ويظنّونهم لا يقولون لهم غير الحقّ، وكذلك يأخذ عنهم السمّاعون لهم من بعض المسلمين، فوردَت إليكم يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة أحاديثُ تُخالف حديث الله في القرآن العظيم جُملةً وتفصيلاً، ولا أقول بأنّها تُخالف الآيات المتشابهات معهنّ في ظاهرهنّ؛ بل تُخالف الآيات المُحكمات التي جعلهُنّ الله أُمّ الكتاب لا يزيغ عنهُنّ إلّا هالكٌ في قلبه زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيّن ابتغاء تأويل الآيات المُتشابهات من القرآن مع ذلك الحديث المُفترى بمكرٍ خبيث، فجعلوه يتشابه مع ظاهرهنّ ليزعم الذين في قلوبهم زيغٌ عن المُحكم بأن هذا الحديث جاء بياناً لتلك الآية والتي لا تزال بحاجةٍ إلى التأويل! وقد اتّبعتم المُتشابه يا معشر علماء الأمّة وتركتم المُحكم الواضح والبيِّن وهُنّ أمّ الكتاب، أفلا تتقون؟

    وقد وجدتُ (طالبَ العِلم) يقول بأنّه سوف يدعوني للمُباهلة إن لم أتّبع المِلّة اليهوديّة المُفتراة في سُنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! وأقول: يا (طالب العلم) ويا معشر جميع عُلماء الأمّة على مُختلف فِرقهم ومذاهبهم، إن كُنتم تؤمنون بالقُرآن العظيم فتعالوا إلى حُكم الله في القُرآن فيما خالفه من السُنّة المُحمديّة. ولربّما يودّ أحدكم أن يقول: "إنه لا يعلم تأويل القُرآن إلّا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح من قبلنا". ومن ثمّ يردّ عليه ناصر اليمانيّ فأقول: لقد قُلتَ إنّ القرآن لا يعلم تأويله إلّا الله وجعلتَ القُرآن كُلّه غير مفهومٍ ولا يعلم تأويله إلّا الله، فهل عندك سلطانٌ بهذا أم تقول على الله ما لا تعلم؟ ولكن الله يقول إنّ القرآن تنقسم آياته إلى آياتٍ مُحكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ للعالِم والجاهل لا يزيغ عنهنّ إلّا هالكٌ فيتّبع آياتٍ أُخرى في القرآن العظيم لا يعلم تأويلهُنّ إلّا الله، ولأنّهن لا يزَلن بحاجةٍ إلى التأويل وتوضيح المقصود فيهنّ فاستغلّ اليهود تلك الآيات المتشابهات لغوياً فدسّوا أحاديثَ تتشابه معها، وكذلك استغلّوا الحديث الحقّ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ما تَشابه مع القُرآن فهو منِّي] صدق مُحمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. فهذا الحديث سنده من القرآن هو قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    بمعنى: أنه إذا كان هذا الحديث النّبويّ من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين حديث الله في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [ما تَشابه مع القرآن فهو منِّي].

    بمعنى: أنه ما اختلف مع القرآن فهو ليس منه عليه الصلاة والسلام، ولكن للأسف حتى هذا الحديث الواضح والبيِّن لم يفهمه علماء الأمّة ومنهم من يطعن فيه أنّه ليس عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام؛ بل يوحَى إليه القرآن العظيم والسُنّة المُهداة. ولسوف أُبيِّن لكم يا معشر علماء الأمّة المقصود من حديث محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بقوله عليه الصلاة والسلام وآله: [ما تَشابه مع القرآن فهو منِّي]، فهو لا يقصد أن تقوموا بتطبيقه مع ظاهر الآيات المُتشابهة؛ بل يقصد أن تقوموا بتطبيق المُقارنة بين هذا الحديث النّبويّ وبين الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات فإذا لم يُخالف العقائد التي جاءت فيهنّ فهو عن مُحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وعلى سبيل المثال: الحديث المُفترى عنه عليه الصلاة والسلام وعن أبي هريرة وأظنّهُ بريءٌ من روايته أنه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ إنّكم سترون ربّكم يوم القيامة كما ترون البدر جلياً لا تُضامّون في رؤيته ].

    فإذا قمتم يا معشر علماء الأمّة بتطبيقه على المتشابه في القرآن فسوف تجدون وكأنّ هذا الحديث جاء تأكيداً بلا شكٍّ أو ريبٍ ترونه مُطابقاً لقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    ولكن الله يقصد مُنتظِرة إلى رحمته تعالى الذي كتب على نفسه الرحمة تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّـهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولكن يا معشر علماء الأمّة إذا رجعتم لتطبيق هذا الحديث مع المُحكم من القرآن فسوف تجدون بأنّ بينه وبين هذا الحديث اختلافاً كثيراً؛ بل سوف تجدون النّفي الذي لا يحتمل الشك، ومن ثمّ تعلمون بأن هذا الحديث موضوعٌ ليتشابه مع هذه الآية المُتشابهة معه لغوياً وأنه ليس عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - لأنّه قال: [ما تَشابه مع القرآن فهو منِّي].

    فكيف أنّه يتشابه مع آيةٍ لا تزال بحاجةٍ إلى تأويلٍ ومن ثمّ يكون مُخالفاً للمُحكم والواضح والبيّن في هذا الشأن في شأن عقيدة المسلم لرؤية ربّه! ومن ثمّ تخرجون بنتيجةٍ أنّ هذا الحديث لم يكن عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - نظراً لأنّه خالف الآيات المُحكمات في هذا الشأن، ولا ينبغي لأحاديث البيان للمُتشابه من القُرآن أن تأتي مخالفةً للقُرآن المُحكم الواضح والبيّن والتي جعلهُنّ الله هُنّ أُمّ الكتاب.

    ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إنّما أُدافع عن سُنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحقّ، فهي لم تختفِ؛ بل موجودةٌ بين أيديكم كما القرآن بين أيديكم ولكن المفترين من اليهود دسّوا لكم أحاديث تُخالف أحاديث السُنّة الحقّ في هذا الشأن، وكذلك تُخالف الآيات المُحكمات أُمّ الكتاب في القرآن العظيم وأصل العقيدة للمسلم.

    وبعد أن بيّنّا لكم حُكم القرآن في هذا الشأن تعالوا لنطبق الأحاديث في السُنّة المُحمديّة - عليه الصلاة والسلام - شرط أن يتمّ التّطبيق لهذه الأحاديث مع الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات والتي جعلهُنّ الله أُمّ الكتاب في هذا الشأن، ولئِن أبيتم إلّا تطبيقه مع المُتشابه والتي لا تزال بحاجةٍ إلى تأويلٍ فقد هلكتم لئِن فعلتم! وذلك لأنّكم تركتم الآيات المُحكمات في هذا الشأن واتّبعتم المُتشابه، وفي قلوبكم زيغٌ عن الحقّ لئِن اتّبعتم الآيات المُتشابهات في القُرآن العظيم وتركتم الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات، فتعالوا لننظر سويّاً في سُنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لكي ننظر هل السُّنة الحقّ تُخالف لحُكم الإمام ناصر اليمانيّ من القرآن في شأن الرؤية لله سبحانه؟ وحتماً بلا شكٍّ أو ريبٍ سوف نجد أن بين الأحاديث الواردة في هذا الشأن اختلافاً كثيراً فيما بينها وذلك لأن الحقّ منها سوف تجدونه ينطبق مع المُحكم والباطل سوف نجده مُخالفاً للمُحكم أُمّ الكتاب في هذا الشأن ولكنّه يتّفق مع الآيات المُتشابهات في ظاهرهنّ في هذا الشأن، فلنذهب إلى السُّنة لننظر في الأحاديث في هذا الشأن حتى يتبيّن لنا الحديث النّبويّ الحقّ الذي من عند الله ورسوله من الذي من عند غير الله ورسوله فلنبدأ للتطبيق للتصديق للسُّنة المُحمديّة الحقّ؛ قال محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - مصدقاً للآيات المُحكمات في شأن الرؤية قال: [لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة] صدق محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    وهذا الحديث الحقّ قد اتَّفق مع القرآن المُحكم الواضح والبيّن في قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣﴾} صدق الله العلي العظيم [الأعراف].

    {لَن تَرَانِي} .. وصدق رسوله الكريم في قوله: [لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة].

    ولكننا نشاهد نوره سبحانه يشعّ من وراء حِجاب الغمام فتُشرق الأرض بنور ربّها تصديقاً لقول الله تعالى في مُحكم كتابه: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} صدق الله العظيم [الزمر:69].

    وتصديقاً لقوله عزّ وجل: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فيأتي الحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في شأن الرؤية وقال عليه الصلاة والسلام: [يَهبط وبينه وبين خلقه حجاب] صدق محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وتصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في نفي رؤيته لربّه ليلة الإسراء والمعراج، وقال عليه الصلاة والسلام: [نورٌ أراه] صدق مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ويتفق هذا الحديث مع الآيات المحكمات في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    ولكن بالله عليكم يا معشر أولي الألباب تعالوا لنتدبّر حديث الإفك والافتراء والبُهتان عن الله ورسوله - غير إنّي لا أشْتُمُ راويه - فتدبّروا هذا الحديث الذي يرفضه القرآن والسُنّة والعقل والنقل جُملةً وتفصيلاً، وقالوا أنه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    اقتباس المشاركة :
    [قال أناس: يا رسول الله! هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: فإنّكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله النّاس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتّبعه، فيتّبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتّبع من كان يعبد القمر القمر، ويتّبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربّكم، فيقولون: أأنت ربنا، فيتّبعونه، ويضرب جسر جهنّم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف النّاس لأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثمّ ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النّار من أراد -أن يخرج ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله- أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم على النّار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له: ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل..]
    انتهى الاقتباس
    فانظروا إلى شر البليّة، وشر البليّة ما يُضحك:
    اقتباس المشاركة :
    [فإنّكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله النّاس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتّبعه، فيتّبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتّبع من كان يعبد القمر القمر، ويتّبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربّكم، فيقولون: أأنت ربنا، فيتّبعونه].
    انتهى الاقتباس
    فبالله عليكم كيف يتّبعون الله! لعبادة من! وإلى أين يتّبعونه؟ فهل جعلتم الله فاطر السماوات والأرض إنساناً يمشي وأتْباعه يمشون وراءه! أفلا تعقلون؟ وتالله لا يتّبعون إلّا المسيح الدّجال في الدنيا يقول: "اتّبعوني لأُدخِلكم جنتي"؛ بل كيف قولهم أنّهم يرون الله يوم القيامة ثمّ يقول المُفتري أن الله يجمع النّاس ثمّ يقول:
    اقتباس المشاركة :
    [من كان يعبد شيئاً فليتّبعه، فيتّبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتّبع من كان يعبد القمر القمر، ويتّبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون].
    انتهى الاقتباس
    وهل يعرفون الله من قبل حتى إذا شاهدوا صورته فيعرفونه؟ أفلا تعقلون! فهل إلى هذا الحدّ لا تستخدمون عقولكم يا معشر المُصدِّقين لهذا الافتراء الذي يخالف كتاب الله وسُنّة رسوله جملةً وتفصيلاً! فإن كنتم تتّبعون كتاب الله وسُنّة رسوله فها أنا ذا آتيكم بالآيات المُحكمات من كتاب الله ومِنكم من يصفني بأني على ضلالٍ وأنّه على الحقّ! فهل أنت رجُلٌ رشيد؟ فإني أُخوِّفك بالقرآن فهل تخاف وعيد؟ ولن تفلت مني يا طالب العلم.

    ويا معشر جميع علماء الأمّة، فسوف نحكم في اختلافاتكم نقطةً نقطةً وأعدكم أنّي لن أستنبط حُكمي إلّا من الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات لا يزيغ عنهُنّ إلّا الذين في قلوبهم زيغٌ، فسوف ترونهم ينبذون هذه الآيات وراء ظهورهِم وكأنّ ناصر محمد اليمانيّ لم يُحاجّ بهنّ شيئاً! بل لا تجدونه حتى يُعلِّق عليهنّ شيئاً فيُحاجِج ناصر مُحمد اليمانيّ: لماذا أوردهنّ؟ فما علاقتهنّ بالموضوع؟ أو يأتي بتأويلٍ لهنّ فهو لا يستطيع لأنهنّ واضحاتٌ ولسن بحاجةٍ إلى التأويل نظراً لوضوحهنّ في مُحكم كتابه، ومن هذه الآيات المُحكمات أستنبط لكم الحُكم الحقّ ذلك وعدٌ علينا غير مكذوب، فهل ترونني حاججتكم في عدم رؤية الله جهرةً بالآيات المُتشابهة؟ حاشا لله ربّ العالمين ما آتيتكم إلّا بالآيات المُحكمات التي تنفي الرؤية {لَن تَرَانِي}. وأثبتنا بأنّ الله لن يُرى جهرةً، سبحانه! ولكنّه يُكلِّم النّاس من وراء حجاب.

    ومن ثمّ بيّنا لكم حجاب الغمام بين العبيد والمعبود، وفصّلنا الحُكم في رؤية الله من الآيات المُحكمات، ولم أَقْرب آيةً واحدةً من المُتشابه ولكنّ كثيراً من علماء الأمّة لا يُميِّزون بين المُحكم والمُتشابه! وإليكم سؤالي ولجميع علماء الأُمّة؛ قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:128].

    فأمّا في الآية الأولى فنجد نفي التكليم من الله للكافرين وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم.

    ولكن الآية الأُخرى المُحكمة سوف تجد بأنّ الله يُكلّمهم وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم.

    والسؤال الموجّه هو في نقطةٍ واحدةٍ في الآيتين وهو في تكليم الله للكُفار، فالآية الأولى تنفي التكليم من الله للكُفار يوم القيامة ومن ثمّ تجد الآية الأُخرى تُفيد بأن الله يُكلّمهم! وقال لهم: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم.

    وإليك الجواب من الكتاب يا (طالب العلم) فلا أُريد إحراجك ولا بيان خبرك؛ بل أُريد أن أُعلِّمك إن كنت طالب عِلمٍ بحقٍّ فأخبركم كيف يضع الشياطينُ الأحاديثَ بمكرٍ خطيرٍ، فأمّا الآية الأولى في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم، وفيها يوجد آيةٌ من المُتشابهات وهو قوله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، ولكن الجاهل عن القرآن سوف يظنّ بأنّ الله لا يُخاطبهم ولا ينظر إليهم ليراهم وكأنه مُعرضٌ عنهم سبحانه! وعلى سبيل المثال إن أراد أحد الصحابة من اليهود أن يفتري حديثاً فيقول: "[إن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر ببصره إليهم] وانظروا لقوله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}" ومن ثمّ يستغلّ هذه الآية المُتشابهة المُفترون فيقولون: "بل المسيح عيسى ولد الله يوكله الله بمحاسبة النّاس".

    وعلماء الحديث الذين لا يتّبعون غير الحديث وحسبهم ذلك حتماً سوف يظنون أنّ الله يوكِّل بحساب الكفار أحداً من خلقه وأما هو فلا يُكلِّمهم ولا ينظر إليهم تصديقاً لهذا الحديث الحقّ في نظرهم، وأعوذ بالله أن أكون من المُفترين فيجعلوا حديثاً مُفترى:
    اقتباس المشاركة :
    [إن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر ببصرة إليهم].
    انتهى الاقتباس
    وإنّما ضربت لكم على ذلك مثلاً كيف أنّ أعداء الله يضعون الحديث بمكرٍ خطيرٍ لدرجة أنّ الجاهل عن القرآن لن يشكّ فيه شيئاً، وكيف يشكّ فيه ودليله واضحٌ وجليٌّ في القرآن كما يظنّ؟ وسوف يأتي بالدليل من القرآن وهو قوله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، وهو يظنّ أن هذه الآية مُحكمةٌ واضحةٌ ولا تحتاج إلى تأويلٍ فهي واضحةٌ في نظره أنّ الله لا يُكلّم الكُفار يوم القيامة ولا ينظر إليهم أيْ: ببصره لأنّه غضبان، وهذا على سبيل المثال لو انتبه لذلك المُفترون وقالوا إنّما المسيح عيسى ابن مريم ابن الله هو من سوف يُحاسب النّاس لأنّه ابن الله وذلك لأن الله المُتكبِّر سبحانه لا يُكلّم الكُفار يوم القيامة ولا ينظر إليهم ببصره ولن يحضر يوم الحساب؛ بل يوكل عنه ابنه المسيح عيسى ابن مريم ليُحاسب الكفار أم لم تقرأوا قول الله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}؟ إذاً الله لا يحضر يوم القيامة ليُحاسب الكُفار، وكيف يُحاسبهم وهو لم يُكلّمهم ولا ينظر إليهم كما نبأكم في القُرآن: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إذاً يوكل للحساب ابنه المسيح عيسى ابن مريم.

    فأصبحت الآية موافقةً لما يعتقده النّصارى سبحان الله وتعالى علوّاً كبيراً، وتالله لو أفتري على الله وآتي بهذا الحديث ثمّ الآية المُتشابهة التي توافقه إذاً لاتخذني النّصارى واليهود خليلاً، فأمّا النّصارى فعجبهم بذلك لأنّه وافق عقيدتهم، وأما اليهود فهم سوف يعلمون عِلم اليقين أنهُ افتراءٌ على الله ورسوله ولذلك سوف يتخذوني خليلاً لو كنت من المُفترين على الله ورسوله.

    ويا (طالب العلم)، ويا معشر جميع علماء الأمّة الإسلاميّة، لقد بيَّنتُ لكم كيفية الطريقة التي توضع بها الأحاديث المُفتراة وأنهم يجعلونها تتشابه مع آياتٍ في القرآن تشابهاً لفظياً لتظنّوا أن هذا الحديث جاء بياناً لهذه الآية، وأقسم بالله العليّ العظيم أنّهم قد أخرجوكم من آيات الله المُحكمات في القرآن العظيم التي لا يزيغ عنهنّ إلّا هالك، وتعالوا لأعلّمكم تأويل هذه الآية المتشابهة ما دمتُ ذكرتها لكم لكي أُريكم طريقة مكر أعدائكم وأعوذ بالله أن أكون من المفترين على الله ورسوله، فأمّا التأويل الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم:

    فهو لا يقصد أنّه سبحانه أنه لا يُكلِّمهم تكليماً؛ بل يقصد سبحانه أنه لا يُكلِّمهم بتكليم التفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه برحمته التي كتب على نفسه فيُكلِّمهم كما كلَّم آدم بوحي التفهيم فيقولوا: "ربّنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين".

    وكذلك لا ينظر إليهم برحمته فيُدخلهم جنّته ويقيهم من ناره وليس النظر نظر الأعين! يا قوم اتقوا المُتشابه من القرآن وذروا تأويله لأهله إنّي لكم من الله نذيرٌ مُبينٌ بالمُحكم من القُرآن العظيم.


    فانظروا لهذا الحديث المُفترى:
    اقتباس المشاركة :
    [وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال "سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه قال: سأل بحقٍ محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ألا تبت علي فتاب عليه".] (كنز العمال-سورة البقرة ).

    [وكذلك أخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند رواه عن علي قال "سألت النبي صلّى الله عليه وسلّم عن قول الله {فتلقى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه} فقال: إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس ببيسان، والحية بأصبهان. وكان للحية قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال: بلى. قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن! قال: فعليك بهؤلاء الكلمات. فإن الله قابل توبتك، وغافر ذنبك. قل: اللهم إنّي أسألك بحقٍ محمد وآل محمد، سبحأنّك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي أنّك أنت الغفور الرحيم. اللهم إنّي أسألك بحقٍ محمد وآل محمد سبحأنّك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي أنّك أنت التواب الرحيم. فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم".] (كنز العمال - سورة البقرة)
    انتهى الاقتباس
    فتعالوا لننظر تفسيرها الحقّ في القرآن: قال الله تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [البقرة]، وذلك هو التكليم بالتفهيم إلى القلب يا أولي الألباب، فأوحى الله إلى قلب آدم وزوجته حين أراد أن يرحمهم فكلَّمهم بوحي التفهيم إلى القلب وهذه الكلمات التي أوحاها الله إلى قلوبهم هي قولهم: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. وهذا النوع من التكليم إلى القلوب هو المقصود من قول الله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم، أيْ: لا يوحي إلى قلوبهم كما أوحى إلى قلب آدم وحواء: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم.

    وكذلك لا ينظر إليهم برحمته من ذات نفسه سبحانه فيرحمهم وهو التأويل لقوله تعالى: {وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم، أيّ لا ينظر إليهم برحمته وليس أعينه سبحانه.

    ويا معشر علماء الأمّة، أُقسم بالله العظيم أنّ اليهود الشياطين قد أضلّوكم عن سواء السبيل فهلمّوا إلى الحوار من قبل الظهور إلى (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) فإن كان ناصر محمد اليمانيّ على ضلالٍ مبينٍ فأنقِذوا المسلمين من عِلمه الباطل في نظر المُبطِلين حتى لا يَفتِن المسلمين، وإن رأيتم أن ناصر محمد هو حقاً الناصر لمحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم فقد علمتم حقيقة اسم المهديّ المنتظَر بأن التواطؤ لكي يحمل الاسم الخبر، فهلمّوا للحوار عاجلاً غير آجلٍ قبل فوات الأوان، وذلك لأنّه ما جادلني عالِمٌ إلّا وغلبته، وأما الجاهل فوالله لو أتيته بترليون ترليون دليلٍ من القرآن العظيم فأستنبطه من الآيات المُحكمات البيّنات فإنّه لن يقتنع ولن يرى الحقّ! ومن ثمّ يُحاجِجني بكُلّ ما خالف الكتاب والسُنّة ومن ثمّ يزعم أنه مُؤمنٌ بالكتاب والسُّنة وأنه مُستمسكٌ بكتاب الله وسُنّة رسوله وهو ليس على كتاب الله ولا سُنة رسوله؛ بل مُستمسكٌ بما خالف كتاب الله وسُنّة رسوله فيظنّ أنه يدعو إلى الحقّ وإلى صِراطٍ مستقيمٍ وهو يدعو إلى صِراط الشيطان الرجيم وليس بقصدٍ منه ولكنّه من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يُحسنون صُنعاً.

    ويا قوم إن عدم رؤية الله جهرةً حجّةٌ لكم على المسيح الدّجال الذي سوف يدّعي الربوبيّة فيكلِّمكم جهرةً وأنتم تشاهدونه رأي العين جهرةً بين أيديكم إنساناً كمثلكم ترونه، والله ليس إنساناً وليس كمثله شيءٌ سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً..

    ويا معشر عُلماء الأمّة وجميع الباحثين عن الحقّ، سبق وأن أنذرناكم بأنّكم دخلتم في عصر أشراط الساعة الكُبرى وأنها سوف تدرك الشمس القمر كما أكّدنا لكم تصديق هذا الشرط المُتكرِّر في عددٍ من الشهور، وكذلك أعلنت لكم بأنّها سوف تدرك الشمس القمر بلا شكٍّ أو أدنى ريبٍ ونظراً لذلك سوف تُعلن رؤيةَ الهلال المملكةُ العربية السعودية بأنّها ثبتت رؤية هلال شوال لعام 1429 بعد غروب شمس الإثنين رمضان 1429؛ بل تفاجَأ برؤيته جميعُ علماء المملكة الفلكيِّين وجميع علماء الفلك في العالمين؛ بل حتى علماء وكالة ناسا الأمريكية وتلك الآية التي أكّدتُ لكم وقوعَها من قبل الحدث أخبرتكم بأنّها سوف تحدث تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبَر وتصديقاً للمهديّ المُنتظَر ناصر محمد اليمانيّ لتعلموا أنّه الحقّ من ربّكم لعلكم تهتدون، ولكن للأسف فمن بعد التّصديق للحقّ وحصحص أمام الذين يريدون الحقّ فإذا علماء الدين والفلكيِّين يدخلون في جدلٍ شديدٍ برغم أن المهديّ المُنتظر قد حكم بينهم فيما سوف يختلفون فيه من قبل أن يختلفوا؛ بل وأخبرتهم بأن التي سوف تعلن به هي المملكة العربيّة السعوديّة، وكذلك أخبرتهم لماذا سوف تتمّ رؤية الهلال في ليلةٍ يستحيل فيها رؤية هلال شوال لعام 1429 وللأسف مرةً أُخرى وكأنّ المهديّ المُنتظر ناصر محمد اليمانيّ لم يكن بينهم شيئاً مذكوراً! فهل إعراضكم عن المهديّ المنتظَر بقصد التكبُّر عليه؟ فسوف يحكم الله بيني وبينكم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

    فكم أُناديكم يا معشر علماء الأمّة للحوار وأنتم في منازلكم وليس المطلوب سوى فتح الجهاز للإنترنت العالميّة وكُلٌّ يدلو بدلوه بموقع الإمام ناصر محمد اليمانيّ حتى يتبيّن للمسلمين وعلماءهم هل جئتُكم بالحقّ أم كنتُ من اللاعبين؟ وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 2624 من موضوع "الرد على من ادعى انه المهدي"


    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 06 - 1431 هـ
    23 - 05 - 2010 مـ
    09:27 مساءً
    ــــــــــــــــ



    ومزيدٌ من الردِّ المُجلم من الإمام المهدي على الدكتور الهواري ..

    اقتباس المشاركة : د.أحمد هواري
    بحث موجز في رؤية الله
    المنكرون لرؤية الله هم المعتزلة والشيعة الاثني عشرية وعلى هذا فاخي اليماني مسبوق بهذا القول ونفس الادلة التي استدل بها على نفي الرؤية هي نفسها الادلة التي استدل بها المانعون وسأقتصر البحث في محل النزاع فاقول: الادلة النقلية على نفي الرؤية والرد عليها
    الاية الاولى: "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ" ودليلهم ان لن للتأبيد مطلقا والجواب: ان هذا ليس بصحيح بدليل:
    1- ان لن تأتي للتأبيد الدنيوي فقط بدليل ان المؤمنين سيرون ربهم يوم القيامة قال تعالى:" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" فيكون الجمع بينهما ان الاولى في الدنيا والثانية في الاخرة وسيأتي تفسير الشيخ اليماني لها.
    2- وهذا المعنى يفسره الاية التالية "وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ " اي الموت فهل لن على التابيد المطلق؟ الجواب لا لان نفيهم تمني الموت هوفقط في الدنيا واما يوم القيامة فقد تكاثرت الايات في بيان تمنيهم الموت وان يجعلهم الله ترابا. بل هذه الاية تشهد لاهل السنة بانها دليل لهم لا عليهم ففيها كثيرا من الادلة العقلية على وقوع الرؤية منها:
    ا- ان الرؤية لو كانت مستحيلة لما طلبها موسى اصلا ولكن فاته ان جسده الحالي لا يتحمل الرؤية ولهذا قال له ربه ان الجبل على عظمة خلقه لن يتحمل فكيف انت. فلو كان موسى يعلم استحالتها عقلا لما طلبها اصلا فلا يعقل ان يدرك المعتزلة والشيعة ومعهم اخي اليماني استحالة رؤية الله شرعا وعقلا في حين لم يدرك ذلك موسى؟ فيا ترى من هو الاعلم موسى ام الطرف الاخر؟ ولا يجوز أن يكون موسى صلوات الله عليه وسلامه - وقد ألبسه الله جلباب النبيين وعصمه بما عصم به المرسلين - قد سأل ربه ما يستحيل عليه فإذا لم يجز ذلك على موسى صلى الله عليه و سلم علمنا أنه لم يسأل ربه مستحيلا وأن الرؤية جائزة على ربنا تعالى. ولو كانت الرؤية مستحيلة على ربنا تعالى كما زعمت المعتزلة والشيعة واخي اليماني ولم يعلم ذلك موسى صلى الله عليه و سلم وعلموه هم لكانوا على قولهم أعلم بالله من موسى صلى الله عليه و سلم وهذا مما لا يدعيه مسلم.
    فأنت الآن أيها الحبيب مخير من أن تميل إلى تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم تسليماً، أو إلى تجهيل الطرف الاخر، فاختر لنفسك ما أليق بك.
    - وعلى هذا فان تعليق الرؤية باستقرار الجبل يعود الى طبيعة التحمل لا مجرد استحالة الرؤيا. هنا اسال اخي اليماني سؤالا: هل تجرؤ حسب عقيدتك ان تقول اللهم ارني انظر اليك؟ اذان فكيف تجرأ موسى هل انت اعلم من نبي الله موسى هل ادركت مسالة عقدية لم يدركها موسى؟ فطلب موسى يوجه على توجيهين لا ثالث لهما: اما انه كان يعلم استحالة رؤية الله ومع هذا سالها واما انه يعلم عدم استحالتها ولكن جسده لا يقوى عليها في الدنيا.
    ولا ينبغي ان يقال لم يكن يعلم استحالتها فسالها فنقول معاذ الله الا يعلم موسى ما يستحيل على الله لان ما يستحيل على الله يعلمه العوام فكيف بالانبياء
    ب- ان جواز الرؤيا علقه الله على شيء ممكن وهو استقرار الجبل والاستقرار ممكن. اي اننا نسال هل من الممكن ان يستقر الجبل نقول نعم لا مانع لانه مخلوق فاذا ثبت استقرار الجبل وهو امر ممكن استقرت الرؤيا ولهذا جاء الاستدراك بعد قوله" لن تراني" بقوله "ولكن انظر" فالقاعدة ان ما علق على الممكن كان ممكنا وهذا جواب منطقي بديع لا يختلف عليه اثنان وارجو ان يكون واضحا لكم.
    ج- هل ثبت تجلي الله للجبل ؟ الجواب قطعا نعم بدليل قوله تعالى: "فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا" ومن باب اولى ان يتجلى الله لانبيائه ورسله اذ انه لا خصوصية للجبل على الانبياء والرسل وهذا يؤكد ان المانع من الرؤيا في الدنيا هي طبيعة التحمل فلم يتحملها الجبل فكيف بالبشر ولكن في الاخرة الامر يختلف فالمرء يعطى طاقات وطاقات ولهذا اثبتت الايات والاحاديث وقوع الرؤيا في الاخرة دون الدنيا.
    د- لو كان المقصود بالنفي نفي الجواز اصلا لقال "لست بمرئي" ولكن هذا التعبير"لن تراني" يفيد نفي الوجود فقط وليس نفي الجواز وبينهما فرق.

    الاية الثانية: "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ" فالصاعقة انما حلت بهم لرفضهم التصديق والاذعان الّا بشرط الرؤية لا لمجرد طلب الرؤية فالقوم مستكبرون ويؤيد هذا المعنى الايات التالية:
    - قوله تعالى : { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكتاب أَن تُنَزّلَ عَلَيْهِمْ كتابا مّنَ السماء فَقَدْ سَأَلُواْ موسى أَكْبَرَ مِن ذلك فَقَالُواْ أَرِنَا الله جَهْرَةً فأخذتهم الصاعقة بظلمهم } وانزال الكتاب امر مقدور عليه ولكن اله لم ينزله لانه يعلم ان القوم مستكبرين لا لانه يستحيل عليه انزال الكتاب وكذالك القول في طلبهم رؤية الله .
    - قوله تعالى : { وَقَالَ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْنَا الملئكة أَوْ نرى رَبَّنَا لَقَدِ استكبروا فِى أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً } وهنا جاء التصريح بان القوم مستكبرين وذلك انه لا حاجة لهم في هذا الطلب لأنه لما تمت الدلائل على صدق المدعي كان طلب الدلائل الزائدة تعنتاً والمتعنت يستوجب التعنيف .

    الاية الثالثة: قوله تعالى : (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) لا بد ان نفرق بين بين الرؤية والادراك فالقران انزله الله بلسان عربي مبين
    أولا:ـ الرؤية : من الفعل (رأى) وهى النظر إلى الشئ المرئى بالعين وهذا معنى بسيط وهي جائزة من العباد لله تعالى فى الأخرة فهم سيرون ربهم فى الأخرة عياناً كماهو معتقد اهل السنة و الجماعة.
    ثانياً:ـ الإدراك: من الفعل( أدرك - يدرك -إدراك)) والادراك هو المعرفة والإحاطة بالشئ وهو قدر زائد عن الرؤيه.. وهى غير جائزة ولا مستطاعة من من العباد فى حق الله تعالى. والدليل: في ان الرؤية غير الادراك: قوله تعالى : (فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنَّا لمدركون قال كلا) فقد نفى موسى عليه السلام الإدراك ولم ينف الرؤية وذلك لان الرؤية غير الادراك فالادراك اخص من الرؤية. وقال البيجوري في تحفة المريد : (إنا لا نسلّم أن الإدراك بالبصر هو مطلق الرؤية،بل هو رؤية مخصوصة،وهي التي تكون على وجه الإحاطة بحيث يكون المرئي منحصرا بحدود ونهايات ،فالإدراك المنفي اخص من الرؤية،ولا يلزم من نفي الأخص نفي الأعم .والحاصل انه تعالى يرى من غير تكيّف بكيفية من الكيفيان المعتبرة في رؤية الأجسام ومن غير إحاطة وعلى هذا لا بد ان نجمع بين هذه الاية الجليلة وبين قوله تعالى" {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَانَاظِرَةٌ}" لقد تشبث اخي اليماني بآية الادراك ولكن عندما اعترضته الاية الكريمة {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} سارع في تأويلها لان ظاهرها يعارض الاية الاولى والتي هي محكمة عنده ونسي ان الاصل عدم التاويل طالما اننا نستطيع حمل الاية على الظاهر.

    الاية الرابعة: "وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ الله إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ" والجواب ان هذه الاية تتكلم عن انواع العلاقة بين الله والانبياء بشأن تبليغ الرسالة: وحيا " قال مجاهد: نفث ينفث في قلبه فيكون إلهاما، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل، رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب. خذوا ما حل ودعوا ما حرم). " أو من وراء حجاب " كما كلم موسى. " أو يرسل رسولا " كارساله جبريل عليه السلام. والاية لم تنف الرؤية ولم تثبتها فلماذا اطلت الكلام عندها اخي اليماني. وان كان هنالك من نفي فليس على اطلاقه بشهادة الايات الاخرى مثل" الى ربها ناظرة" والاحاديث المتوافرة.

    الكلام على قوله تعالى: " {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}"
    ـ قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ }. يعني مشرقة{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}.يعني رائية
    وقد جاء النظر في اللغة على معاني:
    ا- نظر الاعتبار كقوله تعالى : {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ.
    ب ـ نظر الانتظار كقوله تعالى: {مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً } .
    ج ـ نظر التعطف.
    د ـ أو يكون عنى نظر الرؤية. وعليه نقول:
    اولا: لا يجوز أن يكون الله عز وجل عنى نظر التفكير والاعتبار لأن الآخرة ليست بدار اعتبار. ولا يجوز أن يكون عنى نظر الانتظار لأن النظر إذا ذكر مع ذكر الوجه فمعناه نظر العينين اللتين في الوجه كما إذا ذكر أهل اللسان نظر القلب فقالوا : " انظر في هذا الأمر بقلبك " لم يكن معناه نظر العينين وكذلك إذا ذكر النظر مع الوجه لم يكن معناه نظر الانتظار الذي يكون للقلب. وأيضا فإن نظر الانتظار لا يكون في الجنة لأن الانتظار معه تنغيص وتكدير وأهل الجنة في ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من العيش السليم والنعيم المقيم . وإذا كان هذا هكذا لم يجز أن يكونوا منتظرين لأنهم كلما خطر ببالهم شيء أتوا به مع خطوره ببالهم وإذا كان ذلك كذلك فلا يجوز أن يكون الله عز وجل أراد نظر التعطف لأن الخلق لا يجوز أن يتعطفوا على خالقهم. وإذا فسدت الأقسام الثلاثة صح القسم الرابع من أقسام النظر وهو أن معنى قوله: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } أنها رائية ترى ربها عز و جل.
    ثانيا: مما يبطل قول النافين للرؤية بأن الله عز و جل أراد بقوله : {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} نظر الانتظار ان نظر الانتظار لا يكون مقرونا بقوله : ( إلى ) لأنه لا يجوز عند العرب أن يقولوا في نظر الانتظار " إلى " ألا ترى أن الله تعالى لما قال : {مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً } لم يقل " إلى " إذ كان معناه الانتظار. وقال عز و جل مخبرا عن بلقيس : { فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ } فلما أرادت الانتظار لم تقل " إلى " فلما قال سبحانه: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) علمنا أنه لم يرد الانتظار وإنما أراد نظر الرؤية.
    ثالثا: لما قرن الله عز و جل النظر بذكر الوجه أراد نظر العينين اللتين في الوجه كما قال : {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} . فذكر الوجه وإنما أراد تقلب عينيه نحو السماء ينظر نزول الملك عليه يصرف الله تعالى له عن قبلة بيت المقدس إلى القبلة فإن قيل إن قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } إنما أراد إلى ثواب ربها ناظرة ؟ فنقول : ثواب الله ليس هو الله والله سبحانه وتعالى قال : {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } فلم هذا التحريف. وعلى هذا فالايات والاحاديث متفقة وليست مختلفة كما يظن البعض وهذا هو المنهج السليم الذي دل عليه القران ولا اريدك اخي اليماني ان تكرر لي الحكم عند الاختلاف ان نرجع الى كتاب الله فمن الذي اوهمك اننا لا نحتكم لكتاب الله لقد رجعنا لايات الكتاب وجمعنا بينها ولم نلجأ الى تاويل اية بالمجاز كما فعلت لان الكل عندنا متفق وكذلك الاحاديث منسجمة تماما. ومن ادلة الجواز "كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون" فما فائدة هذا القيد" لمحجوبون" اذا كان الله لا يرى اصلا وسنتكلم المرة القادمة عن الاحاديث التي انكرها الشيخ
    انتهى الاقتباس من د.أحمد هواري
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    ونقتبس من بيان الدكتور هواري ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    بحث موجز في رؤية الله
    المنكرون لرؤية الله هم المعتزلة والشيعة الاثني عشرية وعلى هذا فأخي اليماني مسبوق بهذا القول ونفس الادلة التي استدل بها على نفي الرؤية هي نفسها الادلة التي استدل بها المانعون.
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس.

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: يا رجل، إنما ابتعث الله الإمام المهديّ حكماً بين المُختلفين من علماء الدين فيقول لتلك الطائفة إنكم على الحقّ في العقيدة الفلانيّة ولكنّكم على باطلٍ في عقيدةٍ أخرى، وذلك لأنّ الحقّ قد تفرّق هنا وهناك ولم يعد مع طائفةٍ واحدةٍ؛ بل تجدهم على الحقّ في مسألةٍ وعلى باطلٍ في أخرى وجئتكم حكماً بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فأحكمُ بينكم بآياتٍ بيناتٍ هُنّ أُمّ الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس:15].

    {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:73].

    {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ} [الحج:16].

    {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحج:72].

    {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النور:1].

    {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} [العنكبوت:49].

    {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} [سبأ:43].

    {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الجاثية:25].
    {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الأحقاف:7].
    {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحديد:9].
    {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} [المجادلة:5].
    {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [النور:34].
    {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النور:46].
    {فَاتَّقُوا اللَّـهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرً‌ا ﴿١٠﴾ رَّ‌سُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّـهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِ‌جَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ ۚ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِ‌ي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ‌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّـهُ لَهُ رِ‌زْقًا ﴿١١﴾} [الطلاق].
    صدق الله العظيم

    ويا رجل، فكذلك الإمام المهديّ يحاجّكم بآيات الكتاب البيِّنات لعالِمكم وجاهلكم فتعرض عنهن فتتبع ظاهر المُتشابه من القرآن اللاتي لهنّ تأويلٌ خفيٌّ غير ظاهرهن لا تحيطون به علماً مثال قول الله تعالى:
    {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} صدق الله العظيم [المطففين:15].

    ويا أخي الكريم، إنّك لا تحيط بآيات الكتاب المُتشابهات علماً، وسوف أضرب لك على ذلك مثلاً في قول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

    ويوجد في هذه الآيات متشابهٌ لا تحيط بتأويله، والتشابه هو في قول الله تعالى:
    {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم، فلو تتّبع ظاهر الآية لنفيتَ أنّ الله يُكلِّم الكفار يوم القيامة ونفيت أنّه ينظر إليهم، ولكنك سوف تجد في آيات أُمّ الكتاب المحكمات برهان التكليم من الربّ إلى الكفار في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [القصص:62].

    وقوله:
    {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم [القصص:65].

    ومن ثم يتبيّن لك المُتشابه في قول الله تعالى:
    {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم، وتبيّن لك أنّ التشابه بالضبط هو في قول الله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ}. ومن ثم تجد ظاهره مخالفاً للمحكم البيّن في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم. وقوله: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم. وقوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} [الأنعام:30].

    وقوله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:130].

    وها تبيّن لكم أنّ الله حقاً يكلمهم يوم القيامة. إذاً تبيّن لكم المتشابه الذي يخالف ظاهره لمحكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم. وبما أنّي لا أجمع بين الآيات كما تزعمون بل آتيكم بالبيان الحقّ لمُتشابه القرآن وإنّا لصادقون، وأفتيكم بالمقصود بعدم التكليم في قول الله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ}، أي أنه لا يكلمهم بوحي التفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته كما كلَّم الله آدم وزوجته بوحي التفهيم إلى قلوبهم: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    وهذا القول الذي قالوه إنّما هي الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه بوحي التفهيم فقالها آدم وتاب الله عليه، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّ‌بِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

    وتبيّن لكم نوعٌ من وحي التكليم إلى القلب بالتفهيم، وبما أنّ الله لن يكلم اليائسين من رحمته يوم القيامة بتكليم التفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته ولذلك فهم من رحمته يائسون ويبحثون عن الرحمة عند عباده الذين هم أدنى رحمةً من الله أرحم الراحمين، وكذلك البيان لقول الله تعالى:
    {وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ}؛ فلا يقصد أنّه لا ينظر إليهم ببصره بل لا ينظر إليهم برحمته، وأمّا القوم الآخرون الذين ينظرون إلى رحمة ربهم كونه أوحى إليهم بوحي التفهيم أن يسألوه رحمته ولذلك فهم لرحمة ربهم منتظرون، وأما اليائسون من رحمة الله أولئك هم الوجوه الباسرة أصحاب القلوب اليائسة من رحمة الله ولذلك تظن أن يفعل بها فاقرة لأنّها غير الوجوه الناظرة إلى الله ليرحمهم فهم يرجون رحمته ولا يبحثون عن الرحمة عند عباده من دونه فهم يعلمون أنّ الله هو أرحم الراحمين. ولذلك قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَ‌ةٌ ﴿٢٤﴾ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَ‌ةٌ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    ويتبيّن لكم أنه يقصد الانتظار من خلال قول الله تعالى:
    {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَ‌ةٌ ﴿٢٤﴾ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَ‌ةٌ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّ وجوهاً تنتظر لرحمته وأخرى تنتظر لعذابه، ولذلك قال: {تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَ‌ةٌ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم.

    ويا رجل.. يا دكتور، فهل تؤمن بالعرش العظيم؟ فذلك هو الحجاب وذلك هو العرش العظيم المستوي عليه ذاته، فتعال لننظر فهل تمّ إزالة عرشه في الآخرة. وقال الله تعالى:
    {وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١﴾ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿٦٢﴾ لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا بِآيَاتِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُ‌ونَ ﴿٦٣﴾ قُلْ أَفَغَيْرَ‌ اللَّـهِ تَأْمُرُ‌ونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴿٦٤﴾ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَ‌كْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٦٥﴾ بَلِ اللَّـهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٦٦﴾ وَمَا قَدَرُ‌وا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِ‌هِ وَالْأَرْ‌ضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِ‌كُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    {وَتَرَ‌ى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْ‌شِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَ‌بِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٥﴾}
    صدق الله العظيم [الزمر].

    إذاً عرشه العظيم المستوي عليه لم يتم إزالته لأنّه حجاب الربّ المستوي عليه سُبحانه، ألا وإنّ حجاب الربّ هو المنتهى بين الخالق وخلقه، ألا وإنّها حجابه هي سدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى ويغشاها ما يغشى من نور وجهه تعالى، فكم فصّلنا ذلك تفصيلاً في كثير من البيانات وعرّفنا لكم سدرة المنتهى أنها شجرة مُضيئة وسبب إضاءتها نور وجه الله سُبحانه، فاتّقِ الله أخي الكريم، فكيف تريدون رؤية الله؛ ذات الله العظيم؟ أفلا يكفِكُم أنّه يُكلِّمهم تكليماً من وراء الحجاب، وتشرق الأرض بنور وجهه من وراء الحجاب؟ وتذكّر قول الله تعالى:
    {وَتَرَ‌ى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْ‌شِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَ‌بِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم. أفلا تؤمنون بعرش الله العظيم؟ أفلا تؤمنون أنّ الله مستوٍ على عرشه العظيم؟ فذلك هو ذاته حجاب الربّ لو كنتم تعلمون؟ ولا يزال في القلب صبرٌ لفضيلة الدكتور أحمد هواري لنزيد الأنصار علماً وتبياناً للقرآن العظيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.

    ويا رجل، إذا كنت ترى أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لم يُجِبك في نقطةٍ فسوف أنصحك أن تقوم بتنزيل أسئلتك سـ 1؛ سـ 2؛ سـ 3، ومن ثم نأتيك بالإجابة على كُلّ سؤالٍ بإذن الله، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ويا معشر الأنصار، اصبروا على هذا الرجل ولا تيأسوا من هُداه ومعذرة إلى ربِّكم، ولنزيدكم علماً إلى علمكم ليزيدكم الله به هُدًى إلى هُداكم، والله معي ومعكم هو مولانا نعم المولى ونعم النصير وإلى الله تُرجع الأمور وله الحكم ولا يشرك في حكمه أحداً.

    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    _______________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=5127

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. سوف ينال المجرمون عذابًا من رجزٍ أليمٍ
    بواسطة وفاء الإسلام في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-01-2022, 08:02 PM
  2. يسأل عن كفارة القتل بعد ان تاب ودخل تحت راية الامام المهدي
    بواسطة nona ali في المنتدى قسم يحتوي على مختلف المواضيع والمشاركات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20-06-2020, 07:20 PM
  3. [ بيان ] [ صوتي ] : ــ { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ‌ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ‌ } صدق الله العظيم [الحج:8] .
    بواسطة المنصف في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-10-2014, 06:19 AM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-06-2012, 11:30 PM
  5. {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ﴿٨﴾} ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-03-2010, 01:09 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •