الموضوع: تذكير لأحبتي الانصار والباحثين عن الحق في العالم بأسره إليكم علم الهدى من آيات الكتاب المحكمات و البرهان المُحكم في علم الهدى أنه مربوط بالإنابة (وَأَنِيبُوا إِلَى ربّكم وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ )

النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. Smile تذكير لأحبتي الانصار والباحثين عن الحق في العالم بأسره إليكم علم الهدى من آيات الكتاب المحكمات و البرهان المُحكم في علم الهدى أنه مربوط بالإنابة (وَأَنِيبُوا إِلَى ربّكم وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ )

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    يا أيها الناس، اتقوا ربكم وأنيبوا إليه يهديكم صراطاً مُستقيماً، واعلموا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السجدة:13].
    {لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً} [الرعد:31].
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} [يونس:99].
    صدق الله العظيم

    وذلك لأنّ الله على كلّ شيء قديرٌ فلا يعجزه هدى الناس ولو يشاء لهداهم جميعاً، ولكنّ الله جعل الهدى مربوطاً بالإنابة، ولن آتيكم إلا بالبرهان المُحكم من غير تأويل لأنّه محكمٌ، وإليكم البرهان المُحكم في علم الهدى أنّه مربوط بالإنابة.

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5094 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..



    - 11 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 02 - 1430 هـ
    31 - 01 - 2009 مـ
    12:32صباحاً
    ـــــــــــــــــ



    يا معشر الأنصار إليكم علم الهدى من آيات الكتاب المُحكمات..



    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    يا أيها الناس، اتقوا ربكم وأنيبوا إليه يهديكم صراطاً مُستقيماً، واعلموا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السجدة:13].
    {لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً} [الرعد:31].
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} [يونس:99].
    صدق الله العظيم

    وذلك لأنّ الله على كلّ شيء قديرٌ فلا يعجزه هدى الناس ولو يشاء لهداهم جميعاً، ولكنّ الله جعل الهدى مربوطاً بالإنابة، ولن آتيكم إلا بالبرهان المُحكم من غير تأويل لأنّه محكمٌ، وإليكم البرهان المُحكم في علم الهدى أنّه مربوط بالإنابة. وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، إنّ هذه الآيات من الآيات المُحكمات من أمّ الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم أنّ الهدى مُتعلِّقٌ بالإنابة وهي الإشاءة الاختياريّة من العبد يرجو الهدى من الربّ، ثم تأتي الإشاءة الفعليّة وهي هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه، وليس للإنسان سُلطانٌ على القلب بل السُلطان على القلب بيد الربّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {واُعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} صدق الله العظيم [الأنفال:24].

    فحين يُنيب العبد إلى الربّ طالباً أن يهدي قلبه إلى الحقّ فهنا يأتي هدى القدرة من الربّ فيهدي قلبه إلى الحقّ وفعل الحقّ، ولكن للهدى شرط وهو الإنابة إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد:27].
    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} [الحج:16].

    وهذه آياتٌ مُحكماتٌ يبيّن الله لكم علم الهدى أنّه حسب اختيار العبد، فإن اختار سبيل الحق فتلك إشاءة اختارها العبد وبقي تحقيق الإشاءة وهي بيد الربّ فيصرف الله قلب عبده لتحقيق ما اختاره العبد، سواء يصرف قلبه إلى طريق الحقّ أو يصرف قلبه إلى طريق الضلال، تصديقاً لقول تعالى:
    {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} صدق الله العظيم [النساء:115].

    إذاً يا قوم، إنّ الله يهدي من يشاء الهدى من عباده فيصرف الله قلبه إلى الحقّ ويضلّ من يشاء الضلالة من عباده فيصرف الله قلبه إلى الضلال. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} صدق الله العظيم [الصف:5].

    أمّا إشاءة الله فلو شاء الله لهدى الناس جميعاً ولا يعجزه هداهم ولكنه يهدي إليه من ينيب، فاتقوا الله واتبعوا الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال، وقد علمكم الله أنّ الإشاءة الاختياريّة من العبد والفعليّة من الربّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    فأما الاختياريّة هي قول الله تعالى:
    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وأما تحقيق الإشاءة الفعليّة فهو بيد الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    والبيان الحقّ لقول الله:
    {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير]، أي الإشاءة الفعليّة، وهي تعتمد على صرف القلب لتحقيق الإشاءة بالعمل، فما بالكم لا تفقهون حديثاً؟

    والإشاءة الاختياريّة هي قول الله تعالى:
    {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54)} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأما الإشاءة الفعليّة فهي بيد من بيده الهدى الله ربّ العالمين:
    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} [الحج:16]، أي من يُريد الهدى من عباده يهدي الله قلبه وإذا هدى الله القلب صلح العمل.

    والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} صدق الله العظيم [الحج:16]، تجدونه في قول الله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} صدق الله العظيم [الرعد:27]، أي من يُريد الهدى من العباد، وتلك آيات مُحكمات بيّنات من أمّ الكتاب، ومن كان له أي اعتراض على ما جاء فيهن فليتفضل ويرينا علماً أهدى منه سبيلاً إن كان من الصادقين، أما أن يعرض عما جاء فيهن ويذهب إلى سواهن فذلك في قلبه زيغٌ عن الآيات المُحكمات الحقّ من ربكم وحجة الله عليكم، وهل بعد الحقّ إلا الضلال، وكم أتيت بهذه الآيات وكررتها لعلم الجهاد الطريد من رحمة الله الذي يُقابل الشيطان الرجيم ليفتنكم عن دينكم، وقد اعترف أنه قابل الشيطان الرجيم وسوف نقتبس لكم من بيانه ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    ( وفي المقابلة الثانية أراد أن يعلم لماذا يعذب قبل أن تقوم الساعة وما أخبرت به لأنه بدا له ما لا تراه أنت ! ولهذا أطنب أن أخبره ما أخبرني به الله فأبيت وقلت له أنت الآن الغبي فإني أعلم من الله ما لا تعلم فحشد كل جندهم ليجلبوا لي ما أشاء ويخدمونني بما أشاء فقط لأخبرهم بما قال الله عز وجل لي فأبيت علك لا تصدق لكن هذا حدث. )
    انتهى الاقتباس
    انتهى كلامه حين قابل إبليس.

    ونأتي الآن لافترائه على الله وكلامه ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    ( وإن الله أوحى لي باليقظة 10 أيام في محرم 2005 فقط وكلمني من وراء حجاب وحياً فقد فعل وبلغ بأمر قصير بلغتك إياه ولكنك لا تريد أن تسمعه )
    انتهى الاقتباس
    وهنا الافتراء أنه يقول أنّ الله كلمه تكليماً من وراء الحجاب! إذاً وما تريد من ناصر محمد اليماني؟ أن يأخذ منك العلم؟ وأعوذ بالله، وسوف يعلم من اتّبعك من تكون وإنّك عدو الله، بل ألدّ الخصام لربّ العالمين.

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ هذا يهودي من فصيلة الذين كادوا أن يفتنوا محمداً رسول الله ليفتري على الله بغير الحقّ، وكاد أن يركن إليهم شيئاً قليلاً لولا أن ثبته الله، ولم يقولوا له أن يفتري على الله؛ بل أن يتّبع علمهم، وعلمهم شيطانيّ خفيّ، ويتّبعون أهواءهم بغير علمٍ، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} صدق الله العظيم [البقرة:120]. وكذلك الإمام المهديّ لن يركن إليهم بإذن الله، وإنما يريدونني أن أفتري على الله وأتّبع أهواءهم، وأعوذ بالله أن أفتري على الله كذباً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6537 من موضوع الرد على الطيب المكي: { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم ..

    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 01 - 1431 هـ
    31 - 12 - 2009 مـ
    02:58 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    الردّ على الطيب من محكم الكتاب، فهل يتذكر إلا أُولُو الألباب ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين جدّي محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    قال الله تعالى:
    {
    كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [ص]. فمن هم أُولُو الألباب؟ ألا إنّهم أصحاب الفكر والتدبّر، ولم أجد في كتاب الله أنّه اهتدى إلى الحقّ من عباده إلا أُولُو الألباب. تصديقاً لقول الله تعالى: {‏‏فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فمن هم أصحاب الفكر والتّدبّر؟ وهم الذين لا يتّبعون الاتّباع الأعمى ولا يحْكُمون على الدّاعية من قبل التّدبّر والتفكّر في سلطان علمه هل يقبله العقل والمنطق؟ فإذا قبِله العقل والمنطق فهذا يعني أنّه من عند الرحمن، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦‏} صدق الله العظيم [الحج].

    ولكن مشكلة الذين ضلُّوا عن الحقّ واتّبعوا الباطل هو أنّهم لا يستخدمون عقولهم، وقد أدركوا خطأهم بأنّ سبب ضلالهم هو الاتّباع الأعمى وعدم استخدام العقل ولكن للأسف لم يدركوا سبب ضلالهم أنّه كان بسبب عدم استخدام عقولهم إلا بعد فوات الأوان، ولذلك قالوا:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].

    إذاً الذين هداهم الله هم فقط أُولُو الألباب وهم أصحاب العقول المُتفكّرة والمُتدبّرة فيتفكّرون في قول الدّاعية هل هو قول مُنزَّل من ربّهم؟ ومن ثم يتّبعون أحسنه، تصديقاً لقول الله تعالى‏:
    {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم، وما يقصد الله بقوله تعالى: {يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} وذلك القول المُنزّل من ربّهم في مُحكم آيات الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويا أيّها الطيّب، إن كنت عالِماً طالباً للعلم فالتزم بما أوصاك الله به فقد نهاك الله عن الاتّباع الأعمى وأمرك أن تستخدم عقلك الذي ميّز الله به الإنسان عن الحيوان، فانظر إلى أمر الله إلى طالب العلم في محكم كتاب الله:
    {
    وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ونخرج الآن بنتيجة الأمم جميعاً، فتبيّن لنا من هم الذين اهتدوا إلى الصراط المستقيم، ومن هم الذين ضلُّوا عن الصراط المستقيم؟ والجواب تجده في محكم الكتاب أنّه لم يهتدِ إلى الحقّ إلا أُولُو الألباب أصحاب الفكر والتدبر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم.

    وأما الذين ضلُّوا عن الصراط المستقيم فهم الذين لا يستخدمون عقولهم وأدركوا خطأهم بعد فوات الأوان، ولذلك قالوا:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم.

    فتعال لكي نستخدم العقل فيما تُحاجّني به أخي الكريم، وأراك تقول إنّ المهديّ المنتظَر لا يعلم أنّه المهديّ المنتظَر؛ بل أهل العلم يعلمون أنّه المهديّ المنتظَر فيقومون بتعريفه على نفسه أنّه المهديّ المنتظَر، وإن أنكر أجبروه على البيعة وهو مُكرَه! فتعال لنُحَكِّم العقل والمنطق في هذه الرواية هل يقبلها العقل والمنطق؟ وما يلي جواب عقل أيّ إنسان عاقل إذا تفكّر وتدبّر فسوف يفتيه عقله ويقول له: أولاً إنّ المهديّ المنتظَر لا بد له أن يكون عالماً كبيراً من أكبر علماء الأمّة في عصره على الإطلاق وذلك لكي يستطيع أن يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيوحّد صفّهم ويجمع شملهم، والسؤال الذي يطرح نفسه بالعقل هو: إذا كان هذا المهدي لم يعلم أنّهُ المهديّ، فكيف عَلِم أصحاب العلم أنّه هو المهديّ؟ مع إنّه ينبغي أن يكون هو أعلم منهم ولكنّهم أصبحوا هم الأعلم منه، ولذلك أفتوه أنّه المهديّ المنتظَر، فكيف تركب هذه يا أُولي الألباب؟ أليس من المفروض أن يكون الإمام المهديّ هو الأعلم فيعلم أنّه المهديّ المنتظَر قبل أن يُعلِّمَه علماء الأمّة أنّه المهديّ المنتظَر؟
    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فما يدري علماء الأمّة أنّه المهديّ المنتظَر، فهل لأنّه أقنى الأنف كما يزعمون؟ ولكنّنا سوف نجد مليون أقنى الأنف، أم لأنّه واسع الجّبهة؟ فما أكثر الصلعان في هذا الزمان بسبب داء القشرة، أفلا تعقلون يا معشر علماء الأمّة؟ فلا تكونوا من أشرّ الدّواب الذين لا يعقلون ولذلك لا يهتدون سبيلاً، وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وأما خير الدواب فهم أُولُو الألباب، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن ربّك الحقّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:19].

    ويا أيها الطيّب، اتّقِ الله أخي الكريم وكُن طيّباً من أولي الألباب، واعلم أنّ البرهان للإمام المصطفى من رَبّ العالمين هو أن يزيده الله بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    واعلم أنّ هذه الآية نزلت في الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام ليُعلّمكم الله الناموس الحقّ في الكتاب أنّه هو من يصطفي أئِمّتكم بالحقّ فيزيدهم عليكم بسطةً في العلم، حتى إذا علمتم أنّ الله زاده عليكم بسطةً في العلم المُلجم بالحقّ والمُقنِع للعقل والمنطق من محكم كتاب الله، ومن ثم تعلمون أنّ الله قد جعله خليفة لكم وإماماً كريماً ليهديكم إلى الصراط المستقيم فيحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون فيوحّد صفّكم ويجمع شملكم لتقوى شوكتكم.

    ويا أيّها الطيّب الكريم، بارك الله فيك وهداك وأراك الحقّ حقاً وثبّتك على الصراط المستقيم إنّ ربّي غفور رحيم، فإن قلت لك اتّقِ الله في الإمام المهدي الحقّ من ربّك ولا تصفه بما ليس فيه بأنّه يفسر القرآن على هواه فأقسم بربّ العالمين أنّك افتريت على المهديّ المنتظَر خليفة الله لأنّك تعلم أنّه لا يفسّر القرآن على هواه حاشا لله؛ بل أفسر القرآن بالبيان فآتيكم بالسلطان من ذات القرآن كلام الرحمن وليس بياناً بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً.

    ويا أخي الكريم كن صادقاً مع الله ومع نفسك ومع الآخرين حتى يصدّقك الآخرون فأنت أصلاً لا تُريد أن أحاجّك بكتاب الله؛ القرآن العظيم، وتأمرني أن أتّبع السُّنّة وحدها بحجّة أنّها جاءت بياناً للقرآن وانتهى الأمر، وتقول إنّ الذين قبلنا يعلمون كُلَّ آية متى نزلت وفيمن أُنزلت فحسبنا ما وجدنا عليه السلف الصالح وإنّا على آثارهم مهتدون وبسنّتهم مُستمسكون فنعض عليها بالأسنان ونتشبث فيها بالأظافر، ثم يُلقي إليك المهديّ المنتظَر سؤالاً وأقول: فلماذا حفظ الله الذِّكر من التّحريف إلى يوم الدين؟ أليس لكي نتّبع كتاب الله القرآن العظيم فنعتصم بمحكمه ونكفر بما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم لأنّ كتاب الله هو المحفوظ من التحريف لذلك جعله الله الحجّة علينا لئِن زِغنا عن الصراط المُستقيم، وقال الله تعالى:
    {
    وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا أيّها الطيّب، بعث الله الإمام المهديّ فزاده الله عليكم بسطةً في علم الكتاب ليجعلني المهيمن بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم على كافّة علماء المسلمين والنَّصارى واليهود فهل تُريدني أن أجعل لكم ولهم علينا سلطاناً فأدعوهم إلى الاحتكام إلى السُّنّة النّبويّة؟ إذاً لما استطعت أن ألجم عالماً ولا جاهلاً لأنّه يستطيع أن يطعن في الرّواية أو الحديث فيقول إنّها مُفتراة ما أنزل الله بها من سلطان، ومن ثم يقول لي أُقسم أنّها من عند الله، ثم أقول مثل ما تقولون الله أعلم فهذا ما وجدنا عليه أسلافنا في العلم والأحكام! ولكنّي حين آتيكم بسلطان العلم من مُحكم كتاب الله القرآن العظيم الذي يعلم كافة علماء المسلمين والنَّصارى واليهود أنّه قرآنٌ عظيمٌ كتاب الله المحفوظ من التحريف، ولذلك تجدونه نسخةً واحدةً في العالمين، ومن ثم أجعلكم بين خيارين اثنين: إما أن تتّبعوا كتاب الله بتطبيق أحكام الله، وإما أن تُعرضوا عن كتاب الله فيعذّبكم الله عذاباً نُكراً مع الكفّار بالقرآن العظيم، فبئس ما يأمركم به إيمانكم أن تؤمنوا بالقرآن العظيم بأنّه كتاب الرحمن المحفوظ من التّحريف ثم لا تُجيبون داعي الاحتكام إلى كتاب الله فلبئس ما يأمركم به إيمانكم لو كنتم تعقلون.

    ويا أيّها الطيب، إنّي لا أكفر بأحاديث السُّنة النبويّة الحقّ لأنّها لا تأتي مخالفةً لناموس الكتاب في شيء، وإنّ رواياتكم التي تُحاجّوني بها أنّكم أنتم مَن يصطفي المهديّ المنتظَر في قدره المقدور في الكتاب المسطور مخالفة للعقل والمنطق، فما يُدريكم أيّاً من الناس المهديّ المنتظَر حتى تصطفونه من بين البشر؟ وما يُدريكم بقدره المقدور في الكتاب المسطور، فهل أنتم أعلم أم الله الذي يصطفي خليفته في الأرض فيزيده عليكم بسطةً في العلم كما اصطفى الله خليفته آدم عليه الصلاة والسلام خليفته في الأرض فزاده بسطةً في العلم على من استخلفه عليهم حتى صار خليفة الله آدم هو المُعلّم لهم لِما لم يكونوا يعلمون، وجعل الله آدم وملائكته المقرّبين عليه وعليهم الصلاة والسلام في ساحة الاختبار العلميّ لكي يعلم عباده برهان الخلافة والإمامة في كُلّ زمانٍ ومكانٍ أنّ مَن اصطفاه الرحمن أنّه يزيده بسطةً في العلم على كافّة مَن استخلفه عليهم ولذلك لم يأمر الله ملائكته بالسجود لخليفة الله المصطفى آدم إلا بعد أن أثبت خليفة الله آدم أنّ الذي اصطفاه قد زاده بسطةً في العلم، وقال الله تعالى:
    {
    وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ} صدق الله العظيم [البقرة: من الآية 31 إلى 33].

    وهنا أثبت آدم أنّ الذي اصطفاه الله قد زاده بسطةً في العلم عليهم، ومن بعد إقامة الحجّة جاء الأمر الإلهيّ إلى ملائكة الرحمن:
    {
    وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكنّي لم آتِ بالتأويل من رأسي بالظنّ؛ بل هذا مرتبٌ في الكتاب ومفصّلٌ لأولي الألباب فتدبّر وتفكّر، وقال الله تعالى:
    {
    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤} صدق الله العظيم.

    إذاً خليفة الله في الأرض يكون المختصّ بشأن اختياره في قدره المقدور وبعثه إلى البشر هو الله مالك الملك يؤتي ملكه من يشاء، وحين أتيتك ببرهان الإمامة في قصّة الإمام طالوت لُمتَني وقلت إنّ هذه الآية نزلت في طالوت، ويا سبحان الله العظيم! وهل تظنّ أنّني غبيّ لا أعلم أنّها جاءت في قصة الإمام طالوت! وإنّما استنبطنا لكم ناموس الإمامة والخلافة بأنّها ليست من شأنكم فتصطفون من تشاءون والله يعلم وأنتم لا تعلمون، ولا ينبغي لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه ولا ينبغي للأنبياء أن يصطفوا خليفة الله من دونه الذي جعله الله إماماً للأمّة من بعد نبيّه، بل الله هو من يصطفي ويختار، مالك الملك يؤتي ملكه من يشاء. ولذلك تجدون كذلك ناموس الخلافة والإمامة في قصّة نبيّ بني إسرائيل من بعد موسى لتعلموا أنّ الله هو من يصطفي الخليفة والإمام للأمة فيزيده عليهم بسطةً في العلم:
    {
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهذا هو الناموس في شأن اصطفاء خليفة الله والإمام منذ القِدم من عصر خليفة الله آدم إلى خاتم خلفاء الله أجمعين خليفة الله في الأرض الإمام المهديّ المنتظَر، فلا ينبغي لملائكة الرحمن المُقرّبين والجنّ والإنس أجمعين أن يصطفوا خليفة الله في الأرض، الإمام المهديّ مِن دون الله سبحانه، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم.

    فبالله عليكم، فهل الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام هو أرفع شأناً من خليفة الله الإمام المهديّ؟ فلماذا تجدون في الكتاب أنّ الله هو من اصطفاه على بني إسرائيل وزاده بسطةً في العلم ومن ثم تحقّرون من شأن خليفة الله الإمام المهديّ المنتظَر بأنّكم أنتم من يصطفيه ويختاره في قدره المقدور؟ ويا عجبي من أمركم! فكيف ينبغي لكم أن تصطفوا خليفة الله الإمام المهديّ الذي جعله الله إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ولذلك قال الله تعالى:
    {
    وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فأما مُعجزة التكليم في المهد فقد مضت وانقضت، وأما تكليم ابن مريم وهو كهل فيكون من الصالحين التابعين فذلك في عصر بعث المهديّ المنتظَر إن كنتم تتّقون، فكيف تصطفون خليفة الله من دونه الذي جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام أفلا تتفكّرون؟

    ويا أيّها الطيّب المحترم، لقد جاء بعث المهديّ المنتظَر وإنّا لصادقون ولكل دعوى برهان، ولكنّ المهديّ المنتظَر يدعو اليهود والنَّصارى والمسلمين إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم المحفوظ من التحريف إلى يوم الدين، وللأسف إنّ أوّل من كفر بدعوة المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى الذِّكر القرآن العظيم هم المسلمون، فتدبّر وتفكّر في ما يلي وفكِّر وحكِّم عقلك وقرِّر، وما يلي اقتباس من أحد البيانات المؤيّدة بسلطان العلم المُلجم بآيات محكمات بيّنات لعالِمكم وجاهلكم إنّ القرآن هو المرجع والحكم فيما كنتم فيه تختلفون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النّبويّة، فليس الأمر هيِّناً بل هذا شأن المهديّ المنتظَر الذي تنتظرونه منذ أمدٍ بعيدٍ ليبعثه الله ليهديَكم والناس أجمعين إلى الصراط المُستقيم، فلا تلوموني على التّطويل بل حقّاً علينا أن نقيم عليكم الحُجّة بسلطان العلم حتى تُسلِّموا للحقِّ تسليماً معذرةً إلى ربّكم ولعلّكم تتّقون قبل أن يأتيكم العذاب الأليم فأدرأ الحُجّة بالحجّة الأفصح والأوضح.

    يا أيها الطيب المبارك، فإذا ألجمت الإمام ناصر محمد اليمانيّ بعلمٍ أهدى من علمه وأصدق قيلاً وأقوم سبيلاً فلن تأخذني العزّة بالإثم وسوف تجدُني أسلٍّم للحقِّ تسليماً، فلا ينبغي لمن يتقي الله حقّ تُقاته أن تأخذه العزة بالإثم إن تبيّن له إنّه على باطل والحقّ مع من يجادله بعلمٍ وسلطانٍ من الرحمن، فتدبّر سلطان المهديّ المنتظَر بالحقّ بأنّ القرآن هو المرجِع والحكم فيما اختلف فيه اليهود والنَّصارى والمسلمون ولذلك جعل الله المهديّ المنتظَر هو المهيمن عليهم أجمعين بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم، فتدبّر سلطان البيان أنّ القرآن هو حقّاً الحَكَم والمرجِع فيما كنتم فيه تختلفون.

    وما يلي اقتباس من أهم البيانات في طاولة الحوار العالميّة لبيان القرآن العظيم :

    ألا والله الذي لا إله غيره لو يُلقي إلى أهل العلم منكم المهديُّ المنتظر بسؤالٍ وأقول: أخبروني هل تنتظرون المهديّ المنتظَر يبعثه الله إليكم نبيّاً جديداً؟ فإنّه سوف يكون جوابكم واحداً موحداً وكأنّكم تنطقون بلسانٍ واحدٍ فتقولون: "كلا ثم كلا يا من تزعم أنّك المهديّ المنتظَر فلن يبعث الله المهديّ المنتظَر نبيّاً جديداً، سبحانه! فيُناقض كلامه المحفوظ من التحريف في قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب]، ولذلك نحن ننتظر المهديّ المنتظَر ناصر محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم".

    ثم أُلقي إليكم بسؤالٍ آخر وأقول: وما تقصدون بأنّكم تنتظرون المهديّ المنتظَر ناصر محمد؟ سيكون جوابكم واحداً موحداً فتقولون: "نقصد إنّ الله لن يبعث المهديّ المنتظَر نبيّاً جديداً بكتابٍ جديدٍ بل يبعثه الله ناصراً لمحمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فلا ينبغي له أن يحاججنا إلا بما جاء به محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم".

    ومن ثم يقول لكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد: والله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه، إنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمد وقد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري (ناصر محمد)، وجعل الله اسمي بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور منذ أن كنت في المهد صبيّاً (ناصر محمد)، وجاء قدر التواطؤ في اسمي للاسم محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم أبي (ناصر محمد)، وبذلك تقتضي الحكمة من التواطؤ للاسم محمد في اسم المهديّ المنتظَر ناصر محمد لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر، وذلك لأنّ الله لم يبعث المهديّ المنتظَر بكتابٍ جديدٍ لأنّه لا نبيّ مبعوث من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بل بعثني الله ناصراً لمحمدٍ صلّى الله عليه و آله وسلم، فأدعوكم والنّاسَ أجمعين إلى الاستمساك بما جاء به محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأدعوكم إلى ما دعاكم إليه جَديّ محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأحاجُّكم بما حاجج النّاس به جَديّ محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - القرآن العظيم، وأدعوكم إلى الاحتكام إليه في جميع ما كنتم فيه تختلفون فأستنبط لكم حُكم الله الحقّ من مُحكم كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل لتحريفه من بين يديه في عصر محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا من خلفه من بعد مماته، وحفظه الله من التحريف ليكون المرجع لعلماء الدّين فيما كانوا فيه يختلفون، ولذلك أدعوكم إلى الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وما على المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلا أن يستنبط لكم حُكم الله الحقّ من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون بشرط تطبيق النّاموس لكشف الأحاديث المدسوسة والمحرّفة في السُّنة النّبويّة، وذلك لأنّ أحاديث السُّنة النَّبويّة جاءت كذلك من عند الله لتزيد القرآن بياناً على لسان محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولكنّ الله أفتاكم في مُحكم كتابه أنّه لم يعِدكم بحفظ الأحاديث من التحريف والتزييف في السُّنة النَّبويّة ولذلك أمركم الله بتطبيق النّاموس في الكتاب لكشف الأحاديث المدسوسة والمكذوبة في السُّنة النّبويّة، وعلّمكم الله في مُحكم كتابه العزيز أنّ ما وجدتم من الأحاديث النَّبويّة جاء مخالفاً لمُحكم القرآن العظيم فأفتاكم الله أنّ ذلك الحديث في السُّنة النَّبويّة المُخالف لمُحكم القرآن جاء من عند غير الله ورسوله بل من عند الشيطان ليصدّكم عن الصراط المستقيم عن طريق المؤمنين من صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من الذين جاءوا إلى بينَ يديّ محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقالوا: "نشهدُ أن لا إله إلا الله ونشهدُ أن محمداً رسول الله" فأظهروا الإيمان وأبطنوا الكُفر ليكونوا من رواة الحديث فصدّوا عن سبيل الله. وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثم علّمكم الله كيفيّة صدّهم عن سبيل الله وبيّن لكم في مُحكم كتابه طريقة مكرهم وبيّن لكم عن سبب إيمانهم ظاهر الأمر ليكونوا من رواة الأحاديث النَّبويّة فيصدّوا المسلمين عن طريق السُّنة التي لم يعِدهم الله بحفظها من التحريف ولذلك يقولون طاعةٌ لله ولرسوله ويحضرون مجالس أحاديث البيان في السُّنة النَّبويّة ليكونوا من رواة الحديث. وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وفي هذه الآيات المحكمات بيّن الله لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    فعلّمكم عن طريقة صدّهم كما قال تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم [النساء:81].

    فعلّم الله رسولَه والمؤمنين في محكم القرآن العظيم عن مكرهم؛ الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} صدق الله العظيم [النساء:81].

    ولكنّ الله لم يأمر نبيّه بكشف أمرهم وطردهم بل أمر الله نبيّه وقال: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:81].

    ثم بيّن الله الحكمة من عدم طردهم لينظر مَنْ الذين سوف يستمسكون بكلام الله ومَنْ الذين سوف يُعرضون عن كلام الله المحفوظ القرآن العظيم ثم يذرونه وراء ظُهورهم فيستمسكون بكلام الشيطان الرجيم الذي يجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وذلك لأنّ الله علمكم بالنّاموس لكشف الأحاديث المُفتراة في السُّنة النَّبويّة فعلّمكم الله أنّ ما ذاع الخلاف فيه بينكم في شأن الأحاديث النَّبويّة فأمركم أن تحتكموا إلى مُحكم القرآن، فإذا كان هذا الحديث في السُّنة النَّبويّة وقد جاء من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً لأنّ الحقّ والباطل دائماً نقيضان مختلفان، ولذلك جعل الله القرآن هو المرجع والحكم فيما اختلفتم فيه من أحاديث السُّنة النّبويّة. وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    وإذا جاء المؤمنين أمرٌ من الأمن؛ أي من عند الله ورسوله، لأنّ من أطاع الله ورسوله فله الأمن من عذاب الله في الدُّنيا ويأتي يوم القيامة آمِناً، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وأمّا قوله: أو من الخوف، فذلك من عند غير الله ولن يجد من يُؤمِّنَهُ من عذاب الله من اتّبع ما خالف أمر الله ورسوله.

    وأمّا قول الله تعالى:
    {أَذَاعُوا بِهِ وأولئك علماء الأمّة من رواة الحديث، فطائفةٌ تقول إنّ هذا الحديث حقّ من عند الله ورسوله وأخرى تُنكره وتأتي بحديثٍ مخالف لهُ، ثم حكم الله بينهم أن يحتكموا إلى رسوله إن كان لا يزال بينهم أو إلى أولي الأمر منهم من أئمة المسلمين الذين يأتيهم علم البيان للقرآن العظيم من الذين أمرهم الله بطاعتهم من بعد رسوله فيأتونهم بحُكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيستنبطون لهم حُكم الله بينهم من محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وما على أولي الأمر منكم إلا أن يستنبطوا لكم حُكم الله بينكم من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون؛ بمعنى إنّ الله هو الحكم بين المختلفين، وإنّما الأنبياء والأئمة الحقّ يأتوكم بحُكم الله من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    وها هو المهديّ المنتظَر قد حضر في قدره المقدور في الكتاب المسطور في زمن اختلاف علماء المسلمين وتفرّقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وأشهدُ أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأشهدُ أنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمد أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر علماء المسلمين والنّصارى واليهود، فقد جعل الله القرآن العظيم هو المهيمن والمرجع لكم فيما كنتم فيه تختلفون، وما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء كان في السُّنة النَّبويّة أو في التّوراة أو في الإنجيل فاعلموا أنّ ما خالف محكم القرآن فيهما جميعاً أنه قد جاء من عند غير الله؛ من عند الشيطان الرجيم، ولذلك حتماً تجدون بين الباطل ومحكم الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه اختلافاً كثيراً إن كنتم بالقرآن العظيم مؤمنين، فقد جعله الله المرجع الحقّ فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر النّصارى واليهود والمسلمين، ولم يجعل الله المهديّ المنتظَر مُبتدعاً بل مُتَّبِعاً لدعوة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر المسلمين من الأمّيّين والنّصارى واليهود، وذلك لأنّ نبيّ الله موسى وعيسى وجميع الأنبياء يدعون إلى الإسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾ قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    والبرهان على دعوة نبيّ الله موسى لفرعون وبني إسرائيل أنّه كان يدعوهم إلى الإسلام والذين اتّبعوا نبيّ الله موسى من بني إسرائيل الأوّلين كانوا يسمَّون بالمسلمين وذلك لأنّ نبيّ الله موسى كان يدعو إلى الإسلام ولذلك قال فرعون حين أدركه الغرق: قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:90].

    وذلك لأنّ الله ابتعث رسوله موسى - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليدعو آل فرعون وبني إسرائيل إلى الدّين الإسلامي الحنيف، وكذلك ابتعث الله رسوله داوود ونبيّه سليمان ليدعو النّاس إلى الإسلام ولذلك جاء في خطاب نبيّ الله سليمان لملكة سبأ وقومها. قال الله تعالى: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وكذلك ابتعث الله عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وعلى أمِّه وآل عمران المكرمين وسلّم تسليماً كثيراً - ليدعو بني إسرائيل إلى الإسلام ولذلك يُسمّى من اتّبع نبيّ الله عيسى بالمسلمين. وقال الله تعالى: {وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٥١﴾ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وبما إنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم مُصدِّقاً لما بين يديّ من التّوراة والإنجيل والقرآن أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبيّ الله موسى و داوود وسليمان والمسيح عيسى ابن مريم ومحمد رسول الله - صلّى الله عليهم أجمعين وسلّم تسليماً كثيراً - إلى الدّين الإسلامي الحنيف، ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين. وأدعوكم إلى أن نتّفق على كلمة سواءٍ بيننا وبينكم أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فلا نعبد سواه؛ فلا ندعو موسى ولا عُزير ولا المسيح عيسى بن مريم ولا محمد من دون الله، صلّى الله عليهم وأوليائهم وسلّم تسليماً كثيراً، وأقول لكم ما أمرنا الله أن نقوله لكم في مُحكم القرآن العظيم: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر المسلمين الأمّيّين من أتباع محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكم حذّركم الله يا معشر الشيعة والسُّنة أن تتّبعوا الأحاديث والروايات المُفتراة على نبيّه من عند الطاغوت على لسان أوليائه المنافقين بين صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكانوا يظهرون الإيمان ليحسبوهم منهم وما هم منهم بل صحابة الشيطان الرجيم مدسوسين بين صحابة رسول الله الحقّ، فكم اتّبعتم كثيراً من افترائهم يا معشر علماء السُّنة والشيعة وأفتوكم أنّكم أنتم من يصطفي خليفة الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور، وإنّكم وإنّهم لكاذبون! وما كان لملائكة الرحمن المقربين الحقّ أن يصطفوا خليفة الله في الأرض فكيف يكون لكم أنتم الحقّ يا معشر علماء الشيعة والسُّنة؟ فأمّا الشيعة فاصطفوه قبل أكثر من ألف سنةٍ وآتوه الحُكم صبيّاً! وأمّا السُّنة فحرّموا على المهديّ المنتظَر إذا حضر أن يقول لهم أنّه المهديّ المنتظَر خليفة الله الذي اصطفاه الله عليهم وزاده بسطةً في علم الكتاب وجعله حكماً بينهم بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون فيدعوهم للاحتكام إلى الذِّكر المحفوظ من التحريف! وما كان جواب من أظهرهم الله على شأني من الشيعة والسُّنة في طاولة الحوار العالميّة إلا أن يقولوا :"إنّك كذابٌ أشِرٌ ولست المهديّ المنتظَر، بل نحن من نصطفي المهديّ المنتظَر من بين البشر فنجبره على البيعة وهو صاغر". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم وأقول:

    أقسمُ بالله العظيم الرحمن على العرش استوى إنّكم لفي عصر الحوار للمهديّ المنتظَر من قبل الظهور بقدر مقدور في الكتاب المسطور قبل مرور كوكب سقر،
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111] واصطفوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم إن كنتم صادقين شرط أن تؤتوه علم الكتاب ظاهره وباطنه حتى يستطيع أن يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فلا تجادلونه من القرآن إلا غلبكم بالحقّ إن كنتم صادقين، وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فإنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لم يصطفِني جبريل ولا ميكائيل ولا السُّنة ولا الشيعة بل اصطفاني خليفةً لله في الأرض الذي اصطفى خليفته آدم، إنّه الله مالك الملك يؤتي مُلكه من يشاء، فلستم أنتم من تُقسِّمون رحمة الله يا معشر الشيعة والسُّنة الذين أضلتهم الأحاديث المُفتراة والروايات ضلالاً كبيراً واستمسكتم بها وهي من عند غير الله بل من عند الطاغوت، ومثلكم كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت أفلا تتقون؟ بل أمركم الله أن تعتصموا بالعروة الوثقى المحفوظة من التحريف القرآن العظيم الذي أدعوكم للاحتكام إليه الحقّ من ربّكم ولكنّكم للحقّ كارهون، فما أشبهكم باليهود يا معشر الشيعة والسُّنة، فهل أدلّكم متى لا يعجبكم الاحتكام إلى القرآن العظيم؟ وذلك حين تجدون مسألةً أنها مخالفةٌ لأهوائكم، ولكن حين يكون الحقّ لكم فتأتون إليه مُذعنين وتجادلون به، ولكن حين يخالف في موضع آخر لأهوائكم فعند ذلك تعرضون عنه وتقولون لا يعلم تأويله إلا الله فحسبنا ما وجدنا عليه أسلافنا عن أئمة آل البيت كما يقول الشيعة أو عن صحابة رسول الله كما يقول السُّنة والجماعة. ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكن حين يكون الحقّ معكم في مسألةٍ ما فتأتي آيةٌ تكون برهاناً لما معكم فلماذا تأتون إليه مُذعنين فلا تقولون لا يعلم تأويله إلا الله؟ ولكن حين تأتي آيةٌ مُحكمةٌ بيِّنةٌ ظاهرها وباطنها مخالفة لما معكم فعند ذلك تُعرضون فتقولون لا يعلم تأويلها إلا الله! ومن ثم أقيم الحجّة عليكم بالحقّ وأقول: أليست هذه خصلةٌ في طائفةٍ من الصحابة اليهود يا معشر السُّنة والشيعة فلماذا اتّبعتم صفتهم هذه؟ وقال الله تعالى: {لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٦﴾ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٤٨﴾ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴿٤٩﴾ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٥٠﴾ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [النور].

    ويا معشر الشيعة والسُّنة وجميع المذاهب الإسلاميّة، فهل أنتم مسلمون أم يهودٌ معرضون عن الدعوة والاحتكام إلى كتاب الله؟ فكم سألتكم لماذا لا تجيبون دعوة الاحتكام إلى الكتاب فلم تردوا بالجواب، ومن ثم أقيم الحُجّة عليكم بالحقّ أن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم جعله الله مُتبِعاً وليس مُبتدِعاً، فهل دعا محمدٌ رسول الله المختلفين في دينهم من أهل الكتاب إلى كتاب الله القرآن العظيم أم إنّ ناصر محمد اليماني مُبتدعٌ وليس مُتّبعاً كما يزعم إنّ الله ابتعثه ناصراً لمحمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ولكنّي من الصادقين، ولأنّي من الصادقين مُتبعٌ لمحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولستُ مُبتدعاً وآتيكم بالبرهان من مُحكم القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]، إذاً لكُل دعوى برهان إن كنتم تعقلون.

    ومن ثم أوجّه إليكم سؤالاً آخراً أريد الإجابة عليه من أحاديث السُّنة النَّبويّة الحقّ، فهل أخبرَكم محمدٌ رسول الله كما علمه الله أنّكم سوف تختلفون كما اختلف أهل الكتاب؟ وجوابكم معلوم وسوف تقولون: "قال محمد رسول الله - صلّى الله عليه و آله وسلّم - الذي لا ينطق عن الهوى: [افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة، وافترقت النّصارى على اثنتين و سبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم".

    ومن ثم أقول لكم: نعم إنّ الاختلاف واردٌ بين جميع المسلمين في كافة أمم الأنبياء من أولهم إلى خاتمهم النبيّ الأميّ محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكلّ أمّة يتّبعون نبيّهم فيهديهم إلى الصراط المستقيم فيتركهم وهم على الصراط المستقيم، ولكنّ الله جعل لكُل نبيّ عدواً شياطين الجنّ والإنس يضلّونهم من بعد ذلك بالتزوير على الله ورسله من تأليف الشيطان الأكبر الطاغوت. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ومن ثم يوجّه المهديّ المنتظَر سؤالاً آخراً: أفلا تُفتوني حين يبعث الله النبيّ من بعد اختلاف أمّة النبيّ الذي من قبله فإلى ماذا يدعوهم للاحتكام إليه، فهل يدعوهم إلى الاحتكام إلى الطاغوت أم يدعوهم إلى الاحتكام إلى الله وحده وليس على نبيّه المبعوث إلا أن يستنبط لهم حُكم الله الحقّ من مُحكم الكتاب الذي أنزله الله عليه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهكذا الاختلاف مستمرٌ بين الأمم من أتباع الرُسل حتى وصل الأمر إلى أهل الكتاب فتركهم أنبياؤهم على الصراط المستقيم، ثم تقوم شياطين الجنّ والإنس بتطبيق المكر المستمر بوحي من الطاغوت الأكبر إبليس إلى شياطين الجنّ ليوحوا إلى أوليائهم من شياطين الإنس بكذا وكذا افتراءً على الله ورُسله ليكون ضدّ الحقّ الذي أتى من عند الله على لسان أنبيائه، ثم أخرجوا أهل الكتاب عن الحقّ وفرقوا دينهم شيعاً، ونبذوا كتاب الله التّوراة والإنجيل وراء ظهورهم، واتّبعوا الافتراء الذي أتى من عند غير الله بل من عند الطاغوت الشيطان الرجيم، فأخرج الشياطينُ المسلمين من أهل الكتاب عن الصراط المستقيم، ومن ثم ابتعث الله خاتم الأنبياء والمرسلين النبيّ الأميّ الأمين بكتاب الله القرآن العظيم موسوعة كُتب الأنبياء والمرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

    ومن ثم أمر الله نبيّه بتطبيق النّاموس للحُكم في الاختلاف أن يجعلوا الله حكماً بينهم فيأمر نبيّه أن يستنبط لهم الحُكم الحقّ من مُحكم كتابه فيما كانوا فيه يختلفون، ومن ثم قام محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بتطبيق النّاموس بدعوة المختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم لأنّ الله هو الحكم بين المختلفين وإنّما يستنبط لهم الأنبياء حكم الله بينهم بالحقّ من مُحكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذاً تبين لكم أنّ الله هو الحكم وما على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والمهديّ المنتظَر إلا أن نستنبط حُكم الله بين المختلفين من مُحكم كتابه ذلك لأنّ الله هو الحكم بينهم.
    تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    ومن ثم طبّق محمدٌ رسول الله النّاموس لجميع الأنبياء والمهديّ المنتظَر بدعوة المختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم، فمن أعرض عن الاحتكام إلى كتاب الله فقد كفر بما أُنزل على محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم} صدق الله العظيم [الأعراف:2-3].

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    وقال الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقال الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وقال الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّـهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].

    وقال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٢٠٠﴾ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٢٠١﴾ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٠٢﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وقال الله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} صدق الله العظيم [فصلت:44].

    وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩﴾ مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ ۖ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠﴾ هَـٰذَا هُدًى ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الجاثيه].

    وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١٣٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقال الله تعالى: {أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّـهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    و قال الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    و قال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    و قال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وقال الله تعالى: {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٢﴾ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله يا معشر علماء المسلمين إن كنتم به مؤمنين، فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إليه إن كنتم صادقين؟

    فأجيبوا داعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون، وسوف تعلمون أنّه لا يحقّ لملائكة الرحمن المقربين أن يصطفوا خليفة الله، فكيف يحقُّ لكم أنتم يا معشر الشيعة الاثني عشر! أفلا تتقون؟

    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم.

    ونستنبط من ذلك شرط هدى القلب إلى الرب: إنّها الإنابة من عند نفس الإنسان إلى ربه ليهدي قلبه إلى الصراط المستقيم.

    ولذلك قال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فانظروا لقول الإنسان الذي لم يهدِ الله قلبه إلى الحقّ ما سوف يقول عند لقاء ربه: {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: فما هي حجّة الله على الإنسان الذي لم يهدِ قلبه إلى الحقّ؟ ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:54].

    إذاً شرط هدى القلب من الرب هو الإنابة من عند الإنسان كون الله يهدي إليه من ينيب إلى ربه ليهدي قلبه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} صدق الله العظيم [الرعد:27].

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 16177 من موضوع ردّ الامام على السائل: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وعلى هذه الكلمة في الذكر تأسست عقيدة الشيعة الاثني عشر..



    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 06 - 1432 هـ
    28 - 05 - 2011 مـ
    01:55 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    إنّ من الأئمة والأنبياء ما كان بسبب دعاء آبائهم..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار..

    ويا أبا بكر من الأنصار السابقين الأخيار، إن من الأئمة والأنبياء ما كان بسبب دعاء آبائهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} صدق الله العظيم [الفرقان:74].

    فإذا علم الله إن دعاء عبده لربه أن يهب له ذريّة لينفع بهم الدين والمُسلمين ثم يجيب الله دعاء عبده إن يشاء، وإلى الله ترجع الأمور. كمثل نبيّ الله زكريا قال:
    {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذريّة طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} صدق الله العظيم [آل عمران:38].

    كون نبيّ الله زكريا عليه الصلاة والسلام يريد أن يهب له الله مولوداً مباركاً ويجعله إماماً للمُسلمين لأنّ هدفه من أجل الدين وليس حبّاً في البنين وزينة الحياة الدنيا بل هو من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} صدق الله العظيم [الفرقان:74].

    ولذلك تجد أنّ الله قد وهب له نبيّاً كريماً وجعله إماماً للمتقين ليهديهم إلى ربّهم ببصيرة الكتاب، ويجب أن يكون ذلك الطموح هو طموحُ كلّ زوجٍ وزوجةٍ من المُسلمين فيدعون ربّهم أن يهب لهم ذريّة طيبة لينفعوا بأولادهم الإسلام والمُسلمين ثم يجيبهم ربّهم ويتقبل منهم أولادهم ويجعل الله فيهم خيراً كثيراً للإسلام والمسلمين، فانظروا إلى دعاء امرأة عمران وهي حامل أنابت إلى ربها فقالت:
    {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [آل عمران:35].

    ويعلمُ الله بما تريد؛ إنها تريد ولداً لتنفع به الإسلام والمُسلمين، ثم كانت واثقة من الله أنّه سوف يجيبها كون عمران بن يعقوب زوجها قد توفي وهي حامل، وكذلك توفي ابنها هارون من قبل وأرادت أن تحفظ ذريّة ذلك البيت المكرم بولدٍ يرزقها الله به وتنفع به الإسلام والمُسلمين، ولكن الله ابتلاها فوضعتها أنثى وهي كانت منتظرة الإجابة من ربّها أن يهب لها ولداً وقد وهبته لربّها مقدماً وهو لا يزال في بطنها حين توفى الله زوجها، ولكن حين وضعتها تفاجأت بأنها أنثى وليست ذكراً، ولم يعد هناك أمل أن تنجب ولداً من ذريّة عمران بن يعقوب وهي تعلم أنّ الأنثى لا تحمل ذريّة الأب بل تحمل ذريّة الصهر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً} صدق الله العظيم [الفرقان:54].

    ولذلك قالت امرأة عمران:
    {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} صدق الله العظيم [آل عمران:36].

    فانظروا إلى حُسن الظنّ بربها فقالت:
    {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ}، بمعنى عسى أن يكون لله حكمة من أن يرزقها بأنثى فعسى أن يكون فيها خير للإسلام والمُسلمين، ولم يظل وجهها مسوداً ولم تحزن وفوضت أمرها إلى ربها فعسى أن يجعل الله في ذريتها خيراً للإسلام والمُسلمين برغم أنها كانت تريد أن تحمل في بطنها ذريّة عمران بن يعقوب حتى لا ينقطع نسل ذلك البيت المبارك، ولكن الله أجاب دعاء امرأة عمران بالحقّ وإنما ابتلاها بالمولود أنثى، ولكن ذلك من عجيب إجابة الدعاء من الربّ سبحانه أنّ اسم المسيح عيسى ابن مريم "عيسى ابن مريم عمران بن يعقوب" ولم تحمل مريم ذريّة الصهر ولم يشاركها في ذريتها أحدٌ برغم أنه لم يخطر لامرأة عمران على بال أنّ ذريّة مريم سوف تنسب إلى عمران كون بالعقل إنّ ذريّة مريم سوف تنسب إلى من سوف يتزوجها وهو الصهر فتحمل ذريته فتنسب الذريّة إلى أبيهم زوج مريم، ولكن لا زوج لمريم ابنة عمران عليها الصلاة والسلام ولم تتزوج قط ولم يمسسها بشر قط في حياتها. وقالت: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:47].

    إذاً رسول الله المسيح عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام وعلى أمه- هو أصلاً خلقه الله إجابة لدعاء امرأة عمران عليه الصلاة والسلام إذ قالت:
    {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} صدق الله العظيم [آل عمران:35]، وإنما ابتلاها الله بأنها وضعتها أنثى ولكن الله خلق من ابنتها ذكراً وجعله رسول الله لبني إسرائيل وينفع الله به الإسلام والمُسلمين إن ربي سميع الدعاء.

    ومن الأئمة من كان السبب هو من عند المولود نفسه وليس من عند أبيه ولربما أبوه من الغافلين، أو إنّه ليس من الذين أوتوا العلم ولم يكن يعلم أنه يحقّ له أن يهب لربه ذرّيته لينفع بهم الإسلام والمُسلمين، ولكن الذين اجتباهم الله فإن السبب هو من عند أنفسهم وليس من عند آبائهم، فالمولود أذكى من الوالد فلم يتبع ملّة أبيه إذا لم يتقبل ملّة أبيه عقلُه وإذا كان من أولي الألباب المتفكرين فيبحث عن الحقّ ليتبعه ثم يجتبيه الله ويهدي قلبه إلى الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13]، كون الذين يجتبيهم الله إليه فيصطفيهم ويهدي قلوبهم فالسبب هو من عند أنفسهم وليس من عند آبائهم كمثل رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يكن السبب من عند أبيه كون أبيه ليس من الذين قال الله عنهم: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} صدق الله العظيم؛ بل كان آزر أبو إبراهيم من الضالين عن الصراط المستقيم من الذين يتّبعون آباءهم الاتّباع الأعمى من غير تفكرٍ ولا تدبرٍ، ولكن إبراهيم المتفكر والمتدبر لم يقتنع بما وجد عليه أبيه وقومه وتفكّر وبحث عن الحق فاجتباه الله إليه وهداه وجعله من المرسلين. وقال الله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَ‌اهِيمَ رُ‌شْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فانظروا إلى آزر والد نبيّ الله إبراهيم من الذين يتّبعون آباءهم الاتّباع الأعمى من غير تفكر بالعقل والمنطق ولذلك كان ردّ أبيه وقومه:
    {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ (53)} صدق الله العظيم، وما أشبه اليوم بالبارحة فكثيرٌ هم الذين ضلّوا عن الصراط المستقيم بسبب الاتّباع الأعمى للذين من قبلهم بحجّة أنهم السلف الصالح فلا تجدونهم يستخدمون عقولهم شيئاً، فضلُّوا أنفسهم وأَضَلّوا أمتهم، ولا نطعن في السلف من الصالحين وإنما نطعن في افتراء الشياطين عن أسلافهم كذباً وزوراً. وحتى لا نخرج عن الموضوع نعود إلى الذين اجتباهم الله بسببٍ من عند أنفسهم وهم الذين جاهدوا بالبحث عن معرفة الطريق الحقّ إلى ربهم فاجتباهم ربّهم وتقبلهم وهداهم إلى صراط العزيز الحميد، ومن الذين اجتباه الله وهداه واصطفاه بسببٍ من عند نفسه نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)} صدق الله العظيم [النحل]

    والسؤال الذي يطرح نفسه أليس سبب الاجتباء والهدى كان من عند إبراهيم حتى اجتباه الله وهداه إلى الصراط المستقيم؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب أنّ السبب كان من عند إبراهيم أناب إلى ربه ليهدي قلبه إلى الحقّ؛ بل كان متألماً قلبه من قبل الهدى كونه يريد أن يتبع الحقّ الذي لا شك ولا ريب فيه، ولذلك قال إبراهيم المنيب:
    {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77]، ولذلك اجتباه الله وهدى قلبه إلى الصراط المستقيم فقال: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]. وهداه الله إليه بسبب وعده بالحقّ في محكم كتابه لَيهدي قلوب الباحثين عن الحقّ إلى الصراط المستقيم شرط تألم القلب والحسرة لو لم يكن على الصراط المستقيم كمثل قول نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77].

    فتجدون التألم يملأ قلب إبراهيم عليه الصلاة والسلام كونه لا يريد أن يكون من الضالين أصحاب الاتّباع الأعمى؛ بل يريد أن يتبع الحقّ من ربه ولذلك هداه الحقّ إلى الحقّ إنه سميع مجيب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم.

    ونستنبط من ذلك شرط هدى القلب إلى الرب: إنّها الإنابة من عند نفس الإنسان إلى ربه ليهدي قلبه إلى الصراط المستقيم.

    ولذلك قال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فانظروا لقول الإنسان الذي لم يهدِ الله قلبه إلى الحقّ ما سوف يقول عند لقاء ربه:
    {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: فما هي حجّة الله على الإنسان الذي لم يهدِ قلبه إلى الحقّ؟ ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:54].

    إذاً شرط هدى القلب من الرب هو الإنابة من عند الإنسان كون الله يهدي إليه من ينيب إلى ربه ليهدي قلبه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} صدق الله العظيم [الرعد:27].

    فاتقوا الله يا أولي الألباب، وأقسمُ بالله العظيم الذي لا إله غيره لا يطّلع على بياني هذا إنسانٌ ولا جانٌ من أولي الألباب إلا هدى الله قلوبهم إلى الحقّ من ربهم كون الله لم يهدِ من عباده إلا أولو الألباب المتفكرين الذين يستخدمون عقولهم بالتفكر وتدبر القول وليس أصحاب الاتّباع الأعمى. وقال الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ أَمْ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ ءَابَآءَهُمُ ٱلاٌّوَّلِينَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:68].

    وإنّما تدبر القول هو التفكر في منطق الداعية وسلطان علمه الذي يحاج الناس به فهل هو الحقّ من ربّه أم إن قوله لا يقبله العقل والمنطق كون الباطل لا يقبله العقل دائماً وأما الحق فدائماً لا يختلف مع العقل والمنطق، ولذلك لن تجدوا في الكتاب أنّ الله هدى من عباده إلا أولي الألباب في كل زمانٍ ومكانٍ، وهم الذين لا يحكمون على الداعية من قبل أن يسمعوا إلى سلطان علمه هل يقبله العقل والمنطق فإذا كان هو الحق من ربهم فحتماً سوف ترضخ له عقولهم وتسلم تسليماً إنه الحقّ، إذاً لن يهدِ الله من كافة عباده إلا أولو الألباب المتفكرين بالعقل ولذلك قال الله تعالى:
    {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ} [محمد:24].
    {كِتَـٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ إِلَيْكَ مُبَـٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوۤاْ ءَايَـٰتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو ٱلاٌّلْبَـٰبِ} [ص:29].
    {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ أَمْ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ ءَابَآءَهُمُ ٱلاٌّوَّلِينَ} [المؤمنون:68].
    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ‌ بِآيَاتِ رَ‌بِّهِ فَأَعْرَ‌ضَ عَنْهَا} [الكهف:57].
    {وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِى ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْءاَنَ مَهْجُوراً} [الفرقان:30]
    صـــــدق الله العظيم

    ومن ثم يكرر لكم المهديّ المنتظَر القسم بالحقّ وما كان قسم كافرٍ ولا فاجرٍ؛ بل قسم المهديّ المنتظَر بالله العلي العظيم أن لن يتبع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلا أولو الألباب لو حاورتكم مليون عاماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَـٰبِ} صدق الله العظيم [الرعد:19].

    إذاً يا قوم إنّ الله لم يهدِ من عباده في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلا أولي الألباب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن الذين هم أضلّ من الأنعام سبيلاً سوف ينبذ جميع آيات الكتاب وراء ظهره وكأنّه لم يسمعها ومن ثم يقول: "قال الله تعالى:
    {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7]، فحسبنا ما وجدنا عليه السلف الصالح من أتباع النّبيّ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم [الحشر:7]، فحسبنا ما وجدنا عليه السلف الصالح الذين أخذوا عن النّبيّ مباشرة".

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إني أراكم تقولون:
    {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم، أفلا تفتوني من الذي أتى بهذا القرآن العظيم الذي يحاج به ناصر محمد اليماني؟ ألم يأتِ به محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم؟ ولو كنتم تريدون الحقّ لما افتريتم على الله أنه أفتاكم إنه لا يعلمُ بتأويل القرآن العظيم إلا الله سبحانه عما تفترون عليه بغير الحقّ فلم يقل ذلك بل ذلك قولكم من عند أنفسكم افتراءً على الله.

    ولربّما يودّ أحد الذين لا يعقلون أن يقاطعني فيقول: "مهلاً يا ناصر محمد ألم يقل الله تعالى:
    {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} صدق الله العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: فما ظنّك بقول الله تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ} صدق الله العظيم؟ فهل ترى إنّ هذا قول لا يعلم بتأويله إلا الله؟ ومن ثمّ يكون ردّ علينا فيقول: "بل هذه آيةٌ واضحةٌ يشهدُ الله لنفسه بالحقّ إنه لا إله غيره في الوجود كله". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إذاً فلماذا تفترون على الله أنه قال إنه لا يعلمُ بتأويل القرآن إلا الله وأنتم تعلمون إنّه إنما يقصد المتشابه في القرآن فقط لا يعلم بتأويله إلا الله والمتشابه كلمات قليلة في القرآن ومعظم كلمات القرآن العظيم محكمات بيّنات بنسبة 90% من كلمات القرآن محكمات وبنسبة 10% الآيات المتشابهات فيهنّ تشابه لفظي في منطق اللسان مختلفات في البيان عن محكم القرآن كمثل قول الله تعالى: {فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:54].

    وهذه من الآيات المتشابهات وسوف تجدونها جاءت مخالفةً لآيةٍ محكمةٍ في الكتاب للعالم وعامة المسلمين في قول الله تعالى:
    {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَ‌حِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارً‌ا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرً‌ا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء]

    فانظروا لهاتين الآيتين المتشابهتين إحداهنّ في ظاهرها مخالفة للعقل والمنطق، فكيف يأمر الله عباده أن يقتلوا أنفسهم ويفتيهم أنّ ذلك خيرٌ لهم عند بارئهم سبحانه وتعالى علواً كبيراً! فهل يقبل العقل والمنطق هذا بأنّ الله أمر بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم فيقول:
    {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم؟ فكيف يكون خيراً لهم عند بارئهم أن يرتكبوا ما حرّم الله عليهم أن يقتلوا أنفسهم في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَ‌حِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارً‌ا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرً‌ا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم؟ إذاً يا قوم لا ينبغي أن يكون تناقضاً في كتاب الله القرآن العظيم فلا بد إن إحدى هاتين الآيتين من المتشابه فأيهم يقر العقل إنها محكمة؟ وسوف تجدون فتوى عقولكم مباشرة تفتيكم عن الآية المحكمة التي يقبلها العقل والمنطق وهو قول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَ‌حِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارً‌ا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرً‌ا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    ولربّما يودّ أحد أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار أن يقول: "يا إمامي وحبيب قلبي يا من هديتني إلى ربي أفلا تُفْتِنا عن كلمة التشابه بالضبط بين هاتين الآيتين؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: يا قرة عين الإمام المهديّ إن كلمة التشابه بين هاتين الآيتين هو بالضبط قوله تعالى:
    {أَنْفُسَكُمْ}، ولسوف نقوم بتكبير هذه الكلمة في الآيتين وقال الله تعالى: {فَاقْتُلُواأَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَ‌حِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارً‌ا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرً‌ا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم، فأمّا قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} أي: اقتلوا بعضكم بعضاً للدفاع عن دينكم وأرضكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} صدق الله العظيم [الحج:40].

    وإنما يقصد أن يجاهدوا في سبيل الله لقتل المفسدين في الأرض الذين يبغون على الناس بغير الحقّ إلا أن يقولوا ربنا الله فينقم منهم المجرمون، ولذلك أمركم الله بقتال وقتل المعتدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُ‌جُوا مِن دِيَارِ‌كُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرً‌ا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرً‌ا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّ‌سُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَ‌فِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكن الذي غرّكم في الآية هو قول الله تعالى
    {أَنْفُسَكُمْ}، ولذلك أفتيناكم أنه يقصد في هذا الموضع أي بعضكم بعضاً، كمثل قول الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}صدق الله العظيم [النور:61].

    أي فسلّموا على بعضكم بعضاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} صدق الله العظيم [النور:61].

    وتبيّن لكم إنّه يقصد بقوله:
    {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} أي: فسلموا على بعضكم بعضاً وهي تحية الإسلام بين المؤمنين إلى بعضهم بعضاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} صدق الله العظيم [النساء:86].

    فأمّا التحية من الله الطيبة فهي حين تدخلوا بيوت بعضكم بعضاً فتقولون: (السلام عليكم ورحمة الله). وأما قول الله تعالى:
    {فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ} وهي قولكم: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)، أو أضعف الإيمان ردوها فإن حياكم أحدٌ وقال: (السلام عليكم) فأضعف الإيمان إذا لم تردوا بأحسن منها فردّوها فتقولون: (وعليكم السلام). وأما إذا قال صاحب التحية لكم: (السلام عليكم ورحمة الله) فإذا لم تحييوا بأحسن منها فأضعف الإيمان ردّوها فتقولوا: (وعليكم السلام ورحمة الله). وليس من الأخلاق أن يحييكم أحدٌ فيقول: (السلام عليكم ورحمة الله) ثم تردون عليه بأنقص منها فتقولون (وعليكم السلام) برغم إنه قال (السلام عليكم ورحمة الله)، فإذا سمعك تردّ عليه فتقول: وعليكم السلام، فلربما يرجع من باب دارك كونه سوف يصير في نفسه شيء وكأنه ليس مرغوباً لديك دخوله البيت بسبب إنّه حياك وقال: (السلام عليكم ورحمة الله) ولم ترد أضعف الإيمان تحيته بمثلها بل بأنقص منها مما سوف يصير في نفس أخيك الزائر شيء فيهجر زيارتك إلى دارك، ولكن حين يسمعك ترد تحيته بخير منها فتقول: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) سوف يطيب نفساً إنك سررت بقدومه ومرحباً به. ولو إن هذا الموضوع لم يكن هو الموضوع المقصود وإنما عرجنا على بيان التحية نظراً لأنه جاء ما يخصها لكي نستنبط منه أنه يأتي في مواضع يقصد بقوله تعالى: {أَنفُسِكُمْ} أي بني جنسكم، كمثل قول الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:128] ؛ والمقصود بقوله {مِنْ أَنْفُسِكُمْ} أي من بني جنسكم.

    ويا أحبتي في الله إنّ الإمام المهديّ لَقادر أن يختصر في بيانات الذكر ولكنّنا نجعل كل بيان موسوعة علميّة، وذلك حتى يقتبس الأنصار ردّهم من البيانات على السائلين والتعب والمشقة هي على كاتبها وأما القراءة فهي أهون من الكتابة بكثير، فاجهدوا أنفسكم بالقراءة للبيان الحقّ للقرآن العظيم ليزيدكم الله علماً وكونوا من الشاكرين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 36864 من موضوع سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

    - 31 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 02 - 1432 هـ
    31 - 01 - 2011 مـ
    04:44 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــــ


    أنيبوا إلى الله بقلبٍ خاشعٍ وأعينٍ دامعةٍ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار وجميع المسلمين، آمين يا أرحم الراحمين.
    ويا حبيبي في الله فضيلة الشيخ محمد عبد القادر إدريس غفر الله لك وللإمام المهديّ معك ولجميع المسلمين، ويا أخي الكريم تلزمك الإنابة إلى الربّ بالتضرع بقلبٍ خاشعٍ وأعينٍ تدمع فتقول:

    "يا رب إنك قلت وقولك الحقّ:
    {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:216]، اللهم إن كان الإمام ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب فإنك تعلم وعبدك لا يعلم، اللهم فبصِّر قلبي بالحقّ لأتّبعه بالحقّ واجعلني من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور فعبدك في ذمّتك أن لا يفوتني هذا الشرف العظيم، فكيف لو تبيّن للعالمين يوماً ما أنّه المهديّ المنتظَر ومحمد عبد القادر كان له من الكارهين؟ فكيف سوف تكون ندامة عبدك وحسرته؟ اللهم فاغفر لعبدك وأرني البيان الحقّ للكتاب واجعلني من أولي الألباب، وإن كان ناصر محمد اليماني ليس المهديّ المنتظَر اللهم فإنّك تعلم أن عبدك محمد عبد القادر لفي حيرةٍ في أمره فإنّا نعوذ بك من عاقبة أمره فقصِّر في عمره واكفنا شرّه فإنا نجعلك في نحره إن كان الإمام ناصر محمد اليماني من الضالين المُضلين، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت السميع العليم".

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - 05 - 1429 هـ
    23 - 05 - 2008 مـ
    01:25 صباحا
    ـــــــــــــــــــ


    السلام عليكم يا معشر الباحثين عن الحقّ، وإليكم الحقّ .

    اقتباس المشاركة :
    ! فما هي حجّة الله على الظالمين الذين لم يهدِهم الله؟ وذلك لأنهم لم ينيبوا إليه، وذلك لأنّ الله يهدي إليه من يُريد الهُدى من عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} [الشورى].

    وذلك لأنّ الله يهدي إليه من يشاء الهُدى من العباد، وأما لو يشاء الله لهدى الناس أجمعين ولكن سُنّة الهُدى في الكتاب أنه يهدي إليه من يشاء الهُدى من العباد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾}، أما لو يشاء الله هو أن يهدي بقدرته العباد لما أعجزه ذلك شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [الرعد:31].

    ولكن للأسف لم ييأس الذين آمنوا من ذلك ويظنّون بأنّ الهدى هُدى آيات التصديق بالمعجزات، وهذا خطأ المؤمنين والناس أجمعين في كُلّ زمانٍ ومكانٍ بسبب القصور العلمي وجهلهم في علم الهُدى في الكتاب. وكذلك عاتب ربي جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين ظنّ بأنّ الله لو يؤيّده بآية المعجزة لصدّقه الكافرون بأمره، ولكن الله لا يريد أن يكون محمدٌ رسول الله من الجاهلين عن علم الهُدى، ولذلك عاتبه الله لكي يعلم ذلك علم اليقين. وقال الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:35].

    ولكنّ الله لم يبعث بالمعجزات للعالمين مع محمدٍ رسول الله خاتم الأنبياء والمُرسلين رحمة منه تعالى وليس بُخلاً على رسوله بآيات المعجزات، وذلك لأنّه يزعم الكفار بأن لو يؤيده الله بمعجزةٍ لصدّقوه بلا شك أو ريب في أنفسهم! وإنهم لكاذبون في هذه العقيدة الباطل التي في أنفسهم؛ بل الهدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه وليس هُداهم، ولو أنابوا إليه لهداهم إلى صراطه المُستقيم، وليس الهُدى هداهم فلا ينقصهم إلا آيات التصديق فإنهم لخاطئون، ولو بعث الله بآيات التصديق لما زاد الذي يعتقدون بذلك إلا كفراً ولقالوا إنّما هذا سحرٌ مُبينٌ، ومن ثم يهلكهم الله من بعد التكذيب بآيات التصديق من ربّ العالمين بسبب عقيدتهم الباطل في أنفسهم بأنه لو يؤيّد الله محمداً رسول الله بآيات المعجزات للتصديق لصدّقوه وكانوا من الموقنين؛ بل أقسموا بالله جهد أيمانهم لو يؤيده الله بآيات المعجزات لكانوا من المؤمنين. وقال الله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٩﴾ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١١٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام
    وقال الله تعالى: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴿٥﴾ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].


    وهذه العقيدة الباطلة بالجهل عن علم الهُدى للأسف أنّها لا توجد فقط في الكفار بل وكذلك المؤمنون لا يزالون على هذه العقيدة الباطل ويزعمون بأنّ الله لو يؤيّد محمداً رسول الله بآية التصديق تكون ظاهرةً وباهرةً للناس أجمعين لصدَّقه الناس أجمعون ولكانوا معهم من المؤمنين، وللأسف لا تزالون يا معشر المؤمنين على هذه العقيدة الباطلة فلم تيأسوا منها بعد لجهلكم في علم الهُدى. وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّـهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [الرعد].
    انتهى الاقتباس
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 94890 من موضوع فما ظنكم بهذه الآية يا معشر الباحثين عن الحقّ ؟




    - 2 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - 05 - 1429 هـ
    23 - 05 - 2008 مـ
    01:25 صباحا
    ـــــــــــــــــــ


    السلام عليكم يا معشر الباحثين عن الحقّ، وإليكم الحقّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي وحبيبي وقدوتي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم الصلاة على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطّيّبين، وجميع التّابعين للحقِّ إلى يوم الدين، ولا أفُرِّق بين أحدٍ من رُسُله وأنا من المُسلمين، وبعد..

    أخي الكريم (رجُلٌ من أقصى المدينة يسعى)، إنّ إمام المسلمين ناصر محمد اليماني لم يقل بأنّه بلغ الأربعين عاماً بعد، وذلك لأنّه بعد التحري لعمري من والدتي وأقربائي وآباء من ولدوا في نفس عام مولدي ممّن كانوا في سنّي تبيَّن بأنّ الإمام ناصر محمد اليماني أوشك قريباً جداً أن يبلغ الأربعين سنة، ولم أبلغ الأربعين بعدُ، وبقي الشيء اليسير جداً فأبلغ إنْ شاء الله أربعين سنةً، وإنّما أردتُ أن أُبيّنَ لكم سرَّ هذه الآية بأنّها تخصُّ بذكر عمر المهديّ مع سرٍّ آخر يدركهُ أولو الألباب من الذين يومنون بأنّه لا معصومٌ من الخطأ غير الذي لا يخطئ أبداً ولا يسهو ولا ينسى الذي يتميّز بصفات الكمال الدائم على خلقه أجمعين، والكمال لله وحده سُبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ بل حتى الأنبياء والمرسلين لا أعلم بأنهم معصومون عن الخطأ، وكلّ نفسٍ لا بُدَّ أن تُخطئ في الحياة مع اختلاف أنواع الخطيئة، ويقول الله في القرآن العظيم بأنّه لا توجد نفسٌ واحدةٌ لم تكسب خطيئة في الحياة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ} صدق الله العظيم [فاطر:45].

    بمعنى أنه لا يوجد إنسانٌ معصومٌ من الخطأ وخير الخطّائين التوابون، ومن يئِس من رحمة الله فأولئك هم المجرمون الشياطين المُبلسون من رحمة ربهم، ويريدون أن يكون الناس أجمعون مثلُهم سواءً في نار جهنم برغم أنّ الله قد وجَّه نداءً في القرآن العظيم الذي أنزله الله رحمةً للعالمين وجعل النداء شاملاً لجميع عباده من الجنّ والإنس أجمعين بما فيهم شياطين الإنس والجنّ بأنه سوف يغفر لهم جميع ذنوبهم مهما كانت ومهما تكون جميعاً لأنهُ هو الغفور الرحيم شرط أن ينيبوا إلى ربِّهم ويسلموا له من قبل أن يأتيهم العذاب ثم لا ينصرون، ويتّبعون أحسن ما أنزل إليهم من ربِّهم من قبل أن يأتيهم العذاب بغتةً وهم لا يشعرون ثم يكونون من النادمين فتقول نفسٌ يا حسرتى على ما فرَّطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين، أو تقول لو أنّ الله هداني لكنت من المتقين. برغم أن الهُدى هُدى الله! فما هي حجّة الله على الظالمين الذين لم يهدِهم الله؟ وذلك لأنهم لم ينيبوا إليه، وذلك لأنّ الله يهدي إليه من يُريد الهُدى من عباده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} [الشورى].

    وذلك لأنّ الله يهدي إليه من يشاء الهُدى من العباد، وأما لو يشاء الله لهدى الناس أجمعين ولكن سُنّة الهُدى في الكتاب أنه يهدي إليه من يشاء الهُدى من العباد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾}، أما لو يشاء الله هو أن يهدي بقدرته العباد لما أعجزه ذلك شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [الرعد:31].

    ولكن للأسف لم ييأس الذين آمنوا من ذلك ويظنّون بأنّ الهدى هُدى آيات التصديق بالمعجزات، وهذا خطأ المؤمنين والناس أجمعين في كُلّ زمانٍ ومكانٍ بسبب القصور العلمي وجهلهم في علم الهُدى في الكتاب. وكذلك عاتب ربي جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين ظنّ بأنّ الله لو يؤيّده بآية المعجزة لصدّقه الكافرون بأمره، ولكن الله لا يريد أن يكون محمدٌ رسول الله من الجاهلين عن علم الهُدى، ولذلك عاتبه الله لكي يعلم ذلك علم اليقين. وقال الله تعالى:
    {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:35].

    ولكنّ الله لم يبعث بالمعجزات للعالمين مع محمدٍ رسول الله خاتم الأنبياء والمُرسلين رحمة منه تعالى وليس بُخلاً على رسوله بآيات المعجزات، وذلك لأنّه يزعم الكفار بأن لو يؤيده الله بمعجزةٍ لصدّقوه بلا شك أو ريب في أنفسهم! وإنهم لكاذبون في هذه العقيدة الباطل التي في أنفسهم؛ بل الهدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه وليس هُداهم، ولو أنابوا إليه لهداهم إلى صراطه المُستقيم، وليس الهُدى هداهم فلا ينقصهم إلا آيات التصديق فإنهم لخاطئون، ولو بعث الله بآيات التصديق لما زاد الذي يعتقدون بذلك إلا كفراً ولقالوا إنّما هذا سحرٌ مُبينٌ، ومن ثم يهلكهم الله من بعد التكذيب بآيات التصديق من ربّ العالمين بسبب عقيدتهم الباطل في أنفسهم بأنه لو يؤيّد الله محمداً رسول الله بآيات المعجزات للتصديق لصدّقوه وكانوا من الموقنين؛ بل أقسموا بالله جهد أيمانهم لو يؤيده الله بآيات المعجزات لكانوا من المؤمنين. وقال الله تعالى:
    {وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٩﴾ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١١٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴿٥﴾ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].


    وهذه العقيدة الباطلة بالجهل عن علم الهُدى للأسف أنّها لا توجد فقط في الكفار بل وكذلك المؤمنون لا يزالون على هذه العقيدة الباطل ويزعمون بأنّ الله لو يؤيّد محمداً رسول الله بآية التصديق تكون ظاهرةً وباهرةً للناس أجمعين لصدَّقه الناس أجمعون ولكانوا معهم من المؤمنين، وللأسف لا تزالون يا معشر المؤمنين على هذه العقيدة الباطلة فلم تيأسوا منها بعد لجهلكم في علم الهُدى. وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّـهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    ويا معشر المسلمين والناس أجمعين، إنّي أنا المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم أجمعين، وجعل الله علم الكتاب (القرآن العظيم) هو السُلطان والبرهان للخلافة لأولي الألباب منكم السابقين الأنصار الأخيار صفوة هذه الأمّة وأخيارها الذين يتدبّرون الخطاب فيجدونه الحقّ من الكتاب، فيعلمون أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم فيُصدِّقون بالكتاب، وأولئك هم أولو الألباب منكم الذين يصدِّقون بالكتاب ولا يُنظِرون إيمانهم بالحقّ من ربِّهم حتى يروا كوكب العذاب ثم يُصدِّقون، فمن أرجأ إيمانَه بالبيان الحقّ من الكتاب حتى يرى كوكب العذاب فإنه لن يثبت على الهُدى من بعد العذاب الأليم، وإنّي أرى ذلك في علم الغيب المكتوب في الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    وها أنتم تقولون لمن آتاه الله البيان نفس القول الذي قيل من قبل على الذي أنزل الله عليه القرآن، فيصفُني الجاهلون منكم بالجنون كما وصف رسوله الذين من قبلكم في زمن التنزيل، وها أنتم تقولون نفس القول في زمن التأويل، وللأسف لم تزيدوا القرآن إلا عمًى يا معشر المسلمين وذلك لأنّ الآخرين من الناس يقولون: "لو كان ناصر اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ لما كذّبه المسلمون وهو يقول إنّه لا يخاطبهم إلا من القرآن، والمسلمون يؤمنون بالقرآن ومع ذلك لم يُصدِّقوه فهم أعلم بالقرآن من الناس الآخرين". ولكن ناصر اليماني يردّ عليهم ونقول: مهلاً مهلاً لقد أصبح مثل المسلمين كمثلكم يا معشر الذين أوتوا الكتاب، كمثل الحمار يحمل الأسفار ولكنه لا يفهم ما يحملُ على ظهره، ويهرفون بما لا يعرفون، فما دمتم ترون عدم إيمانهم بالإمام ناصر محمد اليماني بأنّه حجّة على ناصر اليماني لأن المسلمين أعلمُ الناس بالقرآن فإني أشهدكم وأشهد الناس أجمعين على جميع الذين يؤمنون بالقرآن العظيم والذي لا يخاطبهم ناصر اليماني بسواه ومن ثم يكفرون بشأني فإنّي أتحدى جميع عُلماء المذاهب الإسلاميّة على مختلف مذاهبهم وفرقهم وأفتيهم بأنّكم منكم طائفةٌ يا أهل الكتاب قد أخرجتموهم عن الصراط ـــــــ المُستقيم وأنّهم لم يعودوا متمسِّكين بكتاب الله وسنّة رسوله؛ بل مُستمسكين بسُنن اليهود الموضوعة فيعضّون عليها بالنواجذ، ولبِئس ما استمسكتم به يا معشر المسلمين من الذين يتمسّكون بما خالف كتاب الله وسنة رسوله، ويحسبون أنّهم على الهُدى وفرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً، ومثلهم كمثلكم، ولست منهم ولا منكم يا أهل الكتاب في شيء لا أنا ولا جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    ويا أيها الناس لم يجعل الله لكم الحجّة إذا لم يُصدّقني المسلمون، فأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم أُشهد الله وملائكته المقربين بأنّي أتحدى علماء الأمّة جميعاً من الناس أجمعين على مختلف مجالاتهم العلميّة في علوم الدين وفي علوم الفلك والفضاء وفي علوم الطب وفي علوم البر والبحر والشجر والمطر والشمس والقمر وجميع مختلف مجالات علوم البشر مع التحذير أن لا تصدِّقوا ناصر محمد اليماني أنّه هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم حتى يُبيّن لكم من القرآن العظيم كيف كان الكون قبل أن يكون وكيف كان على ما هو عليه الآن وكيف يعود الكون إلى ما كان عليه قبل أن يكون، وما هي الساعة وكيف تكون وليس متى تكون؟ وأبيّن لكم مركز الكون ونقطة مركز الكون، وأبيّن لكم شأن المسيح الدجال واسمه وجيوشه من يأجوج ومأجوج، وأين يسكنون، وأبيّن لكم أصحاب الكهف والرقيم وأين هم نائمون (باليمن في محافظة ذمار في قرية الأقمر) لو كنتم تعلمون. وأبيّن لكم الأراضين السبع اللاتي من تحتكم، وأُفصِّل لكم حقائقَ من آيات القرآن العظيم فأبيِّنُها لكم على الواقع الحقّ حتى تعلموا أنه الحقّ من ربِّكم في حقائقه العلميّة مثل ما أنكم تنطقون.

    ويا أيها الناس ويا جميع المسلمين، إنِّ لكم شرطٌ على المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني أن لا يأتيكم بسلطان العلم من آيات القرآن المتشابهات من اللاتي لا يعلم تأويلهن إلا الله؛ بل وعدٌ علينا غير مكذوب بأن آتيكم بسلطان العلم من آيات القرآن المحكمات هنّ أم الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلا ظالمٌ لنفسه مُبين، فإن كذبتم بالحقّ من بعد ما تبيّن لكم أنّه الحقّ على الواقع الحقيقي مثل ما أنكم تنطقون ومن ثم تعرضون ويقول الجاهلون مُعلَّم مجنون فقد بُاء بغضب من الله ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً، فكيف تكذِّبون بالحقّ من ربِّكم بعد ما تبيّن لكم أنّه الحقّ على الواقع الحقّ؟ أم أنكم لم تجدوا السبع الأراضين الطباق بالفضاء السفلي من تحت أرضكم؟ أم إنّكم لم تجدوا الأرض المفروشة جنّة لله في الأرض من تحت أرجلِكم من تحت الثرى وليست جنّة المأوى بل جنّة الفتنة يسكنها المسيح الدجال ويأجوج ومأجوج؟ فإذا لم تصدِّقوا بالحقّ فأين أمم يأجوج ومأجوج أضعافٌ مضاعفة لعددكم؟ وجوجل إرث يدور بين أيديكم في جهاز الإنترنت نعمة الله الكبرى العالميّة فيستطيع أحدكم أن يرى منزله في الأرض وسيارته وهي واقفة بجانب بيته!

    يا معشر المسلمين الذي أكثركم جاهلون فهم لا يعلمون ولا يستعملون الكمبيوتر جهاز الإنترنت العالميّة فيملأون رؤوسَهم بالعلم في جميع المجالات حتى يفقهوا ما يقوله المهديّ المنتظَر من حقائق القرآن العظيم بالعلم والمنطق على الواقع الحق؟ والمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني لن يفقه بيانه للقرآن الجاهلون. تصديقاً لقول الله الحقّ في القرآن العظيم:
    {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥﴾} [الأنعام].

    وتصديقاً لقول الله تعالى بوعده الحقّ:
    {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].

    و لكنه لا يتبيَّن للجاهلين بل للذين أوتوا العلم في جميع المجالات فيرون أنّ البيان للقرآن جاء مطابقاً للعلم الحقّ الذي بين أيدهم، فيعلمون أنّ القرآن حقٌّ من لدن حكيم عليم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الحقّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:32]

    ويا أيها الناس، لم يجعل الله لكم حجّة أن كذّب بشأني المسلمون المؤمنون بالقرآن العظيم، وذلك لأنّهم يهرفون بما لا يعرفون، وكذلك علماء الفلك فيهم والشريعة المختلفون في هلال شهر رمضان الكريم ويريدون أن يصومَ في يومٍ واحد جميعُ المسلمون، وذلك هو الجهل المُبين! ولسوف أثبت أنّ كثيراً من علماء الدين والفلكيين من المسلمين يهرفون بما لا يعرفون، فكيف وآية هلال رمضان قد جعلها الله من أشدّ آيات القرآن العظيم وضوحاً؟ وذلك لأنّها من الآيات التي جعلهنّ الله من أمّ الكتاب، ولذلك جعلهنّ واضحات بيّنات. فبالله عليكم يا معشر علماء المسلمين المختلفين من أهل علم الفلك والشريعة هل ترون هذه الآية التالية تحتاج لبيان؟ وهي قول الله تعالى:
    {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} صدق الله العظيم [البقرة:185]. فهل ترون هذه الآية لا تزال تنتظر المهديّ المنتظَر الحقّ حتى يُبيّنها لعلماء المُسلمين؟ أفلا ترون أنكم تهرفون بما لا تعرفون؟ إذاً تكذيب المسلمين بشأن المهديّ المنتظَر الحقّ ليس حجّة عليه.

    يا أيّها النّاس ويا معشر المسلمين من الذين ربطوا التصديق بشأني إذا صدّق بشأني علماء المسلمين، فهل هؤلاء علماء في نظركم الذين يختلفون حتى في هذه الآية الواضحة البيّنة؟ وفي كل عام تقوم الدنيا وتقعد في هلال شهر رمضان فيختلف من جديدٍ علماء الفلك وعلماء الشريعة، ويريدون أن يصوم المسلمون في يومٍ واحدٍ من أجل وحدة الأمّة الإسلاميّة كما يزعمون، ولم يأمركم الله يا معشر المسلمين في جميع الأقطار أن تصوموا في يومٍ واحدٍ، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟ بل أمركم الله أن تراقبوا الهلال فمن شهد الشهر منكم فليصمه، تصديقاً وتنفيذاً لما أمر به الله في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} صدق الله العظيم [البقرة:185]، فهل أمركم الله أن تصوموا في يومٍ واحدٍ؟ حاشا لله وكلا! فهل تقولون على الله ما لا تعلمون؟ أم أنّكم لا تعلمون ما يقصد الله في هذه الآية الواضحة البيِّنة في محكم القرآن العظيم في قوله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} صدق الله العظيم، وذلك لأن الله يعلم بأنّه لا ولن يشهد جميع المسلمين في كل مكانٍ في العالمين هلال رمضان في ليلةٍ واحدةٍ فيصومون في يومٍ واحدٍ، ولذلك قال الله لكم: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} صدق الله العظيم، وأمّا الذين لم يشاهدوه فليُتمّوا عدّة شعبان ثلاثين يوماً، وحتماً سوف يشاهدونه الليلة الثانية.

    ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، اتّقوا الله حق تُقاته وصدِّقوا بشأني، واعترفوا بأنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر، وذلك لأنّ جميع المسلمين قد ربطوا التصديق بأمري حتى تصدِّقوني أنتم يا معشر عُلماء المسلمين وكذلك غير المسلمين لم يصدِّقوني، وحتى إن نطقت بالحقّ على الواقع الحقيقي كما يعلمون لن يصدِّقوني ما دام علماء المسلمين لن يصدقوني، فيقولون: "إنهم أعلم بقرآنهم منا وبمهديُّهم فهو يقرأ ما توصّلنا إليه من العلم ومن ثم يأتي بآياتٍ من القرآن لنزعم أنّ هذا العلم الذي اكتشفناه هو حقائق لهذه الآيات". ويقولون: "وما يدرينا ما هذه الآيات عربية اللغة وليست أعجمية؟ ولو كانت هي حقاً تقصد ما أحطْنا به من العلم لما كذب بشأنه علماء المسلمين". ومن ثم يتولّون عن المهديّ المنتظَر ويقولون: "كذاب أشر". فأصبحتم يا معشر علماء المسلمين سبب الصدّ عن الإيمان بحقائق القرآن بالعلم والمنطق، ومهما علمتُ ومهما تكلمتُ ومهما قدّمتُ من الإثبات من الآيات المُحكمات الواضحات البينات لعلماء المسلمين حتى ولو أتيتُ بألف برهانٍ من القرآن للبيان الحقّ على الواقع الحقيقي ومن ثم سينبذونه وراء ظهورهم، فيقولون: "إنّ المهديّ المنتظَر أولاً لا يقول إنّه المهديّ المنتظَر بل الناس يقولون أنت المهديّ المنتظَر فيبايعونه وهو من الكارهين". فأقول: ألا لعنة الله على الظالمين من شياطين اليهود في الأولين الأفّاكين الكذّابين المُفترين على الله ورسوله، ولعنة الله على من استمسك بأحاديثهم التي ينكرها القرآن العظيم جُملةً وتفصيلاً، وبينها وبين حديث الله في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، فآتيكم بالبرهان المبين من القرآن المختلف معها اختلافاً كثيراً ومن ثم تنبذونه وراء ظهوركم فتستمسكون بما خالف القرآن العظيم، ولا أقول خالف المتشابه من القرآن بل خالف المحكم الواضح والبيّن.

    ويا معشر المسلمين أيُّها الصُمُّ البُكمُ الإمّعات إن أحسن علماؤهم أحسنوا بعدهم وإن أساءوا فعلى أثارهم يُهرعون، أخبروا علماءكم و انسخوا بيان ناصر اليماني وقولوا لهم: إنّ ناصر اليماني يزعم أنّه المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر وأنّ الله آتاه علم الكتاب القرآن العظيم، فُيُبيِّن جميع أسراره الكُبرى التي لا تحيطون بها علماً كمثل حقيقة المسيح الدجال ومن هو وما اسمه وأين يسكن هو وجيوشه يأجوج ومأجوج، وأين تابوت السكينة، وأين المسيح عيسى بن مريم؟ وأين أصحاب الكهف والرقيم؟
    وأين الأراضين السبع وأنّ كوكب العذاب أسفلهن وأكبرهن حجماً وأنّه الطّامة الكُبرى وأنّ اسمه سجّيل في القرآن العظيم، ويسمونه علماء الغرب الكوكب العاشر ( نيبيرو - Planet X )، ويقولون بأنّه سوف يمرّ على الأرض.
    وأما ناصر اليماني فيُقسم بالله العلي العظيم البرّ الرحيم ربّ الشمس والقمر والكوكب العاشر وربّ البشر وربّ بوش الأصغر وربّ المهديّ المنتظَر أنّ ذلك هو كوكب العذاب المُدمّر وبأس الله الواحد القهار، ولا ينطق بحقيقة الكوكب العاشر ناصر من كُتيِّبات البشر بل يأتي بالبرهان من كتاب الله الذكر المحفوظ من تحريف شياطين البشر، ويؤكد لنا المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من آل البيت المُطهر أنّه خليفة الله الحقّ الإمام المُنتظَر، وأنّه لا يتغنى لنا بالشعر ولا يُبالغ بغير الحقّ بالنثر، وأنّها قد أدركت الشمس القمر فيولد الهلال بالفجر ويغيب إلى الشرق فيكون شرقي الشمس والهلال غربها، وأن ذلك من أشراط الساعة الكُبر نذيراً للبشر لمن شاء منهم أن يتقدم أو يتأخر، وأنه سوف يسبق الليل النهار والناس عن المهديّ المنتظَر الحقّ معرضون، وسوف يعذب الله العالمين بسبب كفرهم بالبيان المُبين للقرآن العظيم، وأن الأمر خطير. فهل من مُدّكر؟ فإن كان ناصر اليماني ليس المهديّ المنتظَر فتنازلوا عن الكبر وألجموه بالذَّكر الذي يتحداكم به القرآن العظيم، وأخرسوا لسانه بما علّمكم الله من آيات القرآن العظيم إن كان من الكاذبين، أو يلجمكم بالحقّ إن كان من الصادقين، ومن ثم أرفقوا مع بياني هذا ما يلي من آيات التصديق لعلهم يتّقون ويعلمون أنّه الحقّ من ربِّهم، ومن أرسل بياني هذا لأحد من علماء الأمّة فأنا المهديّ المنتظَر كفيلٌ على الله ربّ العالمين بأنّ الله سوف يُنجيه من عذاب الكوكب العاشر، ولكن للأسف لا يزيدونكم كثيرٌ من علمائكم إلا كفراً بأمري لأن أكثركم كالأنعام بل أضل سبيلاً، فكيف أن ناصر محمد اليماني يتكلم بالعلم والسلطان الواضح والبيّن من القرآن في أي موضوعٍ من مواضيع الحوار فآتي بالبرهان لهذا الموضوع لنفيه أو إثباته ليس ببرهان واحدٍ ولا اثنين بل أكثر من آيات القرآن المحكمات التي لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ، حتى إذا أحضر البيان الحقّ أحدُ الباحثين إلى أحد العلماء فيقرأه ومن ثم يقول: "إنّ هذا المهديّ المزعوم ناصر محمد اليماني لمجنون، ومن ثم ينبذ البيان الحقّ للقرآن وراء ظهره ويقول لمن أحضره: "عن ابن عباس وعن ابن فرناس... : إنّ المهديّ لا يقول أنّه المهديّ بل الناس يقولون أنّه المهديّ، فهذا كذاب أشر". وإذا كان هذا الباحث ثورٌ أغر فيقول: "صدقت أيها الشيخ الفاضل فلن نتّبعه ولن نصدقه". برغم أنّ شيخه لا يعلم من العلم شيئاً غير الأحاديث التي تخالف كتاب الله وسنة رسوله فأقنعه بها أنّي على ضلالٍ، ثم ينبذون القرآن وراء ظهورهم. ولكنّي أرد على الباحث عن الحقيقة وأقول له: قل لشيخك الفاضل هذا أنْ يتفضّل للحوار مشكوراً فيلجمني بالحقّ إن كان من الصادقين وفي عقر داري في موقعي (موقع الإمام ناصر محمد اليماني، منتديات البشرى الإسلامية). وأقسم بالله العظيم إنْ ألجمني بالقرآن فسوف أحكم على نفسي مُقدماً بأنّ عليّ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وأما أن يُنبذ آيات القرآن المحكمات وراء ظهره ويقول عن ابن عباس وعن ابن فرناس فيأتيني بكل ما خالف لهذه الآيات المحكمات في شأن موضوع الحوار فذلك هو الكفر الأكبر؛ من كذّب بآيات القرآن المحكم في قلبه زيغ عن الحق، ومن أصدق من الله قيلاً؟ فبأي حديث بعده تؤمنون؟

    وليس معنى ذلك بأني لا أصدق حديثاً يُروى عن ابن عباس، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، فلن ولن أشتم أحداً من صحابة رسول الله، فلعله قد أسنده المنافقون لابن عباس أو غيره وهو بريء من روايته، وكل ما أُفتي به وأقول إنّ هذا حديث موضوع مُفترًى بلا شك أو ريب نظراً لتطبيق القاعدة القرآنية الحقّ لكشف الأحاديث المدسوسة، فتبيّن لي بأن هذا الحديث مُفترى ومن ثم آتي بالبرهان من القرآن على نفي هذا الحديث جملةً وتفصيلاً، فيرى الذي يريد الحقّ بأنّه حقٌّ بين هذا الحديث المُفترى وبين آية أو عدة آيات محكمات اختلافاً كثيراً بينهن وبين هذا الحديث المُفترى. فمن كان يراني على ضلالٍ يا معشر علماء الأمّة، فليتفضل للحوار مشكوراً.

    المهديّ المنتظَر القاهر بالعلم والسلطان من يخرس لسان الباطل بسلطان القرآن؛
    الناصر لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 06 - 1429 هـ
    13 - 06 - 2008 مـ
    11:44 مساءً
    ــــــــــــــــــــ
    اقتباس المشاركة :
    ويا أيها الناس، إنما الهُدى هُدى الله، وكلا ولا ولن تستطيعوا أن تهدوا من تحبّون ولكن الله يهدي من يشاء الهُدى من عباده، وما يرسل الله المرسلين إلا مبشرين ومنذرين حتى لا تكون للناس حجَّة على ربّهم من بعد الرسل فيقولون لو أرسلت إلينا رسولاً لكنا أهدى من الذين كفروا برسل ربّهم. وما على الرسل إلا البلاغ المبين أن يعبدوا ربّهم وحده لا شريك له فمن أناب لربه ليرجو منه أن يبصّره بالحقّ هل هذا هو الحقّ من عندك ربي؟ فاهدني إليه وأرني الحقّ حقًا واصرف قلبي إليه يا من تحول بين المرء وقلبه إنك أنت السميع العليم. وهنا يأتي الهُدى من ربّ العالمين فيهديه إلى الحقّ ما دام يتمنى أن يتبع الحقّ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} صدق الله العظيم [الرعد:27].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    أفلا ترون بأنّ الله لا يهدي إليه إلا من يريد من عباده الهدى؟ فحقٌّ على الله أن يهديه إلى الحقّ. ولربّما يودّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول: "قال الله تعالى: {مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} صدق الله العظيم [الكهف:17]"، فيقول: "بل الله هو من يهدي وهو من يضل". ومن ثم يرد عليه المهديّ المنتظَر الحقّ فأقول: بلى إنّ الله يهدي من يشاء الهُدى من عباده ومن لم يشأ من ربّه الهدى فهنا يضلّه الله فيصرف قلبه عن الهدى بغير ظُلمٍ من ربّ العالمين وذلك لأنّ الله هو المُتحكم في القلوب تصديقاً لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    والله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون، وذلك لأنّ الله يبعث إلى الناس أحدهم ليُبيِّن لهم ما يتقون فمن شاء الهدى من الناس فحقّ على الله أن يهديه إليه ومن أبى أضلّه الله عن الهدى ضلالاً بعيداً تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١١٥﴾} صدق الله العظيم [التوبة]ولكن الجاهلون منكم يقولون: "لو شاء الله لهداني إلى الحقّ". ومن ثمّ نردّ عليه: ولكنك لم تشأ من ربك أن يهديك إلى الحقّ ولا يهدي الله إلى الحقّ إلا من يشاء الحقّ من عباده، وأما لو كان الهُدى بالقدرة لما أعجز الله أن يهديك والناس أجمعين فيصرف قلبك إلى الهُدى رغم أنفك فيثبتك على الحقّ إن ربي على كل شيء قدير. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٤٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فما هي حجَّة الله البالغة؟ وتجدونها في قول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن خلال ذلك ينطق المهديّ المنتظَر بالحكم الحقّ بينكم في شأن الهدى ونقول: بأنّ العبد مُخيّرٌ بين الحقّ والباطل، فإن اختار الحقّ صرف الله قلبه إلى الحقّ وسيّره إليه وإن اختار الباطل صرف الله قلبه إلى الباطل وسيّره إليه بمعنى أن الإنسان مخيرٌ ثم يسيِّره الله على حسب اختياره ولا يظلم ربك أحداً، ذلك بأنّ الله يحول بين المرء وقلبه فيصرف قلب العبد على حسب اختيار العبد، وبعثني الله إليكم لأبيّن لكم ما تتقون وأبيّن لكم آياته وأفصّلها لكم تفصيلاً فمن صدّق بآيات ربّه وأراد أن يتّبعها فحقٌّ على الله أن يهدي قلبه إلى الحقّ فيجعله من الموقنين فيصدق بأنني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين الذي ينطق بالحقّ ويهدي إلى الحقّ ويحكم بالحقّ فيستنبط حكم الله الحقّ من الكتاب الحقّ ومن أحسن من الله حُكماً فبأيّ حديثٍ بعد حكم الله وآياته تؤمنون
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://mahdialumma.net/showthread.php?p=51492

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 51492 من موضوع [مجموعة من البيانات إلى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وإلى جميع علماء المُسلمين ومُفتي الديار الإسلاميّة] ..

    - 9 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    18 - صفر - 1430 هـ
    13 - 02 - 2009 مـ
    01:25 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسمي لأم القرى)
    ـــــــــــــــ



    وأنا على ذلك لمن الشاهدين ..

    أعوذُ بالله العلي العظيم من الشيطان الرجيم، بســــم الله الرحمن الرحيــــم.

    قال تعالى:
    {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القرآن أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24].
    قال تعالى:
    {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:17].
    قال تعالى:
    {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:22].
    قال تعالى:
    {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:32].
    قال تعالى:
    {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:40].
    قال تعالى:
    {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القرآن عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر:21].
    قال تعالى:
    {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القرآن مِنْ كلّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [الزمر:27].
    قال تعالى:
    {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القرآن مِن كلّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59)} [الروم].
    قال تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50)} [يس].
    قال تعالى:
    {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ(179)} [الصافات].
    صـــــــدق الله العظيــــم

    وأنا على ذلك لمن الشاهدين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ



    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 06 - 1429 هـ
    13 - 06 - 2008 مـ
    11:44 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    بيان المهديّ المنتظَر إلى رئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من اليماني المنتظَر المهديّ المنتظَر من آل البيت المُطَّهر؛ الخليفة الناصر لمحمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؛ الإمام ناصر محمد اليماني إلى رئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وإلى جميع أعضاء هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة مهبط القرآن العظيم، وإلى جميع علماء المسلمين وكافة المسلمين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد..

    يا معشر علماء الأمَّة، إني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ، حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم كتاب الله المهيمن على التوراة والإنجيل والجامع لجميع الكتب السماويّة تصديقاً لقول الله تعالى: {هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي} صدق الله العظيم [الأنبياء:24]، ذلك الذكر المحفوظ من التحريف ليكون حجَّة الله للعالِم وحجَّة الله على طالب العلم.

    ويا معشر طلّاب العلم، لقد حذركم الله أن تتبعوا ما ليس لكم به علم وإن اِتّبعتم ما ليس لكم به علم بدون تفكرٍ ولا تدبُّرٍ فسوف يسألكم عن سمعكم وأبصاركم وأفئدتكم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فما خطبكم تتبعون رواياتٍ وأحاديث دون أن تستخدموا عقولكم هل هي منطقية أم لا يقبلها منطق العقل؟ كمثل روايةٍ تقولون فيها أن المهديّ المنتظَر لا يُشهر نفسه فيقول أنا المهديّ المنتظَر؛ بل الناس من يعرّفونه بنفسه فيقولون أنت المهديّ المنتظَر! ومن ثم يقول كلا كلا لست المهديّ المنتظَر، ومن ثم يزدادون إصراراً فيقولون: بل أنت المهديّ المنتظَر حتى يقنعوه بأنه المهديّ المُنتظَر! فهل هذا منطقٌ يقبله أولو الألباب، فهل يتذكّر إلا أولي الألباب؟ وأقسم بالله العظيم لا تستطيعون أن تعلموا من هو المهديّ المنتظَر لو تعمّرتم تريليون عاماً وأنتم تبحثون في الأجيال أيّهم المهديّ المنتظَر ما لم يُعرفكم بشأنه فيقول: يا أيها الناس أني أنا المهديّ المنتظَر قد اصطفاني الله عليكم وزادني بسطةً في العلم على جميع علماء الأمَّة حتى أحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، فلا تُجادلونني في شيء إلا غلبتُكم بعلمٍ من الكتاب المُنير المحفوظ من التحريف إلى يوم الدين، فإن لم تجدوني أعلَمَكم بكتاب الله فأنا لست المهديّ المنتظَر ولكلّ دعوى برهان، فلنحتكم إلى القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين.

    ويا معشر علماء الأمَّة، أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ابتعثني الله رحمةً لكم وللناس أجمعين إلّا من أبى وكذّب بالحقّ بعد ما تبين له أنه الحقّ من ربّه فهو للحقّ لمن الكارهين وهو من شياطين الجنّ والإنس الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيِّ يتخذونه سبيلاً، فهؤلاء لن يهديهم الله بعلم الهدى ما لم يشاءوا الهُدى، ولا يهدي الله إلى الحقّ إلا من يشاء الهُدى من العباد فيعترفون بأنّ الحمد لله ربّ العالمين وأنه مالك يوم الدين ويعترفون بأنه من يستحق العبادة فيقولون إياك نعبد وإياك نستعين، ومن ثم يأتي اللجوء بالدعاء لربهم فيقولون اهدنا الصراط ـــــــ المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.

    ويا أيها الناس، إنما الهُدى هُدى الله، وكلا ولا ولن تستطيعوا أن تهدوا من تحبّون ولكن الله يهدي من يشاء الهُدى من عباده، وما يرسل الله المرسلين إلا مبشرين ومنذرين حتى لا تكون للناس حجَّة على ربّهم من بعد الرسل فيقولون لو أرسلت إلينا رسولاً لكنا أهدى من الذين كفروا برسل ربّهم. وما على الرسل إلا البلاغ المبين أن يعبدوا ربّهم وحده لا شريك له فمن أناب لربه ليرجو منه أن يبصّره بالحقّ هل هذا هو الحقّ من عندك ربي؟ فاهدني إليه وأرني الحقّ حقًا واصرف قلبي إليه يا من تحول بين المرء وقلبه إنك أنت السميع العليم. وهنا يأتي الهُدى من ربّ العالمين فيهديه إلى الحقّ ما دام يتمنى أن يتبع الحقّ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} صدق الله العظيم [الرعد:27].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    أفلا ترون بأنّ الله لا يهدي إليه إلا من يريد من عباده الهدى؟ فحقٌّ على الله أن يهديه إلى الحقّ. ولربّما يودّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول: "قال الله تعالى: {مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} صدق الله العظيم [الكهف:17]"، فيقول: "بل الله هو من يهدي وهو من يضل". ومن ثم يرد عليه المهديّ المنتظَر الحقّ فأقول: بلى إنّ الله يهدي من يشاء الهُدى من عباده ومن لم يشأ من ربّه الهدى فهنا يضلّه الله فيصرف قلبه عن الهدى بغير ظُلمٍ من ربّ العالمين وذلك لأنّ الله هو المُتحكم في القلوب تصديقاً لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    والله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون، وذلك لأنّ الله يبعث إلى الناس أحدهم ليُبيِّن لهم ما يتقون فمن شاء الهدى من الناس فحقّ على الله أن يهديه إليه ومن أبى أضلّه الله عن الهدى ضلالاً بعيداً تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١١٥﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولكن الجاهلون منكم يقولون: "لو شاء الله لهداني إلى الحقّ". ومن ثمّ نردّ عليه: ولكنك لم تشأ من ربك أن يهديك إلى الحقّ ولا يهدي الله إلى الحقّ إلا من يشاء الحقّ من عباده، وأما لو كان الهُدى بالقدرة لما أعجز الله أن يهديك والناس أجمعين فيصرف قلبك إلى الهُدى رغم أنفك فيثبتك على الحقّ إن ربي على كل شيء قدير. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٤٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فما هي حجَّة الله البالغة؟ وتجدونها في قول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن خلال ذلك ينطق المهديّ المنتظَر بالحكم الحقّ بينكم في شأن الهدى ونقول: بأنّ العبد مُخيّرٌ بين الحقّ والباطل، فإن اختار الحقّ صرف الله قلبه إلى الحقّ وسيّره إليه وإن اختار الباطل صرف الله قلبه إلى الباطل وسيّره إليه بمعنى أن الإنسان مخيرٌ ثم يسيِّره الله على حسب اختياره ولا يظلم ربك أحداً، ذلك بأنّ الله يحول بين المرء وقلبه فيصرف قلب العبد على حسب اختيار العبد، وبعثني الله إليكم لأبيّن لكم ما تتقون وأبيّن لكم آياته وأفصّلها لكم تفصيلاً فمن صدّق بآيات ربّه وأراد أن يتّبعها فحقٌّ على الله أن يهدي قلبه إلى الحقّ فيجعله من الموقنين فيصدق بأنني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين الذي ينطق بالحقّ ويهدي إلى الحقّ ويحكم بالحقّ فيستنبط حكم الله الحقّ من الكتاب الحقّ ومن أحسن من الله حُكماً فبأيّ حديثٍ بعد حكم الله وآياته تؤمنون؟

    ويا أيها الناس، أقسم بربّ العالمين لا يصدّق الحقّ إلا أولو الألباب منكم من الذين يتدبرون الكتاب فيتّبعون أحسنه تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأما الذين لا يستخدمون عقولهم ويتّبعون ما ليس لهم به علمٌ فيتبع كل ما لا يقبله العقل والمنطق فيقول: "إنّ المهديّ لا يقول أنه المهديّ بل نحن من نعرفه بنفسه فنقول له هو المهديّ المنتظَر شرط أن يقول كلا كلا لست المهديّ المنتظَر". ومن ثم يزداد إصرارهم على الضلال: "بل أنت المهديّ المنتظَر". حتى يقنعوه رغم أنفه! وأما ناصر محمد اليماني فإنه كذاب لأنه يُعرِّف الناس بنفسه أنه هو المهديّ المنتظَر فيشهر نفسه. ومن ثم يرّد عليهم المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني فأقول: أقسم بربّ العالمين بأنكم الآن في زمن الظهور والحوار من قبل الظهور، ومن بعد التصديق يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق للمبايعة، أم أنكم ترون أن الحقّ هو أن يظهر المهديّ المنتظَر عند المشعر الحرام فيقول أيها الناس إني المهديّ المنتظَر فبايعوني؟ ولكن من العسكر جاهلون لن يتفهموا الأمر فسوف ينقضّون عليه فيلقون عليه القبض وقد يبسطونه ضرباً فيلقونه في ظلمات السجون وقد لا يُبلّغون العلماء بشأنه وحتى ولو أبلغوهم بأنه يوجد شخصٌ ظهر عند الكعبة مجنونٌ ويقول أنه المهديّ المنتظَر لقال شيخ الحرم: "الله يشفيه"، ولم يقل: "آتوني به لعله ليس بمجنون وهو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم، فما يدريكم؟" ولن يحاوروه ولن يسألوا منه شيئاً.

    إذاً، يا قوم تالله لست غبياً، وكلا ولا ولن يظهر لكم ناصر محمد اليماني عند الركن اليماني إلا من بعد الدعوة للحوار ومن بعد التصديق يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق وهذا هو منطق العقل إن كنتم تعقلون، فأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أدعوكم للحوار من قبل الظهور ولكل دعوى برهان فإن لم ألجم علماء المسلمين بسلطان العلم فلست المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم إن لم يجدوا بأنّ الله زادني عليهم بسطةً في العلم لأحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الأحاديث النَّبويَّة فأستنبط لهم حكم الله من الآيات المحكمات بالقرآن العظيم وألجمهم بالحقّ إلجاماً حتى يصدّقوا بأني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم فيسلموا تسليماً فأهديهم والناس أجمعين بالقرآن العظيم إلى صراط ــــــ مستقيم تصديقاً لقول الله تعالى: {اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأنا المهديّ المنتظَر المُعتصم بحبل الله القرآن العظيم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    فما هو حبل الله الذي إن تفرق علماؤكم فيأمركم الله أن تعتصموا بمن رأيتموه معتصماً به؟ إنه القرآن العظيم، فيدعوهم للاحتكام إليه، فذلك حبل النجاة؛ ذلك القرآن العظيم تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا معشر علماء المسلمين، إني المهديّ المنتظَر الحقّ؛ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأشهد أن القرآن العظيم من عند الله وأشهد أنّ سنة محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - من عند الله وأشهد أنّ ما خالف من السُّنة لآيات القرآن المحكمات أنّ ذلك الحديث من عند غير الله من شياطين البشر المنافقين المؤمنين كذباً ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر فيكونوا من رواة الحديث ليصدّوا عن سبيل الله بأحاديث غير التي يقولها محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

    ويا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وكافة علماء المسلمين، إني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الناصر لمحمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - ولم آتِكم بكتابٍ جديد ولم يجعلني مبتدعاً؛ بل مُتبعاً لكتاب الله وسُنة رسوله الحقّ التي لا تخالف لآيات القرآن المحكمات البينات، ولم يأمرني الله بأن أحكم بينكم فيما اختلف فيه علماء الحديث منكم فآتي بحكمي من أحاديث السُّنة! إذاً لما استطعت أن ألجم المُمترين منكم وذلك لأني سوف آتي بحديثين أو ثلاثة عن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - ولكنه سوف يأتيني بعشرات إن لم تكن مئات الأحاديث عن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - تخالف للأحاديث القليلة التي أتيت بها في شأن موضوع الحوار، وأصبحت أحاديث المجادل أكثر من أحاديثي القليلة، وكل منا يقول أنها وردت عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ومن ثم ينفضّ المجلس وكل منا مُصرّ على أن الأحاديث التي أوردها هي الحقّ وما خالفها فهي أحاديث مُفتراة.

    إذاً ما هو الحل لهذه القضية؟ ومن أجل ذلك جئتكم لأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لأجمع شملكم ولتُوحيد صفكم عزًّا لكم رحمة من ربّكم، ولن أستطيع أن ألجمكم بالحقّ حتى آتيكم بالحكم الحقّ من القرآن العظيم كتاب الله المحفوظ من التحريف ليكون هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث في السُّنة المحمديّة، وذلك لأن الله لم يعدكم بحفظ السُّنة المحمديّة من التحريف. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكنه سبحانه وتعالى قد وعدكم بحفظ القرآن من التحريف لكي يكون هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث في السّنة النَّبويَّة بأن يردوا الأحاديث المتضادة إلى القرآن، وأيهم كان من عند غير الله فسوف يجدون بينه وبين الآيات المحكمات في هذا الشأن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وذلك لأنّ السُّنة المحمديّة هي كذلك من عند الله كما القرآن من عنده تعالى، ولكنه وعدكم بحفظ القرآن من التحريف لكي يكون هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث، وأحاديث الباطل إنما جاءت من عند غير الله؛ من شياطين البشر؛ من علماء اليهود الذين إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلَوا إلى شياطينهم من الجنّ قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون، وجاءت منهم طائفة إلى محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وقالوا: "نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أنك يا محمد رسول الله"، ولكن الله أخبركم إنما اتَّخذوا إيمانهم جُنَّة ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر ليكونوا من رواة الحديث فيصدوا بأحاديث لم يقلها عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ولكنهم لم يصدّوا بالسيف من بعد إيمانهم؛ بل بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام كما بيّن الله نوعية صدّهم الخطير في قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    وها هم قد نجحوا وصدّوكم عن الحقّ في زمن التأويل وعصر المهديّ المنتظَر وكثير من العلماء لو يأتيه المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني بتريليون برهان من القرآن من آياته المحكمات البيّنات لأعرض عنهن وأتاني بأحاديث بينها وبين القرآن اختلافاً كثيراً! ومن ثم يزعم أنه متمسك بكتاب الله وسُنة رسوله، ومن ثم أردّ عليه وأقول: كبر مقتاً عند الله أن تقول ما لا تفعل، فكيف تقول بأنك مُتمسك بكتاب الله وسنة رسوله؟ وها أنا المهديّ المنتظَر الحقّ أحاورك بكتاب الله ومن ثم تنبذه وراء ظهرك فتستمسك بما خالف ما أدعوك إليه! وأقسم بالله العظيم بأن من فعل ذلك وأتاني بأحاديث تخالف لما أدعوكم إليه أنه ليس على كتاب الله ولا سُنة رسوله ولم يستمسك بكتاب وسُنة رسوله الحقّ بل استمسك بأحاديثَ من عند غير الله؛ من أولياء الطاغوت، ومثله كمثل العنكبوت اتَّخذت بيتاً وأن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ولن يغنوا عنه من الله شيئاً، فكيف يكذب بحكم الله وينبذه وراء ظهره فيأتيني بحكم الطاغوت الذي يخالفه ومن ثم يزعم أنه عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؟ ألم يقل عليه الصلاة والسلام: [ما تشابه مع القرآن فهو مني]. بمعنى أنه ما خالف لآيات القرآن المحكمات فإنه ليس عنه عليه الصلاة والسلام، أفلا تعقلون!

    ويا أسفي على بعض طلّاب العلم والباحثين عن الحقيقة، فبمجرد ما يسأل عالِماً ليفتيه في شأني فيقول العالم: وما اسمه؟ قال: ناصر محمد اليماني، ومن ثم يغضب عليه العالم ويقول له: "اتقِ الله فلا تتبع هذا الدجال الكذاب، فكيف يقول أنه المهديّ المنتظَر واسم المهديّ المنتظَر (محمد) وليس ناصر محمد؟ بل هو على ضلال مُبين". ومن ثم يقوم السائل وهو يرتعد وإذا كان من أصحاب المواقع فيذهب إلى موقعه فيحذف بياني إذا كان موجوداً لديه! ومن فعل ذلك فأقسم بالله العلي العظيم إنه كالأنعام بل هم أضل سبيلا وهم الباحثون عن الحقيقة الذي بمجرد ما يفتيه العالِم أني لست المهديّ المنتظَر ومن ثم يذهب لبيان ناصر محمد اليماني في موقعه فيقوم بحذفه أو يقوم بوضع اشتراك لكي يقوم بسب وشتم ناصر محمد اليماني وذلك ليس من الرجال، ولكن من المؤمنين رجال بمجرد ما يفتيه هذا العالِم فسوف يقول له: "يا فضيلة الشيخ إن ناصر محمد اليماني الذي يزعم أنه المهديّ المنتظَر يدعوكم للاحتكام لأحكام الله في القرآن العظيم، ويا فضيلة الشيخ تعالَ وألجمه إن كانت فتواك في شأنه هي الحقّ، وإذا ليس لديك خبره في الإنترنت يا فضيلة الشيخ فأنا سوف أساعدك وأنت تُمليني وأنا أكتب حتى تلجم ناصر محمد اليماني فتوقفه عند حدّه حتى لا يضلّ المسلمين إن كنت تراه على ضلال مُبين".

    ولكني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أقول: يا معشر علماء المسلمين أجمعين، ويا معشر علماء النصارى ويا معشر علماء اليهود، لئن تقدم أحدكم لحواري بمنطق القرآن العظيم ومن ثم ألجمني فأنا لست المهديّ المنتظَر وأن علي لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أو على الذين يفتون في شأني وهم لم يحاوروني حتى يتبيّن لهم أمري فهم يصدّون على المهديّ المنتظَر صدوداً؛ بل هم أشرّ علماءٍ تحت سقف السماء الذين يفتون الأنعام المصدقين لهم بغير علمٍ! ولو كان عالِماً جليلاً وفضيلاً وله وزنٌ ثقيلٌ في ظلٍ ظليلٍ لقال: "يا أيها السائل لن أستطيع أن أفتيك في شأن هذا الرجل الآن وسوف أذهب معك لتفتح لي الجهاز فتظهرني على المزيد من بياناته حتى يتبيّن لي شأنه حتى لا أصدّ عن الحقّ، وإن تبيّن أنه على ضلالٍ فسوف ألجم ناصر محمد اليماني بسلطان العلم فأوقفه عند حدّه وأخرس لسانه حتى لا يتبعه أحدُ المسلمين فيضلهم عن الصراط المستقيم إن كان ناصر محمد اليماني على ضلال مبين". فذلك هو العالِم الذي لا يقول على الله ما لا يعلم؛ أولئك من خيار العلماء تحت سقف السماء، وأما الذين يفتون في شأني بسبب فتنة الاسم فلو كان في زمن مبعث محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - لكان من أشدّ الناس كفراً بمحمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ويقول: "يا محمد، كيف تقول إنك رسول الله والذي بشر به المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام اسمه أحمد وأنت اسمك محمد؟ بل أنت كذّاب أشر!". وسوف يعلمون غداً من الكذاب الأشر.

    وأقسم بالله العلي العظيم أنه من كذب بشأن المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني فكأنما كذب بمحمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وبالقرآن العظيم وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني يتحداكم بكلام الله ربّ العالمين وليس بآياته المتشابهات؛ بل بآياته المحكمات البيّنات، ومن ثم تعرضون عن الحقّ وتزعمون أنكم مستمسكون بكتاب الله وسُنة رسوله وأنتم لستم على كتاب الله ولا سُنة رسوله!

    يا معشر علماء المسلمين الذين يفتون في شأني من قبل أن يتبيّن لهم أمري فيلجموني بالحقّ أو ألجمهم بالحقّ ولكنهم متكبرين حتى عن حواري ويقولون: "إنما الحوار يزيد هذا الشخص شهرة وسمعة"، بل هو هروب من الحوار يا أيها العالِم الجبان الذي تفتي في أمري وتتهرب من الحوار ومن صدق فتواك في شأني من المسلمين فهو كالذي يُنعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً؛ أولئك كالأنعام التي تزجرها بدعائك فتنزجر برغم أنها لا تعلم منطقك ولكنها خافت من صوتك عليها فانزجرت، وكذلك الباحثين الذين يصدقون فتوى علماء لم يتنازلوا للحوار متكبرين وليس لديهم غيرة على دينهم ولو كان لديه غيرة على الدين لزأر بالحقّ وجاء ليحاور فيذود عن حياض الدين فيلجم ناصر محمد اليماني إلجاماً إن كان على ضلال مبين، ولا أقصد بكلامي هذا أحداً معيناً من علماء المسلمين أعلم أن تجرأ للفتوى في شأني، ولكن الباحثين عن الحقيقة يعلمون من أفتاهم فليأتِني للحوار إن كان من الصادقين، ولكن مثله كمثل المتفرج إلى فارسٍ على جواده يقول هل من مبارز؟ فيقول هذا المتفرج لو شئت لخرجت إليه إلى الميدان ولغلبته بالمبارزة، فنقول تقدم إن كنت من الصادقين أما الكلام فهو سهل يسير أن تقول أن ناصر محمد اليماني على ضلال! فإن كنت صادقاً بأني على ضلالٍ فهيا ألجمني بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ ومن آيات القرآن المحكمات البيّنات إن كنت من الصادقين.

    ويا حسين العضو الجديد أهلاً وسهلاً ومرحباً بك أخي الكريم، أرسل بهذا البيان إلى من استطعت من علماء الدين ومفتي الديار الإسلاميّة ليذودوا عن حياض الدين فيلجموا ناصر محمد اليماني إن كان على ضلالٍ مبينٍ أو أُلجمُهم بعلم وسلطان منير، وسوف ننظر أيّنا يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراط مستقيمٍ يا معشر علماء المسلمين المعرضين عن الحوار. ومضى أكثر من ثلاثة سنوات وناصر محمد اليماني يدعوهم للحوار عبر طاولة الحوار العالميّة - نعمة الله الكبرى - لنشر الدين وتعليم المسلمين أمور دينهم بالحقّ بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ. وإن استطعت أن تعلن لهم عبر أحد القنوات الفضائيّة بما يلي:
    ((من الإمام المنتظَر الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم؛ الإمام ناصر محمد اليماني إلى معشر جميع علماء المسلمين والنصارى واليهود، ثم أما بعد..
    إني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ، أدعوكم للحوار إلى طاولة الحوار العالميّة؛ موقع الإمام ناصر محمد اليماني بمنتديات البشرى الإسلامية بالإنترنت العالميّة لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأُعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون لا أنتم ولا آباؤكم الأوّلون. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين)).


    ويا معشر الأثرياء، من الذي سوف يمدني بقناةٍ فضائيّةٍ فيفوز فوزاً عظيماً ويجعله الله من المكرمين في الدنيا ويوم يقوم الناس لربّ العالمين؛ حتى أتلو فيها البيان الحقّ للقرآن لكافة الناس أجمعين فأتلوها باللغة العربيّة ويتلوها الحسين بن عمر باللغة الإنجليزيّة؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني .
    _________________

    مجموعة من البيانات إلى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة
    وإلى جميع علماء المُسلمين ومُفتيي الديار الإسلاميّة:

    https://mahdialumma.net/showthread.php?91


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : ماجد الاسدي
    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 06 - 1429 هـ
    13 - 06 - 2008 مـ
    11:44 مساءً
    ــــــــــــــــــــ

    الرابط: https://mahdialumma.net/showthread.php?p=51492

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 51492 من موضوع [مجموعة من البيانات إلى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وإلى جميع علماء المُسلمين ومُفتي الديار الإسلاميّة] ..

    - 9 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    18 - صفر - 1430 هـ
    13 - 02 - 2009 مـ
    01:25 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسمي لأم القرى)
    ـــــــــــــــ



    وأنا على ذلك لمن الشاهدين ..

    أعوذُ بالله العلي العظيم من الشيطان الرجيم، بســــم الله الرحمن الرحيــــم.

    قال تعالى:
    {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القرآن أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24].
    قال تعالى:
    {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:17].
    قال تعالى:
    {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:22].
    قال تعالى:
    {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:32].
    قال تعالى:
    {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:40].
    قال تعالى:
    {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القرآن عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر:21].
    قال تعالى:
    {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القرآن مِنْ كلّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [الزمر:27].
    قال تعالى:
    {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القرآن مِن كلّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59)} [الروم].
    قال تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50)} [يس].
    قال تعالى:
    {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ(179)} [الصافات].
    صـــــــدق الله العظيــــم

    وأنا على ذلك لمن الشاهدين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ



    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 06 - 1429 هـ
    13 - 06 - 2008 مـ
    11:44 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    بيان المهديّ المنتظَر إلى رئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من اليماني المنتظَر المهديّ المنتظَر من آل البيت المُطَّهر؛ الخليفة الناصر لمحمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؛ الإمام ناصر محمد اليماني إلى رئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وإلى جميع أعضاء هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة مهبط القرآن العظيم، وإلى جميع علماء المسلمين وكافة المسلمين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد..

    يا معشر علماء الأمَّة، إني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ، حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم كتاب الله المهيمن على التوراة والإنجيل والجامع لجميع الكتب السماويّة تصديقاً لقول الله تعالى: {هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي} صدق الله العظيم [الأنبياء:24]، ذلك الذكر المحفوظ من التحريف ليكون حجَّة الله للعالِم وحجَّة الله على طالب العلم.

    ويا معشر طلّاب العلم، لقد حذركم الله أن تتبعوا ما ليس لكم به علم وإن اِتّبعتم ما ليس لكم به علم بدون تفكرٍ ولا تدبُّرٍ فسوف يسألكم عن سمعكم وأبصاركم وأفئدتكم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فما خطبكم تتبعون رواياتٍ وأحاديث دون أن تستخدموا عقولكم هل هي منطقية أم لا يقبلها منطق العقل؟ كمثل روايةٍ تقولون فيها أن المهديّ المنتظَر لا يُشهر نفسه فيقول أنا المهديّ المنتظَر؛ بل الناس من يعرّفونه بنفسه فيقولون أنت المهديّ المنتظَر! ومن ثم يقول كلا كلا لست المهديّ المنتظَر، ومن ثم يزدادون إصراراً فيقولون: بل أنت المهديّ المنتظَر حتى يقنعوه بأنه المهديّ المُنتظَر! فهل هذا منطقٌ يقبله أولو الألباب، فهل يتذكّر إلا أولي الألباب؟ وأقسم بالله العظيم لا تستطيعون أن تعلموا من هو المهديّ المنتظَر لو تعمّرتم تريليون عاماً وأنتم تبحثون في الأجيال أيّهم المهديّ المنتظَر ما لم يُعرفكم بشأنه فيقول: يا أيها الناس أني أنا المهديّ المنتظَر قد اصطفاني الله عليكم وزادني بسطةً في العلم على جميع علماء الأمَّة حتى أحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، فلا تُجادلونني في شيء إلا غلبتُكم بعلمٍ من الكتاب المُنير المحفوظ من التحريف إلى يوم الدين، فإن لم تجدوني أعلَمَكم بكتاب الله فأنا لست المهديّ المنتظَر ولكلّ دعوى برهان، فلنحتكم إلى القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين.

    ويا معشر علماء الأمَّة، أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ابتعثني الله رحمةً لكم وللناس أجمعين إلّا من أبى وكذّب بالحقّ بعد ما تبين له أنه الحقّ من ربّه فهو للحقّ لمن الكارهين وهو من شياطين الجنّ والإنس الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيِّ يتخذونه سبيلاً، فهؤلاء لن يهديهم الله بعلم الهدى ما لم يشاءوا الهُدى، ولا يهدي الله إلى الحقّ إلا من يشاء الهُدى من العباد فيعترفون بأنّ الحمد لله ربّ العالمين وأنه مالك يوم الدين ويعترفون بأنه من يستحق العبادة فيقولون إياك نعبد وإياك نستعين، ومن ثم يأتي اللجوء بالدعاء لربهم فيقولون اهدنا الصراط ـــــــ المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.

    ويا أيها الناس، إنما الهُدى هُدى الله، وكلا ولا ولن تستطيعوا أن تهدوا من تحبّون ولكن الله يهدي من يشاء الهُدى من عباده، وما يرسل الله المرسلين إلا مبشرين ومنذرين حتى لا تكون للناس حجَّة على ربّهم من بعد الرسل فيقولون لو أرسلت إلينا رسولاً لكنا أهدى من الذين كفروا برسل ربّهم. وما على الرسل إلا البلاغ المبين أن يعبدوا ربّهم وحده لا شريك له فمن أناب لربه ليرجو منه أن يبصّره بالحقّ هل هذا هو الحقّ من عندك ربي؟ فاهدني إليه وأرني الحقّ حقًا واصرف قلبي إليه يا من تحول بين المرء وقلبه إنك أنت السميع العليم. وهنا يأتي الهُدى من ربّ العالمين فيهديه إلى الحقّ ما دام يتمنى أن يتبع الحقّ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} صدق الله العظيم [الرعد:27].

    وتصديقاً لقوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    أفلا ترون بأنّ الله لا يهدي إليه إلا من يريد من عباده الهدى؟ فحقٌّ على الله أن يهديه إلى الحقّ. ولربّما يودّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول: "قال الله تعالى: {مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} صدق الله العظيم [الكهف:17]"، فيقول: "بل الله هو من يهدي وهو من يضل". ومن ثم يرد عليه المهديّ المنتظَر الحقّ فأقول: بلى إنّ الله يهدي من يشاء الهُدى من عباده ومن لم يشأ من ربّه الهدى فهنا يضلّه الله فيصرف قلبه عن الهدى بغير ظُلمٍ من ربّ العالمين وذلك لأنّ الله هو المُتحكم في القلوب تصديقاً لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    والله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون، وذلك لأنّ الله يبعث إلى الناس أحدهم ليُبيِّن لهم ما يتقون فمن شاء الهدى من الناس فحقّ على الله أن يهديه إليه ومن أبى أضلّه الله عن الهدى ضلالاً بعيداً تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١١٥﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولكن الجاهلون منكم يقولون: "لو شاء الله لهداني إلى الحقّ". ومن ثمّ نردّ عليه: ولكنك لم تشأ من ربك أن يهديك إلى الحقّ ولا يهدي الله إلى الحقّ إلا من يشاء الحقّ من عباده، وأما لو كان الهُدى بالقدرة لما أعجز الله أن يهديك والناس أجمعين فيصرف قلبك إلى الهُدى رغم أنفك فيثبتك على الحقّ إن ربي على كل شيء قدير. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٤٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فما هي حجَّة الله البالغة؟ وتجدونها في قول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن خلال ذلك ينطق المهديّ المنتظَر بالحكم الحقّ بينكم في شأن الهدى ونقول: بأنّ العبد مُخيّرٌ بين الحقّ والباطل، فإن اختار الحقّ صرف الله قلبه إلى الحقّ وسيّره إليه وإن اختار الباطل صرف الله قلبه إلى الباطل وسيّره إليه بمعنى أن الإنسان مخيرٌ ثم يسيِّره الله على حسب اختياره ولا يظلم ربك أحداً، ذلك بأنّ الله يحول بين المرء وقلبه فيصرف قلب العبد على حسب اختيار العبد، وبعثني الله إليكم لأبيّن لكم ما تتقون وأبيّن لكم آياته وأفصّلها لكم تفصيلاً فمن صدّق بآيات ربّه وأراد أن يتّبعها فحقٌّ على الله أن يهدي قلبه إلى الحقّ فيجعله من الموقنين فيصدق بأنني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين الذي ينطق بالحقّ ويهدي إلى الحقّ ويحكم بالحقّ فيستنبط حكم الله الحقّ من الكتاب الحقّ ومن أحسن من الله حُكماً فبأيّ حديثٍ بعد حكم الله وآياته تؤمنون؟

    ويا أيها الناس، أقسم بربّ العالمين لا يصدّق الحقّ إلا أولو الألباب منكم من الذين يتدبرون الكتاب فيتّبعون أحسنه تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأما الذين لا يستخدمون عقولهم ويتّبعون ما ليس لهم به علمٌ فيتبع كل ما لا يقبله العقل والمنطق فيقول: "إنّ المهديّ لا يقول أنه المهديّ بل نحن من نعرفه بنفسه فنقول له هو المهديّ المنتظَر شرط أن يقول كلا كلا لست المهديّ المنتظَر". ومن ثم يزداد إصرارهم على الضلال: "بل أنت المهديّ المنتظَر". حتى يقنعوه رغم أنفه! وأما ناصر محمد اليماني فإنه كذاب لأنه يُعرِّف الناس بنفسه أنه هو المهديّ المنتظَر فيشهر نفسه. ومن ثم يرّد عليهم المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني فأقول: أقسم بربّ العالمين بأنكم الآن في زمن الظهور والحوار من قبل الظهور، ومن بعد التصديق يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق للمبايعة، أم أنكم ترون أن الحقّ هو أن يظهر المهديّ المنتظَر عند المشعر الحرام فيقول أيها الناس إني المهديّ المنتظَر فبايعوني؟ ولكن من العسكر جاهلون لن يتفهموا الأمر فسوف ينقضّون عليه فيلقون عليه القبض وقد يبسطونه ضرباً فيلقونه في ظلمات السجون وقد لا يُبلّغون العلماء بشأنه وحتى ولو أبلغوهم بأنه يوجد شخصٌ ظهر عند الكعبة مجنونٌ ويقول أنه المهديّ المنتظَر لقال شيخ الحرم: "الله يشفيه"، ولم يقل: "آتوني به لعله ليس بمجنون وهو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم، فما يدريكم؟" ولن يحاوروه ولن يسألوا منه شيئاً.

    إذاً، يا قوم تالله لست غبياً، وكلا ولا ولن يظهر لكم ناصر محمد اليماني عند الركن اليماني إلا من بعد الدعوة للحوار ومن بعد التصديق يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق وهذا هو منطق العقل إن كنتم تعقلون، فأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أدعوكم للحوار من قبل الظهور ولكل دعوى برهان فإن لم ألجم علماء المسلمين بسلطان العلم فلست المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم إن لم يجدوا بأنّ الله زادني عليهم بسطةً في العلم لأحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الأحاديث النَّبويَّة فأستنبط لهم حكم الله من الآيات المحكمات بالقرآن العظيم وألجمهم بالحقّ إلجاماً حتى يصدّقوا بأني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم فيسلموا تسليماً فأهديهم والناس أجمعين بالقرآن العظيم إلى صراط ــــــ مستقيم تصديقاً لقول الله تعالى: {اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأنا المهديّ المنتظَر المُعتصم بحبل الله القرآن العظيم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    فما هو حبل الله الذي إن تفرق علماؤكم فيأمركم الله أن تعتصموا بمن رأيتموه معتصماً به؟ إنه القرآن العظيم، فيدعوهم للاحتكام إليه، فذلك حبل النجاة؛ ذلك القرآن العظيم تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا معشر علماء المسلمين، إني المهديّ المنتظَر الحقّ؛ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأشهد أن القرآن العظيم من عند الله وأشهد أنّ سنة محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - من عند الله وأشهد أنّ ما خالف من السُّنة لآيات القرآن المحكمات أنّ ذلك الحديث من عند غير الله من شياطين البشر المنافقين المؤمنين كذباً ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر فيكونوا من رواة الحديث ليصدّوا عن سبيل الله بأحاديث غير التي يقولها محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

    ويا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وكافة علماء المسلمين، إني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الناصر لمحمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - ولم آتِكم بكتابٍ جديد ولم يجعلني مبتدعاً؛ بل مُتبعاً لكتاب الله وسُنة رسوله الحقّ التي لا تخالف لآيات القرآن المحكمات البينات، ولم يأمرني الله بأن أحكم بينكم فيما اختلف فيه علماء الحديث منكم فآتي بحكمي من أحاديث السُّنة! إذاً لما استطعت أن ألجم المُمترين منكم وذلك لأني سوف آتي بحديثين أو ثلاثة عن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - ولكنه سوف يأتيني بعشرات إن لم تكن مئات الأحاديث عن رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - تخالف للأحاديث القليلة التي أتيت بها في شأن موضوع الحوار، وأصبحت أحاديث المجادل أكثر من أحاديثي القليلة، وكل منا يقول أنها وردت عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ومن ثم ينفضّ المجلس وكل منا مُصرّ على أن الأحاديث التي أوردها هي الحقّ وما خالفها فهي أحاديث مُفتراة.

    إذاً ما هو الحل لهذه القضية؟ ومن أجل ذلك جئتكم لأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لأجمع شملكم ولتُوحيد صفكم عزًّا لكم رحمة من ربّكم، ولن أستطيع أن ألجمكم بالحقّ حتى آتيكم بالحكم الحقّ من القرآن العظيم كتاب الله المحفوظ من التحريف ليكون هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث في السُّنة المحمديّة، وذلك لأن الله لم يعدكم بحفظ السُّنة المحمديّة من التحريف. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكنه سبحانه وتعالى قد وعدكم بحفظ القرآن من التحريف لكي يكون هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث في السّنة النَّبويَّة بأن يردوا الأحاديث المتضادة إلى القرآن، وأيهم كان من عند غير الله فسوف يجدون بينه وبين الآيات المحكمات في هذا الشأن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وذلك لأنّ السُّنة المحمديّة هي كذلك من عند الله كما القرآن من عنده تعالى، ولكنه وعدكم بحفظ القرآن من التحريف لكي يكون هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث، وأحاديث الباطل إنما جاءت من عند غير الله؛ من شياطين البشر؛ من علماء اليهود الذين إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلَوا إلى شياطينهم من الجنّ قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون، وجاءت منهم طائفة إلى محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وقالوا: "نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أنك يا محمد رسول الله"، ولكن الله أخبركم إنما اتَّخذوا إيمانهم جُنَّة ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر ليكونوا من رواة الحديث فيصدوا بأحاديث لم يقلها عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ولكنهم لم يصدّوا بالسيف من بعد إيمانهم؛ بل بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام كما بيّن الله نوعية صدّهم الخطير في قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    وها هم قد نجحوا وصدّوكم عن الحقّ في زمن التأويل وعصر المهديّ المنتظَر وكثير من العلماء لو يأتيه المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني بتريليون برهان من القرآن من آياته المحكمات البيّنات لأعرض عنهن وأتاني بأحاديث بينها وبين القرآن اختلافاً كثيراً! ومن ثم يزعم أنه متمسك بكتاب الله وسُنة رسوله، ومن ثم أردّ عليه وأقول: كبر مقتاً عند الله أن تقول ما لا تفعل، فكيف تقول بأنك مُتمسك بكتاب الله وسنة رسوله؟ وها أنا المهديّ المنتظَر الحقّ أحاورك بكتاب الله ومن ثم تنبذه وراء ظهرك فتستمسك بما خالف ما أدعوك إليه! وأقسم بالله العظيم بأن من فعل ذلك وأتاني بأحاديث تخالف لما أدعوكم إليه أنه ليس على كتاب الله ولا سُنة رسوله ولم يستمسك بكتاب وسُنة رسوله الحقّ بل استمسك بأحاديثَ من عند غير الله؛ من أولياء الطاغوت، ومثله كمثل العنكبوت اتَّخذت بيتاً وأن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ولن يغنوا عنه من الله شيئاً، فكيف يكذب بحكم الله وينبذه وراء ظهره فيأتيني بحكم الطاغوت الذي يخالفه ومن ثم يزعم أنه عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؟ ألم يقل عليه الصلاة والسلام: [ما تشابه مع القرآن فهو مني]. بمعنى أنه ما خالف لآيات القرآن المحكمات فإنه ليس عنه عليه الصلاة والسلام، أفلا تعقلون!

    ويا أسفي على بعض طلّاب العلم والباحثين عن الحقيقة، فبمجرد ما يسأل عالِماً ليفتيه في شأني فيقول العالم: وما اسمه؟ قال: ناصر محمد اليماني، ومن ثم يغضب عليه العالم ويقول له: "اتقِ الله فلا تتبع هذا الدجال الكذاب، فكيف يقول أنه المهديّ المنتظَر واسم المهديّ المنتظَر (محمد) وليس ناصر محمد؟ بل هو على ضلال مُبين". ومن ثم يقوم السائل وهو يرتعد وإذا كان من أصحاب المواقع فيذهب إلى موقعه فيحذف بياني إذا كان موجوداً لديه! ومن فعل ذلك فأقسم بالله العلي العظيم إنه كالأنعام بل هم أضل سبيلا وهم الباحثون عن الحقيقة الذي بمجرد ما يفتيه العالِم أني لست المهديّ المنتظَر ومن ثم يذهب لبيان ناصر محمد اليماني في موقعه فيقوم بحذفه أو يقوم بوضع اشتراك لكي يقوم بسب وشتم ناصر محمد اليماني وذلك ليس من الرجال، ولكن من المؤمنين رجال بمجرد ما يفتيه هذا العالِم فسوف يقول له: "يا فضيلة الشيخ إن ناصر محمد اليماني الذي يزعم أنه المهديّ المنتظَر يدعوكم للاحتكام لأحكام الله في القرآن العظيم، ويا فضيلة الشيخ تعالَ وألجمه إن كانت فتواك في شأنه هي الحقّ، وإذا ليس لديك خبره في الإنترنت يا فضيلة الشيخ فأنا سوف أساعدك وأنت تُمليني وأنا أكتب حتى تلجم ناصر محمد اليماني فتوقفه عند حدّه حتى لا يضلّ المسلمين إن كنت تراه على ضلال مُبين".

    ولكني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أقول: يا معشر علماء المسلمين أجمعين، ويا معشر علماء النصارى ويا معشر علماء اليهود، لئن تقدم أحدكم لحواري بمنطق القرآن العظيم ومن ثم ألجمني فأنا لست المهديّ المنتظَر وأن علي لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أو على الذين يفتون في شأني وهم لم يحاوروني حتى يتبيّن لهم أمري فهم يصدّون على المهديّ المنتظَر صدوداً؛ بل هم أشرّ علماءٍ تحت سقف السماء الذين يفتون الأنعام المصدقين لهم بغير علمٍ! ولو كان عالِماً جليلاً وفضيلاً وله وزنٌ ثقيلٌ في ظلٍ ظليلٍ لقال: "يا أيها السائل لن أستطيع أن أفتيك في شأن هذا الرجل الآن وسوف أذهب معك لتفتح لي الجهاز فتظهرني على المزيد من بياناته حتى يتبيّن لي شأنه حتى لا أصدّ عن الحقّ، وإن تبيّن أنه على ضلالٍ فسوف ألجم ناصر محمد اليماني بسلطان العلم فأوقفه عند حدّه وأخرس لسانه حتى لا يتبعه أحدُ المسلمين فيضلهم عن الصراط المستقيم إن كان ناصر محمد اليماني على ضلال مبين". فذلك هو العالِم الذي لا يقول على الله ما لا يعلم؛ أولئك من خيار العلماء تحت سقف السماء، وأما الذين يفتون في شأني بسبب فتنة الاسم فلو كان في زمن مبعث محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - لكان من أشدّ الناس كفراً بمحمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ويقول: "يا محمد، كيف تقول إنك رسول الله والذي بشر به المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام اسمه أحمد وأنت اسمك محمد؟ بل أنت كذّاب أشر!". وسوف يعلمون غداً من الكذاب الأشر.

    وأقسم بالله العلي العظيم أنه من كذب بشأن المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني فكأنما كذب بمحمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وبالقرآن العظيم وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني يتحداكم بكلام الله ربّ العالمين وليس بآياته المتشابهات؛ بل بآياته المحكمات البيّنات، ومن ثم تعرضون عن الحقّ وتزعمون أنكم مستمسكون بكتاب الله وسُنة رسوله وأنتم لستم على كتاب الله ولا سُنة رسوله!

    يا معشر علماء المسلمين الذين يفتون في شأني من قبل أن يتبيّن لهم أمري فيلجموني بالحقّ أو ألجمهم بالحقّ ولكنهم متكبرين حتى عن حواري ويقولون: "إنما الحوار يزيد هذا الشخص شهرة وسمعة"، بل هو هروب من الحوار يا أيها العالِم الجبان الذي تفتي في أمري وتتهرب من الحوار ومن صدق فتواك في شأني من المسلمين فهو كالذي يُنعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً؛ أولئك كالأنعام التي تزجرها بدعائك فتنزجر برغم أنها لا تعلم منطقك ولكنها خافت من صوتك عليها فانزجرت، وكذلك الباحثين الذين يصدقون فتوى علماء لم يتنازلوا للحوار متكبرين وليس لديهم غيرة على دينهم ولو كان لديه غيرة على الدين لزأر بالحقّ وجاء ليحاور فيذود عن حياض الدين فيلجم ناصر محمد اليماني إلجاماً إن كان على ضلال مبين، ولا أقصد بكلامي هذا أحداً معيناً من علماء المسلمين أعلم أن تجرأ للفتوى في شأني، ولكن الباحثين عن الحقيقة يعلمون من أفتاهم فليأتِني للحوار إن كان من الصادقين، ولكن مثله كمثل المتفرج إلى فارسٍ على جواده يقول هل من مبارز؟ فيقول هذا المتفرج لو شئت لخرجت إليه إلى الميدان ولغلبته بالمبارزة، فنقول تقدم إن كنت من الصادقين أما الكلام فهو سهل يسير أن تقول أن ناصر محمد اليماني على ضلال! فإن كنت صادقاً بأني على ضلالٍ فهيا ألجمني بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ ومن آيات القرآن المحكمات البيّنات إن كنت من الصادقين.

    ويا حسين العضو الجديد أهلاً وسهلاً ومرحباً بك أخي الكريم، أرسل بهذا البيان إلى من استطعت من علماء الدين ومفتي الديار الإسلاميّة ليذودوا عن حياض الدين فيلجموا ناصر محمد اليماني إن كان على ضلالٍ مبينٍ أو أُلجمُهم بعلم وسلطان منير، وسوف ننظر أيّنا يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراط مستقيمٍ يا معشر علماء المسلمين المعرضين عن الحوار. ومضى أكثر من ثلاثة سنوات وناصر محمد اليماني يدعوهم للحوار عبر طاولة الحوار العالميّة - نعمة الله الكبرى - لنشر الدين وتعليم المسلمين أمور دينهم بالحقّ بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ. وإن استطعت أن تعلن لهم عبر أحد القنوات الفضائيّة بما يلي:
    ((من الإمام المنتظَر الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم؛ الإمام ناصر محمد اليماني إلى معشر جميع علماء المسلمين والنصارى واليهود، ثم أما بعد..
    إني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ، أدعوكم للحوار إلى طاولة الحوار العالميّة؛ موقع الإمام ناصر محمد اليماني بمنتديات البشرى الإسلامية بالإنترنت العالميّة لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأُعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون لا أنتم ولا آباؤكم الأوّلون. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين)).


    ويا معشر الأثرياء، من الذي سوف يمدني بقناةٍ فضائيّةٍ فيفوز فوزاً عظيماً ويجعله الله من المكرمين في الدنيا ويوم يقوم الناس لربّ العالمين؛ حتى أتلو فيها البيان الحقّ للقرآن لكافة الناس أجمعين فأتلوها باللغة العربيّة ويتلوها الحسين بن عمر باللغة الإنجليزيّة؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني .
    _________________

    مجموعة من البيانات إلى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة
    وإلى جميع علماء المُسلمين ومُفتيي الديار الإسلاميّة:

    https://mahdialumma.net/showthread.php?91


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    رابط الاقتباس :
    https://mahdialumma.net/showthread.php?p=441736
    انتهى الاقتباس من ماجد الاسدي
    ونعم بالله الذي يحول بين المرء وقلبه يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم

المواضيع المتشابهه
  1. أحبتي الأنصار والباحثين عن الحق في العالم بأسره..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى مواضيع وعلامات لها علاقة بالمهدي المنتظر
    مشاركات: 129
    آخر مشاركة: 27-05-2023, 03:38 PM
  2. [ فيديو ] أحبتي الأنصار والباحثين عن الحق في العالم بأسره..
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-02-2022, 01:31 PM
  3. منقول للتذکیر {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} صدق الله العظيم
    بواسطة ابو محمد الكعبي في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-06-2015, 02:24 AM
  4. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-03-2010, 01:09 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •