الموضوع: أحسن القصص

النتائج 21 إلى 30 من 30
  1. افتراضي شكر الله لك وغفر لك وزادك حكمة وخيراً كثيراً

    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين)

    سلام الله عليكم أحبتي وفلذة كبدي الأنصار السابقين الأخيار قلباً وقالباً وسلام الله على الرجل المؤمن الذي آتاه الله الحكمة ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وأشهد لله أنه تم قص القصص من البيانات بحكمة بالغة دونما يضيع شيئ من البيان يخص تلك القصة بل بحكمة بالغة وشكر الله له وغفر له وللإمام المهدي معه ولجميع الانصار السابقين الآخيار أحبة قلبي الذي شمروا لينافسوا إمامهم إلى الله وما قالوا إنه المهدي المنتظر خليفة الله فما ينبغي لنا أن ننافس خليفة الله في حُب الله وقربه بل قالوا ياأيها الإمام المهدي إن الله ربك وربنا ورب كل شيئ وليس لك وحدك بل لنا من الحق في الله مالك فاستجابوا للتنافس في حُب الله وقربه فكم أحبكم في الله يا أحباب الله المُذنبين التائبين المُنيبين نعم الرجال أنتم يا أحباب الله يامن تحابوا في الله من مختلف مناطق الأرض فجمعهم حُب الله وتحابوا في الله وتنافسوا في حُب الله وقربه صفوة البشرية وخير البرية فلا تأسوا ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون وعد الصدق إن الله لا يخلف الميعاد وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين )

    أخوكم في الله ويحبكم في الله الذليل عليكم العزيز على أعدائكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة : الإمام ناصر محمد اليماني
    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين)

    سلام الله عليكم أحبتي وفلذة كبدي الأنصار السابقين الأخيار قلباً وقالباً وسلام الله على الرجل المؤمن الذي آتاه الله الحكمة ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وأشهد لله أنه تم قص القصص من البيانات بحكمة بالغة دونما يضيع شيئ من البيان يخص تلك القصة بل بحكمة بالغة وشكر الله له وغفر له وللإمام المهدي معه ولجميع الانصار السابقين الآخيار أحبة قلبي الذي شمروا لينافسوا إمامهم إلى الله وما قالوا إنه المهدي المنتظر خليفة الله فما ينبغي لنا أن ننافس خليفة الله في حُب الله وقربه بل قالوا ياأيها الإمام المهدي إن الله ربك وربنا ورب كل شيئ وليس لك وحدك بل لنا من الحق في الله مالك فاستجابوا للتنافس في حُب الله وقربه فكم أحبكم في الله يا أحباب الله المُذنبين التائبين المُنيبين نعم الرجال أنتم يا أحباب الله يامن تحابوا في الله من مختلف مناطق الأرض فجمعهم حُب الله وتحابوا في الله وتنافسوا في حُب الله وقربه صفوة البشرية وخير البرية فلا تأسوا ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون وعد الصدق إن الله لا يخلف الميعاد وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين )

    أخوكم في الله ويحبكم في الله الذليل عليكم العزيز على أعدائكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    انتهى الاقتباس من الإمام ناصر محمد اليماني
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إمامنا الحبيب ومنافسنا فى القرب من الله وحبه ونعيم رضوان نفسه

    سلام الله على المهدى المنتظر الامام ناصر محمد اليمانى الانسان المتواضع لله فرفعه الله
    زادكم الله فى حبه وقربه وعظيم نعيم رضوان نفسه
    وكلمكم الله وكلمنا وألهمكم الله وألهمنا وبصركم الله وبصرنا لطريق الحق صراطه المستقيم وىتانا الحكمة وفصل الخطاب إنه ربنا الوهاب

    قال الله تعالى:
    (( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴿269﴾ )))
    صدق الله العظيم

    اللهم زدنا بالبيان الحق للقران نورا على نور ونور به بصيرتنا لنسلك به والأمم صراط الرحمن الرحيم أرحم الراحمين , ولاتجعلنا ياربنا متخذينه مهجورا بل إجعلنا من المتدبرين لآياته العاملين بأحكامه .

    وأستغفر الله ربى وأتوب اليه فهو أعلم بحالى ويرانى ويهدينى كلما أنبت اليه ورجعت اليه
    فكم من ذنب فيسترنى بستره - وكم من غفلة فيمهلنى بحلمه - وكم من جهل فيعلمنى بعلمه - وكم من
    .......... فينعم على بفضله ويُغدق على بجوده وماكان عطاء ربك محظورا

    فيا معشر الزوار ويامعشر الأنصار أنيبوا الى ربكم فيهديكم اليه , واتقوا الله ويعلمكم الله , واسألوا الله من فضله ,
    قال الله تعالى :
    (( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ﴿13﴾))
    صدق الله العظيم

    وسلاما على المرسلين والحمد لله رب العالمين

  3. افتراضي




    اقتباس المشاركة 4535 من موضوع أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)

    English فارسى Español Deutsh Italiano Melayu Türk Français




    وماذا عن قصة رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام، يا أيّها المهديّ المنتظَر ؟
    رضاعة موسى عليه الصلاة والسلام


    بسم الله الرحمن الرحيم
    انظر لقول الله تعالى:
    {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿6﴾ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿7﴾ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴿8﴾ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿9﴾ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿10﴾ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿11﴾ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿12﴾ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿13﴾}صدق الله العظيم.

    فتدبّر:
    {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} صدق الله العظيم، فإنهم كانوا يحذرون ما تحذره بالضبط كما علّمهم العرافون بأنه يوجد مولودٌ وُلِد هذا العام وإن لم يقضِ عليه فسوف يؤول مُلكك إليه، وبسبب هذا الاعتقاد قام فرعون بذبح جيلٍ كاملٍ من بني إسرائيل ولم يُنجِ الله غير نبيه موسى عليه الصلاة والسلام. وتستفيد من هذه القصة يا فخامة الرئيس عدة أشياء إن كنت من أولي الألباب من الذين يتدبرون الكتاب وهي:
    1- أنه تبيّن لك أن العرافين أولياء الشياطين، فلا يُحذّرون إلّا من الصالحين، ألم يُحذّروا فرعون من موسى وهو رجُلٌ صالح؟ ثُمّ لا تجدهم يا علي عبد الله صالح يُحذّرون من الكافرين وذلك لأنهم أولياؤهم.
    2- وكذلك تعلم بأنه لا يستطيع أحد أن يُغيّر قدر الله المقدور في الكتاب المسطور فهل استطاع فرعون أن يُغيّر القدر برغم المكر المُضاد لتغيير القدر؟ ووعد النصر والظهور بالمهديّ المنتظَر مثله كوعد ظهور نبي الله موسى فانظر لقول الله تعالى: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿13﴾}صدق الله العظيم، فانظر لقول الله تعالى:
    {وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.
    ________________



    التـــــــابوت ..

    هل تعلم بأن التابوت في حدّ ذاته آيةٌ من الله أحضرته الملائكة إلى اليَمِّ لكي تقذفَ أمُّ موسى بموسى في التابوت؟ولو لم تجد التابوت في اليَمِّ لما نفذّت أمر الله، ولكنّ الله جعل ذلك آية لها لكي يطْمئِن قلبها وليست هي من صنع التابوت بل آيةً من الله يا حلمي لكي يطْمئِن قلب الأمّ على طفلها، إنَّا رادّوه إليكِ وجاعِلوه من المُرسَلين برغم أن الله أمرها أن تلقيه في اليم ولو لم تجد التابوت في اليَم الذي أحضرته الملائكة لما نفّذت أمرَ الله وقال الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص:7].

    وكانت مُتردِّدةً إذ كيف تقذفه في اليَم؟ ولكن ذات مرةٍ أرضعته وفجأةً رأت جنود فرعون يقصدون دارها للتفتيش، وهنا تذكّرت الأمر بأنها إذا خافت عليه أن تقذفه في اليم، فانطلقت به نحو اليَم وهناك وجدت التابوت فاطْمئنَّ قلبها ونفَّذت أمرَ ربِّها، ثم قذفت بموسى في التابوت، ثم قذفت التابوت بيديها نحو الماء الجاري باليَمِّ ذلك لأن التابوت كان راسياً بأطراف الماء يا حلمي، وقال الله تعالى:
    {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ} صدق الله العظيم [طه:39].

    وذلك هو تابوت السكينة، ولكنّ فِرعون أخذ التابوت ومن ثم أخذتْه من فرعون امرأتُه؛ أخذت موسى عليه الصلاة والسلام بتابوتِه وظل التابوت في قصر فرعون حتى أورث الله موسى مُلكَ فرعون بما فيه التابوت وآلَ إلى موسى وهارون ولكنه اختفى بعد موت موسى يا حلمي، وحملته الملائكة كما أحضرته من قبل وكان هارون يخلُف موسى في قومه إذا غاب وكذلك خلَفه من بعد موته ولو كانوا جميعهم قد تُوُفّوا لقال من بعد موسى وهارون ولكنهُ حدد بأن موت موسى قبل هارون وأن هارون هو خليفة موسى من بعده، وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقره:246].
    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    موسى عليه السلام وقتلُه نفْساً ..

    ومن ثم نأتي لرسول الله موسى عليه الصلاة والسلام وكان باحثاً عن الحقّ ولا يريد غير الحقّ وكان ينتمي لطائفة ممن كانوا على دين رسول الله يوسف الذي بعثه الله بالبيّنات إلى آل فرعون ولكنهم فرّقوا دينهم شيعاً واختلفوا في البينات، وكان نبيّ الله موسى ينتمي لأحد الطوائف وأرداه أحدهم فقتل نفساً بغير الحقّ. وقال الله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ} صدق الله العظيم [القصص:15].

    ومن ثم كادت الحادثة أن تتكرر اليوم الآخر. وقال الله تعالى:
    {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ( 18 ) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20)} صدق الله العظيم [القصص].

    ومن ثم فرَّ موسى وهو متألمٌ لما حدث وقال:
    {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص:16]، ومن ثم قرّر أن يفرّ من آل فرعون وكذلك يعتزل شيعته الذين كانوا سبباً في قتله لنفس بغير الحقّ ويرى أنه لمن الضالين ولم يهتدِ إلى الحقّ بعد، وقرر الفرار من آل فرعون ويهاجر إلى ربه ليهديه سبيل الحقّ، واصطفاه الله و استخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً وقال له فرعون. قال الله تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)} صدق الله العظيم [الشعراء:21].

    ومعنى قول موسى:
    {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّه كان من الضالّين عن الطريق الحقّ؛ بمعنى أنه كان يظنّ أنه على الحقّ وتبيَّن له أنه لا يزال ضالاً عن الحقّ وكان يظن أن هذه الطائفة على الحقّ، حتى إذا فرَّ وهاجر في سبيل الله اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً بعد رجوعه من مدين، وبعد أن اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً واعتقد موسى أنّه لا ولن يشك أبداً في الحقّ الذي هداه الله إليه وأيَّده بآيتين من عنده، واعتقد موسى أنّه لا يفتنه شيءٌ عن الحقّ الذي علِمه من ربِّه وأراد الله أن يُعلِّمه درساً في العقيدة في علم الهُدى، فألقى الشيطان في أمنيته شكّاً حين ألقى السحرة عصيهم وحبالَهم فخُيِّل إليه من سحرهم أنّها تسعى وأوجس في نفسه خيفةً موسى، وتزلزلت العقيدة الحقّ في قلب موسى بعد أن هداه الله إليه ومن ثم حكّم الله له آياتِه وأوحى إليه أن أَلق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون، وأعاد الله اليقين إلى قلب موسى وحكم الله له آياته فتبيّن له أنه على الحقّ المُبين. وقال الله تعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)} صدق الله العظيم [طه].

    والشكّ الذي ألقاه الشيطان في أمنية موسى من بعد أن هداه الله إلى الحقّ واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً، ومن بعد الدعوة ألقى الشيطان في أمنيته شكاً ثم حكّم الله له آياته، وذلك قول الله تعالى:
    {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)} صدق الله العظيم [طه].
    _______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    لحظة القاء الشيطان فى أمنية نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام ..

    و من ثمّ ألقى الشيطان في أمنيته الشكّ، وذلك عندما ألقى السّحرة عصيّهم وحبالهم وخُيِّل إلى موسى والناس الحاضرين بأنها ثعابين تسعى فأوجس في نفسه خيفة؛ موسى. ومن ثمّ أوحى الله إليه بوحي التّفهيم واليقين بما أوتي وإنما جاؤوا بالباطل، ومن ثمّ قال:
    {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ موسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحر إِنَّ اللَّـهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمفسدين ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثمّ ألقى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون، وهُنا حكم الله لموسى آياته و بيّن له الحقّ من الباطل بعد أن ألقى الشيطان فى أمنيته الشك.
    ________________



    موسى يَرِدُ ماءَ مَــدين ..

    وَرَدَ موسى عليه الصلاة والسلام إلى ماء مدين ولكنكم تعلمون أنه لم يدخل إلى ماء مدين بل ورد إليه أي وصل إلى ساحة بئر مدين. وقال الله تعالى:
    {وَلَمَّا وَرَ‌دَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النّاس يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَ‌أَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ‌ الرِّ‌عَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ‌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].
    ________________



    موسى وتكليمُ الله له تكليماً من وراء الحجاب – الشجرة - في البقعة المباركة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    وقال الله تعالى:
    {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ ﴿٩﴾ إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النّار هُدًى ﴿١٠﴾ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ ﴿١١﴾ إِنِّي أَنَا ربّك فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴿١٢﴾ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ ﴿١٣﴾ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴿١٤﴾ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ ﴿١٥﴾ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ﴿١٦﴾}
    صدق الله العظيم [طه].

    ومن ثم استرسل بالكلام مع موسى وأمره أن يخلع نعليه من باب التقديس لنور ربّه الجاثم فيه والذي صار الوادي الذي أصابه نورٌ من ذات الله فأصبح وادي طوى مُقدساً بسبب نور الله الساقط على موسى ولا يزال حذاء موسى بقدميه ولذلك أمره الله أن يخلعه من باب التقديس لنور ربّه؛ بل قد صار الوادي مقدّساً بسبب نور الله الواقع عليه، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ ﴿١١﴾ إِنِّي أَنَا ربّك فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ} صدق الله العظيم. وذلك من باب التقديس لنور الله فكيف يقف فيه بحذائه وقد صار الوادي مقدّساً بسبب نور الله! ثم استرسل في الكلام معه وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ ﴿١١﴾ إِنِّي أَنَا ربّك فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴿١٢﴾ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ ﴿١٣﴾ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴿١٤﴾ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ ﴿١٥﴾ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [طه].

    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    وقال: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ}، وذلك لأنّ السدرة أكبر حجماً من الجنّة التي عرضها كعرض السموات والأرض. أم تظنونها شجرةً صغيرةً؟ فكيف تكون الجنّة عندها وأنتم تعلمون بأنّ الجنّة عرضها السموات والأرض أفلا تتفكرون؟

    بل هي من آيات ربّه الكُبرى التي رآها مُحمد رسول الله في مُنتهى موقع المعراج فتلقّى الكلمات من ربّه من ورائها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    وهل تظنّون الله كلّم موسى تكليماً في البقعة المُباركة جهرةً؟ بل من الشجرة المباركة وقرّبه الله نجيّاً وموسى عليه الصلاة والسلام في الأرض، وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ ربّ العالمين ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    ولربّما يستغل الضالّون هذه الآية فيؤولونها بالباطل، فأمّا قوله تعالى في شطر الآية الأوّل فيتكلم عن موقع موسى بأنّ موقعه في البقعة المُباركة من شاطئ الوادي الأيمن، وأمّا موقع الصوت فهو من الشجرة لذلك قال الله تعالى بأنّه كلم موسى من الشجرة. وقال سبحانه:
    {نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبّ العَالمِين ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وأما النّار فالحكمة منها إحضار موسى إلى البقعة المُباركة، وهي في الحقيقة نورٌ وليست ناراً وإنّما بحسب ظنّ موسى أنّها نارٌ، ولكنهُ حين جاءها فلم يجدها ناراً بل نورٌ آتٍ من سدرة المُنتهى، ولكن لم يرى موسى بأنّ هذا الضوء آتٍ من السماء؛ بل كان يراه جاثماً على الأرض، فأدهش ذلك موسى عليه الصلاة والسلام، ومن ثُمّ وضع رجله على ذلك الضوء الجاثم على الأرض فلم يشعر له بحرارةٍ مُستغرباً من هذا الضوء الجاثم على الأرض، فإذا بالصوت يُرحب به من الشجرة؛ سدرة المُنتهى:
    {نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النّار وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ ربّ العالمين ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فأمّا الذي بورك فهو موسى بعد دخوله دائرة النّور التي ظنّها ناراً، ومن ثُمّ رأى بأنّ النّور في الحقيقة مُنبعثٌ من السماء فرفع رأسه ناظراً لنور ربّه المُنبعث من سدرة المُنتهى ومن ثُمّ عرّف الله لموسى بأنّ هذا النّور مُنبعثٌ من نور وجهه سُبحانه لذلك قال الله تعالى:
    {يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [النمل]، وذلك لأنّ الله نور السموات والأرض ومن لم يجعل الله لهُ نورٌ فما لهُ من نورٍ.

    ولا يزال لدينا الكثير من البُرهان لتأويل الحقّ لهذه الآية والذي يُريد أن يستغلّها المسيح الدجال فترون ناراً سحريّة لا أساس لها من الصحة، ثم ترونه إنساناً في وسطها فيكلمكم، وخسِئ عدوّ الله. ولأنه يقول بأنّه أنزل هذا القُرآن سوف يعمُد إلى هذه الآية وقد روّج لها أولياؤه بالتأويل بالباطل للتمهيد له، ولكننا نعلم بأنّ الله ليس كمثله شيء فلا يُشبه الإنسان وليس كمثله شيء من خلقه في السموات ولا في الأرض. وهيهات هيهات لما يمكرون، وليس الله هو النّور بل النّور ينبعث من وجهه تعالى علواً كبيراً. وقال سُبحانه وتعالى:
    {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شرقيّة وَلَا غربيّة يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فلا تفكّروا في ذاته فكيف تتفكرون في شيء ليس كمثله شيء! وتعرّفوا على عظمة الله من خلال آياته بين أيديكم ومن فوقكم ومن تحتكم وتفكّروا في خلق السموات والأرض، ومن ثُمّ لا تجدون في أنفسكم إلّا التعظيم للخالق العظيم وأعينكم تسيلُ من الدمع مما عرفتم من عظمة الحقّ سُبحانه ومن ثم تقولون:
    {
    رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وأجبرني على بيان ذلك بُرهان حقيقة المعراج لمُحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- من الثرى إلى سدرة المنتهى بالجسد والروح لكي يرى من آيات ربّه الكُبرى بعين اليقين، ثم يتلقّى الوحي مُباشرةً
    .

    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    العصـــا والـمعجـــزة..
    فقد حولها الله من عصا إلى ثعبان مبين وليس اسم حية موجود في القاموس
    ..

    ويا رجل، إنّ موسى لم يأتِ إلى النار ليستأنس بها كما يقول "الكحيل"؛ بل ليأتيهم منها بجذوة نارٍ أو قبسٍ لكي يحرق ناراً عند أهل بيته ويصنعوا عليها طعاماً ليأكلوه، أو لعلّه يجد على النار طعاماً فيعطيه أصحابُ تلك النار. ولذلك قال الله تعالى: {إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} صدق الله العظيم [طه:10].

    وأما بالنسبة للعصا فقد ألقى الله بالسؤال إلى موسى عمّ في يمينه وهو يعلم أنّها عصا وإنّما لكي يأتي التعريف من نبيّ الله موسى عمّ في يمينه بأنّها مجرد عصا جمادٍ وليس بها حياةٌ تسعى وتتحرك؛ بل عصا جماد، فانظروا تعريف موسى لعصاه. وقال الله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18)} صدق الله العظيم [طه].


    فهنا التعريف عن عصا موسى بأنّها مجرد عصا جمادٍ لا حياة فيها فمن ثمّ أراد الله أن يُري نبيّ الله موسى قدرته، فقال : {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حيّة تَسْعَى (20)} صدق الله العظيم. فهو يقصد أنّه بقدرته تحولت عصا موسى من عصا جمادٍ فصارت حيّةً تسعى؛ أي العصا صار فيها حياة ولم تعد ميتةً جماداً لا يتحرك؛ بل حيّةٌ.


    فإنما يقصد الله من كلمة حيّة أي بها حياة ولكنكم ظننتم أنّ الاسم حيّة من مرادفات اسم الثعبان؛ بل الله يقصد أنّ العصا صار بها حياةٌ ولذلك تسعى كونها تحوّلت إلى ثعبانٍ مبينٍ وهو نفس الشكل من البداية إلى النهاية فكلما ألقاها ليلقي الله فيها الحياة فيجعلها ثعباناً مبيناً هو نفس وشكل وحجم الثعبان كون ذلك آيةٌ من ربّ العالمين، فكيف يقول صاحبك الكحيل أنّ الحيّة هي الثعبان الصغير ولذلك لم يذكره الله إلا مرةً في القرآن؟ فوالله إنّ الكحيل كغيره من علماء التفسير ممن يقولون على الله ما لا يعلمون.

    وأدركتنا صلاة الفجر ولم يعد لدي وقت وأكتفي بهذا القدر، وأرجو أن تكون وصلت الفكرة لدى السائل.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ______________


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ومن ثم أراد الله أن يسأل موسى عن ما في يمينه وهو يعلم أنها عصا وإنما لكي يأتي لنا بتعريفٍ لها بلسان موسى فنعلم أنها مُجرد عصا عاديّة؛ {أَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ ﴿١٨﴾} [طه]، وهو الضرب بها للدفاع عن نفسه. ومن بعد التعريف أراد الله أن يرينا ويري موسى عجائب قدرته سُبحانه وقال: {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ ﴿١٩﴾ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حيّة تَسْعَىٰ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [طه].


    ولكن موسى ولّى مدبراً ولم يعقّب على حذائه؛ بل فرّ حافي القدمين من ذلك الثعبان المُبين فقد تحولت العصا إلى ثعبانٍ مبينٍ فارتكزت على ذيلها ولكنّ موسى وراء ظهرها فتصوّر موسى لو تلتفت فتراه وراءها لالتهمته برغم أنه كان يُكلّم ربّه ولكنه مُلئ منها رُعباً شديداً ولذلك ولّى مُدبراً ولم يُعقّب حتى على حذائه ليأخذه معه؛ بل هرب حافي القدمين ولكن الله ناداه:
    {يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [النمل:١٠].

    ثم عاد موسى وهو لا يزال خائفاً من ذلك الثعبان المُبين الذي لم يرى مثله قط في حياته في الضخامة والعظمة فعاد إليها حياءً من ربّه وهو لا يزال خائف، ولكن الله أمره أن يأخذها ولا يخف حتى إذا مسكها بذيلها وشعر أنها حيّةٌ تهزّ يده لكي يعلم أنها حيّةٌ حقيقيةٌ وليست سحريّةً في الرؤيا البصريّة ومن ثم أرجعها الله إلى سيرتها الأولى فعادت عصا موسى التي يهشّ بها على غنمه وله فيها مآرب أخرى.

    وأما يده فيضعها على قلبه -والجيب على القلب- فتخرج بيضاء بنورٍ ذي شُعاعٍ ساطعٍ فتضيء في وضح النّهار، والمقصود من قوله تعالى:
    {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ} صدق الله العظيم [طه:٢٢]، أي من غير سحر في الأعين بل نور حقيقي واقعي.
    واحلُل عقدةً من لسانى يفقهوا قولـــي ..

    فما هي العقدة التي جعلوا في بيانها أسطورة ما أنزل الله بها من سلطان؟ بل العقدة تكون عند كثيرٍ من النّاس فلا يستطيع لسانه أن ينطق أحد أحرف اللغة.

    وعلى سبيل المثال أذكر مُدير ناحيةٍ أتى إلينا قبل أكثر من خمسة عشر سنة وكان يضحك منه بعض أهالي القرية لأنّه لا يستطيع أن ينطق أي كلمة يأتي فيها حرف ( الراء). وأتذكر يوم أتانا مبعوثاً من الحكومة وأفادنا أنه (مُدي الناحية) فاستغربنا ما يقصد بقوله: (مدي الناحية)! وقال أحد مرافقيه: "هذا مُدير الناحية"، فعلمنا أنه يقصد بقوله (مدي الناحية) أي: (مدير الناحية)، ومن ثمّ أخبرنا المدير نفسه أنه لا يستطيع أن ينطق حرف الراء؛ بل يجعله ياءً وعلى سبيل المثال إذا أراد أن يقول مركز الناحية فسوف يقول (مَيْكز الناحية) فيحول حرف الراء إلى ياء.

    وإنّما ضربتُ لكم مثلاً لكي تفقهوا المقصود بالعقدة في لسان نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام فإنّها عقدة في أحد الحروف لا يستطيع أن ينطقه بذاته بل يحوّله إلى حرفٍ آخرٍ، ولذلك سوف يكون عائقاً لدى القوم في فهم بعض كلماته بسبب عقدة لسانه، فاستجاب الله له دعوته وحلّ هذه العقدة فنطق بالحرف كما هو، وإنّما كانت في حرفٍ واحدٍ فقط.
    وكذلك تأتي هذه العقدة في كثير من النّاس، ولعل بعضكم يعرف أحداً لديه عُقدةً في لسانه في أحد الأحرف لا ينطقه كما هو؛ بل يحوّله لحرفٍ آخرٍ وتلك هي عقدة اللسان.

    وحقيقة لهذا البيان تجدون من لديه عقدة في لسانه لا يستطيع أن ينطق أحد الأحرف كما هو، ولذلك لن يفهم النّاس الكلمة التي يقولها وفيها الحرف الذي لسانه بها معقود لذلك ينطقها فيحوّلها لكلمةٍ أخرى، ولذلك لن تفقهوا الكلمة التي يوجد بها الحرف ذو العقدة لأنّه سوف يحوّلها إلى كلمة أخرى كما أسلفنا القصة فالمدير يقول (القية)!فهل فهمتم ما يقصد بقوله (القية)؟فهذا يحتاج إلى مُترجم فيقول لنا أنه يقصد بقوله القية أي (القرية)، وبرغم إنه مُتعلمٌ ومُثقفٌ وضابطٌ خريجٌ وذو لسان عربي مبين إذا تكلم بالكلام الذي لا يوجد فيه حرف الراء حتّى إذا جاء حرف الراء فلا نفقه مما يقول شيئاً، وكذلك نبيّ الله موسى كانت لديه مشكلة وهي عقدة في لسانه من أحد الأحرف فدعا ربّه أن يحللها له لكي يفقهوا قوله، فاستجاب الله له إنه هو السميع. ولذلك قال الله تعالى في دُعاء نبيّه موسى:
    { وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ﴿٢٧﴾ يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴿٢٨﴾ } صدق الله العظيم [طه].
    موسى عليه الصلاة والسلام يدعو فرعون لعبادة الله فيعتقد فرعون أنه ساحر ..

    فلنُتابع قصّة موسى وفرعون والسّحرة، وقال موسى عليه الصلاة والسلام لفرعون حين حكم عليه بادئ الأمر بالجنون وتهدَّده وتوعدَّه، وقال موسى:{قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿٣٣﴾ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فانظروا إلى نجاح المكر الشيطاني في صدّ الأُمم عن اتّباع الصِراط المُستقيم، فهُنا نجد فرعون حكم على موسى بادئ الأمر بالجنون حتى إذا جاءه موسى بسُلطانٍ مُّبينٍ فعندها تغيّرت نظرية فرعون تجاه موسى بأنه ليس مجنوناً، فانظروا إلى قول فرعون:
    {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم؛ ويقصد فرعون بأنّ موسى ليس إلّا ساحرٌ وسوف يأتيه بسحرٍ مثله وهو مكر الشياطين الخبيث حتى لا تُصدّق الأُمم بمُعجزات التصديق من الله لرسله الحقّ.

    فلنتابع القصة بتدبرٍ وتمعنٍ:
    {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿٣٥﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    إذاً يا قوم، لولا اختراع سحر التخييل التي تُعلِّمُه الشياطين لبعض الناس إذاً لصدّقت الأُمم رُسُل ربِّهم ولما كذّبوا بآيات التصديق الحقّ وهداهم الله الصِراط المُستقيم، ولكنّ الشيطان أصدقهم ظنّه وقعد لهم بالصِراط المُستقيم فصدّهم عن السبيل باختراع سحر التّخييل والذي ليس له أي حقيقة في الواقع الحقيقي!
    موسى والسّحرة وحبالُـــــهم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    يا مسلم، ما هكذا تورد الإبل يا مسلم، فتعال لأعلِّمك الفرق العظيم بين عصا موسى وعصيّ وحبال السحرة، فأما عصيّ وحبال السّحرة فهي في الحقيقة لا شيء في الحقيقة حتى بنسبة 1 في الترليون أو بنسبة واحد في البليون أو بنسبة واحدة في المليار أو بنسبة واحد في المليون أو بنسبة واحد في الألف أو بنسبة واحد في المائة أو حتى بنسبة واحد في العشر!

    إذاً النتيجة لحقيقة عصيّ وحبال السّحرة هي صفر في المائة؛ أي لا شيء، ومثله كمثل سرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماء ويراه بعينه ماءً لا شك ولا ريب حتى إذا جاءه لم يجد شيئاً في الحقيقة على الواقع ولا حتى جُزء من نقطة ماءٍ أي لا شيء، ثم يموت من الظمأ ولم يُغني عنه من ظمَئه شيئاً، وكذلك حبال وعصيّ السّحرة ليس لها أي حقيقة مما يراه الناظرون، وإنما في خيال الأعين يُخيل إليهم من سحرهم إنها تسعى، ولكن لو ذهب فرعون إلى عصيّ وحبال السّحرة وأمرهم أن يمسكوا حبالهم وعصيّهم التي يراها ثعابين فيأمرهم أن يمسكوها من رؤوسها وذلك حتى يجرؤ على لمسها بيده، ومن ثم يمسك مؤخرتها بيده فسوف يجد الحبل في ملمس اليد هو حبلٌ ولم يتحول إلى شيء آخر وباقٍ كما هو حبلٌ، وكذلك العصيّ يجدها في قبضة يده عصيّاً من العود وملمسها عودٌ ولم تتغير فتتحول إلى شيء آخر وبقية العصيّ كما هي في حقيقتها عصيٌّ من عودٍ، فيدرك ذلك فرعون لو فعل ذلك أن عصيّ وحبال السّحرة لم تتحول إلى ثعابين كما تُرى في خيال الأعين، وإنما كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ولم يجد حتى قطرة واحدة في الحقيقة؛ برغم أنه كان يراه على بُعْدٍ منه ماءً لا شك ولا ريب في بصر الأعين.

    المهم... ومن ثم يتوجه فرعون إلى عصا موسى عليه الصلاة والسلام ويقول له أمسك ثُعبانك برأسه حتى أتأكد من ملمسه وحياته وحركته يا موسى، ومن ثم يفرك ذيل ثُعبان موسى فرعون بيده وسوف يجدها تهزه فتركضه بذيلها الضخم فيوقع من مقامه، ومن ثم يتبيّن له الفرق بين سحر التخييل والحقيقة فوجد سحر التخييل ليس له أي أساسٍ من الحقيقة على الواقع الحقيقي، وأما ثعبان موسى والتي كانت عصا فهي حقاً تحولت بقدرة الله كُن فيكون إلى ثُعبان مُبين؛ بل وأكلت جميع عصيّ وحبال السّحرة وابتلعتها أجمعين في بطنها وكأنها وحشٌ كاسرٌ يبتلع أي شيء فنزل الرُعب الشديد منها لدى السّحرة فخشوا أن تبتلعهم فخروا لله ساجدين تائبين نظراً لخلفيتهم عن السحر، فهم يعلمون أنها آيةٌ حقيقةٌ على الواقع الحقيقي، وليست كمثل عصيّهم التي لم تتحول إلى شيء آخر وإنما يُخيل للناظرين أنها ثعابين تسعى وهي في الحقيقة لم تتحول شيئاً وإنما في خيال الأعين.

    وأما عصا موسى فقد علموا أنها ثعبانٌ مبينٌ وبلغت قلوبهم الحناجر من شدة الفزع من هذا الثعبان العظيم؛ أضخم وأعظم وأكبر ثُعبان على وجه الأرض؛ بل خشي السّحرةُ ان تبتلعهم فوق عصيّهم وحبالهم وفروا من الله إليه فخروا له ساجدين.

    وأما فرعون فيظن عصا موسى ليس إلا مثلهُا كمثل عصيّ وحبال السّحرة وإنما لديه علم أوسع منهم؛ بل قال إنه لكبيركم الذي علّمكم السحر، ولو علم فرعون أنها ثُعبان مبين لولّى مُدبراً ولم يُعقب كما ولّى موسى عليه الصلاة والسلام منها في الوادي المقدس طوى بعد أن خلع نعليه بأمر من ربّه، ومن ثم سأله الله وما تلك بيمينك يا موسى وذلك حتى يأتي التعريف من موسى لعصاه ليعلم الناس إنما هي عصا عادية ولو لم يسأله هذا السؤال لجعلتم لها أعظم أسطورة؛ أنها من ثعابين الجنة أتت من السموات العلى من عند سدرة المُنتهى، ومن ثم يُصدق الذين لا يعقلون فيضيعون التبيان لقدرة الله كن فيكون، ولذلك سأله الله وهو يعلم إنها عصا، وإنما لكي يأتي لها تعريف من موسى لتعلموا أنتم أنها عصا كمثل أي عصا حتى إذا جاء التعريف أمره الله أن يلقيها ليري موسى والمؤمنون عجائب قُدرته سبحانه الذي إذا أراد شيء أن يقول له كُن فيكون، فأمره أن يلقي بالعصا فإذا هي ثعبان مُبين بكن فيكون فولّى موسى مُدبراً ولم يُعقب، ومعنى قول الله تعالى ولم يعقب على المكان ليأخذ حذاءه؛ بل ولى حافي القدمين، وهو الموقف الذي أعلمُ علم اليقين أنه ضحك الله منه وهو دائماً غضبان من ظُلم عباده لأنفسهم، ومن ثم نادى موسى أن يرجع ولا يخاف وإنه لا يخاف لديَّ المُرسلون، وأنزل السكينة على قلبه وعاد فنظر إليها؛ فإذا هي ثُعبان عظيم لم يرَ قطُّ مثله في حياته، ومن ثم أمره الله أن يأخذها وسيعيدها سيرتها الأولى فتعود إلى عصا كما كانت، وأمره أن يذهب إلى فرعون وأنها آية للتصديق، وكذلك يده يجعل فيها نور يكاد أن يختطف الأبصار في وضح النهار، ألا وإن الفرق لعظيمٌ بين السّحر وبين الحقيقة كالفرق بين سراب بقيعة والمحيط الهادي. فأما سراب البقيعة فلن تجد حقيقةً للماء الذي رأيته عن بعد حتى إذا أتيت إليه لم تجده شيئاً، وأما المُحيط الهادي فأنت رأيته بحراً عظيماً عن بعد حتى إذا جئت إليه فإذا هو حقاً بحرٌ عظيمٌ تغور فيه الجبال الشامخات.

    ولكنك أخي الكريم كدت أن تصنع دعاية للباطل وكأن السّحر كالحقيقة! وإنما سحر في لفظ القرآن وكأنه حقيقة وليس إلا القرآن وصفه سحر، وأخطأت بارك الله فيك وغفر لك أخي الكريم، وإنما صنعوا كيد ساحر ولا يُفلح الساحرُ حيث أتى، أعاذك الله من سحرهم ومكرهم، ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون، فتوبوا إلى الله يا معشر الساحرين، وإن لم تتوبوا فإنّا فوقكم قاهرون، ولن تستطيعوا أن تسحروا أعين الناس في عصر المهديّ المنتظَر لأنه بعلمه يكشف حقيقة سحركم أنه لا شيء على الواقع الحقيقي، ولكن المُشكلة لدى الناس في الأمم الأولى هو أنهم لم يستطيعوا أن يُفرقوا بين السّحر والمُعجزة ويُكشف حقيقة سحر التخييل هو ملمس باليد فلا تجد حقيقة لما أراك الساحر.

    وعلى سبيل المثال لو قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لقومه سوف يتنزل عليكم كتابٌ في يوم الجمعة ظهراً من السماء الساعة الثانية عشر فعليكم يا قريش بالحضور جميعاً في المكان المعلوم لا أخلفه لا أنا ولا أنتم في مكان سوى عند المسجد الحرام، ومن ثم قالت قريش: "بل سوف نحضر السّحرة ينزلون كُتباً من السماء كمثل كتابك الذي تُريد أن تُخيل إلينا أنه ينزل من السماء، ومن ثم يأتي السّحرة ويبدَؤون بتنزيل الكتب ومن ثم يتلقف الكتاب أحد كفار قريش ليمسكه بيده فسوف يمسك هواءً لا شيء، وإنما تخييل في النظر، ومن ثم يتنزل القرآن العظيم في كتاب من عند ربّ العالمين، ومن ثم يتلقفه الوليد بن المُغيرة فيمسكه بيده فإذا هو كتاب حقّ على الواقع الحقيقي، ومن ثم يلمسه كُفار قريش بأيديهم أجمعين لقالوا إنما هذا سحر مُبين. ويا سُبحان الله! كيف سحر وقد لمسوه بأيديهم؟ أفلا يعقلون؟ ولكن الكفر بالمعجزة آية التّصديق لا يتلوها إلا العذاب، ولذلك علم الله أنهم لن يؤمنوا ولو علم بإيمانهم بالحقّ لنزّل القرآن عليهم وهم ينظرون وحتى لا يعذبهم الله نزل به جبريل الأمين باللفظ ويتم تسجيله في رقٍّ منشور. وقال الله تعالى:
    { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } صدق الله العظيم [الأنعام:7]

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    موسى يضرب البحر فَـــينفلق ..

    فكيف وأنّ موسى يضرب البحر فانفلق وقال الله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفلق فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} صدق الله العظيم [الشعراء:٦٣]! فبالله عليكم أليس بالعقل والمنطق أن يتوقف فرعون والذين معه حين شاهدوا البحر ينفلق ومن ثم يتوقف فرعون ويقول: "آمنت أنّه لا إله إلا الله وآمنت أنّ موسى رسول الله"؟ وهذا لو كان يعقل! ولكنه كالبهيمة هو والذين معه؛ بل واصلوا الزحف لمُطاردة نبيّ الله موسى -صلّى الله عليه وآله وسلم- والذين آمنوا معه حتى إذا وصلوا المنتصف وموسى ومن معه خرجوا ومن ثم انقضّ البحر على فرعون والذين معه من جانبي البحر المُنفلق أمام أعينهم من قبل أن يدخلوا فيه، وحين وقع العذاب عليهم بالغرق أعلن فرعون إسلامه وشهد لله بالوحدانيّة وأنّه من المُسلمين التّابعين للدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إليه نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام، فانظروا إلى قول فرعون في قول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمنت أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمنت بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:٩٠].

    ثم انظروا إلى الردّ عليه من الله تعالى:
    {الآن وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} صدق الله العظيم [يونس:٩١].

    وما أشبه الليلة بالبارحة فكيف أن الإمام المهدي يدعو النّاس إلى الحقّ من ربّهم ويحذرهم من عذاب الله ويثبت حقيقته بآياتٍ مُحكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ للعالم والجاهل ومن ثمّ وجد كافة الباحثين عن الحقّ أنّهُ حقاً يقترب كوكبُ النّار من الأرض وسوف يظلّ عليها لا شك ولا ريب تصديقَ البيان الحقّ للذكر للمهديّ المنتظَر ومن ثم يستمرون في الاعراض عن الحقّ حتى تصل عليهم نارُ الله الكُبرى! فإذا وقع عليهم بأس الله قالوا:
    {رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢
    } [الدخان]. أفلا تعقلون؟ فمن ذا الذي ينجيكم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ فإنكم لا تكذّبون مُحمداً -صلّى الله عليه وآله وسلم- ولا ناصرَ محمد؛ بل تكذبون بآيات الله فتجحدون بها. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيات اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٣٣].

    برغم أنكم قد رأيتموها حقيقة على الواقع الحقيقي من قبل أن تأتيكم كما رأى فرعون ومن معه أن البحر انفلق إلى نصفين وكان كُلّ فرق كالطود العظيم أي كالجبل العظيم بالارتفاع الشاهق ولم يتوقف فرعون ومن معه عن الصدّ عن الحقّ والاعتراف به ولم يبقوا خارج البحر؛ بل واصلوا الزحف وراء موسى ومن معه ليصدّوا عن الحقّ!! أولئك كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً لأن الأنعام لن تقذف بأنفسها في نار جهنّم.

    إذاً الذين يكذّبون بالبيان الحقّ للذّكر بعد أن وجدوا علماء الغرب وكافة المواقع العالميّة والجرائد الرسميّة تضجّ وتفتي بقدوم كوكب يحمل ناراً قادماً نحو الأرض، وتوقعوا أن تصلّ على الأرض يوم الجمعة/ 21/ ديسمبر/ 2012، فقال الذين لا يعلمون: "إنما ذلك كذب وكالة ناسا الأميركية" . ومن ثم أردّ عليهم بالحقّ وأقول: والله لو استطاعت وكالة ناسا الأميركية أن يخفوا هذا الكوكب عن البشر لفعلوا حتى يهلكوا البشر وهم كافرون ويظنّون أنفسهم سوف ينجون بمكرهم من الهرب منه ولكنّهم علموا أنّها سوف تعلم به وكالات أخرى فيزعمون أنهم اكتشفوه من قبلهم ولذلك اعترفوا بالكوكب المُدمّر مؤخراً، ولا يزال بعض الذين يصدّون عن الحقّ يحاولون إخفاء الحقيقة عن النّاس ويساعدهم الذين يتبعون قولهم بلا تفكّر من علماء الفلك من الذين لا يفرّقون بين العير والحمير، وليس الإمام المهديّ المنتظَر بأسف على وكالة ناسا الأميركية ولا الصينية ولا الروسية ولا البريطانية ولا غيرهم من وكالات الفضاء العالميّة بل آتيكم بسُلطان العلم من كتاب الله بآيات مُحكمات بيّنات لعالمكم وجاهلكم لأخوّف بالقرآن من يخاف وعيد فإن كذبتم فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمى.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم

    ومن ثم يردّ على عمروا المهديّ المنتظَر وأقول: يا عمروا، إنّ الذين يدعون مع الله موسى أن يدعو الله قومٌ لا يعقلون، ولسوف أُثبت لك أنّهم قوم لا يعقلون، فكيف إنّ الله فلق البحر نصفين ليجعل لهم وسط البحر طريقاً يبساً لينقذهم من فرعون وجنوده حتى إذا أنقذهم وخرجوا إلى بَرِّ الأمان وجدوا قوماً يعكفون على عبادة الأصنام، فقالوا لنبيهم موسى عليه من الله الصلاة والسلام: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. فهل تراهم قوماً قدروا ربّهم حقّ قدره؟ وقال الله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:138].

    وهم أنفسهم الذين قالوا:
    {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ} صدق الله العظيم [البقرة:61].

    فهل تراهم قوماً مهتدين يا عمروا؟ اتقِ الله وحده لا شريك له، وتالله لا يجوز أن تدعو مع الله أحداً فتقول: يا فلان ادعُ لنا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النمل:62].

    {فلا تَدْعوا معَ اللهِ أحدًا} صدق الله العظيم [الجن:18].

    وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    ألا والله إنَّ الذين يدعون مع الله عبادَه أن يدعوا لهم ربَّهم فإنَّ دعاءهم في ضلالٍ مبينٍ سواء في الدنيا أو يوم يقوم الناس لربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72].

    فما خطبك يا عمروا تفتي بالدعاء بأنّه يجوز أن تقول: يا فلان ادعو لي الله؟ ويا سبحان الله ومن الذي منعه أن يدعو ربه
    فلم يشترط الله في الدعاء إلا أن يدعونه مخلصين له الدين من غير شركٍ مع الله أحد في الدعاء، فوعدهم بالإجابة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].
    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    نهايةُ فرعون الـــغرقُ ..

    البرهان على دعوة نبيّ الله موسى لفرعون وبني إسرائيل أنه كان يدعوهم إلى الإسلام، والذين اتبعوا نبيّ الله موسى من بَنِيْ إسرائيل الأولين كانوا يُسمّون بالمسلمين، وذلك لأن نبيّ الله موسى كان يدعو إلى الإسلام، ولذلك قال فرعون حين أدركه الغرق قال الله تعالى:
    {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إسرائيل وَأَنَا مِنَ الْمسلمينَ}
    صدق الله العظيم [يونس:90]

    وما أشبه الليلة بالبارحة فكيف أن الإمام المهديّ يدعو النّاس إلى الحقّ من ربّهم ويحذرهم من عذاب الله ويثبت حقيقته بآياتٍ محكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ للعالم والجاهل ومن ثمّ وجد كافة الباحثين عن الحقّ إنّه حقاً يقترب كوكب النَّار من الأرض وسوف يظل عليها لا شك ولا ريب تصديقاً للبيان الحقّ للذكر للمهدي المنتظر، ومن ثمّ يستمرون في الإعراض عن الحقّ حتى تظلّ عليهم نارُ الله الكُبرى، فإذا وقع عليهم بأس الله قالوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون، أفلا تعقلون؟ فمن ذا الذي ينجيكم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ فإنكم لا تكذبون محمداً - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا ناصر محمد بل تكذبون بآيات الله فتجحدون بها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيات اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

    برغم أنكم قد رأيتموها حقيقة على الواقع الحقيقي من قبل أن تأتيكم كما رأى فرعون ومن معه أن البحر انفلق إلى نصفين وكان كلّ فرق كالطود العظيم أي كالجبل العظيم بالإرتفاع الشاهق، ولم يتوقف فرعون ومن معه عن الصدِّ عن الحقّ والاعتراف به، ولم يزالوا خارج البحر بل واصلوا الزحف وراء موسى ومن معه ليصدوا عن الحقّ، أولئك كالأنعام بل هم أضل سبيلاً!! لأن الأنعام لن تقذف بأنفسها في نار جهنم، إذاً الذين يكذبون بالبيان الحقّ للذكر بعد أن وجدوا علماء الغرب وكافة المواقع العالميّة والجرائد الرسمية تضج ويفتون بقدوم كوكب يحمل ناراً قادماً نحو الأرض، وتوقعوا أن تظلّ على الأرض يوم الجمعة/ 21/ ديسمبر-2012 م فقال الذين لا يعلمون إنما ذلك قد كذّبه وكالة ناسا الأميركية ومن ثمّ أرد عليهم بالحقّ وأقول:
    والله لو استطاعت وكالة ناسا الأميركية أن يخفوا هذا الكوكب عن البشر لفعلوا حتى يهلكوا البشر وهم كافرون ويظنون أنفسهم سوف ينجون بمكرهم من الهرب منه، ولكنهم علموا أنها سوف تعلم به وكالاتٌ أخرى فيزعمون أنهم اكتشفوه من قبلهم ولذلك اعترفوا بالكوكب المُدمر مؤخراً، ولا يزال بعض الذين يصدون عن الحقّ يحاولون إخفاء الحقيقة عن النّاس ويساعدهم الذين يتبعون قولهم بلا تفكر من علماء الفلك من الذين لا يفرقون بين العير والحمير، وليس الإمام المهديّ المنتظَر بأسف وكالة ناسا الأميركية ولا الصينية ولا الروسية ولا البريطانية ولا غيرهم من وكالات الفضاء العالميّة بل آتيكم بسلطان العلم من كتاب الله بآياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ لعالمكم وجاهلكم لأخوّف بالقرآن من يخاف وعيد، فإن كذبتم فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمى.
    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    السامري والعجـــــل ..

    وأما سؤالك عن العجل الذي فَتن به السامريُّ بني إسرائيل فهو مصنوع من الحُليّ الزُجاجيّة اللمّاعة صنعه السامري بعد تجارب كثيرة من حُليّهم فصنعه من معدن الألماس الجميل، ولأوّل مرة يُشاهد بني إسرائيل ذلك المعدن الزجاجي الغريب الجميل؛ بل في غاية الجمال، فلما رأى دهشتهم فقال لهم السامريّ: "هذا إلهكم وإله موسى"، فظلّوا عليه عاكفين حتى عاد موسى وقام بحرقه بالنّار حتى صار ساخناً ومن ثم ألقاه بالماء، ومعروف علميّاً أنك إذا عرّضت الزجاج للحرارة ومن ثم تجعله في الماء فإنه فوراً يُنسف نسفاً بسبب الحرارة ثم البرودة فجأة فينسف نسفاً، وكذلك عجل السامري بعد أن سخّنه موسى ثم ألقاه في اليم بالماء فنسفه اليم نسفاً.

    ولكن أصاب السامري مرضٌ جلديٌّ بسبب اختراعه الذي توصّل إليه بعد تجارب كثيرة ثم توصل إلى استخراج معدنٍ من حليهم الغير معروف لدى بني إسرائيل، ولذلك قال له موسى:
    {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ ﴿٩٥﴾ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا} صدق الله العظيم [طه:95-96]

    فيتبيّن أنهُ مرّ بتجارب شتى حتى توصل إلى الاختراع المُدهش في نظر بني إسرائيل، ولكن أصابه الله بمرضٍ جلديٍّ وذلك المرض لا يُشفى منه طيلة حياته حتى الموت ويحذّر النّاس أن يلمسوه فإنه لا يحتمل أن يلمسه أحد فجلده أليم طيلة حياته حتى يأتيه موعد الموت الذي ليس بوسعه أن يخلفه فيؤخّره ساعةً واحدةً ثم يُلقى في جهنّم وساءت مصيراً، وذلك جزاء السامريّ عذابٌ في الدُنيا وفي الآخرة، ولذلك قال له موسى:
    {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} صدق الله العظيم [طه:٩٧].

    فأما قوله:
    {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ} [طه:97]، وهي العلّة التي أصاب الله بها السامريّ وهو مرضٌ جلديٌّ مؤلمٌ لن يحتمل أن يلمسه أحدٌ طيلة حياته حتى يتوفّاه موعد الموت الذي لا يستطيع أن يخلفه ثم يُلقى في جهنّم وساءت مصيراً، وذلك جزاء السامريّ بسبب فتنة بني إسرائيل عن الحقّ. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    فغيّر معلوماتك حبيب قلبي ابن عُمر فلا تنطق إلا بما نطق به إمامك فليس السامريّ هو المسيح الدجال وإنما ذلك اجتهادٌ منك، ولكن السامريّ قد مات بسبب علّته التي عذّبته طيلة حياته ثمّ كانت سبب موته بعد زمنٍ ويقول:
    {لَا مِسَاسَ}، ولا يختلط بالنّاس. ولكن الإجتهاد يظلّ ظنّاً والظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..


    أخو الحُسين بن عُمر وكافة الأنصار السابقين الأخيار؛ المهديّ المُنتظَر ناصر محمد اليماني.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    موسى وطلب رؤيــــة الله جهرة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وربّما يودّ أحد علماء الشيعة الاثني عشر أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، إنّ الشيعة الاثني عشر كافةً ينفون رؤية الله جهرةً في الدنيا والآخرة، وأمّا أهل السُّنة وفِرقهم فيؤمنون برؤية الله جهرةً في الآخرة، فما حكم الله بيننا تستنبطه من محكم القرآن العظيم إن كنت من الصادقين". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين وأقول: إنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أفتيكم بالحقّ أنّ الله قد أفتاكم في محكم القرآن العظيم أنّه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله إلا شيءٌ يساوي عظمة ذات الله سبحانه حتى ولو كان جبلاً عظيماً أعظم من خلقكم، فبما أنّه لا يساوي عظمة ذات الله فلو تجلّى له الله لما تحمل رؤية ذات الله وهو جبلٌ عظيمٌ، ولذلك جعل الله شرطاً لرؤية ذاته لنبيّ الله موسى والسبعين نقباءَ بني إسرائيل وهو أنّه سوف يتجلّى الله سبحانه لجبل الطور العظيم فإن استقرّ مكانه متحمِّلاً رؤية عظمةِ ذات الله فسوف يرى الناس ربّهم في الدنيا والآخرة، كون الله قادرٌ على أن يجعل عظمة خلقهم كعظمة جبل الطور الصلب العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل استقرّ الجبل مكانه صامداً أمام رؤية عظمة ذات الله أم جعل الجبل العظيم رماداً تذروه الرياح؛ تراباً دكّاً فتساوى بتراب الأرض؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)} صدق الله العظيم [الأعراف]، فانظروا هل تحقق شرط الرؤية لعظمة ذات الله؟ وقال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)} صدق الله العظيم.


    وأما السبعون نقيباً من تمّ اصطفاؤهم ليكونوا شهداء رؤية ذات الله سبحانه ماتوا جميعاً؛ كون رؤية ذات الله كانت بطلبٍ من بني إسرائيل فواعدهم الله وموسى للفتوى في رؤية عظمة ذات الله، واختار موسى لميقات الرؤية سبعين نقيباً من بني إسرائيل، فأخذتهم الصيحة حين تجلّى الله سبحانه للجبل وجعل الله الجبل دكاً ومات السبعون وخرّ نبيّ الله موسى صعقاً كونه أذعن لهم في طلب رؤية الله جهرةً وألحّ على ربّه كي يُوقن قومُه، فواعدهم الله ثلاثين ليلة لعلهم يتفكّروا ويتذكّروا وجاء الميعاد وهم لا يزالون مصرّين على طلبهم، وأتمّهنّ الله بعشرٍ أُخر لعلهم يرجعون عن طلبهم برؤية الله جهرةً، وجاءوا ونبيُّ الله موسى عليه الصلاة والسلام في نهاية ميقات الأربعين ليلة لرؤية الله جهرةً. وقال الله تعالى:
    {وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فحين أفاق نبيّ الله موسى من بعد صعقهِ نظر إلى جبل الطور الشامخ فإذا هو قد أصبح رماداً تساوى بالأرض تذروه الرياح، فمن ثمّ نظر وراءه إلى السبعين فوجدهم جميعاً قد ماتوا؛ جميعاً! وعلِم نبيُّ الله موسى أنّ ما أصابه وأصابهم كان نظراً لإصرار بني إسرائيل لرؤية الله جهرةً ولم ينهَهُم نبيّ الله موسى عن ذلك ولم يعظْهم؛ بل كان يريد كذلك رؤية الله جهرةً وليس كفراً من نبيّ الله موسى كمثل بني إسرائيل بل شوقاً وحباً، ولكن نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام علم أنّه أخطأ بالإذعان لطلبهم لرؤية الله جهرةً، ولذلك حين وجد السبعين هلكوا جميعاً قال نبيّ الله موسى: ربّ لو شئت لأهلكتهم من قبل وإيّاي. وقال الله تعالى:
    {وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فدعا نبيّ الله موسى ربّه طالباً العفو والغفران له وللسبعين الذين أهلكهم الله من ورائه، وطلب من ربّه أن يعيدهم إلى الحياة ليكونوا شهداء بالحقّ بأنّه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله حتى الجبل العظيم وأنّه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله إلا شيءٌ مثله، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فمن ثمّ أجاب الله طلب نبيّه موسى عليه الصلاة والسلام وبعث الله السبعين، فمن ثمّ بعث جبل الطور الرماد ورفعه فوق رؤوس السبعين وموسى عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)} صدق الله العظيم [الأعراف].


    فخرّوا لربّهم باكين ساجدين تائبين السبعين وموسى عليهم الصلاة والسلام، فمن ثمّ أعاد الله جبل الطور إلى ما كان عليه من قبل التجلّي بعد أن وعدوا ربّهم السبعينَ نقباءَ بني إسرائيل أن يأخذوا التوراة بقوةٍ ويتّبعوه وكانوا ينظرون إلى الجبل معلقاً كالظلّة فوق رؤوسهم كأنّه واقعٌ بهم، وغفر لهم وأعاد جبل الطور العظيم من أعلى رؤوسهم إلى مكانه كما كان من قبل أن يكون رماداً، فأعاده الله شامخاً مكانه كما كان، وغفر الله لهم طلب رؤية الله جهرةً وهو الغفور الرحيم لعلهم يشكرون، وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:55].

    وقال الله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُبِينًا} صدق الله العظيم [النساء:153].
    ___________________


    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا علم الجهاد، إذا لم تتحمل الأوتاد رؤية ربّ العباد جهرةً فهل الأوتاد أعظم أم العباد؟ وقال موسى عليه الصلاة والسلام كما جاء الخبر في مُحكم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    ويا علم الجهاد، إنّما يُريد الله أن يُبيِّن لموسى والأمّة لماذا لن يرى ذاتَ الله، وأراد الله أن يُبيّن له بالبرهان بالبيان الحقّ بالتطبيق للتصديق على الواقع الحقيقي ليعلم لماذا أجاب الله عليه بقوله تعالى
    {لَن تَرَانِي}، وذلك لأنّه لا يتحمل عظمة رؤية ذات الله أحدٌ من خلقه حتى الجبل العظيم الذي هو أكبر وأعظم وأقوى من خلق الإنسان؛ إلا إذا تحمّل الجبل رؤية عظمة ذات الله فإنه موسى سوف يرى ربه، وجعل الله رؤية موسى لربه متوقفة على تحمل رؤية الجبل لعظمة ذات الله. ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}

    فانظر يا علم الجهاد ما حدث لموسى وهو لم يرَ ربّه ولكنه صُعِق مما حدث للجبل، ومن ثم أدرك موسى بأنَّ رؤية الله جهرةً لا تنبغي لأحدٍ من عباد الله أجمعين، ولا ينبغي أن يُنافس عظمة ذات الله أحدٌ من خلقه، وأدرك ذلك موسى من بعد البيان الفعلي لسبب نفي الرؤية من الله بقوله لموسى: {لَن تَرَانِي}، ولكن الله بيّن لموسى لماذا لن يرى الله جهرةً بالبيان الحقّ على الواقع الحقيقي، ومن ثم أدرك موسى سبب نفي الرؤية لله جهرة بأنها العظمة لذات الله لا يتحمل رؤية ذات الله جهرةً حتى الجبل العظيم، وعلِم موسى سبب نفي الرؤية لله جهرةً بأنّه لا ينبغي لأحدٍ من عباد الله أجمعين، ولذلك قال موسى بعد أن أفاق ورأى الجبل قد صار دكاً فأدرك مدى عظمة ذات الله وأنّه لا ينبغي حتى التفكر في كيفية ذات الله، وأدرك موسى خطأه، ولذلك قال: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِين}.

    ويا علم الجهاد، ليس حجب الرؤية قصراً على الإنسان فحسب بل على جميع عباد الله في السموات والأرض. وقال الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    موسى والعبد الصالــح ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وقد ضرب الله لك مثلاً يا عدو الله في كليمه موسى فأحسن تأديبه حين ظنّ إنّه أعلمُ عبدٍ نظراً لأنّ الله كلَّمه تكليماً بينما الآخرين يرسل إليهم جبريل عليه الصلاة والسلام ومن ثم ابتعثه الله لكي يتعلم المزيد من العلم: {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} صدق الله العظيم [الكهف:65].

    ومعنى قول الله تعالى:
    {عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً}؛ أي عبد من عباد الله الصالحين ليتعلّم منه العلم كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام ليعلم لكي لا يتمّ حصر العلم على الأنبياء والمُرسلين من دون عباد الله الصالحين ويريد الله أن يعلم موسى وكافة المُسلمين أنه يوجد في الصالحين من هو أعلم من كليم الله موسى وهو عبدٌ من عباد الله الصالحين. وقال الله تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} صدق الله العظيم [الكهف:66].

    وبما أنّ الرجل الصالح أعلمُ من موسى قال له:
    {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾} [الكهف]، فانظروا لقول كليم الله موسى ونبيّه ورسوله بما أنه يعلمُ أنّ فوق كُلّ ذي علم ٍعليماً هو أعلمُ منه فالذين أوتوا العلم درجات فلا يستوون في علمهم بل درجات والأكثر علماً وجب على الأقل منه علماً أن ينقاد لأمره ويأتمّ به كمثل المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام والمهديّ المُنتظر، فبما أنّ المهديّ المنتظَر هو أعلمُ من رسول الله المسيح عيسى ابن مريم، ولذلك جعل الله عبده المهديّ المنتظر إماماً للمسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك موسى عليه الصلاة والسلام بما أنّه يعلم أنّ الإمامة والقيادة حسب درجات العلم وواجب على العالم أن ينقاد لمن هو أعلمُ منه فلا يعصي لهُ أمرا ولذلك قال رسول الله وكليمه موسى صلى الله عليه وآله وسلم: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف:69]، وهو كليم الله موسى ينقاد للرجل الصالح فلا يعصي له أمراً يا (علم الجهاد) الذي يريد أن يصدّ العباد عن التنافس على ربِّهم فيعبدونه كما ينبغي أن يُعبد، ألا والله لو وجدنا إنّ كليم الله موسى صبر ولو على واحدةٍ لأصبح كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام هو أعلمُ من الرجل الصالح ولكن الرجل الصالح كان يُذكِّره بالحكم في نتيجة الرحلة من قبل أن يتّبعه وقال له: {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} ولكن موسى أكّد له وقال: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} ولذلك كان العبد الصالح يُذكّر موسى أثناء الرحلة بهذه النتيجة التي أعلنها لموسى مقدماً فانطلقا بعد الاتفاق أن لا يسأله عن أيّ فعلٍ يراه يفعله حتى يحدث له ذكراً فيخبره عن السبب، وكان هذا شرطاً بينهم وأول حدثٍ لم يصبر عليه كليم الله موسى حين خرق الرجل الصالح سفينة المساكين الذين اركبوهم لوجه الله فخرقها الرجل الصالح بعد الوصول إلى الشاطئ والمساكين لا يعلمون ولو علموا لثأروا لسفينتهم من الرجل الصالح ولَما صبروا كما لم يصبر موسى عليه الصلاة والسلام:
    {قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴿٧١﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٢﴾ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ﴿٧٣﴾ فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴿٧٦﴾ فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴿٧٧﴾ قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿٧٨﴾ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ﴿٧٩﴾ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فانظروا لقول الرجل الصالح كيف يُذكِّر موسى ويقول: "يا موسى لست أنت أعلمُ مني، ألم أقل إنّك لن تستطيع معي صبراً فأبيت وقلت بل سوف تجدني إن شاء الله صابراً فلا أعصي لك أمراً؟". وها نحن لم نجد موسى يصبر ولو على واحدةٍ ولذلك كان الرجل الصالح يُذكِّر موسى بنتيجة الرحلة التي أعلنها من قبل أن يرحلوا سوياً، ولذلك كان يقول له:
    {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} ومن ثم ردّ عليه موسى وقال: {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرا} ومن ثم {فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴿٧٦﴾} ولكن موسى قد حكم على نفسه وقال: {إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا.

    فقد رأيتم أنّ موسى قد حكم على نفسه لئن سأله بعدها فلا يصاحبه فقد بلغت من لدني عذراً إن فارقتني:
    { فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فلم نجد موسى صبر حتى ولو على واحدةٍ فقط، وتبيَّن لنا أنّ حُكم الرجل الصالح على موسى من قبل أن يبدأوا الرحلة هو الحق حين قال له الرجل الصالح من قبل أن يرحلوا سويا:
    {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾}صدق الله العظيم [الكهف].

    وبلغ أنّ موسى عليه الصلاة والسلام قال إنْ شاء الله ولكن الله لم يشأ:
    {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} صدق الله العظيم، ولكن الله لم يشأ أن يحصر العلم على الأنبياء من دون الصالحين يا (علم الجهاد) الذي يُريد أن يصدّ العباد عن الدعوة الحقّ.

    وأما فتواك في شأن المسخ أنّهُ قد مضى وانقضى فإنّك لمن الكاذبين، ولم ينقضِ إلا المسخ إلى قردةٍ وبقي المسخ إلى خنازير، وأما حُجّتك بقوله تعالى:
    {وجَعَلَ مِنْهم القِردةَ والخَنازيرَ}، وقلت إنَّ {جَعَلَ} فعل ماضي، ومن ثم أردّ عليك بالحقّ:
    أي أنّه {جَعَلَ} ذلك في الكتاب، فيصدق الحدث بالفعل في قدره المقدور في الكتاب المسطور ويُصدق الحدث في قدره المقدور في الكتاب المسطور.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    قصة النَّبيّ الذى من بعد موسى؛ قصة هارون عليه الصلاة والسلام ..


    اقتباس المشاركة 46629 من موضوع المهدي المُنتظر يُبيّن للمُسلمين سرّ الأحرف في القُرآن العظيم..




    - 7 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 06 - 1428 هـ
    30 - 06 - 2007 مـ
    12:27 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ


    سؤالٌ منطقيٌّ، ولك علينا الجواب من الكتاب بإذن الله يا ابن عُمر المُكرّم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ثُمّ أمّا بعد..

    يا معشر عُلماء المُسلمين، إنّ من آتاه الله علم الكتاب لم يجد في القُرآن العظيم نبيّاً يُدعى يوشع بن نون، ولم يُنزّل الله به من سُلطانٍ في القُرآن العظيم، فهلّموا يا معشر عُلماء الأُمّة لأعلّمكم من هو النبيّ الذي كان في بني إسرائيل من بعد موسى عليه الصلاة والسلام في قول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأُحيط ابن عُمر المُكرّم والصدّيق وولياً حميماً بأنّ ذلك النبيّ الذي كان في بني إسرائيل من بعد موسى أنّهُ نبيّ الله هارون أخو موسى عليه الصلاة والسلام، وقد تعمّر هارون من بعد موسى أربعين عاماً ومن ثُمّ اكتمل زمن تحريم الله على بني إسرائيل دخول القرية التي كتب الله لهم وجاء قدر دخولهم من بعد انقضاء الأربعين عاماً وقد كُتِب عليهم القتال في زمن موسى. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ ﴿٢٠﴾ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿٢١﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿٢٢﴾ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴿٢٤﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٥﴾ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فهل تساءلتم يا معشر عُلماء الأُمّة لماذا هذا النبي لم يقُد بني إسرائيل هو؟ وكذلك لماذا بني إسرائيل لم يطلبوا من هذا النبيّ أن يقودهم برغم اعترافهم بأنّه نبيٌّ لهم؟ فلماذا لم يطلبوا من نبيّهم أن يقودهم؟ بل قالوا: "ابعث لنا ملكاً نُقاتل في سبيل الله" فلماذا لم يقولوا لنبيّهم أن يقودهم ليقاتلوا في سبيل الله؟ إذاً هذا النبيّ قد صار شيخاً كبيراً ووصل إلى أرذل العُمر من بعد قوةٍ ضُعفٌ وشيبةٌ، فهو لا يستطيع أن يقودهم نظراً لأنه أصبح شيبةً عاجزاً، وكذلك بنو إسرائيل يعلمون بأنه لم يعد يستطيع لأنهم يرونه شيبةً عاجزاً ولذلك لم يطلبوا منهُ أن يقودهم؛ بل قالوا اختَر لنا منا من بني إسرائيل من يقودنا لنقاتل في سبيل الله.

    فهل تعلمون يا معشر عُلماء الأُمّة من ذلك النبيّ عليه الصلاة والسلام؟
    إنّه نبيّ الله هارون أخو موسى، وانقضت سنين التّحريم على بني إسرائيل دخولهم المسجد الأقصى في الكتاب وجاء الزمن المُقدّر لدخول بني إسرائيل الأرض المُقدّسة التي بها بيت المقدس ولم يعد رسول الله موسى موجوداً فقد توفّاه الله خلال الأربعين سنة، ولكنّ أخاه هارون لا يزال موجوداً ولكنّه قد أصبح شيخاً كبيراً لا يستطيع حمل السلاح ولا القتال نظراً لأنّه قد أصبح من بعد قوةٍ ضعفاً وشيبةً قد وهن العظم منهُ، ولكنهُ قال: "إنّ الله اصطفى عليكم طالوت ملكاً"، ولكن طالوت لم يكن من بني إسرائيل ولذلك قالوا: "أيكون له الملك علينا ونحن أحقّ بالمُلك منه؟".

    فتعالوا لأُعلّمكم من هو طالوت الرجُل الصالح والذي زاده الله بسطةً في العلم، ولسوف نعود إلى قصة موسى وعبد من عباد الله الصالحين ولم يكُن نبيّاً ولا رسولاً، وكان يعلم بأنّ هناك رجُلٌ وامرأةٌ صالحون وقد تبنّوا لهم غُلاماً لم يكُن من ذُريّتهم وإنّما لأنّهم لم يأتِهم أطفالٌ، ولكنّ هذا الغُلام من ذُريّة شيطانٍ من البشر ولا خير فيه وإنّما تبنّاه هذان الأبوان الصالحان لوجه الله واتخذوه ولداً لهم ولا يعلمون من أبويه وأراد الله أن يُبدلهم خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً.

    ومعنى قوله:
    {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} أي من ذُريّتهم، والآية واضحةٌ وجليّةٌ بأنّ هذا الغُلام ليس ابنهم من ظهورهم وإنّما تبنّوه لوجه الله. وقال تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ولذلك قتل الرجل الصالح ذلك الغلام وأبدلهم الله خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً، وذلك العوض من الله خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً الذي أعطاه الله للأبوين الصالحين
    إنّهُ طالوت عليه السلام الرجُل الصالح الذي آتاهُ الله المُلك وزادهُ بسطةً في العلم، وبلغ أربعين سنةً يوم استلام القيادة من بعد نبيّ الله هارون الذي بلغ من الكِبَر عتيّاً، ومن ثم قُتل طالوت في المعركة واستلم القيادة من بعده نبيّ الله داوود عليه السلام.

    ثُمّ انظروا يا عُلماء الأُمّة ماذا قال لهم نبيّهم هارون حين طلبوا منه القيادة فذكّرهم بأنّه قد كُتب عليهم القتال من قبل في عهد أخيه موسى فلم يقاتلوا! وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذاً يا معشر عُلماء الأُمّة لم نجد نبيّاً غير هارون عليه السلام، وأعلمُ بأنّ هارون أكبر من موسى ولكن موسى توفّاه الله قبل هارون، ولذلك قال تعالى:
    {مِن بَعْدِ مُوسَىٰ} وهل يخلف موسى غير هارون؟ ولكنّه قد أصبح كبيراً في السن بعد أن انتهت الأربعين السنة التي حرّم الله عليهم الدخول إلى الأرض المُقدسة قبل أن تنقضي يتيهون في الأرض كالبدو الرُحّل يتتبّعون الماء والمرعى ولا يدخلون الأرض المُباركة التي كتب الله لهم لو أعدّوا جيوش الأرض كُلّها ما كان لهم أن ينتصروا حتى تنقضي الأربعون سنة، حتى إذا جاء القدر لدخولهم المسجد الأقصى قاد الجيش طالوت عليه السلام وقُتل واستلم القيادة منهُ نبيّ الله داوود، وقَتل داوودُ جالوتَ وآتاهُ الله المُلك من بعد طالوت.

    وأما الرُجل الذي تسمونه
    الخضر إنّهُ عبد من عباد الله الصالحين كما أخبركم الله بذلك في القُرآن في قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ﴿٦٥﴾ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿٦٦﴾ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    والحكمة من ذلك حتى يعلم موسى وجميع المُسلمين بأنّهم لا ينبغي لهم أن يُقسّمون رحمة ربهم فيحصرون العلم على الأنبياء والمُرسلين، ويُريدُ الله أن يعلّم موسى وجميع المُسلمين بأنّهُ يوجد هُناك من عباد الله الصالحين من هو أعلم من الذي كلمهُ الله تكليماً، وكان يظنّ موسى بأنهُ أعلم الناس نظراً لأنّ الله كرّمه وكلّمهُ تكليماً، وأراد موسى أن يتلقّى المزيد من العلم من هذا الرجُل الصالح. وقال الله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ﴿٦٥﴾ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿٦٦﴾ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وقال الرجُل الصالح لكليم الله موسى:
    {
    إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}، فقد حكم على موسى قبل بدْءِ الرحلة أنه لن يستطيع معهُ صبراً، ولكن موسى قال: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾}، فهل وجدتم موسى صبر حتى في واحدة؟ بل تحقّق ما حكم به الرجل الصالح: {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾}. ولذلك لم نجد موسى صبر حتى على واحدةٍ من الأمور التي شاهدها! فذلك الجواب الحقّ على سؤالك يا ابن عُمر المُكرّم، ولسوف أزيدك علماً عن الرجُلين من أتباع موسى من الذين أنعم الله عليهما والذي جاء ذكرهم في قوله تعالى: {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وذلك الرجُلان
    إنّهما نبيّ الله هارون و مؤمن آلِ فرعون الذي قال الله عنهُ: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [غافر]. وقد علمنا بأنّ الله وقاه سيئات ما مكروا به آل فرعون وأبقاه مع موسى وحاق بآل فرعون سوء العذاب، وقُضي الأمر الذي فيه تستفتي يا من صدّقني وكان عند الله صدّيقاً وجزاك الله عنّي بخير الجزاء بخير ما جزى به عباده المُكرمون.

    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
    أخوكم؛ الإمام ناصر مُحمد اليماني.
    __________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. Wink




    اقتباس المشاركة 4532 من موضوع أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)



    يا إمام الهدى، ما حقيقة قصة رسول الله عيسى ابن مريم، عليه وعلى أمِّه الصِّديقة الصلاة والسلام ؟


    اقتباس المشاركة 4945 من موضوع فتوى الإمام المهديّ عن حمل الصِّدّيقة مريم عليها السلام..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - رجب - 1431 هـ
    29 - 06 - 2010 مـ
    01:02 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ


    فتوى الإمام المهديّ عن حمل الصِّدّيقة مريم عليها السلام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا عبد الله ناصر المهديّ، فهل أنت حقاً من الأنصار السابقين الأخيار؟ فاتَّبع الحقّ الذي لا شكّ ولا ريب فيه كما يُبيّن لكم الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم، وأما أقوال العلماء وتفسيرهم للقرآن فهي تحمل في طيّاتها الباطلَ وقليلاً من الحقّ ولكنّهم يقولون على الله ما لا يعلمون، ونقتبس من بيانك ما يلي بالخط الأحمر
    اقتباس المشاركة :
    والراجح من أقوال المفسرين أن الحمل بعيسى كان حملا عاديا تسعة أشهر وأنه لا ريب أن اللـه جل وعلا كان قادراً ولا زال سبحانه على أن تحمل مريم بعيسى وتضعه في لحظة واحدة، ولكن أراد اللـه بها أن يختبر مدى صبرها ومدى تحملها على هذا الابتلاء العظيم التي لا تستطيع أن تقدر عليه إلا مريم ابنة عمران العذراء البتول، فهذا من تمام الابتلاء.
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس..

    ويا عبد الله ناصر المهديّ، لِمَ تتّبع الذين يقولون على الله ما لا يعلمون وتذر الحقَّ؟ أفلا تخاف الله ربّ العالمين، فهل بعد الحقّ إلا الضلال المبين؟ ويا رجل سبقت فتوانا عن حمل مريم وفصَّلناه تفصيلاً بأنّها حملت عليها السلام وولدت في يومٍ واحدٍ؛ بل انتفخ بطنها بالجنين فور البُشرى، ومن ثمّ شعرت بأنها سوف تَلِد، ومن ثمّ انتبذت به المكان الشرقي الذي تمَّ الحمل فيه إلى مكان قصيٍّ حتى لا يرى الحملَ أهلُها وقومُها لأنّ بطنها صار منتفخاً ولذلك انتبذت به مكاناً قصياً عن قومها، ومن ثمّ جاءها مخاضُ الولادة، فأسندت ظهرها إلى جذع النخلة، فولدت بعبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وسلّم تسليماً، ومن ثمّ تفكرت في نفس اللحظة فما تقول لقومها، فإن قالت حملت به بقدرة الله كن فيكون فسوف يقولون لها وهل تستخفّين بعقولنا يا مريم؟ بل جئتِ شيئاً فريّاً ومن ثمّ استيأست من براءتِها ولذلك قالت:
    {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا} [مريم:23]، لأنّ الناس لن يصدقوها، فإذا بالطفل يناديها من تحتها ليُطمئِنَها ويَعِدُها أنّه من سوف يُثبت براءتها بإذن الله. وقال الله تعالى: {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴿٢٤﴾ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿٢٥﴾ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا(26)} صدق الله العظيم [مريم].

    والبيان الحقّ لقول الطفل: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّها لا تُكلِّم الناس فتقول لهم عن قصة الطفل الذي تحمله لأنّهم لن يصدّقوها، بل ستصمت وتؤشر عليه هو أن يكلموه، ومن ثمّ علمت مريم أنّ طفلها سوف يبرّئها عند قومها لا شكّ ولا ريب وذلك لأنّه كلمها من تحتها وطمأنها. وقال الله تعالى:
    {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا(33)} صدق الله العظيم [مريم].

    فلِمَ يا عبد الله ناصر المهديّ تتّبع أقوال المفسرين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويحسبونه هيّنا وهو من عمل الشيطان الرجيم أن تقول على الله ما لا تعلم علم اليقين؛ ألم تقتنع ببيانات ناصر محمد اليماني؟ إذاً لماذا تجعل اسمك عبد الله ناصر المهدي، فهل ترى مهديّاً سوانا؟ إذاً لمَ تحت اسمك (من الأنصار السابقين الأخيار)؟ أم إنّك نسخت إلى موقعنا هذا البيان وأنت لا تعلم ما يحتويه من القول؟ ولماذا تفعل ذلك حبيبي في الله؛ ألم يغنِك بيان ناصر محمد اليماني عن بيان الذين يخلطون حقاً وباطلاً؟ ولكنّ بيان المهديّ المنتظَر تطَّهر من الباطل تطهيراً ولن تجد فيه كلمةً على الله بما لا أعلم ولا بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً.

    ويا أخي الكريم، عليك أن تستخدم عقلك، فهل من المعقول أن يخفى حمل مريم عن أهلها طيلة تسعة أشهرٍ وهم لم يشاهدوا بطنها حاملاً منتفخاً بالجنين! وسوف تجد العقل يفتيك ويقول يستحيل أن يستمر حملها تسعة أشهر من غير أن يعلم بذلك أهلها وقومها وكل من شاهد مريم عليها الصلاة والسلام وعلى طفلها الذي حملت به بكلمةٍ من الله كن فيكون فإذا بطنها منتفخاً؛ بل وشعرت في نفس اللحظة أنّها سوف تلد، ولذلك انتبذت به مكاناً قصياً أبعد من المكان الشرقي الذي كانت فيه، ومن ثمّ وضعت به. فلِمَ تتّبع الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أخي الكريم وأنت من الأنصار السابقين الأخيار؟

    واعذرني على بياني هذا فقد سبق وأن قمنا بحذف بيان هو لك شبيه له من بيانات الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكنّك عدت اليوم إلينا ببيانٍ آخر مما أجبرنا أن نكتب لك هذا الردّ على مشهد من الأنصار حتى يعلموا جميعاً أنّه لا ينبغي لهم نسخ ما لم نقله للعالمين، وذلك لأنّ أخطاء الأنصار حتماً سوف يحمِّلوها للإمام ناصر محمد اليماني ويقولون أنّنا من علَّمكم بذلك ولا ذنب لي! فأنا لم أقل أنّ المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حملت به أمّه حملاً طبيعياً في تسعة أشهر؛ بل سبقت فتوانا من قبل هذا أنّها حملت به بكن فيكون، فلِمَ تتّبعون الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟ فتوبوا جميعاً أيها الأنصار وما بعد الحقّ إلا الضلال المبين.

    واحمدوا ربّكم أن ابتعث الإمام المهديّ في أمّتكم ليُبيّن لكم البيان الحقّ للقرآن العظيم، واحمدوا ربّكم أن جعلكم من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور؛ إنّ فضل الله كان عليكم عظيماً وثبّتكم الله على الصراط المُستقيم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    __________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي




    اقتباس المشاركة 4537 من موضوع أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)


    خاتم الأنبياء وأعلمهم جميعاً؛ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.
    أحبّ خلق الله إلى نفسي وأحبّ إليّ مِن نفسي ومن أمّي وأبي ومن النّاس جميعاً
    خاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة الله للعالمين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ..
    ________________



    عام الفيل و محاولة هدم الكعبة بيت الله الحرام، وحجارةٌ من سجيل ..

    ويا أخي الكريم، وإن من الأحاديث المدسوسة هدم الكعبة ونسوا أنّ للكعبة ربّاً يحميها وأنّ الذي حماها من أبرهة الحبشي سيحميها ممّن سواه. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:٢٥].

    كما فعل بأبرهة الحبشي الذي كان يريد هدم بيت الله المعظم الكعبة بمكة المُكرمة، وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿١﴾ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴿٢﴾ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴿٣﴾ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴿٤﴾ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الفيل].

    ولكن للأسف إنّ المسلمين مُنتظرون لهدم بيت الله المُعظم، أفلا تتقون؟ لو تدبروا مُحكم كتاب الله لوجدوا الحقّ أنّ الكعبة لها رباً يحميها ولكنّ أكثر المُسلمين أضلتهم الروايات عن الحقّ فهم لتحقيقها منتظرون حتى ولو كانت ضدّ الدين والمُسلمين، ولا يريدون أن يصدِّقوا بالمهديّ المنتظَر حتى يُهدم بيت الله المُعظَّم، أفلا يتقون؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخو المُسلمين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    بسم الله الرحمن الرحيم {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ} [الأنعام:7]، وإلى البيان:

    وعلى سبيل المثال لو قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لقومه سوف يتنزل عليكم كتابٌ في يوم الجمعة ظهراً من السماء الساعة الثانية عشر فعليكم يا قريش بالحضور جميعاً في المكان المعلوم لا أخلفه لا أنا ولا أنتم في مكان سوى عند المسجد الحرام، ومن ثم قالت قريش: "بل سوف نحضر السّحرة ينزلون كُتباً من السماء كمثل كتابك الذي تُريد أن تُخيل إلينا أنه ينزل من السماء، ومن ثم يأتي السّحرة ويبدَؤون بتنزيل الكتب ومن ثم يتلقف الكتاب أحد كفار قريش ليمسكه بيده فسوف يمسك هواءً لا شيء، وإنما تخييل في النظر، ومن ثم يتنزل القرآن العظيم في كتاب من عند ربّ العالمين، ومن ثم يتلقفه الوليد بن المُغيرة فيمسكه بيده فإذا هو كتاب حقّ على الواقع الحقيقي، ومن ثم يلمسه كُفار قريش بأيديهم أجمعين لقالوا إنما هذا سحر مُبين. ويا سُبحان الله! كيف سحر وقد لمسوه بأيديهم؟ أفلا يعقلون؟ ولكن الكفر بالمعجزة آية التّصديق لا يتلوها إلا العذاب، ولذلك علم الله أنهم لن يؤمنوا ولو علم بإيمانهم بالحقّ لنزّل القرآن عليهم وهم ينظرون وحتى لا يعذبهم الله نزل به جبريل الأمين باللفظ ويتم تسجيله في رقٍّ منشور. وقال الله تعالى: { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } صدق الله العظيم [الأنعام:7]

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    غار حراء والبحث عن الحقيقــــة ..

    وكان مُحمدٌ رسول الله -صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم مُجتهداً يتمنى معرفة الحقّ وكان يخلو بنفسه في غار حراء بحيث لا يشغل تفكيره أحدٌ فيتفكر في خلق السماوات والأرض فعلم بأن الله لم يخلُقهما عبثاً وأن الأمر عظيم ولكنه في حيرة من الأمر؛ أيُّ الطُرقِ تؤدي إلى الحق؟ فهل هي طريقة قومه بعبادة الأصنام؟ أم إنَّ الحقّ في طريق النّصارى؟ أم إن الحقّ في طريق اليهود؛ أم إن الحقّ في طريق المجوس الذين يعبدون النار؟ فأصبح مُحمدٌ رسول الله -صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم مُحتاراً لا يدري أي الطرق تؤدي إلى الحقّ فيتبعها فأصبح ضالاً أمام أربع طرق؛ طريق قومه وطريق المجوس وطريق النّصارى وطريق اليهود، فوجده الله ضالاً أمام مُفترق أربع طرق لا يعلم أيُّهم تؤدي إلى الحقّ فتألم محمد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم تألماً نفسيّاً لأنه يريد الحقّ ولا يعلم طريق الحقّ مع من حتى يسلكها! ومن ثم هداه الحقّ إليه تصديقاً للوعد الحقّ في اللوح المحفوظ: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين} صدق الله العظيم [العنكبوت:69]، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى} صدق الله العظيم [الضُحى:7]، وحقق الله له أمنيته فاصطفاه وعلمه وأرشده إلى صراط العزيز الحميد.

    إذاً مُحمد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم كان مُجتهداً ولكن ليس باجتهاد البحث بالقراءة لأنه أمّيُّ؛ بل اجتهاداً فكرياً ولذك كان يخلو بنفسه في غار حراء. وكذلك خليل الله إبراهيم كان مُجتهداً باحثاً عن الحقّ وكان يتفكر في ملكوت السماء والأرض نظراً لأنه لم يقتنع بعبادة الأوثان وأراد أن يعبد ما هو أسمى من الأوثان، فلما جنَّ عليه الليل نظر إلى كوكبٍ قال هذا رَبِّي فلما أفل قال لا أحب الآفلين، ومن ثم رأى القمر بازغاً قال هذا ربي، فلما أفل قال:
    {لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77]، وذلك لأنه يُريد الحقّ ويتمنى معرفة الطريق التي تؤدي إليه ولكنه ضالٌ لا يعلم أي الطريق تؤدي إلى الحقّ، ومن ثم تألم نفسيّاً فكيف يهتدي إلى الطريق الحقّ ولكنه ضالٌ عنها! فتألم تألماً نفسيّاً وقال إني سقيم بعد نظرة التفكر في النجوم؛ كواكب السماء المُضيئة والمُنيرة ولم يقتنع بعبادتها ولذلك تألم تألماً نفسيّاً مُنيباً إلى ربِّه وقال: {لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}، ومن ثم جاء تصديق الوعد من ربّ العالمين للباحثين عن الحق: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    فهداه الله إلى الحقّ واصطفاه ومن ثم دعا قومه على بصيرةٍ من ربه، وهذا هو التعريف الحقّ للاجتهاد:
    هو أن يجتهد الباحث عن الحقّ حتى يهديه الله إليه على بصيرةٍ من ربِّه ومن ثم يدعو إلى سبيل ربِّه على بصيرةٍ.

    ومن خلال ذلك نظهر بنتيجة حقٍ وهي إن الأنبياء كانوا مُجتهدين يبحثون عن الحقّ بحثاً فكرياً فيتمنون أن يعلمونه فيتبعونه. تصديقاً لقول الله تعالى :
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الحج:52].

    فما هو التمني: إنه البحث عن الحقّ حتى يهديه الله إليه فيصطفيه ويختاره، ومن بعد الاصطفاء يحدث شيءٌ آخر وهي العقيدة لدى الباحثين عن الحقّ فيما هداهم إليه وأيقنوا أنه الحقّ بلا شكٍ أو ريبٍ فاعتقدوا أنهم لن يشكّوا فيما علِموا من الحقّ شيئاً ولن يضلوا عنه أبداً، ومن ثم يُريد الله أن يعلموا علم اليقين أن الله يحول بين المرء وقلبه وأن عقيدتهم التي في أنفسهم أنهم لن يضلوا عن الحقّ أبداً بعد أن هداهم الله إليه، وهذا يحدث بعد الوصول إلى الحقيقة لجميع الباحثين عن الحقّ كمثل الأنبياء لم يحدث لهم إلا من بعد اصطفائهم وبعثهم لقومهم ومن ثم يحدث في النفس شكٌ في شأنهم من بعد اصطفائهم وإرسالهم، ومن ثم يُحْكِمُ الله لهم آياته لتطمئِن قلوبهم أنهم على صراطٍ مُستقيم
    ________________


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    أُحذركم حجارة من سجيلٍ تُمطركم من كوكب سقر ..

    وأُحذركم كوكب العذاب سجيل، والذي أهلك الله بحجارةٍ منه أصحاب الفيل عن طريق طيرٍ أبابيل، فأين تذهبون؟ فلا خيار لكم إلا أن تستجيبوا فتعترفوا بالحقّ ولا تخشوا أحداً إلا الله فإنّا فوقهم قاهرون بإذن الله ربّ العالمين.
    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    بسم الله الرحمن الرحيم
    بل المهديّ المنتظَر الداعي إلى الذكر في عصر الحوار من قبل الظهور وقد جاء القدر المقدور في الكتاب المسطور لمرور كوكب النَّار سقر أحد أشراط الساعة الكُبر وآية التّصديق للمهدي المنتظَر وقد أدركت الشمس القمر قبل أن يسبق الليل النهار نذيراً للبشر وآية التّصديق للبيان الحقّ للذكر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر، فلله الحجّة البالغة قد أعذر من أنذر، واقترب يوم عَسِرٍ على كافة المُعرضين من البشر عن الذكر ببأس شديد من الله الواحد القهّار يمطر عليكم بأحجارٍ من سجيلٍ كما فعل بأصحاب الفيل فجعل كيدهم في تضليلٍ؛ حارقة خارقة من الكوكب العاشر، إذا أصابت الرأس خرجت من الدُّبر فتجعله كعصف مأكول، ولن تأتي بالأحجار طيراً أبابيل؛ بل كوكب سجيل سقر سوف يمرّ عليكم بذاته فيمطر عليكم بمطر السَوْءِ يا معشر الكُفار، وذلك من كوكب النَّار بأسفل الأقطار من الأراضين السبع، من اغتصب من الأرض هذه شبراً ليس له طُوِّق به من الأراضين السبع بسبعة أشبار، وكثر في الأرض الفساد وطغى كثيرٌ من العباد، وظلم فيها القوي الضعيف، وتعاونتم على الإثم والعدوان وتركتم سبيل الحقّ والرضوان للرحمن يا معشر الإنس والجان، وأدعوكم إلى مُحكم القرآن وسنة البيان الحقّ عن محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلا ما خالف منها لمُحكم القرآن فذلك افتراء ما أنزل الله به من سلطان وجاء من عند غير الرحمن من عند عدوه الشيطان على لسان شياطين الإنس والجانّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ ليُجادلوكم بالباطل، فإن اتبعتموهم إنكم لمشركون، فأين تذهبون من الرحمن إن تركتم مُحكم القرآن رسالة الله الشاملة للإنس والجانّ.

    ونكتفي الآن من البيان من مُحكم القرآن على لسان الإمام ناصر محمد اليمانيّ بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ وننتقل الآن من القرآن إلى سنة البيان التي جاءت من عند الله على لسان رسوله إلى الإنس والجانّ أحبّ خلق الله إلى نفسي وأحبّ إلي من نفسي ومن أمي وأبي ومن الناس جميعاً خاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة الله للعالمين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وإن كذبت ببيان القرآن على لسان محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحقّ التي لا تُخالف لمُحكم القرآن فقد كذبتم بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ ثم أتبرأ منكم وأقول سُحقاً لكم كما سوف يقوله لكم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لئن أبيتم اتباع الحقّ من ربّكم وإلى سُنة البيان من بعد القرآن إلى كافة الإنس والجانّ فإن كفرتم بها كما كفرتم بمُحكم القرآن فالحُكم لله وهو أسرعُ الحاسبين.
    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا حِمْيَر، اعلم بأنّ كوكب سجيل قد ترك نيازك كبرى حول الأرض انسلخت من كوكب سجيل، وكذلك حجارةً صغيرةً من كوكب سجيل تركها يوم مروره على الأرض يوم دمّر قوم لوطٍ وإبراهيم، ولا يزال منها ما يدور حول الأرض ما بين صغيرٍ وكَمِثْلِ جبلٍ كبيرٍ وجميعهُنَّ من كوكب سجيل، ومنها التي قذف الله بها أصحاب الفيل فجعلتهم كعصفٍ مأكول.

    وأقسم بربّ محمدٍ وعيسى وربِّ مريم البتول ليعذّب الله من كذّب بأمري عذاباً نكراً، قد أعذر من أنذر.

    وأما كوكب سجيل فهو الأرض السفلى أي أسفل الأراضين السبع التي توجد من بعد الأرض الأمّ التي انفتقت منها السماوات والأرض أرضَ الماء والشجر والبشر التي نعيش عليها الآن، فهي بين السماوات السبع والأرضين السبع كما علّمكم القرآن بذلك بآيةٍ فصيحةٍ وصريحةٍ وواضحةٍ ومُحكمةٍ بينةٍ. وقال الله تعالى:
    { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12) }
    صدق الله العظيم [الطلاق]

    ولسوف تجدون بأنّ { الْأَمْر } هو القرآن العظيم يتنزّل على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في الأرض الرتق الجامع للسماوات السبع بنجومها والأرضين السبع بأقمارها، ولأن أرضكم هي مركز الانفجار لذلك سوف تجدون الأراضين السبع هي من تحت هذه الأرض التي نعيش عليها والذي يتنزل فيها القرآن إلى محمد رسول الله في أم القرى؛ مركز المركز؛ محلّ بيت الله المعمور بالذكر الليلَ والنّهار في كل لحظةٍ وحينٍ لا يخلو من الذاكرين، وذلك هو بيت الله المعمور بالذكر؛ ذلك هو المسجد الحرام بيت الله المعظّم؛ قبلة العالم؛ بيت الله جعل مكانه في مركز المركز أي في مركز الكون يا حِمْيَر.

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.

    ______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    الكسف هو قِطَعٌ من الحجارة ساقطةٌ من كوكب العذاب على الكافرين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أولاً
    عليك أن تعلم يا بوش الأصغر وجميع الكفار بالقرآن العظيم الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد حذّر الكفار قبل أكثر من 1428 عام بأنهم إذا استمر التكذيب بالقرآن العظيم رسالة الله إلى الناس كافة فإنّ الله سوف يبعث على الكفار من العالمين بعذابٍ أليمٍ من كوكب العذاب فيمطر عليهم حجارةً من سجيلٍ منضودٍ مسومةً عند ربّك وما هي من الظالمين ببعيد! وكان ردّ الكفار أن دعوا الله وأخبرنا الله بردهم في القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    وكذلك تحدّونه أن يسقط عليهم كسف الحجارة من السماء وأخبرنا الله بردهم هذا في القرآن العظيم، وقال الله تعالى:
    {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا}صدق الله العظيم [الإسراء:92]، ومن ثمّ ردّ الله عليهم وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} صدق الله العظيم [سبأ:9].

    ومن ثم أكدَّ الله في القرآن العظيم بأنه سوف يسقط علي الكافرين كسف الحجارة مع الدخان المبين، وقال الله تعالى:
    {وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} صدق الله العظيم [الطور:44].

    وقد بيّن الله لنا بدعاء الكافرين على أنفسهم بأنّ الكسف هو قطع من الحجارة كما بينا ذلك من قبل في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    سـ 11- بوش الأصغر: وهل حدّد النّبيّ الأُميّ موعد العذاب الذي حذّر الناس مِنه كافة لئن كفروا بهذا القُرآن؟
    جـ 11- المهديّ المنتظَر: كلا لم يُحدّد مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعد العذاب كما أمره الله أن لا يُحدّد لهم متى سوف يأتي هذا العذاب الموعود للكافرين، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الجن].
    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولأن القرآن العظيم رسالة الله الشاملة لكافة العالمين وليس إلى قريةٍ واحدةٍ؛ بل إلى كافة قُرى أهل الأرض جميعاً ولذلك جعل الله له أمداً بعيداً، وأوشك أن ينتهي ذلك الأمد البعيد أفهم الغالبون؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ‌ أَفَلَا يَرَ‌وْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْ‌ضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَ‌افِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُ‌كُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُ‌ونَ ﴿٤٥﴾ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَ‌بِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأنتم لَهُ مُنكِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:50].

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].

    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    الله يخلق مايشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الله هو من يصطفي خليفته فلا يحق لعباده أن يصطفوا خليفته من دونه فليس هم من يقسِمون رحمة ربك. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا القرآن عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم [الزخرف:31-32].

    فانظر لرد الله على المحتقرين لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كونه كان راعي الأغنام وفقيراً فلا يملك المال فكيف يختاره الله؟ فلماذا لم يختَر رجلاً من القريتين عظيم في نظرهم كالوليد ابن المُغيرة أو الثقفي صاحب الطائف؟ فانظر لرد الله عليهم: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم.
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    لمّا قام عبد الله يدعو الله كافراً بعبادة الاصنام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين وبعد..
    أخي المُستشار، حين لا تفهم المعنى لكلمةٍ ما في القرآن العظيم فعليك أن تبحث عن معناها في مواضع أخرى في القرآن العظيم فتجعل بحثك شاملاً، ولو كانت في موضع آخر فليس ذلك قياساً لاستنباط حكم؛ بل لمعرفة المعنى الحقيقي للكلمة التي تجهل معناها، وعلى سبيل المثال قال الله تعالى:
    {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴿18﴾ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّـهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴿19﴾} صدق الله العظيم [ الجن ].

    والبيان الحقّ لهذه الآية؛ بأن كُفار قريش حين قام مُحمد رسول الله في المسجد الحرام يدعو الله وحده وكافراً بعبادة الأوثان التي نصبوها داخل البيت العتيق فيعبدونها من دون الله وحين رأوا مُحمداً -رسول الله صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم كافراً بعبادتها وقام في المسجد الحرام يدعو الله وحده أغضب ذلك كُفار قريش الحاضرين حين قام يدعو الله وحده فكادوا أن يكونوا عليه جميعاً فينقضّون عليه جميعاً ناهينه عن عبادة الله وحده فيقولون أجعل الآلهة إلهاً واحداً! المُهم أننا عرفنا أن معنى
    {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} أي كادوا أن يكونوا عليه جميعاً. فتبين لنا المعنى الحقّ لكلمة لُبداً أنه يقصد (جميعاً) وبقي السُلطان الواضح من القرآن لبُرهان المعنى الحقّ لكلمة {لِبَدًا} أنها جميعاً فآتيكم به من قصة الكفار الذين يُنفقون أموالهم جميعاً ضد الله ورسوله ثم تكون عليه حسرة عند ربّهم فيُغلبون، وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}صدق الله العظيم [الأنفال:36].

    كمثال الوليد ابن المغيرة الذي أنفق ماله كُله ليصدَّ عن سبيل الله فأنفق ماله جميعاً ثم غُلب وقتل ثم كان ماله الذي أنفقه جميعاً حسرة عليه عند ربه، وقال الله تعالى:
    {أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً (6)} صدق الله العظيم [البلد].

    بمعنى أنه أهلك ماله جميعاً لتجهيز جيش جرار ضد الله ورُسوله فيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ ثم يُغلب ثم يكون عليه مالُه حسرةً عند ربِّه الذي أنفقه جميعاً للصدِّ عن الحقّ.
    ومن خلال البحث فهمنا المعنى الحقّ لكلمة
    (لبَداً) التي وردت في القرآن مرتين في قول الله تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} أي أنفق ماله جميعاً لتجهيز الجيش ضد الله وأوليائه ثم يغلبه الله ثم يكون ماله عليه حسرةً عند ربه، وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} صدق الله العظيم، وكذلك وردت كلمة ( لبَداً ) في موضعٍ آخر في القرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴿18﴾ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّـهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴿19﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وها نحن خرجنا بنتيجةٍ بيِّنةٍ مؤكدة أن المعنى لقول الله تعالى:
    {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} أي أهلك ماله جميعاً، وكذلك نجدها هي نفس المعنى في قول الله تعالى {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} صدق الله العظيم، أي كادوا أن يكونوا عليه جميعاً.
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    دعوة محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لأهل الكتاب الى كتاب الله ليحكم بينهم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ذلك لأني أستنبط الحكم الحقّ بينهم من مُحكم كتاب الله القرآن العظيم الذي جعله الله المرجع الحقّ لكافة الذين فرّقوا دينهم شِيعاً من المُسلمين كما جعل الله القرآن العظيم هو المرجع الحق لكافة الذين فرّقوا دينهم شيعاً من أهل الكتاب من قبلهم تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

    ولذلك أمر الله نبيّه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يدعو الذين فرّقوا دينهم شيعاً من أهل الكتاب أن يدعوهم إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكمُ بينهم فيما كانوا فيه يختلفون من مُحكم القرآن العظيم فيكون ذلك برهان نبوّته بالحقّ وحقيقة هذا القرآن العظيم أنهُ حقاً تلقّاه من لدُن حكيمٍ عليمٍ ولكن فرق أهل النار المُعرضين عن الحقّ من ربهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمرآن:23].
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    صحابة رسول الله ..

    {وَبَشِّرِ‌ المخبِتِينَ ﴿٣٤﴾} [الحج]، وهم صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد:16]، وهم قوم في آخر الزمان وليسوا صحابة رسول الله.
    ___________________



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا معشر عُلماء الأمَّة، وتالله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتصدقوني بأني أنا المهديّ المنتظَر ما لم آتِكم بسلطانٍ مبينٍ وقد جعل الله سلطاني البيان الحقّ للقرآن وآية سلطاني للمسلمين كافة إن رأوني ألجمت عُلماء المسلمين على مختلف فرقهم ومذاهبهم عن بكرة أبيهم إلجاماً فذلك نصرٌ من الله عظيمٌ وإقامةُ الحجّة على كُلِّ مسلمٍ لم يتبعني ويعترف بشأني بعد أن أظهره الله على أمري في الإنترنت العالميّة أو سُلمت له نسخةٌ ورقيةّ ثم لا يبحث عن الحقيقة ويتولى ويقول: "إن آمن به علماءُ الأمَّة آمنّا وإن كفروا بأمره فهم الصادقون". فسوف يعلمون من الكذاب الأشر!

    وإني أنا المهديّ المنتظَر ولا أقول على الله غير الحقّ ولم أقل لكم بأني رسولٌ جئتكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل بالبيان الحقّ للقرآن المجيد من نفس القرآن ولا وحيٌ جديدٌ ولا كتابٌ جديدٌ؛ بل القرآن الذي أنتم به مؤمنون، ولكني أرى إيمانكم يأمركم أن تكفروا بالحقّ! فلبئس ما يأمركم به إيمانكم يا معشر المسلمين.
    وأذكركم بما يقوله الله لكم أنتم يا معشر المؤمنين في عصر الظهور في قوله تعالى:
    { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [الحديد:16].

    ويا قوم ما خطبكم قتلتم القرآن شر قتلة بأسباب النزول؟ والتي معظمها كذبٌ وافتراءٌ على المؤمنين الحقّ في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي قال الله عنهم المُخبتين وأمر رسوله أن يبشرهم، وقال تعالى:
    { وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (35)} صدق الله العظيم [الحج].

    وقال الله عنهم:
    { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } صدق الله العظيم [الأنفال:2].

    فهل هم صحابة رسول الله الحقّ الذين معه قلباً وقالباً؟ فنقول بلى، وقال الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [الفتح:29].

    فكيف تفترون عليهم يا معشر المفسرين؟ يا إمعات يا من تتبعون الأقاويل بغير تدبرٍ ولا تفكرٍ فأضللتم المسلمين عن الصراط المستقيم وحصرتم القرآن بأسباب النزول لجماعة ما وهو مطلق للأمم والناس أجمعين، وتتهمون صحابة رسول الله الحقّ بأن قلوبهم لم تخشع لذكر الله وما نزل من الحقّ وإنكم لكاذبون يا معشر المفترين يا من تقولون على الله ورسوله ما لا تعلمون فأطعتم أمر الشيطان أن تقولوا على الله ما لا تعلمون وعصيتم أمر الله الذي نهاكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون! فكيف تظنون بأن هذه الآية التالية نزلت في صحابة رسول الله الحق:
    { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [الحديد:16].

    بل والله العلي العظيم أنه يخاطبكم أنتم يا معشر المسلمين في عهد الظهور؛ أما آن لكم التصديق؟ ألم أعلن لكم عن نهاية الحياة الدنيا من قبل أن تدرك الشمس القمر فيتلوها الهلال ثم أدركته فتلاها الهلال ثم اجتمعت به هو هلال كراراً ومراراً ولم يحدث لكم ذكرى؟
    ويا معشر المسلمون هل تعلمون كم الأمد؟ إنه زمن أكثر من ألف عام وليس في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فطال عليكم الأمد فقست قلوبكم.

    ويا قوم إنها لتوجد في القرآن آياتُ مُخاطبةٍ ولا يقصد بها المؤمنين ولا الكافرين في عهد رسول الله على الإطلاق؛ بل يخاطب الله بها قوم في آخر الزمان، كمثال قوله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

    فبالله عليكم ما يدري رعاة الإبل بذلك بأن السماوات والأرض كانتا رتقاً كوكباً نيترونياً واحداً فتكونت نتيجة الانفجار الأعظم ثم استوى إلى السماء وهي دخان من بعد الانفجار الأعظم فقضاهن سبع سماوات، فكيف يخاطب قوماً كافرين لا يرون ذلك حقاً على الواقع الحقيقي؟ بل يخاطب كفار اليوم الذين يرون ذلك حقّ على الواقع الحقيقي ولأنهم يرون ذلك يقول الله لهم في آخر الآية:
    {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} فمن ذا الذي يقول أنه يخاطب كفار قريش بل يخاطبهم على قدر فهمهم وأكثر خبرتهم في الإبل، لذلك قال: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} صدق الله العظيم [الغاشية:17].

    فدعاهم إلى التفكر في الإبل وذكرها قبل أن يذكر السماوات والجبال والأرض وذلك لأن أكثر خبرتهم وعلمهم في الإبل ويخاطب القرآن الناس في كل زمانٍ ومكانٍ على قدر فهمهم وعلمهم وقد أحاط الله هذه الأمَّة من بين الأمم بالعلم في شتى المجالات، ولذلك المهديّ المنتظَر يخاطبهم بالعلم والمنطق ويبين لهم ماهي الساعة فلو جاء بيان الساعة لكفار قريش لما فهموا الخبر، وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} صدق الله العظيم [الجاثية:32].
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]


    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    اقتباس المشاركة : حبيبة الرحمن


    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - ربيع الثاني - 1439 هـ
    19 - 12 - 2017 مـ
    09:28 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )


    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=33535
    ______________


    زواجه من السيدة زينب بنت جحش بعد ان قضى زيد منها وطرا لتنفيذ امر الله له في الرؤية الحق


    وعلى كل حال ليست الرؤيا تأتي غالباً كما رآها النائم في نومه فمنها ما هي رؤى محكمةٌ ومنها ما هي تحتاج إلى تأويلٍ، وأما الرؤيا المحكمة التي لا تحتاج إلى تأويلٍ فهي تأتي متكررة في منامه بنفس مضمون الرؤيا، كمثل رؤيا محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان يرى أنه يتزوج زينب امرأة زيدٍ فعلم أنه إذا طلقها زيدٌ وانقضت عدتها فعليه أن ينفذ أمر الله الخصوصي له، فكان كلما شاهد رؤيا أن يتزوج زينب امرأة زيدٍ بن حارثة ففي صباح تلك الليلة يأتيه زيدٌ بن حارثة فيقول: "يا رسول الله إني أريد أن أطلق زوجتي"، ثم يقول له محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴿٣٦﴾وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧﴾مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].


    فكلما تكررت الرؤيا فيأتي زيدٌ إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وقال: "يا رسول الله إني أريد أن أطلق زوجتي"، ثم يكرر له القول عليه الصلاة والسلام: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ} صدق الله العظيم. وليست تلك موعظةً لزيدٍ كون الزواج بالتراضي وليس لنبيّ الله الحقّ أن يرغمه على بقائها في ذمّة زوجٍ، ولكن جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم أنه إذا طلق زيدٌ زوجته فهي أصبحت عليه أمر من الله مفروضٌ.


    فجاء زيدٌ ذات يومٍ وهو قد طلق زوجته ولم يطلب الإذن من النبيّ كما في كلّ مرةٍ فهنا وضع الله نبيّه أمام الأمر الواقع فقال له النبيّ: "فزوجتك لا تزال زوجتك فلا يجوز لك أن تخرجها من بيتك خروجاً نهائياً إلى بيت أهلها ولا يجوز لها أن تخرج خروجاً نهائيّاً إلى بيت أهلها كون تطبيق الطلاق بالفراق ليس من لحظة لفظ الطلاق؛ بل لا تزال زوجتك تروح وترجع إلى بيته كما كان من قبل لفظ الطلاق، فلا تزال زوجتك حتى انقضاء العدّة من يوم لفظ الطلاق، وأحصوا العدّة، فإن اتفقتما قبل انقضاء العدّة بطلت عدّة الطلاق ولا يحسب ذلك طلاقاً، وأما إذا انقضت عدّة الطلاق ولم تتراجعا فيتمّ تطبيق الطلاق شرعاً بالفراق فلا تعود للزوجٍ إلا بعقدٍ جديدٍ".


    ولكن النبيّ قد علم أن ذلك أمرٌ مقضيٌ فلا مفرّ من الزواج بها من بعد انقضاء عدّتها بالخروج النهائي إلى بيت أهلها، وكان النبيّ يخشى ألسنة المنافقين الحداد والذين في قلوبهم مرضٌ والمرجفون أن يقولوا: "شُغفَ بها حباً"، وحتى ولو قال: "بل أمرٌ من الله في رؤيا المنام"؛ بل سيقولون: "شُغفَ بها حباً وهي في ذمّة زوجٍ"، كذباً وافتراء على نبيّ الله، ولذلك كان يريد من الله أن لا يحقق هذه الرؤيا فكان يقول لزيدٍ في كل مرةٍ: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ} ولكن الله أولاً أراد أن يُكرم زينب بنت جحش أكرم نساء رسول الله من بعد خديجةٍ كون الله أمر رسوله بادئ الأمر أن يخطبها لزيدٍ ورفض أبوها وأمها كونها بنت شيخ بني مخزومٍ وقالوا: "لو خطبها محمدٌ رسول الله له لكانت بشرى لدينا سارة وأمّا أن يخطبها لزيدٍ وهو يعلم أنه من الموالي فلا". وكانت زينب تتسمع لما يدور بين أبيها وأمها ورسول رسولِ الله الذي بعثه لخطبتها، حتى إذا سمعت ردّ أبويها لرسول رسول الله فلما أراد أن ينصرف فتحجبت وخرجت فقالت لرسول رسول الله: "ارجع" بصوتٍ عالٍ، فرجع. فمن ثم التفتت إلى أبويها فقالت بصوتٍ غاضبٍ: "أتقولون لرسول رسول الله لا؟ فبعزّة ربي وجلاله..." وكررت في قسمها أنها لن تتزوج إلا زيداً حتى ولو كان رقيقاً؛ بل تقديراً لطلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكرمها الله وزوّجها للنبيّ بعد إذ قضى زيدٌ منها وطرًا، ومن تواضعَ لله رفعه. وكذلك حتى ينفي دعاءهم لزيدٍ ( ابن محمد )، وكذلك حتى لا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم، وتنزّل بيان الرؤيا التي كان يخفيها النبيّ في نفسه وأنه ليس قد شغف بها حباً بل أمرٌ من الله في رؤيا المنام. وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴿٣٦﴾وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧﴾مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].


    وبالنسبة لرؤياك فلكم غيرك شاهد إعلان وتسليم القيادة من علي عبد الله صالح من رؤيا المبشرات بتصديق المهديّ المنتظَر وهي تخصّ أصحابها وبالذات الذين هم في حيرةٍ من الأمر لئن أراد الله أن يعظ من يشاء منهم في منامه، فاتقِ الله حبيبي في الله علي حسن الدعبوش، فكما تبيّن لي في رؤياك أنك كنت موقناً في نفسك أنّ الزعيم علي عبد الله صالح حتماً سوف يُسلّم القيادة للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولم تشكّ في ذلك مثقال ذرةٍ، وأراد الله أن يزلزل يقينك والأنصار ثم يُحْكم الله آياته كيفما يشاء وإلى الله ترجع الأمور.


    وهذا بيانٌ لك موعظة وبيانٌ من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ذكرى للذاكرين كوني كنت أريد أن أردّ عليك بردٍ قصيرٍ جداً في الرسالة على الخاص ولم أدرِ إلا وقد صار بياناً طويلاً ومُفصّلاً رغم أنفي ولم أكن أنوي كتابة بيانٍ! ولله الأمر من قبل ومن بعد. فهل استطاع أن يغيّر قدر رؤيا أمر الله إلى نبيّه برغم أنّ النبيّ حاول أن يغيّر قدر الرؤيا علّها لا تتحقق؟ ومحاولة تغييرها وإنما ذلك خشية من كلام الناس ولكن الله أحقّ أن يخشاه ولا يبالي بكلام المرجفين والمنافقين من بعد تصديق رؤيا الأمر إليه من ربه، وتعلمون ذلك من خلال رد النبيّ على زيد بن حارثة الذي اتخذه النبي له ولداً، ولذلك كان النبي يقول لزيد:
    {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧﴾مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم، خشية من كلام الناس أن يسلقوه بألسنةٍ حدادٍ خصوصاً المرجفون.


    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    اخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    https://mahdialumma.net/showthread.php?t=33538
    _______________
    انتهى الاقتباس من حبيبة الرحمن
    ــــــــــــــــــــــــ
    كل ابن آدم خطّاء ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ومن ثم نأتي لخطأ محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حين اتخذ قراراً من ذات نفسه أن يكون كمثل الملوك الذين يكون لهم أسرى في الحروب ولم ينتظر الفتوى من ربّه، فجاء جبريل عليه الصلاة والسلام بالفتوى الحقّ من ربّه، ويعلم نبيّه أنّه أخطأ خطأً كبيراً. وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ له أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدنيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( 67 ) لَوْلا كتابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(68)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    سبحان الله! ويقول الله تعالى بأنّ لولا رحمته التي كتب على نفسه لما جاء جبريل عليه السلام بالردّ بل لكان مسّهم من ربّهم عذاباً عظيماً، وقال:
    {لَوْلا كتابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} صدق الله العظيم، وهنا قد تبيّن لكم خطأ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اتخاذ القرار الخاطئ وحدث منه ذلك من بعد تكليفه بالرسالة فتاب وأناب وغفر الله له خطأ ظلمه وظلم صحابته لأنفسهم إنّه هو الغفور الرحيم.

    وعليه فقد أصبحت الآية التي يحاجُّني بها الصافي من المتشابهات ونقطة التشابه في كلمةٍ واحدةٍ في قول الله تعالى:
    {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، والتشابه حدث في كلمة وهي: {الظَّالِمِينَ}، فظنّ الشيعة أنه يقصد ظُلم الخطيئة، ولكنّ الله يقصد ظُلم الإشراك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}صدق الله العظيم [النساء:48].

    وأعلى درجات ظلم الإنسان لنفسه هو الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:13].

    وظُلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة، وذلك لأنّ المؤمن معرض للابتلاء فيخطئ ويظلم نفسه بظلم الخطيئة وليس بظلم الشرك لأنّه سوف يكون داعيةً للناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له فلا ينبغي أن يكون الداعية مشركاً لأنه سوف يدعو النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وظلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة لأنّ ظلم الخطيئة قد تحدث حتى بعد تكليف الرسول برسالة ربّه، أفلا ترون أنكم اتّبعتم المتشابه والذي يتناقض مع الآيات المحكمات هُنّ أمّ الكتاب؟ ولم يأمركم الله أن تتبعوا المتشابه الذي لا يعلم بتأويله إلا الله وحده ويُعَلِّم به من يشاء من عباده بل أمركم الله اتباع الآيات المحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب فتهتدون إلى صراط مستقيم، وذلك لأنّكم إذا اتّبعتم المتشابه فإنكم سوف تجدون ظاهره مخالفاً لآيات الكتاب المحكمات ثم تزيغون عن الحقّ فيضلكم المتشابه ضلالاً بعيداً. وقال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيات مُحْكَمَاتٌ هُنّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ متشابهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قلوبهم زيغٌ فَيتّبعون مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كلّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ}صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ويا أيّها الصافي، إنّي الإمام المهديّ بعهد الله وافٍ لا أشرك به شيئاً ولكنّني كنتُ كثير الخطايا والذنوب فأنبتُ إلى ربّي فوجدتُ ربّي غفوراً رحيماً، فاجتباني وهداني وعلّمني البيان للقرآن مُحكمه ومتشابهه، إلا والله الذي لا إله غيره لو اجتمع الأولون والآخرون الأحياء منهم والأموات أجمعون ليحاجُّوا الإمام المهديّ بالقرآن العظيم لجعلني الله المُهيّمن عليهم جميعاً بسُلطان العلم ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون، فهل أنتم مُهتدون؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو الشيعة وأهل السُّنة والجماعة؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    النبيّ الأميّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا أخي الضارب إنك تُحاجّني بالأخطاء اللغويّة وذلك من مُعجزات التصديق، وأضرب لك على ذلك مثلاً في محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول الله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:٤٨].

    فأصبحت الأميّة بُرهاناً للنبيّ الأميّ لدى عُلماء اليهود فعرفوا أنّه رسولٌ من ربّ العالمين؛ إذ كيف يأتي بهذا القرآن العظيم الذي يُعْلِمهم بحقائق ما في التّوراة والإنجيل ويُبيّن لهم الحقّ فيما كانوا فيه يختلفون برغم أنّه أمّيٌّ لا يقرأ قبله من كتابٍ؛ لا كتاب التّوراة ولا الإنجيل، ومن ثم يُبيّن كثيراً مما كانوا فيه يختلفون. فتبيّن لهم أنّه حقاً تلقّى القرآن من لدن حكيمٍ عليمٍ، فعرفوا أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم هو حقاً رسولٌ من ربّ العالمين كما يعرفون أبناءهم، ثم أنكر المُبطلون منهم فأنكروا الحقّ من بعد ما تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربِّهم فأعرضوا عن الحقّ كفاراً حسداً من عند أنفسهم، ولذلك قال:
    {إِذاً لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}[العنكبوت:48].

    وذلك لأنهم يشكّون بأنّ محمداً رسول الله هو الحقّ من ربِّهم لأنّه أمّيٌّ لم يقرأ في التّوراة ولا الإنجيل، فكيف يستطيع أن يأتي بهذا القرآن الذي يصُدّقُ ما بين أيديهم من التّوراة والإنجيل ويُبيّن لهم كثيراً مما كانوا فيه يختلفون! ولأنه أمّيٌ علموا أنه لا ينبغي لأميٍّ أن يأتي بهذا القرآن العظيم وعلموا أنّ القرآن حقًا تلقّاه من لدُنٍ حكيمٍ عليمٍ في أول الدّعوة المحمديّة؛ بل كان يقينهم بأنّه رسولٌ من ربّ العالمين أشدّ من يقين محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بادئ الأمر، وقال الله تعالى:
    {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚلَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وكذلك المهديّ المنتظَر الذي يوحي إليه الله بالبيان الحقّ من القرآن فيأتي بسلطان البيان من نفس القرآن فيُلجم علماء الأمّة بالحقّ مع أنّ جميع عُلماء المُسلمين لا يُخطئون في الإملاء والنحو والتجويد والغُنّة والقلقة؛ إذاً فكيف استطاع ناصر محمد اليماني أن يأتي بالبيان الحقّ للقرآن فيُلجِم جميع من حاوره من القرآن من عُلماء الأمّة! فلا يحاوره أحدٌ من علماء الأمّة إلا غلبه ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن مع أن جميع علماء الأمّة أعلم من ناصر محمد اليماني بالنحو والإملاء والتجويد والغنّة والقلقة ثم يغلبهم ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن، فكيف استطاع ناصر محمد اليماني أن يعلم البيان الحقّ للقرآن؟ ومن ثمّ تعلمون بأنّ ناصر محمد اليماني حقًا تلقّى البيان الحقّ للقرآن بوحي التّفهيم من ربّ العالمين،
    فأصبح جهلي في النحو والإملاء هو مُعجزة للتصديق وحُجّة لي وليست عليَّ أيها الضارب المُحترم.
    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    تنزيل القرآن من الرحمن على قلب محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فمُعَلِمُه جبريل القوي الأمين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ولا أفرق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين، ثمّ أمّا بعد..

    إلى (مُحبِّ المهديّ) الباحث عن الحقيقة وإلى جميع المُسلمين، هل تعلمون بأنّ الله وعدكم بالبيان الحقّ للقرآن ونزّل القرآن على خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى:
    {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} صدق الله العظيم [القيامة:١٨].

    والقارئ هو جبريل عليه الصلاة والسلام إلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿٧﴾ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿٨﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    ومعنى قوله:
    {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ} أي وما يتكلم إلا بما كلمه به معلِّمُه جبريل عليه الصلاة والسلام لذلك قال: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾}، وشديد القوى هو جبريل، وهو من أعظم الملائكة في الحجم وبسطةً في العلم، وذلك لأنّ الملائكة ليسوا سواءً في الأحجام، وذلك لأنّهم ليسوا بالتناسل فيأتي الابنُ مثل أبيه؛ بل يخلقهم الله بكن فيكون كيف يشاء. وقال الله تعالى: {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِمَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم [فاطر:١].

    وإنّ جبريل عليه الصلاة والسلام من الملائكة العظام في الخليقة حتى إذا تنزَّل إلى محمدٍ رسول -الله صلّى الله عليه وآله وسلّم- يستوي بإذن الله إلى بشرٍ كما استوى حين ابتعثه الله إلى مريم ليُبشِّرَها بأنّها سوف تلد غلاماً بكن فيكون، فصدّقت بكلمات ربّها، وكذلك تمثل لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بشراً سوياً، ثم دنى من محمدٍ رسول الله صلّى عليه وآله وسلّم
    فكان قاب قوسين وهي: المسافة لحبل القوس الرابط بين القوسين المُتقابلين والمُنحنيَيْن، وذلك لأنّه يشدّ محمداً رسول الله إليه أثناء الوحي بادئ الرأي ولكن المسافة غير ثابتة بينهما أثناء الوحي كما يبدو لي في القرآن العظيم في دقة الخطاب. لذلك قال الله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ} وليس ذلك قولاً بالظنّ منه تعالى بقوله: {أَوْ أَدْنَىٰ}؛ بل من دقة القول الصدق منه تعالى يقول بأنَّ المسافة لم تكن ثابتة وذلك لأنّ جبريل كان يشدّه إليه ثم يلين له، وذلك لكي يركّز محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما سوف يقوله لهُ المرسل إليه وليعلم عظمة الأمر وأنّه القول الفصل وما هو بالهزل من ربّ العالمين. لذلك قال تعالى: {فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ}؛ أي أوحى الله سبحانه إلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما أوحاه جبريل إلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. ولكنَّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رأى جبريل نزلةً أخرى ولكن على هيئته ملكاً عظيماً وذلك عند سدرة المُنتهى ليلة الإسراء والمعراج، ورأى في تلك الليلة من آيات ربّه الكُبرى.

    إذاً المُعلم الشديد القوى هو (جبريل) عليه الصلاة والسلام الذي كان يُعلّم محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم القرآن، ولكنَّ المهديّ المنتظَر يُعلِّمُه البيان (اللهُ الذي خلقه) مُباشرةً بوحيّ التفهيم. لذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    فأمّا القرآن فعلّمه الله لجبريل ليُعلمه محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأمّا البيان فكان الله هو المُعلِّم به مُباشرة إلى المهديّ المنتظَر، وذلك هو التأويل الحقّ لقوله تعالى:
    {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}. وقال الله تعالى: {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

    والرحمن علم القرآن لجبريل ليُعلّمه لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك هو التأويل لقوله
    {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾}، وأما المهديّ المنتظَر صاحب علم الكتاب فهو الإنسان الذي علّمهُ اللهُ البيان الشامل للقرآن وأنّ الشمس والقمر بحسبان، فقد علّمناكم بالسَنّة الشّمسيّة في ذات الشمس وكذلك السَّنة القمريّة لذات القمر وفصّلنا ذلك من القرآن تفصيلاً.

    ومعنى قوله خلق الإنسان فذلك هو المهديّ المنتظَر حتى إذا جاء العمر المناسب له علّمه البيان الحقّ للقرآن ولم يخبِّئْه في سرداب السامري ثم أخرجه وعلّمه! وربّما يقول الجاهلون إنه يقصد بقوله: {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾} أي آدم عليه السلام، ونسي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿٦﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿٧﴾ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الإنفطار].

    ومن ثم نقول له إنّ الإنسان الذي خلقه الله وعلّمه البيان لم يكن قبل نزول القرآن بل بعد تنزيل القرآن، والقرآن لم يتنزّل على آدم بل على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويخصه قوله تعالى:
    {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾}، أي علمه لجبريل ليُعلمه لمحمدٍ رسول الله عليهما الصلاة والسلام، ثم من بعد ذلك وفي الوقت المناسب خلق الإنسان الذي يُعلمه الله البيان الحقّ للقرآن وذلك هو المقصود في قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} صدق الله العظيم، وذلك بعد أن يحيطكم الله ما شاء من علمه لترون آيات ربّكم على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقوله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٠٥].

    إذاً يا محب المهديّ، من كفر بالمهديّ المنتظَر الحقّ الذي يدعو النّاس لاتّباع الحقّ فقد كفر بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وهل تراني أخاطبكم بغير حديث الله في القرآن العظيم؟ إذاً من كفر بما أقول فقد كفر بالبيان الحقّ والذي لا آتيكم به بقول الظنّ والاجتهاد بل أستنبط البيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن فمن كذّبني كذّب بالقرآن ومن صدّقني صدّق القرآن، ولستّ أنت وحدك لا تكذِّب ولا تُصدِّق بل كثيرٌ من الذين اطّلعوا على أمري في أنفسهم ما في نفسك، فلستَ مُكذباً بشأني ولستَ مُصدقاً لأنّك لا توقن بآيات الله في أنّ الشمس أدركت القمر، وكذلك بالكوكب السابع من بعد الأرض والذي هو نفسه الكوكب العاشر بالنسبة للمجموعة الشّمسيّة والذي هو نفسه الثاني عشر بإضافة الشمس والقمر من الكواكب ذات الأهمية، وكذلك لا توقن بالأرض المفروشة باطن الأرض الأميّة جنّة الفتنة برغم أنّكم رأيتم بوّابات الأرض بالصورة تصديقاً للبيان الحقّ ثم لا توقنون! وبأيِّ حديثٍ بعده توقنون يا محب المهديّ؟ وكذلك لا تصدِّقون بجسد المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام أنّه في الأرض حتى إذا وقع القول أخرجه لكم حيّاً يمشي ويدعو النّاس لاتّباع الحقّ المهديّ المنتظَر ويكون من التابعين، وأما وقوع القول فهو بسبب عدم اليقين في قلوب النّاس بحقيقة ما نبيِّن لهم من حقائق آيات ربّهم على الواقع الحقيقي.

    ___________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    حجم سدرة المنتهى حجاب الربّ هي أكبر من جنّة المأوى ..


    اقتباس المشاركة 96513 من موضوع ردّ الإمام على محب المهديّ: جبريل عليه الصلاة والسلام من الملائكة العظام في الخليقة..

    - 6 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 10 -1430 هـ
    01 - 10 - 2009 مـ
    03:29 صباحاً
    ــــــــــــــــــ


    { لَقَدْ رَ‌أَىٰ مِنْ آيَاتِ رَ‌بِّهِ الْكُبْرَ‌ىٰ }..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    وبالنسبة لحجم سدرة المُنتهى (حجاب الربّ)، فهي أكبر من جَنّة المأوى بإشارة قول الله تعالى: {وَلَقَدْ رَ‌آهُ نَزْلَةً أُخْرَ‌ىٰ ﴿١٣﴾ عِندَ سِدْرَ‌ةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    ونعلمُ ضخامة حجم السدرة من إشارة قول الله تعالى:
    {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه: فكم حجم جنة المأوى؟ وقال الله تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} صدق الله العظيم [الحديد:21].

    إذاً كيف تكون الجنة عند الشجرة ما لم تكن الشجرة هي أكبر من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض؟ ومن ثم تصوّر حجم الثمانية الملائكة الذين يحملون هذه الشجرة الكُبرى فهي أكبر ما خلق الله في الكتاب! فهل تذكر حديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حجم جبريل يوم رآه بالأفق المبين؟ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [رأيت جبريل عليه السلام في صورته التي خلق لها له ستمائة جناح قد سدّ الأفق] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    وكذلك تمّ الإذن لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُحدِّثكم عن حجم مَلَك واحد فقط من حملة العرش الثمانية لأنّ السّبعة الباقين بنفس وذات الحجم سوياً، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [أُذن لي أن أحدث عن ملك من الملائكة ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    فانظر قدر المسافة ما بين فقط شحمة أُذنه إلى كتفه
    [مسيرة سبعمائة سنة]! إذاً كم المسافة من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه؟ وقال الله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَ‌ةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾ مَا زَاغَ الْبَصَرُ‌ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾ لَقَدْ رَ‌أَىٰ مِنْ آيَاتِ رَ‌بِّهِ الْكُبْرَ‌ىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي قريبا باذن الله سنقص عليكم من واقع بيانات الامام المهدى المنتظر قصة الامام الخاتم ناصر محمد

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمينوسلاما على جميع المرسلين والحمد لله رب العالمين


    قريبا باذن الله سنقص عليكم من واقع بيانات الامام المهدى المنتظر قصة الامام الخاتم ناصر محمد اليمانى

    وستتضح القصة جليه للذين يستهزئون وللذين كانوا بالبيان الحق للذكر لايوقنون وللذين يجهلون قدره ولايحيطون بسره

    فالى النصر القريب بإذن الله

    فتوجهوا لله مخلصين له بالدعاء أن يُعجل بفرجه ونفسه وتنفيسه على الخلائق بظهور الامام المهدى المنتظر ناصر محمد عليه وعلى اله الصلاة والسلام

    وسلاما على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    قل هو نبأ عظيم

  7. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الانبياء والمرسلين والتابعين بخير الى يوم الدين


    اللهم نسئلك بعظيم نعيمك ان تعجل نصر امه الاسلام والمسلمين ونصر الامام الهادي لكتاب الله والغايه الاعظم والتي بها تتحقق الشفاعة

    وان شاء الله نروي قصة الامام ناصر محمد اليماني خاتم الخلفاء المصطفين من الله رب العالمين

    وكم تتشابه قصة الامام بقصص من قبله من الانبياء والمرسلين في تكذيب الناس له واتهامه باوصاف لاتليق ولكن النصر من الله سوف يكون عظيم بل سيكون اعظم نصر للاسلام والمسلمين من الله الواحد القهار الجبار


    وكم اشتاق لرؤيتكم اخواني الانصار وكم اشتاق لرؤية حبيبي في الله المهدي المنتظر الناصر لرسول الله عليه الصلاة والسلام وكم اشتاق لرؤية رسول الله عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وكم اشتاق لرؤيه الاخوة الانبياء اصحاب الكهف عليهم الصلاة والسلام وكم اشتاق لرؤية نصر الله والفتح

    اللهم يا واحد يا احد انصرنا نصراً مؤزراً من عندك يا من له الاسماء الحسنى


    اللهم اني عبدك وانك تعلم ما بالسر والعلن وانك اقرب الى نفسي من حبل الوريد وانك تعلم ما ادعوك به فاجب لي دعائي يا غفور ياعليم

    اللهم يا واحد يا احد
    (( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ))

    °ˆ~*¤
    طالب العلم ¤*~ˆ°

    http://www.smartvisions.eu/image.php...ine=1302107352


  8. افتراضي

    بسم الله السميع العليم من الشيطان الرجيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    والله لانها قصص رائعة مليئة بالعبر والمواعظ والاحداث الشيقة
    وان لها لوقع بالنفس وتسليه وتشويق .فصدق الله العظيم.

  9. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اقتباس المشاركة 48653 من موضوع الفهرسة الموضوعية لموسوعة بيانات الإمام المهدي

    ۩ بسم الله الرحمن الرحيم النعيم الأعظم ۩
    ۞۞۞۞۞۞۞

    ۞۞الفهرسة الموضوعية۞۞
    الشاملة لجميع بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞



    اقتباس المشاركة 116269 من موضوع اللهم قـــد بلغت اللهم فاشـــهد ..



    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=116254

    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 11 - 1434 هــ
    16 - 09 - 2013 مـ
    05:05 صباحــاً
    ــــــــــــــــــــــ



    اللهم قـــد بلّغتُ، اللهم فاشـــهد
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، السلامُ عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    كونوا شهداء على أمّتكم أنّ عذاب الله على الأبواب وعلماء المسلمين والنّصارى واليهود لم يستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الكتاب القرآن العظيم، وأفوّض الأمر الى الله إنّ الله بصيرٌ بالعباد، فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  10. افتراضي

    قصة نبي الله ذو القرنين
    (إبراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن آزر)

    ـــــــــــ

    وأما بالنسبة لذي القرنين فسبق بيان اسمه بالحقّ أنّه إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وكافة علماء الأمّة لا يعلمون إلا بنبيّ الله إبراهيم بن آزر صلّى الله عليه وآله وسلّم
    . ألا يكفيك برهان الاسم في قول الله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذريّة آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذريّة إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:58].

    والسؤال الذي يطرح نفسه فمن يقصد الله بقوله تعالى: {وَمِنْ ذريّة إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ} صدق الله العظيم، فهل يقصد إبراهيم بن آزر أم إبراهيم آخراً؟ فإن كان الجواب أنّه يقصد إبراهيم بن آزر ولكنكم تعلمون أنّ إسرائيل من ذريّة إبراهيم بن آزر فكيف تركب هذه! فهو يتكلم عن ذرّيتين وهم ذريّة إبراهيم وذريّة إسرائيل.

    فمن هو إبراهيم ومن هو إسرائيل؟ والجواب بالحقّ هما:
    1 - نبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم.
    2 - إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم.

    فيتبيّن لكم أنّه يوجد هناك إبراهيمان في محكم القرآن، وهما نبيّ الله إبراهيم بن آزر ونبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل، فأما نبيّ الله إبراهيم بن آزر فبعثه الله إلى قومٍ يعبدون الأصنام فيتخذونها أرباباً من دون الله. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ ﴿51﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿52﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿53﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿54﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بالحقّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿55﴾ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ ربّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿56﴾ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴿57﴾ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿58﴾ قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿59﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿60﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿61﴾ قَالُوا ءَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿62﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿63﴾ فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿64﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ ﴿65﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿66﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿67﴾ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿68﴾ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴿69﴾ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿70﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿71﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴿72﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وأما نبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل عليه الصلاة والسلام فبعثه الله إلى المَلِكِ الذي آتاه الله المُلْكَ فادّعى الربوبيّة وأمر رعيته أن يتخذوه إلهاً من دون الله. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وآمن مَنْ آمن بنبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل عليه الصلاة والسلام، فحفر ذلك المَلِك أخدوداً وأضرم فيه النار وأمر رعيته أنّ من لا يرجع عن اتِّباع إبراهيم بن إسماعيل فإنه سوف يُلقى به في النار، وتمّ إضرام النار في الأخدود وجيء بالذين آمنوا بنبيّ الله إبراهيم فتمّ شدّ وثاقهم جميعاً ليُلقى بهم في النار. وقال الله تعالى: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)} صدق الله العظيم [البروج].

    فمن ثمّ أنزل الله مطراً شديداً فأطفأ النار واضطر المَلِك وجنوده للّجوء إلى دخول ديارهم من شدة المطر الغزير، حتى إذا صاروا داخل ديارهم فمن ثمّ ضرب أرضَهم زلزالٌ شديدٌ، ثمّ خرجوا من ديارهم حذر الموت كون ديارهم سوف تنهدم على رؤوسهم، فمن ثم أخذتهم الصيحة من ربّهم فأهلكهم الله أجمعين، ثم بعثهم الله من بعد موتهم ليعلم الأحياء والأموات أنّ الله هو المحيي والمميت وليس الذي حاج إبراهيم في ربّه. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:243].

    وانتهت مقدمة الحوار، فمن ثم نأتي لتفصيل البيان من بعد تنزيل الصورة، وننتقل إلى تفصيل مُلك ذي القرنين العظيم ذلكم مُلْكٌ عظيمٌ آتاه الله لنبيّه ذي القرنين؛ ذلكم مُلْك آل إبراهيم العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً (54)} صدق الله العظيم [النساء].
    محمد اليماني.

    اقتباس المشاركة 4527 من موضوع أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)



    وما قصة نبيّ الله ذي القرنين عليه الصلاة والسلام ؟

    أما بالنسبة لذي القرنين فسبق بيان اسمه بالحقّ أنّه (إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر)، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وكافة علماء الأمّة لا يعلمون إلا بنبيّ الله إبراهيم بن آزر صلّى الله عليه وآله وسلّم. ألا يكفيك برهان الاسم في قول الله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذريّة آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذريّة إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:58].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فمن يقصد الله بقوله تعالى: {وَمِنْ ذريّة إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ} صدق الله العظيم، فهل يقصد إبراهيم بن آزر أم إبراهيم آخراً؟ فإن كان الجواب أنّه يقصد إبراهيم بن آزر ولكنّكم تعلمون أنّ إسرائيل من ذريّة إبراهيم بن آزر فكيف تركب هذه! فهو يتكلم عن ذرّيتين وهم ذريّة إبراهيم وذريّة إسرائيل.


    فمن هو إبراهيم ومن هو إسرائيل؟ والجواب بالحقّ هما:
    1 - نبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم.
    2 - إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم.

    فيتبيّن لكم أنّه يوجد هناك إبراهيمان في محكم القرآن، وهما نبيّ الله إبراهيم بن آزر ونبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل، فأمّا نبيّ الله إبراهيم بن آزر فبعثه الله إلى قومٍ يعبدون الأصنام فيتخذونها أرباباً من دون الله. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ ﴿51﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿52﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿53﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿54﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بالحقّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿55﴾ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ ربّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿56﴾ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴿57﴾ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿58﴾ قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿59﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿60﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿61﴾ قَالُوا ءَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿62﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿63﴾ فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿64﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ ﴿65﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿66﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿67﴾ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿68﴾ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴿69﴾ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿70﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿71﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴿72﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وأما نبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل عليه الصلاة والسلام فبعثه الله إلى المَلِكِ الذي آتاه الله المُلْكَ فادّعى الربوبيّة وأمر رعيته أن يتخذوه إلهاً من دون الله. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وآمن مَنْ آمن بنبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل عليه الصلاة والسلام، فحفر ذلك المَلِك أخدوداً وأضرم فيه النار وأمر رعيته أنّ من لا يرجع عن اتِّباع إبراهيم بن إسماعيل فإنه سوف يُلقى به في النار، وتمّ إضرام النار في الأخدود وجيء بالذين آمنوا بنبيّ الله إبراهيم فتمّ شدّ وثاقهم جميعاً ليُلقى بهم في النار. وقال الله تعالى: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)} صدق الله العظيم [البروج].

    فمن ثمّ أنزل الله مطراً شديداً فأطفأ النار واضطر المَلِك وجنوده للّجوء إلى ديارهم والدخول إليها من شدّة المطر الغزير، حتى إذا صاروا داخل ديارهم فمن ثمّ ضرب أرضَهم زلزالٌ شديدٌ، ثمّ خرجوا من ديارهم حذر الموت كون ديارهم سوف تنهدم على رؤوسهم، فمن ثم أخذتهم الصيحة من ربّهم فأهلكهم الله أجمعين، ثم بعثهم الله من بعد موتهم ليعلم الأحياء والأموات أنّ الله هو المحيي والمميت وليس الذي حاج إبراهيم في ربّه.

    وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:243].

    وانتهت مقدمة الحوار، فمن ثم نأتي لتفصيل البيان من بعد تنزيل الصورة، وننتقل إلى تفصيل مُلك ذي القرنين العظيم ذلكم مُلْكٌ عظيمٌ آتاه الله لنبيّه ذي القرنين؛ ذلكم مُلْك آل إبراهيم العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً (54)} صدق الله العظيم [النساء].
    _____________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    اقتباس المشاركة 169088 من موضوع معجزة الإمام المهدي لبيان خفايا أسرار القرآن وتفاصيل بيان ذي القرنين إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر..

    - 1 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيـــان ]
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=169067

    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - 02 - 1436 هـ
    11 - 12 - 2014 مـ
    06:39 صباحاً
    ــــــــــــــــــ


    معجزة الإمام المهديّ لبيان خفايا أسرار القرآن
    وتفاصيل بيان ذي القرنين إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر ..


    بسم الله الرحمن الرحيم
    ، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من الجنّ والإنس من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليهم وسلّموا تسليماً لا نفرّق بين أحدٍ من رسله، وقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، أمّا بعد..


    من الإمام المهديّ إلى كافّة علماء المسلمين وأمّتهم أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمد رسول الله وأشهد أنّ الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد كون خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنّما يبعث الله الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمدٍ ليبيّن لكم ما اختلفتم فيه في دينكم ويهيمن عليكم بالحكم الحقّ بالقول الفصل من محكم القرآن العظيم حتى يعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى كتابَ الله وسنة البيان النبويّة الحقّ التي تنزّلت على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وعجبٌ أمركم يا معشر السّنة والشيعة فبرغم أنّكم تعلمون أنّ المقصود من الحديث النبويّ الحقّ عن الإشارة للاسم محمد أنّه يُقصد به التوافق وليس التطابق في اسم الإمام المهديّ! وها هو قد حضر الإمام المهديّ ناصر محمد كونكم تعلمون أنّ التواطؤ لغةً يُقصد به التوافق، بمعنى أنّ الاسم محمد يوافق في اسم الإمام المهديّ ناصر محمد، ولذلك أفتاكم النبيّ بقوله عليه الصلاة والسلام:
    [يواطئ اسمه اسمي]، بمعنى أنّ الاسم محمد يوافق في اسم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كون خاتم الأنبياء هو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإنما يبعث الله الإمام المهديّ ناصراً لمحمدٍ رسول الله فيحاجّكم بما تنزّل على محمدٍ رسول الله القرآن العظيم بصيرة محمدٍ رسول الله ومن اتّبعه إلى يوم الدين، ونعلِّمكم ما لم تكونوا تعلمون، وليس بوحيٍ جديدٍ بل بالبيان الحقّ للقرآن المجيد، ونذكّر بالقرآن من يخاف وعيد.

    ويا معشر علماء المسلمين، لقد اتّبع الإمام المهديّ فتواكم بادئ الأمر في أنّ نبيّ الله إبراهيم بن آزر أرسله الله إلى الملك النمرود بن كنعان واكتشفت أنّكم خاطئون، واتّبع الإمام المهديّ فتواكم أنّ نبيّ الله عزير عليه الصلاة والسلام تعمّر مرتين فمن ثمّ اكتشفت أنّكم خاطئون، ولكنّي اكتشفت خطأكم من بعد الاتّباع لفتواكم. واستمر الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يتَّبع فتوى علماء المسلمين في تلكما المسألتين بضع سنين برغم أنّي اكتشفت خطأ فتوى علماء المسلمين ولكن ليس عليّ إلا الاتّباع بادئ الأمر حتى لا أفتن أنصاري إلى حين؛ حتى يكثروا ويعلموا حقيقة النّعيم الأعظم فمن ثم نأتيهم بالعلم المفصّل فمن ثمّ ننفي فتوى علماء المسلمين في شأن النمرود بن كنعان ونأتي بالبديل بالفتوى الحقّ بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور؛ معلناً التحدي بالحقّ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ونفصّل خفايا أسرار القرآن العظيم بما لم يبيّنه أحدٌ من علماء المسلمين من قبل الإمام المهديّ، ونهيمن عليكم بسلطان البيان الحقّ للقرآن العظيم، ونبيّن القرآن بالقرآن بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم.

    وبرغم أنّني اكتشفت خطأ فتواكم ولكن من بعد ما اتّبعتكم في تلكما المسألتين فمن ثمّ صبرت عدداً من السنين الأخرى حرصاً على عدم فتنة بعض الأنصار حتى يكثروا ويعلموا بحقيقة النّعيم الأعظم، فمن ثمّ نأمَن عليهم من الفتنة حين نأتي بالتبديل والتعديل بالحقّ كون بعضٌ منهم سوف يظنّ أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو من أفتى بأنّ الله ابتعث إبراهيم بن آزر إلى الملك النمرود بن كنعان، ولكن علماء المسلمين يعلمون جميعهم أنّهم هم الذين أفتوا بذلك وليس الإمام ناصر محمد اليماني، ولا ولن أتّبعكم من بعد اليوم في مسألةٍ حتى أعرضها على محكم القرآن العظيم.

    ويا معشر علماء المسلمين وأمّتهم تعالوا لنعلّمكم التدبر الحقّ لكتاب الله القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].

    وأمّا كيف تعلمون خفايا أسرار القرآن العظيم فمنها عندما تجدون بين آيتين النفي والإثبات؛ فعلى سبيل المثال:
    {يس ﴿١﴾ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴿٢﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣﴾ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤﴾ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴿٥﴾ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم، بينما في آيةٍ أخرى يعلّمكم الله أنّه بعث إلى آبائهم نبيّاً ونذيراً في قول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)} صدق الله العظيم [المؤمنون]، فمن ثمّ تعلمون أنّ الله يقصد أنّه بعث في أمّة آبائِهم الأولين من ذرية إسماعيل نبياً. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (69)} صدق الله العظيم.

    وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (69)} صدق الله العظيم، أي: أم لم تعرف قريش رسولها فهم له منكرون أنّه منهم كما أنكر آباؤهم الأولون نبيّ الله المرسل إليهم وهو منهم، ولكنهم أنكروا أنّه ينتمي إليهم لكونهم لم يعرفوه من قبل على الإطلاق كونه سافر من مكة قاصداً الشام قبل مائة عامٍ ومرّ على القرية التي أمطرت مطر السوء وهي إحدى قرى قوم لوطٍ وكانت تمرّ عليها قريش صباحاً ومساءً كونها في طريقها بين الشام ومكة. وقال الله تعالى: {وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)} صدق الله العظيم [الصافات].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَتَوْا۟ عَلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِىٓ أُمْطِرَتْ مَطَرَ ٱلسَّوْءِ ۚ أَفَلَمْ يَكُونُوا۟ يَرَوْنَهَا ۚ بَلْ كَانُوا۟ لَا يَرْجُونَ نُشُورًۭا} صدق الله العظيم [الفرقان:40].

    وكذلك كان يمرّ على تلك القرية المسافرون من أهل مكة فيجدونها في طريقهم بين مكة والشام، ومن أهل مكة الرجل الذي مرّ عليها وهو ذاهبٌ من مكة إلى الشام. وقال الله تعالى:
    {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ ۖ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [البقرة:259].

    وقد بعثه الله بعد انقضاء مائة عامٍ منذ رحيله من مكة، وقد تغيّرت بعده أمورٌ، فقد بسطَ ملكَه على الجزيرة العربيّة الملكُ تُبّع الحميري اليماني، وبعث الله نبيّه إبراهيم بن إسماعيل بادئ الأمر إلى قومه من أهل مكة فأخبرهم أنّه من قومهم فأنكروا أنّه منهم كونهم لم يعرفوه من قبل. ولذلك قال الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (69)} صدق الله العظيم [المؤمنون]. كون آباؤهم أنكروا النبيّ المبعوث وهو من قومهم، وسبب إنكارهم له كون الله أماته مائة عامٍ حتى إذا بعثه الله فلم يعرفه أحدٌ من أهل مكة، ولذلك تجدون التّوبيخ لكفار قريش أن لا يفعلوا كما فعل الكفار من آبائهم. ولذلك قال الله تعالى: {أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (69)} صدق الله العظيم. برغم أنّ كفار قريش ليسوا كآبائهم لم يعرفوا نبيّهم فهم له منكرون؛ بل يعرفونه كونه لبث فيهم عمراً من قبل أنْ يبعثه الله إليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [يونس:16].

    بينما النبي المبعوث إلى آبائهم الأوّلين لم يعرفوه فهم له منكرون كونه لم يتعرّف عليه أحدٌ لأنّ الله أماته مائة عامٍ ثم بعثه وسمّاه الله "ذو القرنين" أي ذو العمرين كونه تعمّر مرتين في الحياة الدنيا، وتعلمون أنه يقصد بالقرون أي أعمار الأمم من خلال قول الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ (128)} صدق الله العظيم [طه]. ويقصدُ كمْ أهلك من أعمار الأمم،
    فمن ثمّ تعلمون ما هو المقصود من تسمية نبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل بذي القرنين أي ذو العمْرين كونه تعمّر مرتين كونه قضى عمراً ثم أماته الله مائة عامٍ ثمّ أحياه، وذلكم هو النّبي العربيّ أبو العرب الثالث إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم ولذلك يسمّى العرب في الكتاب آل إبراهيم، وكان الحاسدون من بني إسرائيل بن إسحاق يحسدون آل إبراهيم بن إسماعيل وهم العرب. ولذلك قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)} صدق الله العظيم [النساء].

    وقد آتى الله آل إبراهيم العرب المُلْك فوق الأرض في زمن الملك تُبّع الذي آتاه الله المُلْك وحاجّ إبراهيم في ربّه، وقد أخبره نبيّ الله إبراهيم أنّه قد ابتعثه ربّه من بعد موته وهو الذي يحيي ويميت، فقال الملك تُبّع اليماني: "أنا أحيي وأميت"، وأحضر اثنين وقال: "هذا سوف أميته والآخر أطلقه في الحياة". ولكنّ نبيّ الله إبراهيم لا يقصد ذلك؛ بل يحيي من بعد الموت كما أحياه الله من بعد موته. ولم يُرِدْ نبيّ الله إبراهيم أنْ يدخل مع الملك تُبّع في جدلٍ خشية أن يقتل أحدَ الاثنين اللذين تمّ إحضارهما من سجن الملك، ولذلك أراد نبيّ الله إبراهيم أنْ يقيم عليه الحجّة بآياتٍ أُخَر. فقال الله تعالى:
    {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} صدق الله العظيم [البقرة:258].

    حتى إذا اتّبع نبيَّ الله إبراهيم طائفةٌ مؤمنون فمن ثمّ قام الملك تُبّع اليماني بحفر خندقٍ وأضرم فيه النار وكان يُلقي بمن لم يرجع عن دين إبراهيم في النار. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴿١وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ﴿٢وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴿٣قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ﴿٤النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ﴿٥إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ﴿٦وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ﴿٧وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٨الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٩} صدق الله العظيم [البروج].

    فمن ثمّ أنزل الله مطراً غزيراً أطفأ النار فاضطر الملك تُبّع وجنوده -وكانوا آلافاً- أن يدخلوا ديارهم حتى يخفّ المطر الشديد، فمن ثمّ أتى الله بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السقف؛ أصحاب البروج المشيدة، وآخرون أهل البيوت الدور الواحد تمكّنوا من الخروج من ديارهم بسرعةٍ أثناء الزلزال، ثمّ أرسل الله صواعقاً أثناء المطر فقتلهم جميعاً، ثمّ بعثهم من بعد موتهم جميعاً؛ جنودَ تُبّع الذين أهلكهم الله بالصواعق وكانوا ألوفاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:243].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فما سبب فرار الألوف من ديارهم حذر الموت؟ والجواب كونهم شعروا بالزلزال الأرضي ففروا من بيوتهم حتى لا يخرّ عليهم السقف فيموتوا. فمنهم من خرّ عليهم السقف ومنهم من تمكّن من الفرار ثم أماتهم الله بالصواعق أثناء المطر، فأحيا الله الألوف؛ جنود تبّع، فهداهم من بعد موتهم فجعلهم جنوداً لنبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم، كون إبراهيم حاجّ ربّه وقال: "يا رب، لقد أهلكتهم ولم يدعُ عليهم عبدك ونبيّك". ثم بعثهم الله كونه أهلكهم بسبب دعاء قومٍ مؤمنين ممن اتّبعوا نبيّ الله إبراهيم، ذلكم النبيّ الذي بعثه الله في الأمّة العربيّة الوسط الأولى من قبل قريش، وأهلكهم الله بالزلزال والصواعق. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)} صدق الله العظيم [النحل].

    ومَنْ هم الذين من قبلهم الذين أهلكهم الله بالزلزال والصواعق؟ أولئك هم قوم تُبّع اليماني وهم الذين عمّروا الأرض أكثر مما عمّرتها الأمّة الوسط في زمن بعث النبيّ محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأهلكهم الله بسبب تكذيبهم لنبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل. وقال الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)} صدق الله العظيم [الروم].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فمنْ هم الذين كانوا أشدّ منهم قوةً وعمروا الجزيرة العربيّة أكثر مما عمّرتها الأمّة العربية الوسط؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (36) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37)} صدق الله العظيم [الدخان].

    وعلى كل حالٍ فقد آتى الله آل إبراهيم مُلْكَ تبّعٍ ظاهر الأرض ثم آتاهم ملكاً عظيماً باطن الحياة الدنيا، وذلك هو المُلْك العظيم الذي آتاه الله لذي القرنين نبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل، وهو مُلْك آل إبراهيم نفسه الذي يؤتيه الله للإمام المهدي في جنّة بابل، وهي من ملك الحياة الدنيا، وكان الناس في بعث خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا فقط وهم عن الحياة الدنيا الآخرة غافلون. ولذلك قال الله تعالى:
    {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الروم:7].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا} بمعنى أنّه يوجد جزءٌ من الحياة الدنيا لم يحيطوا بها علماً. ولذلك قال الله تعالى: {مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا} كونه توجد حياة الدنيا ظاهر الأرض وأخرى باطن الأرض. ولذلك قال الله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} صدق الله العظيم. والحياة الباطنة هي حياة باطن الأرض من تحت الثرى باطن الأرض فيها مُلْكٌ عظيمٌ. ولذلك قال الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ (6)} صدق الله العظيم [طه].

    وآتى الله آل إبراهيم المُلْك في زمن نبيّ الله ذي القرنين إبراهيم بن إسماعيل وآتاهم الله ملكاً عظيماً فملكوا أرضاً لم يطأها أحدٌ من الأمّة الوسط من ذرية إبراهيم في عهد محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هي الأرض التي أورثها الله لآل إبراهيم العرب لم تطَأُها الأمّة الوسط من آل إبراهيم؟ والجواب: هم آل إبراهيم العرب في الأمم الأولى آتاهم الله نصف ملكوت جنة بابل باطن أرضكم ونقلوا ومن رحل معهم ذرية الإنس إلى تلك الجنة جنوب السدّ الذي بناه أبوهم ذو القرنين إبراهيم بن إسماعيل، ورضيَ قبائلٌ من الجنّ أن يكون عليهم آلُ إبراهيم ملوكاً كونهم أنقذوهم من فساد يأجوج ومأجوج ببناء السدّ العظيم، وقد قاموا بتعليم قبائل الجنّ اللغة العربيّة الفصحى، ولذلك عندما صرف الله نفراً من الجنّ يستمعون القرآن فهموا لغة القرآن العظيم كون لغتهم هي نفس لغة القرآن العظيم إذ أنّ ملوك العرب آل إبراهيم قد علّموهم اللغة العربيّة فأصبحت هي اللغة الرسميّة جيلاً بعد جيلٍ في أمم جنوب سدّ ذي القرنين. ولديهم أُمَمَاً من الإنس ومنهم ذرية آل إبراهيم العرب، ومن بعد موت ذي القرنين بعد أن قضى عمره الثاني بدأ الدين يضمحل في تلك الأمم أمّةً من بعد أمةٍ وجيلاً بعد جيلٍ حتى مبعث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهم في ذلك الزمن صاروا لا يؤمنون أنّه يوجد بعثٌ من بعد الموت، ولذلك قال الجنُّ:
    {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الجن:7]. فأخبروكم عن عقيدة أمّة الإنس لديهم وهم الذين يعيشون معهم في أرضهم أنّهم ظنّوا كما ظننتم أنتم يا معشر الإنس ظاهر الحياة الدنيا أنْ لن يبعث الله أحداً، ولكن النّفر من الجنّ نقلوا إليهم رسالة القرآن العظيم وهو بلغتهم وفقهوه وتعلّموه وعلَّموه لأممهم جيلاً من بعد جيلٍ.

    وعلى كل حالٍ، من ذا الذي يجادلني في أبي العرب الثالث إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر إلا غلبته بسلطان العلم الملجم؟ ذلكم ذو القرنين رحل إلى أرض بابل من بعد مرور كوكب العذاب الذي أهلك الله به قرى لوطٍ وإبراهيم الجَدّ عليهم الصلاة والسلام، ومَكَثَتْ أطرافُ الأرض ذائبةً بحارها مئات السنين كون كوكب العذاب عندما يتجاوز الأرض تتباطأ في سرعتها مما سبب تباطؤ تجمد القطبين من بعد مروره بمئات السنين.

    وعلى كل حالٍ ونذكركم يا معشر علماء الأمّة بقول الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ} صدق الله العظيم [مريم:58].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فمنْ هم المقصودون في قول الله تعالى:
    {وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ} صدق الله العظيم؟ والجواب بالحقّ: فأمّا ذرية إبراهيم فهم آل إبراهيم بن إسماعيل، وأمّا ذرية إسرائيل فهم بنو إسرائيل. وربّما يودّ أن يقاطعني أحد الذين يهرفون بما لا يعرفون فيقول: "بل يقصد ذرية إبراهيم بن آزر". فمن ثمّ نردّ عليه بالحقّ ونقول: أليس إسرائيل هو من ذرية إبراهيم بن آزر فكيف تظنّ أنه يقصد إبراهيم الجَدّ الأول؟ أليس إسرائيل من ذريته؟ ولكن قال الله تعالى: {وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ} صدق الله العظيم، ويقصد ذرية إبراهيم بن إسماعيل وإسرائيل بن إسحاق وأنتم تعلمون أنّ إسرائيل هو نفسه يعقوب.

    وأشهد الله وكفى بالله شهيداً أنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أعلن التحدي لكافة علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إنْ يجادلوني في حقيقة نبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر إلا وأقمت عليهم الحجّة من محكم الذكر، ولن يتّبع الإمام المهديّ أهواءهم من بعد اليوم في شيء، ولن أثق في فتواهم في شيء كوني وثقت في فتواهم من قبل أنّ عزير هو الذي أماته الله مائة عامٍ ثم بعثه الله! وهيهات هيهات؛ بل اكتشفت أنّ فتواهم كانت خاطئة. ولكن ومن بعد ما اتّبعت فتواكم يا معشر علماء الأمّة فمن ثمّ خشيت على فتنة بعض الأنصار كون بعضهم سوف يقول: "ألم يقل الإمام المهديّ ناصر محمد في بيان من قبل هذا أنّ عزير هو الذي أماته الله مائة عامٍ ثمّ بعثه!". فمن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أتحداك أن تأتي ببيانٍ أنّي من أفتيت بذلك؛ بل وجدتكم أنتم وعلماءكم كذلك تعتقدون أنّ الذي أماته الله مائة عامٍ ثم بعثه بأنّه نبيّ الله عزير، غير أنّي أعترف بأني اتّبعت عقيدتكم التي وجدتكم عليها في شأن موت وبعث نبيّ الله عزير عليه الصلاة والسلام، ولا أنكر نبوّة نبيّ الله عزير من أنبياء بني إسرائيل، ولكني أنكر أنّه هو الذي أماته الله مائة عامٍ ثم بعثه، فهو ليس عزير نبيّ بني إسرائيل عليه الصلاة والسلام؛ بل ذلكم ذو القرنين وهو ذو العمرين النبيّ العربيّ إبراهيم بن إسماعيل.

    وأشهد الله وكفى بالله شهيداً أنّي أعلن التحدي بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، فمن كان من علماء الأمّة يراني على باطلٍ في فتوى النبيّ العربيّ نبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل الذي لا يحيطون به علماً فليكن شجاعاً وينزّل صورته واسمه بالحقّ، ما لم فلا يحاورني في شأن نبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل جبانٌ لا يجرؤ أن ينزّل صورته واسمه فلن أقيم له وزناً ما لم ينزّل صورته واسمه بالحقّ.

    ويا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، فلتبلّغوا هذا البيان مواقع علماء المسلمين ومفتي ديارهم بكل حيلةٍ ووسيلةٍ. وإنّني الإمام المهديّ ليدعوهم لاستمرار الحوار في إثبات حقيقة النبيّ العربي أبي آل إبراهيم.

    ذلكم إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقد عرفتم في الكتاب من هو ذو القرنين وأنه حقّاً ذو العمرين إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم.
    وأمّا كوكب العذاب فقد مرّ في زمن نبيّ الله إبراهيم بن آزر ونبي الله لوط وقراهم على وجه الأرض، وإنما تمّ نفي وجود الملك النمرود بن كنعان في زمن إبراهيم بن آزر؛ بل وجدته الملك تُبّع اليماني وكان موجوداً في زمن بعث نبيّ الله إبراهيم بن إسماعيل وهو صاحب الأخدود النار ذات الوقود.


    ويا أحبتي الأنصار لا يجوز لكم فتنة بعضكم بعضاً فحين يواجه أحدكم شكٌ في مسألة فليكتبها إلينا في رسالةٍ خاصةٍ حتى نعده بتفصيلها في بيانٍ شاملٍ وكاملٍ يتمّ تنزيله للناس جميعاً فلا يخشى من شيء من لا ينطق إلا بالحقّ، وأتحدى بالحقّ، وحقيق لا أقول على الله إلا الحقّ لمن أراد أن يتّبع الحقّ، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=4527



المواضيع المتشابهه
  1. أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)
    بواسطة الذى آمن في المنتدى قسم يحتوي على مختلف المواضيع والمشاركات
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 11-07-2022, 12:51 PM
  2. سؤال استخلصته من أحسن القصص
    بواسطة مجتهد للحق في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 968
    آخر مشاركة: 21-04-2014, 12:40 AM
  3. أحسن القصص.. Sebaik-baik kisah (Ashabul Kahfi)
    بواسطة أبو عزرا في المنتدى Melayu
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-12-2013, 05:42 AM
  4. أحسن القصص.. Sebaik-baik kisah (Nabi Nuh AS)
    بواسطة أبو عزرا في المنتدى Melayu
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-11-2013, 12:59 AM
  5. [فيديو] أحسن القصص حقيقة أصحاب الكهف.. 1
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-02-2013, 09:14 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •